أساسه شخصيات روايتين وهما قيد من ذهب و حكايه عمر يمكن قراءه الروايتين مسبقا ويمكن قراءه الحلقات مستقلين بافتراض أنها تتحدث عن الحياه اليوميه لازواج مختلفه بعد مرور سنوات من الزواج
ارجو الاستمتاع بهما ...قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
ربت مالك بحنان علي كتف ابنته ماسه الصغيرة بينما يأخذها من بين ذراعي مي بعد أن نزل ما السياره لتتبعه مي وتنزل من جانبها وتسير بجوار مالك الذي تمهل وانتظرها ليخطون سويا الي مدخل تلك العمارة الكبيرة حيث وجهتهم اول طابق لعياده طبيب الأطفال
عدلت ماس من وضع راس ابنتها الصغيرة التي استندت الي كتفها بينما بيدها الأخري تناولت حقيبتها الكبيرة وأخرجت منها اللعبه التي طلبها ابنها الأكبر مارن ....تنهدت ونظرت الي مساعده الطبيب تسأل عن موعد دخولها لتنظر المساعده في الأوراق التي امامها وتشير الي ماس :فاضل دورين
اومات ماس وادارت راسها تجاه مارن الذي هتف بملل : مامي انا زهقت
ربتت ماس علي رأسه بحنان وكبحت ردها ( انا زهقت اكتر منك ) واستبدلته بابتسامه هادئه : معلش يا حبيبي خلاص قربنا
برفق مررت يدها علي شعر ابنتها اللي رفعت وجهها إليها قائله بصوت واهن: مامي انا هاخد حقنه تاني
هزت ماس راسها وابتسمت لها وقالت بحنان : لا يا روحي
اومات الصغيرة ومدت ذراعيها الي والدتها لتحملها لتقوم ماس من مكانها بالانتظار وتحمل ابنتها الصغيرة ميرا وتبقي واقفه بها ....جذب مارن طرف معطفها لتنظر إليه : ايه يا حبيبي ؟!
اشار الي الحقيبه : ممكن عصير
اومات له وعدلت من وضع ابنتها التي وضعت راسها علي كتفها ومالت تجتذب الحقيبه وتحاول فتحها بيد واحده لتخرج لابنها العصير فأسرعت ام أخري جالسه في المقعد المجاور تساعدها لتشكرها ماس التي ابتسمت !!
فقط ابتسامه تحاول بها أن تتغلب علي ارهاقها كأم يومها عباره عن فوضي !!
: ماس !!
التفتت ماس لتبتسم أيضا حينما رأت أخيها الذي يحمل ابنته الصغيرة ويدخل الي العياده مع مي زوجته
قبلت مي التي انحنت تقبل مارن الذي قفز الي حضن مالك : خالو
اعطي مالك ابنته الي ماس التي استقبلتها بحضنها بينما اخذت مي ميرا تداعبها وأخذ مالك مارن لتمضي بضع دقائق يتبادلون بها اللقاء بعدها نظر مالك الي أخته وسألها بتلقائيه : امال جاسر فين ؟!
ابتسمت كما أصبحت تفعل وهي ترد بهدوء لا يعكس شيء مما بداخلها ويدور في فضاء عقلها الذي أصبحت قلما تري ذلك الفضاء وكأنها وضعت عقلها بكل ما يفكر به جانبا بجوار مشاعرها
: عنده شغل!
كما كان سؤال مالك عن جاسر تلقائي كان تعليقه أيضا عن الوضع عفوي وتلقائي بينما يقول بنقد هاديء : دي تاني مره اشوفك بالولاد لوحدك عند الدكتور ...الاسبوع اللي فات برضه كان عنده شغل
لا تحتاج لتعليق أخيها عن وضع تراه جيدا ولكنها لا تتحدث به ولا تفكر به بل تمضي دون تعليق
: عادي يا حبيبي ....مشغول
تدخلت مي لتلطف الاجواء بينما لمحت عدم الرضي بملامح مالك : فعلا الفتره دي واضح أن جاسر مشغول اوي ...ده حتي ماما كانت بتقولي بقالها شهر مشافتهوش
اومات ماس بينما رأت محاوله مي لتلطيف الأجواء ورحبت بها لتشاركها قائله : فعلا يا مي ...كمان الولاد هيتجننوا علي طنط واونكل فأنا قولت مش هستني جاسر يفضي ويوم الجمعه أن شاء الله هاخدهم تقضي اليوم هناك
قال مالك برفق وهو يبتسم لأخته : ابقي كلميني اعدي اوصلك بدل ما تتحركي بالولاد لوحدك
اومات له وقالت ببساطه وهي تبتسم أيضا : متقلقش عليا ...انا قرده وبعرف اعمل كل حاجه ....وربما كانت هنا المفارقه!!!
فهاهي مي استغلت الفرصه ما أن عادت الي المنزل ووضعت أطفالها بفراشهم ونام مالك لتسحب هاتفها وتخرج الي الشرفه تتصل باخيها تعاتبه أنه ترك ماس وحدها للذهاب بالأطفال الي الطبيب
: عندي شغل يا مي ....هو ايه اللي حصل ؟!.
قالت مي بصوت خافت : مفيش حاجه ...احنا بس شوفناها النهارده والاسبوع اللي فات عن الدكتور بالصدفه وانا استغربت انك مش معاها
قال جاسر وهو يعقد حاجبيه : هي ماس اشتكت ليكي ؟!.
هزت مي راسها وقالت سريعا : لا خالص ....انا بس اللي قولت اكلمك واقولك وانت عارف طبعا الخروج بالولاد صعب لوحدها فقولت يعني اقولك علي قد ما تقدر ساعدها
قال جاسر ببساطه : متقلقيش ماس شاطره وبتعرف تعمل كل حاجه !!🤣
نعم هذه هي المفارقة وهناك ماهو أشد .....!!
اغلق جاسر الهاتف وعاد الي تلك الجالسه تنظر بشتات الي الاوراق الكثيره بيدها لتتركها وتنظر الي جاسر تسأله باهتمام : مالها مي في حاجه ؟!
هز جاسر رأسه وعاد ليجلس خلف مكتبه قائلا ببساطه : لا ابدا كانت بتسأل عني
اومات له لتهز كتفها وتقول بنبره ناعمه : بجد انا مش عارفه اشكرك ازاي يا جاسر... أشارت إلي كل تلك الأوراق التي امامها وتابعت : لولاك انا مكنتش عارفه هعمل ايه في موضوع الورق ولا المجلس الحسبي
ابتسم جاسر وقال وهو يهز كتفه : انا معملتش حاجه
اومات له لتجمع الاوراق وتعيدها الي الملف وتعتدل واقفه بينما تضع حقيبتها الانيقه بذراعها وتمد يدها الأخري وهي تقول برقه : مرسي ياجاسر ومعلش هتعبك معايا في مشوار المدرسه بكره ....ازدادت نبرتها رقه ممزوجه بالضعف وهي تتابع : للاسف مش عارفه اتصرف خالص
هز رأسه وقال ببساطه : متشغليش بالك ...كل حاجه هتتحل
اومات له قائله برقه : مرسي ...اشوفك بكره
اوما لها قائلا : اتفقنا
: باي يا جاسر
اوما قائلا : مع السلامه يا شيرين !
بعد ذهاب جارته السابقه شيرين من مكتبه والتي لجأت إليه بعد انفصالها عن مهاب وأخبرته أنها بحاجه الي مساعدته بينما حدثت مشاكل كثيرة بينها وبين عائله زوجها الاول علي ميراث أولاده وكم رحب جاسر بمساعده امراه تخبره أنها بحاجه اليه ....!!
نعم هي بحاجه اليه ولكن زوجته ....( ماس بتعرف تعمل كل حاجه !) أنها المفارقه!!
............
.....
زمت وسيله شفتيها التي أخذت تعض عليها وهي تميل برأسها تستمع الي نبره عمر العقلانيه وقد جثي علي ركبتيه امام ابنه البالغ ست سنوات يحدثه برفق وصبر : خلاص يا راجي اتفقنا اننا مش هنحل اي مشكله بأيدينا تاني
هتف الصبي برفض وهو يسحب اللعبه من يد أخيه التوأم ريان : بس انا عاوز اللعبه دي
تعالي بكاء ريان علي لعبته التي يحاول راجي اخذها من يده والتي اختارها تماما كما اختار اخيه لعبته والذي بعد أن لعب بها يريد الحصول على لعبه أخيه ...!
تمسك ريان بلعبته ورفض اعطاءها لأخيه الذي رفع صوته بالبكاء هو الآخر ليحاول عمر التحدث معه وإقناعه أنه اختار ولكن راجي لم يستمع وسرعان ما جذب اللعبه من أخيه وحطمها
طالما أنه لم يحصل عليها ليحاول عمر تهدئه ريان الذي انفجر باكيا : معلش يا رينو انا هجيبلك غيرها ...اخوك ميقصدش
حوار طويل كلما زادت كلماته كلما زادت تعبيرات وجه وسيله الممتعضه وهي تسخر بينما تقلد حديث عمر العقلاني والذي يفتقر لشيء هام وهو الحزم ....!!
هزت وسيله ساقها بعصبيه وهي مازالت جالسه علي الاريكه تستمع الي عمر وهو يحاول التوفيق بين أبناءه بصبر نفذ لديها حينما استمعت الي رفض ابنها راجي والذي دوما ما يكون كأبيه مفتعل المشاكل ودوما ما يحاول أبيه تروضيه ولكن طفح الكيل فهو في طريق ترويضه يضيع حق أخيه ريان الذي يجعله دوما ما يتقبل اعذار أخيه لتهب من مكانها متبرطمه ما أن هتف راجي بغضب لايحق له : انا كمان عاوز لعبه زيه
اوما عمر : كنت طلبت من غير ما تكسر لعبه اخوك ..كده غلط
هز راجي رأسه برفض ليأخذ كل الاهتمام بينما الطرف المظلوم وهو ريان لا محل له من تلك المفاوضات غير أنه سيحصل علي ترضيه سهله علي أبيه عكس ترضيه أخيه المخطيء
اوما عمر لابنه راجي الذي بدء يحصل علي ما يريد
لتتسع عيون عمر ويهب واقفا حينما راي وسيله تندفع ناحيتهم كالسهم الغاشم تتبرطم من بين اسنانها : ابو التربيه الحديثه ...انت مش هربيك الا ده !!
بحركه واحده كانت ترفع أحدي ساقيها وتتلقف منها حذائها المنزلي أو بمعني اصح ( سلاح الأمهات )( الشبشب ) وهي تتوعد صغيرها : بلا تربيه حديثه ...انت ده اللي هيربيك مفيش غيره
اتسعت عيون عمر واسرع يرسم ابتسامه أمام طفليه قبل ان يستدير ويقف أمام وسيله يهمس لها من بين أسنانه وهو يمسك يدها : سيلا يا روحي ايه اللي بتعلميه ده !!
هتفت وسيله من بين اسنانها : ابعد من قدامي واتفرج انا هربيه ازاي
ترجاها عمر بنظراته المرحه وهو يهمس لها بينما يده تسحب من يدها الحذاء : مش بالشبشب ياروحي
هتفت به وسيله بشراسه وهي تهمس من بين اسنانها : ابعد يا عمر بدل ما اطلع جناني عليك...بقالك ساعه واقف تحايله وهو غلطان
تراجع عمر من امامها لتقف وسيله أمام أطفالها هاتفه براجي الذي قرر أن يبكي كما يبكي أخيه ليتجنب عقاب والدته : راجي
نظر الطفل الي حزم نبرتها بينما تهتف بحزم : بطل عياط وقول اللي حصل
بعد مراوغه اعترف أنه كالعاده أخذ لعبه أخيه وكسرها: كسرتها ليه ؟!
قال الطفل ببراءه نعم ولكنها بها شوائب انانيه أن لم تسطير عليها باكرا ستكبر معه : مكانش عاوز يديهالي
: تقوم تكسرها
خفض الطفل رأسه بخجل لتتابع وسيله بحزم وهي تنحني لتصل إلي طول طفلها : انت اخترت لعبه زي اخوك ومش معني أنك فجاه قررت تغير اختيارك وعاوز لعبه زي اخوك تاخدها منه ولو مأخدتهاش تكسرها ...كده غلط !
اوما الطفل قائلا : بس انا كنت عاوزها
هتفت وسيله بحزم : مفيش حاجه اسمها عاوزها انت اخترت لعبتك يبقي ده اختيارك
اشارت الي ريان ونادته ليقف بجوارها ثم اشارت الي راجي بطرف اصبعها : شيل اللعبه اللي انكسرت وارميها وتعالي فورا
نفذ الطفل الأمر لتشير له : اعتذر لاخوك
فعل الطفل وسرعان ما احتضن أخيه ليبتسم عمر إليها بينما أدارت الموقف ككل مره ولكن كل مره مع تصعيد فمن قال أن الموقف انتهي فأين العقاب !! فكما تصاعدت نوبات غضب ابنها يجب أن يعرف عواقبه
ليجدها عمر لتشير الي ريان قائله بنبره حازمه :
خد اللعبه اللي تعجبك من لعب راجي
نظر الصغير بتردد الي والدته لتهز راسها له أن ينفذ فلابد من عقاب
شجعت ريان أن يأخذ حقه وحزم نظراته منع راجي من الاعتراض فهو اخطيء ويجب أن يعرف أن هناك عواقب لخطأه ..!!
لا ينكر عمر أنه تنهد بارتياح بينما كالعاده أعاد تدخل وسيله ضبط الأمور التي تخرج عن سيطرته في كثير من الأوقات بينما يعترف بأن النساء أكثر منهم درايه بكيفيه مزج أساليب التعامل ما بين الحزم واللطف والحديث والصمت بينما هو ما أن يأخذ موقف يكرره بنفس الوتيره وهو انتوي أن يتلافي ما كان يواجهه مع أبيه من خلاف دائم وبعقله اللاواعي كان دوما ما يتجنب اي شيء يسبب خلاف بينه وبين أطفاله بالرغم من أنه يعرف أن التهاون الدائم غير صحيح ولكن فلنقل أن بعض الأمور التي نواجهها بطفولتنا حتما تؤثر علينا حينما ننضج ..... لذا كان دوما هو الأب اللطيف الذي لا تعرف كلمه لا له طريق ووسيله من كانت تتدخل لتضبط تلك الأمور لذا هو يرحب دوما بتدخلها
ابتسامه لطيفه وكوب امتليء بالنسكافيه كان تعبير عمر عن امتنانه بينما اتجه ليجلس الي حوار وسيله بعد أن وضع الكوب امامها وكقطه لطيفه أخذ يداعب عنقها بقبلاته وهو يهمس : احلي ام شفتها في حياتي ...استاذه ورئيسه قسم في التربيه يا روحي
رفعت وسيله حاجبها ونظرت إليه بينما كان ذكي للغايه كما اعتادت منه وانهي اي خلاف بينهم قبل أن يبدأ لتقول بغيظ مفتعل : هو احنا مش اتكلمنا كتير أنك لازم تكون شديد شويه مع الولاد
نظر لها عمر ببراءه: مبعرفش يا روحي اعمل ايه ...وبعدين انا سايبك انتي تتصرفي زي ما يعجبك
داعب وجنتيها وتابع بصوت ناعم : شوفتي بقي يا روحي أنا زوج مثالي ازاي
اومات وسيله وتنهدت ولكن كان لابد من أن تتحدث بجديه لتلتفت إليه وتحيط عنقه بذراعيها هاتفه بنعومه: وانا عاوزاك اب مثالي ياعمر ...الدلع مش علي طول وبعدين شويه شده مش هيكسروا رقبتهم يعني
انتفخت وجنتيها بالغضب وتابعت : ماهو كلنا اتربينا ما بين حزم ودلع وطلعنا كويسين إنما الجيل ده متربي علي الدلع وبس
اوما عمر وقال متجاوزا : اللي تشوفيه يا روحي ....انا الدلع وانتي الحزم والتربيه
انتفخ وجه وسيله بالغيظ ولكن قبل أن تقول شيء كان يتعالي ذلك البكاء لتتسع عيون عمر بينما ابتسمت وسيله بخبث هاتفه : الولاد صحيوا ....قوم دلعهم
نظر لها عمر لتهز راسها وتشير الي الكوب : انا خلصت مشكله راجي وريان قوم انت بقي شوف تيم وبيجاد
وانا هقعد اشرب النسكافيه عشان هيبرد
اوما عمر الذي قام من مكانه واتجه الي غرفه أطفاله الصغار ليكاد يصاب بالصمم من بكاءهم ....توأم اخر استمتع عاصم كثيرا برؤيتهم ينضموا لأسره ابنه الذي طالما ارهقه فهاهم اربعه صبيان ....ليتبرطم عمر وهو يتذكر شماته أبيه : بركه دعواتك يا سيوفي ....اربع صبيان
حمل الصغيرين وأخذ يهدهدهم وهو يراجع تعليمات وسيله ويسأل أن كان بكاءهم عن جوع أو رغبه في تبديل الحفاض أو مجرد بكاء ....ليهز رأسه ...ح
جعانين ....اكيد جعانين !
خرج لوسيله يحملهم وهو يقول متنفس الصعداء : جعانين يا سيلا خدي رضعيهم
نظرت له وسيله بغيظ ليبتسم عمر ببراءه تخفي مكره ليتهرب قائلا : هدخل اشوف راجي وريان !!
........
.......
حك ذلك الشاب رأسه بينما يحرك تلك يداه بملل علي هاتفه ....أوقفت تلك الشابه سيارتها أمام هذا المكان الانيق ونزلت منها لتضع حقيبتها علي كتفها وتتجه الي الداخل تتطلع في أرجاء المطعم قبل أن تتجه الي الشاب الجالس ...التفت اليها لتبتسم حلا قائله : سوري اتاخرت عليك ياطاهر
نظر لها الشاب وهو يضع هاتفه علي طرف الطاوله ويهتف بنبره حاده : انا كنت خمس دقايق وهقوم
قالت حلا بارتباك : سوري الطريق كان زحمه وانت عارف اني لسه جديده في السواقه وبمشي براحه
هتف الشاب بسخط : مش مشكلتي....رفت إصبعه وهتف بهيمنه : بعد كده متتاخريش
اومات حلا دون جدال لتجلس بينما أشار الشاب الي النادل ليقترب بينما يقول لها : اطلبي اللي تحبي تأكليه انا شربت قهوه ونفسي اتسدت
قالت حلا باهتمام : لا مش هأكل من غيرك
هتف طاهر ببرود : بلاش شغل العيال الصغيرة ده تعملي زي ما بعمل .. خليكي في نفسك
احمر وجه حلا من أسلوبه الغير مستجد عليه والذي تهونه علي نفسها وتقنعها بأنها تتقبل شخصيته كما هي
نظرت إلي النادل وطلبت عصير لينظر لها هاتفا : مش هتأكلي
هزت راسها وقالت بأنكار : لا مش جعانه
اوما دون أن يسأل أن كانت تناولت شيء من الصباح ام لا بينما انتظرت حلا أن تأكل برفقته كما اتفقوا
وضعت العصير من يدها ونظرت إليه بقليل من التردد قبل أن تسأله : طاهر انت هتعمل ايه مع بابي ؟!
تغيرت ملامح الشاب الحاده أو بمعني ادق ازدادت حده بينما يهتف بتوبيخ : هعمل ايه يعني ....خلاص انا كلمته وطلبتك منه مره وهو رفض
نظرت له حلا وقالت بصبر : أيوة بس احنا اتفقنا تحاول معاه تاني
هتف الشاب بامتعاض: وانا مقولتش اني مقتنع بكلامك ....انا مش هشحت منه موافقته
نظرت له حلا وهتفت بدهشه : يعني خلاص كده مش هتكلمه تاني وتحاول تقنعه
هز كتفه وقال ببرود : اقنعه بأيه مش لما اقتنع انا الاول بسبب رفضه التافهه
نظرت حلا إليه بينما احمر وجهها من تلك الكلمه التي الصقها بأبيها لتقول بدفاع : مش تافهه هو بس شايف أن لسه بدري علي اني اتخطب
هز الشاب كتفه وقال ببرود : يبقي دي مهمتك تقنعيه انك موافقه ...انا عملت اللي عليا والباقي دورك ...لو عاوزانا نرتبط كلميه ولما يبقي يوافق قوليلي
هزت حلا رأسها ليسود الصمت والذي لم تستطيع حلا أن تحوله الي حوار وقد نجح في استخدام صمته كعقاب لها بأنها المتخازله وليس هو !!
.......
..
نظرت غرام الي وجه حلا الحزين التي عادت الي المنزل
بصمت اعتادته غرام عليها في الأشهر السابقه بينما تغيرت من تلك الفتاه المشرقه الي أخري تحمل أطنان من الهموم وتخشي أن تخبرها أن السبب هو علاقتها بهذا الشاب بينما طالما بررت حلا له انها تحبه !!
دخلت غرام إليها بابتسامه : لولو اسخنلك الغدا .... ابتسمت غرام لها وشاكستها بينما تتابع : ولا اتغديتي مع طاهر
هزت حلال راسها :لا ... مش جعانه
نظرت لها غرام قائله : لا متغدتيش ولا لا مش جعانه
قالت حلا بينما افلتت من صدرها تنهيده ثقيله علي شابه بسنها: الاتنين
عقدت غرام حاجبيها وسألتها باهتمام : ايه اللي حصل ؟!
لا تنكر غرام أن داخلها دوما ما رفضت تصرفات ذلك الشاب مع الفتاه ولكنها كانت حذره في توصيل هذا حتي لا تبتعد حلا عنها وتتوقف عن اخبارها بكل شيء كما اعتادت معها هي وهنا بأن تكون صديقتهم وتنصحهم وتحاول قدر الإمكان إبعادهم عن عيش تجربه كالتي مرت بها وهي بمثل عمرهم لتقول بحرص : يعني هو واخد موقف شديد من رفض باباكي مع أن المفروض يكون متفهم اكتر من كده
تفاجئت غرام برد حلا التي بررت : عنده حق يا غرام ...يعني يعمل ايه تاني
قالت غرام بلا تفكير : يكرر طلبه ويحاول مرة واتنين وتلاته لغايه ما يقنع باباكي
تنهدت وتابعت برفق : عادي يعني يا حلا ابهات كتير بترفض عرسان لبناتهم وبعدين مع المحاوله بيقبلوا الموضوع مش محتاج حساسيه زايده منه محتاج تفهم
هزت حلا رأسها وهتفت بدفاع : هو طبعه كده ...تنهدت وتابعت بثقل : نصيبي بقي اعمل ايه !
اتسعت عيون غرام ونظرت الي حلا برفق بينما تقول : ياااه يا حلا ....نصيبك ..دي كلمه كبيرة اوي علي سنك وعلي المرحله اللي بتعيشوها
نظرت حلال الي غرام التي تابعت بابتسامه : المرحله دي مرحله الحب والسعاده مش مرحله خناق ونصيب
زمت حلا شفتيها بحزن لتربت غرام علي كتفها : طيب بلاش تشيلي في نفسك كده يا حلا ....متزعليش
نظرت حلا الي غرام وقالت برجاء : لو مش عاوزاني ازعل كلمي بابي
نظرت غرام إليها لتتابع حلا رجاءها : عشان خاطري يا روما كلميه وحاولي تقنعيه
اومات غرام قائله : حاضر يا حبيتي
ابتسمت لها وداعبت وجنتيها بحنان : بس زي ما سمعت كلامك اسمعي كلامي واتغدي....انا بسرعه هجهز ليكي الغدا عشان متقعديش جعانه !
اومات حلا ونظرت الي هاتفها الذي تعالي رنينه لتجيب عليه بابتسامه بينما ظنته سيسأل أن كانت عادت الي المنزل ولكن سؤاله كان شيء آخر : عملتي ايه ؟!
أخبرته حلا بما دار بينها وبين غرام ليقول بنبره خاويه : تمام
كاد يغلق لتجد قلبها الغر يسأله باهتمام حينما دخلت إليها غرام بالطعام : اتغديت
هز رأسه قائلا : لا
اغلق ولم يسأل عنها كما فعلت وهي لم تسأل نفسها أن كانت تصرفاته طبيعيه بينما لأول مره تقع بالحب الذي كانت تسمع عنه ولا تري منه شيء حتي الآن
..........
.....
سحبت غرام نفس عميق قبل أن تدير مقبض باب تلك الغرفه الرياضيه التي طلبتها أحدي ابنتاه وهو رحب بها بل أصبح يقضي بها يوميا ما لا يقل عن ساعه يتمرن علي الاجهزه المختلفه
توقفت غرام لدي الباب لتلمع النظرات المعجبه بعيناها تجاه هذا الذي يزداد جاذبيه ووسامه مع تقدم السنوات فهاهو مازال محتفظ بتناسق جسده الرياضي الذي لا تشوبه شائبه بالرغم قربه من الخمسينات ...لمح وقوفها لدي الباب ليمد يداه ويضغط زر توقف المشايه التي يركض عليها حتي توقفت وهو يجذب زجاجه المياه يشرب منها وهو يمرر المنشفه الصغيره التي أحاطت عنقه علي وجهه يزيل عنه حبات العرق التي رحبت غرام بمسحها بعد أن اقتربت منه بدلال وتوقفت أمامه تسبقها نظراتها العاشقه
لتأخذ من يده المنشفه وتمررها علي جانب وجهه بينما تنظر له بهيام داعب غروره كرجل ....احاط خصرها بذراعه وتركها تجفف عرقه بينما يسألها : مالك بتبصي ليا كده ليه ؟!
قالت غرام بدلال وهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتحيط عنقه بذراعيها : معجبه !
التوت شفاه ايهم بابتسامه ماكره بينما تسحبها ذراعيه من خصرها ليوقفها أمامه علي الإله التي التصق ظهرها بها ليميل ايهم عليها ويهمس بعبث : معجبه بأيه بالضبط ؟!
قالت غرام بدلال بينما تتقبل عبث نظراته لتبادله إياها وهي تمرر طرف أصابعها علي عضلات صدره العاريه : معجبه بيك !
غمز لها ايهم بشقاوة يعاتبها : معجبه ..مممم..امال مين اللي امبارح كانت بتقول انت كبرت !
ضحكت غرام بخفه وقالت باستدراك : كان قصدي البنات اللي كبرت وشيء طبيعي يجي ليهم عرسان
رفع حاجبه بينما أدرك أنها جاءت لتراضيه بعد ما بدر منها بالأمس ولكن فطنته لم تسعفه ليدرك أنها جاءت لشيء آخر بالاضافه لهذا سرعان ما عبرت غرام عن مقدمته وهي تتابع تمرير أناملها برقه علي عضلاته: انت زي ما انت وبتصغر كمان ماشاء الله عليك
سحبت نفس عميق وتابعت و خانتها نظراتها لتخفضها الي الأرض بينما لم تتشجع مع لسانها الذي قال بلا مقدمات : ده انا حتي كنت جايه اقولك ايه رايك نجيب بيبي تاني بعد ما توتي كبرت !!
رفع ايهم حاجبه وقال بلطف : يعني كل المقدمه دي عشان الموضوع ده مع اننا اتكلمنا فيه وقولت اني كبرت
هزت غرام راسها وقالت بابتسامه هادئه : بصراحه المقدمه دي مش عشان الموضوع ده
نظر لها باستفهام لتخفض عيناها للأرض حتي لا تري رد فعله وهي تستجمع شجاعتها وتتابع : عشان الموضوع اللي قبله ...؟!
عقد ايهم حاجبيه : موضوع ايه
قالت غرام وهي تنظر له بتوجس : موضوع البنات والعرسان
فيها ايه يا ايهم
نظر لها ايهم بحده جعلتها تتعلثم بينما تحاول أن تبرر رأيها :
يعني هو شاب كويس فيها ايه لما تتخطب
هتف ايهم باحتدام : فيها انها بتستعجل المراحل ...حلا بتدرس
بعد الدراسه تشتغل وبعدين تشوف موضوع الارتباط
قالت غرام وهي تخفض عيناها : مش بتيجي كده
رفع حاجبه هاتفا بسخط : امال بتيجي ازاي ؟!
قالت غرام بصوت باهت :
النصيب !
اوما ايهم قائلا :
مختلفناش بس ربنا ادانا عقل نشوف مناسب ولا لا
قالت غرام بدفاع عن حلا : هي شايفاه مناسب
قال ايهم باحتدام :
وانا ابوها وليا رأي !
قالت غرام بينما قررت ألا تيأس من المحاوله : وكمان دي حياتها وليها رأي فيها
قبل أن يتحدث بالغضب الذي لاح علي ملامحه كانت غرام تمسك بيده وتتابع : ده شاب كويس وجاهز
نظر له ايهم باستنكار : وايه يعني جاهز ....قصدك عنده شقه ووظيفه ماهو شيء طبيعي اي واحد عاوز يفتح بيت يكون جاهز للمرحله دي ولا هي اللي هتصرف عليه ولا ده تفضل منه يعني اوبشن زياده أنه جاهز ...
كانت كلماته مقنعه لعقلها ولكن قلبها من تحدث من أجل حلا لتقول بهدوء : عندك حق انا قصدي يعني أنه جاهز وعريس كويس
هز ايهم كتفه وقال بثبات علي موقفه : عادي جدا ...هيجي ليها عرسان كتير أو هو نفسه يستناها مش نهايه العالم في الكام سنه دول....اوي شفتيه وتابع ساخرا : ولا يعني ده عريس جاهز هيخلص من السوق
.........
....
شعرت ماس بعوده جاسر بالرغم من هدوء حركته ما أن دخل الي المنزل ولكنها بقيت في فراشها بينما نال منها الانهاك طوال النهار وبروده الجو حولها لا تساعدها علي النهوض لذا بقيت في فراشها وهي تفكر بأنها يجب أن ترحم نفسها ولو لليله وتفكر بها بدلا من التفكير في الآخرين فهو رجل كبير يستطيع أن يعتمد علي نفسه ويخرج ملابسه ولو أراد أن يأكل يستطيع أن يفعلها ....شعرت به وهو يتوسد الفراش بجوارها فأنبها قلبها حينما فكرت أنه قد ينام دون عشاء لذا قالت بينما مازالت علي جانبها توليه ظهرها : اقوم أجهزلك العشا يا جاسر
هز رأسه ولمع العبث في عيناه بينما يقول وهو يمد يداه الي الضوء الخافت بجواره يفتحه : لا يا روحي مش جعان
اومات وتنهدت بارتياح تتأمل بأنها ستكمل نومها لتفتح عيناها علي وسعهما ما أن شعرت بصدره يلتصق بظهرها وانفاسه الساخنه تداعب جانب عنقها بينما يهمس بحراره ويداه تعرف الطريق لمنحنيات جسدها المغطي بطبقات من الملابس : ماسه انتي نمتي !!
وقعت عيناها علي الساعه بجوارها والتي أشارت للثانيه بعد منتصف الليل وهي تدرك جيدا ما سيأتي بعد تلك الجمله ...!!
كثيرا ما أصبحت تؤنب نفسها علي تلك المشاعر التي أصبحت بارده كالجليد بينما لم تعد تشعر بتجاوبها معه احيانا وردا علي تانبيها لنفسها كانت دوما ما تجد الأسباب والمبررات فهو يختار الوقت المناسب له هو ولا يسأل أن كان مناسب لها أو لا ...الساعه تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل وهي منهكه من يومها الذي سيبدأ مجددا بعد بضعة ساعات ... لم يسأل عن يومها وظن أن اقترابه الجسدي كافي عن مشاركتها يومها واكتفي بمشاركه الفراش لذا هي معها كامل الحق الا تتجاوب معه بينما لم يعد يهتم بما يدور في داخلها ولكنها لا تلومه فهي نفسها لم تعد تهتم بما يدور داخلها بينما وهبت نفسها للاهتمام بكل من حولها ونسيت نفسها والتي كان يحب أن تكون في بالمقدمه لتعتني بها وتستطيع الاعتناء بالآخرين ...!!
تسارعت انفاس جاسر مع انتهاء نوبه حبه ليميل يقبل وجنتها ثم يرتمي بجوارها بأنفاس لاهثه بدأت تهدء ثم غرق في النوم بينما رفعت ماس عيناها لسقف الغرفه تتطلع إليها بصمت غير راضيه عن نفسها ولا عنه ولا عما تحولت إليه حياتهم ولكنها أيضا وجدت لنفسها المبررات فهو لا يساعدها وهي لم تعد تتحدث بينما جذبتها دوامه الحياه إليها ولم تعد تجد وقت لتتحدث الا بتلك الدقائق التي تقضيها بالحديث مع ريم صديقتها قبل أن تغرق بدوامه العمل وتلك الدقائق هي التي تساعدها علي التجاوز ..!
.....
....
نظرت ريم الي ماس التي تتحدث مع أحد العملاء بعصبيه واضحه لتتمهل قبل أن تتدخل بلياقه وهي تأخذ العميل وتتحدث معه وتنهي الجدل ...!
نظرت ريم الي ماس وقالت بقليل من الحذر حتي لا تضايق صديقتها والتي تبدو متضايقه بالأساس : ايه يا ماسه ...مش حاسه اننا بقينا عصبين شويتين
تنهدت ماس وقالت بثقل بينما زاغت نظرات عيناها : اعمل ايه يا ريم ..... انا مضغوطه جدا .....حاسه اني طول اليوم بجري
من اول ما بصحي وانا بجري ....بجري عشان اجهز الولاد للمدرسه بجري عشان اروح الشغل بجري وانا بحاول اخلص الشغل قبل ميعادي بجري وانا راحعه من الشغل عشان اجهز الغدا بجري عشان الحق اخلص مذاكره الولاد وأشوف ورايا ايه بجري طول اليوم ونفسي اقف شويه وأشوف براحه ورايا ايه !
نظرت لها ريم وهزت راسها : عندك حق بس وبعدين ماهو ده حال أغلبنا ...حاولي تشركي جاسر
هتفت ماس بعصبيه : ده بقي اكتر بني ادم بجري بسببه ....كل حاجه بيعملها أنه بينظر عليا.... تعليمات ونقد كأني بريموت كنترول
قبل أن تقول ريم شيء قالت ماس : عارفه هتقولي اغلب الرجاله كده ....تنهدت وتابعت :
عارفه وبقول بنفسي ماهو ده واقع الستات والرجاله ...
حاولت أن تخرج نفسها من هذا الحديث لتتحول الي مرح ممزوج بسخريه مريرة :
تعرفي اني بفكر اكتب مقاله اسمها سر عصبيه مدام عفاف الدور الرابع
ضحكت ريم لتتابع ماس : اه كوميديا ساخره..... اصل الناس ملهاش ذنب لما تدخل مكان تخلص حاجه معينه من موظفه فالموظفه تكون مش طايقه نفسها مثلا او يستفزها اللي قدامها ويستغرب ليه خلقها ضيق ومتعصبه ماهو ميعرفش بقي أن مدام عفاف دي صاحيه من الفجر بتجهز لانش بوكس وبتصحي ولاد وبتوضب سراير وبتجري ورا عيال بالفطار وتوديهم مدرسه وتجري علي الشغل وتجري من الشغل علي البيت من غدا لعشا لولاد لمذاكره لغسيل لترويق !!
ض
حكت ساخره وتابعت : وفي الاخر بليل جوزها يبقي جاي عاوز حاجات معينه !!
ضحكت ريم لتتابع ماس : تنام وهي بالضبط زي التليفون اللي فصل شحن تصحي بعد كام ساعه علي صوت المنبه وترجع تعيد اليوم
كانت ريم تضع يدها علي خدها بينما تتابع حديث ماس الذي تجسد امامها وكأنه مشهد لتقول متنهده :
تعرفي ان مدام عفاف صعبت عليا
ضحكت ماس قائله : وانا كمان ....انا وكل الستات صعبانين عليا
ابتسمت ريم وقامت لتجر مقعدها وتجلس بجوار وتنظر الي عيونها الحزينه وتسالها باهتمام : طيب موضوع مدام عفاف وعرفناه بالنسبه بقي لمدام ماس مالها
لوت ماس شفتيها وقالت بسخريه مريرة : مالي ....اخيرا حد سألني مالي نظرت ريم الي صديقتها التي تابعت تفيض بمكنونات صدرها : زي كل الامهات مطحونه ومبقتش أسأل عن نفسي ولا عن احساسي وكل اللي بعمله اني بعدي يوم ورا التاني ولما بقف مع نفسي شويه وبفكر بتخنق زياده وبحس بالذنب ناحيه جاسر وفي نفس الوقت ببقي مش طايقاه لانه مبقاش يسأل ولا يتكلم معايا الا في حاجات البيت والأولاد ....وطبعا حاجات تانيه بتكوني طريقته أنه يعبر أنه لسه بيحبني بس انا بقي الحب بتاع بليل ده مش الحب اللي انا عاوزاه انا عاوزة حب يعني مشاركه ...اقعد ارغي زي ما بعمل دلوقتي معاكي وكل المطلوب منه يسمعني وخلاص انا مش مستنيه منه حاجه ولا حل لاني معنديش مشكله انا زي اي ام عندها ولاد صغيرين وبتشتغل يعني مضغوطه مش اكتر
نظرت ريم إليها وقالت برفق : طيب ما هو انتي فاهمه جدا وضعك ومتعايشه معاه وعارفه أنها مرحله مؤقته وهتعدي لما الولاد تكبر
اومات ماس لها قائله : أيوة فاهمه هو بقي ليه مش مقدر ولا فاهم ....ايه بقي طلباتي الكتير إلا أن حد يسمعني فالضغط اللي جوايا يقل !
فكرت ريم قليلا قبل أن تقول : مش جايز عشان انتي مش بتطلبي منه ده
هتفت ماس بعصبيه : مش لازم اطلب زي ماهو مش بيكون لازم يطلب حاجه تخصه ومع ذلك انا بهتم بيها ...انا بساله عمل ايه في يومه وشغله واقعد اسمع ساعات مشاكله ومع ذلك هو مش بيفكر يسأل عملت ايه في يومي لو دقايق....لو تعبان بفضل جنبه إنما أنا لو تعبانه محدش بيسال فيا وانا بتحامل علي نفسي وأقوم عشان مينفعش !!
: اهدي بس يا ماس ...جاسر مش وحش اوي كده ...هو زيه زي كل الرجاله
..........
......
نعم مثل الكثير منهم ربما فهاهو يقدم المساعده بهمه لشيرين التي ابتسمت له وهي تمد يدها قائله برقه : مرسي يا جاسر تعبتك
قال جاسر بتهذيب : مفيش اي تعب انا تحت امرك في اي حاجه ...!
ابتسامه ورقه في الحديث ومظهر مهندم لاقصي حد هذا مايراه اغلب الرجال في النساء حولهم ويعقدون المقارنات بينهم وبين ما يرونه داخل المنزل فتكون مقارنه ظالمه بينما لايري أن زوجته تحمل أطنان من المسؤوليات ولا تجد وقت لنفسها لتهتم بها وأن تلك النساء في منازلهم لا يكونون بنفس الصورة والمفارقة المضحكه أن ازواج تلك النساء يروا زوجاتهم بنفس الصورة فالمراه التي نراها لساعه او بضع ساعات تعود الي منزلها وتتحول الي الصورة الأخري ...!
.........
....
لم يشعر جاسر أنه يرتكب شيء خاطيء بل فقط يساعد جاره وصديقه قديمه كانت بحاجه اليه ولكن هاهو تعليق صالح يلفت نظره لشيء ما
: يعني روحت معاها مدرسه ابنها
اوما جاسر وبدأ يتحدث عن تفاصيل مشكله شيرين ليسكته صالح الذي قال باسقاط : هو انت روحت قبل كده مدرسه ولادك
حمحم جاسر قائلا : اه ....يعني روحت مع ماس الانترفيو و...ضحك صالح ساخرا وهو يقول : وبعد كده
قال جاسر بصظر منتفخ : ابدا ماس بتتابع الحاجات دي وانا لو احتاجتني اكيد هروح معاها بس هي بتخلص كل حاجه
علق صالح وهو يرتشف قهوته : ومع ذلك روحت مع واحده غريبه وشوفت مشكله ابنها
عقد جاسر حاجبيه وهتف بعدم رضي : قصدك ايه ياصالح مالك بتلف وتدور ليه في الكلام ما تتكلم علي طول
قال صالح بهدوء مستفز : قصدي واضح ... بدل ما انت جنتل مان اوي كده مع الغريبه عليك مع مراتك
رفع يده أمام وجه جاسر وتابع : وقبل ما تقولي شاطره وبتخلص كل حاجه هقولك هو مش ذنبها أنها ست جدعه وبتحاول تعتمد علي نفسها فتقوم انت تستغل ده وتسيبها بحجه أنها بتعرف تعمل كل حاجه ....لازم يكون ليك دور
........
......
استغربت ماس تعالي صوت أطفالها الذين وقفت تعد لهم العشاء ...بابي
ركضوا الي جاسر الذي عاد مبكرا ليجثو علي ركبته ويحملهم ويعطيهم الحلوي التي أحضرها لهم ثم يتركهم ويتجه الي المطبخ حيث وقفت ماس....جاسر رجعت بدري ليه في حاجه
توقعت أن يبدأ كما اعتاد باخبارها أن هناك مشكله ولكنها سرعان ما ابتسمت بينما شعرت به يتوقف خلفها ويحتضنها بينما يهمس برقه بجوار أذنها : وحشتيني فقولت ارجع بدري
استدارت إليه ورفعت يدها تحيط عنقه بينما تقول بحب وقد غسلت رقه كلماته الكثير من الحزن الذي كان يخيم علي صدرها : وانت كمان وحشتني ....فرصه نتعشي كلنا
اوما لها وغمز بشقاوة : وكمان هاخد القرود انيمهم علي ما تجهزي لينا سهره حلوة
ابتسمت ماس له وهزت راسها ليخرج جاسر ويجلس مع أطفاله ....!!
.........
....
بهدوء شديد خرج جاسر من غرفه أطفاله الصغار ليتجه الي ماس ويهمس لها : ناموا
اومات له وابتسمت ليقول جاسر وهو يتمطأ : ما تشغلي لينا فيلم حلو نسهر عليه
اومات له ليشير الي هاتفه : خدي وصلي تليفوني
اومات له وأخذت هاتفه واوصلته بالتلفاز بينما اسرع جاسر الي جوارها لتنكمش بحضنه الذي اشتاقت إليه بتلك النوعيه من مشاركه اليوم .. !
قامت وسيله من حوار عمر تحمل أحد أطفالها لتضعه في فراشه لتعود بعد قليل مسرعه ما أن تعالي رنين هاتفها لتاخذه وتغلق الصوت ولكن مجددا تعالي الرنين وبعده جاءتها رساله أثارت فضول عمر
: مين ؟!
قالت وسيله بعدم اكتراث : ريم بتأكد عليا خروجه بكره
تغيرت ملامح عمر وشعرت وسيله بهذا التغير والذي ليس بشيء مستجد كلما أتت تلك السيرة ...!
ريم السابقه بحياته أصبحت صديقتها المقربة ...تبرطم عمر بحنق بينه وبين نفسه بينما اكتفي من الجدال حول غباء تلك العلاقه فكيف تفعلها وكلما تحدث تتهمه بأن الماضي ولي فلماذا يهتم أن كانت أصبحت صديقتها او لا
: هو مش خلاص دي فتره في حياتك وخلصت خايف من ايه بقي .....مل من محاولات التبرير بأنه فقط يستنكر تلك العلاقه وهي كلما تحدث تزجره بماضيه لذا اكتفي بأن تعبر ملامحه عن رفضه واستنكاره وهي ربما لا تدري الموضوع بالنسبه لها تحدي بأنه عليه أن يثبت بأنه تجاوز هذا الماضي !!
غفت ماس المستنده الي كتف جاسر الذي هم بأن يحملها ليدخل ينام هو. الاخر ولكنه التفت الي هاتفه الذي وصلت إليه تلك الرساله والتي فتحها بعفويه ظنا منه أن ماس مازالت نائمه ولم يكن يدري أن عيناها وقعت علي تلك الكلمه ....ميعاد المحامي بعد بكره ...شكرا ...!!
كلمات عاديه ربما ولكن توتر جاسر حينما رفعت راسها من علي كتفه كان مريب ....والاكثر ريبه أن الرساله برقم فقط غير مسجل بأسم !!
يتبع جزء ٢
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك