اقتباس

0


 : امسك يا واد 

اومأ الصبي قائلا وهو يمسك جيدا بأحدي الحبال التي يريدون بها ذلك العجل الضخم : حاضر يا معلم 

ناول هادي طرف الحبل الاخر هاتفا : امسك يا عشري واربط من عندك 

التفت الي أحدي الصبيه الآخرون قائلا وهو يخلع ساعته الفضيه الانيقه : خد يا سعيد وناولني السكينه 

تحرك الرجال هنا وهناك يثبتون ذلك العجل الضخم والذي  يهم هادي بذبحه ...تناول السكين ولكن قبل أن يتحرك تعالي صوت عوض الغفير قائلا : يا معلم هادي ...يا معلم هادي .....الست الدكتورة والست ملك وصلوا 

تهللت ملامح هادي وسرعان ما ترك السكين من يده التي شمر عنها اكمامه !

توقفت وصال ونزلت من جانبها وقبل أن تتجه للخلف كان هادي يسبقها الي مقعد الاطفال ويحمل تلك الصغيره بيده القويه !

تراجعت وصال بينما كادت تصطدم به ولكنه كالعاده يستشعر اي خطر ويبعده عنها لذا سرعان ما شعرت باحدي ذراعيه خلف ظهرها بينما مازال يضم صغيرته الي حضنه ...اندفعت الدماء بعروقها من أثر لمسته وسرعان ما لفتحها تلك الحراره التي ارتفعت بكامل جسدها خاصه حينما تلاقت عيونهما ليفضح الاشتياق كلا منهما لذا بتعلثم واضح كانت تبرر مجيئها : ملك ....قصدي لما طنط حميده قالت هتدبح قولت ملك تشوف العجل واصورها معاه 

بتقبل لكل ما تقوله وتفعله قابلتها ملامحه التي كانت الابتسامه تعلوها بينما يقول بترحيب وهو يرفع ابنته عاليا بين ذراعيه يلاعبها : العجل واللي جايب العجل تحت امر الست ملك 

داعب صغيرته التي أغمضت عيونها بينما داعبتها اشعه الشمس ليضع يداه عليها يضللها بحنان ابوي وضمها الي صدره !

تعالي صوت حميده من اعلي الدرج بالترحاب : يا اهلا ..يا اهلا بالغاليه بنت الغالي ....نظرت إلي وصال وتابعت باستدراك : منوره يا ام الغاليه 

أسرعت ترحب بوصال سريعا بينما تلقت الصغيره كل الترحاب بينما تحاول اخذها من بين ذراعي هادي : يوه يا هادي ما تسيبني أشبع منها 

علي مضض أعطي هادي لوالدته الصغيره التي أخذت تصدر اصوات مرحه بينما انغمس الجميع بملاعبتها والترحيب بها ! 

: امسكها كويس يا عشري ...هكذا حذر هادي عشري الذي كان يرفع الصغيره فوق ظهر العجل بيننا وقف هادي يصورها وبقيت وصال واقفه علي بعد بضع خطوات بعيدا عن الرجال الذين سيتولون عمليه الذبح 

تبادل هادي الاماكن مع عشري ليمسك هو الصغيره ....بقيت نظرات وصال معلقه بهادي ولوهله كادت تحسده بينما يعرف ويحدد موقفه عكسها وهي مازالت بعد كل تلك المده تشعر بالشتات ولا تشعر بالراحه أو السعاده التي تتظاهر بها ..!

اخذت قرارها بحزم ورفضت أن تتراجع عنه ولكن تصرفاتها مازالت ما بين هذا وذاك 

: وصال ....انتبهت وصال اليه بينما يقترب منها وهو يحمل الصغيره ليضعها بحضنها قائلا : خليها معاكي علي ما ادبح 

اومات وصال التي كانت ما تزال بنصف عقل وأخذت صغيرتها بين ذراعيها بينما اتجه هادي تجاه ذلك العجل وسرعان ما نحره .....رمشت وصال باهدابها للحظه وهي تبعد عيناها عن الدماء التي سالت بينما دار العالم من حولها ....!!

وصال .....وصال ...بهلع كان هادي ينادي اسمها وهو ياخذ الصغيره من بين ذراعيها بعد أن لمح تلك اللحظه ليقول بقول وهي تفرك وجهها بقوة : مالك يا وصال في ايه ؟!

تظاهرت بالقوة وهي تهز راسها وتفرك وجهها أكثر : لا ابدا ....انا ..انا بس لما شوفت الدم يعني غمضت عيني !

رفعت هادي حاجبه ولم يستطيع أن يكتم ضحكته الشامته بتلك القوة التي تتظاهر بها : لما شوفتي الدم غمضتي عينك ....امال دكتورة ازاي !

فتحت وصال عيناها علي وسعهما وهتفت بغيظ : اصلي اتعودت علي دم البني ادمين ! 

اصطحبها هادي تجاه المنزل لتشعر مجددا بارتفاع درجه حراره جسدها من تلك اللمسه الخفيفه ليده التي وضعها خلف ظهرها بينما بذراعه الاخر مازال يحمل طفلته التي أسرعت حميده تأخذها منه وهي تقول بحماس : كلها ساعه زمن وتأكلوا احلي فته من ايدي .....انا اللي هطبخ النهارده لأجل عيونك يا وصال 

ابتسمت وصال لها قائله : شكرا يا طنط ..طيب خلي ملك معايا عشان متتعبيش ... هزت حميده راسها برفض قاطع وهي تاخذ الصغيره بين ذراعيها : تعبها راحه 

تمتم هادي بعد ذهاب والدته : ارتاحي انتي يا وصال 

شكل وشك مخطوف 

هزت راسها وقالت بتظاهر: لا انا كويسه 

اوما هادي بينما لمعت عيناه بالمكر للحظه قبل أن يقول :  

متاكده 

اومات له وقالت بقليل من الغيظ : انا زي الفل ..هو بس زي ما قولتلك منظر الدم 

اوما هادي وقال بخبث وهو يضع يداه تجاه جنبه : كويس انك مشوفتيش دمي 

عقدت حاجبيها وقالت بقلق : دمك ....في ايه ؟!

هز رأسه وتظاهر بالتمنع: ابدا جرح بسيط 

اتجهت وصال إليه وقالت باصرار بينما قلقها أطرب قلبه : وريني ياهادي 

قال وهو يحاول إخفاء المكر المرتسم بعيناه: يابوي انا كويس 

هزت راسها بإصرار واتجهت لتقف أمامه : وانا بقولك وريني 

قال بعبث مخفي : هوريكي هنا يعني ؟!.

قالت وصال دون أن تلقي بالا الي مغزي كلماته الماكره: وريني في اي حته 

اوما لها وجعلها تسبقه لتدخل كغزاله بريئه الي عرين ليث ماكر بكامل إرادتها فلم تلمح ذلك الباب الذي اوصده وقد انشغلت بقلقها عليه ...!

اقترب هادي منها وتوقف امامها وهو يترك العنان لنظراته التي لم تخفت بها حراره مشاعره ولو يوم واحد بينما هي جاهدت لتخفي مشاعرها خلف قناعها الزجاجي وهي تمد يدها ناحيه جنبه هاتفه : وريني جرحك 

بحراره وضع هادي يداه فوق يدها يسحبها ببطء للاعلي تجاه صدره بينما يميل ليقرب وجهه أكثر من وجهها الذي ازدان بالحمره حينما لامسته أنفاسه الساخنه 

: الجرح هنا 

تباطأت انفاس وصال بينما لمسه يداه ليدها بدأت تزداد جرأه لتحاول وصال أن تتراج ولكن الي اين وقد حاصرها بطوله الفارع وبدأت خطواته تتراجع بها ...!


دفعت وصال خصلات شعرها للخلف بعصبيه لم تكن تذكر بعصبيه وانفعال هادي الذي مرر يداه علي وجهه بعنف يحاول أو يسيطر علي سيل مشاعره الجارف وهو يصيح بها بغضب شديد : وآخره عنادك ده ايه ؟!

التفتت وصال له وهتفت بانفعال بينما تتجه لتفتح الباب  : مالوش اخر عشان ده مش عناد ...انت اللي بتعاند وفاكر اني هرجعلك لما تعمل كده 

اهتاجت اعصابه أكثر لتشعر للحظه بالخوف حينما قطع المسافه بينهم بخطوة وصفق الباب بعنف ووضع ذراعه امامها يمعنها من الخروج : وانا عملت ايه .....عملت ايييه ....اللي عملته وبعمله انتي عاوزة تعمليه وعينك بتقول اني بوحشك وانك مش قادره تعيشي من غيري زيي بالضبط ...اييه بقي ليه العناد يا بت الناس ...انا صبري خلاص نفذ 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 

كل سنه وانتوا طيبين وبخير 


إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !