بساط السعاده الفصل السادس والثلاثون

0


 داعب هادي وجنتيها وهو يسألها : مكشرة ليه يا شهد العسل 

هزت وصال كتفها وقال بدلال : مش عارفه 

رفع حاجبه لتتابع : يعني توقعت منك تنفذ طلبي علي الاقل عشان وعدت الست 

هز هادي رأسه : وهو اللي انا عملته ايه ؟!

قالت وصال بجبين مقطب : برضه كنت ساعدته 

تدللت وهي تتابع : عموما انت في الاخر مشيت اللي في دماغك ومنفذتش طلبي 

ضحك هادي قائلا : عموما باين انك بتتلككي 

رفع حاجبه وتابع بمكر بينما تتسلل يداه حول خصرها الذي أحاط به وجذبها ناحيته : شكلك عاوزة طلب يا شهد العسل 

داعبت الابتسامه وجهها بينما فهمها دون أن تتحدث لتهز راسها كطفله صغيرة سايرها هادي بسعه صدر : قولي طلبك يا شهد العسل ...طلباتك اوامر 

تمهلت وصال للحظه قبل أن تنظر إليه وتقول بتردد : يعني لو طلبت منك عربيه هتجيبها ليا ...! 

نظر إليها للحظات قبل أن يهز رأسه قائلا : اجيبها وماله ...... امسك بيدها وتابع ببطء : بس انا كمان لو طلبت منك طلب تنفذيه 

قالت وصال بلا تردد :طبعا 

رفع إصبعه أمام وجهها قائلا : مش هتقاوحي 

نظرت له بفضول : طيب قول طلب ايه 

هز رأسه قائلا : لا ردي يا وصال الاول 

قالت بإلحاح : قول يا هادي 

بدء هادي حديثه برفق وهو يمرر يداه بين خصلات شعرها : شوفي بقي يا شهد العسل ...انا جاهل ودماغي قفل وحجر بس قدامك ببقي عيل صغير بتضحكي عليه بكلمه ...داعب شفتيها وتابع بحب : ولا ضحكه حلوة من شفايفك 

ابتسمت وصال له لينظر لها قائلا : متفقين 

اومات له بدلال ليتابع بعقلانيه : 

يعني اللي هقوله سببه خوفي عليكي 

توجست من تلك المقدمه الطويله لتنظر له باستفهام : هادي قول 

نظر لها وتنهد للحظه قبل أن يقول : انا  معاوزكيش تنزلي شغل لغايه ما تقومي بالسلامه 

ابتعدت سريعا عن حضنه ونظرت له باستنكار : هادي 

قبل أن تتابع قاطعها بهدوء وصبر : اسمعيني الاول ....نظرت إليه ليتابع : انا عملت العياده ورجعتك شغلك من غير ما تطلبي عشان حسيت نفسك في كده يعني قبل ما تطلبي حاجه انا  بنفذها وماليش اي نيه اقعدك من شغلك اللي بتحبيه والا مكنتش سعيت انك ترجعي تشتغلي .....امسك وجهها بين كفيه برفق وتابع ::

انا خايف عليكي يا بت الناس قلبي اتخلع لما غميتي

قالت وصال بدفاع سريعا : عادي بتحصل اول الحمل 

هز هادي رأسه وقال بنبره لا تقبل الجدل : مفهمش الا انك ترتاحي في فرشتك 

قالت وصال دون تفكير : لا 

رفع هادي حاجبه باستنكار مرددا : لا 

اومات وصال برفض تام : اه يا هادي ..لا 

القي إليها نظره خزلان وقام من جوارها دون قول شيء 

لتمسك بيده سريعا توقفه وهي تقول : طيب ينفع نتكلم 

نظر إليها وهز كتفه قائلا : نتكلم في ايه ....طلبت منك حاجه وزي ما اتعودتي تمشي كلمتك عليا 

نظرت له بعتاب : انا برضه يا هادي بمشي كلمتي عليك 

اوما لها لتسحب وصال نفس عميق وتزفره ببطء قائله : يا هادي أنا والله مقدره خوفك عليا وانا قبلك خايفه علي البيبي وعلي نفسي بس لو في حاجه مش طبيعيه في حملي أو نسبه خطر اكيد هرتاح من غير ما تقول ....إنما الحمد لله حملي طبيعي وكويس ومستقر ومش كل الحوامل قاعدين في البيت ولا في السرير طول حملهم ....عادي جدا الحامل بتنزل شغلها وتعيش حياتها بصورة طبيعيه 

لمحت عدم الاقتناع بعيناه لتشدد علي يده التي تمسك بها بين يديها وتتابع : وحياتك عندي لو بس حسيت بأي تعب هقعد من نفسي بس بلاش تحرمني من حاجه انت قولت أنها حلمي وان نفسي فيها ...نظرت له بعتاب وتابعت : وبعدين مش بعد ما تخلي حلمي حقيقه وتعمل ليا عياده ترجع في كلامك 

جذبته ناحيتها لتضع راسها علي صدره وتقول بدلال 

:  وكمان انت هتجيب ليا عربيه يعني حتي مش همشي الخطوتين دول لغايه العياده 

بقي هادي صامت لترفع وجهها إليه تسأله بدلال وهي تضع يدها علي صدره : قولت ايه 

تنهد وقال بعدم اقتناع : القول قولك 

هزت راسها وقالت بابتسامه : لا ....القول قولك انت يا سيد المعلمين 

رفع حاجبه وهو يخفي تلك الابتسامه التي تسللت الي شفتيه : كلي بعقلي حلاوة ! 

ضحكت وصال برقه ليهز هادي رأسه قائلا : ماشي يا شهد العسل ...رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : بس يكون في علمك مش هتتحركي خطوه الا بعد كام يوم تكوني ريحتي فيهم 

اومات وصال بلاجدل وهي تحتضنه : ربنا يخليك ليا يا حبيبي !


..........

...

نظرت مهجه بدهشة الي دنيا التي وقفت امامها وهي تقول : ايه يا امه بتبصي ليا كده ليه ؟!

قالت مهجه دون تزيين للحديث : مستغرباكي ....بقي الحدايه بتحدف كتاكيت 

قالت دنيا بعتاب : كده يا امه بقي انا حدايه 

هزت كتفها وتابعت بتأثر زائف : الحق عليا اللي قولت ارد حاجه من جمايل ابله بهيه عليا واعمل ليها لقمه سخنه تأكلها 

نظرت لها مهجه بعدم اقتناع : يعني نيتك كلها انك تأكلي بهيه 

قالت دنيا وهي تخفي شماتتها : هيكون ايه تاني 

قالت مهجه بلا تردد : انك تحرقي دمها مثلا 

قالت دنيا بعتاب : انا يا امه ...اخص عليكي ....أخفت الخبث بنظراتها وهي تتابع : ده ربنا عالم قلبي بيتقطع ازاي علي ابله بهيه وهي بقالها يومين قاطعه الاكل ومش بتنزل من اوضتها 

تنهدت مهجه وغامت ملامحها بالحزن وهي تقول بأسي : حالها يصعب علي الكافر ....اومات وتابعت : ماشي يا ام مصطفي لو نيتك خير ربنا يجازيكي خير عليها ...اطعلي ليها بس اياك تتكلمي معاها في حاجه تضايقها 

اومات دنيا وحملت الصينيه وصعدت بضع درجات قبل أن تلتفت الي مهجه وتبتسم لها ثم تتابع طريقها ونظرات الشماتة تمليء عيونها فهاهي بهيه لم تحمل ولن تفعل يوما ما ..!

...........

.....

تعالي صوت صفاء بالترحيب وهي تستقبل حميده : يا اهلا يا اهلا يا الف خطوة عزيزة ....منورة الدنيا كلها يا حميده 

قالت حميده باقتضاب وهي تجلس : منورة بيكي يا اختي 

أدارت عيناها في أرجاء البهو وهي تسأل : امال نشوي فين ؟!

تأثرت ملامح صفاء وهي تقول : فوق يا اختي اصل الواد حسن بعافيه حبتين وهي قاعده بيه من ليله امبارح 

هبت حميده من مكانها وهتفت بقلب متلهف علي حفيدها : اسم الله عليه...ماله المحروس 

قالت صفاء وهي تقود حميده للاعلي : امبارح كان سخن نار وأبوه جري بيه علي الوحده الصحيه 

رفعت نشوي راسها التي كانت تستند بها الي يدها بينما كلل الشحوب ملامحها وعيناها التي لم تذق طعم النوم من البارحه ولكن ما أن رأت والدتها حتي هبت من مكانها واسرعت ناحيتها : امه 

ارتمت في حضن والدتها التي منذ آخر شحار بينهم لم تراها لتحتضها حميده بحنان وتربت علي كتفها قبل أن تسرع تجاه الصغير الذي اكتنزت وجنته بالحمره من السخونه التي ترعي بجسده 

: اسم الله عليك يا غالي ...ماله يا نشوي 

قالت نشوي بحزن : اهو علي الحال ده من امبارح ...يسخن واديله العلاج يهدي وعلي صرخه واحده 

قالت صفاء تطمأنها : مش الدكتور قال متقلقيش يا نشوي وقالك كلها يومين ويبقي زي الفل 

تنهدت نشوي قائله : يارب يا امه صفاء 

اتجهت صفاء الي الباب قائله : هروح اعملك حاجه تشربيها يا حميده واهو بالمره اجهز الغدا اصل نشوي من امبارح وهي مش راضيه تأكل اهو انتي بايدك تأكليها 

خرجت صفاء لتنظر حميده بعتاب الي نشوي قائله : بقي كده يا نشوي...شهر من غير ما تطلي علي امك 

قالت نشوي باعتذار : حقك عليا يا امه ...خفتت نبرتها ونظرت الي الأرض بينما تتابع : وبعدين مش انتي اللي طردتيني يومها 

قالت حميده بسخط : وانا عملت كده ليه ....امبكت يد ابنتها وتابعت : مش عشان دفاعك عن بت مهجه والبت احسان اللي حامل في ابن اخوكي واقفه ضدها 

هتفت نشوي بدفاع : ولا ضدها ولا معاها يا امه انا كل اللي عوزاه أن اخويا يبقي مبسوط وهو مبسوط مع وصال ....نظرت إلي والدتها وتابعت برفق : يا امي ده ماشاء الله علي هادي لما جه يزورني من اسبوعين كان وشه زي البدر و الراحه باينه عليه يبقي ادافع عن وصال ولا لا ...وبعدين يا امه انتي كرهاها ليه دي طيبه وبنت حلال 

لوت حميده شفتيها بسخط : طيبه ! 

وجرت ابنتها وتابعت : بس متقوليش طيبه ...اه لو تعرفي كيداني ازاي ...ده اخوكي زي المداس في رجلها 

هتفت بها نشوي بعتاب : اخص عليكي يا امه ...بتقولي كده علي هادي 

اومات حميده هاتفه بسخط : ماهو متعرفيش اللي فيها 

جلست تفيض بما في صدرها لابنتها من غيظ تجاه وصال  لتختم الحديث : وآخره المتمه رامي البت احسان اللي كل يوم والتاني امسكها عاوزة تسقط 

اتسعت عيون نشوي بصدمه وصكت صدرها : يالهوي يا امه 

اومات حميده بغل : اهو كله بسبب اخوكي ...ده بدل ما يسايسها الكام شهر دول لغايه اما اخد ابنه في حضني 

زمت شفتيها وتابعت بوعيد : بعدها بقي ربك يساويها 

لم تفهم نشوي شيء من وعيد والدتها التي قالت وهي تلتفت الي نشوي باستدراك بينما حملت الصغير بين ذراعيها : وهي بت مهجه مش دكتورة وكانت في بلاد بره... ليه مقولتيش لاخوكي تيجي تشوف الواد 

قالت نشوي بلياقه : وليه نتعبها يا امه ....أبوه اخده الوحده والدكتور شافه وكتب له العلاج ليه اتعبها وتيجي السكه الطويله دي 

هزت حميده راسها وقالت بإصرار : وهي هتتعب في ايه ....لوت شفتيها وتابعت متبرطمه : بجمله المشاوير 

هزت نشوي راسها برفض قائله : لا يا امه ...دي حامل وحرام السكه طويله ...ابتسمت وتابعت : ده انا الفرحه مكانتش سيعاني لما هادي قالي وكنت ناويه انا وأمه صفاء نروح نبارك لها ...مالت الي جوارها وأخرجت من الكمود علبه قطيفه فتحتها أمام والدتها لتريها الاسورة التي اشترتها هديه لوصال : وجبت ليها دي ....تنهدت وتابعت بأسي :  بس جه تعب حسن ومنعنا 

قالت حميده بإصرار وهي تجذب هاتفها : اهو هي اللي هتيجي 

حاولت نشوي منع والدتها ولكنها سرعان ما اتصلت بهادي الذي قال بقلق : ماله حسن ....نشوي مقالتش أنه تعبان 

قالت حميده وهي تلوي شفتيها : واهو ادي انت عرفت ....مش مراتك دكتورة وواجب بدل ما تكشف عاب الغريب تشوف ابن اختك 

بوغت هادي بما قالته حميده التي سرعان ما جذبت نشوي منها الهاتف وقالت لأخيها : متتعبهاش يا اخويا ...ابو حسن اخده الدكتور وخلاص كشف عليه 

قال هادي بقلق : وقال ايه الدكتور ؟!

أخبرته نشوي التي ختمت حديثها : امانه عليك متتعبش وصال دي حامل والسكه طويله عليها ... حسن بخير 

نظرت حميده الي ابنتها بغيظ وهي تغلق الهاتف : انتي يابت غاويه تحرقي دمي !

............

.....

مسافه الطريق وكان هادي يصل الي منزل أخته ليستقبله زين زوج أخته بالترحاب : يا اهلا يا اهلا ...ايه النور ده يا هادي 

اوما له هادي بابتسامه : نورك يا ابو حسن 

اشار الي الرجل الذي نزل من جواره وحمحم قائلا : اتفضل يا دكتور 

مال تجاه زوج أخته قائلا : ده دكتور شاطر اوي قولت يطمننا علي حسن 

قال زين بعتاب لطيف : وليه يابوي تعبت نفسك 

قال هادي بلياقه : تعبك وتعب حسن راحه ....شوف الطريق للدكتور عشان يكشف علي حسن 

أغتلت ملامح حميده وهمست من بين اسنانها لابنتها التي وقفت بجانب الغرفه بينما وقف زين وهادي بجوار الفراش يتابعون الطبيب : شوفتي عمايل اخوكي ....خايق عليها من نسمه الهوا وعشان محدش يمسك عليه أنه مجابش مراته راح جاب دكتور تاني 

قالت نشوي بخفوت : كتر خيره يا امه ..

نظرت إلي والدتها برجاء : أمانه عليكي بزياده تأنبي فيه ماهو حقه برضه يخاف علي العيل اللي بقاله سنين مستنيه 

لوت حميده شفتيها بسخط : وهو العيل ابن الدكتورة ابنه وابن احسان لا 

زمت نشوي شفتيها بضيق وتنهدت بينما أنقذها من حديث والدتها إنهاء الطبيب للكشف لتتجه إليه تسمع الي ما يقول ...!

.............

....

: ابله بهيه ...ابله بهيه 

تمتمت بهيه دون أن ترفع راسها من فوق الوساده : في ايه يا دنيا 

قالت دنيا برفق مزيف وهي تضع الصينيه علي الكمود بجوار بهيه : قومي جبتلك لقمه تتقوي بيها 

هزت بهيه راسها وقالت بصوت باهت : تسلمي يا دنيا ماليش نفس 

بالطبع لا تستطيع ابتلاع سم لسانها الذي سرعان ما كان ينفث كلمات من الخارج تبدو مواسيه ولكن من الداخل مسمومه : ومين يبقاله نفس وهو مكانك يا ابله بهيه 

تنهدت بتأثر زائف وهي تتابع نفث سموم لسانها : حقه ده العيال زينه الدنيا زي ما ربنا قال وانتي ياحبه عيني اتحرمتي منهم 

شقت مراره الغصه حلق بهيه التي صمتت وبقيت تدفن رأسها بالوساده تمسك دموعها لتقوم دنيا من جوارها بينما لمعت بعيناها نظرات الشماته التي لم تراها بهيه بينما تقول باهتمام زائف : طيب الاكل جنبك اهو لما تجوعي ابقي كلي يا ابله بهيه 

تمايلت بخطواتها وهي تتجه الي باب الغرفه بينما امتلئت عيناها بنظرات التشفي وهي تري تلك الادويه موضوعه علي الطاوله لتهتف بداخلها : اهو كل ده ومجاش بفايده ...احسن !

شهقت بفزع بينما كانت تغادر الغرفه ودياب يدخل إليها ...نظر لها شزرا وهو يسألها: بتعملي ايه هنا يا بت 

قالت دنيا وهي تبتلع ببطء وتكسو ملامحها بالتأثر : ابدا يا دياب ..جيت أطل علي ابله بهيه وعملت ليها لقمه تاكلها 

امسك دياب بذراعها وهمس بفحيح من بين أسنانه : اياك تكوني ضايقتيها 

قالت دنيا بعتاب وهي تميل عليه تتدلل : انا برضه يا دياب ...ده مفيش احن من قلبي 

ابعد دياب يدها عن صدره وهتف بها : طيب يلا روحي شوفي العيال 

اومات دنيا وغادرت بينما تتشفي بالجميع وهي تنادي أطفالها بصوت عالي : مصطفي ....علي ....انت ياواد انت وهو !

دخل دياب الي الغرفه ومد يداه ليشعل الضوء لتأخذ بهيه نفس عميق وتحاول بجهد امساك دموعها بينما مال دياب عليها وربت علي كتفها يناديها برفق : بهيه ...!

تمتمت ليقول بحنان وهو يمرر يداه علي كتفها : كيفك يا غاليه 

قالت بهيه بصوت متحشرج : بخير 

اوما قائلا وهو يتنهد : يارب دايما 

نظر إليها بينما لم يحتمل قلبه هذا الحزن الذي دفنت نفسها به وغاب عن المنزل وجودها وهي لا تبارح غرفتها : طيب ايه يا غاليه هتفضلي قاعده في اوضتك كتير ...غص حلقه بينما يتابع : البيت مالوش طعم من غيرك ...مد يداه إليها وأحاط بكتفها لتقوم : قومي يا بهيه ..اتوحشت قعدتك وكلامك معايا 

جلست بهيه ولكنها لم تنظر اليه بينما شعور بالذنب داعب قلبها الطيب وأصلها الكريم بأنها حملته كل تلك الأموال بلا طائل ليمد دياب يداه الي ذقنها ويرفعها إليه وينظر إلي عيناها بحب قائلا : حرماني من عينيكي ليه 

غص حلقها وهي تقول بانكسار: ماليش عين ابصلك .... رميت فلوسك في ارض بور 

ضمها دياب إليه سريعا وقال بعتاب : اياك اسمعك تقولي كده تاني ....ربت علي كتفها وتابع : انا وحالي ومالي ملكك 

ابتسم لها ورفع وجهها إليه وهو يقول برفق : وبعدين انتي مش سمعتي كلام وصال 

قالت بهيه بانكسار : ماهي لازمن تقول كده عشان تجبر بخاطري 

هز دياب رأسه قائلا : لا يابوي ...وصال مش هتجامل في حاجه زي دي 

ضحك وتابع يشاكس بهيه : وبعدين دي لسانها زي السيف يقطع في الحق ومتقولش غيره 

اومات له بهيه وبقيت صامته ليقول دياب وهو يعتصر عقله يبحث عن شيء يراضيها به : بقولك ايه ....نظرت إليه ليقول بمشاكسه : فتحيه كان نفسها تأكل بسبوسه قومي معايا نروح سوا نجيب لها احلي صينيه بسبوسه ونعدي نجيب البنات يقعدوا معانا كام يوم 

هزت راسها ليقول بإصرار وهو يرفع الغطاء من فوقها : قومي بدل ما اقول لتوحه انك مش عاوزة تجيبي ليها البسبوسه وانتي عارفه توحه هتعمل ايه لما الموضوع يكون فيه اكل 

شقت الابتسامه طريقها تجاه شفاه بهيه ليتنهد دياب قائلا : أيوة كده يا بهيه اضحكي وارمي حمولك علي الله 

نظر لها وتابع بيقين : تعرفي يا بت. ..انا وقفت ورفعت ايدي للسما وقولت ياهم ليا رب كبير ومن ساعتها وصدري انشرح 

تنهدت بهيه وقالت بيقين : ونعم بالله...يا هم ليا رب كبير سبحانك العاطي الوهاب  

...........

.....

قالت حميده بإصرار  : انتي هتقومي وتيجي معايا انتي وحسن اخد بالي منكم 

هزت نشوي راسها وهي تقول بلياقه أمام حماتها : ليه يا امه ماهي امه صفاء مش سيباني

أصرت حميده لتقول صفاء بسماحه : وماله يا بتي هي امك برضه وهتاخد بالها منك اكتر مني 

قالت حميده بابتسامه : تسلمي يا صفاء ماهو انتي زي امها واكتر 

جلست حميده بجوار هادي الذي قاد بها وبأخته عائدين الي المنزل لتتوقع نشوي أن تفتح في نفس الحديث ولكنها وجدتها صامته ومن قال إنها ستصمت بل كان لها خطه أخري ...!

دخلت حميده الي المنزل تنادي بصوت عالي : احسان بت يا احسان 

لم تبالي للحظه حينما لم تجيب بينما قال هادي : بالاذن انا يا امه 

نظرت له حميده باستنكار : رايح فين ...اقعد اتعشي مع اختك 

هز هادي رأسه قائلا : لا يا امه لسه ورايا مصلحه اخلصها وبعدين ابقي اروح ...انا من الصبح سايب وصال وحدها 

لوت حميده شفتيها لينظر هادي الي أخته ويقول بحنان : عاوزة حاجه يا باشو 

هزت رأسها وقالت بابتسامه : تسلم يا اخويا 

ما أن غادر هادي حتي نادت حميده مجددا : احسان ...انتي يابت 

قالت نشوي وعي تنظر في أرجاء المنزل : باين انها مش هنا يا امه 

عقدت حميده حاجبيها : مش هنا !!

..........

....

قطبت احسان جبينها بقوة بينما غرست ساميه بها تلك الحقنه التي تحملت المها لتنزعها ساميه وسرعان ما تنتبه الي تلك الآثار الزرقاء بجوار موضع الحقنه : ما قولتلك بزياده حقن يا احسان ....يابت الف مره اقولك كل تعبك ده علي الفاضي الحمل لما ينزل دلوقتي احسن لك 

زفرت احسان وعدلت ملابسها وهي تلتفت الي ساميه وتهتف بها بغضب : وانا الف مره اقولك وانتي مال اهلك ....هو انتي اللي بتتعبي ولا انا 

نظرت لها بازدراء وتابعت : وبعدين انتي بتاخدي اللي تطلبيه وزياده يبقي بقي تنقطيني بسكاتك 

هزت ساميه كتفها وهي تلقي بالحقنه في سله المهملات : بشوقك ...انا قلبي عليكي 

مدت احسان يدها الي صدرها وأخرجت منها بضع أوراق ماليه تعطيهم لساميه التي نظرت إليهم وهتفت بعدم رضي : ايه ده ....شويه دول زودي يا احسان 

زمت احسان شفتيها وأخرجت المزيد لتقول ساميه بمكر : الا قوليلي يا بت يا احسان ...لهو زي ما البلد بيقولوا الدكتورة الجديده تبقي مرات المعلم هادي 

احتقن وجه احسان بالحقد لتتابع ساميه : ده عامل ليها عياده كبيرة قدام الوحده الصحيه ...نظرت لها ساخره وتابعت : يااختي ما تتوسطي ليا عندها تشغلني 

زجرتها احسان بغضب : ابلعي لسانك يا وليه داهيه تاخدك انتي وهي 

نظرت لها ساميه شزرا : تاخدها هي وانا مالي ...نظرت إليها بخبث وتابعت بمغزي: وبعدين يا اختي لما داهيه تاخدني مين وقتها هيديكي الحقن ويخلي المحروس اللي في بطنك 

حكت المرأه ذقنها وتابعت وهي تضيق عيناها : بقولك ايه يابت .....ما بدل التعب اللي انتي فيه وعلي الفاضي ما ترمي بياضك وانا اقولك علي الحل واللي يضمن يكون ليكي عيل طالما مموته نفسك اوي كده علي انك تخلفي 

نظرت لها احسان بلهفه : هديكي كل اللي انتي عايزاه 

قالت ساميه بخبث : مش ليا لوحدي ....لأم الواد كمان 

نظرت لها احسان بتوجس فهل ما فهمته صحيح لتتابع ساميه بتسويف : انتي بس سيبني افكر كويس واحسبها واهو لسه قدامنا شهور ...!

أمسكت احسان سريعا بطرف الطاوله بينما للحظه دار العالم من حولها لتسرع ساميه تمسك بها : مالك يابت ....زاغت عيون احسان لتقول ساميه بقلق : مالك يابت ...ضغطك وطي ولا ايه 

هزت احسان راسها وهي تستعيد قوتها وتشد من وقفتها : لا انا بس هبطت شويه 

قالت ساميه وهي تعطيها كوب من الماء : طيب خدي اشربي وتعالي اقيس ليكي الضغط 

هزت احسان راسها قائله : لا مش وقته ...انا لازم اروح 

........

...

نظر الصغير الي والدته التي بقيت علي جلستها منذ الصباح : مالك يا امه ؟!

قالت سمر بحنان : ماليش يا ضنايا 

هز الصغير رأسه قائلا : انتي بتعيطي وستي كمان زعلانه  

قالت سمر برفق : لا يا حبيبي انا كويسه ....أدارت رأسها تجاه غرفه والدتها التي لم تخطو إليها ثم قالت لابنها : خد يا عبد الله الاكل من المطبخ ودخله لستك عشان تتعشي 

نفذ الصغير كلام والدته التي عادت تضع يدها على خدها والحزن ينهش بقلبها وإحساس القهر وقله الحيله يمزقها 

لتهتف بخزلان : ليه يا امه محاجتيش عليا وعلي عيالي زي ما حاجيتي علي دنيا وعلي عيالها 

..........

..

اتسعت عيون نشوي التي تفاجأت بوالدتها تمسك بالهاتف وسرعان ما تتصل بوصال : محناش قد المقام يا دكتورة 

لم تفهم وصال شيء مما قالته حماتها التي تابعت متبرطمه : بقي تستخسري تكشفي علي ابن اخت جوزك 

...تشكري يا بنت الاصول !

عقدت وصال حاجبيها ولم تفهم شيء بينما أنهت حميده المكالمه لتنظر لها نشوي بقله حيله : برضه عملتي اللي في دماغك يا امه 

تنهدت حميده براحه : اه ..!

.........

....

أوقف هادي سيارته ونزل حيث وصف له الحاج عبدالباسط العنوان الذي أراد منه أن يقابله به : تعالي يا هادي 

قال هادي وهو يغلق باب سيارته ويتجه الي عبدالباسط : لا مواخده يا حاج اتاخرت عليك 

قال عبد الباسط برفق : ولا يهمك يا بوي   .... تعالي 

اتجه هادي إليه ليقول عبد الباسط وهو يسير بجواره ويربت علي كتفه قبل أن يحرك أحدي الاقفال بتلك البوابه الحديديه الكبيرة والتي انفتحت علي مصراعيها ليقف عبد الباسط ويشير الي تلك الماشيه الموجوده خلف بوابات اصطفت علي الجانبين 

نظر له هادي باستفهام ليقول عبد الباسط : شوف بقي ....انا عاوزك توسع شغلك وتدخل في شغل المواشي 

نظر له هادي بدهشه : بس انا ماليش فيها 

قال عبد الباسط : وهي حسبه يابوي .... انا معاك وهفطمك علي كل حاجه 

تنهد وتابع : اسمع بقي ....الحاج بخيت صاحب المزرعه دي عنده زنقه وعرض عليا اشوف له مشتري وانا ملقتش 

احسن منك ...مش طالب فيها كتير ودي شغلانه حلوة وهتجيب راس مالك بسرعه وانا يابوي عمال اكبر في راس مالي وماليش اللي يورثه الا البتين اللي جوازهم هياخدوا اللي وراهم وقدامهم ويضيعوا شقايا 

قال هادي سريعا : بعد الشر عنك يا حاج عبد الباسط 

ربت عبد الباسط علي يده قائلا  : تسلم يا غالي ...ها قولت ايه 

قال هادي بابتسامه : مفيش قول بعد قولك

تعالي رنين هاتفه ليقول باستئذان : بعد اذنك يا حاج 

خفتت نبرته وهو يجيب علي وصال التي سألته عما قالت والدته ليقول بهدوء : متشغليش دماغك يا وصال ...الواد كان تعبان شويه وبقي زي الفل 

قالت وصال بعتاب : وليه متقولش ليا يا هادي ....مامتك عندها حق طبعا تزعل 

قال هادي باقتضاب : خلاص يا وصال ....اقفلي عشان عندي شغل ولما ارجع نتكلم 

ومن قال إنها ممن ينتظرون فهاهي أغلقت وقامت تستبدل ملابسها وتتجه لمنزل حميده !

......

...

: كنتي فين يا بت ؟!

قالت احسان ببرود : هكون فين يا امه ...روحت أطل علي امي 

زجرتها حميده بحنق : من غير ما تقولي ليا ...ده انا هقطع خبرك لو رجلك عتبت برا الباب تاني 

هتفت احسان بلا مبالاه لتكيد احسان : حاضر يا امه النوبه اللي جايه هبقي اقولك 

نظرت نشوي الي احسان التي قالت بترحيب بارد : منورة يا شوشو 

قالت حميده بسخط : روحي يا بت جهزي العشا بسرعه 

قالت نشوي وهي تعطي الطفل لوالدتها : لا يا امه هقوم انا ...خدي حسن 

هزت حميده راسها وقالت بإصرار : لا اقعدي انتي وهي هتجهز العشا 

دخلت احسان الي المطبخ وهي تتبرطم بينما اخذها تفكيرها في حديث ساميه.....!

طرقت وصال علي الباب وانتظرت لحظات قبل أن تفتح لها حميده الباب والتي لاحت علي وجهها المفاجاه من رؤيتها ومن لياقتها وهي تقول : الف سلامه علي حسن ...ينفع اشوفه 

اتسعت عيون نشوي التي هبت من مكانها واتجهت الي المطبخ تسحب احسان من يدها وهي تهمس من بين اسنانها : بسرعه يا احسان اطلعي اوضتك 

نظرت لها احسان بعدم فهم بيننا تجذبها نشوي سريعا دون أن تراها وصال التي أدخلتها حميده بينما تقول : ادخلي يا مرات ابني 

همست نشوي من خلال الهاتف : الحق يا هادي ...وصال عندنا ..!

اتسعت عيون هادي والتفت الي عبد الباسط قائلا : بالاذن يا حاج ...لازم امشي 

هتف عبد الباسط بقلق : خير يا ولدي 

قال هادي وهو ينطلق بسيارته : خير أن شاء الله 

..........

....

تحركت مهجه حول الطاوله تقدم الطعام للجميع بينما نجح دياب في رسم الابتسامه الي شفاه بهيه التي احضر لها إخوتها يقضون اليوم معها 

نظر دياب الكبير الي بهيه وقال بابتسامه : منورة يا غاليه 

قالت بهيه بتهذيب : تسلم يا جدي 

مد يداه ليقطع قطعه كبيرة من الديك الرومي الذي توسط الطاوله ويضعه أمام بهيه: كلي يا غاليه 

شاكس حفيدته الصغيرة فتحيه وهو يضع لها قطعه أخري : ايه يا توحه مكسوفه ولا ايه 

انقضت الصغيرة العاشقه للطعام علي الطعام وهي تقول بمرح : لا مكسوفه ايه يا جدي ...انا مستنيه صدر البطه من عمتي 

ضحكت مهجه وقدمت للصغيره ما تريده ليمد دياب يداه من أسفل الطاوله يمررها علي ساق بهيه ويهمس بغزل جريء : كان نفسي في جوزين حمام 

ابتسمت بهيه بخجل بينما احتقن وجه دنيا بالحقد والغيره التي افقدتها شهيتها ..وضعت مهجه أمام دنيا الطعام لتقول دنيا بدلال  : لا يا امه ماليش نفس 

نظرت لها مهجه باستفهام لتتابع دنيا بخبث وهي تضع يدها علي فمها : بقالي كام يوم مش طايقه ريحه الزفر ....نظرت إلي بهيه بخبث ثم الي دياب وهي تتابع : شكلي حامل 

غص حلق دياب بالطعام بينما انقبض قلب بهيه دون إرادتها وتوقفت يد مهجه مكانها وبدي الاستياء علي ملامح دياب الكبير الذي تحرك قلبه رفقا ببهيه 

تدرك جيدا كذبتها لذا قالت سريعا باستدراك : حاسه يعني مش متاكده !

زجرخا دياب بسخط : يبقي متنطقيش الا لما تتأكدي 

قالت بهيه وهي تقوم : بألف هنا 

اسرع دياب خلفها ليقوم دياب الكبير وينظر إلي دنيا شزرا هاتفا : اول مره هتدخل في شغل الحريم ....من  الصبح تروحي الوحده وتتأكدي ويمين بالله لو عرفت انك قولتي الكلمتين دول لأجل ما تحرقي دم بهيه لهيكون ليا معاكي تصرف تاني !

ابتلعت دنيا ببطء لتنظر لها مهجه وهتف بها بتوبيخ بعد أن انصرف ابيها : لو ابويا عنده حق يا دنيا يبقي ربنا يحرق قلبك زي ما حرقتي قلبها !

.........

.....

ابتسمت نشوي الي وصال التي داعبت الصغير وهي تقلبه علي ظهره بينما بيدها الخبيره تفحصه باهتمام كبير 

لتقول حميده بفضول : الواد سخن يا مرات ابني وانتي عماله تقلبي فيه يمين وشمال 

قالت وصال ببساطه : متقلقيش يا طنط ...انا قولت افحص نموه كمان 

انتهت وصال لتنظر الي الادويه التي دونها الطبيب ثم تتابع : كويس مش هنزود اي حاجه وزي ما الدكتور قال بالضبط ... 

اومات نشوي قائله بامتنان : تعبتي نفسك يا وصال 

قالت حميده بقله لياقه بينما رفضت أن تكون لوصال افضليه عليها : روحي يا نشوي هاتي حق الكشف وبزيادة لمرات اخوكي ...!

نظرت لها نشوي بصدمه بينما نظرت وصال إليها وهزت كتفها دون تعقيب بينما فقدت الامل في أن تغير من طباع حماتها لتوجه حديثها الي نشوي : هقولك شويه حاجات تعمليها لو تعب تاني 

أوقف هادي سيارته ونزل منها مسرعا تسبقه دقات قلبه التي تكاد تغادر صدره كلما أتت وصال الي منزل والدته وهددت بانكشاف سره ...!


.....

......

ترددت سمر ولكن قلبها لم يطاوعها أن تترك والدتها بلا طعام بعد أن أعود الصغير الطعام كما هو لتمد يدها الي مقبض الباب وتخطو وهي تحمل صينيه الطعام 

: امه .....امه قومي كلي لقمه 

لم تتلقي رد من والدتها التي اقتربت من فراشها ببطء وهي تناديها مجددا : امه 

لم تجد رد لتتوجس نظراتها وتهتز يدها وسرعان ما تسقط منها الصينيه مصدره ضجيج قوي كما حال ضجيج دقات قلبها التي كادت تتوقف وهي تري ملامح والدتها الشاحبه ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 



...........

...


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !