الفصل الاربعون

0


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تنهد الضابط ببطء بينما نظر إلي دياب الذي جلس أمامه يخفض رأسه الي الأرض بينما تهدل كتفيه وكأنما يحمل فوقهم ثقل جبل ليتمهل قليلا قبل أن يقول : سكوتك ده مش في مصلحتك يا معلم دياب 

ماذا يقول وهو نفسه مازال لا يستوعب ما حدث وكيف كانت امرأه بهذا الجبروت تعيش تحت سقف بيته بل والادهي أنها والده أطفاله .... امرأه تحمل حقد وقلب اسود وغلظه لم يتوقعها ...انانيه بكل تبجح أخبرته أنها لا تهتم الا بنفسها ...ابتسامه حملت سخريه مريرة ارتسمت علي جانب شفتيه بينما سألها سؤال ساذج كهذا بعد أن رأها تهوي علي رأس اختها بكل تلك الضربات دون أن يهتز لها جفن وكأنها قصدت أن تقتلها ...!

لا يفارق هذا المشهد عيناه التي أدارها تجاه يديه بينما مازالت تحمل آثار دماء تلك المسكينه التي لا يدري لماذا أرادت اختها أن تمسحها من الوجود بتلك الطريقه البشعه ....!

مجددا نظر الضابط بنفاذ صبر الي صمت دياب ليقول بتمهل : يا معلم دياب انت مش مستوعب الموقف اللي انت فيه ....رفع ورقه من أمامه نظر بها وتابع: الست بين الحياه والموت وانت الوحيد المتهم في القضيه دي 

رفع دياب رأسه الي الضابط ببطء بينما يتابع :اتكلم وخلينا نساعدك ونفهم انت عملت كده ليه ...؟!

خرجت الكلمات ببطء من بين شفاه دياب : انا معملتش حاجه يا بيه!

قال الضابط باستفهام : امال مين اللي عمل كده ؟!

مجددا صمت دياب ليقوم الضابط من فوق مقعده ويهز رأسه بصبر قائلا : طيب انا مقدر انك في حاله صدمه ....هسيبك تتكلم مع المحامي بتاعك شويه وهشوف اخر مستجدات حاله الضحيه 

..........

....

اسرع هادي يمسك بذراع وصال التي تعثرت خطواتها بينما سبقته تلك الدرجات المؤديه الي قسم الشرطه 

استندت وصال الي ذراعه وسرعان ما مسحت وجهها من الدموع التي حجبت رؤيتها وتنفست للحظه قبل أن تدير رأسها الي هادي وتسأله بضياع : ايه اللي حصل .....ازاي دياب يعمل كده ؟!

قال هادي برفق وهو يواكب خطواتها : دياب لا يمكن يعمل كده ....خلينا نفهم منه 

اومات وصال بلهفه ليشير لها هادي : استني هكلمك الضابط 

ذهب للحظات بينما استندت وصال الي الحائط خلفها تلتقف أنفاسها .....بخطوات لهيفه كان دياب الكبير يخطو تلك الدرجات وسرعان ما وقعت عيناه علي وصال التي استندت الي الحائط بانكسار ....جدي 

أسرعت الي كتف جدها ترتمي عليه وتبكي : دياب يا جدي

ربت دياب الكبير علي كتفها برفق وتظاهر بالثبات وهو يقول : متخافيش يا بتي ....!

عاد هادي ليسأله دياب الكبير بلهفه : ايه اللي حصل يا هادي ؟

قال هادي وهو يهز كتفه : لسه مش عارف يا حاج ...الضابط قالي إن دياب مش عاوز يتكلم 

بنفس اللحظه كان عبد الحميد محامي هادي يصل إليهم ليسرع هادي إليه وهو يقول لدياب الكبير : انا كلمت الاستاذ عبد الحميد يجي يشوف هنعمل ايه 

اوما دياب الكبير وربت علي كتفه ليتابع هادي : انا استأذنت الضابط ندخل لدياب 

سبقتهم خطوات وصال التي سرعان ما ارتمت بين ذراعي أخيها تبكي وتسأله بقلب ملتاع : ايه اللي حصل يا دياب ؟!

..........

......

أزاحت بهيه انهار دموعها التي تنهمر فوق خديها بحراره بينما بيدها المرتجفه حاولت تقريب كوب الماء من شفاه مهجه التي سقطت من طولها .....قالت بهيه بصوت باكي ملتاع : فوقي يا امه .....فوقي بالله عليكي 

حمحم علوان الذي اسرع بخطواته الي المنزل ما أن عرف بما حدث ...بهيه ...مهجه 

خرج صوت بهيه الباكي تناديه : تعالي يا ابويا 

اسرع علوان يدها بينما تتبعه زوجته الجديده والتي أسرعت في أثره 

سألها علوان بلهفه : ايه اللي حصل يا بتي ....جوزك عمل ايه ؟!

قالت بهيه بعويل : معرفش يا ابويا .....نظرت إلي مهجه التي بالكاد فتحت عيونها : امه مهجه وقعت من طولها 

اوما علوان واسرع ناحيه أخته يشد اذرها : متخافيش يا اختي ...انا رايح القسم اشوف في ايه وان شاء الله هطمنك 

قالت بهيه برجاء : خدني معاك يا ابويا 

هز علوان رأيت قائلا : لا يا بتي خليكي مع عمتك وانا هطمنكم 

اشار الي زوجته هاتفا : بت يا سناء بسرعه اعملي كوبايه ميه بسكر لخالتك بهيه وخليكي جنبهم 

اومات الفتاه واسرعت تجاه المطبخ تحضر الكوب وتعود مسرعه تجاه بهيه التي جلست تحتضن مهجه وتبكي لتقول لها برفق وهي تضع وساده خلف ظهر مهجه وتساعدها علي الجلوس : عنك يا اختي 

برفق ربتت علي وجه مهجه وأخذت تمرر حبات الماء علي شفاه مهجه وهي تقول : أن شاء الله الحاج علوان يطمننا ....ربتت علي كتفه بهيه وقالت برفق : اهدي يااختي ...اتعشمي في ربنا خير ..!

......

نظرت وداد الي أخيها وهزت راسها : لا يا اخويا ملناش صالح احنا لا شوفنا حاجه ولا عرفنا حاجه 

نظر لها أخيها باستنكار : هو ايه اللي ملناش صالح ....بقولك انا وانتي شوفنا واحده طالعه من البيت بتجري واحنا لازم نروح للحكومه نقول اللي شوفناه 

هزت وداد راسها بتوجس : ملناش صالح ....لا يا ياسين اوعي تقول حاجه زي دي وتدخل نفسك في سين وجيم 

هتف ياسين باستنكار : يعني اسكت واسيب الراجل يلبسها ما جايز كلمتنا تنجد الراجل 

هزت راسها وامسكت بيد أخيها تقول برجاء: ربنا ينجده إنما أنت مالكش صالح ....احنا مشوفناش الا الوليه اللي كانت بتجري ولا نعرف دي مين اصلا يبقي تقول ايه ....بلاش يااخويا 

هز ياسين رأسه وقال بإصرار : مش بلاش يا وداد ...انا هروح للحكومه واقول اللي شوفته واخلص ضميري ....انا متاكد ان في أن في الموضوع ده 

حك ذقنه وتابع : يكون طليقها سلط عليها حد وهو اللي عمل فيها كده يبقي لازم اقول للحكومه علي كل حاجه بما فيها كلام طليقها اللي قاله ليكي وانتي هتشهدي بكده 

قالت وداد برجاء : ابوس ايدك يااخويا بلاش تدخلنا في سين وجيم ...نظرت له وتابعت : وبعدين كلام طليقها ده هيحطها لبانه في بوق الناس يبقي قلته احسن 

نظر لها أخيها بضياع بينما يفكر في اخر ما نطقت به لتنظر له أخته تناجيه أن يفكر ولكنه تركها وتحرك بضع خطوات ...انت رايح فين ؟!

قال باقتضاب : بزياده كلام يا وداد وارجعي البيت 

: وانت هتروح فين ؟!

تركها مكانها بلا قول شيء ليخرج من باب الوحده الصحيه وهو يفكر ماذا يفعل ...هل يقول ما حدث ام يصمت !

.........

ضربت حميده صدرها وأخذت تولول بينما أسرعت احدي النساء الي منزلها تخبرها بما حدث 

: يا لهوي يا لهوي 

أسرعت احسان تترك ما تفعله بالمطبخ وركضت نحو حميده تسألها بلهفه : في ايه يا امه ؟!

بقيت حميده تولول دون أن تقول شيء لتنظر احسان الي المراه تسألها : في ايه يا ام سعاد ....ايه اللي حصل ؟!

قالت المراه بتأثر : بيقولوا المعلم دياب قتل اخت مراته !

ضربت احسان علي صدرها بينما اتسعت عيناها من الصدمه وسالت بعدم استيعاب : قتلها ليه ؟!

قالت المراه وهي تهز راسها : محدش عارف واهي البلد مقلوبه فوقها تحتها !!

...........

.....

نظر هادي الي دياب الكبير الذي هتف بنفاذ صبر : ما تتكلم يا دياب وتفهمنا ايه اللي حصل يا ولدي 

ظل دياب صامت ليزفر دياب الكبير بحنق حينما نظر دياب الي أخته وسألها بلسان ثقيل بينما مازالت صورة سمر الغارقه بدماءها لا تفارق عيناه : الدكاتره لحقتها ؟!.

قالت وصال ببطء : بيحاولوا ...أن شاء الله تقوم منها 

نظرت إلي عيون أخيها وتساءلت عن سبب ذلك الانكسار الذي تراه بها : ايه اللي حصل يا دياب ....اتكلم عشان خاطري 

تنهد بثقل وبقي صامت لينظر المحامي الي دياب الكبير قائلا: طيب معلش يا معلم ينفع تخرجوا وتسيبوني شويه اتكلم مع المعلم دياب 

...........

.....

وضعت سناء الصغير الذي كان يبكي علي ذراعها بينما لم تترك جانب مهجه ولا بهيه للحظه طوال الساعه الفائته التي أخذت تطمأنهم بها ....قامت بهيه وقال بصوت متحشرج بالدموع : انا هروح اطمن علي دياب وأشوف ايه اللي حصل 

قالت سناء برفق : يااختي ماهو الحاج قال هيطمننا 

هزت بهيه راسها وقالت بإصرار بينما بالكاد تستطيع أن تبقي مكانها دون أن تعرف شيء : مش قادره اقعد اكتر من كده ؟!

......

..........

لم يطق دياب الكبير صبرا ليتحرك ذهابا وإيابا وهو يهتف بصبر نافذ : سكوته ده مش مطنني ..... مش عاوز ينطق ليه 

قال هادي برفق : الصبر يا حاج ..منعرفش ايه اللي حصل ...دلوقتي المحامي يطلع ونشوفه عمل ايه 

اوما علوان قائلا : ماهو لازمن نعرف حصل عليه عشان نعرف نتصرف ....نظر إلي أبيه وتابع : بدل وقفتنا كلنا هنا انا هروح الوحده الصحيه اشوف البت 

نظر له دياب الكبير بسخط : بت ايه اللي انت سائل عنها ...احنا في ايه ولا ايه 

زفر علوان بضيق من سخط أبيه الدائم لأي تصرف منه ليقول بضيق : ماهو يا أبا البت هي اللي في أيدها كل حاجه ولو ماتت دياب راح فيها 

تدخل هادي يوافق علوان : الحاج علوان عنده حق يا معلم .... التفت الي علوان وتابع : روح يا حاجه وطمننا وشوف فيه ايه نقدر نعمله 

تحركت وصال قائله : انا هروح مع خالي 

نظر هادي إليها واقترب قائلا بصوت خافت : روحي ارتاحي احسن يا وصال 

هزت راسها برفض : لا ...انا هروح اشوف حاله سمر 

حكت راسها وتابعت وهي تتنفس ببطء : الوحده هنا مفيهاش إمكانيات ....هكلم الدكاتره عشان ننقلها مستشفي كبيرة 

وافقها علوان قائلا : عين العقل يا دكتورة ...يلا بينا اهو كل واحد يشوف له صرفه من ناحيه 

قبل أن يتحرك علوان كانت بهيه تخطو بخطوات ضائعه ليسرع ابيها ناحيتها : ايه يا بهيه اللي جابك هنا يا بتي 

هتفت بهيه ببكاء : دياب يا ابويا ...طمنني دياب عامل ايه 

قال ابيها بحنان : بخير يا بتي ...تعالي اروحك 

هزت راسها وقالت برجاء : لا يا ابويا انا عاوزة اشوفه واطمن عليه 

زمجر دياب الكبير بسخط : ايه اللي جابك هنا ....من أمتي الحريم بتدخل الاقسام 

قالت وصال برفق : معلش يا جدي عاوزة تتطمن علي دياب ...نظرت إلي هادي وتابعت برجاء : خليها تدخله يا هادي لو سمحت 

اوما لها قائلا : حاضر هستاذن الضابط ...

...........

....

نظر ذلك الرجل الأشيب الي زوجته الجالسه تحيك قطعه من الصوف بصمت لينظر تجاه باب أحدي الغرف الجانبيه قبل أن يستدير مجددا تجاه زوجته متسائلا : ما تدخلي يا عليه تقعدي مع نانسي شويه أو تخليها تطلع تقعد معانا بدل ماهي قافله علي نفسها باب اوضتها علي طول 

نظرت عليه الي زوجها بكمد وقالت بينما تترك الخيوط من يدها : حاولت معاها يا مصطفي مرضتش وكل ما ادخل لها تقولي سيبيني لوحدي 

تنهدت وتابعت بحسره : يا عيني عليها وعلي بختها 

نظر لها الرجل وتحدث بعقلانيه : ماله بختها يا عليه ....اهو زيها زي اي بنت خطوبتها اتفسخت مش نهايه العالم يعني 

نظرت عليه الي زوجها وقالت برفض : ازاي بقي ...دي قلبها اتكسر 

زمت شفتيها وتابعت : منه لله ماجد ابن اختي علي اللي عمله فيها 

نظر لها زوجها بعدم رضي هاتفا : متدعيش علي حد يا عليه .....تنهد وتابع : الولد اتكلم معانا بصراحه وأيا يكون موقفه عاجبنا أو لا نشكر ربنا أنه عمل كده قبل ما يكون في بينهم جواز ولا ولاد 

نظرت له عليه بسخط : صراحه ايه .... هو فجاه كده عرف أنه مش قد الجواز وفتح البيت 

قال الرجل بتفهم : وجهه نظره وظروفه منقدرش نلوم عليه 

نظر إليها وتابع بضيق : بلاش تفضلي تقولي الكلام ده قدام البنت وكمان اختك ملهاش ذنب تقاطعيها عشان ابنها فسخ خطوبته من بنتك 

هزت عليه راسها وهتفت بسخط : حد الله بيني وبينها هي وابنها أنهم كسروا قلب بنتي 

زفر الرجل بضيق واعتدل واقفا : انا قولت اللي عندي عشان مشيلش ذنب وانتي حره 

نظرت له بضيق : انت سايبني ورايح فين ...مش بتكلم معاك 

قال الرجل وهو يتجه الي غرفه ابنته : خلاص قولنا كل الكلام. ....انا داخل اشوف نانسي ومش عاوزك تفتحي معاها السيرة دي تاني يا عليه ...خليها تنسي 

تبرطمت عليه بسخط : تنسي .....وهي دي حاجه تتنسي !

وكانت الاجابه لدي ذلك الرجل الذي نظر إلي ابنته وقال بعقلانية مغلفه بالحنان : كل حاجه بتتنسي وبعد شويه بتبقي مجرد ذكريات يا نانسي ....ذكري حلوة أو مره المهم انها بتبقي ذكري 

افلتت دمعه من عيون نانسي التي قالت بانكسار : انا معملتش حاجه يا بابا عشان ماجد يسيبني 

اوما ابيها قائلا برفق : وليه شايفه أن فسخ الخطوبه عقاب ...جايز ده احسن ليكي ..ربنا مش بيعمل لينا اي حاجه وحشه وان شاء الله تقابلي واحد غيره وتنسيه

تهدج صوت نانسي بالدموع بينما تقول بقهر : مش احسن يا بابا ....انا مش متخيله حياتي مع حد غير ماجد 

غابت باقي كلماتها وسط دموعها التي اختلجت صدرها بينما ضاق بتلك الذكري قبل شهر حينما تفاجئت بماجد يخبرها أنه يريد فسخ الخطبه وحينما سالت عن السبب 

: انا بقالي سنين بحاول اجمع تمن الشقه وبالعافيه جبتها ولسه عليا اقساط ولسه الفرش وغيره وغيره ....لما فكرت وسالت نفسي ازاي افتح بيت وانا مش عارف حتي اسدد تمنه ...مرتبي في المستشفي مش كفايه وانا مش عاوز احس اني مقصر في يوم من الأيام ولا اني أقل من اني اكفي بيتي ولا ولادي لما ربنا يكرمنا .... خلع الدبله من يده وتابع بأسف : مقدرش اربطك معايا في مستقبل مش واضح معالمه ....انا هسافر ابني مستقبلي الاول وبعدين هفكر في الارتباط 

انهمرت دموع نانسي التي حاولت أثناءه بكافه الطرق ولكنه أصر علي موقفه ولم تفلح جهود العائله في تغيير موقفه الذي أخذه عن اقتناع وهو يري عجله الحياه تدور بلا رحمه ....!

.......

.........

جففت مجيده يدها وجلست علي أحد المقاعد تقول لزوجها : قوم شوف ابنك هيتعشي ولا لا 

قال مجدي وهو مازال يضع عيناه بالجريدة : ماجد نزل من بدري بيخلص ورق بتاع السفر ولسه مرجعش 

زمت شفتيها بضيق هاتفه :  ماهو كل الشباب علي ده الحال يتجوزا ويسافروا ...كان ايه بقي اللي عمله مع بنت اختي ولا كانت حجه عشان يفسخ الخطوبه 

نظر لها مجدي بسخط هاتفا : تاني يا مجيده 

هتفت بسخط : تاني وتالت وعاشر انا بقولك اهو مش مسمحاه 

ترك مجدي الجريده والتفت الي زوجته هاتفا : يا مجيده كفايه بقي انتي بقالك شهر مخصماه 

ما جايز لما يسافر شويه ويتظبط في شغله يرجع في كلامه ....سيبيه يعمل اللي هو عاوزة 

هتفت مجيده بسخط : اهو كله من اخوك ال ايه مش عاوز يكرر تجربته 

رفعت عيناها وتابعت بحنق : اخوك اللي راح اتجوز الفلاحه اللي اتنططت عليه..... هو كل الستات زيها ولا نانسي بنت اختي زيها 

قال مجدي بضيق : بنت اختك زي اي بنت ليها طلبات وهو لقي نفسه مش قادر 

صاحت مجيده بغضب : دافع عنه عشان بس هي بنت اختي كان ايه الحال لو كانت بنت اخوك 

زم مجدي شفتيه وهتف بغضب : متجبيش سيرتها ولا تفكريني بيها اهو الشقه اللي استكترتها عليا مقفوله ....بدل ما كانت تبيعها وتديني نصيبي من شقه ابويا 

لوت مجيده شفتيها هاتفه : مش ابوك قبل ما يموت كتبها لاخوك وقال إن ده العدل لانه جابلك شقه 

قال مجدي بجحود : وماله برضه ليا حق فيها وهي ولا  اخوها مش محتاجينها .... ماهي راحت اختارت الفلوس هتعمل بيها ايه الشقه 

قالت مجيده بسخط : طماعه زي امها 

قال مجدي بغيظ : طيب قفلي علي السيرة دي ويلا جهزي العشا انا كل ما بفتكر سيره وصال دي دمي بيتحرق ! 

............

.....

ارتمت بهيه بحضن دياب الذي عاتبها علي مجيئها :  ايه اللي جابك هنا يا بهيه 

قالت من بين دموعها : مقدرش اسيبك يا دياب 

نظر إلي عيونها التي فاضت بالدموع وسرعان ما مد كفيه يمسحها وهو يكوب وجهها بين يديه:  متبكيش يا بهيه .

قالت بصوت متحشرج بدموعها : مبكيش كيف وانا شايفاك كده

قال دياب بانكسار : اللي انا فيه ده ذنبك عشان اتجوزت عليكي 

هزت راسها وقالت وهي تربت علي كتفه :  متقولش كده يا دياب ...انت عملت شرع ربنا وانا مسامحه  

هز رأسه وقال بمزيد من الاسي والندم : انا استاهل عشان كسرت قلبك ودخلت عليكي واحده زي دي وفضلت اقاوح في نفسي واعمل نفسي مش فاهم طبعها و اهو اخرتها هترمي في السجن بسببها 

عقدت بهيه حاجبيها ليمسك دياب بيدها ويتابع برجاء : العيال يا بهيه .....العيال امانه عندك اياك تخليها تشوف طرفهم ولا تيجي جنبهم 

انخلع قلبها لتقول سريعا : متقولش كده حسك في الدنيا والعيال هتربيهم انت و.....قاطعها دياب بسخط : متنطقيش اسمها 

نظرت إليه ليتغضن صوته بالأسي وسرعان ما يفيض بكل ماحدث لبهيه التي تجمدت ملامحها من الصدمه 

ورددت بلسان ثقيل لا تستوعب ما استمعت إليه : عملت كده في اختها ...؟! 

اوما دياب وطأطأ رأسه لتمسك بهيه يده وتقول بتأكيد : يعني انت معملتش حاجه 

قال دياب بأسي : انتي تصدقي اني ممكن اعمل كده ؟! 

هزت راسها سريعا : لا انا ولا حد يصدق ...انت معملتش حاجه يا اخويا وهتطلع من هنا 

قال دياب بيأس : اطلع ازاي يا بهيه واقول ايه ....

قالت بهيه بتشجيع :  تقول كل حاجه حصلت ...انت ملكش ذنب ولو فعلا بتأنب نفسك انك طول الوقت اللي فات سكتت علي عمايلها مينفعش تسكت المره دي

.... قول اللي حصل وخليها تاخد جزاتها 

قال دياب بيأس : هربت 

قالت بهيه بيقين : هتروح فين ....البلد كلها شبرين و جدي هيقلب عليها الدنيا ويلاقيها أو حتي الحكومه أمسكت بيده وتابعت بينما وجدت بنفسها القوة لا تعرف كيف ولكنه بحاجه اليها وهو بتلك الحاله من الضعف : يااخويا هو كل اللي يقول حاجه تتصدق أن شاء الله سمر هتقوم بالسلامه وتحكي اللي حصل وكمان الحكومه بتعرف الحاجات دي ....هتعرف أن مالكش يد فيها 

نظرت له وتابعت : هو كان حد معاكم ولا حد شاف اللي حصل ....تنبهت وتابعت : العيال حد منهم شاف حاجه 

هز رأسه لتربت علي يده بتشجيع ربنا شاف كل حاجه وهو سبحانه متطلع.... ربك هيقف معاك 

اوما دياب بأمل ونظر إليها قائلا : ربنا يعمل اللي فيه الخير ...بس حتي لو مطلعتش انا عاوزك تاخدي بالك من نفسك ومش محتاجه وصايه علي العيال ....وامي خلي بالك منها واجمدي كده 

قالت بهيه وهي تطمأنه بينما تتحلي بالقوة لتشد من اذره : متقلقش يااخويا 

نظرت إلي عيناه وتابعت برجاء : بس انت اوعدني انك تتكلم ....اتكلم يا دياب ....

قول يااخويا اللي حصل 

قال بخزي : محدش هيصدقني 

قالت بهيه بيقين : هيصدقوك ....سمر أن شاء الله هتقوم منها وتقول الحقيقه وتبرأك 

تنهد وهو يتذكر وصيه سمر ليقول لبهيه برجاء : 

ام عبد الله وصتني علي عيالها 

نظرت إليه ليتابع : نفذب وصيتها مكاني لغايه ما ربك يفرجها 

قالت وهي تطمأنه : متخافيش يا اخويا 

خرجت بهيه لتمسح وجهها من دموعها وهي تتجه الي جدها الذي سرعان ما اندفع إليها :  دياب قالك ايه ؟! 

أخبرت جدها بكل شيء لتتغير ملامحه بينما تتعكر ملامح هادي الذي بقي لحظات يستوعب ما تقوله بهيه و 

قبل أن يقول دياب شيء كان هادي يهتف :  متقولش يا معلم ....انا هقلب عليها البلد لغايه ما الاقيها 

ربت دياب الكبير علي كتفه قائلا : تسلم 

التفت الي المحامي قائلا : شوف شغلك يا استاذ اهو انت عرفت اللي حصل 

نظر هادي الي بهيه قائلا :  تعالي يا ست بهيه اوصلك في سكتي 

هزت راسها قائله : الله يسترك خدني الوحده الصحيه اطمن علي سمر واشوف عيالها 

اوما لها قائلا : تعالي انا رايح عشان وصال هناك 

......

لم يلتفت أحد الي هؤلاء الصغار الذين بقوا جالسين علي الأرض البارده في زاويه المستشفي تلك الساعات ولم يلتفت لهم أحد بينما وكزتهم أحدي الممرضات بغلظه أن يغادروا بعد مجيء الشرطه ولم تفكر بسؤالهم اين سيذهبون 

ليخرج الصبي الذي كبر قبل أوانه يحمل أخيه الصغير علي ذراعه ويمسك بيده أخته التي التصقت به تحتمي به من الصقيع الذي غلف القلوب قبل الاجواء بينما جلس هؤلاء الصغار علي أحدي الاحجار الكبيرة بجوار باب الوحده الصحيه يضمهم أخيهم ايه وهو لا يدري ماذا يفعل بغياب والدته فقط لا يعرف شيء إلا أن يطمأن إخوته ويحنو عليهم .....

يبكون وهو يطمانهم لا يعرف كيف ولكنه يفعل بينما أن انهار فمن يطمأنهم ليمر الوقت والناس تتحرك هنا وهناك وكأنهم لا يروا هؤلاء الصغار !

    ..........

.......


قالت وصال باستفهام : محاوله يا دكتور جايز تنقذ حياتها 

قال الطبيب صغير السن : نقلها مش هيفيد حاليا 

في كسر في الجمجمة ونزيف داخلي مآثر علي وظائف المخ ومحتاجة عربيه إسعاف مجهزه تنقلها ....احنا عملنا اللي نقدر عليه 

اومات وصال وبقيت واقفه مكانها تفكر بقله حيله ماذا يمكنها أن تفعل ....! 

اخرجت هاتفها تنظر بتلك الارقام وتبحث عمن يمكن أن يساعدها في تخصص مماثل لتجد امامها رقم ابن عمها : ماجد 

اجاب ماجد بدهشة : وصال 

قالت دون مقدمات : ماجد انا كنت محتاجاك تشوف حاله  عندها نزيف في المخ وكسور...اخذت تخبره بالحاله ليسالها بقلق :  مين الحاله ؟!.

قالت وصال باقتضاب : 

موضوع طويل ...انت اللي جيت في بالي لانه تخصصك واكيد ليك علاقه باساتذه كبار في المجال ده ...هبعتلك التقرير واعرضه عليهم لو يشوفوا الحاله بأي تكاليف مش مشكله المهم حد منهم يجي يشوف الحاله ....

نظر علوان الي وصال باستفهام لتقول له : ماجد ابن عمي دكتور مخ و اعصاب بس لسه صغير هيشوف حد من الاساتذه الكبار لو ينفع يجي 

تنهد علوان قائلا بأمل : أن شاء الله خير 

..............

.....


تحركت وصال بقلق هنا وهناك ......تبحث عن الصغار برفقه بهيه التي جاءت مع هادي قبل قليل 

لتقول بضياع : هيكونوا راحوا فين ....؟! نظرت إلي هادي الذي كان يبحث معهم ويسأل الممرضات 

ضربت بهيه صدرها هاتفه : ياعيني عليكي يا سمر ....كمان عيالك راحوا 

قالت وصال وهي تطمأنها : راحوا فين بس ...أن شاء الله هنلاقيهم ...نظرت إلي هادي وتابعت  : يمكن رجعوا بيتهم ...تعالي نروح نشوفهم 

اوما هادي وأخرج هاتفه من جيبه يتصل بأحد : عشري ...تعالي عاوزك انت وكام صبي 

خرج معها تتبعهم خطوات بهيه الضائعه ليوقفهم هادي ويلتفت الي حارس الأمن الجالس علي أحد المقاعد بجوار باب المشفي: عوض 

اسرع إليه ليقول هادي : مشوفتش العيال الصغيرة ...عيال الست 

قال الرجل بتذكر : أيوة يا معلم ...تلهفت ملامح الجميع بينما يتابع الرجل : كانوا قاعدين هنا ....اشار الي ذلك الحجر الكبير وهو رأسه : يجي من ساعه كده وبعدين مشوفتهمش 

نظر له هادي بسخط : شوفت العيال الصغيرة وسبتهم قاعدين هنا في البرد وأمهم مرميه جوه ...ايييه مفيش في قلبك رحمه تقعدهم جوه 

قال الرجل وهو يطأطأ رأسه : غصب عني يا معلم ....الحكومه جت ومدير الوحده اللي قال طلعوهم برا 

كور هادي قبضته بسخط وفرك وجهه ينظر في الإرجاء وسرعان ما عبر الي الجهه الأخري ووقف قليلا يتحدث مع صاحب الكشك المقابل ويسأل الناس حولهم لتستند بهيه الي يد وصال بينما تولول بقهر : ايه اللي حصل للناس .. الناس قلوبها حجر .... اختها تقتلها و ...قاطعتها وصال التي جحظت عيناها من الصدمه : اختها 

اومات بهيه وأخبرت وصال بما حدث لتتسمر اقدام وصال بالأرض غير مصدقه ما استمعت له 

عاد هادي يحمل البشري لتساله بهيه بلهفه : ها يا اخويا عرفت حاجه 

اوما لها وهو يقودهم الي سيارته : ناس شافوا الست وداد اخت المعلم ياسين بتاخدهم معاها 

تنهدت بهيه بارتياح كما فعلت وصال لتقول بهيه : طيب خدني يااخويا نجيب العيال 

............

....

بخطي منهزمه نزل ياسين من سيارته ودخل الي منزله بينما مازال حديث الطبيب بأن الحاله بين الحياه والموت مازال يتردد في أذنه .... وضع المفتاح في الباب ودخل الي المنزل الذي عمه الهدوء ليتجه الي غرفه أخته 

وتتسع عيناه حينما وجدها جالسه علي طرف الفراش بجوار هؤلاء الأطفال الذين هدأت من روعهم واطعمتهم بصعوبه وجعلتهم ينامون بالدفء 

عقد ياسين حاجبيه بينما تهمس له أخته وتشير له أن يخرج ليتوقف أمام باب الغرفه التي خرجت منها وأغلقت الباب خلفها لتسأله بلهفه : عملت ايه ؟!

قال ياسين باقتضاب : عملت الصح ..قابلت الضابط وقولت اللي حصل 

نظرت له بعيون متوجسه يدرك جيدا سببها وأنه خوف عليه ليقول بإسقاط : وانتي اخدتي العيال ليه ...؟! 

وقبل أن يقول أخيها شيء آخر كانت تقول بأسي : العيال معادش ليهم حد ....اسيبهم يترموا في الشارع يعني يا اخويا ...جبتهم واهو يكبروا وسط عيالك ! 

لايعرف ياسين أن كان صمته موافقه أو دهشه من موقف أخته ولكن لسانه لم يخرج كلمه لتنظر وداد الي صمته وتهتف متابعه : بتبص ليا كده يااخويا لهو انا قلبي حجر ودول عيال صغيره ملهمش ذنب في اي حاجه حصلت 

قال ياسين وهو يهز راسه : يعني عملتي الصح

اومات له مبرره : أيوة يا اخويا ...انا بس خوفت عليك وعشان كده قولت اللي قولته 

نظرت إليه وتابعت : الضابط قالك ايه ؟!

هز كتفه وتابع : ولا حاجه ...سمع مني وقالي هيبعتوا ليا اقول اقوالي في النيابه 

نظرت إليه وهزت راسها بكمد : ليه بس كده ....انا اول ماشوفت البت قولت بنت حلال 

قاطعها ياسين قبل أن تكمل حديثها : خليكي عند قولك يا وداد ....قولتلك انك ظلمتيها ودلوقتي هي بين ايادي ربنا بلاش تظلميها تاني 

...........

......

لطمت دنيا وجهها الذي تلطخ بالغبار والطين والعرق بينما تركض وسط الأراضى الزراعيه تتواري هنا وهناك حتي انهكها الهروب لتجلس علي الأرض تلطم وجهها بغل 

هتروحي فين يا حزينه ....هتروحي فين 

جحظت عيناها وتابعت : دهبك راح واهو كمان هيشنقوكي ....لطمت وجهها مجددا وهي تهتف بحقد وغل : منك لله يا امه ...ضيعتي دهبي وضيعتيني 

اروح فين ....اروح فين ...؟!

ظلت تهذي بحقد وتتشفي بصورة اختها الغارقه بدماءها بينما تقول بتشفي مريض : تستاهلي ....اخدت روحك زي ما اخدتي دهبي !

..........


....

تراجع ياسين خطوتين قائلا بترحيب : اتفضل يا معلم هادي 

قال هادي بتهذيب : تشكر يا معلم ياسين ....عرفت أن عيال الست ام عبد الله عندك 

اوما ياسين سريعا : اه يا اخوي 

قالت بهيه بلهفه وهي تقف بجوار هادي : طيب هما فين يا اخويا ..دول امانه في رقبتي 

قال ياسين بتهذيب : امانتك في رقبتي يا ست بهيه 

جاءت وداد من خلف أخيها قائله : تعالي يا بهيه ادخلي 

نظرت إلي وصال وتابعت : تعالي يا دكتورة 

دخلت النساء بينما أخذ ياسين هادي الي مجلس الرجال 

قالت وداد بحزن : العيال قطعوا قلبي ومهانش عليا يفضلوا في الشارع 

قالت بهيه بامتنان : تشكري يا اختي ...هما فين عشان اخدهم معايا 

قالت وداد برفق : لا تاخديهم ايه ...دول هيفضلوا معايا 

هزت بهيه راسها : تشكري بس دول امانه ...امهم وصت دياب عليها 

نظرت وداد الي بهيه وترددت في السؤال : هو انتي عرفتي اللي حصل 

اومات بهيه بأسي لتهتف وداد بتسرع قبل أن تسمع من بهيه : البت مكانش يبان عليها حاجه  ولازمن الدم غلي في عروق دياب وعمل اللي عمله 

عقدت وصال حاجبيها كما فعلت بهيه : انتي بتقولي ايه ؟!

أخبرتهم وداد بما حدث لتختم حديثها الذي وقع كالصاعقة علي مسامع وصال وبهيه : لما عرفت روحت ليها ونصحتها وقولت هي من طريق واخويا من طريق 

زمت بهيه شفتيها وهزت راسها باستنكار سرعان ما نطقت به وصال بسخط : وهو اي حد يقول كلمه تصدقيه...طليقها وبينه وبينها مشاكل طبيعي يقول عنها كلام وحش ...انتي بقي صدقتي وكمان طلعتي الاشاعه أن اخويا قتلها عشان كده 

نظرت بهيه الي وداد بسخط : اخص عليكي ..بقي كده 

هزت وداد راسها وحاولت شرح موقفها : يا بهيه وهو انا ذنبي ايه 

هتفت وصال بسخط : ذنبك انك اتكلمتي في حاجه متعرفهاش 

قالت وداد لوصال برفق : غصب عني يا دكتورة ....حطي نفسك مكاني 

هزت وصال راسها وهتفت بها بتوبيخ : محطش نفسي مكانك عشان انتي ظلمتيها ...كنتي شوفتي منها ايه وحش

قامت بهيه من مكانها وهتفت بوداد : قومي هاتي العيال 

هزت وداد راسها وقالت برجاء : خليهم للصبح ...العيال نامت 

هزت بهيه راسها بإصرار لتنادي وداد أخيها الذي نال من برطمه وصال الساخطه : انتوا بس معلمين طول بعرض بالاسم إنما بالفعل محدش فيكم فكر يجيب حق المسكينه دي اللي اختها عملت فيها كده 

اتسعت عيون ياسين وتبينت الحقائق لينظر ياسين الي هادي قائلا : يبقي اللي شوفتها بتجري هي اختها ؟!!

..........

.....

تبرطمت احسان بسخط : هو احنا كنا ناقصين يا امه كمان مصيبه اخوها 

نظرت لها حميده بغيظ : ما بزياده يا بت انا نقصاكي ...مش كفايه اني قاعده زي الكرسي ومعرفش ايه اللي حصل وابني مش بيرد عليا 

قالت احسان بغيظ : يوه وانا مالي يا امه....هو انا اللي قتلت ولا اخوها 

زجرتها حميده بسخط : قومي يا بت من هنا ...غوري من وشي .

.......

.....

اوما هادي لياسين الذي تابع : أن شاء الله خير وانا معاك يا اخوي وهخلي صبياني تقلب البلد شبر شبر علي بنت الحرام دي 

هز هادي رأسه وأشار إلي بهيه ووصال لينصرفوا لتقول بهيه : من النجمه هاجي اخد العيال 

قال ياسين بعتاب : برضه مصممه يا ست بهيه ....بيتي وبيت دياب واحد ووداد قلبها طيب ومتقصدش حاجه من اللي حصل 

نظرت لها وصال بسخط بينما تابع ياسين : ربك زي ما رتب الحقيقه كلها نعرفها أن شاء الله هيقف مع دياب 

..........

....

ليله طويله وصعبه مرت علي الجميع لم يغمض لأحد منهم جفن وهاهي الشمس بدأت تشق عنان السماء علي الجميع فهاهو دياب الكبير جالس بصمت يسند ذقنه الي عصاه وعيناه شارده مليئه بالحزن علي حفيده الذي لا يدرك كيف سيخرج من تلك الورطه التي حلها سيكون بظهور دنيا واعترافها أو بأن تحدث معجزه وتشفي سمر وتقول كل شيء .....وهاهي بهيه اخذت الصغار بحضنها بينما أظهرت تلك الزوجه الجديده لأبيها طيب معدنها وهي تبقي معهم تهتم بمهجه بينما ظهر دور لعلوان الذي قضي الليله الماضيه في الطريق الي المستشفي العام يتحدث مع الأطباء ليري ما يمكنهم عمله بينما ياسين وهادي نشروا رجالهم بحثا عن دنيا وانضم لهم نعمان وتلك الخبيثه انهكها الهروب من هنا لهناك حتي طلوع الشمس ...التفت هادي الي وصال التي غفت وهي جالسه لينظر لها برفق ويحاول أن يحملها ليأخذها الي فراشها 

ولكنها فتحت عيناها ليقول بحنان : نامي ساعه يا وصال 

هزت راسها وقالت بينما تفرك وجهها : مش عاوزة انام .... انا هروح المستشفي 

نظرت إليه وتابعت باستدراك : انا كلمت ماجد ابن عمي 

تغيرت ملامح هادي لتقول وصال سريعا : مش وقت غيره يا هادي ...ماجد دكتور مخ واعصاب واحنا محتاجين اي حد ...سمر لازم تخف عشان دياب يطلع منها 

زم هادي شفتيه وابتلع غيرته وفقط هز رأسه بصمت وقام من جوارها لتتنهد وصال بثقل وتقوم خلفه 

: هادي 

لم يلتفت إليها لتقول له : انت مش هتروح معايا المستشفي ؟!

لتعيد حديثها مره اخري والذي أجاب هادي عليه بنبره خاويه : انتوا دكاترة زي بعض انا مفهمش كلامكم مفيش لزوم ليا 

نظرت له بعتاب : ازاي بتقول كده بعد وقفتك معايا 

أمسكت كتفه وتابعت بامتنان : انا من غيرك معرفش كنت هعمل ايه ....وضعت راسها علي صدره وتابعت بدموع : الحمد لله انك جنبي يا هادي 

.........

....

نظر دياب الي وكيل النيابه بينما تحدث بكل شيء ليقول الرجل قراره : ( قررنا نحن وكيل نيابه ..... حبس المتهم دياب مهاب اربعه ايام علي ذمه التحقيق و إلقاء القبض علي المتهمه دنيا .....واستعجال تقرير الطبيب الشرعي )

هتف دياب الكبير بغضب شديد وهو يتمسك بدياب الذي خرج برفقه العسكري يضع الاساور الحديديه بيده : يعني ايه يتحبس 

زجر المحامي بغضب : اعمل حاجه ..... ولدي مش هيدخل الحبس 

ربت دياب علي يد جده : كلها كام يوم يا جدي 

هز دياب رأسه الذي دار سريعا وكاد يسقط لولا أن اسرع هادي ليمسك بيده : حاج دياب 

اسرعوا يجلسون دياب الكبير الي أحد المقاعد ليقول دياب الي هادي : خد بالك منه يا هادي ...انت بدالي يا ابوي 

نظر هادي إليه ليهتف دياب بنبره لا تقبل الجدل : اختي بقت لحالها يا هادي لا اخ ولا اب 

: حسك في الدنيا يااخوي 

نظر دياب الي هادي وتابع : متخسرهاش يا هادي .....كمل في طريقك واياك تعرف اللي انت مخبيه 

امسك كتفه وتابع : متكسرش قلبها ولا تمرر أيامها بواحده تشاركها فيك ....متغلطش غلطتي

سحب نفس عميق يهديء به فوران الدماء بعروقه بينما يتابع : ارمي لبت عليوه قرشين وأبعدها عن البلد باللي فيها وخد عيلك منها ....اوعي في يوم قلبك يحن ولا تقول أم ابني ....اوعي يا هادي تأمن لواحده كل اللي شايفاه فيك القرشين اللي بتاخدهم منك واللي كنت بتدفعهم عشان تشتري دماغك .....الواحده اللي تكون في فرشتك بقرشين هتبيعك بقرشين .....ارمي بنت عليوة برا بيتك واوعي تكسر قلب وصال عشانها 

اخذه العسكري الي سياره الشرطه المتوقفه بالخارج لاخده الي الحبس لتبقي نظرات هادي معلقه به 

استند دياب الكبير الي ذراع هادي الذي أخذ يطمأنه : متقلقش يا معلم ...مش هسيب خرم ابره الا لما ادور علي بنت الحرام دي فيه 

اشار الي عمه قائلا : عمي خد المعلم دياب وصله البيت يرتاح وانا رايح ورا دياب 

اوما نعمان وأخذ دياب الكبير الذي لأول مره يكون بهذا الانكسار 

........


...

نظر علوان الي وصال التي وقفت مع الأطباء يتحدثون ليسرع إليها بلهفه : ايه يا دكتورة 

قالت وصال وهي تهز راسها : مفيش جديد 

هتف علوان باستهجان : يعني ايه ....كل الدكاتره دي مش عارفين يعملوا حاجه 

تدخل ماجد الذي اتجه ناحيتهم : بيعملوا اللي عليهم بس الحاله صعبه 

نظرت وصال الي ماجد وقالت : خالي علوان ... ماجد ابن عمي 

اوما علوان لماجد الذي قال لوصال باعتذار : اسف يا وصال كان نفسي اعمل حاجه .

تنهدت وصال ليتابع ماجد : لازم نستني قبل ما نتدخل جراحيا ..

اومات وصال له والتي سرعان ما رفعت عيناها تجاه هادي الذي لمحته يأتي من نهايه الممر لتسرع إليه بلهفه : دياب عمل ايه في النيابه ؟!

ابتلع ببطء وحاول أن يصوغ كلماته التي قرأتها وصال علي ملامحه لتتقهقهر الي الخلف وتستند الي الحائط بينما ضاق تنفسها وهي تردد ...يعني ايه ....اخويا ..اخويا اتسجن 

اسرع هادي بلهفه يسندها كما فعل علوان بينما تراجع ماجد خطوتين للخلف ....هزت وصال راسها بقهر : ازاي ...ده ظلم ...دياب معملش حاجه عشان يتسجن 

قال هادي برفق : لسه التحقيق شغال يا وصال ...المحامي قالي الطب الشرعي له كلمته بس التقرير بياخد كام يوم 

.......

...

ومن يقوي علي الانتظار ايام فقد انهارت حياه الجميع بتلك الساعات فماذا سيحدث بأيام ...!

...........

....

جلست قدورة باريحيه علي تلك الاريكه بينما تتابع حديثها مع احسان : يعني يا بت اخو الدكتورة قتل اخت مراته ...يا حظك يا احسان اهو اللي حصل ده يخلي المعلم هادي يطلقها وهو مرتاح 

لوت احسان شفتيها : يطلقها ....!! ده امه حميده هتتجن وهو داير وراها من القسم للوحده الصحيه 

رفعت قدورة حاجبيها لتسرع احسان تهمس لها وهي تعتدل واقفه : ههشش أمه حميده نزلت 

اومات قدروة وحمحمت بينما ترسم علي ملامحها الاسي وهي تقول سريعا بينما اقتربت حميده من جلستهم : قلبي عندك يا حاجه 

قابلتها حميده بوجه بارد وسرعان ما زجرت احسان : قومي يا بت من هنا وروحي شوفي وراكي ايه ولا هتتضايفي

اومات احسان بلا جدال لتنتظر حميده لحظه ثم تلتفت الي قدروة وسرعان ما تزمجر بها : انا مش قولتلك متجيش هنا تاني 

قالت قدورة بتعلثم بينما صدمتها مقابله حميده لها : انا قولت اجي اخد بخاطرك يا حاجه 

زمت حميده شفتيها : تاخدي بخاطري ليه ...لهو عندي ميت وانا معرفش ...

نظرت لها قدورة باستنكار : في ايه يا حاجه ....مالك بتعامليني كده ليه ...بقي دي جزاتي بعد اللي عملته ليكي 

هتفت حميده بسخط : واخدتي تمن اللي عملتيه وزياده وانا قولتلك خلاص خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات ومعادش تخطي بيتي تاني 

نظرت لها قدورة بصدمه بينما وقغت احسان تستمع إليهم لتتسع عيناها بصدمه ما أن استمعت الي قدورة التي سرعان ما استشرست ملامحها وهي تقول : انا ميتقالش ليا كده يا حاجه وانتي عارفه كويس انا اقدر اعمل ايه 

زمجرت حميده بغضب وسرعان ما استدعت جبروتها : وانا مبتهددش وبكلمه مني اعيد اللي عمله نعمان 

نظرت لها قدورة بغيظ لتتابع حميده : حذرتك حد يعرف باللي بينا وانتي كل يوم والتاني تنطي عندي واخرتها قاعده تحكي مع البت احسان ....اقصري الشر وخلينا حبايب ومتنسيش انك قاعده في البلد بكلمتي ولو نعمان عرف مش هيسكت 

تراجعت قدورة عن إطلاق تهديدها لتزم شفتيها : وماله ...ماشي يا حاجه 

عموما بكره تيجي وانتي بنفسك تطلبي رضي الاسياد 

صاحت حميده بصوت جهوري ...احسان ...بت يا احسان 

أسرعت احسان بطاعه : نعم يا امه 

أشارت إلي قدورة : وصليها لغايه برا باب السكه 

اومات احسان لتلقي قدورة نظره اخيره الي حميده التي واجهتها بجبروت حتي خرجت من الباب 

التفتت الي احسان وهتفت من بين اسنانها : عاوزاكي يابت يا احسان تيجي عندي 

نظرت لها احسان برفض لتشدد عليها قدورة : لو مش عاوزاني اقلب عليكي زي ما هقلب علي حماتك الإقيكي قبل العشاء عندي ...فاهمه 

اومات احسان وسرعان ما أغلقت الباب خلف قدورة وعادت للداخل ....هو فيه ايه يا امه ؟!

صرخت بها حميدن بحنق : مفيش ..غوري من وشي ..!

.......

....

حاول هادي الامساك بوصال التي اسرع خلفها بينما تركت يداه واندفعت تجاه أخيها الذي هالتها رؤيته بتلك الهيئه لترتمي بين ذراعيه وتبكي : دياب 

ابتلع دياب ورفع رأسه بثبات وهو يمسك بوجهها بين يديه قائلا بعتاب : كده برضه يا دكتورة ...جايه ورايا هنا 

قالت وصال بقهر : اسيبك ازاي 

نظر دياب الي هادي وقال بعتاب : كده يا هادي ....جايبها الاقسام 

نظر له هادي بقله حيله أمام عنادها ليمسك دياب بوجه أخته ويقول برفق متحلي بالقوة : متبكيش عاد ...انا زي الفل وانا كان جرالي ايه !!

قالت له وصال بدموع : انت مظلوم 

اوما دياب وقال بثقه : وربك بيقف جنب المظلوم ...يلا روحي بيتك ومعدش تيجي هنا تاني 

امسك هادي بكتف وصال بينما يقول لدياب : مش محتاج اقولك اني جنبك يا دياب 

اوما دياب قائلا : عارف يا اخوي 

رفع دياب رأسه بثبات بينما خطي جده من بعيد ناحيتهم لينظر الي هادي بنفس العتاب للحظه قبل أن يقترب من دياب ويقول بتشجيع : اجمد يا بوي ... الحديد صاحب الرجاله 

اوما دياب ليتابع جده : انا قالب الدنيا علي البت دي ولو حكمت هرفع حصي الأرض واجيبها لو مستخبيه تحت منه !

استندت وصال الي كتف هادي الذي قال لها برجاء : بزياده يا وصال بكي ...والله ما هسيبه بس خليني ارجعك البيت عشان اعرف اتصرف بطولي 

هزت وصال راسها : مش هروح واسيب اخويا 

قال هادي بنفاذ صبر وهو يرفق بها : هتعملي ايه بوقفتك هنا....سيبيني وانا هتصرف 

نظرت إليه بعصبيه من بين دموعها : هتتصرف تعمل ايه ؟!.

افلتت الغضب من لسان هادي : هعمل اي حاجه ولو حكمت هجيب حد يشيلها مكانه !

لاح الاستنكار بعيون وصال بينما تقول بلسان ثقيل : عاوز تشيل حد بريء جريمه زي دي !

هتف هادي بضيق : اعمل ايه يا وصال ....اسيب دياب مرمي في الحبس 

هزت وصال راسها ببكاء : لا بس متظلمش حد غيره ...امسكت يده وتابعت برجاء : دور عليها ....دور عليها يا هادي 

اوما هادي وقال برفق : حاضر ...مش هيغمض ليا جفن الا لما الاقيها بس خليني اخدك اروحك ....!

..........

....


تلفتت احسان حولها قبل أن تسرع تغطي وجهها بطرحتها السودا وتسرع تجاه منزل قدوره وتطرق بابها 

: في ايه يا قدورة ؟!

قالت قدورة بغل وحقد : عاجبك اللي عملته حماتك 

قالت احسان ببرود : وانا مالي باللي بينكم 

نظرت لها قدورة بغيظ لتتابع احسان : قولتلك حميده ملهاش كبير ولا ليها امان وزي البحر قلابه بعتيني عشانها 

قالت قدورة باستدراك : واهو احنا فيها ودلوقتي مصلحتنا واحده 

نظرت لها احسان بعدم فهم لتتابع قدورة بفحيح : بدل ما انتي عاوزة تخلصي من العيل ابن نشوي ...ما تخلصي من حميده 

هبت احسان من مكانها وكأن لدغتها حيه لتمسك قدورة بيدها وتجلسها هاتفه : مالك يا بت اتفزغتي كده ليه ....ماهو انتي كنتي عاوزة تخلصي علي الواد مع أنك لما تزيحي الواد من الدنيا مش هتكسبي حاجه 

تابعت نفث سمومها : إنما بقي لما تزيحي حميده هتكسبي كل حاجه وتبقي ست الدار وام الواد 

لمعت عيون احسان بينما اخذت قدورة تزين لها مكاسبها من موت حميده .

: بس ...بس انا اخاف اموتها وادخل السجن

قالت قدورة بضحكه شريرة : وانا قولت يا غبيه اقتليها بسكينه ....نظرت لها احسان باستفهام : امال ايه ؟

قالت قدروة بخبث : اهو في حاجات كتيره تخلصي بيها عليها من غير ما حد يدري 

لمعت عيون احسان لتتابع قدورة : سيبيني كام يوم أرتب لها 

.........


تلفتت دنيا حولها بينما ترتد أنفاسها التي تخرج متلاحقه من شفتيها التي توارت خلف طرحتها التي رفعتها تغطي بها وجهها الذي لا يظهر منه إلا عيناها التي امتلئت خوف وهي تنظر بشتات هنا وهناك قبل أن تركض مسرعه من خلف تلك الأشجار وقد انهكها الهروب وسرعان ما أخذها عقلها الي هذا المكان ....شهقت احسان واتسعت عيناها بهلع ما أن تفاجأت بهذا الخيال الاسود امامها بينما كانت تغلق البوابه ....انزلت دنيا الطرحه من فوق وجهها لتزداد عيون احسان اتساعا ما أن همست دنيا برجاء : هششش يا احسان ده انا !

نظرت إليها احسان بعيون متسعه لتتابع دنيا بأنفاس لاهثه وعيون امتلئت بالدموع : خبيني يا احسان ....ابوس ايدك خبيني!

ابتلعت احسان بينما مازالت ملامح المفاجأه مرتسمه علي وجهها لتمسك دنيا يد احسان بين يدها المرتجفه وهي تترجاها : ابوس ايدك يا احسان خبيني ... هيخلصوا عليا ...هيشنقوني .....انا وانتي غلابه زي بعض وملناش تمن ....خبيني يا احسان 

اخيرا استطاعت احسان أن تخرج كلمه من بين شفتيها وهي ترمش باهدابها : اخبيكي فين وازاي 

قالت دنيا برجاء وهي تبكي : في أي حته .....اي حته يا احسان ...ابوس ايدك يااختي انجديني !

لاح الرفض والخوف من العواقب علي ملامح احسان بينما تترجاها دنيا التي انتفضت من مكانها علي صوت حميده التي وقفت اعلي الدرج تهتف بغضب : بت يا احسان 

توارت دنيا سريعا خلف أحد الأشجار بينما قالت احسان بتوتر : أيوة يا امه 

هتفت حميده بسخط : بقالك ساعه بتقفلي الباب 

قالت احسان سريعا ويدها ترتجف بينما تغلق البوابه : اهو حالا يا امه 

عادت حميده الي الداخل لتهمس احسان لدنيا : خليكي في الجنينه اللي ورا وانا شويه وهرجعلك لما حميده تنام 

اومات دنيا التي كانت ترتجف من الخوف والبرد ..!

..........

....

حملت احسان اطباق الطعام الذي لم تمسه حميده بينما انشغل بالها علي ابنها ....يا امه هو هادي لسه مش بيرد عليكي ؟!

زجرتخا حميده بسخط : وانتي مالك ...غوري شيلي الاكل ونضفي المطبخ يلا 

اومات حميده ليتشعشع الحقد بملامحها وتتجلي امامها كلمات قدورة ..!

........

......

نظر ماجد الي هادي بدهشه فهمها هادي الذي قال بقليل من السخريه : ايه يا بوي حد قالك عننا معندناش اصل ولا ذوق ...انت ضيف بنت عمك يعني ضيفي 

قال ماجد بتهذيب : طبعا يا معلم ....انا بس مش عاوز اسبب ازعاج ليكم ...كده كده في سكن الدكاتره وانا هبات فيه 

هز هادي رأسه وقال بإصرار : لا يمكن ...انت وزملاتك هتقعدوا في دار ليكم معززين مكرمين 

قال ماجد بامتنان : شكرا يا معلم 

اشار هادي لأحد صبيانه : واد يا عشري ...خد الدكاتره علي البيت اللي في الجهه الشرقيه وتخلي حامد يفضل معاهم يشوف طلباتهم والصبح تجيبهم علي المستشفي 

اوما له عشري ليقول ماجد له بلياقه : الف شكر يا معلم 

: علي ايه يا بوي ...!

.........

لم يحتمل دياب الكبير عويل وبكاء مهجه التي لم تتوقف عن البكاء وصك صدرها : ابني راح مني ...هتسيب ابني يا ابويا مرمي في الحبس 

مالت علي يده : ابوس ايدك يا ابويا سوف حل .... ابوس ايدك 

ربت دياب الكبير علي كتفها وأشار لسناء خديها يا بنتي ترتاح 


.........

....

تلفتت احسان حولها بينما سبقتها خطوات دنيا التي ركضت علي أطراف أصابعها كما اشارت لها احسان الي الاعلي حيث سطح المنزل ....فتحت لها أحدي تلك الغرف التي تربي بها حميده الطيور لتدفعها داخلها هاتفه بهمس : خليكي هنا يا دنيا ...اهو لغايه ما تشوفي هتعملي ايه 

قالت دنيا بامتنان : الله يسترك يا احسان يااختي ...ده انتي ربنا بعتك ليا من السما 

لمعت عيون احسان بالخبث بينما تردد بداخلها : محدش عارف ربنا بعت مين لمين 

نزلت إلي الأسفل وعادت لتصعد مجددا وهي تحمل صينيه صغيرة عليها بعض الطعام الذي انقضت عليه دنيا بنهم تشكر احسان وهي تلوك الطعام بين شفتيها : حبيتي يا احسان ده انا كنت هموت من الجوع 

سحبت احسان أحد الأواني وقلبته لتجلس عليه بينما تنظر إلي دنيا التي تلتهم الطعام بشراهة لتسألها : الا صحيح يا بت لهو دياب اللي قتل اختك ولا انتي 

اهتزت نظرات دنيا وتوقف فمها عن مضغ الطعام لتتابع احسان : ده انا سامعه أن البلد كلها والحكومه بيدورا عليكي بعد ما كانوا بيقولوا دياب اللي قتلها 

نظرت إلي دنيا وتابعت بمكر : وانا لو حد عرف اني خبيتك...قاطعتها دنيا تشجعها : محدش هيعرف...وبعدين يا بت ده كله في مصلحتك 

ضيقت احسان عيناها وسألتها : ايه مصلحتي؟! 

قالت دنيا بمكر : انتي عاوزة تنجدي الدكتورة وتخلي ضهرها يجمد بأخوها ولا يتسجن ويغور 

قالت احسان تسايرها : يغوروا هما الاتنين 

أنهت دنيا الطعام لتمسح فمها بطرف جلبابها بينما تحمل احسان الصينيه وتضعها جانبا قبل أن تخرج من جوارها سكين لمع نصلها!!

.................

.....

نظر ياسين الي الممرضه التي قالت : يا معلم بس 

قال ياسين برجاء : هطل عليها خمس دقايق واطلع علي طول 

اومات الممرضه وقالت : بس بسرعه يا معلم احسن انت عارف الحاله وان الحكومه كل شويه تيجي والدكاتره والدنيا مقلوبه 

اوما ياسين الذي دخل الي تلك الغرفه الموضوعه بها سمر والتي جاهد الأطباء بتلك المعدات البسيطه محاوله إنقاذها ....نظر لها بشفقه كبيرة وفاض بما يحمله صدره 

: مش عارف انتي مظلومه ولا لا بس قلبي بيقولي انك مظلومه وانا اتعودت امشي ورا قلبي واللي بحس بيه ومن يوم ما شوفتك وانا حسيت انك بنت حلال ... بلاش تسيبي الدنيا بدري كده ده انا كنت ناوي اعوضك عن كل اللي شوفتيه وقولت ربنا أراد يجعلني في طريقك لأجل كده ...!

.......


....


تراجعت دنيا بخوف ما أن وقعت عيناها علي تلك السكين لتقول احسان بضحكه ماكره : مالك يا بت خايفه كده ليه ؟!

ابتلعت دنيا لتتابع احسان وهي تمد يدها لها بتلك السكين : خليها معاكي عشان لو حد عرف مكانك تدافعي بيها عن نفسك 

قالت دنيا بتوتر : وهو مين يعرف مكاني 

قالت احسان وهي تتظاهر بالطيبه : محدش يااختي انا بقول بس أمني نفسك وحطيها تحت راسك محدش عارف فيه ايه 

اومات دنيا ووضعت السكين اسفل تلك الفرشه الباليه التي أعطتها لها احسان التي تركتها ونزلت وعقلها يدور بذلك المخطط الجهنمي الذي رسمته !!

.........

أغلقت وصال هاتفها بعد أن اتصل بها ماجد واخبرها بآخر مستجدات حاله سمر ولا تنكر أنها تفاجئت بتصرف هادي المهذب معه 

لتتصل به وتشكره 

: انا عملت الواجب يا وصال 

قالت وصال بامتنان : ربنا يخليك ليا ...انت فين ؟!

قال هادي وهو يفرك وجهه : مع الرجاله بندور علي البت 

قالت وصال وهي تنظر في ساعتها : بس الوقت اتاخر 

قال هادي بتسويف : ساعه ولا ساعتين ...انا خايف تعرب برا البلد ولازمن افضل وراها ...ارتاحي انتي ومتشغليش بالك بيا 

أغلقت ووضعت الهاتف بجوارها وتستند بظهرها الي الاريكه تغمض عيناها لعلها ترتاح بينما اثقل الحزن كاهلها 


..........

....

سحبت احسان نفس عميق بينما عيناها الخبيثه تتحرك من اعلي حيث سطح المنزل بينما تركت دنيا الي اسفل حيث غرفه حميده النائمه .....ابتلعت بينما تخطو تجاه غرفه حميده لتفتح بابها بهدوء وتخطو بضع خطوات ناحيه فراش حميده التي كانت أنفاسها تعلو وتهبط لتنظر احسان الي وجهها بضع لحظات تتملي منها بشماته قبل أن تنتفض حميده من نومها علي صوت احسان التي زيفت الخوف والرجفه وهي تقول : امه حميده ...امه حميده 

انتفضت حميده تسألها بفزع : في ايه يا بت ؟!

ابتلعت احسان وقالت بتعلثم وخوف مفتعل : معرفش يا امه بس في صوت حد علي السطوح 

عقدت حميده حاجبيها : حد ...حد مين ؟!

قالت احسان بخوف زائف : معرفش يا امه ...انا سامعه دربكه جامده وخبط والبط والفراخ صوتهم عالي ...انا خايفه يكون حرامي ولا حاجه !!

أزاحت حميده الغطاء من فوقها وغادرت الفراش لتبتسم احسان بخبث بينما تري امراه مثلها لا تخاف شيء ولا تدري شيء عما رتبته لها معتمده علي شجاعتها 

لتقول بخوف زائف وهي تمسك بحميده التي اتجهت بقلب جامد الي الدرج المؤدي لسطح المنزل : بلاش يا امه تطلعي ...انا خايفه عليكي 

قالت حميده بجراه : متخافيش ... خليكي انتي ورايا عشان اللي في بطنك 

أقامت احسان الافراح بينما لم تتوقع جساره حميده لتقول بقلق مفتعل : افرضي حرامي يا امه ...انا خايفه عليكي 

سحبت حميده أحدي العصي من جوار باب السطح الذي فتحته قائله : متخافيش 

تسللت علي أطراف اصابعها وخلفها احسان تتباطيء بخطواتها بينما حميده تنظر في غرفه تلو الأخري من غرف الطيور وها قد أصبحت بضع خطوات هي الفاصله بينها وبين الغرفه التي تختبئ بها دنيا وهنا جاء دور احسان التي قالت بصوت عالي قصدت أن تسمعه دنيا وتنتبه: خلاص يا امه معادش فيه إلا الاوضه دي ....!

ابتلعت دنيا وهي تستمع الي هذا التحذير لترتجف يدها سريعا بينما مدتها الي جوارها تبحث عن هذا السكين ....!

........

.....

سحبت احسان نفس عميق تتخيل ما سيحدث وتشحذ قوتها لتصرخ ما أن تغرس دنيا السكين بقلب حميده لتمر لحظات وكأنها ساعه بينما تخطو حميده الخطوه الفاصله ويد دنيا تمتد الي السكين وإحسان تتفس بصوت عالي وهاهي اللحظه الفاصله والتي فتحت بها حميده الباب الخشبي لتتسع عيون دنيا التي رفعت يدها بالسكين في وجه حميده الاي تفاجئت بوجودها ....لحظات وكل شيء يسير كما رتبت احسان جيدا دون أن تحسب حساب لترتيبات القدر فهاهو حجر صغير كان في طريق دنيا التي تعثرت به لتتقهقهر الي الخلف وسرعان ما كانت تتلقي ضربه من حميده بالعصا التي بيدها لتصرخ دنيا بينما بقوة وعصب كانت حميده تنقض عليها وتجذبها من شعرها صارخه بإحسان ...امسكيها معايا يابت 

.... صرخت دنيا وحاولت مقاومه يد حميده التي أطبقت علي شعرها ومالت لتأخذ السكين الذي وقع من يدها بينما تباطأت احسان لتمهل دنيا الفرصه 

ولكن حميده كانت الاسرع بينما سرعان ما جذبت أحدي قوالب الطوب الاحمر وانهالت به بضربه علي رأس دنيا التي سالت الدماء من راسها !!

...........

.....

نظرت وداد الي أخيها برفق وقالت : يا اخويا ما هو انت عملت اللي عليك وقولت كلامك مضايق نفسك ليه 

قال ياسين بحزن : فكرت كلامي هينجد دياب بس الضابط قالي مفيش دليل ولازمن يلاقوا البت دي 

نظرت له أخته برفق : هيلاقوها يا اخويا ...وهي هتروح فين ؟!

زمت شفتيها وتابعت : يابوي علي الزمن اللي بقينا فيه ...بقي اخت تعمل كده في اختها ياتري كان ايه اللي حصل بينهم 

قال ياسين بضيق : مهما يكون حصل ....اااه يا ناري لو اطولها 

........

.....

زجرت حميده احسان بينما تلوح بتلك السكين أمام وجه دنيا التي ربطتها الي أحد المقاعد بالحبال : بقولك اربطي أيدها ورجلها وانتي واقفه تربطي خشمها 

قالت احسان بتعلثم بينما انهارت كل خطتها : ماهو يا امه بدل ما تصرخ 

هتفت حميده بسخط : ما تصرخ يا اختي 

زجرت دنيا لتفتح عيناها بينما انساب خبط الدماء علي جبينها : اه منك يا ملعونه ...بقي انتي جالك قلب تستخبي في بيتي. ..ده انتي دمك حلال 

نظرت دنيا الي احسان التي زجرتها : يلا غوري من هنا واياك تيجي هنا تاني 

نظرت لها حميده باستنكار : هي مين اللي تغور 

قالت احسان بتعلثم : بنت الحرام دي ....تغور من هنا ولا يعني نخليها وتجيب لينا مصيبه 

رفعت حميده حاجبها : وتجيب لينا احنا مصيبه ليه ....المصيبه جايه ليها 

زجرتها وتابعت : اطلعي يا بت هاتي تليفوني خليني اكلم هادي يشوف هيعمل ايه في البت دي !

هزت دنيا راسها وحاولت أن تتحدث بينما خرجت همهمات من بين شفتيها المكممه لتزجرها حميده : اكتمي يا بت !

وقفت احسان مكانها لتزجرها حميده : لساتك واقفه ...بقولك اجري هاتي تليفوني 

قالت احسان بتوتر : ماهو ..ماهو يا امه ما نسيبها هنكلم هادي ليه ويجيبوا رجله في الموضوع متعرفيش بنت الحرام دي ممكن تقول ايه 

هزت حميده راسها : اسمعي الكلام يا بت ....!

فركت احسان يدها بينما تعيد حميده الاتصال بهاتف هادي الذي تركه في سيارته فلم يسمعه 

وهو يقابل رجاله من الجهه الأخري للمقابر التي فكر أن تكون قد اختبأت بها ليقول أحد الرجال بانفاس متهدجه : ملقنهاش يا معلم 

اوما هادي وأشار لهم : كلمت سواقين البيجو 

اوما الصبي : اه يا معلم وكلهم محدش منهم اخد زبونه زيها 

حكت حميده راسها بينما للحظه كادت احسان تتنفس الصعداء حينما لم يجيب هادي لتفكر أن تثني حميده وتجعلها تترك دنيا لتتسع عيناها بينما وضعت حميده الهاتف علي أذنها : أيوة يا مرات ابني 

قالت وصال بقلق بينما استغربت اتصال حميده بها بمنتصف الليل : مالك يا طنط ...انتي كويسه ؟!

قالت حميده باقتضاب : هادي فين ؟!

قالت وصال بصوت واهن : لسه مرجعش .....بيدور علي مرات دياب 

ضحكت حميده بانتصار وقبل أن تغلق استدركت قائله : تعالي عاوزاكي 

لم تسأل وصال بينما أدركت أن هناك شيء ملح لتطلب منها حميده أن تاتي إليها لأول مره 

لتسحب معطفها وتضعه فوق ملابسها وتسحب مفتاح سيارتها وتسرع الي بيت حميده القريب !

نظرت احسان الي حميده ولم تفهم للحظه ما تنتويه وهي تقول لها ....روحي افتحي الباب وسيبيه مفتوح وتعالي اتداري هنا 

نفذت احسان دون فهم بينما حميده قررت أن كل شيء لابد أن ينتهي الليله !

أسرعت وصال بجسد منهك تخطو تجاه الباب الذي استغربت أنه ترك مفتوح لتنادي ...طنط حميده 

تعالي صوت حميده التي وقفت أمام دنيا التي مازالت تنازع وتحاول فك وثاقها..تعالي يا مرات ابني 

اقتربت وصال ناحيه الصوت لتقف بوسط البهو وتتسمر عيناها مكانها ما أن وقعت عيناها علي دنيا المكبله بالحبال وحميده الواقفه امامها ترفع ناحيتها السكين !

انتفخ صدر حميده بالانتصار وهي تري ملامح وصال التي كانت وكأنها وجدت بغيتها : جبتلك براءه اخوكي !

اخرجت انفاس وصال وحاولت أن تجر ساقيها بينما انحشرت اسئله كثيره بحلقها ولكن زهو اللحظه منعها من أن تنطق بكلمه .....اخيرا استطاعت أن تتحرك لتنظر حميده الي ملامحها وتقول : مالك يا دكتورة ....شكلك مش فرحانه ؟!

هزت وصال راسها وقالت بلسان ثقيل ...لا بس ....بس ازاي 

قالت حميده وهي تهز راسها بينما اخذت نفس عميق وزفرته لتشحذ قوتها ولا تتراجع عن القرار الذي أخذته لذا أدارت رأسها حيث أمرت احسان أن تتواري وسرعان ما خرجت نبرتها قويه ...: احسان....تعالي يا احسان ؟!

عقدت وصال حاجبيها وببطء أدارت رأسها حيث نظرت حميده لتتباطيء أنفاسها مع كل خطوه تخطوها احسان ناحيتها واخيرا عرفت هويه الفتاه التي كانت تراها ....!

لحظه صعبه لا تصفها كلمات ولم تهز قلب حميده بينما اهتزت نظرات وصال وارتجفت شفتيها التي فقدت ابجديات الكلام بينما تتقدم احسان ببطء ناحيتها كما حال بطء نظرات وصال التي زحفت الي حيث بطن احسان المنتفخ !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !