( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
اسدلت دنيا جفونها بينما تقول متنهده بزيف وهي تتطلع الي تلك المرأه التي جلست امامها تستمع إليها وفي عيناها الف سؤال عن سبب زياره دنيا المفاجاه لها : وهو انا ولا دياب كنا قصرنا معاها في حاجه ...اهو الواحد مش لازم يقول بيعمل ايه معاها ولا مع عيالها
رفعت عيناها تجاه سعديه والده عبد العزيز ذات الوجه خشن الملامح بينما تتابع : وهما عيالها وعيالي ايه مش واحد وانتي عارفه يا ام عبد العزيز مصاريف العيال ومع ذلك دياب قالي رقبتي سداده بس نقول ايه بقي !!
لم تتلقي اي استجابه من ملامح سعديه لتدير راسها تجاه عبد العزيز زوج اختها السابق والذي لم يكن متمهل مثل والدته ليسمع ويعرف سبب زياره دنيا والتي سرعان ما ترجمها ليهتف بامتعاض واضح : لو جايه تقولي ليا ارجعها ....انفلتت ضحكه ساخره من شفاه دنيا بينما استدارت تجاه عبد العزيز وقالت متهكمه : ترجعها .... ومين قالك أنها عاوزة ترجع ولا مستنيه اصلا ترجع
هتفت سعديه باحتدام : ولما هو كده امال انتي جايه ليه ؟!
قالت دنيا بحزن زائف : جيت اعرفكم
رفع عبد العزيز حاجبه وهتف بصوت خشن : تعرفينا ايه ؟!
قالت دنيا وهي تهز كتفها بينما تخفي نظرات الحقد في عيونها ونبرتها : اللي عرفته لما فضلت سمر مصممه تنزل السوق مع أني قولتها بلاش قله قيمه قامت قالت عاوزة اصرف علي عيالي ودياب مقصرش وأداها مصروف عيالها
تنهدت وتابعت : بس هي صممت علي نزله السوق واهو في الاخر فهمت كانت عاوزة تنزل السوق ليه ؟!
نظرت سعديه لها بفضول لتلقي دنيا كلماتها ساخره :
كلها يوم والتاني وجابت الراجل اللي بقاله سنين قاعد علي عياله يربيهم وفجاه لا قالت عيالي ولا غيره وقالت يا جواز !!
احتدمت نظرات عبد العزيز بينما لمعت عيون دنيا بالمكر الذي قرأته سعديه بنظراتها بينما همت واقفه وهي تتابع : هترمي العيال خدامين للمعلم ياسين وهي تتجوز وتتستت وده اللي جابني ...خوفت علي العيال اهم في الاخر عيال اختي !
.........
.....
بهمه وعزيمه تحركت وصال هنا وهناك تستعد لتلك العزومه التي فرضتها حماتها عليها ولكنها لم تأخذها علي هذا المحمل بل اخذتها ببساطه جعلت الابتسامه تغزو ملامح هادي وهي ترحب وتخبره الا يقلق وأنها ستتولي كل شيء ليذهب الي عمله مطمأن وماذا بها هل هو اختبار فقد تخطت اختبارات كثيره اينعم لم يكن من بينهم اختبار بمهارات الطبخ ولكنها ستتجاوزه ولن تخذل حبيبها ...إذن فليكن !!
......
........
ابتسم دياب الي بهيه التي جاهدت أن تخفي خوفها وتوترها عنه كما اعتادت دوما اخفاء مشاعرها عنه وفقط إبداء السعاده أمامه ولكن من قال إنها مهما تخفي أنه لن يشعر ...امسك دياب بيدها بين يديه الحنونه ونظر لها قائلا : خايفه يا حبه قلبي
هزت بهيه راسها بابتسامه : خايفه تتعشم علي الفاضي
قال دياب بعتاب هاديء : مش قولنا عشمنا في كرم ربنا
اومات له ليقول بتشجيع : بأمر الله هتحملي يا بهيه ومش بس هتجيبي ليا عيل واحد لا هتجيبي خمسه سته
ابتسمت له بهيه وتنهدت بأمل : يارب يا دياب ...انا راضيه بواحد
مال علي جبينها يقبله قائلا بحنان : وانا راضي بكل حاجه منك
دخلت الطبيبه لتبتسم لهم قائله بود : جاهزه يا مدام بهيه
اومات لها بهيه لتشير الطبيبه لدياب أن يخرج حتي يجهزوا بهيه لتلك العمليه .....نظرت بهيه الي الطبيبه التي تقيس نبضها وسألتها بأمل : متخبيش عليا يا دكتورة ....في امل اني اخلف
اومات الطبيبه قائله : طول ما احنا عايشين املنا في عطايا ربنا مش المفروض يتقطع
نظرت إلي بهيه وتابعت : احنا بنعمل اللي علينا والباقي في ايد ربنا
قالت بهيه متنهده پأمل : يارب يا دكتورة
........
