بساط السعاده الفصل الثامن والثلاثون

3


 

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
زمجر دياب بسخط : في ايه يابت ...مالك ومال اختك ؟!
لم تنطق دنيا بشيء ليزجرها دياب مجددا وهو يمسك بذراعها : انطقي
هتفت بسخط وهي تنزع ذراعها من يده :
اهي امور نسوان متخصكش !
......

نظرت وصال الي هادي بعتاب قائله :  هونت عليك
تنهد وهو ينظر إلي عيونها قائلا بصدق : انتي عارفه انك عمرك ما تهوني
هزت كتفها قائله :
امال سبتني ونمت برا اوضتنا ليه ؟!
حمحم هادي وقال بينما يتهرب بعيناه من عيونها :
رجعت متأخر ومرضتش ...قاطعته وصال وهي ترفع حاجبها :  لا والله ...ضيقت عيناها ونظرت إلي عيناه متابعه : هادي مش لايق عليك الكذب علي فكره ....زمت شفتيها وتابعت : قول انك زعلان
اوما لها قائلا : قولت وانتي معملتيش حساب لكلامي
وافقته قائله : وانا قولتلك متزعلش ...أمسكت بيداه وتابعت : مكنش قصدي ياهادي وفهمتك كمان انا عملت كده ليه ...بس انت كبرت الموضوع واخدت جنب
هز رأسه قائلا وهو يتنهد : مكبرتهوش انا عملت كده عشان خوفت ازعلك بكلمه
ابتسمت له وقالت بود : طيب متزعلش حقك عليا 
ربت علي شعرها قائلا بسماحه: خلاص مش زعلان
ابتسمت له ليرفع إصبعه أمام وجهها ويتابع : مش هتكرريها تاني وتتجاهلي كلامي
هزت راسها وقالت بصدق : بقصد لا مش هعملها 
نظر إلي عيونها التي تخبره عن مقدار شجاعتها التي عجز أن يكون مثلها لتنظر وصال له وتتنهد قائله : هادي انا قولتلك وانت مصدقتنيش وانا مقدرتش بصراحه اني متأكدش
تنهدت مجددا أمام صمته فماذا يقول ...هل يزيد كذبه أخري إلي جبل الكذب الذي أصبح يثقل كاهله
: عموما خلاص اهو انا علي الاقل ارتحت وجايز فعلا بيتهيأ ليا
اوما بصمت ولكن بقيت نظراته زائغه مشتته لتمسك وصال بيده وتنظر إليه باستفهام : مالك
هز رأسه لتشاكسه قائله : طيب ايه ....نظر إليها لتتابع بحماس : النهارده اول يوم ليا في العياده مش هتوصلني
....اصل وعد العربيه اللي وعدتني بيها متنفذش
رفع حاجبه وقال بتدليل وهو يجذبها ناحيته ويحيط كتفها بذراعه :  عمري خلفت كلمه اديتها ليكي
اومات له بلا تردد : اه
رفع حاجبه مجددا : انا ؟!
اومات له وتغيرت ملامحها للشراسه وهي تقول :
اه ومتفكرنيش بأنك خلفت وعدك ليا لما
قولتلي هتتجوزني وروحت اتجوزت غيري
تعكرت ملامحه لهذا الماضي الذي يلاحقه ليقول بمراوغه :قولتلك هتجوزك وعملتها ....نظر إلي عيونها وتابع بحب : ده بس اللي تفكري فيه واي حاجه تانيه انسيها...غص حلقه بينما يتابع برجاء : بلاش تعكري اللي عايشينه بحاجات عدت خلاص ....انا بتوجع لما بتقولي كده 
تلاقت نظراتهم لتري الرجاء بنظراته وتقابله برفق نبرتها التي حملت شجن اوجع قلبه :  بحاول انسي عشان انا بتوجع اكتر منك
ضمها إليه بحنان شديد قائلا : سلامتك من الوجع ..أن شاءالله انا
ابتسمت له وهزت راسها وقالت بحنان : بعد الشر عليك ...خلاص خلينا في النهارده ونقفل الماضي ده
تنهد وهو يستجمع شجاعته فليتحدث وينتهي الأمر : وصال
نظرت إليه بابتسامه : نعم
ابتسامتها جعلت شجاعته تتراجع ليقول هو يحمحم متهربا: انتي مش هتعزي مرات اخوكي
...انا امبارح قولت العيال كانت معاكي بس النهارده مفيش وراكي حاجه ...روحي خدي بخاطرها وبعدين اخدك العياده
هزت وصال راسها وقالت بصراحه :
مش عاوزة اروح ....نظر إليها لتتابع بتبرير :  مش بحبها ومش بحب اعمل حاجه مش حساها 
قال هادي بعقلانية : بس ده واجب مالوش دعوه تحبيها أو تكرهيها
اومات له موافقه: جايز بس انا مش بحب اضغط علي نفسي وانا مش حاسه اني عاوزة اعمل الواجب ده
نظر إليها لتتغير ملامح وصال للسخط وهي تتابع : من اول ما شوفتها وانا مش مرتاحه ليها ...اصلا معرفش دياب ازاي اتجوز واحده زيها وكمان علي واحده طيبه زي بهيه
قال هادي بتبرير :  له عذر كان عاوزة يشوف له عيل
سددت وصال الي هادي نظره ناريه باغتته بها كما بلغته سؤالها : وانت ؟!
: انا ايه ؟!
هتفت بسخط : اتجوزت ليه ؟!
هب هادي واقفا متهربا : هو احنا مش لسه من دقيقه يا بنت الناس اتفقنا منفتحش في اللي فات
هزت ساقيها بسخط : وانا اعمل ايه كل ما افتكر دمي بيفور وببقي عاوزة اخنقك فبلاش تعمل محامي وتدافع عنه
وضع يداه علي عنقه قائلا : لا وعلي ايه ...دياب غلطان ...غلطااان ياناس
نظر لها وتابع : ارتاحتي
هزت راسها واشاحت بوجهها عنه ليحرك هادي عنقه يمينا ويسارا وهو يقول : رقبتي وجعاني
هتفت وصال بسخط : احسن عشان تبقي تنام بعيد عني
قامت وتحركت بدلال بينما تتابع بغرور محبب : بقي تسيبني وتنام علي الكنبه ...ابقي خلي الكنبه تنفعك
........!
تقلبت دنيا حرفيا علي جمر ملتهب طوال الليل ولم يغمض لها جفن بينما التاع قلبها وهي تفكر بأنها فقدت كل ما كانت تجمعه ....زمت شفتيها وهتفت من بين اسنانها : الله يحرقك يا امه ....تتحرقي في نار جهنم زي ما قلبي محروق
كورت قبضتها بغل وهي تهز راسها مرارا تتوعد اختها بينما هبت من مكانها واتجهت لتأخذ عباءتها تضعها فوق ملابسها وتعقد طرحتها بعشوائية حول وجهها : مش هسيبك ياسمر ...هولع فيكي وفي عيالك !
......
...........

تقدم هادي خطوه أمام وصال ليفتح الباب ثم تراجع ومد يداه لها يشير لها أن تدخل لتكون أول من يخطو الي عبادتها .....مع أول خطوة تملكت مشاعر كثيره من قلبها وهي تخطو الي هذا الحلم الذي ظنته بعيد وحققه لها برمشه عين ....!
لم تجلس خلف ذلك المكتب الكبير بل جلست الي ذلك المقعد المنخفض بجوار سرير الكشف واستدارت بعجلاته الدوراه لتلتقي عيناها بعيناه التي رأت بها تلك النظره  حينما قبلت بكليه الطب.... نظره فخر وحب
لتوميء لنفسها وهي تفكر بأنه لم يشعرها يوما بأنه يغار من كونها طبيبه بل يفخر بها وكأنها ابنته ينظر لها بحنان وبثناء ويشعرها دوما أنها تستحق كل ما تحققه وأنه خلفها يدفعها للامام
قامت وسرعان ما وجدها ترتمي بين ذراعيه وتحتضنه بقوة : ربنا يخليك ليا يا حبيبي
احتضنها وضمها إليه يفرج عن مكنونات قلبه الملكوم بتلك التنهيدات الثقيله وهو يتمتم : ويخليكي ليا
اغمض عيناه يتنفس رائحتها ويتنهد مجددا وهو يفكر بخوف من فقدانها ..... اااه لو يخبرها وتسامحه ...اااه لو يستجمع شجاعته ويزيح تلك الاحمال عن كاهله .... ااه لو تعطيه الامان لرد فعلها الذي أخبر نفسه الف مره أنه سيتحمله ولكن الواقع أنه لن يفعل لأن رد فعلها لن يكون غضب وصراخ بل وصال التي يعرفها لن تلتفت إليه ستبتعد وستتابع دون أن تلتفت إليه كما فعلت اول مره ويبقي هو يتجرع مراره بعدها للمره الثانيه ....
التاع قلبه من هذا الهاجس لتزداد ذراعيه حولها أكثر رافض مجرد تفكير بأنها قد تبتعد عنه فهذا شيء اقوي من أن يحتمله .....
: ااه هادي فصعتني انا والبيبي
انتبه هادي إليها بينما تقول بأنفاس مختنقه ....خفف ذراعيه من حولها وأمسك وجهها بين يديه ونظر إليها قائلا بحنان : حقك عليا انا بس نفسي اخبيكي في حضني علي طول
قالت وصال بحب وهي تضع راسها علي صدره :
وانا نفسي افضل في حضنك طول عمري
ابتسم لها لترفع وجهها إليه فيري تلك الدموع تترقرق خلف اهدابها ....قال بقلب لهيف : ليه الدموع اللي في عينك يا شهد العسل
قالت وصال وهي تتنهد بشجن : حاسه انك مش بس حبيبي وجوزي ....انت صاحبي واخويا و ابويا ....نظرت إليه وتابعت بحب كبير : انت بتحقق ليا اي حاجه احلم بيها وبتخليني مبسوطه.....حققت ليا حلم العياده اللي طول عمري بحلم بيه
قال بحنان وهو يميل ليقبل جبينها :
انتي تستاهلي اعمل اي حاجه عشانك .....هز كتفه وتابع : وبعدين  انا معملتش حاجه صعبه ...تنهد بشجن وتابع :
الفلوس موجوده ياريتها تشتري الفرحه اللي شايفها في  عينك دي طول العمر
نظر إلي عيونها وتابع بصدق : لو بساط افرشه تحت رجلك المهم اشوفك دايما مبسوطه كده
قالت وصال بابتسامه حالمه : انا مبسوطه معاك اوي
رفعت يدها الي وجهه تتلمسه بحب وهي تتابع : من اول ما حبيتك وانا بحس معاك بسعاده عمري ما حسيتها ....التقت عيناها بعيناه لتتابع وصف ما تشعر به تجاهه والذي لا يتمثل بحب فقط : بحس انك الحته الامان اللي في حياتي ... بتفهمني دايما حتي لو متكملتش .....بحس انك نصي التاني حتي لو احنا مختلفين بتكملني
اغمض هادي عيناه يستعذب حلاوة كلماتها التي بادلها لها بحب : ياااابوي يا شهد العسل علي كلامك الحلو
قالت وصال وهي توكزه بكتفه : مش كلام بس اوعي تتغر عليا
داعب وجنتيها وغمز لها بشقاوة : طيب هنقضيها كلام ....
مش هتشتغلي يا دكتورة
هزت كتفها وقالت بحماس وهي ترتدي البالطو الابيض المعلق : انا جاهزة ....هما فين العيانين
قال هادي بتشجيع : بس كده .... بغمضه عين اوقفهم طابور بس انا مش عاوز كده ...انا عاوز العيانين يملوا العياده بشطارتك .....ابتسم لها وتابع : انا اديتك اول الخيط وانتي وشطارتك
ابتسمت له ليميل يقبل وجنتيها وهو يتابع بفخر : انا عارف انك شاطره وكلها كام ساعه والعياده تتملي عيانين
قالت وصال : يارب يا حبيبي
اشار لها وهو يتجه الي الباب : خلي بالك من نفسك ....سلام
اشارت له : باي
توقف لدي الباب والتفت إليها بغمزة شقيه : مقولتيش عاوزة عربيه لونها ايه
اتسعت ابتسامتها لهذا الرجل الذي يدللها وكم تعشق الانثي الدلال : احمر
غمز لها مجددا بشقاوة : من أمتي بتحبي الاحمر
قالت وهي ترسم الجديه : في العربيات بس
القي لها قبله في الهواء : احلي عربيه هتكون تحت امر احلي دكتورة
وقفت تتطلع إليه بينما أولاها ظهره وانصرف لتتجه الي النافذه الكبيرة تفتحها لتلمحه يعبر الطريق ويتوقف مع فرد الأمن الموجود أمام الوحده الصحيه بالجهه المقابله  لتبتسم وهي تكاد تقرا ما يفعله لتصدق حدثها فها هو مد يداه الي جيبه ووضع بيد الرجل بضع ورقات ماليه
: مش هوصيك يا عوض عياده الدكتورة اهي
اشار الرجل الي عيناه قائلا : عنيا يا معلم
ربت علي كتف الرجل وتابع : واللي مش معاه تمن الكشف ميدفعش
ضحكت وصال وهزت راسها : مفيش فايده فيك ...معلم!!
ضحكت وعادت الي الداخل لتقف تتأمل تلك العياده وتتنهد بينما تتذكر ابيها ...!
التفت الي تلك المراه التي وقفت لدي الباب المفتوح تطرق علي جانبه
: صباح الخير يا دكتورة ....
انا عديله
اومات لها وصال بلياقه : اهلا اتفضلي
قالت المراه ذات الجسد الممتليء : المعلم هادي كان عاوز سكرتيره تساعدك وانا كنت شغاله في الوحده الصحيه
ابتسمت وصال بينما لم يترك تفصيله لتقول لها بترحيب :
اهلا بيكي !
قالت المراه بينما تأخذها وصال الي المكتب الصغير المقابل للباب : متقلقيش من اي حاجه ...انا عارفه الشغل و الحجوزات وكل حاجه !
...........
....
عقدت بهيه حاجبيها واسرعت تجفف يدها وتركض حيث تعالي صراخ أحد الأطفال .....
بحنق شديد وضعته دنيا أرضا وصرخت به بأعصاب تالفه : اقعد هنا جاك شوطه
اتسعت عيون بهيه واسرعت تحمل الطفل الصغير الباكي من علي الارض وهي تهتف بدنيا بتوبيخ : قطع لسانك بتدعي علي الواد ليه ؟!
انفجرت بها دنيا : وانتي مالك كان ابني ولا ابنك !
قبل أن تفتح بهيه فمها كان قلب دنيا يقفز من بين ضلوعها حينما تعالي صوت دياب الكبير الذي لم تكن تعرف بوجوده بالمنزل : في ايه يا قليله الربايه ...صوتك عالي ليه
اهتزت نظرات دنيا واستدارت تجاه دياب الكبير تقول بتعلثم : مش قصدي يا حاج ....انا بس اعصابي تلفت من
عياط الواد من صباحيه ربنا
نظر لها دياب الكبير بسخط هاتفا : واحنا شوفنا وشك يا غندوره من صباحيه ربنا ولا بهيه اللي من هنا لهنا بتخدم في عيالك واخرتها جايه تقولي عيالي ولا عيالك ....ايامك في البيت ده بقت تتعد علي الصوابع يا بت انتي
انذرت عيون دياب الكبير بالمزيد من السخط وهو يتجه ناحيه دنيا التي سرعان ما استدعت دموعها وهي تقول : حقك عليا يا حاج ....انا بس عقلي مش فيا وقلبي مخلوع علي امي وكنت عاوزة اروح ازور قبرها
نظر لها دياب الكبير بسخط  لتتدخل بهيه بطيبه قلب وهي تهدهد الصغير : حصل خير يا جدي ..
اشار لها دياب الكبير أن تعطيها الصغير متبرطما : مشوفناش خير من وقت دخلتها البيت ...اديها يابت عيلها تشبع بيه
نظرت له بهيه بتردد : اهو في حضني ياجدي علي ما تروح تزور امها الله يرحمها
طط زمت دنيا شفتيها وهي تخفض عيناها للأرض دون جدال ليهتف دياب بسخط : قولت اديها الواد وتقعد بلاها روحه ورجعه
اخذت دنيا الطفل من بين ذراع بهيه ليهتف بها دياب متبرطما بتهكم : ابقي اقري ليها الفاتحه من هنا ولا الشيخ البعيد سره باتع!
زفرت دنيا بسرها وهي تاخذ الطفل بينما جلس دياب الكبير بوسط البهو وأشار لبهيه: تعالي يا بتي اقعدي جنبي
جلست بهيه بجوار جدها الذي نظر إليها برأفه دوما ما أخفاها خلف قناعه الجامد ليقول لها برفق : اياك تخليها تتنطط عليكي بعيالها ....قلبها موجعهاش علي عيلها يبقي حمدي قلبك
قالت بهيه بغصه حلق : غصب عني ياجدي ...بحبهم دول اتولدوا علي ايدي وكن يومها وهما في حضني
ربت دياب الكبير علي كتفها وقال بأمل : حضنك هيتملي بعيلك بأمر الله
ابتسمت له بهيه التي أدارت رأسها تجاه مهجه التي كانت تدخل للتو من حديقه المنزل الخلفيه تحمل الفطائر الساخنه التي كانت تخبزها لتستغرب من رؤيه بهيه جالسه بجوار ابيها : في ايه
قال دياب الكبير وهو يربت علي كتف بهيه : مفيش ...كنت بتحدتت مع الغاليه ام قلب طيب
ابتسمت مهجه له ليشير لها دياب : يلا قومي اعملي لجدك كوبايه شاي من ايدك اشربها مع الفطير
اومات بهيه لتقوم سريعا بينما تتجه مهجه الي ابيها تسأله : في حاجه حصلت يا ابويا
تنهد دياب الكبير بثقل : بنت المركوب حرقت دمها
تأثرت ملامح مهجه ليهتف دياب بسخط : امال علاج ايت اللي بتك قالت عليه واهو ولا حملت بهيه ولا حاجه
قالت مهجه بتعلثم : أمر ربنا يا ابويا ووصال قالت العلاج بياخد وقت .
اوما دياب متنهدا ليقول لابنته : طيب قومي طيبي خاطرها بكلمتين
..........
مرت ساعتين ووصال جالسه خلف مكتبها وقد شغلت نفسها بقراءه أحد الكتب لتدخل إليها عديله
: دكتورة وصال
نظرت إليها لتتابع : 
المعلم هادي باعت صبي من عنده بشويه صناديق
خرجت وصال لتجد صندوقين فوق مكتب عديله التي سألتها : فيهم ايه يا دكتورة
هزت وصال كتفها : معرفش
مدت يدها تفتح الصناديق التي امتلئت بالحلوي وبعض الالعاب لتتصل بهادي تسأله
: هادي ايه ده ؟!
ابتسم هادي قائلا : شويه لعب وحاجات حلوه للعيال اللي هتيجي تكشف
اتسعت ابتسامه وصال ورفرفت الفراشات حولها بينما تقول بحب وعيون عديله تتبعها : انت جميل اوي
تنهدت عديله وهي تنظر إلي وصال بهيام .....استمعت الي صوت هادي يحمحم بصوت خشن : وعليكم السلام..اتفضل
عاد ليتحدث مع وصال قائلا بخفوت : وانت كمان يا معلم
رفعت وصال حاجبها ضاحكه : معلم
اوما هادي الذي يتطلع الي الرجل الجالس أمامه : اه معلوم
قالت وصال : هو في حد جنبك
اوما هادي قائلا : اه
قالت بمكر تشاكسه : طيب انا مصممه اعرف انا كمان ايه
حمحم هادي قائلا : بليل يا معلم
ضحكت بشقاوة قائله : ماشي يا معلم سلام
اغلقت لتلاحظ نظرات عديله الهائمه لتسألها : مالك يا عديله
قالت المرأه بابتسامه حالمه : بسمعك يا دكتورة ....أما صحيح الحب حلو يا ولاد
ضحكت وصال لتسأل عديله : انتي متجوزه
تنهدت المرأه قائله: جوزي الله يرحمه من سبع سنين
قالت وصال برفق : الله يرحمه
ابتسمت المراه قائله : كان حنين كده زي المعلم
ابتسمت وصال لها لتحمل المراه الصناديق وتضعهم بجوارها قائله : ربنا يبعت اول كشف عشان ياخد الحاجه الحلوة
لم تكد تكمل جملتها وكان الباب المفتوح يطرق لتلتفت عديله بحماس : اهو شكل دعوتي استجابت
نظرت وصال لتجد أخيها من يطرق علي جانب الباب ....دخل وهو يبتسم بسعه: الف مبروك يا دكتورة
اتسعت ابتسامه وصال التي اتجهت الي ذراع أخيها :
دياب
قال بحنان ممزوج بفرحته : لما هادي قالي ...قولت اجي اباركلك
: ربنا يخليك يا حبيبي
نظر لها بفخر : ويخليكي يا دكتورة
قالت عديله بترحيب : تشرب ايه يا معلم ؟!
قال دياب بتهذيب : مالوش داعي ...التفت الي وصال وتابع : انا هروح اشوف حالي واسيبك يا دكتورة تشوفي شغلك
نظر إلي عديله قائلا :
خدي بالك منها يا ام ابراهيم
ابتسمت المراه قائله : في عنيا يا معلم
ربت علي كتف أخته قائلا : عاوزة حاجه
هزت راسها بابتسامه : ربنا يخليك ليا
.............
.....
نظرت سمر الي تلك اللفه الموضوعه امامها وغامت عيناها الحزن بينما الف سؤال وسؤال يحرق قلبها ..!
تمتلك اختها كل شيء فلماذا استكثرت عليها ما تملكه من شرف وسمعه ....أزاحت لفه الذهب من امامها بسخط علي نفسها انها وحلتها مثلها وأصبحت سارقه ...!
هزت راسها وأخبرت نفسها انها لم تفعل هذا طمعا بالذهب بل طمعا في براءتها ...اخذت ذهب اختها لتجعلها تعترف بخطأها في حقها .. لتحرق قلبها وتنتقم منها كما احترق قلبها قهرا كما ماتت والدتها مقهورة دون أن تعرف الحقيقه ...!
أمسكت اللفه بعزم وهي تقرر أن تذهب الي دياب وتخبره ولكن ماهي الا بضع خطوات وعادت مكانها بهزيمه وهي تذكر نفسها بمراره الحقيقه ...أن كانت والدتها كذبتها فعل سيصدقها الغريب !
.......
....

تعالت أصوات تلك الزغاريد لتترك وصال الكتاب من يدها وتخرج وسرعان ما تكلل الابتسامه الواسعه ملامحها بينما سبقت بهيه تلك الزغاريد ....يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك يا دكتورة
أسرعت وصال إليها والي والدتها التي قالت : اول ما دياب قالي قولت لبهيه تاخدني اشوفك وانتي دكتورة
ضحكت وصال واحتضنت والدتها كما احتضنت بهيه الاي قالت بحب : الف مبروك يا دكتورة
أشارت إلي اطفال دياب بينما لم يطاوعها قلبها علي تركهم مع دنيا يبكون لتستأذن جدها أن تأخذهم الي وصال وكما اعتادوا سرعان ما هدأ بكاءهم ما أن أخذتهم بهيه بحضنها الحنون
: واهو علي ومصطفي اول زباين
قالت وصال بحب : دول حبايبي
قالت بهيه بتشجيع بيننا لاتري أحد بالعياده : بصي عليهم بصه ...الواد علي جسمه قليل مش زي اخوه
قالت وصال وهي تداعب الصغير : شيء طبيعي التوام كده
قالت بهيه بحنان : طيب اديله اكل ايه يقوته ويكبره
قولي وانا همشي علي نصايحك
نظرت لها وصال بفخر كبير قائله :
انتي مش محتاجه وصايه يا بهيه كفايه حنيتك عليهم
...........
....

عقدت حميده حاجبيها حينما فتحت الباب وتفاجئت بقدورة امامها : ست الشيخه ....خير في ايه ؟!
نظرت لها قدورة رافعه حاجبها : ايه يا حاجه مش هتقولي ليا ادخل ولا هتوقفيني علي الباب زي مرات ابنك
التفتت حميده الي الداخل حيث جلست نشوي لتهمس الي قدورة : مش هينفع يا ست الشيخه متأخذنيش
زمت قدورة شفتيها بينما طالت الايام ولم تعد حميده تأتي إليها ولا احسان ونفذت الأموال منها
لتسحب نفس عميق وتهز راسها : بشوقك يا حاجه ...انا بس قولت اجي اطمن عليكي
اومات حميده التي قالت لقدورة قبل أن تستدير بمغزي واضح : معدتيش تيجي هنا يا ست الشيخه ...حمحمت وتابعت باستدراك : ابقي شيعي ليا وانا اجيلك
اومات قدورة بحنق واستدارت لتغادر
لتعود حميده الي الداخل ...سألتها نشوي : مين يا امه ؟!
قالت حميده وهي تهز كتفها : ام رضي كانت عاوزاني في كلمتين
اومات نشوي وعادت تتطلع الي طفلها الذي نام علي ذراعها لتأخذه للاعلي قائله : طيب انا هطلع انيم حسن
اومات حميده التي جلست تفكر : يا تري كانت عاوزة ايه ؟!
...............
.....
بدأ الليل يسدل ستائرة لتشعر وصال بتيبس ساقيها من الجلوس لتترك من يدها الكتاب الذي أنهت نصفه
وتقوم ممسكه بهاتفها :
هادي انا هروح
قال هادي باستفهام : حاجه حصلت ....انا قدامي بتاع ساعتين واعدي اروحك ولا اجيلك دلوقتي
هزت راسها قائله : لا يا حبيبي خليك في شغلك ...انا  هتمشي
اوما هادي لتقول وصال بدلال : هادي متتاخرش
اوما لها قائلا بهيام : وانا اقدر ....خفض صوته وتابع بغزل : جهزي العشا علي ماارجع عشان اعوض نومتي علي الكنبه ليله امبارح
ضحكت وصال بخفه قائله : عاوزة تتعشي ايه ؟!
قال بحب : اي حاجه من ايدك الحلوة
اومات قائله : هادي
: نعم ياعيون هادي
:  ابقي اشحن النت عشان الباقه خلصت
..............
.....

فركت احسان وجهها بينما تشعر بهذا الدوار لا يفارقها لتنزل الي المطبخ وتقف تعد لنفسها كوب من العصير الذي شربته دفعه واحده ...وضعت الكوب من يدها التي اعتصرت قبضتها حينما خرجت من المطبخ ووجدت نشوي تحمل طفلها وتهدهده ومجددا تنطلق عيناها بالشر تجاه الطفل الصغير ...!
.............
.....
عاد هادي ليدخل الي المنزل ويضع من يده ما يحمله ويتعالي صوته يناديها : صولا ....وصال
دخل إليها بابتسامه : السلام عليكم
قالت وصال بابتسامه واسعه : وعليكم السلام يا حبيبي
عامل ايه
: الحمد لله...انتي عامله ايه ...قوليلي عملتي ايه النهارده
هزت وصال كتفها وقالت بقليل من الاحباط :
قريت كتاب
رفع حاجبه بينما تابعت : مفيش ولا حاله واحده جت العياده
داعب وجنتيها وقال بحنان : وايه يعني ....
بكره تتملي عيانين ومتبقيش ملاحقه عليهم 
غمزت له وقالت بمشاكسه : ابقي زود عم عوض شويه
ضحك هادي بينما علمت بما فعله لتتابع وصال :
بتشتري الزباين
هز رأسه وقال بمرح : لا... بعملك اعلان
ضحكت وصال قائله :  بزنس مان وبنفع عم عوض بدل قاعدته فاضي
اوما بغرور محبب : امال هو انتي فكراني بتاع فاكهه وبس ....رفع ياقه جلبابه وتابع متقمص الجديه : جوزك ولا بفخر هيبقي تاجر مواشي مش فاكهه بس
نظرت اليه بينما يتابع اخبارها بأمر تلك المزرعه التي اشتراها لتضحك وصال وتقول بحب : جوزي معلم شاطر اوي ...مبروك يا حبيبي عقبال ما تبقي المزرعه مزارع
قبل وجنتيها قائلا : ربنا يخليكي ليا يا شهد العسل
نظرت وصال الي هادي بينما يدها تعبث بهاتفها : هادي أنت شحنت النت زي ما قولتلك
اوما هادي لها وهو يميل ليقبل وجنتها : وانا اقدر منفذش ليكي طلب يا حبيتي
ابتسمت وصال له وعادت تتطلع الي هاتفها ليخلع هادي سترته ويبدء بفك ازرار قميصه وهو يتطلع الي وصال قائلا : انا ميت من الجوع يا صولا يلا جهزي العشا
اومات وصال له وهي تحرك يدها علي شاشه هاتفها : حاضر يا حبيبي ....لحظه
عقدت حاجبيها وهي تحاول مجددا في الهاتف لتنظر له باستفهام : انت متأكد انك شحنت النت يا حبيبي
اوما هادي لها قائلا : بعتت الواد عشري قبل ما امشي يشحنه
نظرت له بانزعاج من هاتفها : امال النت مش شغال ليه ؟
قال هادي ببساطه : تلاقي الواد عشري بيتملكع زي عادته وكلها شويه ويشحنه ...يلا بقي يا روحي بقولك جعان
اومات وصال له : حاضر يا حبيبي بس النت يشتغل
عقد هادي حاجبيه ونظر لها باستفهام لتشير الي الهاتف : ماهو العشا جاي من النت
ازدادت عقده جبين هادي الذي شعر برأسه يدور : عشا ايه اللي جاي من النت ؟!
قالت وصال ببساطه وهي تهز كتفها : ماهو يا حبيبي انا مستنيه النت يشتغل عشان فيديو الوصفه بتاعه ناديه السيد اللي كنت هعملهالك علي العشا
وقف هادي مكانه للحظات وفمه مفتوح قليلا قبل أن يسألها : ناديه مين ؟!
قالت وصال بمرح : ناديه السيد يا هادي مالك مستغرب ليه ...هو انا بعرف اطبخ اصلا !!
زمت شفتيها بانزعاج وتابعت : بفتح النت وبعمل وصفاتها واهو عشري بتاعك ده لسه مشحنش النت ....وضعت يدها بخصرها ونظرت له هاتفه بتذمر : اعمل ايه انا دلوقتي ؟!
تبرطم هادي من بين أسنانه بخفوت : ده انا اللي شكلي هعمل جنايه النهارده ...صبرني يارب
نظرت له وصال باستفهام : بتقول حاجه يا حبيبي
رسم هادي ابتسامه زائفه وهز رأسه قائلا من بين أسنانه : ابدا بجيب سيره ام وأبو عشري !!
افلتت ضحكتها المتدلله لتخطف قبله وهي تتجه إليه بخطوات متغنجه تلعب علي اوتار قلبه الذي ذاب بفتنتها بينما ارتدت شورت قصير باللون الوردي وتركت خصلات شعرها تنساب فوق خصرها الذي انحسر عنه ذلك التيشرت الابيض الناعم الذي ترتديه ...فتح هادي ذراعيه حينما اقتربت منه لتقضي علي أعصابه بينما تمرر يدها برقه علي عضلات صدره وتقول بنعومه: شكلك اتضايقت من حاجه
رفع هادي حاجبه وانفلت لسانه بسخريه مرحه : حاجه !!!
ضيقت عيناها ونظرت إليه بشراسه سرعان ما تحولت إليها ملامحها وهي تزجره : قصدك ايه ؟!
قال هادي من بين أسنانه وهو يبتسم : مقصدش يا حبيتي ...هو انا اقدر اتضايق وانتي قدامي
مال عليها لتنعم شفتاه بالنهل من رحيق عنقها الناعم ذو الرائحه العطره ....اغمض عيناه يستعذب تذوق بشره عنقها الناعمه لتغمض وصال عيناها للحظه وابتسامتها الحالمه تغزو وجهها ولكن باللحظه التاليه كان ينفلت سباب خافت من بين شفاه هادي الذي دفعته وهي تهتف بينما تعالي صوت من هاتفها الموضوع علي الفراش : الفيديو اشتغل
وقف هادي مكانه والغيظ يغلي بعروقه بينما تقفز تلك الوحيده التي سرقت قلبه والتي تفعل به الافاعيل دون أن يستطيع أن ينبس ببنت شفه ....نظرت له وصال وقالت بخفه اذابت قلبه بينما تلقي له قبله بالهواء : علي ما تاخد دوش اكون جهزت العشا ...!
.............
......
وقفت دنيا اعلي الدرج والغل يمليء نظراتها بينما تجمعوا علي طاوله العشاء الذي لم تحضره وبقيت بالاعلي تغلي وقلبها ملتاع تتحين اي فرصه لتخرج ....يجب أن تذهب وتأخذ ذهبها من اختها التي توعدتها!
............
.....
تابعت وصال تقليب الطعام بينما جلس هادي علي طاوله المطبخ الرخاميه بصدر رحب يقطع الخضروات التي وضعتها وصال أمامه لينشغلوا بالحديث وتجهيز العشاء
وهاهي تحب أن تستمع لحكاياته ليقطع هادي الطماطم قطع غير متناسقه ولكنه يجاريها وسعيد بمشاركتها في إعداد العشاء
: بالك انتي الطماطم اللي كانت مجننه الناس اهو سعرها في الأرض الموسم ده 
التفتت وصال إليه : ليه بقي ؟!
: عشان الكل بقي يزرع ارضه وكأن مفيش غيرها و اهي كترت ومبقاش عليها طلب واللي كان بيعمل ٢٠٠ عروه بقي يعمل ألوف ومش عارف يبيعهم ...
ابتسمت وصال إليه وسألته : وانت بقي بتزرع ايه
قال ممازحا : نعناع
ضحكت بنعومه ليقوم من مكانه ويتجه ليقف خلفها ويحيط خصرها بذراعيه: الطماطم يا شهد العسل
اخذتها منه وعلقت عليه بينما كل قطعه وكأنها كائن من الفضاء : ايه ده ...مقطعها كبيرة اوي
ضحك هادي قائلا : كويس اني قطعتها وواقف اطبخ معاكي
استدارت ناحيته ورفعت نفسها على أطراف أصابعها وأحاطت عنقه بذراعيها قائله بدلال : وفيها ايه لما تقف معايا ....طيب بذمتك مش حلوة المشاركه
اوما هادي بلا جدل ليميل يختطف قبله طرف شفتيها قائلا بهيام : كل حاجه حلوة منك
لقمه وضحكه وكلمه وانتهت ليلتهما وهي بين ذراعيه تغمض عيناها بهناء بينما لم يغمض جفن لهادي الذي كان يتنهد بثقل بينما يفكر في مصير سعادتهم أن أعترف بكل شيء !
......
.........
شهقت قدورة وتراجعت سريعا الذي جانب الطريق الذي كانت تسير بمنتصفه بينما دعست وصال علي بوق سيارتها التي تابعت قيادتها بينما لحقتها بعض العيون واولهم عيون قدورة التي لمعت بالتهكم ما أن سألت أحد الصبيه الذين يلعبون : مين دي يا ولا ؟!
هتف الصبي وهو يركل الكره : دي الدكتورة مرات المعلم هادي
ضحكت قدورة بسرها شامته : تروحي فين يا احسان فيها ....زمت شفتيها وتابعت بمزيد من الشماته : اه  ياقهرتك يا حميده !
....
.......
أسرعت عديله تجاه وصال التي سعلت من رائحه البخور التي أطلقتها عديله بكل مكان : ايه البخور ده كله يا عديله ؟!
قالت عديله بابتسامه : ببخر عشان الزباين تهل علي العياده
هزت وصال راسها وقالت ضاحكه : كده الزبائن هتتخنق ...افتحي الشباك وطفي البخور ده
........
.....
علي مضض ذهبت حميده الي قدورة : خير ياست الشيخه
قالت قدورة وهي تضع قدمها اسفل ساقها : كل خير يا حاجه ....انا بس قولت اشقر عليكي
قالت حميده بابتسامه زائفه : تسلمي
مدت يدها الي صدرها وأخرجت بضع ورقات ماليه واعطتهم لقدروة التي قالت بتمنع زائف : خيرك سابق يا حاجه والله ما جيت عشان حاجه ...نظرت إلي حميده وتابعت بخبث : انا بس شايفه نجم مرات ابنك عالي وكل مدي ما العمل بيتمكن من المعلم فقولت اسألك ايه هتسبيها كده
زمت حميده شفتيها وهتفت بغيظ : مجبورة يا ست الشيخه
نظرت قدورة لها باستفهام لتتابع حميده من بين اسنانها : اخاف حاجه تأذي العيل
قالت قدورة بشر : وانتي عاوزة عيلها في ايه ماهو عندك ابن احسان اللي جاي ....مالت عليها وتابعت بخبث : العيل ابن الدكتورة هيربط ابنك بيها اكتر ومش من مصلحتك أنه يجي علي وش الدنيا
رمشت حميده بعيونها للحظه قبل أن تهز راسها وتطرد وساوس الشيطان قائله : لا ده حفيدي وابن ابني مش ابنها ..لا ..لا يا ست الشيخه انا مهما اكون بكرهه امه بس عمري ما اخلي ابني يدوق حسره ضناه !
نظرت لها قدورة بطرف عيناها ولون شفتيها قائله : وماله ...انتي ادري بمصلحتك ...!
.........
...
دخلت عديله مسرعه الي مكتب وصال تهمس بخفوت : في برا واحده جايه تكشف علي عيلها
قامت وصال بحماس قائله : طيب دخليها بسرعه
دخلت عشرينيه بوجه هاديء تحمل رضيع بين ذراعيها وبجوارها امراه تشير إليها : هاتي يا مروة  عبد الجليل عشان الدكتورة تكشف عليه
ظنت وصال أنها لم تسمع جيدا لذا لم تولي اهتمام لما قالته المراه التي رحبت بها : اهلا ...اتفضلوا
جلست مروة علي أحد المقاعد بينما جلست المراه في المقعد المقابل وهي تحمل الرضيع الذي سألت وصال والدته :  ..ماله ؟!
اخذت مروة تشرح لوصال بكاء الصغير لتقوم وصال وتأخذ الصغير برفق الفراش الكشف الذي أخذت به دقائق طويله قبل أن تعيده الي والدته وتجلس خلف مكتبها تدون التعليمات
انتبهت وصال الي تلك المرأه التي قالت بابتسامه واسعه : حميده عامله ايه يا دكتورة
قالت وصال والدهشه تعلو ملامحها : حضرتك تعرفي طنط حميده  ؟!
اومات ام ياسين قائله : امال ..عز المعرفه ...انتي بس قولي لها خالتي ام ياسين باعته ليكي السلام
نظرت إلي وصال وتابعت بود :  معرفه خير ...شوفي الصدفه ....اهو طلعنا معرفه وحميده الله اكبر عرفت تختار المره دي لهادي .....مالت علي وصال وتابعت بموده : اصل هادي ده في مقام ابني ياسين وطول عمري اعزه ....ضحكت وتابعت : وكمان حبيتك من اول ما شوفتك شكلك طيبه وبنت حلال ...اومات وتابعت : شوفي انا ماليش اوي قرب من امك بس اسمع عنها كل خير
ابتسمت وصال وقالت بتهذيب : شكرا يا طنط
قالت ام ياسين بموده زائده: علي ايه يا حبيبتي ده احنا نعتبر أهل ....مالت عليها وتابعت :
  انا مش عاوزة يكون بينك وبين مروة ايتها حساسيه ...مروة طيبه وبنت حلال وأسالي نشوي
تابعت وهي تربت علي ساق مروة التي حملت كفلها بين ذراعيها : مروة مرات ابني بقي مش شبهه بنت خالتها شروق خالص 
مازالت وصال في دهشتها فما تلك الحساسيه التي ستكون بينها وبين تلك الفتاه لتنظر مروة الي حماتها بتحذير فات أوانه حينما تابعت ام ياسين بنفس العفويه: ياما قولت لحميده شروق بنت الدسوقي متلقش بأبنك
رمشت وصال باهدابها بينما بدأت تتبين عن ماذا تتحدث ام ياسين التي لم تتوقف عن الحديث لتتبرطم بعدم رضي : تقوم بدل ما تسمع كلامي تاخد له احسان بنت عليوة ....يلا نسب يعر !
نظرت مروة الي حماتها التي يبدوا أنها لن تتوقف عن الحديث لتستدرك ام ياسين وتتطلع الي وصال بابتسامه واسعه : لكن انتي الله اكبر عليكي ...نسب يشرف اصل وفصل وكمان دكتورة ...يستاهل كل خير هادي
بلا شروق بلا احسان !
........
........
: نار يا قدورة ..نار وقايده فيا كل ما اشوف العيل ده
نظرت إلي قدورة بشر وتابعت : كله منك انتي ...منك لله !
نظرت لها قدورة بامتعاض : يوه وانا مالي
قالت احسان بغل شديد : مش انتي اللي معرفتيش تخلصيني منه وهو في بطن أمه
قالت قدروة ببرود : اراده ربنا ...اعترضي بقي
زمت احسان شفتيها بغل لتنظر لها قدورة بشماته بينما تتابع : هو انا مقولتش ليكي شوفت مين الصبح
نظرت لها احسان لتتابع قدورة بكيد : شوفت الدكتورة اللي المعلم متجوزها راكبه عربيه إنما ايه تقولي عربيه العمده ....مالت علي يد احسان وتابعت : وانتي يا حسره عليكي حتي دهبك اخدوه منك
توهجت نيران الحقد بعيون احسان لتضرب قدورة بالمزيد : وحميده كمان باين قلبها حن وقالت ليا مرات ابني وحامل في ولي العهد متجيش جنبها ياقدورة
نظرت لها احسان بغل لتتابع قدورة وهي تضع المزيد من البخور امامها في القدر   : ارمي بياضك وخليني الحق اعملك عمل يرجع الوصال بينك وبين المعلم قبل ما تلاقي نفسك برا
اومات احسان بعيون متلهفه : هتعرفي يا قدورة
ضحكت قدورة بثقه : امال هو أنا مش عملتها قبل سابق وجوزتهولك وخليته يكره بنت الدسوقي
اومات احسان لتتابع قدورة : بس اعملي حسابك في فلوس كتيرررر ...النوبه دي طلبات الاسياد كتير اوي
اومات احسان التي قالت بحقد : وشوفي اخلص ازاي من ابن نشوي واحرق قلبها عليه
نظرت لها قدورة وابتسمت بثقه : ارني بياضك
عادت احسان وهي تتسلل من باب الحديقه الخلفي قبل أن تدرك حميده بخروجها ....!
.........
....
نظرت مهجه الي ابنتها برفق قائله : وهو انتي يعني يا وصال مكنتيش عارفه أنه كان متجوز
قالت وصال بكمد وحزن خيم عليها : عارفه يا ماما بس غصب عني لما الست دي اتكلمت عنهم حسيت بغيره .... وقلبي وجعني
قالت مهجه برفق : سلامه قلبك يا حبيتي
نظرت وصال الي والدتها التي لم تجد سواها تخبرها بمكنونات قلبها : اعمل ايه يا ماما ....عقلي فضل يفكر كان شكلهم ايه وكان بيعاملهم ازاي وازاي قدر يكون مع حد غيري ....نظرت إلي والدتها وتابعت بشتات : كل حاجه بيقولها وبيعملها بثبت ليا أنه بيحبني الا الموضوع ده لما بفكر فيه بسأل نفسي سؤال إجابته واضحه ....لو بيحبني اوي كده ازاي اتجوز غيري
غامت عيناها بالحزن وتابعت : نفس السؤال اللي بسأله لنفسي وبقول ازاي دياب طالما بيحب بهيه اوي كده اتجوز غيرها وحاولت اقنع نفسي ياجابتكم أنه عنده مبرر طيب هادي بقي ايه مبرره ....!
تنهدت مهجه ونظرت الي ابنتها وقالت بنصيحه وهي تربت علي ساقها  : انسي يا وصال وبزياده تفكير مش هيجيب ليكي الا الغم والنكد ....امشي ورا قلبك وانتي بتقولي بلسانك بيحبك يبقي بلاش تنبشي في وجع القلب
.........
.....
التفتت حميده الي صوت خطوات أحسان التي نزلت الدرج بتمهل قبل أن تتجه إليها قائله
: أمه حميده
التفتت حميده الي احسان التي تابعت : عاوزة فلوس
عقدت حميده حاجبيها باستفهام : ليه ؟!
قالت احسان بجرأه : عاوزة اروح اشوف نفسي واشتري كام عبايه وحتتين دهب واخلي البت رضوي تلون شعري ولا ماليش نفس البس وابقي حلوة زي مرات ابنك التانيه اللي عماله تبعزق فلوسه يمين وشمال ...انا عاوزة حقي زيها
رفعت حميده حاجبها : زودتيها يا بت عليوة ....من أمتي يابت بتقفي قدامي تقولي حقي ....!
هتفت احسان بجرأه وهي تواجه عيون حميده : من دلوقتي ....هاتي فلوس ولا تحبي اروح لهادي الوكاله ولا بيته اخد منه ...!!
هبت حميده من مكانها وجذبت ذراع احسان بعنف هاتفه : انتي بتهدديني يا بت عليوة
قالت احسان وهي تتظاهر بالضعف بينما تمادت في استفزاز حميده وخشيت صمتها أكثر من ثورتها : وانا اقدر برضه يا امه ....انا غصب عني فاض بيا
نظرت لها حميده بحنق لتتابع احسان : ايه اللي طلبته زياده يا امه ...بقولك مخنوقه وعاوزة افك عن نفسي فيها ايه دي ولا انا كفرت لما طلبت حقي
زمت حميده شفتيها واتسعت عيونها بينما صاحت احسان بغيره هوجاء تهاجم حميده : البلد كلها ملهاش سيره الا عربيه الدكتورة مرات المعلم اللي ولا عربيه المأمور أغتلت ملامح احسان بينما تفرك يدها وتتابع بحقد : ابنك مش عارف يعمل ايه ولا ايه للغندورة ....وانا ...انا
تهدج صوت احسان بالقهر الذي تغلغل بكيانها كما حال الغيره الضاريه التي التهمت قلبها بعد حديث قدورة التي تلاعبت بها لتأتي بقدمها إليها مره اخري  : انا عايشه خدامه عندك بلقمتي .....هي مرات ابنك وانا الخدامه اللي شايله العيل اللي أبوه ميجرءش يقول للغندورة عليه
التقت عيناها بعيون حميده التي انصدمت ملامحها ولاح عليها الهلع ما أن صرحت احسان بقهر مهدده : قسما بالله لأكون مسقطه نفسي وحارقه قلبه علي ابنه زي ما حرق قلبي !!
ركضت حميده خلف احسان التي بالطبع سبقتها لتصرخ بها : اياك يا احسان .....!!
خرجت نشوي مسرعه علي صوت حميده : في ايه يا امه ؟!.
: الحقيها يا نشوي
تظاهرت احسان بالانهيار بالبكاء وهاهي تصل الي مبتغاها بينما تقول حميده : قومي اغسلي وشك وتعالي خدي فلوس واطلعي اشتري اللي نفسك فيه وفكي عن نفسك
نظرت نشوي الي والدتها باستنكار لتنظر لها حميده بسخط  : عاوزاني اعمل ايه ...اسيبها تسقط نفسها
قالت نشوي بغضب : عاوزاكي متصدقيش الشويتين بتوعها
.........
.......
ربما هدأت كلمات مهجه القليل من مشاعر وصال الملتهبه ولكن بقيت تلك الغصه بحلقها وكعادتها صريحه ما أن سألها هادي عن سبب وجومها لدي عودته للمنزل كانت تقول وعيناها لا تفارق النظر إلي ملامحه لتري رد فعله :
مروة مين ؟!
: بنت خاله واحده من اللي كنت متجوزهم
تعكرت ملامح هادي بشده وصمت لتنظر له وصال باتهام : ساكت ليه ؟!
قال هادي وهو يخلع عباءته ويطويها ويضعها علي ظهر المقعد : اقول ايه ؟!.
لم تعرف حقا اجابه لسؤالها أو حديثها الذي لم تفتحه لأول مره لينظر هادي إليها بعتاب : هو في ايه يتقال اصلا ومقولتهوش يا وصال .... الف مره تقولي اتجوزت غيري وانا اقولك ننسي اللي فات واعتذر بدل المره الف واقولك مفيش في قلبي غيرك ...اقول ايه تاني
خفضت وصال عيناها الي الأرض وخرجت نبرتها باهته بينما تقول بنبره حزينه : قول كل اللي قولته تاني وتالت ورابع ....امسح وجع قلبي انك اتجوزت غيري
بخطوه واحده كان هادي يندفع إليها ويجذبها الي صدره بينما توجع قلبه لنبرتها ....حقك عليا ..حقك عليا
ظل يكرر تلك الكلمات وهو يضمها إليه أكثر بينما ينحر الندم قلبه ويغزو الخوف كيانه فإن كانت مجرد بضع كلمات جعلتها بتلك الحاله فماذا سيحدث أن عرفت بحمل احسان !
..........
.....
وقفت تلك الفتاه أمام احسان ترفع لها المرأه وهي تبتسم : ايه رايك بقي يا سونه في لون شعرك
قالت احسان بابتسامه بينما اشترت كل ما اشتهت بعد أن ذهبت الي قدورة واعطتها المال الذي طلبته ثم ذهبت لتلك الفتاه لتزينها وهاهي تري انعكاس ملامحها في المراه ...حلو يا رضوي
عقدت حاجبيها بقوة بينما داهمها ذلك المغص لتنظر رضوي بقلق الي امتقاع ملامح احسان : مالك يا سونه
ابتلعت احسان بألم قائله : هاتيلي كوبايه ميه يا رضوي
أسرعت الفتاه بتعثر بينما أمسكت احسان بطنها بقوة وقامت من مكانها تستند الي الحائط
ارتجفت يدها وهي تمسك بكوب الماء لتتساقط قطراته علي عباءتها : ايه يا سونه مالك ....تعالي اروحك
هزت احسان راسها وحاولت أن تتماسك وهي تقول : لا ...انا كويسه ...هروح لوحدي
استندت احسان الي الحائط وتحركت بخطوات واهنه بينما يزاد ذلك الالم المفاجيء .....!
........
....
حاولت احسان التقاف أنفاسها وهي تخبر ساميه بهذا الالم : مش قادره ....مش قادره اخد نفسي
اشارت لها ساميه بارتباك : وايه اللي جابك هنا دلوقتي .....الدكتورة جوة ولو شافتك هتحصل ليا مشكله
قالت احسان بألم شديد وهي تمسك بطنها : اعملي اي حاجه يا ست ساميه ...الوجع هيموتني ....قبل أن تكمل جملتها شعرت بدوران العالم من حولها لتسرع ساميه تسندها وتأخذها الي أحدي الغرف بسرعه وتمددها علي الفراش ....
لطمت ساميه وجه احسان مرارا وهي تهتف بقلق اهوج  : قومي يا بت جرالك ايه ..؟!
أمسكت بمعصمها تقيس ضغط دمها بأعصاب تالفه وسرعان ما اتجهت الي خزانه الادويه الطبيه تخرج محلول طبي وتتجه الي احسان التي دار العالم من حولها وغابت عن الوعي .....!
.....

.
نصف ساعه جرت ساعه وحميده تتحرك من هنا لهناك بقلق ليس علي احسان ولكن من عقبات تأخرها الي هذا الوقت
نظرت نشوي الي والدتها التي قالت بكمد : بزياده تأنبي فيا انا الي فيا مكفيني ....بقينا نص الليل والبت مرجعتش ...يا تري حصل لها ايه
هتفت نشوي بسخط : مش انتي اللي قولتي ليها تطلع وكمان ادتيها فلوس
صاحت بها حميده بغضب : خلصنا يابت بزياده تبكتي فيا
انا هكلمك هادي وهو يشوفها راحت فين ؟!

.....
لحظات طويله مرت علي ساميه التي نظرت لاحسان بغل شديد ما أن استعادت وعيها وادارت عيناها ببطء في أرجاء تلك الغرفه تتساءل ماذا حدث
: ايه اللي حصل ؟!
هتفت ساميه بغل : غميتي يا اختي وعاوزة تجيبي ليا مصيبه
نظرت احسان الي المحلول المعلق بذراعها والتفت الي ساميه بقلق : العيل جراله حاجه
هتفت ساميه متبرطمه : هيحصل له ايه اكتر من اللي هو فيه ؟
مالت علي احسان وهتفت بحنق : اسمعي يابت انا قولتلك النوبه الي فاتت أن ضغطك واطي وانك تبطلي تنطيط وتقعدي علي حيلك لو عاوزة العيل يفضل في بطنك مش كل شويه رايحه جايه عليا لما تجيبي ليا مصيبه افرضي كان حصلك حاجه اروح انا في داهيه انك داخله من غير تذكره ويفتشوا ورايا
قالت احسان بوهن : خلاص يا ست ساميه محصلش حاجه ...طمنيني بس الواد بخير
هتفت بها ساميه بسخط : واد ايه اللي بخير يا اختي ما انتي عارفه اللي فيها
زمت احسان شفتيها بوهن : يا وليه قوليلي
زمت ساميه شفتيها بسخط هاتفه : أيوة يااختي لساته في بطنك
تنهدت احسان ورفعت عيناها الي المحلول قائله بصوت باهت :
المحلول هيخلص امتي
: اهي كلها نص ساعه
قالت احسان وهي تهز راسها بينما انتصف الليل : لا انا اتاخرت اوي ...لازم ارجع
هتفت ساميه بغيظ : اصبري يا بت بدل ما تقعي من طولك تاني ...اهو كلها نص ساعه
........
مد هادي يداه الي جواره حيث هاتفه بينما شق رنينه سكون الليل ...ليعتدل جالسا سريعا ما أن رأي رقم والدته
: في ايه يا امه ؟!
قالت حميده بتعلثم : البت احسان مرجعتش
عقد هادي حاجبيه وهتف بانفعال من بين أسنانه بينما ينظر إلي وصال النائمه بجواره  :
مرجعتش يعني ايه ؟!
راحت في أي داهيه انا مش قولت متطلعش من البيت !!
قالت حميده بتوتر :
اهو اللي حصل والليل ليل والبت مرجعتش
هب هادي من مكانه هاتفا من بين أسنانه : جاي
نظرت له وصال بدهشه حينما فتحت عيونها علي تلك الأصوات ووجدته يرتدي ملابسه : في ايه يا هادي
ابتلع هادي وقال وهو يرسم الهدوء : مفيش يا قلب هادي..مشوار بسرعه وراجع
قالت وصال وهي تفرك عيناها : مشوار ايه دلوقتي ...حاجه حصلت
هز رأسه قائلا بهدوء زائف : ابدا ....انا بس هشوف الرجاله في الأرض وراجع
قالت وصال بقلق : طيب اجي معاك
هز رأسه وقال برفق وهو يسرع يأخذ عباءته : لا كملي نومك ومتقلقيش !
..........
....
نظرت نشوي لأخيها برجاء أن يهدأ بينما وقفت حميده أمامه موضع المتهم وهو يسألها بصوت غاضب : طلعت ازاي ...انا مش قولت متطلعش
قالت حميده وهي تحاول أن تهدأ الأجواء : قالت عاوز. تفك عن نفسها وانا قولت ....صاح هادي بغضب شديد : وانتي تقولي ليه بعد قولي .....
تعلثمت حميده : ماهو ...ماهو
فاض الكيل بهادي ليهتف بوالدته بعصبيه شديده : ماهو ايه .....كل يوم ترميني في مصيبه اكبر من اللي قبلها ...نظر لها بحنق وتابع : قولتلك متطلعش من البيت وطلعتيها زي ما جبتي وصال لغايه هنا مش مره ولا اتنين 
نظرت له حميده بتوتر : انا
صاح بها هادي بغضب : أيوة انتي .....نظر إلي والدته بجفاء شديد وتابع : ولا كأنك عدوتي يا امه وقاصده تقلبي حالي كل يوم والتاني
اتجه الي الباب لتسرع حميده تمسك به : هادي
ابعد يدها عن ذراعه بجفاء واتجه الي الخارج وهو يفكر اين ستكون قد ذهبت ...!
استندت احسان الي الحائط بينما دار العالم من حولها وهي بالكاد تستطيع أن تخطو خطوة أخري وسط جنح الليل الي المنزل الذي تنهدت بوهن ما أن وصلت إلي اعتابه .....!
توقفت خطوات هادي الغاضبه بينما ما كاد يتجه الي سيارته جاي لمح تلك التي تستند الي الحائط
اسرع ناحيتها وعيناه تتوهج بالغضب ليمسك ذراعها بحنق وهو يجذبها الي المنزل : كنتي فين ؟!
دفعها الي الداخل لتلتقف حميده أنفاسها بينما صاح هادي بغضب : انطقي يا بت كنتي فين بدل ما اشرب من دمك !
نظر إلي صمتها ووقوفها أمامه دون قول شيء ليهتاج أكثر ولا يلمح وجهها الباهت ولا لسانها الثقيل ...انتفضت من مكانها بينما صاح بصوت جهوري : انطقي يا بت
قبل أن تصل إليها خطواته الغاضبه كانت ترفع كم عباءتها فتقع أعين الجميع علي اللاصقه الطبيه به وتتهاوي احسان علي اقرب مقعد تهتف ببكاء زائف : كنت مرميه في الوحده الصحيه بين الحيا والموت
توقف هادي مكانه ونظر الي ذراعها لتتابع احسان استغلال ما مرت به وهي تبكي أكثر : وقعت من طولي وولاد الحلال اخدوني الوحده وانت ولا علي بالك ام ابنك اللي كان ممكن تموت !
تهدج صوتها بالغل والحقد : كل اللي هامك الدكتورة اللي متقبلش عليها الهوا وانا ولا حاجه ....مرميه بموت عشان خاطر ابنك اللي عمرك ما فكرت تسألني عنه ...فص حلقها بينما اوجعتها تلك الحقيقه التي خرجت من بين شفتيها : انت جبار و ظالم !
اقتربت نشوي من أحسان وقالت برفق وهي تسندها : بزياده ...قومي يا احسان معايا ارتاحي في اوضتك
قالت احسان حقيقه لا تقبل الجدل وسرعان ما استغلتها حميده التي نظرت إلي ابنها الذي وقف مكانه متسمرا لا يعرف اين الهروب من وطأه ضميره الذي يبدو وان راحته أصبحت مستحيله ....ظلم هذه وتلك وكفي !

.....
وجدت حميده المهرب من موقفها مع ابنها لتنظر له بسخط شديد هاتفه : ايه قولك يا هادي في اللي سمعته وقالته البت ؟!
التفت هادي الي والدته بغضب بينما لا ينقصه عتاب أو لوم لتتابع حميده بسخط شديد
: ومن امتي الميزان بقي بمكيالين ....اييه يا معلم هو اللي يسري علي واحده مش يسري علي التانيه ....نظر هادي الي والدته التي أخذت تزيد من كلماتها التي ألهبت النيران بعروقه وهي تتابع : واحده سايبها رايحه جايه وجايب ليها عربيه وعياده والثانيه حاكم عليها متخطيش برا وياريت كمان بحق الا انك بتعمل كده ظلم وافترا .....افتريت عليها وكبرت عملتها عشان تتجوز اللي رايدها والبت سكتت ...يبقي بكفايه افترا واعدل بيناتهم ...دي ام ولدك والتانيه ام ولدك ...رد احسان وكده كده بنت مهجه خلاص اتربطت بيك وغصب عنها هتقبل ..!
.....


نظرت وصال الي ملامح هادي الواجمه منذ عودته لتسأله بقلق : هادي مالك يا حبيبي ...حاجه حصلت ...انت متغير من وقت ما رجعت
قال هادي برفق ينافي ثوران أعصابه : مفيش حاجه
نظرت له وقالت بحنان : طيب مش هتنام
قال برفق : ادخلي نامي وانا هحصلك كمان شويه
علي مضض دخلت وصال الي فراشها بينما بقي هادي جالس يحدق في الفراغ أمامه يفكر بكلمات والدته ...هل ستقبل ؟!
.........
....
تفاجئت أحسان بنبره حميده الهادئه بينما توقظها في الصباح : قومي عشان تفطري يلا يا احسان
اعتدلت أحسان جالسه ونظرت الي حميده بدهشه لم تخفي عليها : مالك بتبصي ليا كده ليه
قالت احسان وهي تهز كتفها : مستغربه ...من أمتي يا امه ؟!
قالت حميده بابتسامه منتصره : من دلوقتي يا بت عليوة
نظرت لها احسان بعدم فهم لتقول حميده بلمعه عين : الكلام اللي قولتيه لهادي امبارح خلاه يتهز...نظرت إلي نفسها بفخر وتابعت : وانا كمان زودت عليهم وحكمت عليه يردك
اتسعت عيون احسان وقفز قلبها بين ضلوعها : بتتكلمي جد يا امه
اومات حميده وقالت بخبث : اه بس اياك تكرري تاني تهديدك وتقولي هتسقطي
نظرت لها بحنق وتابعت : واهو ربنا بعتلك علامه لما وقعتي من طولك امبارح عشان تحافظي علي عيلك
قالت احسان بعيون متلهفه وهي تحتضن بطنها : امال يا امه ....نظرت إلي حميده وتابعت : انا بس قولت كده من قهرتي إنما أنا عمري ما اعمل حاجه زي دي
اومات حميده لتقول لها : طيب يلا قومي افطري عشان هتروحي مع نشوي الوحده الصحيه
توقفت دقات قلب احسان للحظه : ايه ؟!
قالت حميده وهي تقوم من حوار احسان : هادي كلمها وقالها تاخدك للدكتورة عشان تتطمن عليكي بعد اللي حصلك
ابتلعت احسان بثقل وتغيرت ملامح وجهها لتقول بتوتر : ليه يا امه ما انا بقيت كويسه ...انا ...انا زي الفل
قالت حميده بإصرار : برضه تروحي مع نشوي نطمن عليكي
هزت احسان راسها لتنظر لها حميده باستنكار : وبعدها لك يابت بقي انا اقف جنبك واهو يبدأ يلين ويقول خدوها للدكتورة وانتي تقولي انا كويسه
مالت عليها وتابعت بخبث : يابت خليه يقلق عليكي وواحده قلبه هيحن !
..........
....
ماذا تفعل احسان بتلك الكارثه التي حلت فوق راسها وماذا يفعل هادي بالكوارث التي تتوالي عليه وماذا تفعل دنيا التي لا تعرف كيف تخرج من المنزل ...الكل يتساءل ويبحث ...!
وهاهو دياب الكبير يسأل هادي : بالسعر ده ....دي بيعه لقطه
اوما هادي قائلا : يسلم المعلم عبد الباسط كان هو واسطه الخير
ابتسم دياب الكبير قائلا : مبروك عليك يا ولدي
قال هادي وهو يسحب نفس عميق : مبروك علينا يا معلم
نظر له دياب الكبير بعدم فهم ليتابع هادي : انا جايلك نتشارك في موضوع المواشي ده يا معلم ...سوق كبير ويساعنا كلنا
حك دياب الكبير ذقنه بتفكير : بس الكار ده مش كاري
قال هادي بتشجيع : وماله يا معلم اهو انا كمان زيك وهنجرب سوا والمكسب بالنص والخساره عليا
لمعت عيون دياب الذي عرف أن خلف تلك المقدمه شيء وهاهو هادي لم يراوغ : معلم دياب
نظر له دياب ليتابع هادي وهو يأخذ نفس عميق : انا هقول لوصال علي كل حاجه
نظر له دياب الكبير ليتابع ما يريد قوله ....حمحم هادي وتابع : أنا عاوز اعرف موقفك ...؟
نظر له دياب باستفهام ليشرح هادي : هتقف معايا يا معلم  لما وصال تعرف
قال دياب الكبير : طول عمري في صفك يا هادي
اوما هادي متشجعا :تسلم يا معلم
نظر له دياب الكبير للحظه قبل أن يقول : وصال مش هتعرف حاجه باتفاقنا السابق
اوما هادي : طبعا يا معلم ...انا قصدي يعني أنها لو غضبت ولجأت ليك وقتها متطاوعهاش عشان متستقواش وتقولي طلاق !
اوما دياب الكبير وهتف بنبره قاطعه : يساويها المولي ... بنتنا عاقله وانت سايسها واهي هتزعل كام يوم ويعدي
تنهد هادي برجاء : يارب يا معلم ...!
..........
.....
تلفتت دنيا يمينا ويسارا مستغله انشغال بهيه مهجه بجلوسهم أمام الفرن  في الحديقه الخلفيه والأطفال حولهم يلهون لتحيط راسها بطرحتها وتسرع الي الخارج
بخطوات عازمه وكلما اقتربت من منزل والدتها يتوهج الحنق في عيونها ......مسحت سمر دموعها بينما فاض قلبها بعتابها لقبر والدتها الذي جلست أمامه تشكر لها ( ليه يا امه مصدقتنيش ....ليه مجبتيش ليا حقي ....ليه سبتيني لوحدي .....رفعت عيناها للسماء وتابعت يارب سامحني انا ممدتش ايدي طمع انا عملت كده طمعانه في برائتي ....مدت يدها تنبش التراب الذي وضعت بوسطه تلك اللفه وعادت تردم فوقها من جديد ...!
بغل امسكت دنيا ذراع ابن اختها تزجره : امك فين يا ولا
قال الصبي الذي كان يلهو بوسط الشارع هو وإخوته : راحت لقبر ستي
زمت دنيا شفتيها بحنق واندفعت الي داخل المنزل كالمجنونه تنبش هنا وهناك لعلها تجد بغيتها ...!
.........
....
كانت احسان تقدم خطوة وتؤخر الأخري بينما تنظر لها نشوي بحنق : ما تتحركي يا احسان خلينا نلحق الدور
قالت احسان بتلكأ : ماهو أنا ماشيه اهو ...
نظرت إلي نشوي وتابعت : ما نرجع يا اختي ...انا بقيت كويسه
هزت نشوي راسها قائله بإصرار : هادي قال اخدك للدكتورة يبقي لازم اخدك
تنهدت احسان التي تبعثرت دقات قلبها داخل صدرها وهي تتساءل أين المهرب ...!
بضع خطوات وينكشف كل شيء ...ماذا ستفعل في تلك الكارثه ....التفتت نشوي إليها بينما توقفت مكانها : في ايه يابت مالك وقفتي ليه ؟!
قالت احسان بوهن زائف : ريقي ناشف يا نشوي ....ينفع ياااختي تجيبي ليا باكو عصير ابل ريقي
نظرت لها نشوي بضيق : طيب تعالي ادخلك الوحده وارجع اجيبلك عصير
قالت احسان وهي تشير الي باب الوحده الذي يبعد بضع خطوات : هسبقك انا !
اومات نشوي واستدارت ناحيه الكشك الصغير : سلام عليكم ...هاتلي كام باكو عصير يا عم عبده
اوما الرجل واستدار ليحضر ما أرادت نشوي
بينما أسرعت احسان بخطواتها تجاه باب الوحده الصحيه
أدارت وصال راسها بسرعه تجاه تلك الملامح التي رأتها من قبل ...أنها هي ...نفس الفتاه التي كانت تراها في الشرفه ....!
تلفتت احسان حولها للحظه قبل أن تخطو الي الوحده الصحيه وكذلك أسرعت وصال التي كانت واقفه بشرفه عيادتها تتجه الي الباب تركض لتعرف من صاحبه تلك الملامح
أسرعت عديله خلفها : رايحه فين يا دكتورة
لم تجيب وصال التي أسرعت للخارج كما فعلت احسان التي سالت بسرعه
: فين السيستر ساميه
اشارت لها العامله لتتجه الي حيث أشارت بينما تباطأت اقدام وصال وتلفتت حولها تبحث بين الوجوه عن وجه تلك الفتاه التي رأتها تدخل الي الوحده الصحيه!
ادارات راسها هنا وهناك وهي تنظر بكل الوجوه بينما اختفت احسان باحدي الغرف حيث اخذتها ساميه بسرعه
: الحقيني يا ست ساميه ....اخت هادي معايا ومصممه اكشف ..قوليلي اعمل ايه
وضعت بيدها بضع ورقات نقديه وهي ترجوها : اعملي حاجه ابوس ايدك !!
نظرت لها ساميه قائله وهي تضع النقود بصدرها: طيب اسكتي خليني افكر !
.....
: وصال !
ابتلعت نشوي بينما تفاجئت بوصال امامها كما فعلت وصال التي بدي الشتات علي ملامحها وهي تبحث عن تلك الفتاه : انتي كويسه يا وصال
اومات وصال لتقول بتعلثم  : اه ... انا. انا
تراجعت عن قول شيء لتسأل نشوي : انتي بتعملي ايه هنا
قالت نشوي بكذب اضطرت له وهي ترفع العصير : ابدا كنت بجيب شويه حاجات وشوفتك قولت اشوف مالك
اومات وصال لتسير بخطواتها ترافق نشوي الي الخارج بينما تبتلع وهي تفكر ابن ذهبت احسان
توقفوا قليلا يتحدثون لتدخل بعدها وصال الي عيادتها وهي مازالت مشغوله بالتساؤل عمن تكون تلك الفتاه !!
التفت نشوي أنفاسها وهي تبتعد قليلا لتسرع مجددا تجاه الوحده وهي تتأكد أن وصال لا تراها !
.........
  ..  
دخل الصبي الي المنزل لينظر بعيون متسعه الي دنيا التي تفتش بجنون هنا وهناك وقد قلبت المنزل رأسا علي عقب : بتعملي ايه يا خالتي !!
زمجرت به دنيا بجنون : غور من وشي ياابن ال **
ركض الصبي مجددا الي الشارع بخوف لتتوقف دنيا مكانها بانفاس متلاحقة والقهر يتغلغل بكيانها بينما لم تجد شيء ....!
وقفت سمر تنفض التراب الابيض عن عباءتها السوداء وكففت دموعها واتجهت الي خارج المقابر تسير بخطوات هائمه كما فعلت دنيا التي توعدت اختها وهي تعتزم الذهاب إليها في المقابر ..هدفنك جنبها !
........
....
نظرت نشوي الي احسان : كشفتي ؟!
اومات احسان وهي تخفي توترها : اه يااختي ....السيستر الله يسترها دخلتني اول واحده
نظرت لها نشوي بشك : وليه مستنتيش ؟!
قالت احسان بتوتر : ماهو لقيتك اتأخرتي والست دخلتني
نظرت لها نشوي مجددا بشك : والدكتورة قالت ليكي ايه ؟!
قالت احسان سريعا وهي تخرج تلك الروشته من محفظتها : كتبت ليا علاج وقالت ارتاح علي ضهري
اومات نشوي وأخذت منها الروشته قائله : طيب اسبقيني انتي علي البيت عشان ترتاحي زي ما الدكتورة قالت وانا هجيب العلاج واحصلك
اومات احسان واسرعت تستدير لتتابع طريقها وهي تلتقف أنفاسها أن كذبتها مرت علي خير
أدارت رأسها بدهشه الي الاتجاه المقابل : دنيا ...بت يا دنيا
لم تسمع دنيا نداء احسان بينما تسير هائمه علي وجهها لتسرع احسان ناحيتها وتبدو الدهشه علي ملامحها بينما تري حالتها المبعثره : مالك يا بت يا دنيا ايه اللي عمل فيكي كده
انتبهت دنيا لتقول بعيون زائغه : احسان
اومات احسان قائله : ناديت عليكي وانتي ولا سمعاني ...مالك يا بت ؟!
استدركت احسان لتقول : بالحق يااختي قلبي معاكي البقيه في حياتك ....نظرت لها وتابعت : انا كنت ناويه اجي اعزيكي بس حميده شاده عليكي ومش بتخليني اطلع !
انتبهت لها دنيا باستفهام : حميده !!
هو هادي ردك !!
.........

....
عقد دياب حاجبيه بينما قالت وداد بعتاب :
كده يا معلم دياب بقي دي عمله تعملها مع ياسين ...!!
ده عشره عمر وبيعدك اخوه تقوم توقعه الوقعه دي
عقد دياب حاجبيه بعدم فهم : في ايه انا مش فاهم حاجه ...بتتكلمي عن ايه يا ام سعيد
قالت وداد بسخط : بتكلم عن اللي قبلته علي ياسين لأجل اخت مراتك
نظر مجددا إليها دياب بعدم فهم وهتف بضيق :
ما تتكلمي علي طول انا مش فاهم حاجه
اتسعت عيون دياب ونفرت عروقه ما أن أخبرته وداد ليهتف بسخط : بتقولي ايه يا ام سعيد
هتفت وداد بحنق : يعني مش عارف يا معلم ....
صاح دياب بعصبيه :
عارف ايه وايه الكلام الفارغ ده ....شوفي لسانك بيقول ايه قبل ما تنطقي كلام زي ده
قالت وداد بسخط : مش فارغ يا معلم اسال أهل الحته اهم كلهم اتكلموا
أوقفها دياب بغضب : بزياده  ...انتي وليه متجبيش سيره وليه زيك
قالت وداد بسخط : انا قولت اعاتبك قبل مانشوف شغلنا
تركها دياب واندفع لايري أمامه بعد أن سمع تلك الكلمات هاتفا : شغل ايه اللي لست هنشوفه بعد كلامك الماسخ ده ....لما يرجع ياسين ليا كلام معاه !
لوحت وداد بيدها وتهتف لنفسها : يووه وانا جبت الكلام من عندي ما هو كل الناس قالت
...........
....
عادت الي منزلها لتتسع عيناها وتقول بترحيب : حمد الله علي السلامه يا ياسين
قال ياسين بينما يركض اليه أطفاله : ابويا
احتضنهم ومال يقبلهم ثم عاد ينظر إلي وداد قائلا : عملتي ايه مع دياب في مزاد النهارده
قالت وداد بسخط : ملحقتش اتكلم معاه ...يادوب كلمتين واخد في وشه
عقد ياسين حاجبيه باستفهام : ايه اللي حصل. ؟!
لم تجد وداد بد من اخبار أخيها بكل ما حدث في غيابه
............
.....
أدارت دنيا راسها وسرعان ما رفعت طرحتها علي وجهها بينما هتفت احسان وتلك السياره تمر بجوارها : مش ده دياب جوزك ؟!
أدارت دنيا راسها ونظرت حيث ابتعدت سياره دياب وعرفت وجهتها وهي تلحق به
دنيا بت يا دنيا
لم تلتفت لنداء احسان التي هزت كتفها وتابعت سيرها : يااختي مالها البت دي
.........
...
قال هادي لأخته التي ذهبت اليت بينما لم تجد الدوار المكتوب : معلش يا هادي أنا والله شوفت في الصيدليه بس قالي الصنف ده ناقص والبت لازم تاخد العلاج
قال هادي بضيق وهو ياخذ الروشته من يدها : طيب يا نشوي روحي انتي وانا هبعت عشري يجيبه 
.........
...
: عمي دياب
اسرع الصغير يركض تجاه دياب الذي فك عقده جبينه أمام الصبي الذي لا ذنب له ومال يداعبه : عامل ايه يا عبد الله انت وأخواتك
قال الصبي بابتسامه : الحمد لله يا عم دياب
اشار له دياب وهو يخرج من جيبه ورقه ماليه : خد دي وروح هات حاجات حلوة ليك ولاخواتك من كشك ام صابر
ركض الصبي ليرفع دياب نظره تجاه المنزل ويسحب نفس عميق قبل أن يخطو تجاهه بينما تلحقه عيون دنيا التي جحظت من الغيظ والغل فماذا يفعل هنا ؟!
ازدادت علها حينما رأت اختها تظهر من الطريق المقابل وتري نظره دياب لها لتهتف بغيظ : أيوة يا كهينه اعملي نفسك غلبانه قدامه .. !
: ازيك يا معلم دياب
قال دياب وهو يحاول أن يهديء : بخير يا ام عبد الله ....عاوزك في كلمتين
قالت سمر بتهذيب وهي تشير له ليدخل : اتفضل يا معلم
دخل دياب خطوتين وترك الباب مفتوح
ليقف قريبا منه بينما تقدمت سمر بضع خطوات وهي تقول :
اامرني يا اخويا
قال دياب وهو يتحكم في ضيقه : الأمر لله
تنهد بضع مرات بينما يبحث عن ما يبدأ به حديثه الذي لابد وأن يعرف اجابه عن سببه
: انا ..انا جيت أسألك ...ايه اللي حصل واللي سمعته
نظرت له سمر واهتزت نظراتها : سمعت ايه ؟!
قال دياب دون مراوغه :
عرفتك دوغري يا ام عبد الله ....متخلنيش اعيد في الكلام واخوض في الأعراض
طفرت الدموع من عيون سمر التي قالت بقهر : هتصدقني يا معلم
قال دياب بنبره جاده : مكنتش جيت اسألك ؟!
...........
.....

لم تكد وصال تضع حقيبتها من فوق كتفها علي المقعد بينما عادت المنزل حتي تعالي رنين جرس الباب ....
فتحت لتري أحدي صبيان هادي الذي قال بتهذيب وهو يخفض عيناه ويرفع يداه بتلك الادويه : الدوا !
نظرت وصال بدهشه اليه : دوا ايه
قال عشري باقتضاب وهو يعطيها الروشته : اللي في
الروشته ...المعلم بعتني اجيبه ولفيت عليه كتير عشان ناقص
لم تفهم وصال شيء وكذلك لم توقف عشري أكثر لتأخذ منه الادويه وتعود الي داخل المنزل وهي تخرجها من الحقيبه وتقرء أسماؤها بينما تتصل بهادي الذي توقفت دقات قلبه ولعن بكل اللغات غباء عشري
: دوا ايه اللي عشري جابه ؟!
بغباء مطلق قال هادي : ليكي
بوغتت وصال بما نطق به : ليا
قال هادي بتعلثم : قصدي لنشوي ....نشوي وعشري بعتهولك غلط
لم تفهم وصال شيء وازداد شعورها بأن هناك شيء يخفيه عنها بينما لم تمر ربع ساعه وكان امامها وملامحه متوتره ....!
نظرت وصال الي تلك الروشته مرارا وتكرارا وهي تتساءل لماذا لم تدون الطبيبه بها اسم المريضه أو اسم نشوي تحديدا كما قال هادي أنها المريضه
حكت راسها بغباء مطلق وهي تنظر إلي تلك الادويه ....فيتامينات ومثبتات للحمل ....!!
لتسأل هادي بشك واضح ولكن ممزوج بعدم فهم : انت متاكد ان الدوا ده لنشوي
اوما هادي بارتباك لتساله وصال : هي نشوي حامل ؟!
........
.....
قضمت دنيا اضافرها بينما توارت بجوار الباب المفتوح تستمع الي بكاء اختها وقلبها يهدر بين ضلوعها وهي تفكر بأن المستور سينكشف وعليها أن تفعل شيء
: محصلش يا معلم ....افتري عليا وعبد العزيز صدقه
بكت سمر بحرقه وأخذت تهز راسها وتقول بدفاع عن نفسها : انا مش كده يا معلم دياب ...والله انا ما كده اوعي تصدق كلامهم
وحياه عيالك اوعي تصدق
ارتمت اسفل قدمه تبكي بقهر ليميل دياب ناحيتها بعفويه وسرعان ما يمسك بكتفها ليوقفها وهو يقول برفق : مصدقك يا ام عبد الله
رفعت سمر عيناها الباكيه تجاهه لتلتقي بعيناه التي تخبرها أنه يصدقها بينما لم يكد دياب يبعد يداه عن كتفها حتي كانت صرخه دنيا تتعالي من خلفهم
: يالهووووي .....كمان جوزي !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. بارت تسلم ص❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
  2. ❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
  3. تسلم ايدك تحفة بجد ومبدعة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !