بساط السعاده الفصل السابع والثلاثون

1




( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


نظر هادي تجاه وصال التي لاحظت الأجواء المشحونه حولها بدء من ملامح هادي المتجهمه وكلامه المقتضب منذ وصوله قبل دقائق الي تلك النظرات التي كانت تدور بينه وبين أخته بينما تجنب النظر إلي والدته ..!

اشار هادي الي وصال وقال باقتضاب : يلا 

اومات وصال وهي توصي نشوي ببضع نصائح بينما لمحت يد حميده التي مدتها تجاه ذراع ابنها تمسك به وهي تقول : لسه بدري اقعد يا هادي اتعشي معانا انت ومراتك 

بنفس اللحظه جذب هادي ذراعه بجفاء من يد والدته التي تغيرت ملامحها ورفعة عيناها تجاهه وكأنها تناجيه 

ولكنه سرعان ما اشاح بعيناه وكأنه رافض النظر إليها وأشار إلي وصال وهو يعتدل واقفا ويدعها تسبقه الي الباب ....!

التفتت حميده الي نشوي وهمست لها ببراءه بعد أن زجرتها نظرات هادي بموضع الاتهام أنها قصدت أن تأتي بوصال : شايفه اخوكي بيبص ليا ازاي وكأني قاتله له قتيل ...هو انا عملت ايه ؟!

لم تعقب نشوي بينما يأست من الحديث مع والدتها في هذا الأمر لتسرع حميده خلف هادي الذي كان قد تجاوز الباب بينما سبقته وصال الي السياره 

: هادي 

التفت الي والدته بملامح مقتضبه لتتقدم وصال بضع خطوات مبتعده ويتوقف هادي مكانه بينما تقدمت منه حميده وهمست له ببضع كلمات لم تسمعها وصال التي بعفويه رفعت عيناها الي الاعلي وسرعان ما تسارعت دقات قلبها مع ظهور نفس الوجه امامها يطل من الشرفه للمره الثالثه ....تعالت أنفاسها بينما في الضوء الخافت حاولت أن تدقق النظر وتتبين أن كانت تلك الفتاه حقيقه ام مجرد خيال ...!

قالت حميده بخفوت : مالك يا ولدي بتبص ليا كده ليه ....هو انا عملت حاجه ؟؟!

ليته غضب عليها أو قال شيء بل صمت ونظر لها نظره بألف معني واولاها ظهره واتجه ناحيه وصال التي كانت عيناها معلقه بالاعلي 

ما أن اقترب هادي حتي نظرت له وصال ثم رفعت يدها وعيناها الي الاعلي وهي تقول : هادي بص فو.....ماتت باقي كلماتها علي شفتيها بينما كل ما رأته كان الفراغ ....!

التفت هادي حيث أشارت ودقات قلبه يكاد يسمعها تطرق داخل صدره كالطبول وبتعلثم حاول السيطره عليه كان يرسم الثبات وهو يسألها : في ايه ؟!

قالت وصال بكلمات مبعثره ونظرات عيناها المشتته معلقه بتلك الشرفه : البنت ...البنت اللي قولتلك شوفتها 

ابتلع وقال بثبات ينافي التوتر الساري بعروقه بينما يدير رأسه ببطء تجاه الاعلي : بنت مين ....اهو قدامك مفيش حد ...جايز بيتهيألك يا وصال 

عقدت حاجبيها وهزت راسها رافضه تصديق كلماته وتكذيب عيناها لتشعر بيداه تربت علي ذراعها ويحثها علي أن تدخل الي السياره ...! 

ولكن قدمها أبت أن تتحرك لتقول برفض واضح : لا مش بيتهيأ ليا ..انا متاكده ....اوضه مين دي ؟

تسارعت أنفاسه التي حاول السيطره عليها وهو يقول بينما مازالت يداه تحثها علي أن تتحرك : اوضه فاضيه !

تفاجأ بها تتجاوزه بخطوة هاتفه بعناد : طيب انا عاوزة اطلع اشوفها 

عقد حاجبيه وهز رأسه باستنكار : تشوفي ايه؟! ....بقولك اوضه فاضيه يا وصال 

التقت نظراتها بنظراته التي خانته وبدي بها الغضب من قله حيلته بينما لم يعتاد أن يكون كالفأر بالمصيده 

: يلا ياوصال انا روحي في مناخيري اصلا وبزياده اللي عملتيه ؟! 

نظرت له بعدم فهم متساءله : وانا عملت ايه ؟

قال باقتضاب وهو يتجه الي السياره : لينا بيت نتكلم فيه يلا 

نجح في تشتيت ذهنها للحظه عن لغز تلك الفتاه وجعل عقلها ينشغل بما فعلته وضايقه وترك التحدث عنه بالمنزل 

الصمت الذي كان يصاحبهم طوال الطريق القصير الي المنزل امتزج بالتوتر الواضح علي ملامحه وأثر عليها بينما تعالي بداخلها شعور بأن هناك شيء ما ترجمته بما حدث ما أن دخلوا الي المنزل !

تركها هادي تتقدمه بضع خطوات ودخل خلفها واغلق الباب والقي مفاتيحه علي الطاوله والتي أصدرت ضجيج جعلها تستدير ناحيته وقبل أن تسأله عن سبب صمته أو تفسير لملامحه كان هادي يقف أمامها وينظر إليها بقليل من الحده التي جاهد ليتحكم بها : ليه مكلمتنيش قبل ما تطلعي من البيت ؟

فتحت وصال فمها بينما كانت ستنطق بالتبرير الذي لم يدعها هادي تقوله وهو يتابع بنبره خشنه : نبهتك قبل سابق يا وصال تقوليلي قبل ما رجلك تخطي برا الباب وانتي ولا كأنك عامله اعتبار لكلمتي ولا اعتبار للاصول اللي بتقول أن ليكي راجل لازمن يعرف أن كنتي طلعتي من بيتك صح ولا غلط ؟!

تعلثمت ليس من كلماته التي أقرت بداخلها بصحتها ولكن من نبرته المنفعله التي لم تعتادها كما لم تعتاد التملص من خطأ سواء مقصود أو غير مقصود ارتكبته 

لتقول وهي تهز راسها : مش قصدي طبعا واكيد بعمل ليك ولكلامك اعتبار انا بس لما ....لما والدتك كلمتني 

اشار لها وهتف باقتضاب : خلاص يا وصال بس متكرريهاش 

افلتت زفره ضائقه من صدرها وقبل أن تفقد السيطره علي لسانها كانت تقرر أن تصمت وتنسحب فلا داعي للجدال فهو بكل الاحوال محق ...!!

..........

....

نظرت حميده الي نشوي التي رمقتها بنظره عدم رضي وحملت طفلها وقامت لتوقفها والدتها : وانتي كمان بتبصي ليا كده ليه زي اخوكي ؟!

قالت نشوي بضيق : مش عارفه يعني يا امه ...زمت شفتيها بضيق وتابعت : كلمتي وصال وقصدتي تخليها تيجي لغايه هنا ...كان قصدك ايه ؟! 

تظاهرت حميده بالبراءه وهي تقول : وانا اعرف منين أنها هتيجي 

رفعت نشوي حاجبها : وبعد اللي قولتيه لها يعني مكانتش هتيجي 

قالت حميده بتعلثم : اه انا بس قولت اقولها الكلمتين اللي محشورين في زوري 

هتفت نشوي بسخط : وهتستفيدي ايه ....اهي جت وإحسان هنا والله اعلم كنتي ناويه علي ايه 

هتفت حميده بامتعاض : وانا هنوي علي ايه 

واجهتها نشوي بسخط : انك تخليها تعرف بالمستخبي 

افلتت الكلمات من شفاه حميده : وهو في حاجه هتفضل مستخبيه ...ماهو لازمن تعرف 

سحبت نشوي نفس عميق وزفرته هاتفه : تعرف منه يا امه مش منك 

نظرت إلي والدتها وتابعت : لازمته ايه اللي بتعمليه وهادي مش غبي ومؤكد فهم اللي قصدتيه واهو زعل منك ...ارتاحتي يا امه 

تركت والدتها واندفعت للاعلي لتجلس حميده بكمد تهتف بتوبيخ لنفسها : وهتيجي منين الراحه !

............

....

استندت وصال الي ذراعها واعتدلت جالسه تسند ظهرها الي الوساده خلفها بينما جافاها النعاس وبقي عقلها مشغول وصورة تلك الفتاه تدور برأسها بلا توقف لتعود بتمهل تراجع كل ما حدث وببطء تدير راسها تجاه هادي النائم بجوارها وتتذكر توتره وتنفلت من صدرها تنهيده وهي تتساءل : انت مخبي عليا ايه ؟!

لا تعرف أن كان هناك ما يستحق أن تشغل عقلها به أو أنها مجرد هواجس تركزت في خوف غير مبرر بأنها زوجته المتوفاه فهذا هو أقصي ما جال بخاطرها وظنا منها أنه يخشي عليها من هذا الهاجس المخيف توتر ولم يجادلها 

تنهيده تلو الأخري بقيت تخرج من صدرها بينما تقضم أظافرها بتوتر حتي الصباح !

رفعت حاجبها وتوقفت عن قضم أظافرها وادارت راسها تجاه هادي الذي كان ما يزال نائم وحاولت بجهد ابعاد تلك الفكره عن راسها ولكن ماذا تفعل في عنادها فهي لابد أن تقطع الشك باليقين ...!

فرك هادي وجهه واعتدل جالسا يتثاءب ونظر الي جواره حيث جلست وصال ليعقد حاجبيه : ايه يا وصال انتي كويسه 

اومات سريعا وهي ترسم ابتسامه علي شفتيها وتخفي فكرتها عنه : اه يا حبيبي ليه ؟!

قالت بقلق : انتي منمتيش ؟!

هزت راسها : لا خالص ...انا لسه صاحيه من شويه 

اوما لها ومال يقبل وجنتيها قائلا : صباح الخير 

ابتسمت له قائله : صباح النور يا حبيبي 

يشعر بها وراوده شعور بأن هناك شيء ما مهما رسمت علي وجهها ليسالها : انتي كويسه يا حبيتي 

اومات له وهي تبتسم بزيف : أيوة يا حبيبي ...يلا انا هقوم اجهز ليك الفطار 

اوما هادي لها وهو يحاول الا يفكر أن كانت قد شكت بشيء مما حدث بالأمس والذي اثقل صدره 

........

.....

هب الاطفال من نومهم بفزع علي صرخه سمر التي هزت أرجاء المنزل وهي تميل علي صدر والدتها تبكي وتنوح : امه ....لا يا امه متسبنيش انا ماليش غيرك .....انهمرت دموعها بينما تتابع بقهر شديد: متحملتيش القهر يا امه ....متحملتيش اللي قالوه عني ...بس انا معملتش حاجه ..انا بريئه يا امه وكان نفسي تصدقيني.

ارتجفت شفتيها التي بللتها دموعها الغزيرة بينما تتابع بقهر : ليه يا امه حتي مسالتيهاش ...ليه تحمليني ذنب انك تموتي بقهرتك ...! 

رفعت عيناها التي نزفت دموعها المقهورة تجاه أطفالها الواقفين لدي باب الغرفه يضمهم أخيهم الكبير ويبكون بخوف لترتجف شفتيها بينما لم تجد سواهم تشكو لهم : امي ماتت يا عبد الله ...ستك ماتت 

ركض الاطفال الي والدتهم تضمهم إليها وتبكي بقهر وعيناها لا تفارق النظر إلي ملامح والدتها التي غادرتها الحياه !

............

.....

عقد نعمان حاجبيه وترك فنجان القهوة من يده وهب سريعا من مكانه ما أن لمح حميده ليسرع ناحيتها بقلق : خير يا ام هادي في ايه جايه الوكاله ليه 

قالت حميده بكمد : متقلقش يا اخويا مفيش حاجه ...انا بس عاوزة هادي في كلمتين 

نظر لها نعمان بقلق : كلمتين ايه اللي تيجي عشانهم لغايه هنا ....مروحتيش بيته ليه ولا كلمتيه في التليفون 

قالت حميده وعيناها تبحث عن هادي : كلمته مش بيرد عليا 

رفع نعمان حاجبه وهتف بها : صدر منك ايه يا ام هادي 

توحشت نظراته بينما يتابع بوعيد : اياك تكوني كررتي عملتك بتاعه الدجاله 

هزت حميده راسها وقالت بتوتر لم يخفي علي نعمان : لا يا اخويا حد الله 

نظر لها وضيق عيناه : امال ايه اللي صدر منك وضايق هادي وخلاكي تيجي لغايه هنا 

نظر نعمان إليها بينما تخبره بما حدث ببراءه لم تلامس عقل نعمان الذي يحفظها عن ظهر قلب 

ليضم قبضته علي عصاه وينظر لها قائلا بمكر : وهو مش ابنك محذر عليكي حاجه ...عملتيها ليه 

قالت حميده ببراءه مزيفه : انا كنت بعاتبها زي ما اكون بعاتب نشوي يا اخويا ومكنتش اعرف انها هتيجي 

تنهد نعمان بعدم رضي لتتابع حميده بانفعال : وبعدين هو يعني البت احسان هتخفي تحت الارض ماهو مسيرها تشوفها وتعرف 

هتف نعمان بغلظه : تعرف منه مش منك ولا بالمكر والحيله 

رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : متصغريش ابنك وسيبيه يتصرف ...غلطان وعارف وهو قال هيصلح اللي عمله يبقي تسيبيه يتصرف مع مراته بدماغه واطلعي انتي منها 

خفضت حميده عيناها ليشير نعمان بينما لمح توقف سياره هادي علي بعد يضعه أمتار : اهو هادي جه .... مفيش منه داعي تتكلمي معاه وسط السوق قولي له يبقي يعدي عليكي وبزياده تشاكلي طوب الارض يا ام هادي 

اومات حميده ونظرت الي نعمان برجاء : حاضر يا اخويا بس كلمتين منك له ...انت عمه وكبيره وهو بيسمع منك 

.......

بعيون ملئها الحقد والحسد تابعت احسان نشوي التي وضعت طفلها علي صدرها تلاعبه لتكور قبضتها بكمد وهي تتذكر ذلك الجنين المشوه الذي تحمله ...دون عن كل النساء التي تنجب كل يوم يكون هذا هو نصيبها 

الذي لا تستطيع تغييره ...تغلبت علي سوء حظها بالمكر والان لا ينفعها ....اعجزت أن تكون مكان نشوي التي تتمني زوال ما لديها ... انتبهت من شرودها علي يوت نشوي التي قالت وهي تمد يدها إليها بالطفل : وحياتك يا سونه خلي حسن معاكي علي ما أنزل اعمله رضعه لحسن جعان 

اومات احسان وأخذت الطفل بين يديها ونظرت له بحسد شديد جعلها تستكثره علي والدته ....!!

أدارت نشوي راسها تجاه الباب الذي تعالت تلك الطرقات فوقه لتضع من يدها زجاجه الحليب وتتجه الي الباب تفتحه ولكن سرعان ما تتسمر مكانها وتتجمد نظراتها !

..........

.....

اشاح هادي بوجهه دون قول شيء لتهمس له حميده بعتاب راجي : كده برضه يا هادي ..بتدور وشك من امك 

نظرت إليه وتابعت : طيب انا عملت ايه عشان تخاصمني 

هز هادي رأسه بخزلان لم يفارقه بينما تحاربه والدته وكأنها عدوته ليتدخل نعمان قائلا : مالوش عازه كتر الكلام يا ام هادي 

ربت علي كتف هادي قائلا : امك بتحلف ميه يمين أنها متقصدش وطالما حلفت يبقي صدقها ماهو مش هتخاف منك ومتخافش من ربها ....يلا يابوي خد امك روحها !

قال هادي باقتضاب : عندي شغل يا عمي ...هخلي عشري يروحها 

نظر له عمه بعتاب : بترد كلمتي 

تنهد هادي بضيق وأشار لوالدته أن تسبقه وسار خلفها الي السياره بصمت لا تنكر حميده أنه طحن عظامها فهي لا تحتمل أن يبتعد عنها ابدا ومهما فعلت لم يكن يخاصمها أو يجافيها مثل الان ...!

........

...

ابتلعت نشوي التي ظهرت المفاجاه علي وجهها بينما تقول : وصال 

تماسكت وصال التي زجرت نفسها علي تلك الخطوه التي اخذتها بعد تفكير أيقنت الان أنه غير كافي فمنذ متي وهي تخطط هكذا ولكن ماذا تفعل في التساؤلات التي أبعدت عنها النوم الليله الماضيه 

لتقول وهي تزيف ابتسامه هادئه : قولت اجي اشوف حسن عامل ايه دلوقتي !

قالت نشوي وهي تحاول أن تخفي ارتباكها: يا اهلا يا اهلا ...ادخلي يا اختي اتفضلي 

دخلت وصال بضعه خطوات لتقول بينما تدير راسها حولها : هو حسن فين ؟!

قالت نشوي بتعلثم وبعفويه اتجهت عيناها تجاه الدرج : فوق 

قالت وصال وهي تنظر للاعلي هي الأخري : سايباه لوحده 

قالت نشوي بتوتر تكذب : نايم ....نايم وقولت أنزل اعمله رضعه 

حاولت أن تسبق وصال لعلها تنبه احسان بينما تقول وهي تشير إلي البهو : اقعدي يااختي البيت بيتك ...ثواني اجيب حسن وانزل 

أسرعت نشوي للاعلي قبل أن تعطي وصال فرصه لقول شيء لتكاد تركض بأقدام متعثره خشيه من خروج احسان من الغرفه بأي لحظه ....!

زحفت يد احسان تجاه عنق الصغير وامتلئت نظراتها بالحقد ومجددا تجسد امامها قهره نشوي وحميده وهادي ...الجميع يجب أن يذوق القهر والفقد وليست هي وحدها ....أن علموا بما أصاب جنينها لن يشعر أحد بالحزن عليها ولا عليه بل سيشكرون الله أنهم تخلصوا منها لذا يجب عليها أن تتخلص هي منهم ....أبعدت يدها سريعا ما أن اقتحمت نشوي الغرفه والتي من فرط توترها لم تلحظ ما كادت أحسان تفعله والذي كان حقدها يحركها به ....همست نشوي بتفنتس متسارعه : وصال تحت يا احسان 

أغتلت ملامح احسان بينما تهمس نشوي بتحذير : اياك تطلعي من الاوضه ولا تعملي اي حس 

حملت الطفل واتجهت الي الباب ..!

سارت وصال خلف حدثها ووجدت قدمها تقودها الي الدرج الذي توقفت بنهايته لوهله تؤنب نفسها وكادت تتراجعوهي تشعر بالحرج من وضع نفسها بموضع المتلصصه ولكن الاوان قد فات حينما خرجت نشوي من الغرفه تحمل حسن .....ارتبكت ما أن رأت وصال امامها واسرعت تحاول رسم ابتسامه كما فعلت وصال للحظه حاولت بها الكذب : لقيتك اتأخرتي ..قلقت 

اومات نشوي بسماحه لم تصل الي وصال التي كرهت نفسها ولو لكذبه صغيره لتجدها نشوي تتوقف مكانها وتقول بانفعال : انا كذبت يا نشوي 

نظرت لها نشوي بعدم فهم لتتابع وصال وهي تفرك يدها : بصراحه انا مجتش عشان حسن ولا طلعت هنا عشان اتأخرتي ...انا مش عارفه ازاي بعمل كده بس في حاجه حصلت وهادي مش مصدقني فقولت اشوف ليها تفسير 

نظرت إلي نشوي التي وقفت مكانها لا تفهم شيء من اعتراف وصال الذي لائم شخصيتها : انا شوفت بنت من البلكونه ....تلت مرات ...تقريبا كل ما اجي هنا بشوفها...بتبص ليا وانا سألت هادي وفكرت والتفسير الوحيد اني أما بتخيل أو اني فعلا بشوف عفريت طالما محدش في البيت 

بوغتت نشوي بما تسمعه بينما شعرت وصال أنها تكاد تجن وهي تستمع الي ما يخرج من فمها ولكن تلك هي الحقيقه التي لم تجد لها تفسير لتحاول أن تشير إلي موضع الشرفه وتسأل عن باب الغرفه : الاوضه دي بتاعه مين 

ابتلعت نشوي وقالت بتعلثم : اوضه ....اوضه ...كراكيب ...قصدي اوضه فاضيه زي باقي الاوض ...ماهو ...ماهو يااختي مفيش الا اوضتي واوضه امي واخر الطرقه اوضه هادي 

نظرت وصال في أرجاء الممر ثم نظرت إلي نشوي التي تشتت نظراتها لتقف لحظات ثم تخفض عيناها بقله حيله واعتذار !

...........

.....

تمهل هادي بسيارته بينما اقترب من المنزل الذي توقف قبالته واشاح بوجهه للجهه الأخري بينما عجزت حميده عن مراضاته التي حاولت جاهده بها والتي أكدت ظنونه بأنها قصدت أن تأتي بوصال بالأمس وكأن قلبه شعر بهذا الباب الذي فتحته حميده ليدخل الشك الي قلب وصال دون أن تقصد .....!

نظرت نشوي بشفقه تجاه وصال التي أخذت تعيد وتكرر ما تراه من صورة تلك الفتاه الواقفه بالشرفه والتي لا يراها احد سواها وكل ما جال بخاطرها هو ذلك الهاجس المخيف أنها زوجه هادي المتوفاه وكم اوجع نشوي قلبها وهي مضطره أن تكذب ولكن ماذا تفعل لتهديء من روع تلك المسكينه التي تلاعبت بها الخبيثه احسان 

: يااختي مفيش حاجه من دي .... مروة الله يرحمها كانت قاعده في الاوضه اللي تحت اكمنها الله يرحمها كانت بعافيه ومتقدرش تطلع السلم 

لأول مره تشعر وصال بقليل من الانكسار وهي تسأل عن ماضي قررت ألا تفتحه حتي لا تجرح قلبها بمعرفه شيء يلهب بها نار الغيره ويعكر صفو قلبها ناحيته 

: كان شكلها ايه يا نشوي .....سؤال تبع الاخر : يعني اتجوزها شفقه 

اومات نشوي وهي تطيب خاطرها : امال هيكون ليه ...ياوصال هادي طول عمره قلبه معاكي انتي 

نظرت لها وصال بشك للحظه بينما تقول بقليل من الانكسار : عشان كده اتجوز غيري تلاته بس 

هزت نشوي راسها وقالت برفق : متقوليش كده بالله عليكي وتفتحي باب الشيطان ....ده هادي بيحبك وجوازته اتظلم فيها وربنا العالم 

اااه لو تعرفي يا وصال اللي عملوه واحده ورا التانيه 

تنهدت نشوي وتابعت وهي تربت علي ساق وصال بتأثر لحالتها : طلعي من دماغك يا وصال ...انتي دكتورة ومتعلمه مفيش عفاريت اعوذ بالله ولا الكلام ده 

نظرت لها وصال بشتات : امال مين اللي بشوفها 

قالت نشوي بكذب وهي تخالف قلبها الذي صدق بمكر احسان : تخيلات ...!

لم تجد أمامها إلا أن تكذب ما تراه وتكذب حدثها وتصدق حديث نشوي الكاذب والذي اضطرت له !

..........

...


يأست حميده لتنظر الي ابنها رافضه أن تعترف بأنها أخطأت وأصرت علي عتابها : ماشي يا هادي ....جافي امك زي ما يعجبك 

وضعت يدها علي مقبض باب السياره بنفس اللحظه التي انفتح بها الباب وخرجت منه وصال التي التقت نظراتها بنظرات هادي الذي تفاجيء برؤيتها كما تفاجئت برؤيته  ....! 

......

........

: في ايه يا نشوي ...بنت مهجه كانت بتعمل ايه هنا ؟!.

وضعت نشوي طفلها بين ذراعي حميده التي غرقت بدهشتها وقتلها الفضول ولكن نشوي مشغوله بشيء آخر سوي إرضاء فصولها لتقول وهي تعطي الصغير لوالدتها: خدي حسن 

أسرعت نشوي تترك الطفل بيد والدتها واتجهت وهي تمسك بالدرابزون تسرع للاعلي ...توقفت حميده مكانها لحظه ثم أسرعت خلف ابنتها 

فتحت نشوي باب الغرفه واسرعت بلا مقدمات تنقض علي ذراع احسان صارخه بينما اوجعها قلبها علي حاله وصال : اااه منك يا ملعونه .....!

نظرت لها احسان بخوف بينما لاول مره تري الوجه الشرس لنشوي : في ايه يا اختي وانا عملت ايه 

صاحت بها نشوي بغل : عملك اسود .....

دخلت حميده لتتفاجيء بما يحدث وسرعان ما هتفت : في ايه يا بت انتي وهي ...فهموني بدل ما انا زي الاطرش في الزفه 

صاحت احسان وهي تحاول تخليص ذراعها من يد نشوي: معرفش يا امه 

التفتت نشوي الي والدتها وهتفت بغضب : صحيح هادي كان عنده حق .....الملعونه دي لعبت بدماغ وصال وخلتها يا حبه عيني زي المجنونه ...بتغفلنا وتقف قدامها زي العفاريت بتوع الدجاله اللي كانت بتروح لها .....تركت احسان وهتفت بوعيد : انا لا يمكن اسكت وهقول لهادي وهو يتصرف معاكي ...!

قبل أن تبارح نشوي الغرفه اوقفتها حميده : عندك يا بت ...هو انا مش ماليه عينك ...اقفي مكانك وقولي ليا عملت ايه وانا اشوف ليا معاها صرفه 

بجرأه هتفت احسان : وانا هتلقفوني في ايد بعض....لا انا مش هفيه...وضعت يدها علي بطنها وتابعت بتهديد : والله لو حد قرب مني لاصرخ والم عليكم الناس واخلي البلد كلها تسمع واللي ما يشتري يتفرج !

اتسعت عيون نشوي وحميده بمفاجأة من تلك الجرأه التي تحلت بها احسان لتنظر نشوي الي والدتها وتهتف بها : شايفه يا امه ...بنت عليوة بتهددنا 

اومات احسان صارخه : انتي اللي بدأتي 

نظرت نشوي الي وقوف حميده صامته والتي كان صمتها ليس بضعف ابدا ولكنه وعيد خفي لتمسك بيد ابنتها وتسحبها خارج الغرفه بينما أخطأت احسان وهي تفسر صمت حميده ضعف وأنها أصبحت تضع قدمها اخيرا علي ارض صلبه !

.........

....

هتفت نشوي بوالدتها باستنكار : انتي هتسكتي يا امه 

هتفت حميده بغل : هصبر مش هسكت ولا عاوزة سيرتنا تبقي علي كل لسان 

نظرت لها نسوي باستنكار : بقولك كانت ....قاطعتها حميده بسخط : عرفت زي ما عرفت بكل عمايلها وبحوشهم لها لغايه ما يجي حسابها 

كورت قبضتها وتابعت بوعيد : اخوكي بس يعرف بنت مهجه ووقتها أحسان مش هيبقي عندها اللي تهددنا بيه وانا هخلص من جتتها القديم والجديد ...!

..........

...

تعرف انها خالفت ما قاله بالأمس وخرجت دون أو تخبره ولكنه لايعرف ان كانت قد علمت شيء أو لا لتطول نظرات كل منهم تجاه الآخر للحظات جعلت قلبه يهوي بقدميه وهو يفكر ماذا سيفعل أن اكتشفت وكم كانت لحظات صعبه كادت بها روحه تفارقه رعبا من انكشاف سره الذي اثقل كاهله وأضعف عزيمته !

بدأت أنفاسه تعود الي صدره حينما خفضت وصال عيناها بخجل وهي تعترف بخطأها : عارفه اني خالفت كلامك بس انا عندي سبب 

اهتزت نظراته واجفل من لمسه يدها الي ذراعه بينما تقول : خلينا نرجع البيت وانا هفهمك !

. .......

..

عقد دياب حاجبيه بينما كان للتو يخرج من المنزل عندما وجد ذلك الصبي يسرع ناحيته : معاك دياب ....يا معلم دياب 

نظر إليه دياب باستفهام : في ايه يا ناجي 

هتف الصبي وهو يلتقف أنفاسه بينما كان يركض ليخبر دياب بهذا الخبر : الست فاطمه تعيش انت 

تعكرت ملامح دياب وقال وهو يغمض عيناه للحظه : امتي حصل يا واد 

هتف الصبي : معرفش يا معلم ...انا لقيت الناس ملمومه عند بيتها والصريخ مالي البلد فقولت اجي اقولك علي طول 

اوما دياب وأشار للصبي أن ينصرف بينما وقف مكانه لحظه قبل أن يتجه مجددا الي الداخل لتعقد بهيه حاجبيها بقلق حينما وجدته يعود : مالك يا دياب ...نسيت حاجه ؟!

هز رأسه واخبرها لتضرب صدرها وتهتف بقشعريرة سرت بجسدها : لا حول ولا قوه الا بالله..ربنا يرحمها 

اشار لها قائلا : انا هسبق وانتي هاتي امي وحصلوني 

اومات بهيه قائله : حاضر يا دياب ...هاخد العيال لوصال واجيب دنيا 

تأثرت وهي تتابع : يا عيني عليها ده فراق الام نار 

............

.....

نظرت وصال الي هادي وقالت برجاء وهي تمسك يده : هادي بلاش سكوتك ده 

لأول مره تستشعر جفاءه ليسحب يداه من يدها ويشيح بوجهه عنها لتتنهد قائله بتبرير : انا قولتلك وبصراحه معرفتش اسكت ....هادي اتكلم بقي 

التفت لها هادي وهتف بانفعال : عاوزاني اقول ايه .....عاوزاني اتكلم وازعلك عشان أنتي تستاهلي ولا اخرس عشان أنا معرفش ازعلك 

نظرت له بضيق من نفسها من كلماته التي اجابت عليها بما يرضي قلبها : لو كلامك هيريحك قول اللي انت عاوزة وانا مش هزعل منك 

هل يحتاج الي المزيد من الشعور بالذنب ناحيتها وكم أنه أحقر من أن يستحق قلب مثل قلبها 

ضاق صدره ولم يجد أمامه إلا أن يغادر المنزل وهو ينازع نفسه التي لم تعد تطيق احساس الذنب ولاول مره يفكر بأن الاوان قد أن ليخبرها بهذا السر !

..........

.....

كانت دنيا تسرع بخطواتها بخطي مشتته تماما كعقلها الذي كاد يشت منها ما أن علمت بهذا الخبر الذي جعل قلبها ينقبض وهي تفكر بكنزها الذي تخفيه لدي والدتها .....

حمحم دياب واتجه ناحيه سمر الباكيه التي جلست وسط بعض النساء الذين أتوا من المنازل المجاورة ليقول بأخويه معاتبا : كده يا ام عبد الله...اعرف من الغريب .. ليه يا امه مبعتيش ليا علي طول 

قالت سمر ببكاء وقهر : حقك عليا يا اخويا ....مجاش في بالي من الخضه 

قال دياب برفق : الله يرحمها 

دخلت دنيا من الباب مسرعه رأسا الي غرفه والدتها التي مازالت في فراشها وفوق وجهها تلك الملاءه البيضاء .....

تركتها النسوه ظنا منهم أنها مثل أي ابنه في مكانها بصدمه موت والدتها ولكن كانت صدمه دنيا صدمه أخري بينما وضعت يدها يمينا ويسارا تقلب بجوانب الخزانه 

تباطأت دقات قلب دنيا بينما يدها تنبش بسرعه هنا وهناك دون أن تصل لشيء لتتسع عيناها حتي كادت تخرج من موضعها وسرعان ما تستدير تجاه والدتها وتهجم عليها تهزها بصراخ : فيييين دهبي !

لم تراعي حرمه موت والدتها التي أخذت تهز بجسدها بين يديها وتصيح بكمد من بين اسنانها بينما كاد عقلها يشت منها : فيييين دهبي !

تسمرت اقدام بهيه التي كانت تتبع سمر ليلحقوا بدنيا الي غرفه فاطمه لتجهيزها للغسل لتكذب بهيه عيناها بينما رأت دنيا تمسك بجسد والدتها بتلك الطريقه فلا يعقل .....حاولت دنيا بصعوبه أن تتحكم بعقلها ولم تكن بحاجه لأن تستدعي دموعها فبالفعل بكت بقهر ولمن ليس علي موت والدتها بل علي ذهبها الذي لا تعرف أين ذهب !لتضم جسد والدتها إليها وتصرخ وتولول وكأنها كانت تحتضنها ..... وقفت سمر مكانها وامتلئت عيناها حقد تجاه تلك الخبيثة ولم تصدق شيء مما تفعله عكس بهيه التي سبقها قلبها الطيب وهي تسرع ناحيه دنيا تهديء من روعها : صلي على النبي ياااختي وادعي ليها بالرحمه ...أبعدت دنيا عن جسد فاطمه الذي اراحته علي الفراش وعادت تغطي وجهها بالملاءه منشغله عن دنيا التي قامت واتجهت ناحيه اختها والتي لأول مره تري تلك النظرات الغريبه بعيونها عكس ما اعتادت أن تري بها ذل وضعف ولكنها للحظه كذبت نفسها فأختها لاتعرف شيء عن ذهبها ومؤكد والدتها اخفته بمكان اخر !

..........

....

جلست سمر ودنيا بين النساء بينما انطلق الرجال لدفن والدتهم فلم تبارح عيون دنيا باب الغرفه .... بدأت تغادر بعض النساء ولم يعد هناك إلا بعض الجارات القريبه بجوار بهيه ومهجه لتستغل دنيا الفرصه وتقوم من مكانها 

وتتجه الي غرفه والدتها التي قلبتها رأسا علي عقب تنبش بعدم هدي بكل انش وعقلها يكاد يشت منها وهي تهذي بقهر : دهبي فيييين ؟!

فييين دهبي ؟!

مسحت سمر دموعها بظهر يدها بينما تنظر إلي باب غرفه والدتها المغلق والذي لاتحتاج لفطنه لتخمين ماذا تفعلها اختها خلفه ...اختها التي لم تشعر تجاهها ولو للحظه بالشفقه كما لم تفعل وهي تكيد لها تلك المكيده التي نالت من سمعتها وشرفها ولم يهتز لها جفن ...!

لتعود بذاكرتها لبضع ساعات بينما جلست تنعي فراق والدتها قبل أن تعرف الحقيقه وقلبها لم يطاوعها أن تعاتب والدتها التي وقفت بصف الباطل بل اوجعها قلبها لموت والدتها قهرا لتجد قدمها تأخذها التي تلك الخزانه وتخالف تأنيب ضميرها وهي تاخذ ما ليس لها ولمن ليس طمعا به بل تخليص لحقها لتقهر اختها كما فعلت بها وبوالدتهم !

عادت من ذكرياتها علي يد مهجه التي ربتت علي كتفها بينما تقول بخفوت : قومي شوفي اختك قاعده بقالها كتير في اوضه امك ...قومي يا بتي وهاتيها تقعد وسطنا 

اومات سمر وهي تسحب نفس عميق قبل أن تقوم وتتجه الي تلك الغرفه التي فتحت بابها وسرعان ما التقت عيناها بعيون اختها الزائغه كالمجذوبه وهي مازالت تنبش في أرجاء الغرفه ....!

نظرت سمر الي أختها بتشفي وهي تسألها : بتدوري علي ايه يااختي 

عقدت دنيا حاجبيها ونظرت بتوجس الي نظرات اختها ليتباطيء لسانها بينما تقول بعدم تصديق : انتي اللي اخدتي دهبي!

واجهتها اختها وهي تتقدم منها بضع خطوات : انتي اللي سلطتي عبد العزيز عليا يشوه سمعتي وشرفي !

تعلثمت دنيا وهزت راسها : عبد العزيز ايه وانا مالي وماله ....هو اللي راح يقول لياسين علي فضيحتك ! 

انكسر قلب سمر بينما لوهله كادت الا تصدق أن اخت تفعل هذا باختها لتقول وابتسامه ساخره ترتسم علي طرف شفتيها : عرفتي منين !!

ابتلعت دنيا ولم يعد هناك مفر فقد انكشف كل شيء لتهب من مكانها بلا تفكير وتنقض علي اختها تجذبها من خصلات شعرها وتوقعها أرضا وتجثو فوقها وتطبق علي عنقها صارخه : هاخد روحك لو مقولتيش فين دهبي !!

صرخه مكتومه انبثقت من شفاه سمر التي باغتتها دنيا بهجومها فتمكنت منها !

............

....

: البقاء لله 

اوما زوج فاطمه لدياب الذي تكفل بكل إجراءات الدفن و قف يعزيه قبل أن يصعد للاعلي 

: عاوزك في كلمه يا معلم 

مال دياب قليلا ليصل الي طول والد زوجته الذي قال بصوت خافت : قيراط الأرض بتاع المرحومه لو يلزمك تشتريه اطلع اجيبلك الحجه بتاعه من فوق وحلال عليك اهو انت أولي من الغريب 

فقط نظره اشمئزاز أجاب بها دياب علي صادق الذي لم يهتز ولم يراعي حرمه موت المراه التي لم يمر علي دفنها ساعه ليتركه دياب ويتجه للاعلي ! 

أدارت بهيه راسها تجاه دياب الذي وقف لدي الباب لتقوم من مكانها وتتجه إليه ولكن قبل أن تقول شيء كانت تلك الصرخه المكتومه تتعالي من حولهم ليركض دياب ناحيه غرفه فاطمه كما فعلت مهجه وبهيه وباقي النساء الذين وقفوا مكانهم بصدمه حينما وجدوا دنيا تتقاتل مع اختها ...!

انحني دياب سريعا يجذب دنيا من فوق سمر التي بصعوبه حاولت أن تلتقف أنفاسها لتتلوي دنيا بين ذراعي دياب صارخه بجنون جعلها لا تميز أنها تفضح نفسها بنفسها : اوعي سيبني ......هاخد روحك ....هاخد روحك !

جذبت بهيه سمر تساعدها واسرعت مهجه تحضر لها موب من الماء بينما ضربت النساء كف بالآخر فماذا يجعل الاختان تتقاتلان !

: اووووعي

بعنف جذبها دياب يقيد حركتها صارخا : بزياده يابت 

صرخت مجددا لتخرسها صفعه قويه من يد دياب بينما اسرع بعض الجيران يتجمعون علي صوت هذا الصراخ لتزداد الهمهمات هنا وهناك فما كان من دياب إلا أن يسحب دنيا إلي الخارج ويؤجل سؤاله عن سبب ما حدث !

........

...........

لم تصدق وصال أنه قد يفعلها بيوم من الايام كما لم يصدق هادي الذي تقلب من حتي الي اخر علي تلك الاريكه التي اتخذها منامه له بينما عاد متأخرا وقد غفت قبل عودته لتستيقظ باكرا وتتفاجيء بأنه ليس بجوارها .... جثت وصال علي ركبتيها بجوار الاريكه التي قضي عليها ليلته لتمرر يدها فوق خصلات شعره وتنادي بإسمه : هادي 

استدار هادي الذي نال منه السهد كثيرا لتقتله نظراتها المحمله بالعتاب : انت قدرت تنام بعيد عني !

هزت راسها وتابعت بأسي : للدرجه دي زعلان مني 

ليس منها بل من نفسه الضعيفه امامها ليقول بإقرار : زعلان من اني مقدرتش ازعلك انك كسرتي كلامي بدل المره اتنين !

........

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


......


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. اتمني تظهر حقيقة دنيا امام دياب وتوضح سمر لبهيه اسباب ترك المعلم يس لها وهنا سيعلموا سرقتها لعقد بهيه وكم هي لا تصلح كزوجه وام وان بهيه هي الاولى باولاده مهما حدث لن يؤخذ الخير جاعت ثم شبعت
    واضح رغم ذكاء هادى لم يستطيع مواجهه وصال

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !