( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
: وصال فين يا نشوي ؟!
ابتلعت نشوي ببطء لتزداد الشكوك بقلب هادي الذي تقدم بضع خطوات للداخل وهو يكرر سؤاله : وصال فين يا نشوي ؟!
هز هادي رأسه بضع مرات بينما عقله كله يصرخ به مناديا أن يصدق ارتباكها ونظراتها ولكن قلبه يصرخ هو الآخر به ليستبعد أن تكون أخته تعرف شيء عنها وتركته تلك الأيام يتجرع مراره فقدها ...لا يمكن أن يأتيه الغدر من أخته ...أنها أخته الوحيده والوحيده التي دوما ما كانت تشعر به وتقف بجواره ...لا يمكن أن تكون أخته مشاركه بوجعه ولو بصمتها ...كور قبضته وأراد أن يصدق صراخ قلبه ولكن صوت عقله كان الاعلي بينما تفرست نظراته ملامحها وهو يكرر سؤاله : انتي تعرفي مكان وصال يا نشوي ؟!
هزت راسها واراد أن يصدقها ولكن كيف ولسانها لم ينطق وينفي ...كيف وملامحها تخبره أنها تخفي عنه شيء !!
.......
....
نظرت دقات قلب وصال بقوة في صدرها .... ربما شعرت بالخوف للحظه ولكن شعورها بالغضب سيطر علي كل شعور اخر ....شعور بالغضب نبع من يأسها بأن تبتعد عنه فكلما ابتعدت خطوة سبقها بالقرب ....غضب ضاري تغلغل بعروقها ورفضت أن تستلم ليأس او قله حيله فهي لن تنتظر دخوله من الباب الذي وقفت بمنتصف الغرفه تتطلع إليه ....!
تنفست بضع مرات ودارت عيناها بارجاء الغرفه تخبر نفسها بأن الاوان لم يفت لتقرر هي ما تريد دون أن تسير وفقا لما يرسمه لها ....لهثت وهي تنحني تجذب ذلك المقعد الثقيل وتدفعه بكل ما اوتيت من قوه تجاه تلك النافذه العاليه والتي مثلت سبيلها للفرار من اسره !
........
....
تلاقت عيون نشوي بعيون أخيها الذي نظر إليها بعتاب شديد وأخبرتها عيناه أنه يتقبل من الجميع الغدر ولكن منها هي لا ....: تعرفي مكان وصال يا نشوي ...؟!
يكرر نفس السؤال وعيناه لا تبارح النظر إلي ملامحها المتوترة ولا يرحمها من نظره المغدور التي تجلت بعيناه حينما قفز قلبه من موضعه لسماع صوت تلك الصرخه التي انفلتت من بين شفاه وصال وقد خانتها ساقها وانفلتت من فوق المقعد بينما ترفع ساقها الأخري تجاه النافذه .....بقلب ملهوف ركض هادي تجاه مصدر الصوت لتتسمر قدمه بالأرض ما أن اقتحم الباب ووقعت عيناه عليها وهي تتشبث بكلتا يديها بأطار النافذه وقد تحاملت علي نفسها وقامت سريعا من علي الأرض حيث سقطت لتحاول مجددا
: وصاااال
دق قلبها بجنون بينما شعر هادي بأن صدره سينفجر من شده خفقات قلبه الملهوف والذي وجد بغيته اخيرا !
انه اللقاء ...لقد وجدها ورأها مجددا !
صرخت وصال بعنف بينما شعرت بيداه القويه تحيط بها
يحاول أن ينزلها من فوق المقعد ولكن كلتا يديها تشبثت بإطار النافذه تهز راسها بقوة رافضه اسر ذراعيه لجسدها....بالرغم من عنف مقاومتها له إلا أنه بمنتهي الرفق كانت كلتا يداه تمسك بيديها ويحل قبضتها ويأسرها بين قبضته كما اسر جسدها بحضنه وبقلب ملهوف كان يترجم حراره اللقاء لقبلات لاهبه لكل انش في وجهها وهو يدفن جسدها بين ثنايا حضنه ويهمس اسمها بأسي : وصال ...لقيتك يا شهد العسل
لقيتك يا دنيتي كلها
قاومته وصال وحاولت أبعاده عنها وهي تلكمه بقبضتها وتدفعه بعيدا عنها رافضه أن تستسلم لحراره لقاءه الذي خرج من قلبه وقابله قلبها بجفاء شديد ...ابعد عني
همس هادي وهو يتقبل لكماتها وضرباتها : هشش اهدي
كيف تهديء وكيف تتقبل أنه وحدها وأنها وقعت مجددا بأسره ...صرخت وقال بعنف وهي تحاول أن تبعد ذراعيه التي تكبلها عنه : ابعد عني ...ابعد عني بكرهك ...!
وقفت نشوي لدي الباب بعيون زائغه وقلب متمزق بينما لاتعرف علي من منهما تشفق ...تلك المسكينه التي تقاوم كعصفور جريح ام ذلك الليث الذي يتمسك بها وقد رفع رايه الاستسلام أمام قلبه الملهوف ...!
ظنها استكانت بين ذراعيه بينما هدأت حده حركتها الهائجه ولكنها لم تستسلم بل انهكتها مقاومتها له لتتعالي أنفاسها وبقبضه متراخيه اخذت تلكمه تجاه قلبه وهتف بوهن : ابعد عني بقي !
اقتربت نشوي بتردد وبقلب متمزق خرج صوتها وهي تمد يدها تجاه وصال التي مازالت تتخبط بوهن بين ذراعيه : سيبها يا هادي
توحشت نظرات هادي وبجفاء ابعد يد نشوي عنها والتفت إليها يهتف باتهام : كل ده تعرفي مكانها ومقولتليش !
انا يا نشوي ...هونت عليكي تعملي فيا كده
زمت وصال شفتيها وتعالت أنفاسها الغاضبه واستغلت التفاته الي أخته لتدفع ذراعيه بعيدا عنها وتهتف بحقد : حاسس بأيه وانا بتفق مع اختك عليك
التفت هادي تجاهها لتلفحه نظراتها الكارهه والتي لأول مره يري بها كل هذا الحقد وهي تنظر إليه بتشفي بينما تعاتب نظراته أخته ....نظرت نشوي إليه برجاء : غصب عني يااخويا ....خوفت عليها ومكانش ليها مكان تاني تروحه
لم تتركه ينعم بعتابه لأخته أو سماع اعذارها لتنظر له بتحدي : كان ممكن اروح في أي مكان بس انا حبيت احسسك باللي حسيت بيه وانت بتتفق مع اهلي عليا ....حبيتك تحس يعني ايه اهلك يبقوا عارفين انك موجوع وساكتين وقابلين
نظرت لها نشوي برجاء أن تتوقف عن سلخه ولكن قبل أن تنطق بشيء تفاجأت بهادي يلتفت إليها ويقول برضي :حقك تعملي كده وانا قابل منك اي حاجه تعمليها
تنفست وصال بصوت مسموع وتماوج الغضب بنظراتها أكثر بينما ظن كلماته ستطفيء نيران غضبها ولكنها الهبته أكثر لتقف أمامه بتحدي هاتفه : وانا مش مستنيه منك نقبل أو ترفض ....زمت شفتيها وتابعت بوعيد : انت بقيت عدوي وانا هعمل كل حاجه عشان اأذيك واجرحك واوعي تفكر أن دي اقصي حاجه هعملها
بصمت وتقبل وقف هادي فقط يتطلع إليها دون أن يغضب أو يثور أو حتي يرد علي وعيدها فقد وعدها قلبه أن يتقبل كل أفعالها فقط يكفي أن تكون أمامه
لذا قال بهدوء : موافق ...مد يداه إليها وتابع بينما عيناه تنهل من ملامحها باشتياق مجنون : تعالي معايا واعملي فيا اللي انتي عاوزاه
افلت ما بقي من اعصاب وصال من عقالها لدي سماعها تلك الحقيقه التي ترفض تصديقها وهي أنه ستعود إليه
لتصرخ به بعنف : مش جايه معاك ...لو انطبقت السما علي الأرض مش جايه معاك
تدخلت نشوي بينما رأت بدايه انهيار وصال لتقول برجاء وهي تنظر لأخيها : سيبها يا هادي ...سيبها يااخويا ترتاح كام يوم وبعدين هترجع معاك
صرخ هادي بعنف جعل نشوي تتراجع خطوه للخلف : مالكيش اخ من اللحظه دي
تغلغل العتاب بنظراته بينما لم يتقبل طعنه الغدر منها بعد أن طعنته والدته سابقا ...فبأي ذنب ...ماذا فعل لهم وكل واحده منهم شاركت في تفريقه عنها ...هي أخته التي تعرف كيف كان يموت كل يوم وهي بعيده عنه ...تركته يحيا تلك الأيام بقلب يموت كل لحظه قلقا عليها وكانت تعرف مكانها وبقيت صامته ...!
............
.......
بوجهه مكفهر نظر دياب الي جده الذي كان يهتف بسخط شديد : امك وقفت قدامي يا دياب وبتدافع عن اختك ....!
هب دياب من مكانه وهتف بجده بسخط : بنتها وبتدافع عنها ....اقتلها عشان ترتاح يا جدي
اتسعت عيون دياب : انت بترد عليا
هتف دياب بسخط : اه يا جدي برد عليك عشان انت مفيش في قلبك ذره رحمه ترحم بيها بنتك اللي قلبها مكوي علي بنتها ...مش حاسس بقهرتي وانا راجل طول بعرض ومش عارف الاقي اختي اللي يا عالم حصل ليها ايه ....تهكم من نفسه بمراره وهو يهز رأسه : اختي اللي وجعتها ومشيت ورا كلامك ...انا راجل بالاسم إنما بالفعل انا أجبن من النسوان عشان رضيت اجوز اختي بالغش وخوفا من كلام الناس وحتي دلوقتي سكتت ومرضتش ابلغ عشان خايف من كلام الناس
امسك دياب الكبير بكتف حفيده وهز رأسه : متقولش عن نفسك كده ...انت راجل يا دياب وعملت الصح ...يا ولدي اختك هنلاقيها
امسك دياب صدر جلبابه بعنف وهتف بخزي : هنلاقيها فين ....انا مش مسامح نفسي ولا مسامحك يا جدي علي اللي عملته في وصال ومن قبله عملته في امي وانا سكتت
اهتزت نظرات دياب الكبير ونظر الي حفيده الذي لأول مره يعاتبه عما حدث في الماضي : انا يا دياب ....نظر إلي حفيده وهتف بقلب ملتاع : ده انا محدش في الدنيا بحبه قدك ....انت ابني مش حفيدي وبس
حاول دياب الكبير أن يحتضن حفيده ولكن دياب ابعد ذراعه عنه بجفاء وغادر الغرفه ليتهاوي دياب الكبير علي مقعده وينكس رأسه بضيق شديد ..!
.......
...
وقفت صفاء بمنتصف البهو تستمع الي مايحدث دون أن تتدخل بينما اوجعها صوت نشوي الراجي لأخيها
هزت وصال راسها بقوه رافضه أن تستسلم لذا نظرت إلي باب الغرفه وبخطوات مسرعه حاولت أن تركض خارج الباب ولكن هادي سرعان ما امسك بها ومجددا جذبها الي حضنه ليشعر بسخونه عبراتها التي اختنقت بها وغادرت عيونها بينما ارهقتها مقاومته لتهتف بوهن : ابعد عني ...مش هرجع معاك
قال هادي بقلب متوجع مشفق علي حالتها بينما مد كلتا يداه يمسح بها دموعها : مقدرش اسيبك تبعدي عني تاني
انا كنت بموت من غيرك يا وصال ومستحيل اسيبك ..رفع وجهها الباكي إليه ونظر الي عيونها وهتف برجاء لها هي وحدها دون سواها : اعملي فيا اللي انتي عايزاه ....بس متبعديش عني تاني
ضربته وصال بقبضتها بوهن وهي تغمض عيناها التي فاضت بدموع القهر وهتفت بوعيد واهي : هقتلك يا هادي
ضمها هادي الي صدره بقوة يستنشق رائحتها التي أفقدها وهو يقول بقلب راضي : راضي اموت علي ايدك ولا اني اموت وانتي بعيده عني !
اعتصرت وصال عيناها تبكي بقهر من هذا الحب الذي ينشده و تشعر بصدقه ولكن ماذا إن صدقت المشاعر وكذبت الأفعال ....!
................
....
أوقف السائق تلك السياره الاجره جانبا والتفت تجاه ماجد الجالس بالخلف وهو يقول : هو ده بيت زين ابو اسماعيل يا بيه
اوما ماجد وأخرج من جيبه تلك النقود ووضعها بيد السائق ثم نزل واتجه للبوابه الحديديه للمنزل ومنها عبر الباحه وصعد تلك الدرجات الحجريه وطرق الباب ...!.
نظرت صفاء تجاه هادي الذي مازال متمسك بوصال بينما نشوي تفكر هل تحاول مره اخري الحديث مع أخيها ام تصمت ثم أدارت رأسها تجاه تلك الطرقات علي الباب تتساءل من الطارق وهي تفتح الباب فتحه صغيرة وتتطلع من خلاله
عقدت حاجبيها بينما ترفع طرحتها الي أعلي راسها وتنظر الي ماجد باستفهام : أيوة ؟!
قال ماجد بتعلثم : انا ..انا ماجد ...ابن عم وصال ....هي قالت ليا العنوان ...مش هي موجوده هنا
ابتلعت صفاء وتوترت نظراتها بينما شعر ماجد بأنه في المكان الخطأ من نظرات صفاء له ولكنه لم يكد يسأل حتي تفاجيء بتلك النظرات القاسيه ...!
تركها بعد أن كانت ذراعيه تتشبث بها ما أن استمع لتلك الكلمات التي لم يصدقها لوهله وسار الي الي الباب
وفتحه علي مصراعيه ووقف ينظر إلي ماجد نظرات قاسيه وهو يسأله : انت بتعمل ايه هنا ؟!
قبل أن يفتح ماجد فمه بينما شعر بأنه كصيد وقع بمصيده لا يدري عنها شيء إلا أنه أراد تلك المره أن يقف بجوار ابنه عمه وفور أن اتصلت به جاء كما طلبت
سارت وصال بضع خطوات متجاهله يد نشوي التي ترجتها حينما وجدت عزمها أن تقف أمام هادي : بلاش يا وصال ابوس ايدك
تابعت وصال خطواتها ليستدير هادي إليها وتتوحش نظراته حينما هتفت بتحدي استمدته من وجود ابن عمها : ايه فاكر أن ماليش حد يقف لك ..انا اللي كلمت ابن عمي واهو جه عشان يقف قدامك
كل ما كانت تفعله وما كانت تهدد به كان يتقبله بصدر رحب ولكن الغيره ....! لا أنها نار لا يعرف كيف يسيطر عليها ولا أن يتقبلها لذا هدرت دماءه الحاره بعروقه وهو حاول للحظه أن يخفي غيرته وغضبه خلف استخفاف نظراته تجاه ماجد الذي كان كمن سكب عليه دلو ماء ....هل تتوقع وصال منه أن يقف أمام زوجها ...ولماذا يقف وماذا حدث و لماذا اسئله كثيره لايعرف اجابتها فبدت هزه بدنه واضحه
قبل أن تخطو وصال تجاه ماجد كانت يد هادي تقبض علي رسغها ولكن تلك المره بقوة جعلت قدمها تتثبت بالأرض ....تلاقت نظراتهم لتري وصال بها غضب شديد قابلته بتشفي لتمر امامها كل أفعاله..... هل يغار ...؟!
يغار فقط لأنها تحتمي بأبن عمها فماذا عنها وعن قلبها الذي احترق بنار الغيره والغدر وامراه أخري تحمل بطفله ...امراه أخري كان في غرفتها وفي فراشها .....! فليحترق بنيران جهنم ليس فقط بنار الغيره !
صك هادي أسنانه ونظر الي ماجد بشر محذرا : امشي من هنا !
ابتلع ماجد ونظر الي وصال التي كانت تملك جرأه لا يملكها هو بينما حاولت تخليص ذراعها منه وهي تهتف به : همشي معاه
زم هادي شفتيها وازدادت قوة قبضته علي ذراعها يتمني أن لا تتمادي فيما تفعله ...يتقبل كل شيء إلا تلك المنطقه الخطيره التي تخطو إليها بجرأه الجاهل دون أن تدري انها حقا ملغم سينفجر !
هتف من بين أسنانه بتحذير جاد : متزوديهاش يا وصال
أدار عيناه تجاه ماجد وكرر تحذيره : وانت امشي من هنا
جالت كلمات دياب بعقل ماجد الذي استجمع جرأته بينما يري وصال لا تخشي شيء فلماذا هو يخشي أن يقف معها وهي من تحتمي به ليتجرأ دون حساب ويتقدم خطوه أمام هادي : مش همشي الا وبنت عمي معايا طالما هي طلبت كده !
بحركه واحده كان هادي يرخي قبضته عن رسغ وصال ويدفعها بقوة طفيفه خلف ظهره ويتقدم خطوه تجاه ماجد الذي بلا مقدمات سدد له لكمه قويه في أنفه وانقض علي تلابيبه صارخا : يبقي هتطلع علي نقاله !
صرخت وصال واسرعت تحاول أن تحول بين هادي الذي كان كالثور الهائج وبين ماجد الذي حاول أن يرد لكمه هادي ....تدخلت صفاء تناديهم بالتعقل : صلي علي النبي يا هادي ....الراجل قاصد خير
لايري أمامه من الغضب ولكن قلبه يراها ويخشي عليها حتي من غضبه لذا كلما اقتربت كانت تشعر بيده تمسك بها ويوقفها خلف ظهره
اقتربت نشوي تترجي أخيها وتحاول أن تمسك به : ابوس ايدك يا اخويا كفايه
صرخت وصال بتهديد : هبلغ البوليس لو مسبتهوش يا همجي
قال هادي بلا مبالاه وهو ينقض علي ماجد مجددا : اطلبي له الإسعاف يا دكتورة !
هرع زين ينزل من سيارته ما أن أوقفها واستمع لتلك الاصوات ليركض تجاه الباب المفتوح والذي دارت علي بعد بضع خطوات منه تلك الملحمه بين هادي وماجد
اسرع دون أن يفهم ما يحدث يحول بينهم ليدفع هادي بعيدا عن ماجد الذي سالت الدماء من أنفه ...انحني هادي للحظه يلتقف أنفاسه اللاهثه وباللحظه التاليه كانت يداه تقبض بقوة علي ذراع وصال التي جذبها تجاه الباب متجاهل مقاومتها العنيفه له .... زفر وتوقف مكانه بينما سمرت قدميها بالأرض لتظنه وصال تراجع ولكنها شعرت بقدمها تفارق الأرض بينما حملها بين ذراعيه واتجه بها الي سيارته ....ادخلها بصعوبه بينما لا تتوقف عن مقاومته ولكمه...اغلق الباب الذي سرعان ما وضعت وصال يدها علي مقبضه ولكن هادي استند بكتفه الي الباب واستدار ناحيتها يهتف بسخط من خلال النافذه المغلقه : اياكي تنزلي !
ضربت وصال النافذه المغلقه وسرعان ما مالت بجسدها تحاول أن تقفز للمقعد المجاور لها لتفتح الباب ولكن هادي سبقها ودخل الي السياره التي سرعان ما أدارها واغلق قفل الباب !
..........
...
ضحكت احسان من قلبها بينما تقص علي قدورة كل ماحدث والتي بدورها ظنت أن الدنيا ابتسمت لها هي الأخري بينما تختم احسان حديثها : خلصت من حميده ومن الدكتورة ورجعت تاني انا ست البيت ...وضعت يدها علي بطنها وتابعت بينما نسيت أو تناست وضع هذا الطفل الذي تتشدق به : وام الواد !
قالت قدورة بانتصار : شوفتي بقي قدروة حبيبتك عملت ايه ...لولا سر حميده اللي قولته ليكي مكنش هادي هيقلب عليها واهو كله جه في مصلحتك
تنهدت احسان وقالت وهي تربت علي يد قدورة : حقه يا قدورة انتي فتحتي ليا بوابه السعد من تاني
ابتسمت قدورة وسرعان ما لمعت عيناها بالطمع وهي تضع يدها علي يده احسان المليئه بتلك الاساور الذهبيه : يبقي افتحي ليا انا كمان بوابه السعد
نظرت لها احسان وسرعان ما جذبت يدها من أسفل يد قدروة التي رأت الطمع بعيونها : عينك يا قدورة ..!
ضحكت قدورة وقالت وهي تمد يدها تجاه احسان : اخزيها يلا بالحلاوة
قالت احسان وهي تكشر عن أنيابها : وهو كل ده مأخدتيش الحلاوة
هزت قدورة راسها لتنزع احسان من يدها أحد الاساور ولكن قبل أن تعطيها لقدوره التي مدت يدها بلهفه رفعت اصبعها أمام وجه قدورة وهتفت بتحذير : بس دي اخر حاجه هتاخديها مني انتي اخدتي كتير
اختطفت قدروة الاسورة من يد احسان وسرعان ما وضعتها بصدرها وهي تهتف بثقه : اللي اخدته ولا حاجه من العز اللي شوفتيه الي ايدي .....لوحت بيدها وتابعت : من اول ما جوزتك هادي لغايه دلوقتي
زمت احسان شفتيها وكشرت عن أنيابها هاتفه : قدروة بزياده طمع
هزت قدروة راسها ببرود قائله : لا يا حبيبتي هطمع وهطمع ....والا اروح لهادي واقوله علي المستخبي ضحكت ساخره وتابعت : المستخبي من زمان ...ها فاكره اخته واللي كنتي بتعمليه فيها ولا افكرك
هتفت احسان بسخط من بين اسنانها : مش هيرحمك
قالت قدورة ساخره بلا مبالاه : ولا هيرحمك يا حبيبتي
وعليا وعلي أعدائي
مالت علي احسان وتابعت بمكر : خلينا حبايب احسن وافتكري حميده لما قالت ليا لا حصل ليها ايه !
.........
...
التفت عبد العزيز بملل تجاه تلك الطرقات المتوالية علي الباب ليكرر نداءه : امه ...يا امه ...شوفي الباب
لم يلقي رد ليميل يضع تلك السيجاره المشتعله من يده علي طرف المطفأه ويقوم بخطوات كسوله تجاه الباب ....نظر إلي ذلك الرجل الضخم الذي توقف أمامه وعقد حاجبيه باستفهام : خير يا افندي ...انت مين ؟!
قبل أن يستمع إلي أي رد أو جواب تفاجيء بيد ياسين القويه تنقض علي تلابيبه وتحيط بعنقه : انت اللي مين عشان تجيب سيره الست اللي متستاهلش ضافرها علي لسانك
لم يفهم عبد العزيز شيء بينما قبضت يد ياسين أكثر علي عنق عبد العزيز وسرعان ما لكمه بغل في أنفه مزمجرا : انطق مين الو** اللي دفعلك تمن شرفك
صرخت سعديه التي خرجت علي صوت ذلك التكسير بينما دفع ياسين عبد العزيز أرضا من فوق الطاوله الزجاجيه لتطلم وجهها وهي تهتف بهلع : عملت ايه يا آخره صبري !
حاولت أن تبعد ياسين الذي انقض علي عنق ابنها ولكن ياسين دفعها مزمجرا : ابعدي يا وليه انتي !
صدم ياسين راس عبد العزيز بالأرض حينما هتف : هي اللي كانت ماشيه علي حل شعرها ....
زمجرت ياسين بغل : اخرس
بغضب مد يداه تلك السيجاره المشتعله وسرعان ما كان يطفئها بجانب فم عبد العزيز الذي صرخ بوجع : كفايه يا بيه ...كفايه ابوس ايدك
اعتدل ياسين واقفا وجذب عبد العزيز يجره علي الدرج لتخرج زينات من شقتها بالدور العلوي وسرعان ما تضرب صدرها بيدها صارخه : يا لهوي ...في ايه ؟!
أسرعت تنزل الدرج بينما مازال ياسين يجر عبد العزيز درجه تلو الأخري ...!
ألقاه في سيارته وانطلق بها لتسرع زينات تنادي علي أحد الصبيه : واد يا حمو ...بسرعه خد توك توك واجري ورا العربيه دي افهم في ايه ؟!
اوما الصبي قائلا : حاضر يا ست زينات
.........
.....
رفع هادي ذراعه بجوار رأسه يتفادي ضرباتها ولكماتها بينما لم تتوقف عن مقاومته ليمسك بالمقود بيده الأخري ويمسك ذراع وصال باليد الاخري هاتفا من بين أسنانه : اتهدي بقي يا وصال انا اتفرهدت !
اتسعت عيون وصال وزمت شفتيها بغيظ ليتأوه هادي وينطلق سباب من بين شفتيه بينما مالت وصال علي ذراعه وعضته باسنانها التي تركت أثر واضح ليضغط سريعا علي المكابح ويوقف السياره جانبا ويتطلع إليها بغيظ شديد وهو يفرك ذراعه : قولتلك كفايه بقي ....نظر إليها بإصرار هاتفا : قولتلك كل اللي بتعمليه ده مش هيفيد بحاجه الا انك تفرهديني وتفرهدي نفسك ...يا بنتي كفايه انتي حامل
ضربت النافذه بقبضتها وبعناد رفضت أن تظهر الالم الذي شعرت به لتصرخ به : افتح الباب ونزلني ...نزلني بقولك !
هز رأسه بعناد مماثل ؛ قولت لا !
مال ناحيتها لتتراجع الي الخلف وتنظر له بغل بينما هتف بها : هنرجع البيت وهناك نتكلم ...لسه بينا حساب طويل يا بنت الدكتور
رفعت وصال حاجبها وهتفت به بسخط : بقي انت اللي هتحاسبني
رفع إصبعه أمام وجهها وهتف بها بعصبيه : لغايه قبل ما يطلع العيل الساقع ده كنت ناوي اردم علي حاجه إنما بعد ما طلع هحاسبك يا وصال من اول ما هربتي بعد ما حذرتك لغايه ما كلمتيه تستنجدي بيه !
احتقن وجه وصال بالغضب بينما يتبجح ويتحدث عن الحساب لتزفر أنفاسها الساخنه في وجهه وتتراجع عن الرد عليه والصراخ بل ببرود نظرت في عيناه هاتفه : ومش بس كده لا ده انا كمان هستنجد بعمي...! لوت شفتيها ساخره وتابعت : انا عندي اقعد في بيت عمي اهون عليا الف مره من اني اقعد في بيت واحد كداب جبان زيك !!
بروده كلماتها أشعلت براكين الغضب بعيون هادي الذي أخذ صدره يعلو ويهبط بعنف لتتراجع وصال بظهرها الي الخلف ما أن قرب وجهه من وجهها ولفحتها أنفاسه الساخنه بينما يوم شفتيه ويهتف بها من بين أسنانه بوعيد لم تدرك مغزاه : بقي كده ...طيب يا وصال
زفر مجددا وتابع بينما بلحظه كان يدير السياره وينطلق بها : طالما مرحبه اوي تقعدي في بيت عمك وبقيت انا جبان يبقي بلاها بيت واحد جبان زيي !
اصطدم كتفها بجانب السياره حينما انطلق بتلك السرعه لتصرخ به بعصبيه وتلكم ذراعه بغل : انا حامل يا بني ادم ...وقف العربيه !
التفت لها صارخا بينما انفلتت أعصابه من عقالها وانتهي الأمر بعد ما قالته : وانتي لسه فاكره انك حامل دلوقتي ...!
صراخ كل منهما كاد يصم الاذان ...جدال وكلمه من هنا وكلمه من هناك ... حنق وغضب جعل الأجواء مشحونه وحتي ذره الهواء بينهما تحمل ضغينه وحنق لاتظري وصال الي اين سينتهي بهم وهادي بالرغم من أنه يعرف وجهته إلا أنه مثلها يجهل ما بعد تلك الوجهه التي قررها بلحظه غضب !
..........
.....
حركت حميده ساقها بعصبيه بينما تتغنج احسان امامها بمشيتها بينما حملت طبق به جميع انواع الفاكهه وأخذته وخرجت لتجلس الي الحديقه وتحديدا بالمقعد الذي اعتادت حميده أن تجلس به وتخدمها هي !
هبت حميده من مكانها تنتوي أن تخنقها بيدها وليحدث ما يحدث ولكنها لم تكد تنزل بضع درجات حتي وجدت سياره ابنها تدخل الفناء .....تجمدت نظرات احسان وحميده علي ذلك الذي نزل من السياره والتف للجهه الأخري ووقف أمام الباب الاخر ...!
ابتلعت وصال ببطء ونظرت إليه بينما أنفاسها تعلو وتهبط لا تستوعب أنه اتي بها الي هنا !
لحظات مرت ونظرات كلاهما تتطلع الي الاخر ....!
هل حقا أحضرها الي هنا !
لا تصدق وهو لا يريد أن يري تلك النظرات بعيناها بعد ما قالته ...يعاقبها ام يعاقب نفسه ...غير متزن ولا يفكر بوضوح ....والدته التي فعلت الافاعيل لتفريقهم سيضعها امامها كما وضع احسان كاللقمه ببلعومها...وصال التي أخبرته أنها تفضل منزل عمها علي منزله بل ونعتته بالجبان ..!
: انزلي !
نظرت له وصال باستهجان : انت اكيد اتجننت ....ايه فاكر اني ممكن اقعد في البيت ده
سخر هادي بسخط : ما كنتي هتقعدي في بيت عمك !
زمجرت به وصال بحنق شديد: اقعد في جهنم ولا اني اقعد في حته انت فيها !
زم شفتيه وهتف بها : انزلي !
اشاحت بوجهها عنه لتصرخ حينما تفاجئت به يفتح باب السياره بجوارها ويميل ليحملها . .....!
اتسعت عيون حميده وأحيان بعدم فهم بينما وصال لا تتوقف عن مقاومه ذراعه القويه ...!
دفع باب الغرفه بقدمه ودخل يحملها ليضعها علي الفراش الذي سرعان ما هبت من فوقه واسرعت تركض الي باب الغرفه بيأس لم يتملك منها بالرغم من أنه بمنتهي السهولة كان يطوق خصرها بذراعه ويوقفها...!
.........
...
بالرغم من أنها لا تفهم شيء ولكنها لم تستطع أن تفوت تلك الفرصه لتلمع نظرات الشماته بعيون حميده التي التفتت الي احسان وهتفت بابتسامه واسعه : يا عيني عليكي يا بت عليوة ملحقتيش تتهني بكلمه ست البيت اللي صدقتيها واهو جت بت مهجه تشاركك !!
بالرغم من خيبه الامل التي ملئت حلق احسان بينما هي الأخري لاتفهم معني أن يأتي هادي بها الي هنا ولكنها رفضت أن تمنح حميده الانتصار لذا هزت كتفها وقالت ببرود : ومين قال إني هدخل اقاسمها في حاجه ....وضعت يدها علي بطنها وتابعت بدلال مفتعل : انا هنا ام الواد وبس ومش عاوزة اكتر من كده
ضحكت بشماته بينما رأت الغيظ يكلل ملامح حميده لتتابع وهي تسير بغنج : واذا كان علي الدكتورة فهي تقعد فوق دماغي وتكرم عشان خاطر عيون ابو ابني !
........
...
ساعه مضت أو أقل بقليل لا يدرك بينما جلس علي المقعد يوليها ظهره وعيناه علي النافذه الزجاجيه بصمت يستمع إلي صوت غضبها الذي فرغته بالتحطيم حتي خارت قواها ولكنها لم تستسلم أو حتي تأخذ هدنه ....تصرخ وتكسر وتضرب بلا هوادة وماذا يتوقع منها وقد ضغط علي وريدها....أن مضت لحظه سكون فهي ستكون خانت نفسها واستسلمت وهي حتي وإن لم تعد تستطيع الوقوف علي قدميها لن تستسلم !
زفر هادي ونظر بطرف عيناه إليها بينما وضعت أحدي يديها خلف ظهرها والاخري علي جبينها ولا يحتاج لفطنه ليدرك مقدار التعب الذي تشعر به ولا يحتاج أيضا لفطنه ليدرك أنها ابدا لن تعترف وستثور وتغضب أن فتح فمه ولو ترجي أو تحدث بالعقل أن ما تفعله خطر عليها لن تقتنع لذا بقي صامت وتركها تفعل ما يحلو لها لعلها تشعر بأنها انتصرت ولكن علي ماذا تنتصر علي واقع فرضه عليها ...!
استمعت الي تنهيدته واغاظها صمته لتندفع إليه وتصرخ به بغضب : قوم افتح الباب .....افتح الباب انا مش بقره هتحبسها ....قوم بقولك !
قام بالفعل واتجه الي الباب ولكنه خرج واغلقه خلفه ليغمض عيناه وديكور قبضته بينما استمع لصوت التكسير مره اخري ...!!
.............
....
انتفخ صدر هادي بنفس عميق زفره ببطء وهو يحاول دفع قدمه من أمام تلك الغرفه بينما يشعر بقلبه من يتحطم ليس الاشياء التي تحطمها هي بغضبها. ... لن تهديء وهو لن يتراجع ...!
: هادي
التفت هادي تجاه احسان التي قالت برقه وخضوع : معلش يااخويا اتحملها....بتحبك وغيرانه عليك
وكمان الحمل لازمن مضيق خلقها
تلعب دور الحمل الوديع كما اعتادت وتفترش له طريق الراحه من كل ما حوله ....انا لو تحب هاخد هدومي واروح اقعد عن خالتي كام يوم عشان مضايقش الدكتورة
اسدلت اهدابها بينما تقامر وهي متاكده من الربح وهاهو هادي يقول بصوت رخيم: متروحيش في حته والزمي اوضتك
قالت احسان وهي تخفي الفرحه والمكر بعيونها : انا بس مش عاوزة الضيق الدكتورة
هتف هادي بنفاذ صبر : سمعتي قولت ايه !!
اومات احسان بخضوع : اللي تشوفه يا هادي !
... ...
كور ماجد قبضته بضع مرات بينما تراجع وسرعان ما استدار وهو يذكر نفسه بما حدث له ....وانا مالي هما عيله في بعض مش هتدخل بينهم
هكذا تحدث مع نفسه بينما فكر أن يذهب لدياب ليخبره ولكن ما حدث من هادي لا يشجعه وهو في النهايه لا يريد ولا يحب أن يدخل في أي مشاحنات
..........
......
بالرغم من رفض زين إلا أنه لم يستطيع أثناء نشوي علي المجيء خلف أخيها ....نظرت حميده الي ابنتها التي دخلت الي المنزل مسرعه تتلفت هنا وهناك وتسأل بلهفه : حصل ايه يا امه ...هادي عمل فيها ايه ؟!
ضيقت حميده عيناها باستفهام : هي مين ؟!
قالت نشوي بنفاذ صبر : وصال يا امه هيكون مين ؟!.
مجددا استفهمت حميده : وانتي عرفتي منين أنه لاقاها
هتفت نشوي بضيق : كانت عندي يا امه وجه واخدها !
اتسعت عيون حميده لتقول باستنكار : عندك وخبيتي علي اخوكي
قالت نشوي بضيق : اهو اللي حصل يا امه ...ها طمني قلبي وقوليلي عمل ايه
هزت حميده كتفها وقالت بعدم فهم : اهو جابها وطلع بيها فوق انتي مش سامعه صوت صريخها
زمت نشوي شفتيها وقالت برفض : مالوش حق ابدا يجيبها هنا
لوت حميده شفتيها ساخره : قعد بنت عليوة غصب عني وكمان جاب بت مهجه !
: ومحدش هيدوس لواحده منهم علي طرف !!
التفتت حميده ونشوي الي هادي الذي نزل الدرج وقال تلك الكلمات والمقصود بهم حميده
: انت بتقولي انا الكلام ده يا هادي
اوما هادي ونظر الي عيون والدته بتحدي : انتي مش كنتي عاوزاها تقعد هنا ...اهو اللي انتي عايزاه حصل
اومات حميده وحاولت التحدث بعقلانية : تقعد بس مش بالغصب
تدخلت نشوي برجاء : اه يا اخويا ...اللي بتعمله كده بيزود الجفا بينك وبينها
بسخط هتف هادي وهو ينظر الي أخته بجفاء : ميخصش حد ...انا حر اعمل اللي يعجبني ...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
كل سنه وانتوا طيبين وبخير.....مستنيه رايكم في الأحداث مع المعايده
...
روعه تسلم ايدك يا قمر
ردحذف