.....
جلست حميده بوسط الاريكه بينما اخذت وصال ترحب بعمات هادي وخالاته الذين استقبلوا ترحيبها بود كبير
تلفتت حميده حولها في أرجاء البهو وقالت : هو انتي لساتك نايمه ولا ايه يا مرات ابني ...لوت شفتيها وتابعت : ولا احنا اللي جينا بدري
هزت وصال راسها سريعا قائله : لا طبعا يا طنط تنورا في أي وقت ده بيتكم ...نظرت إلي حماتها باستفهام لتقول حميده بنقد لاذع غير مبرر: امال مقفله الشبابيك ليه ومش مدخله الشمس
قالت وصال ببساطه وهي تتقبل النقد دون غضاضه : ابدا يا طنط انا بس مكنتش قاعده في الريسبشن بس جوه في اوضتي فاتحه الشبابيك
اتجهت لتفتح الشبابيك الكبيرة وقبل أن تنتهي كانت حميده تقول بنبره أمره : يلا تعالي ضايفي عماتك
اومات وصال واتجهت إليهم بلياقه تسألهم : تشربوا ايه ؟!
زفرت حميده وقامت من مكانها وأخذت بذراع وصال تجاه الخارج لتنظر إليها وصال باستفهام بينما زجرتها حميده متبرطمه : احنا في مصر هنا تشربوا ايه
هاتي الحلو كله
اومات وصال قائله : طبعا ياطنط انا بس بسأل لو يحبوا يشربوا حاجه معينه
زفرت حميده هاتفه : هاتي اللي عندك يا مرات ابني
اومات وصال واتجهت الي المطبخ بينما تقبلت ما تفعله حميده دون أن تشعر بأي غضاضه فهي توجهها لا اكثر
دخلت حميده خلفها المطبخ الذي كان علي قدم وساق بينما تستعد وصال لتلك العزومه ....أسرعت وصال تغلق الفرن وتفتحه لتري أن كان ما بداخله نضج ام لا تحت أنظار حميده التي دارت بانحاء المطبخ بتقييم
انتهت وصال لتضع الماء بالغلايه وتتجه لتضع الحلوي بالاطباق ثم تتجه الي ماكينه صنع القهوة تفكر هل تقدم قهوة ام شاي بجوار الحلوي
نظرت إلي حميده التي سألتها : ايه ده اللي واقفه قدامه بقالك ساعه
قالت وصال بابتسامه هادئه : ماكينه اسبرسو ولسه بفكر اعمل شاي ولا اسبرسو
رفعت حميده حاجبها ساخره : ايه يااختي ؟!
قالت وصال ببساطه : قهوه يا طنط
لوت حميده شفتيها متبرطمه : عشنا وشوفنا القهوة بقالها ماكينه ....ايه يا مرات ابني تكونيش فتحتي قهوة في البيت ولا الكنكه قصرت معاكي في حاجه
قالت وصال وهي تهز كتفها : لا طبعا عادي بس انا بحب القهوة كده
ربتت حميده علي كتفها متهكمه : لا يااختي النسوان عندنا متشربس قهوه .....ابقي اشربي ليكي كوبايه يانسون ولا حلبه تنفعك
اومات وصال دون الدخول في جدال بينما مازال امامها الكثير لتفعله
وضعت وصال الضيافه أمام النساء الذين قالوا بابتسامه وامتنان : تسلم ايدك يا عروسه تعبناكي
قالت وصال بابتسامه مرحبه: ابدا مفيش ....قبل أن تكمل جملتها كانت حميده تقاطعها متهكمه : تعبتوها في ايه يا فوزيه لهو قامت دبحت خروفين ...ده شويه شاي
نظرت لها اختها بطرف عيناها بينما عادت تنظر إلي وصال بابتسامه : لا ازاي ده كفايه وقفتها
اومات وصال وقالت بتهذيب : بعد اذنكم ثواني اشوف باقي الاكل
اتجهت الي المطبخ ولكن سرعان ما كانت حميده تناديها وهي تحرك كتفها يمينا ويسارا وتبدي عدم الراحه : هاتي ليا مخده احطها ورا ظهري ....أمسكت أحدي وسادات الاريكه وابعدتها متبرطمه : ده ايه يااختي المخده الناشفه دي ...هاتي مخده طريه يا مرات ابني احسن ضهري واجعني
رفعت عمه هادي حاجبها وزجرت حميده بنظراتها بينما اومات وصال وقد بدأ ينفذ صبرها وهي تقول من بين أسنانها : سلامتك يا طنط ...حاضر
دخلت الي الغرفه تحضر وساده أخري لتزجر فوزيه اختها هاتفه : ايه يا حميده ما براحه علي البنيه
نظرت لها حميده بحاجب مرفوع : وانا عملت ليها ايه
عادت وصال لتعطي حميده الوساده ولكن حميده تزحزت لتجعل وصال تضعها خلف ظهرها وقد فعلت وهي تحاول التمسك بهدوء أعصابها الذي كادت تتلف ما أن دخلت الي المطبخ ووجدت أن الطعام كاد يحترق لتسرع ترفعه من علي الموقد ثم تتجه الي هاتفها وتعيد تشغيل أحدي فيديوهات الطبخ وتكمل ما تفعله ولكن ما هي إلا لحظات وكان صوت حميده يتعالي بالنداء عليها
اتجهت لتقول حميده : يوه انتي جايه فاضيه ليه ...شيلي الحلو وهاني فاكهه
تدخلت عمه هادي هاتفه وهي تزجر حميده بنظراتها كما حال الباقيين : فاكهه ايه يا حميده ....سيبي البنيه تكمل اللي وراها
قامت إحداهم قائله بود : تعالي يا عروسه اساعدك
هزت وصال راسها وقالت بلياقه : لا يا طنط شكرا ...انا اصلا قربت اخلص
صممت وصال بتهذيب علي رفض المساعده وذهبت وعادت تحمل الفاكهه وتضعها أمامهم واستأذنت مجددا لتعود الي المطبخ
التفتت عمه هادي وخالته الي حميده يقولون بتوبيخ : وبعدها لك يا حميده مالك بالبنيه
هتفت حميده مستنكره : يوه يا فوزيه وهو انا عملت ايه ؟!
رفعت فوزيه حاجبها هاتفه : كل ده ومعملتيش ...انتي من ساعه ما دخلنا وهات يا طلبات
تدخلت صافيه عمه هادي هاتفه : البت هلكت يا حميده ما بين المطبخ وبيننا
تبرطمت حميده بسخط : هلكت !! ليه كانت قامت عجنت ولا خبزت
تدخلت عمته عزيزه هاتفه : برضه يا حميده البت مش متعوده علي كده .....خفي عليها
هتفت حميده بسخط : بقولك ايه يا عزيزه يااختي نقطيتي بسكاتك وبلاش دلع ....اهو كل النسوان بتخدم في بيوتها لا هي أول ولا آخر واحده
رفعت فوزيه حاجبها والتفتت الي حميده هاتفه : الا قوليلي يا حميده البسكوت اللي اكلناه عند نشوي كانت عملاه ازاي احسن عجبني اوي
نظرت إلي حميده بخبث وتابعت : لازمن قعدت قدام الفرن اليوم كله
رفعت حميده حاجبها وقالت باستنكار : فرن ايه اللي نشوي تقعد قدامه ده حسن مش بيفارق أيدها وحماتها اللي متوليه كافه شيء
ارتسمت ابتسامه منتصره علي شفاه فوزيه وهي تردد : قولتي حماتها
عقدت حميده حاجبها هاتفه : قصدك ايه يا فوزيه ؟!
قالت فوزيه بدفاع عن وصال : قصدي يااختي اللي تحبيه لبنتك حبيه لمرات ابنك .... زي ما حماه بنتك بتساعدها انتي كمان مش لازم تخلي البت تخدمك بداعي ومن غير داعي
احتقن وجه حميده هاتفه بسخط : وانا عملت ايه دي في دار لوحدها.... قولتها اخدميني
تدخلت عزيزه هاتفه : أيوة يا حميده خفي علي البت ....
البت عروسه وجايز تطلع حبلي !
هتفت حميده بسخط : حبلي منين دي فاتها القطر
زمت صافيه شفتيها بضيق واضح وهتفت في حميده بتوبيخ : اخص عليكي يا حميده ليه بتقولي كده
قالت حميده بجمود : بقول الحقيقه ...دي عدت التلاتين تخلف ازاي
نظرت لها فوزيه بسخط وهتفت بتوبيخ : بأمر ربنا يا اختي مش بالسن وبعدين البت بدر منور
اومات وتابعت متبرطمه : وبعدين يااختي ماهو هادي اخد الصبيه ومحملتش
نظرت حميده الي اختها بشماته وسرعان ما كادت تخبرهم يحمل احسان : كلام في سرك
قبل أن تقول شيء كانت وصال تتجه إليهم لتصمت حميده
قالت وصال بابتسامه بينما اخيرا انتهت من تجهيز كل شيء : الغدا جاهز وهادي كلمته قالي علي وصول
دخل هادي الي المنزل بينما افترشت وصال طاوله السفره الكبيرة بكافه شيء
ابتسم هادي لها وقال بعدم تصديق هامسا :
عملتي كل ده ؟!
ابتسمت وصال له وقالت بانتصار :
قولتلك هشرفك
ضمها هادي إليه وقبل وجنتيها قائلا :
حبيتي
تلفت حوله متسائلا : هما فين
اشارت له تجاه البهو قائلة :
جوه
حمحم هادي ودخل مرحبا الي عماته وخالاته :
يااهلا ياهلا
: اهلا بيك يا عريس
رحب بهم ونظر الي والدته بابتسامه قابلتها حميده بنظره ساخطه لم يعرف سببها ..دخلت وصال إليهم بعد أنهت وضع اللمسات الاخيره علي طاوله السفره لتقول بلياقه: اتفضلوا
جلست النساء وكل منهم تشكر وصال علي تعبها ماعدا حميده التي كادت عيناها تخرج من مكانها حينما لمحت تلك الأطباق البلاستيكيه التي وضعتها وصال
لتقلب حميده بالطبق يمنيا ويسارا هاتفه بسخط : بلاستيك
قالت وصال بابتسامه هادئه بينما نظر لها هادي باستفهام : دي حاجه كنت بعملها دايما لما ابقي مشغوله انا وبابا ... بتوفر الوقت والجهد.... اطباق وان واي
وقولت عشان السمك وكده بدل ما اغسل اطباق كتير
رددت حميده بسخط بينما تجاهلت كل ما فعلته وصال وفقط رأت تلك الأطباق : بلاستيك يامرات ابني
التفت هادي الي والدته وقال من بين أسنانه لعلها تتجاوز النقد أمام الضيوف : امه
قالت فوزيه بابتسامه : تسلم ايدك يا عروسه
بينما قالت صافيه : جدعه والله يا بتي ده الواحد وسطه اتقسم من غسيل الصحون
بدأ هادي بتقديم الطعام وهو يخفي عدم تقبله لما فعلته وصال والذي بالنسبه لهم غير مفهوم وهذا الذي اتضح لوصال مؤخرا وجعل وجهها يحمر
قالت فوزيه وهي تتناول بضع لقيمات : متقولش يا هادي أنها اول مره تطبخ الاكل جميل وكأنها طباخه من صغرها
سرعان ما رفضت حميده توجيهه اي كلمه طيبه وهاهي تلذغ بسياط لسانها وهي تقلب بالطعام : الرز كان هيتحرق ريحته اهو
وكزتها عمته وزجرتها اختها بنظراتها كما فعل هادي الذي لم تعجبه تصرفات والدته
اشارت حميده ببرود متجاهله نظرات الجميع الغير راضيه عن تصرفاتها : ناوليني السلطه يافوزيه ...اهي في طبق صيني بدل البلاستيك ده
أسرعت وصال تقدم السلطه الي حميده قائله بصبر :
اتفضلي يا طنط
ما أن نظرت حميده الي الطبق حتي عادت تطلق نقدها اللاذع : مالك مقطعه الخضره كبيره ليه ؟!
سحبت وصال نفس عميق تحاول تهدئه أعصابها أمام نظرات هادي الراجيه بينما عجزت عماته وخالاته عن أثناء حميده عما تفعله
قدمت وصال لها ذلك الطبق الكبير ذو الرائحه الشهيه والتي لم تعد تثير شهيه وصال التي لم تتناول ولو لقمه
: طيب اتفضلي ملوخيه بالجمبري هتعجبك
اخيرا وضعت حميده لقمه في فمها بينما تقول وهي تلوي شفتيها : مش بطاله
كادت وصال تبتسم واخيرا حينما قالت حميده وهي تتناول لقمه منها : يجي منك بس ...
بس مش كنتي تخرطي الملوخيه انعم من كده
رسمت وصال ابتسامه بارده بينما بدأت تضيق بتصرفات حماتها :
ماهو مش انا اللي خرطتها
اتسعت عيون هادي بينما تابعت وصال بعفوية : دي جاهزة
عقدت حميده حاجبيها باستنكار :
جاهزة ازاي ؟!
قالت وصال ببساطه : جاهزه يعني ملوخيه مخروطه وجاهزه في كيس
سرعان ما عقدت حميده حاجبيها وامسكت بالمنديل هاتفه : تف تف ....ايه ده مجمد ...!!
.علي اخر الزمن هتاكليني اكل متلج يا مرات ابني !! )
احتقن وجه وصال وفاض الكيل بكل ما تفعله بينما فشلت عملته وخالاته باحتواء الموقف حينما هبت حميده من مكانها هاتفه بسخط : والله ما انا واكله
قام هادي خلف والدته وأشار للجميع باعتذار : كملوا اكلم
التقت نظراته بنظرات وصال التي شعرت بحزن شديد يتسرب الي قلبها وإحساس بالفشل لا تعرف سببه لتقول برفق فوزيه حينما كادت وصال تقوم من مكانها :
اقعدي يا بنتي انتي اتهد حيلك من صباحيه ربنا
غص حلق وصال لتقول صافيه برفق : حماتك يا بنتي و
خدي من ده كتير
مخك وصدرك يبقي اكبر من البحر وارمي جواه كل الكلام ده ....متزعليش منها !
نظر هادي الي والدته التي جلست علي الاريكه واشاحت بوجهها ليقول بعتاب : ليه يا امه كده ؟!
رفعت حميده حاجبها وهتفت باحتدام : انا اللي ليه ...
عاجبك عمايلها اياك ؟!
قال هادي باستنكار : وهي عملت ايه ؟!
هتفت حميده بسخط : فضحتنا .... بلاستيك ..ليه معندناش صيني
قال هادي بتبرير : مفيهاش حاجه يا امه متعرفش وبعدين كتر خيرها
نظرت حميده الي دفاع ابنها عن زوجته بغل شديد لتدخل وصال بتلك اللحظه وتقول بحزن واضح ممزوج بالعتاب : عماتك وخالاتك مشيوا
قام هادي مسرعا يحاول اللحاق بهم ولكن كلمات حميده الساخطه أوقفته بينما تهتف بهجوم علي وصال :
ومستني ايه بعد اللي عملته مراتك
اتسعت عيون وصال وقد فاض بها الكيل:
وانا عملت ايه ؟!
هتفت حميده بهجوم : بتطبخي اكل مجمد وحاطه للضيوف اكل في بلاستيك .... عاوزة تفضحيني اكتر من كده ايه
احتقن وجه وصال وكورت قبضتها بينما تابعت حميده حديثها الساخط متهكمه : يا مرات ابني لو ماكنتش مهجه جايبه ليكي طقم صيني كنتي قولتي وانا كنت اجيبلك بدل الطقم عشره بدل ما تأكلينا في بلاستيك ولا احنا مش قد المقام
قالت وصال سريعا بدفاع عن نفسها من تلك النظريه الغريبه : ايه اللي حضرتك بتقوليه ده يا طنط .....انا ...قبل أن تتابع كانت حميده تقاطعها بهجوم : طنط ...تاااني طنط ...ايه يا بت مهجه لهو انا مش قولتلك تعدلي لسانك معايا وتقولي امه ولا انا مش قد المقام ....
التفتت وصال الي هادي تطالبه بالرد وهي بالكاد تمسك بزمام أعصابها لتهتف من بين اسنانها : هترد ولا ارد انا !! بينما تابعت حميده وهي تنظر إلي هادي هي الأخري وتطالبه بالرد أيضا ؛ هااادي شوف مراتك !!
ليقف هادي بالوسط لايعرف من منهم سيراضي
تبرطمت حميده وتابعت بنقد : وبعدين تعالي ليا هنا ....طالعه فاضيه ومسلته الا ما حطيتي في ايدك غوايش ولا علقتي في رقبتك سلسله ...ايييه عاوزه الناس تقول جوزك بيعك دهبك اياك
اتسعت عيون وصال بصدمه من تلك النظريه الغريبه التي حاكتها حماتها وسرعان ما انفلت لسانها !!
: الناس مقالتش حاجه بالعكس حضرتك الي قولتي
هتفت حميده باحتدام :
مش هيقولوا قدامك هقيولوا من ضهرك
نظرت لها وصال بامتعاض شديد وهتفت :
يقولوا ايه .....!!صيني ايه اللي يتكلموا عنه ودهب ايه
.... ايه الشكليات دي .....اوفر بصراحه انا زهقت
اتسعت عيون حميده هاتفه : زهقتي
التفتت الي هادي الذي وقف بالمنتصف لا يعرف كيف يهديء من الحرب بين والدته وزوجته التي صاحت بسخط : أيوة زهقت ..من الصبح أوامر و نقد وانا ساكته
أوقفها هادي عن الاسترسال : وصال
زفرت وصال ونظرت الي حميده بغضب والتي سرعان ما انفلت لسانها : أوامر ايه يا مرات ابني .. لهو انا شغلتك في الفاعل.... ماهي احسان واللي قبلك كانوا بيعملوا اللي اقوله من غير حرف ...اايييه علي رأسك ريشه ولا فاكره نفسك احسن من التلاته اللي قبلك
اهتزت نظرات وصال بينما تذكرها حميده بأنه لم يكن لها وحدها ليغص حلق وصال وتنظر الي حميده بكراهيه تلك اللحظه كما حال هادي الذي نظر لها بغضب وأدار رأسه تجاه وصال التي رفعت راسها بكبرياء ونظرت في عيون حميده هاتفه بثقه : انا مش زي حد !! واه علي راسي ريشه !
أنهت كلماتها
واسرعت الي الداخل لتنظر حميده الي ابنها هاتفه :
عاجبك مراتك تسيبني وتمشي
صاح هادي بها : كفايه يا امه ايييه اللي قولتيه ده !
نظرت له حميده بعيون متسعه : بتقولي انا كده ده بدل ما تديها قلمين علي قله الربايه بتاعتها وهي واقفه تناطح فيا الكلمه بكلمتها
جذب شالها الصوف من علي ظهر الاريكه وتابعت بسخط : كفايه وبيتك ده مش هدخله تاني يا هادي !!
زفر هادي بضيق وسرعان ما اتجه خلف والدته يحاول إيقافها ولكنها غادرت وصفقت الباب بعنف ليتوقف مكانه ويتطلع الي باب الغرفه الذي اوصدته وصال !
..........
....
مال دياب تجاه جبين بهيه الذي قطرت فوقه حبات العرف ليمسحه لها برفق ويميل يقبله قبل أن يمسك بيدها المعلق بها السيروم المغذي ويجلس علي المقعد بجوار فراشها الذي توسط الغرفه التي بقيت بها بعد خروجها من تلك العمليه
.........
طرق هادي الباب يناديها : وصال
أتاه صوتها من خلف الباب وهي تحاول ابتلاع غصه حلقها : نعم
هتف هادي بها وهو يطرق الباب مجددا : افتحي الباب يا وصال
سحبت وصال نفس عميق ثم فتحت الباب وعادت خطوتين وهي توليه ظهرها ليقول هادي برفق :
متزعليش
التفتت له وصال بحده نابعه من غيرتها عليه :
مزعلش من ايه بالضبط .... احتدت نبرتها بينما تتابع :
من أنها قارنت بيني وبين مراتاتك
امسك هادي بكتفها وقال بحب :
مفيش غيرك مراتي ....
أبعدت وصال يده عن كتفها وهتفت به بعصبيه : كان في تلاته قبلي .... اوعي ايدك
قال هادي برفق وهو يعيد الامساك بكتفها : ولا قبلك ولا بعدك ...كلمتين امي قالتهم وخلاص حقك عليا انا
نظر لها بعتاب لطيف وتابع : وبعدين يا حبيتي ليه ننبش في القديم ماهو فات خلاص
تنهدت وصال وهي تدرك أنه محق ولكن ماذا تفعل في الغيره التي نشبت بقلبها لتقول بتخلي : خلاص
نظر لها برفق : ولما هو خلاص زعلانه ليه دلوقتي .....اوما وتابع : انا عارف ان امي بتعمل عمايل محدش يتحملها بس هي حماتك برضه واتحمليها عشان خاطري انا
نظرت له وصال وهتفت بدفاع عن نفسها : كل ده ومتحملتش
قال هادي برفق : عارف انك اتحملتي بس يعني ببضع يا وصال ليه اطباق بلاستيك
هتفت وصال بدفاع عن نفسها : انت كمان هتقو زيها صيني ومعرفش ايه ...ايه المشكله ....انا تعبت من كتر شغل المطبخ وقولت لما الناس تمشي هلم كل ده وارميه بدل ما اقف اغسل كوم اطباق فيها ايه
قبل أن يقول هادي شيء وقد لاح عدم الرضي علي ملامحه كانت وصال تنظر له بغيظ وتبعد يداه عن كتفها هاتفه : اوعي كده
التفت هادي ناحيتها بينما دخلت الي الفراش وجذبت الغطاء فوقها بحنق : وبعدها لك يا بت الناس هتتقمصي زي العيال
زفرت وصال وهتفت به : اه ومش هكلمك تاني ....رفعت راسها من فوق الوساده وتابعت بغيظ : واقولك كمان حتي السفره مش هلمها خليها تعفن !
وبالفعل وضعت راسها علي الوساده وجذبت الغطاء فوقها ونامت بغيظ بينما وقف هادي مكانه يزفر بغيظ هو الآخر !!
.............
....
تحركت دنيا ذهابا وإيابا غير مباليه ببكاء أطفالها بينما عيناها تركزت علي بوابه المنزل من خلال الشرفه
دخلت مهجه الي الغرفه علي صوت بكاء الاطفال لتنادي علي دنيا الواقفه في الشرفه وهي تحمل الاطفال : بت يا دنيا ...سايبه عيالك تبكي وواقفه عندك بتعملي ايه
قالت دنيا ببرود : واقفه اشوف ابوهم اتأخر ليه لغايه دلوقتي
هتفت بها مهجه بتوبيخ : وهو ابوهم عيل ....يااختي شوفي عيالك
نظرت لها دنيا باستنكار : يعني قلبك مش واكلك علي دياب ....هو مش قال يوم وراجع
هتفت مهجه بتهرب وهي تهدهد مصطفي الصغير : يرجع وقت ما يرجع ...خدي يابت الواد شوفي بيعيط ليه
زفرت دنيا واكلت الغيره قلبها بينما لا تعرف أين اختفي دياب وبهيه بهذان اليومان .
........
....
فتحت وصال عيناها بمنتصف الليل وادارت وجهها الي جوارها لتري ملامح هادي النائم وتنظر له لا تعرف أن كان بخجل ام بعتاب أنها بالفعل تصرفت كالاطفال وهو لم يعلق بل لحق بها بعد قليل ونام هو الآخر ...تعرف طبع والدته وهو لن يجلدها في النهايه فهي والدته وكان عليها أن تأخذ الأمر ببساطه أكثر ...قامت بهدوء من جواره وخرجت تجاه غرفه السفره التي قضيت ساعه وأكثر في تنظيف كل شيء لتعود مع شروق الشمس الي الغرفه منهكه وسرعان ما تندثر في دفيء الفراش ...!
......
...
استندت بهيه الي ذراع دياب القويه بينما يأخذها الي السياره برفق وينطلق بها بتردد الي منزل والده !
.......
..........
تقلبت وصال بكسل شديد في الفراش لتدير راسها تجاه الساعه الكريستاليه الموضوعه علي الكمود فتري الساعه تجاوزت الثانيه ظهرا .....رفعت راسها من فوق الوساده وارهفت السمع الي تلك الأصوات الاتيه من خارج الغرفه لتهب من مكانها سريعا وتتجه الي باب الغرفه تفتحه وتطل برأسها تستمع الي تلك الأصوات ....!
للحظه شعرت بالخوف فهادي لابد وأنه بعمله اذن من اين تأتي تلك الأصوات ....بتردد ولكنها شجعت نفسها كانت تخطو بضع خطوات إلي الخارج تسبقها دقات قلبها التي سرعان ما هدأت حينما لمحت ظهر هادي واقف في الممر المؤدي للمطبخ ...هادي !
التفت ناحيتها وأشار لها بعيناه أن تعود الي الداخل بينما عاد بنظره الي هذا الرجل الذي ارتكز علي ركبتيه وتابع ما يفعله
: بالاذن يا هندسه ثواني
اوما الرجل وتابع عمله ليتجه هادي الي وصال الواقفه تتطلع إليه باستفهام : في ايه ...انت معاك مين في المطبخ
قال هادي باقتضاب : ادخلي جوه لغايه ما انادي عليكي
لك تفهم وصال شيء واول ما بدر لذهنها أنه غاضب منها وسرعان ما تأهبت هي الأخري للغضب منه ...الم يكفي ما فعلته والدته فهل هو من عليه أن يغضب
بعد قليل سمعت صوته يناديها لتترك قضم اضافرها بتوتر وتتجه إليه وهي تقول دون أن تنظر إليه : نعم
نظر إليها وارتسمت ابتسامه ماكره علي شفتيه وهو يقول : لساتك مقموصه مني !
التفتت له وهتفت بهجوم محبب : ماهو انت اللي ...قبل أن تتابع كلماتها وقعت عيناها علي تلك المفاجاه التي لم تتوقعها لتنقل نظراتها بينه وبين تلك المفاجاه قبل أن تقول بعدم تصديق : هادي انت جبت ليا dish washer
ضحك هادي وقال مشاكسا : معرفش اللي بتقوليه بس المهندس قالي بتغسل الصحون
طارت وصال من الفرح واسرعت تتفحصها بينما تابع هادي : اهو عشان لا انتي ولا امي تختلفوا تاني علي غسيل الصحون !
.....
هتفت سعديه باستنكار في ابنها :
تعالي هنا رايح فين يا معدول ؟!
هتف عبد العزيز باحتدام وهو يخلع جلبابه ويرتدي اخر : رايح اجيب عيالي ...التفت الي والدته وتابع : ولا عاوزاني اسيبهم لراجل غريب
رفعت تلك المرأه حاجبها باستنكار ساخر : ومن امتي حنيه القلب ياااخويا ....احتدمت نظراتها وتابعت بسخط : ما انت طول عمرك راميهم ايه اللي جد ....اشاحت بيدها وتابعت : سيبهم اهي تشبع بيهم ولا عاوز تاخدهم منها وتشيل حملهم وتصرف عليهم وهي تعيش من غير حملهم
التفت عبد العزيز الي والدته التي قالت متبرطمه وهي تستند الي الاريكه الخشبيه : ال ايه قلبها عليهم وجايه اقولك عيال اختي هما اللي فارقين ليا وانت رايح تجري تجيبهم
رفعت حاجبها وهي تطلق ضحكه ساخره وتتابع : انت هتصدق نفسك انت وهي ....لا يا اخويا انا ميخلش عليا اللي عملته البت مرات دياب ده شغل وليه متكاده من اختها وانت برضه اللي بتعمله ده ميخلش عليا ...ال عيالك ال
زفر عبد العزيز وهو رأسه قائلا بدم بارد : عندك حق يا امه .... العيال وهمهم ولا يلزمني بس البت دي كمان ميلزمنيش اشوفها متهنيه
عقدت المرأه حاجبيها ليتابع بغل وحقد : تقعد علي العيال تربيهم إنما راجل تاني يشيل عنها لا
لوت المراه شفتيها تضحك بثقه علي ظنها سواء في دنيا أو في ابنها
لتهتف به : ومصلحتك ايه ؟!...تتجوز ولا تتطلق لا هيزودك ولا ينقص منك
قال بحقد : مشوفهاش متهنيه!
وكم من أمثال عبد العزيز حولنا يكرهون رؤيه غيرهم في حال افضل وكأن معاناه الآخرين تزيد سعادتهم وسعادتهم تنقص أن سعد الآخرون ...حقد من باب الحقد !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك