أساسه شخصيات روايتين وهما قيد من ذهب و حكايه عمر يمكن قراءه الروايتين مسبقا ويمكن قراءه الحلقات مستقلين بافتراض أنها تتحدث عن الحياه اليوميه لازواج مختلفه بعد مرور سنوات من الزواج
ارجو الاستمتاع بهما ...قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
لقراءه الحلقه الاولي اضغط هنا 👉
الحلقه الثانيه
ادارت ماس راسها تجاه جاسر النائم بجوارها لتتطلع الي ملامحه وتتساءل هل لشكها محل ...؟!
تشعر ولا تملك دليل ...تشعر وترفض أن تفكر
تشعر وشعور المرأه او ما يسمي بالحاسه السادسه دوما ما تكون صحيحه ...تنهدت ووضعت يدها اسفل خدها وبقيت تنظر إليه لتعترف بأن بالرغم من أنه بينهما بضع سنتيمترات ولكنها تشعر بأن هناك مسافات بعيده أصبحت بينهما وتزداد يوما بعد يوم ...اعترفت نعم ولكن سبب تلك المسافات والذي لم يكن سبب واحد وانما بضع اسباب انهكها الإرهاق قبل أن تعددها لذا اختصرتها بتلك المسؤوليات والأعباء التي فرضتها عليهم الحياه فأصبحت تقضي علي اي وقت يأخذه اي منهم ليراجع تصرفاته أو يحللها لتتراكم وتزداد الأسباب والمسافات تصبح شيء طبيعي بعدها !
.....
مدت فيروز يدها تجاه مهران بعباءته التي أخذها منها ووضعها علي كتفه وهو ينظر ناحيتها من خلال المرأه
وهي تتحرك بتوتر وقد صدق حدثه حينما وجدها تفرك كلتا يديها وهي تقول بتردد : مهران !
نظر إليها قائلا بفطنه وقد حفظ طباعها عن ظهر قلب بعد تلك السنوات ليقول بتدليل جعل لسانه يعتاد عليه فأصبح ما بينهما مهما عظم لطيف بدء من لطف اللسان : مالك يا ست البنات ....عاوزة تقولي ايه ؟!
نظرت له بتردد قائله : هو انا لو قولت ليك حاجه يبقي انا كده فتانه
التفت مهران لها بأستفهام : حاجه ايه ؟!
قالت فيروز بتراجع : لا خلاص
هز مهران رأسه ومد يداه إليها قائلا : خلاص ايه ...تعالي يا ست البنات
أمسكت بيده ليجذبها ناحيته ويحيط خصرها بذراعه قائلا : قولي ..نظر إلي عيونها وتابع بتشجيع : واحنا من أمتي بنخبي علي بعض
قالت فيروز بحيره : ماهو مش حاجه تخصنا ...دي ماس
عقد مهران حاجبيه باستفهام : مالها ماس ؟!
زمت فيروز شفتيها وقالت بغيظ : بتشك في جاسر
انتبه مهران وسألها بتشجيع : بتشك فيه ازاي ..قولي يافيروز
اتسعت عيون مهران وهتف بهلع بعد أن أخبرته فيروز بما دار بينها وبين ماس : من أمتي وانتي تعرفي الكلام ده يافيروز ....اسرع يدير رأسه ويبحث عن هاتفه وهو يتابع : يعني هي بتراقبه دلوقتي ؟
اومات فيروز وقالت بحيره حينما وجدته يمسك هاتفه : انا كده غلطانه اني قولتلك عشان هتحذره بس برضه خايفه يكون فعلا بيخونها وتكشفه ويحصل بينهم مشكله وبرضه ماليش حق اساعدك تداري عليه ..زفرت وتابعت : انا بقي مش عارفه اللي عملته صح ولا غلط لما قولتلك
قال مهران وهو يجذب مفاتيح سيارته ويتجه للباب بسرعه : عملتي الصح يا ست البنات .....أسرعت فيروز خلفه توقفه : انت رايح فين ؟
قال مهران سريعا : رايح اشوف ابن اللواء بيعمل ايه ؟
نظرت له فيروز قائله : لو بيخون ماس ...قال مهران مقاطعا بتأكيد : هتصرف معاه بس المهم البيت ميتخربش وبلاش صاحبتك تعرف انك قولتي ليا حاجه
تعكرت ملامح فيروز وشعرت بالضيق أنها افشت سر صديقتها ولكن نيتها كانت خيرا حتي لا يحدث مكروه بينهما بسبب تلك الشكوك لتطمأن نفسها أن مهران سيحسن التصرف
............
....
نظرت ريم الي ماس التي علقت حقيبتها علي كتفها وهمت بالخروج لتقول ريم برجاء : ما بلاش المشوار ده يا ماس
التفتت ماس الي ريم متساءله بجديه : ليه يا ريم ؟
قالت ريم بتعلثم : ابدا ...انا يعني قصدي أن الموضوع جايز ميكونش زي ما انتي شاكه
قاطعتها ماس بجديه : ولما هو كده يبقي ليه متأكدش بنفسي
لاحت علي ملامح ريم حيرتها وشكوكها التي وصلت الي ماس بينما حاولت مثل ريم تجاهل الامر والتأكيد لنفسها أنه مستحيل أن يفعلها ولكن تلك المره لم يوافقها داخلها لتنظر الي ريم وتبتلع رمقها ببطء بينما تقول بقوة مزيفه : لو كان بيخوني حقي اعرف ولو مكانش حقي اطمن
قالت ريم برفق : جاسر مستحيل يخونك ...ليه يا ماس تفتحي علي نفسك باب زي ده ؟
نظرت ماس الي عيون صديقتها وقالت بصراحه ويقين وصل لداخلها: عشان مبقتش قادره اقول مستحيل بالثقة اللي كنت بقولها لنفسي زمان ....عشان قلقك له سبب يا ريم وانا كنت بضحك علي نفسي واعمل اني مش واخده بالي بس قلقك في محله ...علاقتي انا و جاسر مبقتش زي الاول وسرعان كده لسانك بيقول مستحيل بس عينيكي بتقول جايز وانتي خايفه عليا من الصدمه
خفضت ريم عيناها عن عيون صديقتها التي تنهدت بثقل والتفت لتغادر ولكن ريم أمسكت بيدها برجاء اخير : بلاش يا ماس
هزت ماس راسها بإصرار لتتنهد ريم قائله : طيب ووقتها هتعملي ايه ؟
هي نفسها لا تعرف ماذا ستفعل بموقف كهذا وبالرغم من كل عزمها إلا أن داخلها منهار ويقدم قدم ويؤخر الأخري فهي كمن يسير الي هاويه لا تعرف ماهيه شعورها الا حينما ستكون علي حافتها....حاولت أن تتراجع ولكن داخلها رفض أن تبقي في هذا الشك ....نعم أصبحت علاقتهم تتسم بالبرود حتي وان لم يكن مقصود ولكنه موجود ...يختلفون علي الكثير وهي تمرر الكثير لتجنب الخلافات ومع كل ما تمرره أصبحت تمرر وجوده في يومها ليبقي مجرد ضيف خفيف بضع كلمات تسد فراغ تلك الساعات القليله التي يبقي بها بالمنزل وتبقي هي تفاصيل يومها لنفسها لتجنب الخلافات وشيئا فشيئا زادت المسافه بينهم فأصبحت تستمع الي تفاصيل يومه ربما بقليل من الحسره والافتقاد لاهتمامه أن يعرف تفاصيل يومها ....اناني وهي متغافله عن حقوقها ...!!
........
....
وضعت غرام اخر طبق علي الطاوله التي جلس ايهم إليها متظاهرا بالانشغال بالنظر الي هاتفه بينما لم يخفي علي غرام أنه بين الحين والآخر يلتفت تجاه باب غرفه ابنته المغلق .... جاءت هنا وسحبت المقعد وجلست لتهز كتفها وتنظر الي غرام قائله بقله حيله : حلا بتقول مش عاوزة تأكل !
التقت نظرات غرام بنظرات ايهم التي لاح بها الضيق بينما أعلنت حلا تحديها له وهاهي منذ الأمس تمتنع عن تناول الطعام لتقول غرام بصبر : طيب يلا افطري انتي ياهنون وانا هدخل اناديها
لاعبت هنا اختها الصغيرة يارا وبدأت تتناول الطعام الذي لم يقترب منه ايهم واكتفي بارتشاف قهوته متظاهرا بعدم الاهتمام حينما لمح غرام تأتي ناحيتهم وعلي ملامحها نفس نظره هنا من قله الحيله وإصرار حلا علي موقفها
الذي تظاهر ايهم بأنه لا يهتم به ولكن نظراته عكست العكس لتقول هنا : انا هقوم اتحايل عليها ...أوقفها ايهم برفض : اقعدي كملي فطارك وهي لما تجوع تبقي تقوم تأكل
نظرت هنا الي غرام التي هزت راسها ونظرت لها برجاء أن لا تعترض
اخذت غرام ابنتها الصغيرة لتطعمها
ثم اخذتها لتغسل لها يديها وتعطيها لأختها التي ستأخذها الي حافله المدرسه
مال ايهم تجاه الصغيرة التي ركضت الي حضنه وهي تودعه : باي يا بابي
داعب شعرها قائلا : باي يا روح بابي
نظر إلي هنا قائلا : خدي بالك منها يا هنون
اومات هنا وأشارت لأبيها وهي تقبل وجنته : باي يا بابي
افلتت تنهيده من صدر غرام وهي تجمع طاوله الافطار بينما جلس ايهم بصمت يكمل قهوته
مجددا تنهدت غرام ولم تجد بد من أخذ المبارده
: ايهم
نظر إليها بصمت لتقول برجاء : ليه بس يا ايهم واخد الموقف ده. ...يعني رافض من غير جدال ماهو حقها تزعل برضه
قال ايهم باحتدام : انا حر وانا شايف كده
اومات غرام وقالت برفق وهي تجلس بجواره : وهي برضه المفروض يكون ليها حريه اختيار
رفع ايهم حاجبه بسخط : حريه !!
لتقول غرام باستدراك : قصدي يعني دي حياتها والمفروض انت وهي تتكلموا مع بعض وتحاول تفهمها وجهه نظرك اللي انا نفسي مش فهماها
هتف أيهم بانفعال : ايه اللي مش مفهوم في اني رافض بنتي ترتبط الا بعد ما تكمل دراستها
حكت غرام عنقها بقله حيله بينما عجزت أن تصل مع أي منهم الي حل وسط لتنظر الي ايهم وتقول برجاء : حقك طبعا تخاف عليها وتنصحها بس انت مش بتتكلم معاها وهي حاسه انك بتجبرها علي اختيار حاجه هي مش عاوزاها وطبيعي تتمرد
زفر ايهم بضيق لتتابع غرام : الشاب كويس واختيارها ودخل من الباب ....خفضت عيناها وتابعت دون مراوغه : يعني يرتبطوا قدام الناس وفي النور ولا من وراك ...!
اتسعت عيون ايهم لتهب غرام من مكانها بينما هتف أيهم بانفعال : ده انا كنت اكسر دماغه واقطم رقبتها ..زفر وتابع بوعيد : طيب تبقي تعملها وتشوف انا هعمل ايه !
افلت الاعتراض من شفاه غرام التي تراجعت للخلف : ماهو الواد دخل من الباب وانت رافض
هتف ايهم باحتدام : غررااام وبعدين بقي ...مش هنخلص
هزت غرام راسها وقالت بعناد : لا مش هنخلص عشان ....تراجعت للخلف بينما بخطوه واحده توقف امامها لتجد نفسها في مواجهه عضلات صدره بينما يهتف بها بغيظ : عشان انتي زنانه وعنديه
كتمت غرام ابتسامتها بينما تهز راسها وتقول بخفوت : وهفضل ازن عليك !
زم ايهم شفتيه بغيظ وأقترب خطوه أخري لتلامس عضلات صدره جسدها بينما يضع كلتا يديه علي الحائط بجوارها يحاصرها ويميل ناحيتها هامسا: لو مسكتيش وبطلتي زن ....عضت غرام علي شفتيها وقالت بمشاكسه وهي تخفض عيناها بخجل : هتعمل ايه ؟!
سرعان ما التقط شفتيها بين شفتيه وهو يهمس بحراره : هعمل كده
عض علي شفتيها بقليل من القوة وهو ينهي قبلته الحاره التي اذابت غرام وظنها نهايه حديثها ولكن هاهي ترفع نفسها علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعيها وتقول بدلال : طيب عشان خاطري فكر !.
نظر لها ايهم بغيظ تقبلته بابتسامه شقيه بينما تطبع قبله علي وجنته قائله : هتفكر صح !
زفر وهز رأسه باستسلام : هشوف .... اتسعت ابتسامه غرام التي قالت بحماس : هروح أجهزلك هدومك
اوما لها وهو يحك ذقنه ويفكر للحظه في حديث غرام التي سرعان ما أوقفها : غرام
التفتت له ليقول بصوت خافت : لما انزل حاولي تخليها تأكل اي حاجه
اومات له بابتسامه وعادت لتتجه الي الغرفه ليوقفها ايهم مجددا وهو يرفع إصبعه محذرا : واياك تقولي لها اني غيرت موقفي لغايه ما افكر !
.......
....
قالت غرام بود لحلا
: يا لولو بابي خايف عليكي
هتفت حلا بتمرد: خايف عليا من ايه ....دي حياتي وده اختياري
اومات غرام قائله : وهو ابوكي برضه
زفرت حلا بضيق ونظرت الي هاتفها ثم اشاحت بوجهها وهي تقول بأسي : زعلان مني ومش بيكلمني ...بيقول اني مش بحبه زي ما بيحبني
: وانتي ذنبك ايه ؟
: عشان مش عارفه اقنع بابي
قالت غرام بحيره : طيب وهيحصل ايه لو استني شويه اهو تكوني خلصتي امتحانات وجايز ابوكي يغير رأيه
بلاش توتري نفسك في وقت امتحاناتك
: طاهر مصمم يا غرام ....أما اقنع بابي بالخطوبه أو نسيب بعض
اتسعت عيون غرام وهتفت بامتعاض : للدرجه دي
اومات حلا بأسي لتربت غرام علي كتفها قائله : طيب متزعليش نفسك وانا هحاول معاه
.......
ازدادت وتيره حركه وسيله التي تتحرك ذهابا وإيابا بطفلها وهي تهتف من بين اسنانها : انت بتتلكك عشان نتخانق وخلاص ياعمر ....هو انا عمري اتدخلت في صحابك
نظر لها عمر بغيظ بينما مال ليربط رباط حذاءه : وانا مرفضتش تتدخلي وكمان انا مش بتدخل من فراغ
اعتدل واقفا وهتف بضيق : انا بس مستغرب وكمان هتجنن واعرف ايه السبب
نظرت له وسيله بحنق : سبب ايه ؟!فيها ايه ؟
زم عمر شفتيه حتي لا ينفجر غاضبا ولكنه لم يستطيع لذا هتف بغضب شديد : فيها أني كنت مصاحبها في يوم من الايام ..فيها اني كنت علي علاقه بيها فيها أنه مش طبيعي تقربي واحده كانت علي علاقه بجوزك وتدخليها حياتنا ومش عاوزاني اعترض ...اييييه يا وسيله بتختبريني ؟!.
تحول وجه وسيله لجمره ملتهبه غيره من ما نطق به لتنفلت أعصابها وتهتف به بتحدي اهوج : اه يا عمر بختبرك عشان الطبيعي لو خلاص نسيت كل زمان يبقي المفروض مشوفش في عينك القلق ده
فرك عمر وجه بقوة بينما لا تدري شيء عن كم لجام يلجم به اعصابه امامها بينما يقول من بين أسنانه : لاخر مره بقولك قلقان علي حياتنا اللي كانت زي الفل قبل ما الشيطان يلعب بيكي في الكلام الفارغ ده ....ريم مش صاحبتك ولا هتكون ريم دي ماضي ولازم تفضل كده والا
تأهبت ملامح وسيله لتنظر له وتهتف بعنفوان: والا ايه ؟!
كور قبضته بضع مرات يلجم لسانه وقد نجح وهو يتجاوز عن تهديده ويخرج صافقا الباب خلفه بعنف جعل وسيله تهتز مكانها كما اهتزت من كلماته ....نعم ربما اخذت الموضوع بقليل من الاستهتار ولكن عدم تقبله للأمر جعله يكون تحدي لها وهو محق بأن ليست كل التحديات مرحب بها فأحيانا هناك تحديات تزعزع الحياه !
........
...
اوما صالح بينما تتحرك ياسمين بعصبيه وتتابع: حتي اونكل رأفت معايا وفي صفي وبرضه خالتو مصممه
هزت كتفها وتابعت : انا مش عارفه ايه اللي جرالها وليه بقت كل كلمه تقف ليا عليها قدام ياسمين الصغيره
قال صالح بلطف : يا روحي وهي ماما هتعمل كده ليه هو بس زي ما بقولك حفيدتها وعاوزة تدلعها وعشان كده انتي حاسه بكده
هزت ياسمين راسها وهتفت بحنق : تقوم تكسر كلامي قدام البنت !
حك صالح ذقنه لتتابع ياسمين بانفعال : يعني ايه موضوع زي ده تسكت عنه ...ده شعر بنتي انا وانا اللي من حقي اشوف ايه يليق لها مع احترامي لطنط ليليان
حاول صالح إبقاء ملامحه جامده بينما ياسمين تصول وتجول وتعيد وتزيد : اونكل رأفت معايا حتي اساله بس هي مصممه ....وبعدين دي بنتي بنتي يا صالح
وقفت ياسمين مكانها وضيقت عيناها تتطلع الي صالح الذي قرء المعوذتين بداخله من تلك النظرات وهو يسأل أن تأتي معجزه تخرجه من هذا المأزق : انت ساكت ليه ...هتقف في صف مين ؟!
هتف صالح سريعا وهو يقوم من مكانه يتلو الشكر بداخله : مهران
ضيقت عيناها هاتفه : مهرااان
قال صالح بتعلثم وهو يريد أن يقبل مهران أنه اتصل الان : قصدي يا حياتي مهران بيتصل واكيد في حاجه مهمه بعد اذنك ارد
وقفت ياسمين متحفزه بينما أجاب صالح ودون أن يسمع لمهران كان يقول : طبعا يا مهران جاي ....جاي نشوف الموضوع ده
نظرت له ياسمين بغيظ : هتخرج طبعا وتسيبني في مشكلتي
هز صالح رأسه وقال بتدليل : لا طبعا يا روحي انا عارف انك هتعرفي تحليها
مال يقبل راسها الذي يغلي من الغيظ ولكنه ذكي نجح في التملص من بين زوجته ووالدته : سلام يا روحي
نزل صالح ليجد رأفت جالس وعلي ساقه حفيدته بينما ليليان تعاتبه : انا بتكلم في الصح البنات زينتها شعرها وعشان كده مش هخلي أنها تقصه لها
قال رافت بصبر : ماهو مسيره يطول يا ليليان وكمان امها حقها تسرح وتقص شعر بنتها
أراد صالح أن يكون مخفي وهو يعبر البهو ولكن هاهي والدته لمحته لتوقفه : صالح ...انت عاجبك اللي ياسمين عاوزة تعمله
قال صالح متظاهر بالجهل : تعمل يا امي
نظرت له والدته بمكر : يعني هي مشتكتش ليك مني
هز رأسه وقال ببراءه مزيفه : خالص
.....
أدار جاسر مقود السياره في أحدي المنعطفات وهو يختطف نظره الي هاتفه الذي تعالي بالرنين للمره الثانيه .....تجاهله وتابع قيادته ليتعالي الرنين مجددا ولكن تلك المره لم يتجاهله بل أجاب سريعا وهو يرسم ابتسامه علي شفتيه : الو
جاءه صوت شيرين الناعم تسأله : انت فين ....اتاخرت وانا قلقت عليك !
ابتسم جاسر بسعه قائلا برقه : اسف بس الطريق زحمه ....عشر دقائق بالكتير واكون عندك
كان علي وشك أن يغلق كما اعتاد مع ماس بأن المحادثه تكون هذا وذاك فقط سؤال او رد ليأتيه صوتها الرقيق بينما تقول باهتمام : علي مهلك خالص المهم خد بالك من نفسك !!
لمعت عيناه ببريق وكأن تلك الكلمات أخذته سنوات للخلف وهاهو من يهتم به حتي ولو بمجرد كلمات ...ماس تهتم به أكثر من نفسها ولكن مع دوامه الحياه ربما أصبحت لا تقول اهتمامها بكلمات ولكن تترجمه لأفعال وهاهو بحاجه لتلك الكلمات التي داعبت بغروره الرجولي بأنه مازال هناك من يهتم به ...! خرج من شروده حينما
مجددا تعالي رنين هاتفه بإصرار مره تلو الأخري وجاسر يتجاهله وهو يزيد من سرعه السياره متجاوز ذلك الزحام .....مجددا يرن الهاتف برقم مهران الذي كاد يخرج له من الهاتف يصيح به أن يجيب !!
هزت ماس ساقيها بتوتر واضح بينما توقفت بتلك الاشاره المروريه لتنظر في ساعتها وتفكر أنه تجاوز الإشارة قبل بضع ثواني إذن ستلحق به كما فعلت بينما يدق قلبها بقوة منذ أن تبعته لدي خروجه من مقر عمله ....ليس طريق منزلهم ما تتبعه إليه لذا بدأت تلك الرجفه تسري بيدها التي احكمتها فوق مقود السياره ترفض الاستماع لداخلها الذي ينهاها أن تتابع طريق نهايته ستجرح قلبها لتسأل نفسها لماذا لا تتجاهل كما أصبحت تفعل لماذا كل هذا الإصرار ..!!
جذب جاسر الهاتف بحنق هاتفا : في ايه يامهران !! مش فاضي يا جدع هفضي واكلمك
زمجر مهران بغضب شديد بينما القي جاسر كلماته وكاد يغلق الهاتف لولا صراخ مهران : ارجع من اللي انت ناوي عليه ياجاسر !
أعاد جاسر الهاتف الي أذنه يحاول أن يفهم ما يقوله مهران : في ايه يا مهران
هتف مهران بسخط شديد : مش وقت كلام .....ارجع من اللي انت ناوي عليه ....ماس بتراقبك !
كاد جاسر يختنق وتلقائيا بدأت قدمه ترتفع من فوق دواسه الوقود وتتثاقل أنفاسه مرددا : بتقول ايه يامهران !
قال مهران بسخط ساخرا : بقولك مراتك وراك ...ارجع من مشوارك ياابن اللواء ولينا كلام تاني بعدين المهم شوف هتعمل ايه عشان متتكشفش !!
رفع جاسر عيناه ببطء تجاه مراه السياره وعلي بعد بضع سيارات بالرغم من أنها أتقنت بقاءها بعيد عن مرمي رؤيته إلا أنه رأي سيارتها .....دق قلبه بقوة وكأنه امسك بالجرم كما دق قلب ماس التي توقفت علي بعد بضع أمتار تتساءل عن سبب وقوفه وهل وصل وهل النهايه قريبه !!
رمش جاسر باهدابه حينما تعالي رنين هاتفه ليفيق فجاه من تلك المراهقه المتاخره ربما كما أسماها والتي رفض الاعتراف بها وأصدق نفسه القول إنه فقط يقدم مساعده لصديقه قديمه ليجد نفسه أمام سؤال لا يتحمل اجابتين وهو أن كاز فقط يقدم مساعده فلماذا لا يقول هذا لماس لماذا لا يشعر بالجرأه للاعتراف ولماذا هو واقف مكانه لا يدرك ماذا يقول أو يفعل ...!
طال وقوف جاسر مكانه كما طال رنين هاتفه كما طالت حيره ماس ....!
عقدت شيرين حاجبيها باستفهام : في حاجه يا جاسر ؟!
قال جاسر وهو يخفي توتره : ابدا معلش بس كلموني في الشغل ولازم ارجع فورا
أخفت الإحباط بنبرتها بينما تقول : اه طبعا ...شغلك اهم ...خد بالك من نفسك وطمنني عليك
اغلق جاسر وزفر بضع مرات وهو يحل بضع ازرار من قميصه بينما شعر بالاختناق ....!
أدار عيناه حوله حينما استشعر طول وقوفه مكانه والذي سيثير شكوكها والتي بخبرته نجح في اقصاءها ظاهريا لتعقد ماس حاجبيها بدهشه حينما وجدته يقصد ذلك المحل والذي خرج منه بعد قليل يحمل العاب جلست تنظر إليه وهو يعطيها لأطفاله وتخبر نفسها انها ظلمته ولكن داخلها لم يصدق كلمه أرادت إقناعه بها !
...........
.....
حك صالح ذقنه بينما ارتشف القليل من قهوته وهو يتنهد قائلا : تيجي ياسمين تشوف المشاكل مش مشكله قص شعر البنت .....تعكرت ملامحه كما حال ملامح مهران الذي وافقه قائلا : والله عندك حق يا بوي ....اهو لو فيروز ولا ياسمين مكان ماس كان عقلهم شت منهم
نظر صالح الي مهران وقال بامتعاض : ليه كده يا مهران ....ليه توصل الأمور بينهم لكده ...ده جاسر بيحبها ياأخي ازاي توصل للخيانه
قال مهران بضيق : اهو زمانه جاي ويقولنا
تنهد صالح بضيق وقال بعتاب : بس مكانش ليك حق تحذره كنت سبته ياكش يرتجع عشان أنا حذرته كتير وهو مفيش فايده فيه
قال مهران برفض : واخرب البيت يا بوي ....لا ...من جهه غلطان فهو غلطان وانا مش هسكت له واضيع حق الغلبانه مراته بس برضه مكانس ينفع اسيب البيت يتخرب
هتف به صالح بضيق : لما نشوف هيقول ايه بعد ماكان هيقفش عشان أنا ريقي نشف من الكلام معاه !
........
وضع ايهم المفاتيح من يده بهدوء بينما استمع لصوت الحديث والضحكات من غرفه المعيشه التي اتجه اليعا بخطوات هادئه وعلي شفتيه ابتسامه هادئه كما حال حياته والتي لا تدخر غرام جهد لجعلها هادئه طوال تلك السنوات ....!
ركضت يارا من حضن اختها تجاه ايهم الذي وقف لدي باب الغرفه لتخفض حلا عيناها وتترك طبق الطعام من يدها وتهم بأن تقوم لولا أن أمسكت هنا بيدها تمنعها وهي تنظر لها برجاء ...داعب ايهم شعر ابنته الصغيرة واتجه الي وسط الغرفه وهو يحملها بينما يقول بقليل من المرح : انتوا عاملين حفله بيتزا من غيري
قالت غرام سريعا وهي تجهز له طبق : احنا فكرنا أنك هتتأخر
قال وهو يتعمد أن يجلس بجوار حلا : خلصت شغل بدري قولت ارجع نقعد مع بعض ...نظر إلي ابنته بطرف عيناه وتابع متظاهر بالجديه : بس واضح أن في ناس مش مرحبه بوجودي
وكزت هنا اختها بجنبها وهي تقول بابتسامه : لا طبعا يا بابي
وضعت حلا عيناها بطبق الطعام امامها وتجنبت أن تنظر إلي ايهم الذي انتظر لحظات قبل أن يقول وهو يقضم قطعه من الطعام : مش هتكملي أكلك يا حلا ولا لسه مضربه عن الأكل
كادت حلا أن تضع الطبق من يدها وتقوم لولا تابع ايهم بعتاب مرح: كل ده عشان طاهر !!
رفع حاجبه وهتف بتنمر : ده اسمه لوحده يخليني ارفضه
عقدت حلا حاجبيها واحمر وجهها الذي ارتسمت عليه غضب طفولي بينما حاولت هنا أن تمسك ضحكتها ليهز ايهم كتفيه ويتابع : يلا اهو هشوف سي طاهر واقرر
اتسعت عيون حلا والتفتت الي ابيها غير مصدقه : بجد يا بابي
ليهز ايهم رأسه وهو يزفر علي مضض قائلا : أيوة ...خلي سي طاهر يقابلني بكره
قفزت حلا من مكانها بفرحه غامره بينما قالت غرام وهي تقوم من مكانها : بكره ....يادوب يا الحق اظبط وانفض البيت ...
امسك ايهم يدها قائلا : بيت ايه اللي تنفضيه... انتي ماصدقتي !!
اومات غرام قائله : انت مش بتقول هتقابله بكره ...قاطعها ايهم قائلا : اه هقابله بس مش هنا
نظرت حلا الي ابيها باستفهام ليتابع ايهم : يجيلي المكتب واشوفه واقعد معاه ....زم شفتيه وحك ذقنه متابعا بتعالي محبب : والله عجبني وحسيته يليق ببنتي ابقي ادخله البيت ولو معجبنيش يبقي بالسلامه
عقدت حلا حاجبيها لتوكزها غرام هامسه : متكشريش كده ...اهو احسن من أنه يرفض خالص
...........
..
..
رفع مهران حاجبه بينما عقد صالح حاجبيها بغيظ وهم يستمعون الي جاسر ليهتف به مهران ساخرا وهو يصفق : لا براوه عليك ياابن اللواء عرفت تطلع منها وكمان حسست الست أنها متجنيه عليك لما رجعت بيتك ومعاك لعب للعيال
حاول جاسر أن يمرر الأمر بهزل: سوفت دماغ اخوك
زجره صالح بغيظ وهو يكور قبضته : ده انا هقوم اكسر دماغك ....انت ليك نفس تهزر يا بارد
نظر له جاسر بغضب : فيه ايه يا صالح جاي سانن عليا سنانك ليه وانا كنت عملت ايه
قال صالح بغضب : انت عارف كويس انت عملت ايه ....بتخونها بعد كل الحب ده ...كانت عملت ليك ايه ؟
اهتزت نظرات جاسر وهز رأسه بينما استصعب وقع تلك الكلمه ليقول ببطء : بخونها ... !!
لا ...لا ...انا مش ممكن اخون ماس
اشاح صالح بوجهه وهتف ساخرا : امال اللي كنت بتعمله كان ايه ؟
قال جاسر بنبره مهتزه : ابدا ....كنت بس ...كنت مع شيرين في مشوار احتاجتني فيه
زفر صالح ولم يجد تعقيب ليتدخل مهران بعقلانيه : ولما هو كده مقولتش لمرأتك ليه
قال صالح ساخرا بينما صمت جاسر : طبعا عشان مش لاقي رد هيسكت
قال جاسر وهو يهز رأسه : لا عندي رد و قولته
قال مهران بمكر : يبقي ملهاش حق ماس وكان لازم تفهم ان البت دي محتاجه شهامتك واهي برضه لو زميل شهم حب يوجب معاها متفهمهاش غلط ....ضرب جاسر الطاوله بقبضته بينما اندفعت الدماء الحاره بعروقه : مهراااان ....!
مال مهران أمام وجه جاسر المحتقن بالغضب وقال بمواجهه: اهو شوفت بقي أن الموضوع كله علي بعضه غلط وانك متقبلش حاجه زي دي علي مراتك
قال جاسر بحنق : عشان دي مراتي
قال مهران بغضب : يعني حلال ليك وحرام علي غيرك
انفجر جاسر بغضب : وانا مش حرام اللي بقيت عايش فيه ...زهقت يا مهران .... بقت واحده تانيه غير اللي اعرفها
رفع مهران حاجبه لينظر الي جاسر الذي صمت لحظه قبل أن يتبربطم تبرطم بحنق : بيجامه شعر كعكه مش بتتفك وصوت عالي وعصبيه ده اللي بشوفه طول اليوم
حمحم مهران وعلق ببساطه : وهو انت لوحدك ماهو ده اللي بنشوفه كلنا وحامدين ربنا وساكتين ولا يعني خلاص مستني تشوف جورجينا كل يوم
رفع جاسر حاجبه وقال متهكما : والله وبقيت تعرف جورجينا ياابو الروس !
ضحك مهران وضرب كتف جاسر قائلا : والله ما في ابو الروس غيرك .....يا جدع افتكر كنت متشحتف عليها ازاي جاي دلوقتي تقولي زهقت
قال جاسر بضيق متنهدا : غصب عني يا مهران بقي اهو حوار اهبل كنت بفصل فيه ....التفت الي صالح وتابع : متفضلش تأنب فيا انت وهو وبعدين اصلا مكنتش ناوي علي اي حاجه
نظر له مهران باستنكار للحظه قبل أن يهز رأسه قائلا ببرود : خايف اقولك تاني اقلب الموقف وشوف هتقبلها ولا لا يطق ليك عرق
اتسعت عيون جاسر باستهجان : موقف ايه اللي اقلبه ده انا كنت اشرب من دمها
هتف مهران باحتدام : يبقي دمك انت كمان حلال ولا ايه يا ابن اللواء
زفر جاسر بضيق هاتفا : ما قولتلك مكنتش ناوي علي حاجه خلاص
قال صالح باحتدام : مش خلاص ...اللي عملته نوت من أنواع الخيانه يا جاسر وبطل تتهرب واعترف وشوف لو مكانش مهران لحقك كان موقفك هيبقي عامل ازاي قدامها !!
وبالفعل هذا ما ظل جاسر يفكر به طوال طريق عودته ...صورته في عيونها التي لم يقبل أن تهتز لذا بغرور رجولي رفض اعطاءها اي حق أن تشك به وهاهو يضع المفتاح بالباب وكل عروقه تنفر بالغضب هروبا من مواجهه نفسه بأنه قليل وأنه كان علي مشارف الخيانه مهما كان مسماها !!
أشارت ماس بحزم الي ابنها : مااارن..مكانك انا لسه بنضف
تراجع الصغير يبكي الي غرفته كما فعلت أخته لتزفر ماس وتميل تتابع التنضيف والذي تأخرت به وقد قارب العيد بعد بضعه أيام !
دخل جاسر الي المنزل وعقله مازال غاضب من نفسه ولكنه اغبي من أن يحاور نفسه لذا تغيرت ملامحه ووجد ما يفرغ به غضبه بينما وجد المنزل بتلك الحاله وكما تسمي ( تنفيضه العيد )
: بتعملي ايه يا ماس ؟!
قالت ماس وهي تعتدل واقفه وتحاول أن تتجاوز كما اعتادت وتوهم نفسها بأن ما تشعر به غير صحيح لذا فورا غت لمسيره يومها وهاهي غمست نفسها بالتنضيف لتسهي عن تلك الأفكار : بنفض
ليتبرطم دون تفكير في وقع كلماته أو توقيتها : بدأنا الزهق والقرف !
في اليوم العادي تتجاوز وتوهم نفسها أنها لم تسمع ليمر اليوم ولكن بيوم كهذا وقد وصل احتمالها للحافه لم تمررها بل مررت وقع كل حرف علي أذنها وهي تترك الممسحه من يدها ببطء وتطلق شهب نظراتها ناحيته وهي تهتف به بانفعال كان خيرا له لو لم يوقد نيرانه : زهق وقرف !!!
للحكايه بقيه ...مستنيه رايكم و توقعاتكم
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اتوترت علشان ماس لازم جاسر يتئدب
ردحذف