بساط السعاده الفصل الثاني والثلاثون

1

 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

وقف دياب بوسط تلك الغرفه التي تردد كثيرا في دخولها 

ولكنه وجد قدمه تسوقه إليها بعد أن جافاه النوم ليقوم بهدوء من جوار بهيه التي نامت بغرفه وصال بمنزل أبيه ....اتجه الي غرفه ابيه وتوقف كتيرا أمام باباها قبل أن يتجرء ويدير المقبص ويدخل إليها 

ابتلع ببطء وتساءل لماذا غزت تلك الغصه حلقه حينما وقعت عيناه علي صورة أبيه ....! 

الم يظن أنه نسي ولم يسأل يوما نفسه هل ينسي الابن أبيه بينما برر دوما أن الأب نسي ابنه ومضي في عقابه لانه لم يسير علي دربه فكما لم يسأل أبيه فلن يسأل هو نفسه ! 

اقترب بخطوات بطيئه تجاه تلك الصورة التي اختلفت عن صورة أبيه اخر مره رآه به وقد مضت سنوات حفرت علي ملامح والده الزمن وشاب شعره به وتحول سواده القاتم الي رمادي ولكن ما لم يتغير هو عيناه .....عيناه مازالت كما هي تحمل نفس النظرات التي كانت كل ما يتذكره عن والده ....نظرات سابقا كان يراها قسوة تعكس بداخله الخوف ولكن الان يري بها حزم قادر علي أن يراه ولو من خلال صورة مازالت تثير بداخله نفس المشاعر  التي انسابت بداخله و امتزجت ببعضها فلم تصبح خوف أو كراهيه أو جفاء بل عتاب وحزن وشتات من الاسئله 

تحركت عين دياب ببطء تجاه إطار اخر ليري ابتسامه أبيه ابتسامه جديده لم يراها من قبل أو ربما كان يراها ولكن نادرا  فقد كانت ابتسامه أبيه عزيزة تماما كشمس الشتاء .....التقط الإطار ونظر الي ملامح أبيه عن قرب ليري بها ابتسامه فخر ...!

فقط ابتسامه من جانب وجهه وقد نظر إلي وصال وهي ترتدي ثوب التخرج وترفع شهادتها عاليا ....غص حلقه بينما أخذه عقله في دوامات وتعلقت عيناه بنظره أبيه وابتسامته ...

نعم لم يري تلك النظره أو الابتسامه سابقا لأن ابيه لم يكن يوما فخور به بل كان دوما ما ينتقده

Flash back 

عقد دياب حاجبيه بقوة وكأنه عاد سنوات طويله بنفس العيون المغمضه بقوة من الخوف والانفاس المتلاحقة التي تجعل صدره يكاد ينفجر بينما يختبيء خلف والدته التي وقفت امام صوت أبيه الغاضب تستجديه أن يهديء 

: حقك عليا يا مهاب ....دياب مالوش صالح انا اللي قعدته من المدرسه النهارده عشان حسيته سخن 

نظر لها مهاب بسخط وعنفها هاتفا : بتكذبي كمان عشان تداري عليه ....

القي الي دياب الواقف خلف والدته نظره جعلت يده ترتعش وهو يمسك بطرف ثوب والدته وكأنه سيحميه من غضب أبيه الذي تابع بسخط شديد : طبعا خايف يروح المدرسه .....المديره كلمتني وعرفت أنه اتخانق مع زميله ...مش كفايه درجاته اللي زي الزفت كمان عامل بلطجي وبيتخانق وانتي بدل ما تشوفيه عمل كده ليه بتكذبي عشان وتطاوعيه  عشان يهرب من العقاب 

قالت مهجه برجاء وكلمات مبعثره : يا اخويا ما هو 

صرخ مهاب بعنف : ماهو ايه ...انتي بتشجعيه يبقي فاشل ومش متربي ....من امن العقاب اساء الادب  

رفع إصبعه أمام وجه والدته التي بقيت تمسك بكتف ابنها وتحميه خلف ظهرها : عاوزاه يطلع فاشل وجاهل زيك ! 

Back 

فتح دياب عيناه سريعا وانقبض قلبه داخل ضلوعه بينما تكالب عليه شعوره بالسخط أنه كان دوما سبب في توجيهه اللوم الي والدته .... دوما ما تحملت لوم وتوبيخ والده بسببه وبسبب فشله لذا العالم بكفه وتلك المراه بالكفه الأخري بالنسبه له ...! عاد دياب من تلك الذكري و

فرك وجهه بقوة يحاول أن يبعد تلك الذكريات عن رأسه والتي لن تزيده الا كراهيه وسخط تجاه أبيه 

ليهز رأسه لنفسه مؤكدا أنه نعم بحاجه لتلك المشاعر حتي لا يشعر يوما بافتقاد أبيه أو بالذنب تجاهه لأنه لم يودعه علي الاقل .....أعاد الإطار مكانه واسرع يستدير تجاه الباب ليغادر تلك الغرفه التي ندم أنه دخل إليه 

دون أن يقصد اصطدمت يداه بإحدى الكتب الموضوعه علي جانب المكتب ليسقط وتتناثر محتوياته التي تعلقت بها نظرات دياب ...! 

مال وجثي علي ركبتيه بينما بيد مرتجفه مد يداه الي تلك الصور التي كانت وكأنها انمحت من ذاكرته وكأنها لم تكن ولكن ما أن وقعت عيناه عليها الآن حتي تدفقت الي ذاكرته تلك الأصوات ......اصوات ضحكات طفل ....طفل أخذه أبيه الي تلك الفسحه ! 

Flash back 

: مبسوط يا ديبو 

اجاب ببراءه والضحكه تمليء وجهه : اوي يا بابا 

توقف مهاب وجثي علي ركبتيه أمام ابنه ونظر بحنان شديد خالف كل حزمه وقسوته سابقا الي دياب الذي تفاجيء به بعفويه يتراجع خطوه للخلف بخوف من أبيه 

لتغزو الغصه حلق مهاب ويقول بلسان عكس حاله الندم التي لم تفارقه منذ الأمس : 

دياب انت خايف مني ؟!

اجاب دياب بنظراته ليعتصر الالم قلب مهاب ويكور قبضته بندم شديد وقد حاسب نفسه حساب شديد بعد ما فعله بالأمس وانتوي هذا الصباح أن يصحح كل شيء فقسوته علي ابنه وتعنيفه لن تصلح شيء بل ستزيد الفجوه التي استشعرها بينه وبين ابنه وايضا بينه وبين زوجته التي اكتفت بنظره عتاب وأخذت ابنها بحضنها وبقيت بغرفته منذ الأمس 

مرر مهاب يده بحنان علي شعر ابنه الناعم قائلا : انا ابوك في حد يخاف من أبوة ......غلف الندم نبرته وهو يتابع :

يا حبيبي انت اغلي حاجه عندي في الدنيا انت واختك انا اصلا ماليش غيركم ولما بقسي عليك بعمل كده عشان مصلحتك .....

عاوزك تبقي احسن واحد في الدنيا 

تنهد وتابع باعتذار : عارف اني قسيت عليك كتير وكمان خانتني اعصابي وغلطت في ماما بس من غير قصدي 

نظر إلي ابنه ومليء عيناه من ملامحه التي تحمل شبها دوما ما ارق مضجعه ليعترف اخيرا : 

يا دياب جدك حاجه وانا حاجه ....انا عاوزك تطلع شبهي مش شبهه هو 

نظر إلي ابنه وعنف نفسه من هذا الشبه الذي يراه دوما ودوما ما يكون سبب قسوته فهو يري جده به وبطبعه 

: ايه رايك ننسي كل اللي فات ونبدا مع بعض صفحه جديده ....انا هحاول اتغير وانت كمان هتساعدني 

اوما له دياب بلا تردد ليبتسم مهاب له قائلا : ايه رايك في اللعبه دي 

اشار لأحد الالعاب التي جعلت الحماس يمليء وجه دياب بينما تابع والده وهو يأخذه ويدخل الي المحل : اختار لعبه كمان لأختك 

غمز له وتابع بهمس : وكمان هنشتري هديه نصالح بيها ماما 


ركض دياب يسبق أبيه وهو يصعد الدرج بينما يحمل بيده تلك العروسه اختارها لأخته كما انتقي لنفسه سياره ربما لم تكن اغلي الالعاب ولكنها كانت بالنسبه له بدايه جديده مع أبيه كان مهاب قد قرر أن يسير بها بينما لم يبارح تأنيب الضمير عقله بعد أن تجني عليها للمره التي لم يعد يحصيها .....دوما ما وقف الفارق بينهما ودوما ما ترجم سخطه من تصرفات دياب الكبير وتقليله منه الي غضب وجهه اليها ! 

مال مهاب تجاه جيب سترته يخرج منها المفتاح ويلقي نظره الي ذلك الخاتم الفضي ذو الفصل الصغير الذي أحضره ليصالحها به ويبتسم دون أن يفكر أن كانت ستقارن بين هذا الخاتم الذي لا يسوي شيء وبين الذهب الذي ترتديه زوجه أخيها ليقول لدياب بحماس : تفتكر هيعجبها يا ديبو 

قال دياب بحماس شديد : اوي اوي يا بابا ...

ما أن فتح مهاب الباب حتي عقد حاجبيه وهو يري دياب الكبير أمامه وقبل أن يستفهم دياب عن شيء كانت والدته تقول بحزم وهي تميل لتمسك يده : يلا يا دياب امسك ايد جدك ويلا بينا 

نظر مهاب باستفهام مستنكرا : علي فين ؟! 

قالت مهجه وهي تشيح بوجهها بينما حملت ابنتها ووقفت بجوار ابيها الذي تولي مهمه الرد : علي بيت جدهم 

نظر مهاب الي دياب الكبير بعدم فهم : خير يا حاج ؟! 

هتف دياب الكبير بسخط : معادتش فيه خير منك ..انا بقالي كتير مستني منها الكلمه دي واهي قالتها 

نظر مهاب إلي مهجه باستفهام : قالت ايه ؟! 

قال دياب الكبير بانفعال : أنها معادتش متحمله العيشه معاك .....احتدمت نبرته وهو يتابع : قالت كتير قبل كده بس س كانت بتختم كلامها دايما ب ....ابو عيالي واتحمل إنما المره دي خلاص معادتش متحمله وختمت كلامها ب ..تعالي خدني يا ابويا 

انصدمت ملامح مهاب ولم يكابر لوهله بل بنظرات امتلئت بالاعتذار نظر إليها وقال برفق : مهجه انا عارف اني ضايقتك بس انا كنت خايف علي ابننا وعاوزه احسن واحد في الدنيا 

اشاحت بوجهها وغص حلقها بينما اكتفت من التقليل منها دوما وصب غضبه عليها بسبب وبدون سبب 

لتقول بكبرياء زائف تحفظ به ماء وجهها :  هيبقي احسن واحد بعز جده اللي مش هيحرمه من حاجه 

انصدمت ملامح مهاب من تحدثها بتلك الكلمات التي تشبهه ابيها ليقول بصوت متهدج : انا حارم ولادي 

اشاحت بوجهها ليشعر بخزلان كبير وصدمه بها وعلي الفور تثور مستقبلات عقله ويكيل لها اتهام مضاد : 

برضه مهما اعمل مش بتقيسي الا بالفلوس 

امتليء الكوب وتعكرت مياهه فلم تحتمل ولو نقطه أخري زياده لذا صاحت به لأول مره : بكفايه معدتش عاوزة اسمع منك الكلام ده ...نظرت إليه بحده وتابعت : 

اه بالفلوس ...!  وهي الفلوس مش اللي بتشتري كل حاجه حتي راحه البال ؟! 

غص حلقها ولكنها ابتلعت غصه حلقها وتابعت بانفعال شديد تخرج كل ما في جوفها : الفلوس لو سهله مكنتش هتفضل تأنب فيا كل يوم والتاني علي المصاريف اللي بتدفعها في المدارس .... مكنتش هتقعد تعاير الواد بيها 

انتهت وانهت ما بينهما بلحظه انفعال بدأت من عنده وانتهت عندها لتشيح بوجهها وتتابع بلا تردد : خلصنا انا معدتش متحمله وهروح بيت ابويا اعيش معززة مكرمه 

لم يفكر في أي شيء وقتها الا نزيف كرامته التي جرحتها فلم يلتمس لها عذر ...نظر اليها وهتف بها : 

طالما واخده قرارك تمشي امشي يامهجه ....أدارت وجهها ونظرت الي عيناه بعتاب بينما توقعت أن يتمسك بها ولكن انتهي عتاب القلوب وتولي عناد العقول زمام الأمور بيننا تابع مهاب : بس امشي لوحدك و سيبي عيالي

صاحت مهجه برفض : علي جثتي 

وقف دياب الكبير أمام مهاب وهتف به بنبره لاتقبل الجدل : انا مسبش لحمي 

هتف مهاب باحتدام : ولا انا ...دول ولادي 

اوما دياب الكبير بثقه وهتف بمهاب : يبقي اقف قدامي وشوف هتاخدهم ازاي ..رفع إصبعه أمام وجه مهاب وتابع : بنتي اتقهرت معاك ومش هتتقهر علي عيالها 

امسك يد دياب بحزم وخطي ناحيه الباب وهو  يتابع بسخط : ابعد من وشي 

طوال الطريق ودياب لا يفهم ولا يستوعب والان يتساءل هل كان سبب افتراق والديه الماديات ام الاختلاف ام أن كل منهم اخطيء بحق الاخر back  

ولكن في النهايه ماحدث قد حدث 

أعاد الكتاب الي مكانه ولكنه احتفظ بتلك الصور كما وقف مطولا أمام صورة أبيه يحفر ملامحه بذاكرته التي أراد أن يمحو كل ما بها من قسوة أو هكذا فسرها بقلب وعقل طفل وقتها ولكن الآن رأي أن كل من والده ووالدته أخطأ كل منهم بحق الاخر 

........

.....

وسط جنح الليل تحرك ذلك الخيال الاسود لأمراه غطت وجهها بنقاب اسود ماثل عباءتها السوداء فلم يظهر منها إلا عيناها التي تركزت نحو هدفها لتتجه اليه بخطوات مسرعه بعد أن تلفتت يمنيا ويسارا ....! 

بفضول كاد يقتلها حاولت احسان أن تأخذ كلمه من فم حميده التي منذ عودتها وهي تغلي من الغيظ والغضب 

: لو بس تقوليلي يا أمه مين اللي غايظك كده وحارق دمك 

هتفت حميده بحنق من بين اسنانها : لا عاش ولا كان اللي يغيظني ولا يحرق دمي 

اومات احسان وسرعان ما سايرت حميده بغضبها : طبعا يا أمه ...ده انا اكل بسناني اللي يفكر يزعلك ولا يغيظك ....!

نظرت إلي حميده بطرف عيناها وتابعت بمكر وخبث : لازمن العروسه الجديده ...لو هي قوليلي بس وانا احرق دم عائلتها كلها ....صكت حميده اسنانها بغيظ لتتابع احسان بخبث : ولا يكون هادي هو اللي زعلك يا امه

احتقن وجه حميده لتتابع احسان بسخط متبرطمه : 

معلوم ماهو السنيورة ليها دلال عليه.... تقولش سحراله ؟! 

نظرت حميده  الي احسان بطرف عيناها وهتفت بها بتوبيخ متهكمه : ماهو انتي سحرتي له قبلها ! 

اتسعت عيون احسان وتعلثمت بينما تقول بدفاع عن نفسها : أنا يا امه ....ده انا كان كل غرضي احمل واسعده 

لوت حميده شفتيها متبرطمه : و ادي انتي حملتي ولا هو فرح ولا حاجه ...زجرتها وتابعت :  ماهو لو كنتي زي باقي النسوان وكنتي وقفتي قدامه ومرضتيش يالجوازه  و لا روحتي لأهلها وقولتي ليهم زي ما قولتلك مكانتش الجوازه الشوؤم دي كملت .....قبل أن تقول احسان شيء كانت حميده تهتف بها بسخط : يلا غوري من قدامي انا عاوزة انام 

خرجت احسان وهي تغلي من الغيظ بينما تتبرطم من حميده : اه منك يا وليه ....كل اللي همك أنه يبعد عن البت دي 

بالطبع هذا كل ما تريده حميده وما لا تريده احسان فهي دوما باخفاءها السر سيظل هناك اصبع لهادي اسفل ضرسها ! 

اندهشت بينما استمعت الي تلك الطرقات علي الباب الزجاجي الكبير لتنزل وتتجه إليه وتقف خلفه ترهف السمع وهي تسأل : مين ؟! 

جاءها صوت نسائي لم تميزه بسبب خفوته :  افتحي 

كررت سؤالها وتكررت الطرقات علي الباب لتمد يدها الي الباب تفتحه 

عقدت حاجبيها ونظرت الي تلك المراه المنقبه للحظه باستفهام سرعان ما تحول الي هلع بينما رفعت المراه النقاب وكشفت عن وجهها ! 

ابتسامه شامته ارتسمت بعيون قدورة التي استمتعت برؤيه ارتجافه أوصال احسان التي بالكاد تستطيع الوقوف أمامها بينما خرجت نبرتها باهته : قدورة ! 

تمهلت قدورة قبل أن تنطق شيء وتركت عيناها تتطلع الي احسان التي تلفتت حولها بهلع وهي تهمس : ابوس ايدك ....قبل أن تتابع قاطعتها قدورة هاتفه بثقه : من جهه هتبوسي أيدي متستعجليش هتبوسيها بس مش دلوقتي 

قالت احسان بتعلثم : جايه ليه يا قدورة؟!

ضحكت قدورة بخبث وهي تقول : جايه لحماتك !!

بعتت ملامح احسان التي لا تحتمل أن تعرف حميده شيء وقتها لن تتردد في طردها : حماتي !

اومأت قدورة لتقول احسان برجاء شديد : 

هديكي اللي انتي عايزاه بس ابوس ايدك متقوليش ليها حاجه ....هادي طلقني وابويا كان هيموتني لولا حميده خلتني عندها ...اوعي تخليها تقلب عليا 

نظرت إلي قدورة وسرعان ما استدعت دموعها : 

أنا مبقتش زي الاول وعايشه بلقمتي بس اول ما اتحصل علي اي مليم هديهولك يا قدورة 

جثت علي ركبتها أمام قدورة تستجديها : ابوس رجلك يا قدورة .....هادي اتجوز عليا والبت اللي اتجوزها مش شايف غيرها ومبقاش طايق يبص في وشي وحميده الوحيده اللي بتقف قدامه ..اوعي تقولي ليها حاجه ابوس رجلك 

استمتعت قدورة برؤيه ضعف احسان امامها لتتركها تستعتطفها للحظات بعدها هتفت بها بسخط :  قومي يا بت 

استندت احسان الي الباب وقامت تتطلع الي قدورة برجاء والتي تمهلت قبل أن تقول :  قولتلك مش جايه ليكي 

قالت احسان وهي تزيح الدموع التي تجمعت بعيونها :  جايه تقولي لحماتي زي ما قولتي لهادي علي سري 

ضحكت قدورة بينما قالت ساخره : قولت حته منه بس مش كل سرك 

مالت علي إذن احسان وهمست بفحيح : ولا ناسيه الاعمال اللي كنتي بتعمليها لأخته 

جحظت عيون احسان وكادت دقات قلبها تتوقف بينما تهتف برجاء مستميت : لا يا قدورة ابوس ايدك .....حميده لو عرفت هتقطع خبري من الدنيا 

هتفت قدورة بغل وحقد : وانا لما قطعوا رجلي من البلد وحرقوا بيتي بسببك 

قالت احسان باستجداء : غصب عني يا قدورة ....كنت اعمل ايه 

هتفت بها قدورة بسخط : خلصنا يلا روحي نادي علي حميده 

قالت احسان بخوف :  ليه ؟!

هتفت قدورة بنبره قاطعه : ميخصكيش ....امشي يلا 

سارت احسان بخطوات مرتجفه وكل بضع خطوات تلتفت الي قدورة تناجيها برجاء ولكن نظرات قدورة الثابته لم تتغير دون أن تدرك احسان أنها بالاساس ليست بحاجه الي الرجاء أمام عقل قدورة التي تلعب بالبيضه والحجر وتعرف كيف تربح من كل الكروت التي بيدها بذكاء لتربح من الجميع فقد أعطت هادي نبذه عن أفعال احسان ولم تتطرق الي الباقي الذي كان سيثير جنون هادي ويجعله ينتقم منها هي الأخري لذا اكتفت باخباره بهذا الجزء

والان لم يحن دور مكاسبها من احسان بل من حميده التي أيضا تخفي عن احسان أنها جاءت إليها فهي وحدها من تتلاعب بالجميع 

عقدت حميده حاجبيها : مين يا بت 

قالت احسان وهي تحاول أن تخفي ارتباكها : معرفش يا امه ..واحده بتسأل عنك 

زجرتها حميده بحنق وهي تنزل خلفها : متعرفيش ازاي ؟! هو اي حد تفتحي له الباب 

عقدت حميده حاجبيها ونظرت الي النقاب الذي عادت قدورة و وضعته علي وجهها 

: انتي مين ؟!

رفعت قدورة النقاب ببطء لتتعالي دقات قلب احسان وتنظر الي حميده بتوجس شديد للحظه قبل أن تهتف بتهليل :  ست الشيخه 

قالت قدورة بعتاب مبطن : لسه فكراني يا ام هادي 

قالت حميده بترحيب : وانا انساكي ابدا ...أشارت إلي بطن احسان وتابعت بتهليل جاهل بينما مازالت تظن بكرامات قدورة :  ده انتي وش السعد والبت حملت ...بركاتك يا ست الشيخه 

تفاجئت قدورة وسرعان ما نظرت إلي احسان بوعيد بينما لم تخبرها بحملها 

لتتحول نظراتها سريعا الي ابتسامه مزيفه وهي تنظر إلي حميده قائله بثقه : بركات الاسياد...

اومات حميده لها هاتفه : بركاتك انتي والاسياد 

ابتسمت قدورة ونفخت ريشها بينما تقول : طالما كده انا كنت عاوزاكي في موضوع 

قالت حميده بترحيب وهي تقودها الي الداخل : اوامرك يا ست الشيخه 

التفتت الي أحسان هاتفه : روحي اعملي شاي بسرعه....أشارت إلي قدورة وتابعت :  ولا تتعشي 

ثالت قدورة دون خجل : اتعشي انا علي لحم بطني 

اشارت حميده الي أحيان : بسرعه يابت جهزي احسن عشا لست قدورة 

جلست حميده في المقعد المقابل لقدوره وسرعان ما سئلتها : خير يا ست الشيخه 

همست وتابعت : اوعي تكوني قولتي حاجه لاحسان 

هزت قدورة راسها وقالت : و دي تيجي.... سرك في بير يا حجه .....ولولا اني في ضيقه مكنتش جيت 

قالت حميده بلا تردد : افك كربك 

ابتسمت قدورة قائله : تسلمي يا حجه وده العشم ...وزي ما انا متعشمه فيكي عشمك فيا في محله و هفك كربك ....قبل أن تتساءل حميده عن معني كلمات قدورة كانت تتابع : الا العروسه عامله ايه 

هتفت حميده بغل : عملها اسود ....البت سحراله يا ست الشيخه ومش بيتني ليها كلمه 

قالت قدورة بثقه : قولتلك يا ام هادي ....البت عامله له عمل المحبه 

قالت حميده سريعا بلا تردد : فكيه 

خفضت قدورة عيناها وهتفت بشكوي : ازاي بعد اللي عمله فيا الحاج نعمان .....ده بيتي راح وبقيت عايشه عند القريب والغريب لما ضاقوا بيا 

نظرت إلي حميده التي قالت سريعا : طلباتك اوامر ...عاوزة كام 

هزت قدورة راسها قائله : انا عاوزة أاجر بيت بدل اللي اتحرق يا ست حميده 

هزت حميده راسها : وماله ؟! 

قالت قدورة بضعف زائف : ازاي بس ....انا اخاف من الحاج نعمان ومحدش هيرضي يأجر ليا 

نظرت لها حميده بحيره لتخرجها قدورة منها وهي تتابع : إنما انتي تعرفي تأجري ليا اي بيت 

قالت حميده بعد لحظه تفكير : وماله من بكره اشوفلك مطرح 

ابتسمت لها قدورة قائله : تشكري يا ام هادي 

ومن جهه العروسه متقلقيش انا هفك ليكي العمل اللي عملته للمعلم هادي 

و ديتها الواد ابن احسان يشرف وهخلي المعلم ميشوفش غيره 

تهللت ملامح حميده التي هتفت : بجد يا ست قدورة 

اومات قدورة وتابعت : انتي بس خليني اسقي ام الواد  ميه مقري عليها وابخرها لجل ما يثبت الحمل 

قالت حميده بتاكيد : وماله تشرب طبعا  

....

........


نظرت وصال الي هادي وعقدت ذراعيها حول صدرها متساءله : امال جبت الغساله ليه طالما انت معترض علي اللي عملته ...تراضيني ليه وانا غلطانه 

قال هادي برفق وهو يأخذ بيدها ويجلس ويجلسها فوق ساقه : جبت الغساله عشان ترتاحي وانا مقولتش غلطانه 

قالت وصال باندفاع :طبعا مامتك اللي غلطانه عشان انتقدتني قدام الناس 

تنهد هادي وقال برفق : يابت الناس ولا انتي ولا هي غلطانين ....انتي عملتي كده مش قصدك بس انا عشان بحبك لازم اقولك أن مكانش فيه داعي تعملي كده.... دول ضيوف مهما كان ومينفعش تشيلي الكلفه بينكم وتعامليهم عادي يعني مكانش قصدك تتفهم تقليل من الناس  وامي لما اتكلمت كان قصدها نصح بس برضه قصدها أتفهم غلط عشان اتكلمت في وقت مينفعش تتكلم فيه وهي كمان شالت الكلفه بينها وبين الضيوف واعتبرت عادي تتكلم قدامهم 

نظر هادي الي صمت وصال والي نظرات عيناها التي تركزت علي ملامحه ليظن لوهله أنها ستغضب ليحاول أن يختم حديثه برفق : الخلاصه يا وصال انا لا عاوزك انتي ولا امي تزعلوا علي حاجه ملهاش داعي وحتي لو في داعي كل واحده منكم تشكي ليا وانا اتصرف اتفقنا يا ست الستات 

ظلت صامته ليرفع حاجبه واصبعه أمام وجهها : لو هتتقمصي زي ما عملتي امبارح هحلف ما عدت اتكلم معاكي كده تاني 

هزت وصال كتفها وقال بهدوء بينما مازالت تتطلع إليه : ومين قال إني هتقمص 

نظر لها باستفهام : امال ساكته ليه ؟!

قالت وصال وهي ترفع ذراعيها ببطء وتضعهم حول عنقه ليتفاجيء بها تقول باعجاب شديد : بسمعك وعاجبني جدا اسلوبك في علاج الخلاف القائم بيني وبين مامتك 

رفع حاجبه بتوجس : علاج ايه ؟! 

قالت وصال بابتسامه وهي تميل علي وجهه تداعب أنفه بانفها : علاج الخلاف والاختلاف في نفس الوقت 

ضحك هادي قائلا : أيوة اتفلسفي يا دكتورة 

ضحكت ليتابع برفق وهو يمرر يداه علي ظهرها : الخلاصه أن أنا زي ما قولتلك مش عاوزكم تزعلوا من بعض 

اومات له وقالت ببساطه : حاضر 

رفع حاجبه بتوجس : حاضر من غير مقاوحه 

اومات له لتنفلت منها ضحكه مشاكسه وهي تقول : اقاوح معاك ازاي وانت جايب ليا غساله اطباق 

غمزت له بشقاوة وتابعت : صارف ومكلف 

ضحك هادي وأحاط خصرها بذراعه يقربها من صدره : اصرف عمري واشوفك مبسوطه كده علي طول 

قالت وصال بعتاب وهي تضع يدها علي فمه : بعد الشر عليك.....نظرت إلي عيناه وتابعت : اصلا انا مبسوطه طول ما انا جنبك 

ابتسم لها برضي ومال ليقبل جانب شفتيها برقه سرعان ما تحولت إلي مشاعر جياشه فاضت بقبلاته الحاره .

........

......


بلهفه ممزوجه بأمل كبير كانت بهيه تسأل الطبيبه التي أخذها دياب إليها لتفحصها بعد مرور يومان 

: يعني هخلف يا دكتورة 

قالت الطبيبه بسعه صدر : قولتلك يا مدام بهيه اننا عملنا وهنعمل اللي علينا والباقي بأيد ربنا سبحانه وتعالى 

اومات بهيه متنهده : ونعم بالله 

قالت الطبيبه برفق  : العمليه الحمد لله مشيت مضبوط ووضع الرحم عندك ممتاز ....الفتره اللي جايه انا مش عاوزاكي تفكري في اي حاجه وسيبي كل حاجه علي ربنا كل دورك تلتزمي بالعلاج اللي هكتبه والتعليمات تمشي عليها 

دونت بضع توريخ وتابعت وهي تعطي بهيه الورقه :  دي انسب ايام حدوث الحمل والادويه تاخديها في مواعيدها وعاوزة دايما حالتك النفسيه كويسه

اومات بهيه لتقوم الطبيبه وتهم بالمغادره لتجد دياب يدخل الي الغرفه : السلام عليكم يا دكتورة طمنيني  

قالت الطبيبه بسماحه : اطمن يا استاذ دياب المدام خلاص بقت كويسه وكل شيء تمام 

لمع نفس سؤال بهيه بعيناه للطبيبه ولكنه لم ينطق به بينما جاهد أن يبدو امامها غير مهتم بالنتيجه مهما تكن حتي لا يكون عبء عليها تخشي أن تخذله 

ليوميء للطبيبه التي شددت : انا كتبت كل التعليمات لمدام بهيه وان شاء الله كمان شهر هشوفها مره تانيه وان شاء الله ابشركم بخبر حلو 

هز دياب رأسه لتخرج الطبيبه وسرعان ما يتجه دياب الي بهيه يساعدها علي النزول من فوق سرير الكشف قائلا بحب : سلامتك يا ست الستات 

نظرت إليه بهيه بامتنان : تسلم يا سيد الناس 

مالت علي يده تقبلها بحب ولكنه سرعان ما ربت علي كتفها ليري ترقرق الدموع بعيونها : ليه البكي ؟! 

قالت بهيه بصوت متحشرج : حملتك فوق طاقتك وخايفة يكون من غير فايده 

هز رأسه قائلا : متقوليش كده يا بهيه وبعدين قولتلك انا راضي ...احنا بنعمل اللي علينا 

...........

.....

رفع هادي عيناه وترك كوب القهوة من يده بينما دخل دياب الكبير إليه بخطوات غاضبه هاتفا : 

شايف آخره جرايرك يا معلم 

عقد هادي حاجبيه باستفهام : خير يا معلم 

هز دياب الكبير رأسه وهتف بسخط : مش خير ..... نسيبك جه لغايه عندي وقالي و مفكرني معرفش 

ازدادت عقده جبين هادي مرددا : نسيبي !! 

اوما دياب الكبير وأخبره بما فعله عليوه ليحتقن وجه هادي وتغلي الدماء بعروقه بينما تابع دياب الكبير يزيد الضغط علي هادي : كان ايه الحال لو عليوة راح لوصال ....؟!  

قال هادي وهو يوم شفتيه : ليا حساب معاه يا معلم 

قال دياب الكبير وهو يشيح بوجهه : وانا مش هستني حسابك معاه  

بكفايه فضايح الراجل مسيرة يقول للناس وانا بت بنتي مش هيكون ليها ضره ابدا 

قال هادي باستنكار : ضره ايه يا معلم دياب 

هتف دياب بسخط : اللي انت مخبي عني انك رجعتها 

قال هادي برفض شديد : مرجعتهاش 

قال دياب الكبير بخبث : ابوها قال غير كده 

قال هادي باستنكار : هتصدق عليوة وتكدبني يا معلم دياب 

هتف دياب باحتدام : امال ايه اللي مقعدها في بيتك 

ابتلع هادي وقال بتبرير : البت حامل في ابني ...هرميها في الشارع !

جاء تبرير هادي بما يشتهيه دياب الذي ارتسمت ابتسامه خبيثه علي طرف شفتاه للحظه قبل أن يقبض علي عصاه الابنوسيه ويهتف بهادي ساخرا : الله الله ....اهو الحمد لله ظهرت نيتك ...دلوقتي بتدافع وتقول حامل في ابني والنوبه اللي بعدها تقول رديت ام الواد   

هز هادي رأسه برفض : مش هيحصل يا معلم 

قال دياب الكبير بسخط وهو يزجر هادي بالزاويه :  

وانا اضمن منين ؟! 

قال هادي بنبره قاطعه ؛ كلمتي ضمان يا معلم 

اشاح دياب الكبير بوجهه هاتفا : كلام ياهادي انا عاوز فعل 

قال هادي باستفهام : عاوزني اعمل ايه يا معلم 

قال دياب الكبير وهو ينظر إلي هادي : عاوزك تضمن حق حفيدتي 

اوما هادي وضيق عيناه يحاول فهم ما يرمي إليه دياب الكبير الذي قال دون مراوغه : تكتب اللي تملكه لوصال  

اتسعت عيون هادي وشعر إن دياب الكبير زاد العيار كثيرا ليهب من مكانه ويقول باستنكار شديد : انت بتقول ايه يا معلم 

قال دياب الكبير بثقه : بقول اللي لازم يحصل واللي اضمن بيه حق حفيدتي من انك يوم تيجي تحطها قدام الأمر الواقع وتقول لها أم ابني  

نظر إلي هادي وتابع بمكر : وبعدين انت بتقول في وصال كلام شعر وانت عارف انها لايمكن تطمع فيك غير بت عليوة اللي هتطمع وتطمع كل يوم عن اللي قبله 

هتف هادي بسخط مستنكرا : وانا اي حرمه هتمشيني 

....انا عايش وفيا عقل يوزن مديريه واعرف اميز الأطماع من غيره وحسي في الدنيا مش هوزع مالي علي نسواني 

قال دياب وهو يشيح بوجهه : ميخصنيش انا قولت كلمتي 

قال هادي دون تفكير : وانا مش موافق يا معلم 

التفت له دياب الكبير بحده هاتفا : مخونها اياك !

هز هادي رأسه وقال برفض : لا مش مخونها....انا مأتمنها علي اسمي اللي اغلي من اي مال 

قال دياب ببرود : امال مش عاوز تنفذ اللي بقوله ليه 

قال هادي بسخط : عشان مفيش سبب يخليني أكتب مالي لمراتي وانا ابقي هلهوله 

قال دياب وهو يهز رأسه : انا مقولتش تبقي كده ...انا بقولك اضمن حقها 

قال هادي دون تجميل للحديث : حقها مضمون معايا من اول ما طلبتها منك....أنا جبت ليها اللي يكفيها وزياده دهب ودفعت مهر ارض وكتبت ليها توكيل بالتلاجات وطلباتها كلها أوامر 

لم يهتز دياب بل قال بإصرار : وانا طلبت ليها 

ضرب هادي طرف المكتب بقبضته هاتفا :  وانا قولت مش موافق .... لا يا حاج دياب كده كتير اوي 

نظر له دياب الكبير بسخط : معناته ايه كلامك 

صاح هادي بانفعال : معناته أن انا مش هنفذ حاجه زي دي يا حاج ولا هدفع مليم تاني !

التقت نظرات دياب الكبير بنظرات هادي للحظه بينما تهديد دياب الكبير واضح !!

لينظر دياب الكبير الي هادي ويضيق عيناه :  يعني ايه ؟! 

قال هادي بإصرار : يعني لا يا معلم 

هتف دياب بوعيد مهددا : ووصال 

قال هادي بانفعال : مالها ؟! 

قال دياب بمزيد من الضغط علي هادي  : لو عرفت ؟!

قال هادي وهو يشيح بوجهه الذي احتقن واصبح كالجمره الملتهبه : قولت هتصرف 

رفع دياب حاجبه : يعني انا اطلع منها 

هز هادي رأسه هاتفا : مقولتش كده .... بس ده بيني وبين مراتي 

ضرب دياب الكبير الأرض بطرف عصاه هاتفا وهو يلقي بأخر ما في جعبته : يبقي وصال تعرف باللي انت مخبيه عنها النهارده قبل بكره 

نظر له هادي بغضب : بتعقدها يا معلم دياب 

قال دياب وهو يرفع عيناه الي هادي والتي تحمل إصرار : ده اخر قولي ....وصال لو معرفتش منك انا هعرفها وهي تشوف صالحها 

اغتلت ملامح هادي ليزم شفتيه بينما غلت الدماء بعروقه رافض ان يضع إصبعه اسفل ضرس دياب الذي قرر أن ينهشه  ليشيح بوجهه ويلقي هو الآخر اخر مافي جعبته : اللي تشوفه يا معلم 

عقد دياب حاجبيه باستنكار بينما لم يظن للحظه أن تهديده لن يجدي نفعا مع هادي : يعني ايه ؟! 

هتف هادي بغضب اهوج : يعني انا مش هقول لها دلوقتي بس انا مش همنعك تقولها

بس وانت بتقولها قولها إن طلاق مش هطلق ولو مديريه وقفت قدامي ولو صممت يبقي هتفضل طول عمرها زي البيت الوقف لا متطلقه ولا متجوزه 

هتف دياب باحتدام وقد وصل الخلاف بينهم الي طريق مسدود  : انا مش بتهدد يا هادي 

هز هادي رأسه مزمجرا : انا مش بهددك يامعلم انا بحط النقط فوق الحروف 

اذا كنت فاكر أن الأرض ولا حتي مالي كله لو كتبته باسمها هيخليني اوطي راسي لا يامعلم انا اقطع دراعي ولا أن حد يلويها ..... والأرض انا معايا بيها توكيل منها وافتكر أن في شرط عشان تاخد مني التلاجات اللي برضه هتبقي باسم ولدي لو ليا نصيب 

يبقي الخسران في كل الليله اللي بينا يامعلم هو وصال 

سحب عباءته من فوق ظهر المقعد واتجه الي باب الوكاله هاتفا : بالاذن يا معلم المكان مكانك !! 

..........

.....

أسرعت دنيا تضع الطفل أرضا وتركض الي الباب ما أن استمعت الي هدير سياره دياب لتخرج من الباب مهلله : حمد الله علي السلامه 

أخفت كل الحقد والغيره بداخل قلبها بينما تهتف وهي ترمي نفسها بين ذراعي دياب : وحشتني اوي يا دياب 

أبعدها دياب وزجرها بنظراته بينما نظر إلي بهيه التي ابتلعت غيرتها وحاولت أن تغمض عيناها لتتظاهر دنيا بالبراءه بينما تنظر إلي بهيه باعتذار زائف : حقك عليا يا ابله بهيه ...انا بس من لهفتي علي دياب 

قالت بهيه بسماحه لم تخرج من قلبها ولكنها تظاهرت بها 

: حقك ...ماهو جوزك برضه 

اتجهت الي الداخل لينظر دياب الي دنيا بحنق ويهتف من 

بين أسنانه : وبعدهالك يا بت ....ايه قله الربايه دي

قالت دنيا بعين قويه : وانا عملت ايه ...حضنت جوزي يعني حقي زي ما ابله بهيه قالت 

نظر لها دياب بسخط واتجه خلف بهيه التي احتضنتها مهجه باشتياق : حمد الله على السلامه يا بهيه 

همست لها : اتوفقتي يا بتي 

اومات بهيه متنهده بأمل : يارب يا امه 

دخل دياب لتسرع إليه مهجه تحتضنه : حمد الله على السلامه يا دياب 

قبل راس والدته هاتفا : الله يسلمك يا امه 

قالت بهيه : بالاذن يا امه ...هطلع اغير وانزل 

قالت مهجه سريعا : اطلعي يا بتي وارتاحي في فرشتك وانا هجبلك الاكل لغايه عندك 

هزت بهيه راسها وقالت: لا يا امه متتعبيش نفسك انا كويسه 

ابتسم لها دياب ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامته ما أن دخل دياب الكبير المنزل بخطوات غاضبه واول ما رأي دياب هتف به : تعالي يا ولدي عاوزك 

اتجه دياب خلف جده بقلق ليشير له دياب : ادخل واقفل الباب

نظر دياب الي جده بقلق : في ايه يا جدي ؟!

هتف دياب الكبير بسخط : هادي بيلاوع معايا 

عقد دياب حاجبيه وهتف بقلق : هادي !!

..........

.....

جلس هادي بعقل شارد أمام المحامي الذي تابع عرض بعض الأوراق عليه : فاضل بس كام ورقه كده ابن اختي هيخلصهم في الجمرك ويبقي مبروك عليك التلاجه الجديده يا معلم 

اوما هادي قائلا : ابن اختك هيعرف يخلص الورق بسرعه ...انا مستعجل يا عبد الحميد 

قال الرجل بثقه : امال يا معلم .. محمود ده واصل اوي وله وسايط في كل حته 

انتبه هادي الي المحامي ليسأله بتمهل : بتقولي له وسايط كبيرة 

اوما المحامي ليعود هادي ويسأله : يعني يعرف يخلص اي موضوع 

هز المحامي رأسه : قولي وانا أفيدك يا معلم وبأمر الله تخلص 

استمع عبد الحميد الي هادي الذي أخبره بما يريد ليسأله الرجل باستفهام : يعني قرار وقف نهائي ولا لسه قيد التحقيق 

نظر هادي الي المحامي باستفهام : معرفش يا عبد الحميد حاجه من دي ...امال انا جايلك ليه ؟ نازل فيا اسئله ومردتش علي سؤالي ...تعرف ترجعها شغلها ولا لا 

قال المحامي بتفكير : مفيش حاجه مستحيله ....!

لمعت عيون هادي : يعني هتعرف با عبد الحميد 

قال الرجل بثقه : أن شاء الله 

ابتسم هادي وقال مهللا : وقتها ليك حلاوة كبيرة اوي يا متر!!

..............

.....

نظر دياب الكبير الي ملامح دياب الذي مال برأسه الي الخلف وتحكم في انفعاله قدر المستطاع بينما كل ما أراده هو أن يثور بوجه جده الذي مازال يتعامل مع أخته أنها ورقه للتربح من هادي 

: ساكت ولا هامك جدك اللي بيتشال ويتحط قدامك 

قالياب بهدوء وبرود بينما كفي ووفي هادي :  هقول ايه يا جدي ... نظر إلي جده بطرف عيناه وتابع بخبث : لولا أني عارف ان كل اللي قولته لهادي ده مجرد كلام انا مكنتش هسكت 

نظر دياب الي جده وتابع : مش كده يا جدي ....انت بتهدده بس عشان ميضايقش وصال إنما مش عاوز تاخد مال الراجل وبتضغط عليه بأختي 

احتقن وجه دياب الكبير بالخزي ليقول وهو يرفع رأسه : طبعا يا بوي وهو انا محتاج مال ابن الغزالي 

اوما دياب وهو يخفي سخطه : انا قولت كده وهادي قال اللي اي راجل مكانه هيقوله عشان كده متضايقش نفسك 

قال دياب الكبير بكذب : انا متضايق أنه وقف قصادي 

قال دياب ببرود :  معذور يا جدي ...راجل بيدافع عن شقاه وتعبه 

قام من مقعده ومال ناحيه جده وتابع بفحيح : لو مال هادي كله كان يقدر يمسح دمعه من دموع اختي لما تعرف كنت اخدته 

قال دياب بمراوغه : انا كنت عاوز اخلي في أيدها روحه 

قال دياب بسخط : الروح في ايد اللي خالقها يا جدي وبعدين متنساش أن خلاص الفاس وقعت في الرأس ورضينا أو مرضناش هادي بقي جوز بنتنا ولو كسبنا عداوته اللي هتضر وصال اللي برضه بايدك يا جدي سلمتها له وبقت مراته 

نظر الي جده وتابع الحقيقه التي لا مفر منها : وصال مراته ويقدر يكرهها في اليوم اللي بقت فيه مراته ويقدر برضه يخليها ست الناس زي ماهو عامل دلوقتي وانا بالنسبه ليا طالما قلبت مصالح يبقي مصلحه اختي تعيش متهنيه مع هادي .....هز كتفه وتابع : يعمل كده بقي ازاي ميهمنيش المهم أنه يفضل مخبي عليها عشان هو مش حمل اللي هعمله فيه لو بس دمعه نزلت من عينها 

خرج من أمام جده ووجهه محتقن بالغضب .....عبثا أن طاوع جده ووقف بصفه أمام هادي لتكون أخته في الوسط بينهم !

......

.........

اشاحت حميده بوجهها بينما مال هادي علي يدها يقبلها : وبعدها لك يا ام هادي بقالي ساعه براضيكي واقولك حقك عليا 

قالت حميده بتعزز: وهو انت كنت عملت حاجه ولا السنيورة مراتك اللي كان لازمن تيجي وتقولي حقك عليا يا امه 

قال هادي بمشاكسه : أيوة يا امه ...اجيبها عشان كلمه منك وكلمه منها وتشبكوا في بعض تاني 

هتفت حميده بينما ترفع حاجبها : وانت فين يا سيد الرجاله ....احكم عليها تسمع كلمتي ووقتها ولا هشبك فيها ولا تشبك فيا 

سحب هادي نفس عميق وزفره ببطء قائلا برجاء :  لو ليا عندك غلاوة بلاش مشاكل 

هتفت حميده بحنق : انا اللي بعمل مشاكل ولا مراتك 

هتف هادي بضيق : امه انا مش متحمل وعندي مشاكل ما يعلم بيها الا ربنا

نظرت له حميده بقلق : مشاكل ايه ياقلب امك ....تبرطمت وتابعت : اقدام ...ماهي النسوان اقدام وقدم بنت مهجه جاي بالمشاكل 

هتف هادي بضيق : يوووه يا امه واخرتها !!

نظرت له حميده وهتفت بعناد : كلمتي مش هتتغير ورجلي مش هتخطي بيتك الا لما مراتك تيجي وتاخد بخاطري 

...........

....

اتسعت عيون وصال ووقفت أمام هادي للحظات قبل أن تهلل وهي تلقي نفسها بحضنه : انت بتتكلم جد يا هادي ....يعني انا هرجع شغلي 

أغرقت وجهه وكتفيه بالقبلات بينما تتابع بفرحه غامره : انا بحبك اوي اوي ...!

قبلها هادي واحتضنها بينما بقيت ترد د بفرحه : ربنا يخليك ليا يا هادي 

نظرت إلي عيناه بسعاده : انت احسن راجل في الدنيا ...!

انا مش عارفه اسعدك ازاي زي ما انت بتسعدني 

ابتسم هادي لها ورفع حاجبه : يعني لو قولتلك علي حاجه تسعدني هتعمليها 

اومات بلا تردد ليمسك هادي بيدها وياخذها الي المقعد يجلس ويجلسها فوق ساقه ويخبرها بتمهل بطلبه الذي تفاجئت به ولوهله كانت ستندفع بالرفض ولكنها 

سحبت نفس عميق تهديء به نفسها وهي تلتفت الي هادي الذي أخذ كل ما حدث ببساطه : يعني ايه ؟!

قال هادي بتبسيط: يعني ست كبيرة وانتي عقلك يوزن مديريه مش هيجري حاجه لو رضيتيها 

رفعت حاجبها وبدي الرفض علي ملامحها ليتابع هادي : محصلش حاجه يا وصال وانتي وامي اغلي اتنين عندي وانا مش طالب منك كتير ...بقولك راضيها بكلمتين حتي 

لا تنكر أنه فعل الكثير من أجلها ويستحق أن تراضي والدته وإن فعلت مثله ولم تأخذ الموضوع بمحمل كرامه ستجده بسيط .....: يعني 

قاطعها هادي قائلا برفق : يعني اعتبريها والدتك ....اه قالت كلمتين من غير داعي بس في الاخر طلعت من بيتك غضبانه وانتي بنت اصول ميرضكيش حد يطلع من بيتك غضبان 

رفعت حاجبها : هي اللي غضبانه 

حاول هادي أن يشاكسها 

بينما تتبرطم وهي تقلد والدته بينما تبصق الطعام ( : تف تف ....ايه ده مجمد ....علي اخر الزمن هتاكليني اكل متلج يا مرات ابني !! )

ضحك هادي علي تقليدها لوالدته وهو يمرر يداه علي كتفها ضاحكا :وهو انتي يعني سكتتي يا صولا ما انتي رديتي عليها وقولتي اهو أكلتك حاجه عمرك ما اكلتيها وخليتي وشها جاب الوان متضايقه ليه بقي 

تنفست وصال وهزت راسها وهي تنظر له برفق بينما تقول : أيوة يا هادي رديت وبقالي ساعه واخده الموضوع هزار وبقول لنفسي كبري دماغك وبفتكر كل نصايح ماما أن حماتي ام وساعات بتغير علي ابنها من مراته ومسيرك في يوم تبقي ام زيها وتغيري علي ولادك وكل الكلام ده بس برضه يا هادي ...كورت قبضتها بغيظ بينما تنفلت الكلمات من شفتيها : امك وليه قرشانه اوي وأوقات كتير مش بعرف ارد عليها !

نظرت بتوجس إليه بينما انفلت لسانها لتحرك شفتيها بحركه طفوليه الا يغضب وبالفعل كان رد فعله هاديء بينما رفع حاجبه وهو يردد : امك وليه قرشانه ...!

امسك وجهها بين كفيه الكبيران وتابع من بين أسنانه : اه من لسانك .....هز كتفه وتابع بمشاكسه : اتغيرتي اوي يا دكتورة ....رفع حاجبه وتابع : هو الجواز بيغير اوي كده !!

مسح قوامها بنظرات لعوب بينما تركزت نظراته علي فتحه صدر بلوزتها الحريريه وازدادت نظراته جرأه بينما يتابع بنبره عابثه : هو بيغيير فعلا ....اتغيروا 

ازدادت نظراته جرأه الي قوامها الذي امتليء بصورة واضحه وهو يتابع بنفس النبره اللعوب : اه اتغيروا 

أمسكت وصال ضحكتها بينما غرقت بخجلها وسرعان ما رفعت يدها تخفي بها مفاتنها من نظراته وهي تهتف به : هادي بطل بقي !

هز رأسه وتلاعب المكر بنظراته وهو يقول بخبث : لازم اتأكد بنفسي من التغيير ده ....شهقت وصال ما أن باغتها وهو يميل ناحيتها ويحملها بين ذراعيه لتحيط عنقه بذراعيها وهي تنفجر ضاحكه : هادي 

ابتلع ضحكتها بين شفتيه التي التهمها بشغف وهو يخطو بها تجاه غرفتهم ....! 

...........

....

اومأت مهجه وقالت لابنتها بحكمه : وماله يا بتي جوزك مغلطتش مفيهاش حاجه بما تراضي امه ...ست كبيرة 

نظرت إلي نظرات عدم الاقتناع بعيون ابنتها وتابعت : انتي مخك كبير ياوصال وبلسانك بتقولي الراجل بيراضيكي بكل حاجه يبقي مفيهاش حاجه لما تراضيه في امه 

قالت وصال بتردد : أيوة يا ماما بس ...قاطعتها مهجه برفق : مفيش بس ...انتي من جواكي عاوزة تراضيه يبقي امشي باللي قلبك قالك عليه ويلا روحي للست حميده راضيها 

نظرت إلي ابنتها وتابعت : وبعدين ياوصال ما قولتلك ست كبيرة وبتعمل كده غيرانه علي ابنها 

قالت وصال بعدم اقتناع : مني ؟!

اومات مهجه لتقول وصال برفض : وانتي ليه مش بتعملي زيها وبتغيري من مراتات دياب 

قالت مهجه بابتسامه هادئه : اهو كل واحد وعقله يا بتي ..ربنا مش خالقنا زي بعض ... يلا استهدي بالله واسمعي كلام امك 

.........

...

وقفت فاطمه تتطلع الي ابنتها التي افترشت امامها اللفه التي وضعت بها والدتها ذهبها لتحتضنهم الي صدرها 

: لهو انتي كل ما هتيجي هتقعدي تاخدي دهبك في حضنك وتعديه يا بت 

قالت دنيا بغل : اه يا امه ...مش مالي ولازم أعده عشان اعرف لو حاجه ناقصه 

هتفت فاطمه بتوبيخ : والله ما في حد ناقص الا انتي ...في ايه يا بت لو مخوناني خديهم 

هتفت دنيا ببرود : قولتلك يا امه مش مخوناكي انتي وبعدين لو اعرف اخدهم كنت اخدتهم بس ماليش حته الا هنا 

زفرت فاطمه بحنق : يبقي تخرسي وتبطلي تلقيح علي اختك الغلبانه 

لوت دنيا شفتيها متبرطمه وهي تعقد اللفه مجددا : ال غلبانه ال 

لمعت عيناها بالحقد بينما كل ما يصبرها هو تأكدها أن تلك الزيجه لن تكتمل 

التفتت الي والدتها التي قالت وهي تغلق الخزانه بعد أن أعادت الدهب الي مكانه : يلا اهي كلها كام يوم وتمشي تروج بيت جوزها وانتي ترتاحي 

عقدت دنيا حاجبيها ورددت بعدم وعي: بيت ايه اللي تروحه ...هو المعلم ياسين لسه ناوي يتجوزها 

قالت فاطمه بعفويه دون أن تنتبه لمغزي نظرات ابنتها الحافظه : امال كان جه وقري فتحتها ليه وبعدين اهو بكره جاي يلبسها الشبكه 

ابتلعت دنيا بثقل : بكره 

اومات فاطمه : أيوة بعتت أخته وقالت جاي بكره بعد العشا والخميس اللي بعده هيكتب عليها 

ربتت علي كتف ابنتها وتابعت : يلا يابتي قومي باركي لأختك ..انتوا مالكوش الا بعض 

أبعدت دنيا يد والدتها بجفاء هاتفه : عشان كده خبت عليا ومقالتش الخبيثه...اييه فاكراني هحسدها 

هتفت فاطمه باستنكار : خبت ايه وخبيثه ايه 

هتفت دنيا باحتدام بينما فارت دماء الغيره بعروقها : امال مقالتش ليه 

قالت فاطمه بدفاع عن ابنتها : وهو انتي بتديها ريق حلو ولا بتكلميها حتي ..اهو انا قولتلك وخلصنا 

.........

...

وقفت احسان اعلي الدرج تتواري كما حذرتها حميده التي فتحت الباب وتفاجئت بوصال امامها 

: للتو ما افتكرتي يا مرات ابني 

قالت وصال بهدوء زائف : قولت اسيبك تهدي يا طنط شويه وبعدين مكنتش اعرف انك زعلانه الا لما هادي طلب مني اجي اراضيكي 

هتفت حميده بسخط. : يعني جيتي عشان هادي قالك مش عشان انتي غلطانه 

هزت وصال راسها وللحظه كانت ستجادل حميده ولكنها تراجعت لتقول بابتسامه هادئه : خلاص يا طنط اهو موقف وعدي 

قبل أن تطيل حميده كانت وصال تقف قائله : المهم انا مش عاوزة حضرتك تكوني زعلانه والمره اللي جايه متقلقيش هطلع الصيني كله وكمان هدبح ليكي خروف 

ابتسمت حميده ورفعت حاجبها بينما فهمت أن وصال تسايرها لتقول : بقي بتاخديني علي قد عقلي يا وصال 

ابتسمت وصال بسعه هاتفه : الله ..وصال طالعه من بوقك زي العسل 

احتقن وجه حميده علي مكر وصال المحبب والتي سرعان ما مالت تقبل خدها : يلا همشي انا يا طنط 

وقفت حميده أمام الباب بينما خرجت وصال مسرعه تضحك وقد صدقت للحظه أن كل الجليد بينها وبين حماتها سيذوب يوما ما .....دون تعمد التفتت وصال تشير لحماتها لترفع عيناها للاعلي وللمره الثانيه تلمح هذا الخيال لتلك المرأه التي ما أن رأتها تنظر للاعلي حتي تراجعت للداخل ...ابتلعت وصال ببطء وتثاقلت دقات قلبها يصدرها بينما تعلقت عيناها بالشرفه للحظات وهي متاكده أنها رأت تلك المرأه !!

............

....

دخلت دنيا باندفاع من باب المنزل وسرعان ما كانت تنظر مهجه إليها باستفهام : مالك يا بت في ايه ؟!

هتفت دنيا باحتدام تشكي : يرضيكي يا امه ....دياب

أخبرتها لتقول مهجه باستنكار : وهو دياب هيخبي عنك جوازه اختك ليه 

نظرت دنيا الي بهيه باتهام : اهو اسألي ابله بهيه ماهو كل حاجه بيقولها ليها وتلاقيها هي عارفه السبب 

قالت بهيه بدفاع عن دياب : ولا سبب ولا حاجه يا امه ...هو يعني دياب هيخبي ليه !

لاتعرف بهيه سبب وهاهي بالمساء تسأل دياب 

: انت بس لو تقولي يا دياب 

قال دياب وهو يشيح بوجهه : معرفش اهو كده يا بهيه ....حسيت انها مش حابه الخير لأختها 

رفعت بهيه حاجبيها باستنكار : وهو في اخت كده !!

ده الاخت تكبش الخير وتديه لأختها بطيب خاطر مابالك بواحده زي اختها غلبانه ومنكسره وحقها تفرح 

قال دياب موافقا : شوفتي بقي ....اهو حتي انتي الغريبه  عاوزة الخير للبت  إنما هي 

قالت بهيه بسماحه : حرام تظلمها يا اخويا هي يعني في اخت تكره اختها 

قال دياب بضيق : معرفش يا بهيه انا بقولك احساسي 

قالت بهيه برجاء : يبقي بلاش تظلمها عشان خاطري يا دياب 

التفت دياب الي بهيه ونظر لها بعيون امتلئت بالحب ليبتسم لها قائلا : وبعدها لك 

نظرت له بهيه بوجل : حقك عليا انا بس بقولك اللي يرضي ضميري 

ابتسم لها بينما لم تفهم سبب ابتسامته والتي سرعان ما فسرها وهو يحيط خصرها بذراعه ويجذبها إليه : انتي هتفضلي تاخدي قلبي لغايه امتي بطيبه قلبك دي 

ابتسمت له بهيه ليميل تجاه شفتيها يقبلها برقه للحظه قبل أن يخطف أنفاسها وتمتزج مع أنفاسه بقبلاته الحاره 

...وضعت بهيه يدها علي صدره هامسه : دياب ...الدكتورة قالت ....صمتت ولم تتابع بخجل محبب جعل دياب يشاكسها بشقاوة : قالت ايه ؟!

قالت بهيه بخجل بينما تندفع الحمره الي وجنتيها : قالت في أيام معينه 

ضحك دياب وقال بجرأه هامسا بجوار أذنها : سيبك من الدكتورة وتعالي اقولك العيال بتيجي ازاي 

ضحكت بهيه بخجل ليلتهم دياب شفتيها بشفتاه وهو يتراجع بها الي فراشهم الذي شهد نوبه حبه بينما شهد فراش دنيا نوبه غضبها وحقدها وهي تستمع إليهم !

...

......

بلطف ومرح اخذت وصال تماطل قبل أن تخبر هادي بذهابها الي والدته لتتفاجيء بملامحه تتغير وفجأه تتحول إلي الغضب وهو يسألها بتوجس حينما علم أنها ذهبت الي والدته دون علمه والخوف دفعه للغضب من أن تكشف وصال سره الذي أصبح يؤرق مضجعه بعد تهديد دياب له : انتي ازاي تروحي مكان من غير ما تقولي ليا .... 

قالت وصال ببساطه : انا قولتلك اني رايحه لماما وبعدين قولت اروح لطنط زي ما انت قولتلي 

قال هادي بعصبيه : كنتي تقولي ليا ولا متجوزه رجل كرسي اياك 

هتفت وصال بانفعال : انت بتزعق ليا ليه ؟!

هتف هادي بسخط : ازعق واعمل اللي يعجبني عشان انتي غلطانه 

نظرت له وصال بعصبيه بينما تفاجات بتلك النبره الجديده منه : لا متزعقش ليا ووطي صوتك 

صاح بغضب شديد من جدالها : وصاااال متطلعيش جناني عليكي ورجلك متخطيش برا الباب من غير ما اعرف من هنا ورايح فاهمه 

نظرت له وصال بحنق وهزت راسها بعناد : لا مش فاهمه ...هتعمل ايه !

اتسعت عيون هادي من تحديها له والذي يدفعه للغضب أكثر وهي آخر شخص يريد أن تري غضبه 

لتنفلت أعصابه للحظه ويميل تجاه وجهها بكامل جسده الضخم ويتطلع الي عيناها لتري وحش غاضب بعيناه ولكنه سرعان ما كبله وصك أسنانه التي همس من خلالها بفحيح : اياك ...اياك تقفي قدامي تاني تناطحي فيا كده تاني والا 

رمشت وصال باهدابها وللحظه غلت الدماء بعروقها وأدرك هادي أنها ستتمادي لذا حرص الا يبقي امامها أكثر وسرعان ما كان يخرج ويصفق الباب خلفه بغضب 

.....

........

مال دياب الي جواره ليفتح الدرج ويخرج منه علبه من القطيفه الحمراء ويعطيها الي بهيه التي توسدت كتفه 

: ايه ده ؟!

قال دياب بحب : افتحيها !

فتحت بعين العلبه لتري عقد ذهبي مجدول بالحلقات : الله يا دياب ..حلو اوي 

قال دياب وهو ياخذ العقد من العلبه : تعالي البسهولك

استدارت بهيه ليضع دياب العقد حول عنقها ويميل يقبل ظهرها العاري بحميميه جعلت القشعريرة تسري بعروقها وسرعان ما تستجيب الي نوبه حب جديده اغرقها بها !

.......... 

.....

زفر هادي الذي عاد للمنزل بعد أن هديء قليلا ... غضب عليها ولكن خوفه من انكشاف سره هو ما جعله يتمادي وهي ليست هينه ابدا فلم تمتص غضبه ..... جلس علي طرف الفراش لتشعر وصال به ولكنها لم تستدير بل رفعت الغطاء عليها أكثر وتزحزت الي طرف الفراش 

نعم له حق أن يغضب ولكن في قانون حبه ودلاله لها لا يحق له ابدا ان يغضب منها مهما تفعل فهو من جعلها تعتاد الدلال 

سحب هادي نفس عميق وأخرجه ببطء لتشعر وصال 

بانفاسه الساخنه تداعب جانب عنقها حينما مال عليها يهمس باسمها : وصال !

لم تجيب وتمنعت أمام يده التي حاول أن يديرها بها ناحيته ليقول برفق شديد : انتي اول مره تقفي قدامي تناطحي فيا يا شهد العسل ....عصبتيني  بس انتي عارفه اني مقدرش ازعلك حتي بكلمه 

استدارت له وصال بحنق محبب : لا قدرت وفضلت تزعق ليا 

هتف هادي رافع حاجبه : وهو انتي سكتتي ده انتي رديتي عليا الكلمه بعشره ....كور قبضته بحنق وتابع : 

والله لو حد تاني كان عملها كنت كسرت صف سنانه

مال ناحيتها يداعب جانب وجهها مشاكسا : بس انتي مش اي حد ...انتي قاعده جوه قلبي والوحيده اللي بجيب ورا قدامها 

تدللت وصال وابعدت يداه عنها : كلام ماهو انت فضلت تزعق ...اوعي كده 

التفتت له وتابعت : وبعدين هو مش انت قولت ليا راضيها 

اوما هادي قائلا : أيوة بس قوليلي انك رايحه 

زمت وصال شفتيها وقالت بعفويه : قولت اعملهالك مفاجاه 

نظر لها بينما افحمته ليقول متجاوزا : طيب خلاص حصل خير يا شهد العسل 

مال تجاه وجنتيها يقبلها : واهو خدك اهو 

تركت له وجنتيها يقبلها بينما يرفرف قلبها داخل صدرها ليس لخلافهم ولكن لأنه لم يتركها حزينه ولو لحظه 

نظر إلي عيونها وتابع بتحذير هاديء : متكرريهاش تاني 

عقدت وصال حاجبيها بغيظ : انا محبش حد يهددني 

زفر هادي بغيظ هو الآخر : وانا محبش حد يراجعني في الكلام ويناطح فيا 

جذبت وصال الغطاء فوقها بحنق وعادت تضع راسها علي الوساده : انا اعمل اللي انا عاوزاه 

زفر هادي بغيظ من عنادها فماذا سيحدث ان قالت نعم ولو فقط لتسايره ولا يتشاجرون : يااااارب صبرني عليها بدل ما اكسر راسها اللي انشف من الحجر دي 

اعتدلت وصال سريعا ونظرت له بغيظ : كمان عاوز تكسر دماغي ...طيب يا هادي وريني 

نظر لها هادي بغيظ بطرف عيناه قبل أن يجذب هو الغطاء فوقها ويهتف متبرطما : نامي يا وصال ....نامي بدل ما ارتكب جنايه 

قالت وصال بغيظ وهي تضع راسها علي الوساده : هنام طبعا ولا فاكر هقعد معاك مثلا ....

زفر هادي وكاد يشق صدر جلبابه ليهتف متبرطما وهو يدخل الي الحمام : يارب من دون النسوان مقعش الا في حب المجنونه دي 

اعتدلت وصال ونظرت له بعيون تطلق الشهب وقامت خلفه لتقف خارج باب الحمام الذي اغلقه خلفه : سمعتك بتقول مجنونه ونسوان علي فكره 

ضحك هادي من خلف الباب وقال بشقاوة وهو يخلع ملابسه ويتجه الي اسفل المياه : طيب طالما سمعتي ...ادخلي وريني هتعملي ايه

تعالت ضحكته بينما لم تتواني لحظه وهي تفتح الباب وسرعان ما تقذف ناحيته قطعه الصابون ...طيب اهو يا هادي 

ضحك هادي ونسي وسط مرح شجارها هم انكشاف سره 

شهقت وصال ما أن شعرت بذراعيه تحيط بها وقد خرج من أسفل الدوش وبخفه فهد كان يمسك بها قبل أن تهرب 

ابتلت كل ملابسها بينما احاطها هادي بذراعيه وسرعان ما استدار بها ليواجه ظهرها الحائط ويقف امامها يحاصرها وعيناه تتلكأ أمام اهتزاز شفتيها المكتنزه : وبعدها لك يا شهد العسل 

أغمضت وصال عيناها بينما اقترب هادي منها ومال تجاه شفتيها يقتنص منها قبله حاره جعلت الدماء تدفق بعروقه بينما تتحرك يداه تجاه جسدها.....لحظه وكانت وصال تتملص منه وتركض إلي الخارج وهي تقول : علي فكره بيتكم فيه عفاريت !

عقد هادي حاجبيه وسيطر سريعا علي أنفاسه اللاهثه ليجذب المنشفه يحيط بها خصره ويخرج خلفها باستفهام : ايه ؟!

قالت وصال بعفوية لا تدرك أنها تلاعبت بدقات قلبه : تاني مره اشوف واحده واقفه في البلكونه عند والدتك !

ابتلع هادي ببطء بينما تابعت وصال وهي تخرج لنفسها ملابس أخري بدل التي ابتلت : هي مراتك اللي ماتت كان شكلها ايه !!

تغيرت كل ملامح هادي وهتف بضيق : الله يرحمها ...وصال بلاش تجيبي سيره الاموات يابت الناس الله يرضي عنك 

............

.....


نظرت بهيه الي دنيا وهزت راسها قائله بنصح : يابت حبي الخير لغيرك عشان يجيلك وربنا يديكي من فضله ...دي شبكه اختك وانتي لازم تروحي تفرحيها وتقفي جنبها ...دي اختك ومالكمش الا بعض  

اشاحت دنيا بوجهها وهتفت بسخط : كفايه تروحي انتي ..هو مش دياب مكبرك من الاول وهي عملاكي اختها يبقي انا ماليش لازمه طالما معزمتنيش

هتفت بهيه بضيق : يابت بقولك اختك ...في اخت بتعزم اختها ...ربتت علي كتفها وتابعت : يلا قومي البسي ربنا يهديكي..يلا يابت ولا عاوزة الناس تقول اختها مجتش 

هزت دنيا كتفها وقالت ببرود : اللي يقول يقول وانا لو حد سألني هقول أنها خبيثه ومرضتش تعزمني 

زفرت بهيه وهتفت بها بتوبيخ : بقالي ساعه بقولك حبي الخير لغيرك ما بالك بأختك ...برضه اختك خبيثه 

قالت دنيا باستنكار : امال انا اللي خبيثه 

افلتت ضحكه بهيه الساخره : الله اعلم 

نظرت لها دنيا بغيظ لتقول بهيه : خلصنا يا بت ....يلا بقي قومي 

هزت دنيا راسها للحظه قبل أن يخطف نظرها ذلك العقد الجديد الذي وضعته بهيه حول عنقها لتسألها بفضول مقيت : جديد ده يا ابله بهيه ...جبتيه امتي 

لم تشأ بهيه أن تثير غيره دنيا وكم كانت عكسها تماما لتقول بكذب : اهو جبته وخلاص يا دنيا ...يلا بقي قومي البسي عشان نلحق نروح لأختك 

ظلت عيون دنيا معلقه بالعقد لتمد بهيه يدها الي قفله تفكه وتقول لدنيا : خدي يا بت ... 

لمعت عيون دنيا بينما تابعت بهيه : عينك هتطلع عليه ...خدي البسيه بس بشرط تيجي معايا 

قالت دنيا بلهفه وهي تاخذ العقد من يد بهيه : اخده يا ابله بهيه 

هتفت بها بهيه : بقولك البسيه ولما ترجعي ابقي رجعهولي تاني 

.........

.....

لاتعرف وصال سبب تغير ملامحه بعد سؤالها ليله الامس عن زوجته الأولي بينما بعفويه فسرت ما رأته مرتين ولا تدرك أن السر الذي يخفيه عنها جعله حساس...استيقظ هادي بمزاج معكر بعد أن فسدت ليلتهم بالأمس ونام كل منهم والأفكار لا تبارح عقله ...هي تفكر لماذا غضب حينما تحدثت عن زوجته الأولي وهو يفكر الي متي سيظل مقيد بقيود السر الذي يخفيه ...! 

وقفت وصال تعد الطعام وتشعر بثقل شديد في معدتها وفسرته ربما بسبب تفكيرها فيما حدث ....!

عاد هادي بعد الظهر ليحاول أن يتجاوز ما حدث ويدخل إليها بينما وقفت تعد الطعام 

ابتسمت وصال حينما أحاط ظهرها بجسده ووضع رأسه في عنقها يلثمه : وحشتيني 

استدارت وصال له وقالت بحب : وانت كمان !

ابتسم لها لتقول وصال بعفوية وهي تحيط عنقه بذراعيها : هادي انت زعلت ليه مني امبارح ...انا مكنش قصدي اجيب سيرتها ...انا بس استغربت ليه بشوف واحده واقفه في البلكونه 

زفر هادي ونظر إليها : في حد عاقل يقول كلامك ....عفاريت ايه يا بت الناس ....تلاقي بيتهيألك 

هزت وصال راسها : لا انا شوفتها وبعدين دي تاني مره تشوفها وطالما مفيش حد قاعد مع مامتك يبقي تفسير ده ايه  

قال هادي بمراوغه : بيتهيألك يا شهد العسل ...يلا بقي احسن أنا جعان اوي 

خرج ليستبدل ملابسه بينما وقفت وصال تعد السفره 

نظر هادي الي وصال قائلا : ايه ده يا وصال ...فين الاكل 

قالت وصال ببساطه وهي تشير إلي الاطباق : ماهو قدامك ياهادي ... مكرونه وبانيه 

قال هادي بعدم رضي : معرفش انا اكل الحاجات دي 

رفعت حاجبها بعدم فهم : حاجات ايه ياهادي...ماهي  فراخ ومكرونه 

هز راسه قائلا بعدم اقتناع : مشبعش انا منها الحاجات دي .....امسك قطعه الدجاج ونظر إليها بامتعاض : دي فراخ ازاي .....كنتي عملتي جنبها دكر بط ولا دقيه باميه بحتتين ضاني ....

رفعت وصال حاجبها هاتفه :بط جنب ايه ....ده اللي بتقوله اكل لوحده 

سحب هادي نفس ولم يطيل في الجدال ليقول وهو يضع الطعام بفمه : يلا نعمه ربنا تسلم ايدك 

اشاحت وصال بوجهها وقالت بضيق متبرطمه :

تسلم ايدي ايه بعد كلامك 

قال هادي بعتاب : وانا قولت ايه 

التفتت له وهتفت بغضب محبب : 

ابدا حسستني اني مجوعاك 

غمز لها هادي بشقاوة بينما يمرر يداه علي ساقها من أسفل الطاولة : 

هو من جهه مجوعاني فأنتي مجوعاني ونايم امبارح جعان ..!

أبعدت وصال يده عن ساقها بتمنع: اوعي كده ...انت من امبارح وانت متغير معايا اصلا ....!

هز هادي رأسه وامسك بيدها ليجذبها تجلس فوق ساقه ونظر الي عيناها قائلا بحب : مقدرش ..لو اتغير مع الدنيا كلها متغيرش معاكي 

نظرت إليه : بجد يا هادي 

اوما لها بابتسامه : طبعا ياقلب هادي 

امسك بقطعه من الدجاج ورفعها الي شفتيها : يلا كلي من ايدي 

ما أن قضمت وصال قطعه من الدجاج جنب شعرت بغثيان مفاجيء وسرعان ما قامت من فوق ساقه وركضت الي الحمام ....قام هادي خلفها بهلع والف استفهام سيء طرق باب عقله وهو يستمع إليها تفرغ ما في معدتها ...هل وضعت لها احسان شيء في مشروب أو طعام حينما ذهبت الي والدته ....كور قبضته بغضب شديد من تلك الملعونه التي يأويها اسفل سقف منزله ...أنها من تتلاعب بعقل وصال وقف بالشرفه ...يعرف ولا يجروء علي النطق 

طرق الباب الذي أوصدته وصال: افتحي يا وصال الباب خليني اشوف فيكي ايه 

جففت وصال وجهها بعد أن غسلته بالماء البارد لتستند الي الحائط وتخرج بخطوات متعثره ....انقبض قلبه داخل صدره وهو يري امتقاع وجهها : مالك يا وصال !

قالت وصال بوهن : مش عارفه ...بس حاسه اني دايخه 


...........

.....

جلست دنيا تتقلي علي جمر ملتهب بينما تري ابتسامه اختها الخجوله ونظرات ذلك الرجل إليها ...لو كانت النظرات تقتل لكانت اختها صريعه نظراتها الحقوده حينما وقعت عيناها علي الذهب الذي افترش الأرض الحريريه 

لتلك العلبه الكبيره التي أخرجتها وداد من حقيبتها وفتحتها وهي تطلق زغروده 

بخجل سحبت سمر يدها من يد المعلم ياسين الذي وضع بها اسوره تلو الأخري ....رفعت عيناها ناحيته لتري ابتسامة في عيناه جعلت الخجل يسطير عليها وتخفض عيناها سريعا وهي تتساءل لماذا تشعر وكأنها فتاه وليست امراه متزوجه من قبل ...تلك المشاعر لم تشعر بها من قبل ولم تري نظره اعجاب كالتي تراها بنظرات هذا الرجل ....ابتسم ياسين برضي بينما بدء قلبه يدق الي سمر ذات الجمال الهاديء والطبع الخجول 

لم تعد دنيا تحتمل لتوكز والدتها وتهمس لها : امه عاوزاكي 

قامت فاطمه خلفها لتسألها بينما دخلت الي المطبخ : في ايه يا بت مالك ؟!

وضع ياسين يداه أمام فمه بينما باغتته تلك الغصه ليسعل بضع مرات ...أسرعت سمر تقول بعفوية : 

بعد الشر عنك ....ثانيه اجيبلك كوبايه ميه 

قامت سمر مسرعه بينما قال دياب ممازجا : مين بيجيب في سيرتك يا معلم 

ضحك يا سين قائلا : ولاد الحلال 

خطت سمر تجاه المطبخ لتستمتع الي تلك الهمسات والتي جعلتها تتراجع عن الدخول 

نظرت فاطمه الي ابنتها باستفهام حينما وضعت هذا العقد بيدها بعد أن خلعته من عنقها : جبتيه منين يا بت 

تراجعت سمر ما أن سمعت همس اختها التي شددت علي يد فاطمه بالعقد  : 

مش مهم يا امه ....خدي حطيه مع باقي حاجتي  

قالت فاطمه بعدم فهم  : قولي ليا الاول جبتيه منين 

قالت دنيا بكذب : دياب جابه ليا !

قالت فاطمه برفض : كدابه ...لو دياب جابه كنتي مش هتخبيه مع باقي اللي انتي مخبياه عنه 

قالت دنيا وهي تهز راسها : انا يا امه كدابه 

قالت فاطمه بفطنه : امال خايفه من ايه ؟!

قالت دنيا بحقد : 

خايفه من بنتك ....اوعي يا امه تشوف اللي مخبينه وتكشف سرنا 

يلا بقي خدي العقد وخبيه 

عادت سمر الي الجلسه بأقدام متعثره وشتات لاح علي ملامح وجهها وهي تتساءل عن معني حديث والدتها واختها التي تتهمها بشيء لا تدركه 

: هه 

خرجت من شرودها مهمهمه لتلتفت الي ياسين الذي مازحها قائلا : فين الميه يا عروسه 

قالت سمر وهي تبتلع : يوه حقك عليا يا معلم 

قال ياسين بصوت خافت وهو مصر علي النظر الي عيونها : في عروسه تقول لعريسها يا معلم 

قالت سمر بخجل وهي تخفض عيناها : امال اقول ايه 

قال ياسين بهمس : قولي ياسين 

قالت سمر بابتسامه خجوله : حاضر يا معلم ياسين 

ضحك ياسين بخفوت : قولي ياسين وبس 

قالت سمر وهي تهز كتفها : بس انا لسه مخدتش عليك.

.........

...

عقدت بهيه حاجبيها بينما ما أن صعدت دنيا امامها الدرج حتي استدارت إليها وقبل أن تدخل الي غرفتها ضربت صدرها بيدها وهي تولول : يا لهوي يا لهوي 

قالت بهيه بقلق وهي تسرع ناحيتها : في ايه يا بت مالك ....حد من العيال جراله حاجه 

قالت دنيا بعويل مزيف وهي تضرب صدرها بيدها : 

العقد يا ابله بهيه معرفش راح فين ....العقد باين وقع مني 

تغيرت ملامح بهيه ونظرت لها بحنق هامسه من بين اسنانها بينما تتطلع بخوف الي دياب الذي بدأ يصعد الدرج : يعني ايه وقع ...

هتفت دنيا بعويل : وقع ..مش لاقياه في صدري 

كان دياب يقترب لتزجرها بهيه وهي تدفعها الي غرفتها : 

خلصنا اكتمي بقي بدل مادياب يسمعك ويعمل موضوع ...! 

نظرت لها دنيا بدموع زائفه تخفي مكرها : 

طيب يعني مش زعلانه يا ابله بهيه 

هتفت بها بهيه بغيظ من بين اسنانها : ده انا هاين عليا اكلك بسناني ....بس اقول ايه لازم اخرس عشان دياب لو عرف أنه وقع منك هيطين عيشتك 

وبالفعل تغيرت ملامح دياب الذي لم يلمح العقد في عنقها وبعفويه سألها : لحقتي تزهقي من العقد اللي لسه جايبهولك امبارح يا بهيه

حركت بهيه يدها علي عنقها الخاوي وقالت بتعلثم : ها 

عقد دياب حاجبيه ونظر الي توترها متساءلا : بسألك قلعتي العقد ليه ؟!

ابتلعت بهيه بثقل قبل أن تقول : اصل ...أصله ...اصله وقع مني يا دياب !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !