الفصل الواحد والاربعون

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


ابتلعت احسان ببطء بينما وقفت مكانها تتطلع الي وصال بانتظار رد فعلها لتمر لحظات طويله ووصال واقفه مكانها بلا حراك وقد تركتها حميده دون قول أو توضيح اي شيء فقط أوقفت احسان امامها وتركت الباقي لعقلها يفسره  ....! 

شريط سينمائي مر أمام عيون وصال التي كانت تزحف ببطء ما بين وجه احسان وما بين بطنها المنتفخة وبدء عقلها يضع الأجزاء الناقصه بمكانها بتلك الاحداث التي مرت عليها وتركت اسئله بلا اجابه بل اسئله مجوفه والان اصبح كل شيء منطقي ....الان ادركت من تلك التي كانت تقف بالشرفه والان بدأت تفسر سبب غضب هادي كلما أتت الي هذا المنزل ...الان بدأت تتبين الحقيقه وليتها لم تفعل ..!

نعم هذا كان أول ما صرخ به قلبها الذي شعرت به ينقبض داخل صدرها وتعتصره قبضه مؤلمه جعلت ساقيها لا تتحرك عكس حال تلك الدمعه الحاره التي شقت طريقها عبر حلقها الجاف ولكنها جعلت اخر طريقها هو عيونها التي اهتزت بينما أمسكت وصال بتلك الدمعه بداخلها لتقف علي بوابه اهدابها عاصيه ترفض إطلاق صراحها وهي تتساءل أن كانت ستمنح حميده نشوه الانتصار ورؤيه دموعها !! 

هل كذب عليها وهو متزوج بأخري .... طوال هذا الوقت وهي تشعر بأن هناك شيء أو شعور خفي لا تفهمه ....أنه كان يخفي عليها شيء طوال هذا الوقت ...نعم بدء عقلها يربط ويضع القطع الناقصه بتلك الاحجيه ولكن احجيه جديده تكونت وبها فراغات لا تنتهي واسئله بلا اجابه ....اسئله مؤلمه جعلت الالم بقلبها يزداد وهي تشعر بأن سكين غادر قد انغرس به ...! 

بخطوات قويه ثابته تحركت حميده ناحيه وصال بينما امتلئت نظراتها بلمعه النصر ....انتصار اظهار الحقيقه التي كبلت يدها طوال تلك المده ...!

ارتسمت شبه ابتسامه علي طرف شفاه حميده التي قالت وهي تعترف بفطنه وذكاء وصال والتي لم تسأل ولم تستفهم بل فهمت كل شيء حتي وان كانت ما تزال بقيه التفاصيل مفقوده إلا أن كل شيء أصبح واضح امامها : انا قولت برضه أن عقلك كبير وهتفهمي كل حاجه لحالك 

وضعت يدها علي كتف وصال التي اجفل جسدها من لمسه حميده بينما رأت يدها بتلك اللحظه وكأنها مخالب حاده تنهش بقلبها وهي تتابع ببرود اسنان ليث قاسي : بس قبل ما عقلك يجيب ويودي بزياده خليني اقولك اللي فيها ....نظرت إلي احسان ثم عادت لتنظر الي وصال وهي تتابع : هادي لا هو اتجوزها عليكي ولا كذب لما قال إنه طلقها ...! 

ببطء أدارت وصال عيناها التي تحجرت بها دموعها العاصيه لتهز حميده راسها بتأكيد وكأنها رحيمه بها : أيوة يا مرات ابني ...الكذب خيبه وهو في دي مكدبش ....كان مطلقها 

رسمت التأثر علي عيونها وهي تتابع: بس نعمل ايه بقي ...!! 

يوم ما كان رايح يخطبك احسان جت وقالت إنها حامل وانا مش هكذب واقولك طاوعته لا وقفت له وقولتله بلاها من جوازه بنت مهجه واهو ربنا بعتلك اشاره ...رد مراتك وربي ابنك اللي بتترجاه من الدنيا بينك وبين امه بس هو صمم وراح وطلبك 

سخريه مريرة ملئت حلق وصال التي أخذت كلمات حميده تتجسد أمام عيناها وتنسج ذلك المشهد بينما تتابع حميده بلا شفقه : كمل في جوازته منك وخبي موضوع العيل بس مفيش حاجه بتستخبي طول العمر ...مش كده ولا ايه ؟!

لم تلقي رد من وصال لتمرر يدها مجددا علي كتف وصال ولكن تلك المره تشعشعت الشماته بنبرتها بينما تتابع : اهو كده انتي عرفتي كل حاجه وعرفتي ابني مكانش بيتني ليكي كلمه ليه ...؟! لوت شفتيها وتابعت متبرطمه : ماهو كان علي رأسه بطحه !

انتهت من إيصال مغزي كلماتها لوصال بأن كل ما عاشته معه من سعاده كان فقط ليخفي كذبه وانتصرت حميده التي جعلتها تفهم أن ما يفعله هادي معها ليس حب والان فقط استردت صورة ابنها في عيونها ...!!

كل ما سمعته وصال كان اقوي من احتمالها ولكن هذا لم يشفع لها عند حميده التي قررت أن تنهي كل شيء ببساطه كما اوهمها عقلها فهي وضعتها أمام الأمر الواقع وستقبل به ..!

ابتلعت احسان ببطء مجددا بينما تتطلع الي وصال التي تساءلت اين رد فعلها ...هل ستقبل كما ظنت حميده ؟!.اين غضبها اين صراخها اين اعتراضها ...؟!

هل كسبت حميده الرهان وقبلت وصال و انتهي !!

طال صمت وصال التي كانت كمن بوغت بضربه قاتله علي رأسه فاصابها الشلل وتغلب وجع قلبها المغدور علي عقلها لتشعر بالعالم يدور من حولها وتلتف أحدي ساقيها بالآخري وتكاد تستسلم لتلك الدوامه السوداء التي داهمتها لولا أن أسرعت تتمسك بطرف المقعد وتسرع حميده تمسك بكتفها وتجلسها عليه وهي تقول بتأثر زائف : لا لا اجمدي كده ...لهو كان ايه اللي حصل ...ولا انتي اول ولا اخر واحده جوزها يبقي له عيل من واحده تانيه !!

اااه من وجع القلب المنكسر بينما تزيد حميده من وجع جرحها وهي تضع عليه الملح لتلتهب حرارته أكثر بينما توجعها بتلك الكلمات !

ربتت علي يدها وتابعت بثبات وهي تنظر بعيون وصال دون شفقه  : بصي يا بت مهجه ولا بلاش خليني اقولك يا بتي ...ماهو انتي مرات ابني وزي بتي برضه انتي لازمن شيفاني جبروت ولا قاسيه بس انا ام زي ما انتي هتكوني كمان كام شهر ...واللي بعمله دلوقتي ده لصالح ابني ...ماهو اصل السر ده مكنش هيستخبي كتير وابني عايش زي الي علي رأسه بطحه وانا ام وقلبي موجوع علي ابني اللي هيبته تقف قدام رجاله بشنبات ويصعب عليا اشوفه قدامك مكسور وخايف من سره فقولت اعرفك عشان انتي عاقله ومش هتخسري كل حاجه !!

هل هناك ما ستخسره بعد خساره قلبها وحياتها التي كانت كما ضربها زلزل لتتابع حميده بحسابات تختلف عن حسابات وصال : ربك عطاكي العيل والمال من جوزك يبقي تحمدي ربك واهو كمان كملها وبعت علي ايدي براءه اخوكي يبقي عاوزة ايه اكتر من كده ! 

انتبهت أحسان الي دنيا واهتزت نظراتها بينما تابعت  حميده وهي تكرر كلماتها : اخوكي اللي كان هيفضل في السجن وتعيشي انتي واهلك مقهورين و موطين راسكم بفضل الله اهو جبت لك البت متكتفه قدامك ...شوفي بقي دي كبيرة اد ايه ...! 

استغلت احسان الفرصه واقتربت من دنيا تهمس لها : 

اسمعي يا بت انتي خلاص كده كده ضعتي ووقعتي متخسريش كل حاجه ....نظرت لها دنيا بغل لتتابع احسان بتحذير : انا اللي فاضله ليكي ....اهو أشد لك  محامي واطل عليكي في السجن إنما لو غدرتي وجبتي سيرتي اني خبيتك محدش هينجدك وهتترمي في السجن ....زدادت نبرته خفوتا بينما تتابع : اختك لسه مماتتش ! 

اتسعت عيون دنيا بمفاجاه وحاولت أن تتحدث من خلف وثاق فمها لتهز احسان راسها وتتابع بهمس : أيوة لسه بتعافر..... يعني لو شديت ليكي محامي شاطر يمكن يطلعك منها .....بدأ الاقتناع يلمع بعيون دنيا لتتابع احسان بمكر : 

وكمان جايز اروح اتحايل علي اختك تسكت ومتجبش سيرتك وانتي عارفاها هبله ويمكن متقرش عليكي ....رفعت حاجبها وتابعت :  يبقي متجبيش سيرتي عشان هنفعك 

هزت دنيا راسها بينما لمع الامل بداخلها في إيجاد ذهبها ما دامت اختها ما تزال علي قيد الحياه ...! 

فقط ذلك الذهب هو ما تفكر به ! 

انتفضت احسان من مكانها بينما زجرتها حميده : بت انتي ! 

التفتت احسان لها : نعم يا امه 

هتفت حميده بسخط : واقفه بتكلميها في ايه 

هزت احسان راسها وقالت بتعلثم : ابدا بشد الرباط علي بوقها بدل ما تصرخ 

زجرتها حميده وهتفت بنبره أمره : سيبي بنت المركوب ويلا اطلعي فوق 

اومات احسان بطاعه وهي تنظر إلي دنيا تؤكد اتفاقهم بينما تقول : حاضر يا امه 

هل تحتاج حميده لأن تجعل وصال تري هذا المشهد تحت عنوان أنها الأمر الناهي ...نعم بمنظور حميده التي التفتت الي وصال وتابعت بثبات : 

يلا يا دكتورة قومي علي حيلك خلاص ادي انتي عرفتي الحقيقه وخلصت..... كده كده كنتي هتعرفي

وضعت يدها علي كتفها وتابعت : بكره تعرفي ان كان عندي حق لما تلاقي ابنك زي ما انا لقيت ابني قدامك ...! 

نظرت لها وتابعت بلا شفقه : انا نفسي افرح بخلفه ابني والبلد كلها تعرف مش هفضل مداريه حفيدي عشان خاطرك ....!

غص حلق وصال بينما كانت تستمع الي حميده بصمت من هول صدمتها التي أصابت عقلها بالشلل لتتظاهر حميده بأنها استدركت حديثها بينما تتابع : اوعي تحطي في نفسك ولا الغيره تعرفلك طريق ...انتي اللي مراته وهي حيا الله ام الواد ويا عالم ....

تركت جملتها بلا تكمله ووصال لم تكن تستمع من الأساس لتنظر حميده الي صمتها الذي طال وتقول بتعقيب : هو انا هفضل اتكلم لوحدي ما تقولي حاجه يا مرات ابني 

رفعت وصال عيناها التي تحجرت بها الدموع ونظرت الي حميده وهي تتساءل 

ماذا تقول وماذا تريدها أن تقول لتسحب حميده نفس وتزفره بنفاذ صبر وهي تتابع : انا قولت اللي عندي ومستنيه كلامك 

اخيرا خرج صوت المتحشرج :  عاوزاني اقول ايه ؟!

قالت حميده ببرود بينما صمت وصال لم تكن تنتظره : 

تقولي رايك ؟! 

هزت وصال كتفها وقالت وهي تنقي حلقها : رأيي في ايه ؟! 

هتفت حميده باحتدام : في اللي بقوله ....!!

زمت شفتيها وتابعت : بلاش رايك ...قولي ناويه علي ايه؟!  

نظرت لها وصال بسخريه مريرة : تفتكري اللي مكاني هتنوي علي ايه ؟!

قالت حميده باحتدام : ماليش دعوه ومحدش مكانك شوفي مصلحتك 

نظرت لها وصال باستهجان : مصلحتي ؟! 

اومات حميده قائله : معلوم مصلحتك 

وضعت يدها علي كتفها وتابعت : مصلحتك بتقول انك تسيبي المركب تمشي زي ما كانت ماشيه بس بدل ما كانت ماشيه علي عماكي ادي انتي عرفتي اللي فيها وفوق كل ده البت أهي وبراءه اخوكي قصادها وانا هبلغ الحكومه عن البت وانتي وسمعتي الكلمتين وقولتلك أنه مطلقها يعني خلصت وترجعي بيتك 

زفرت حميده وتابعت :  احنا ولاد النهارده والعيل اللي جاي لاحسان هيجي ليكي زيه يعني تفرقي عنها حته انك مراته  والبت احسان يادوب ام الواد اللي جاي ....وضعت يدها علي كتف وصال وتابعت بخبث : 

يلا ارجعي بيتك ومتشغليش بالك بأخوكي كلها كام ساعه ويكون في بيته وهادي قولي له انك عرفتي واعمليها بجميله وهو هيشيلهالك ....مالت ناحيتها وتابعت بخفوت مشدده : بس لما تقولي له إنك عرفتي تقولي انك عرفتي وخلاص  مش انك عرفتي مني ماهو مش هيبقي جزاتي اني جبت براءه اخوكي وعرفتك الحقيقه انك تزعلي ابني مني .....!!

نظرت حميده بخبث تجاه وصال ثم مالت ناحيه أذنها تهمس : ولو لابد يعني تقولي له انتي عرفتي منين ....نظرت بطرف عيناها تجاه اعلي الدرج ثم تابعت بخبث شديد : قولي له إنك عرفتي منها وانتي عارفه اللي هيحصل بعدها وزي ما قولتلك اعمليها بجميله 

لم تستوعب وصال حسبه حميده لتهتف باستنكار : انتي ازاي  كده 

زمت حميده شفتيها هاتفه : شكلك مش عاوزة اخوكي يطلع من الحبس 

عقدت وصال حاجبيها واستجمعت طاقتها وهي تقف أمام حميده ؛ قصدك ايه .....انتي بتساوميني 

قالت حميده بحنق : مفهمتش كلامك ده ....انا قولت اللي عندي والكلام خلص ....عاوزة البت وتطلعي اخوكي ولا ترجعي بيتك والبت تروح مكان ما كانت !!

.......

.....التقف عشري أنفاسه بينما يسرع تجاه هادي قائلا : برضه ملهاش اثر يا معلم 

حك هادي جبينه بقوة وزفر قائلا : هتكون راحت فين ....الأرض انشقت وبلعتها 

هز عشري كتفه بقله حيله ليتنهد هادي لحظه ثم ينظر إلي عشري ويهتف بعزيمه : هنلاقيها بأمر الله .... يلا خلينا نجيب البلد من اولها لأخرها تاني 


..........

....

دارت احسان حول نفسها تفكر بلا هواده فيما فعلته 

حميده والذي لا تستطيع أن تفهم المغزي منه ....هناك مخطط اكبر مؤكد برأس تلك المراه الخبيثه ...!

فتحت احسان الباب بهدوء وتسللت علي أطراف أصابعها ووقفت تحاول أن تسترق السمع من اعلي الدرج بلا جدوي لتحك ذقنها وتعود مجددا الي غرفتها وتقع عيناها علي هاتف حميده ...!!

............

....

تجاهل هادي رنين هاتفه مره واثنان ولكن في الثالثه كان يجيب : أيوة يا امه !

خفضت احسان صوتها بينما تقول : أيوة يا هادي أنا احسان 

أوقف هادي سيارته جانبا وهتف بصوت متلهف : في ايه يا بت ..امي حصل ليها حاجه ؟!

هزت احسان راسها وهي تقول بخفوت : لا ...امك كويسه بس في حاجه حصلت لازم اقولك عليها !

هتف هادي بصبر نافذ : انطقي علي طول 

زفرت احسان أنفاسها التي حبستها بصدرها بينما لا تدرك أن كانت تسرعت ام لا ولكنها ستغامر حتي لو كانت بتلك المغامره ستخسر جانب حميده الذي لا تأمنه بكل الاحوال لذا هتفت سريعا : امه حميده جابت مراتك هنا وقالت لها علي كل حاجه ...!

احتبست انفاس هادي بصدره وللحظه شعر بلسانه يثقل والعالم يدور من حوله لتتابع احسان أخباره بما حدث والذي دار في فلكه ككلمات مشتته لم يصل معظمها الي حواسه التي فقد الاتصال بها !

.........

......

مؤامرات ....!!

فقط مؤمرات هي كل ما أصبحت تراه وصال والتي حتي الان لم تكتشف الا قدر قليل مما حيك من خلف ظهرها لتنظر الي حميده التي ظنت أنها المسيطره الوحيده علي قواعد اللعبه بينما تتلاعب بالجميع لتصل إلي هدفها ....!!

وصال عرفت كل شيء وتخلصت من احسان بالوسط ...!

نفس يلو الاخر حاولت وصال أن تتنفسهم وهي تجاهد للسيطره علي عقلها وتفكيرها الذي ربما لن يصل الي سموم تفكير حميده التي رفعت عيناها تجاه وصال التي قامت من مكانها وتطلعت إليها للحظه قبل أن ترسم علي جانب شفتيها ابتسامه مستخفه وكأنها تخبرها من انتي لتضعي لي خطواتي !!

تقابلت نظراتهم لتعقد حميده حاجبيها بينما قالت وصال :  انتي عملتي كل ده ليه ؟!

قالت حميده بوجه جامد : عشان راحه ابني 

احتقن وجه وصال بحقد شديد لأول مره تشعر بلذعته داخل صدرها لتضغط علي حروفها وهي تنظر بعيون حميده وتهتف بوعيد : ابنك من اللحظه دي مش هيشوف راحه !!

اتسعت عيون حميده بينما اختلت الموازين وهاهي وصال تدفعها من اعلي قمه قوتها وتقف مكانها وتهتف بها متابعه : انتي مين عشان تقولي ليا اعمل ايه .....التوت شفتيها بالاستخفاف بينما تتابع : فاكره انك هتحركي الكل علي هواكي...!

............

....


نظر دياب الكبير الي علوان الذي قال باستنكار : يشنقوه ايه يا ابويا .... هو بالكلام اياك 

نظر دياب الكبير الي ابنه الذي تابع بإقناع : دياب معملش حاجه والحكومه هتعرف كده والمحامي اللي جبته من مصر قالي كده والبت هيجيبوها وشهاده ياسين أكدت كلام دياب 

قال دياب بحسره : ولما هو كده حبسوه ليه ؟! 

قال علوان بجديه : إجراءات يا ابويا لغايه ما يلاقوا البت 

نظر له دياب الكبير بشك ليتابع علوان : يا ابويا الله يرضي عنك متبصش ليا كده ....انا متاكد من كلامي وكل اللي قولته في كوم وكلام البت اللي في المستشفي كوم تاني ...ماهو مسيرها تقوم علي حيلها وتقول كل حاجه 

نظر إلي أبيه وتابع : الواد ابن عم وصال دكتور شاطر وقالي طالما الحاله مش بتتأخر يبقي هتقوم منها 

وضع يده علي كتف أبيه وتابع برفق : استهدي بالله يا ابويا وقوم معايا كل لقمه وريح شويه 

هز دياب الكبير رأسه وقال بصوت متحشرج : محطش الزاد في بوقي والغالي دياب في الحبس 

تنهد علوان قائلا : ياابويا دياب راجل ومتحمل وكل اللي شايل همه هو انتوا ...الله يرضي عنك بدل ما تقع من طولك قوم معايا 

هز دياب الكبير رأسه بإصرار لينظر علوان الي هاتف أبيه الذي تعالي رنينه وسرعان ما يناوله له قائلا بقلق : دي وصال 

اجاب دياب الكبير سريعا : وصال

في ايه يا بتي 

عقد علوان حاجبيه حينما وجد أبيه يقوم من مكانه : 

في ايه يا ابويا ؟! 

قال دياب الكبير باقتضاب : تعالي معايا يا علوان 

: فهمني في ايه ؟!

هز دياب الكبير رأسه قائلا : معرفش ...وصال بتقولي اجي بيت حماتها 

عقد علوان حاجبيه بعدم فهم مرددا : حميده !!


.............

.....

احتقن وجه حميده بالغضب وهددت وصال : انتي  بتشتري عداوتي لو فكرتي تقفي بعيلتك قدام ابني هتلاقيني واقفه ليكي قبلها 

نظرت لها وصال باستخفاف هاتفه : هنشوف مين هيقف قصاد مين بس دلوقتي انا برد ليكي جميلك !!

عقدت حميده حاجبيها لتميل وصال ناحيتها وتتابع بهمس ساخر : مش انتي كان قلبك عليا وقولتي ليا علي كل حاجه انا كمان قلبي عليكي وكلمت جدي عشان ياخد دنيا من هنا ويسلمها هو بدل ما تتاخدي في سين وجيم وايه جاب البت عندك ...!

احتقن وجه حميده لترفع وصال عيناها ناحيتها وتتابع بوعيد خفي : أما بقي بخصوص ابنك فقولي له اللي انتي عايزاه عشان أنا مش عاوزة اشوف وشه تاني !!

.........

....

استمعت وصال الي توقف صوت سياره بالخارج لتلقي الي حميده نظره كراهيه وتجر خطواتها الي ناحيه الباب الذي اسرع علوان يسبق أبيه ويسالها بلهفه : في ايه يا بتي ؟!

ابتلعت وصال غصه حلقها بينما تشير إلي الداخل : دنيا جوه

اتسعت عيون علوان بعدم فهم : جوه ....ازاي ؟!

قالت وصال بينما خارت قوتها التي كانت تتظاهر بها أمام حميده : بعدين يا خالي .... نظرت إلي جدها الذي لحق بعلوان وتابعت : خلينا نسلمها للبوليس ونطلع دياب 

خطت خطوه تجاه الباب وتوقفت بجواره بينما اسرع علوان ودياب الي الداخل والذي سرعان ما امسك بأبيه بينما توحشت نظراته وسرعان ما انقض علي دنيا صارخا بغضب : اااه منك يا بنت المركوب ده انا هدفنك مكانك 

امسك علوان بكتف أبيه وقال بعقلانية : متوسخش

ايدك بيها يا ابوي ...

انسابت دموع دنيا وهزت راسها بهلع بينما اتجه علوان ناحيتها وهتف بوعيد وهو يحل وثاقها : لو لسانك قال كلمه الا اللي حصل بحق هقطعهولك ... انطقي يابت ايه اللي حصل ! 

اومات دنيا بينما اخذت يدها وساقها ترتجف وعلوان يزجرها أن تنطق بما حدث ....( غصب عني ....كانت هتموتني وانا وانا ....انا كنت بدافع عن روحي ) 

مجددا قام دياب الكبير تجاه دنيا وانقض عليها  : ده انا هاخد روحك بأيدي 

ابعده علوان عنها قائلا بينما عاد ليكبل دنيا مجددا : بزياده يا ابويا 

اومات حميده توافق علوان قائله : متستاهلش يا حاج تتعب نفسك ...كلم الحكومه ياخدوها وهما يصطفوا معاها 

اوما علوان وقال بعقلانية : لا يا ست ام هادي احنا هناخدها النقطه عشان متدخليش في سين وجيم وايه جاب البت دي عندك 

اومات حميده قائله وهي تتغلب علي ارتجافه يدها من مواجهتها مع وصال والتي لم تسير كما انتوت: ماهي الدكتورة قالت كده برضه وعشان كده كلمتكم تتصرفوا 

التفت دياب الكبير تجاه حميده وضيق عيناه باستفهام وهو ينقل عينه بينها وبين وصال التي كانت واقفه بجوار الباب بصمت لم يفسره : الا بالحق يا ست ام هادي ....البت ايه اللي جابها عندك

قبل أن تقول حميده شيء كانت وصال تهتف بجدها : مش مهم يا جدي ...المهم خلينا نطلع دياب 

...........

.....


تلاحقت انفاس هادي كما تلاحقت كلمات احسان التي ختمت حديثها تترجاه : والله يا هادي امك اللي قالت لها وانا ماليش اي ذنب ....والله ما ليا ذنب هي اللي قالت ولو مش مصدقني أسأل مراتك !!

استمعت الي هدير تلك السياره لتسرع تجاه الشرفه وسرعان ما كانت تهتف بهادي: الحق بسرعه يا هادي ....الحاج دياب باينه جه تحت 

........


....بانتظار وترقب أمام قسم الشرطه وقف دياب الكبير كما حال علوان الذي كان كل بضع دقائق يتطلع الي ملامح وصال الشاحبه وعيونها التي امتلئت بالدموع المتحجره خلف اهدابها !


.........

....

بهلع قفز عشري من السياره التي خرج هادي منها وهو يحاول أن يتنفس ليسرع عشري ناحيته هاتفا بقلق : معلم هادي ....مالك يا معلم 

تابع هادي محاولته في التقاف أنفاسه وهو يميل واضعا يداه علي ركبتيه بينما عجز عن الوقوف بثبات ...لقد عرفت كل شيء ....!

ماذا سيفعل وماذا سيقول وكيف سيبرر ....اسئله كثيره هربت امامها كل شجاعته بينما تهدلت أجنحته ووقف كالطير الجريح لايدري ماذا سيفعل !!

....

........

التفتت احسان تجاه الباب الذي فتحته حميده ووقفت تمسك بالمقبض تتطلع الي احسان التي سيطرت علي توترها وهي تسأل حميده : في ايه يا امه ؟!

رفعت حميده حاجبها وهتفت بينما تنظر إلي ملامح احسان نظرتها الثاقبه : انتي اللي خبيتي البت مرات دياب هنا !

ابتلعت احسان التي اتسعت عيناها وهزت راسها بسرعه هاتفه بتعلثم : انا ...؟! لا طبعا يا امه وانا هعمل كده ليه يا امه ؟!

التوت شفاه حميده ساخره بينما تقول وهي تنظر تجاه احسان : لا يا قلب امك انا مش بسألك ...انا بقولك اللي هقوله لهادي لو قولتي له عن اللي حصل !!

رمشت احسان باهدابها لا تفهم ما يدور برأس تلك المراه والتي يشبه تفكيرها غابه كثيفه لا تدري كيف تخرج من أغصانها 

لترتجف شفاه احسان مردده : هادي ....انا ...انا مش هقوله حاجه ..اصلا أنا قاعده في اوضتك كافيه خيري شري وماليش دعوه باللي حصل 

..........

....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

كل سنه وانتوا طيبين ورمضان كريم علينا جميعا 

عارفه أنه فصل صغير وكمان مفيش فيه كل الاحداث اللي كنت هنزلها بس بقالي اسبوع 

تعبانه شويه دعواتكم وان شاء الله هحاول تعوض التأخير ده والاحسن لغايه ما ظروفي تتحسن انزل بفضل يليق بالانتظار تابعوا حاجه تانيه مؤقتا أو طبعا كلنا مشغولين بالعبادة في رمضان ...الروايه مكمله في رمضان بس اظبط ظروفي وهنزل أن شاء الله الفصل الجديد ...دمتم سالمين 




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تسلم ايدك فصلين احلى من كدة مفيش وكل سنة وانت طيبة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !