الفصل الثالث والاربعون بساط السعاده

1


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

التفتت مهجه الي ابيها الذي دخل من الباب مثل البركان وكالعاده لم يجد سواها يصب عليها حميم غضبه : بتك وقفت قدامي ترد عليا الكلمه بكلمتها...بتك ناكره الجميل اللي عملت ليها قيمه وسعر وقفت تعلي صوتها عليا 

نظرت مهجه الي ابيها بوجل بينما لم تستطيع أن تنطق بكلمه أمام ثوره ابيها كما اعتاد ليرفع دياب الكبير يداه أمام ابنته بوعيد : بتك اما كانت تيجي قدامي وتحب علي ايدي وتتأسف تعتبر أن ملهاش جد والباب ده رجلها مش هتخطي عتبته طول ما انا عايش وحتي لما اموت ...فاهمه !

لا تفهم شيء ولا تستطيع أن تسأل لتترقرق الدموع الحاره بعيونها وتكره سلبيتها وضعفها أمام ابيها الذي صرخ بها : غوري من قدامي 

..........

.....

فتحت حميده الباب ونظرت الي وصال التي لم تتمهل وهي تسأل : ابنك فين ...؟!

أسرعت بخطواتها للاعلي ولكن سرعان ما تباطأت خطواتها بينما أتقنت احسان رسم المفاجاه علي وجهها وهي تضم عليها صدرها عباءتها وتخرج من باب غرفته وترسم الخجل ...دكتورة !!

اهتزت نظرات وصال بينما زلزال اخر قوي شديد الضراوة ضرب قلبها الذي بالفعل تصدع ولم يعد به جزء لم ينكسر لتتسمر نظراتها للحظه علي احسان التي أتقنت دورها وهي تنظر إلي وصال بتوتر قبل أن تشير الي باب الغرفه الذي تركته مفتوح بينما تحاول أن تقول بتبرير منح وصال الشك الذي إرادته احسان الخبيثه : ده ..ده هادي يا دكتورة تعبان شويه 

مد هادي يداه الي الغطاء فوقه وسرعان ما ازاحه وما كادت قدمه تلمس الأرض حتي تواجهت نظراته بنظرات وصال التي وقفت لدي باب الغرفه تتطلع إليه بخزلان ونفور واحتقار !

اسرع هادي ناحيتها بينما لم يحتاج لفطنه ليفهم ما فهمته من وجوده بتلك الغرفه ليقول : وصال هفهمك !

توقف مكانه بينما صرخت وصال بصوت عالي شق حلقها الجاف : تفهمني اييييه  ! 

اهتزت نظراته بينما كل ما سبق ظن أنه حسب حسابه ولكنه كان واهم بينما كان لديها حساب اخر واجهته به وهي ترفع أمامه تلك الأوراق وهتفت به بازدراء : هتفهمني ايه ....اييييه تاني بعد اللي كل شويه اعرفه ...مخبي عني ايه تاني .....ايه ده 

ابتلع ببطء بينما تحشرج حلقه وهربت منه الكلمات بينما تابعت وصال بغضب شديد أخفت به قهرها الذي لم تسمح لنفسها أن تشعر به ...لماذا تشعر بالقهر أو الخزلان فما عليها أن تشعر به فقط هو إحساس الغدر الذي تجرعته علي يد الجميع واولهم هو ....!

: خططت ورسمت ونفذت واشتريت وهما باعوا ....احتقرته بنظراتها وهي تتابع : ايه اللي أنا مستنيه أفهمه منك ما كل حاجه واضحه وانا اللي كنت غبيه ومفهمتش عشان كنت واثقه فيك !

بغل شديد اتجهت ناحيته ولكمته في صدره وهي تتابع بغضب اهوج : وثقت فيك وانت حقير ضحكت عليا وكذبت بدل المره الف ....تركها تنفث عن غضبها ووقف بصمت يتلقي لكماتها وقبل أن يفتح فمه كانت وصال ترفع اصبعها أمام وجهه وتصيح به بغل : ايااك...ايااااك تقولي عشان بتحبني ...!

اخيرا استطاع أن ينطق كلمه ليقول بانكسار لم يلامس قلبها من قريب أو من بعيد : بحبك والله بحبك ...خليني افهمك 

تهكمت بمراره هاتفه : تفهمني ايه ولا ايه ...ازدادت سخريتها مراره بينما تهز راسها وتهذي بندم شديد : ال وانا غبيه ورجعت معاك ....واتاريك دافع التمن !!

امتلئت عيناها خزلان بينما خفض هادي عيناه بخجل وهو يحاول أن يبرر : وافقت علي طلب جدك عشان خوفت تضيعي مني ! 

بعد أن فتحت فمها تراجعت فهو لا يستحق جدل أو حديث لتلقي إليه نظره احتقار وتدير راسها تجاه احسان ثم رفعت راسها بكبرياء واستدارت مسرعه لتغادر ....لحق هادي بها ومد يداه ليمسك بها ولكن بالكاد لمست يداه ذراعها ليري نفور العالم أجمع بنظراتها التي امتزجت بها كل تلك المشاعر التي أصبحت تحملها له .....: اسمعيني وهفهمك اللي شوفتيه 

زمت وصال شفتيها تكبح لجام تلك الدموع التي تجمعت بحلقها بينما ترفع راسها وتواجهه بنظراتها وهي تهتف به : 

لو فاكر أن اللي شوفته هز فيا شعره تبقي غلطان.....هزت كتفها وتابعت بتخلي كسر قلبه : عادي وهو انا كنت متوقعه ايه ...اهو 

بجمله كذبك ! 

ألقت ما بيدها من أوراق في وجهه وهتفت به بخزي : حسبتك غلط ولو دفعت مال قارون مش هتعرف تشتريني! 

تحركت بضع خطوات بينما بقي هادي واقف مكانه يتطلع إليها ....خطوة اثنان وكل خطوة تحمل حسره بشريط لا يتوقف من الذكريات التي تنحر قلبها وتري كم كانت مغدورة ....

استدارت قبل أن تخطو الخطوة الثالثه ورمقته بنظره حملت أطنان من الخزلان الذي تغلغل بروحها وهي تسأله : كان انت مش كده ؟!

تلاقت نظراتهم لتتابع اخر اتهام اكتشفته واجرمه بحقها : كان انت اللي اتسببت في فصلي من شغلي ....انت اللي أجرت البلطجيه !

سخريه مريرة غلفت نبرتها بينما تتابع : قناوي شغال عندك ...مش كده !!

اهتزت نظراته أمام نظراتها التي تغلغل بها الخزي 

بينما تقول بانكسار : ياااااه للدرجه دي انا كنت مغفله 

كل الحقايق كانت قدامي وانا مشوفتهاش !!

ملئت المراره حلقها بينما تتابع : 

كانت كل حاجه باينه قدامي بس انا اللي قولت مستحيل 

.....للدرجه دي انا كنت مغيبه ؟! 

للدرجه دي كانت مرايه الحب عاميه ؟!

ظلت تهذي بتلك الكلمات وخطواتها تتحرك بلا هدي بينما شريط لا يتوقف من الذكريات يتدفق أمام عيناها لكل لحظه عاشتها معه في سعاده جعلت فاجعتها موجعه بينما تلك السكاكين الحاده لا تتوقف عن نحر قلبها المره تلو الأخري !! 

..........

....

انتفضت بهيه علي صوت تحطم قوي صادر من غرفه دياب الكبير الذي لم يجروء أحد علي الاقتراب منه لتسرع ناحيه دياب الذي دخل من الباب ولم تلمح تهدل كتفيه وقد عاد بخاطر مكسور وخزي من نفسه أمام أخته التي خذلها : 

: الحق يا دياب ...جدي باين اتخانق مع وصال 

تعلمت وخفضت نظراتها للأرض وهي تتابع : اصل ...اصل لساني فلت وقولتها علي موضوع التلاجات 

توقعت ثورة لتجفل حينما رفع دياب عيناه ناحيتها وتتراجع خطوه ولكنها تفاجات بنبره دياب المنكسره خجلا من أخته التي يحق لها أن تراه بتلك الحقاره : كده كده كانت هتعرف !

نظرت له بهيه بشك : يعني انت مش زعلان مني 

هز كتفه بتخلي : مش فارقه يا بهيه ازعل ولا اتفلق 

نظرت له برفق : بعد الشر عنك يا اخويا ...طيب مش هتدخل لجدي 

هز رأسه واتجه الي الدرج بخطوات متخاذله ...!

...........

....

توقف هادي مكانه ولكن دقات قلبه وانفاسه كانت تهدر بقوة بينما دار العالم من حوله وكأنه محبوس بين أربع حيطان ضاقت علي صدره حتي كادت تخنقه وهو لا يري مخرج أو سبيل ليتحرك خطوة ويتراجع الأخري وهو يسأل نفسه ماذا يفعل أو يقول وقد انكشف كل شيء ...انكشف بأسوء طريقه ممكنه وكل شيء مفسر ضده ولا يستطيع أن يبرر 

: هادي ..توقف مكانه بينما أسرعت حميده تجاهه تناجيه برجاء تجرأت علي تبريره : 

انت هتصدق كلام البت دي ! 

ارتسمت سخريه مريرة علي جانب شفتيه ولم يستدير تجاه والدته التي حاولت أن تبرر وتدافع عن نفسها ليقول بخزلان : صدقت كلامك اللي قولتيه بلسانك !

هزت حميده راسها وقالت بكذب : مقولتش ..قصدي قولت بس انا روحت بس عشان خوفت عليك 

نفس الموقف باختلاف الاتهامات واختلاف الأدوار .... مغدور ويستمع الي مبررات زائفه اسفل عنوان كبير كاذب 

سواء حب او خوف .....! ليواجهه حقيقه مره وهي أنه لو ابتلع مبرر والدته وصفي قلبه ناحيتها ستبلتع وصال مبرراته ويصفو قلبها له وكأن طريقه يرتسم أمامه ليعرف أن كلما نطق مبرر كلما زاد النفور كما يستمع الان الي والدته ويزداد النفور ويتعاظم احساس الخديعه من اقرب الناس إليه كما حدث معها !

..........

..... 


فتحت بهيه الباب ووقفت تنظر إلي ماجد الذي خفض نظراته الي الأرض وهو يقول بلياقه : المعلم دياب موجود !

اومات بهيه ليتابع : انا ماجد ...ماجد ابن عمه وعاوزه في حاجه ضروري لو سمحتي 

التفتت بهيه وهي تشير إليه : اتفضل يا اخويا ثواني انادي عليه 

........

....

التفت ساق وصال الواحده بالآخري وتباطأت خطواتها التي كانت تسرع بها وكأنها تهرب من كل شيء ولكن الي اين الهروب وكل شيء يعاد ويتكرر بداخل عقلها بلا هوادة يمزق قلبها بسكين بارد ويجعله ينزف بلا توقف فكم كان عليها أن تقابل كل هذا الغدر من اقرب الناس إليها !! 

دار العالم من حولها وازدادت أنفاسها صعوبه لتتوقف علي جانب الطريق تستند بيدها الي أحدي الأشجار تتطلع حولها بعيون زائغه تري براح الطريق امامها قيد يقيدها بهذه البلده التي تتمني لو لم تطأها قدمها قط وقد ضاقت عليها الدنيا وضاقت بها كل السبل وهي تتساءل الي اين تذهب !! 

عقدت نشوي حاجبيها وسرعان ما أشارت إلي زوجها الذي يقود بجوارها هاتفه بلهفه وقد لمحت تلك الواقفه علي جانب الطريق :  زين استني يا زين ..دي وصال 

لم يكد يتوقف حتي فتحت نشوي الباب واسرعت تجاه وصال بقلب لهيف تمسك بها : وصال ...مالك يا وصال 

بقلق شديد أمسكت بيدها البارده لتري هذا العرق البارد يتصبب علي جبينها بينما تتلاحق أنفاسها لتصرخ بزوجها الذي هرع خلفها : الحقني يا زين ....كلم هادي بسرعه 

تفاجات نشوي بتلك النبره الحاده التي هتفت بها وصال : محدش يكلمه ....مش عاوزة اشوفه ! 

مدت نشوي يدها تمسح عرق جبينه وصال وتبعد شعرها عن وجهها الممتقع لتلتقي نظراتها بنظرات وصال الواهنه والتي تحولت إلي عتاب شديد نغز قلب نشوي بينما تقول : حتي انتي يا نشوي كنتي معاهم عليا ....انسابت دموعها الحاره بغزارة بينما لم تعد تستطيع أن تمسك بهم اكثر لتتابع بمراره تنعي نفسها : كلكم اتفقتوا عليا ..ليه ؟!

انا كنت عملت ليكم ايه...؟!  ده اعتبرتكم كلكم عيلتي ورجعت اعيش معاكم بعد سنين الوحده والغربه 

هزت راسها وتابعت تندم بمراره :  يا ريتني ما رجعت وفضلت عايشه لوحدي انتوا لعنه مش عيله 

خفضت نشوي عيناها نخجل بينما نظر زين الي زوجته بعدم فهم لم تسعف نشوي الكلمات لتشرح له 

حاولت وصال سحب يدها من يد نشوي لتتابع طريقها الذي لا تعرف الي اين سياخدها لتوقفها نشوي وتتمسك بيدها أكثر وهي تقول باعتذار : حقك عليا يا اختي والله ربنا يعلم اني اعتبرتك اختي 

هزت وصال راسها وقالت بأسي وهي تسحب يدها من يد نشوي بجفاء : مفيش اخت تعمل في اختها كده 

كررت نشوي اعتذارها : حقك عليا ورحمه ابويا غصب عني 

نظرت لها وصال بجفاء هاتفه :  وايه اللي غصبكم علي الكذب 

غص حلق نشوي وهي تقول بخجل بينما تخفض عيناها للأرض : ماهو اخويا يا وصال 

اومات وصال بخزلان واستدارت تتابع طريقها بخطوه واهنه تهتف بمراره ساخره :إذا كان اخويا كذب عليا يبقي مستنيه منك انك انتي تصدقي 

اوقفتها نشوي برجاء : استني يااختي انتي رايحه فين 

قالت وصال بانكسار شديد:  هبعد عنكم كلكم مبقاش ليا مكان وسطكم 

لحقت بها نشوي برجاء : انتي مش قادره تقفي علي رجلك هتروحي فين بس وانتي كده 

استهدي بالله وتعالي ارجعك البيت واللي انتي عايزاه يحصل 

هزت وصال راسها برفض شديد وحاولت أن تتابع سيرها ولكن نشوي تمسكت بها : عشان خاطري يا وصال انتي مش قادره تقفي علي رجلك ....والله هقف معاكي وحتي ضد هادي ...جربيني طيب واهو اكفر عن غلطتي ...عشان خاطري 

اعتصرت وصال عيناها بينما تحاول التقاف أنفاسها الضائقه لتمسك نشوي بها ولكن وصال ابعدتها بجفاء هاتفه :  محدش فيكم بقي له خاطر عندي زي ما انا خاطري هان عليكم 

قالت نشوي برجاء : طيب بلاش عشان خاطري ...عشان خاطر عيلك ....افرضي حصل ليكي حاجه 

طيب انا هكلم هادي وانا وزين هنقف جنبك 

هزت وصال راسها برفض 

ليزم زين شفتيه وينظر بشفقه الي وصال ويحاول أن يتدخل بتهذيب : طيب ناخدك بيت أهلك يا دكتورة 

هزت وصال راسها قائله بأسي : مش عاوزة اروح عند حد انا عاوزه ابعد عنكم كلكم

.........

....


نظر دياب الي ماجد الذي مد يداه إليه:  ازيك يا معلم دياب 

صافحه دياب باقتضاب قائلا : خير

فهم ماجد أن دياب مايزال علي موقفه منه ليقول بحرج :  ابدا بس مدام سمر 

نظر له دياب ليتابع ماجد أخباره ويختم حديثه : انا قولت لوصال بس اكيد نسيت تقولك والست مصممه تشوفك 

اوما دياب دون تعقيب ليحمحم ماجد وينصرف دون قول شيء بعد مقابله دياب الغير مرحبه به 

.........

....

خطي ماجد خارج المنزل وسار وهو يتبرطم بحنق ويلوم نفسه أنه جاء بعد مقابله دياب البارده له 

ليتابع طريقه الي المشفي وهو يفكر بأن دوره هنا انتهي وبضعه ايام تستقر حاله سمر ويغادر ! 

........

...

وقفت بهيه تحمل صينيه الشاي الذي حضرته سريعا للضيف ولكنها تفاجات بدياب وحده 

لتقول بعفويه : هو فين ابن عمك ؟! 

التفت لها دياب بحده :  بتسالي عنه ليه ؟

قالت ببراءه : ابدا يااخويا انا جبت الضيافه 

هز دياب رأسه قائلا : مشي 

قالت بهيه بعتاب لطيف : وده يصح يااخويا يمشي من غير ضيافه ...ده ابن عمك وكان واجب تمسك فيه يقعد ده برضه ضيف واللي عمله مش شويه 

التفت لها دياب وهتف باستنكار : وانتي هتعلميني الواجب 

تعرفيه منين انتي عاد عشان تتكلمي عنه !!

خفضت بهيه عيناها وقالت بتعلثم : انا بتكلم عن اللي عمله .... ده ابن عمك ووقف معانا في شدتنا 

نظر لها دياب بحده لتتابع : انا بقول الحق ...ابويا قالي أنه والدكاتره الكبار اللي جابهم هما السبب في أن سمر تخف من اللي كانت فيه 

اشاح دياب وجهه بجحود رافض الاعتراف بجميل ابن عمه الذي لا يستطيع أن ينسي موقفه مع أخته ! 

..........

...

نظرت وصال الي نشوي التي كررت ما قالته بتشجيع : 

تعالي معايا يا وصال 

نظرت لها وصال بتردد لتتابع نشوي تحاول إقناعها : ماهو يا ترجعي بيتك يا تروحي لأهلك وانتي مش عاوزة لا ده ولا ده يبقي بيتي مفتوح ليكي 

هزت راسها ساخره فهي تريد أن تبتعد عنه فهل تبقي عند أخته 

: وصال 

التفتت نشوي وزين الي ذلك الشاب الذي اسرع ناحيتهم ما أن تبين وصال بينهم ليقول وهو يقترب بينما رأي وجه وصال الشاحب : خير يا وصال في ايه 

نظر ت له نشوي بحده وتقدمت أمامه خطوه تمنعه من الاقتراب : خير يا حضرت انت مين 

قال ماجد وهو ينظر إلي وصال : انا ابن عمها 

قالت وصال وهي تقاوم وهن نبرتها : انا كويسه يا ماجد 

نظر لها بقلق : في ايه مالك ....مد يداه إليها وتابع :  تعالي اخدك المستشفي انتي شكلك تعبانه 

هزت راسها بينما تبادلت نشوي النظرات مع زوجها الذي توقف أمام ماجد قائلا : شوف حالك انت يا حضرت احنا أهلها ومعاها 

نظر له ماجد باستهجان : وانا أهلها ولا انا غريب 

قال زين بنبره قاطعه : لا غريب و لا قريب اتفضل شوف حالك 

هز ماجد رأسه قائلا : مش همشي الا لما اطمن علي بنت عمي 

تعلقت نظرات وصال للحظه بماجد تفكر أن كان سبيلها لمغادره هذا المكان ولكن الي اين ....أن ذهبت لمنزل ابيها سيجدها وعمها لن يستقبلها حتي لو عرض عليها ماجد 

لتنظر اليه وتقول لتنهي الجدل بينه وبين زين : انا كويسه يا ماجد متقلقش 

: مش هينفع اسيبك في الحاله دي 

تدخلت نشوي قائله : اهي قالت لك أنها كويسه 

اومات لماجد قائله بتأكيد : متقلقش انا كويسه 

قال بتردد : طيب اطمن حتي انك روحتي بيتك 

هزت راسها قائله : متقلقش 

لاحت الغيره بعيون نشوي من هذا الرجل الذي لا تريده أن يكون ند لأخيها بوقت مثل هذا لتمسك بيد وصال قائله : يلا يا اختي 

توقف ماجد مكانه لحظه ولكن حينما تحركت وصال مع نشوي هز كتفه بقله حيله ليست جديده عليه واستدار وتحرك في طريقه 

فتحت نشوي لوصال باب السياره لتتوقف وصال وتنظر إليها قائله : انا هاجي معاكي يا نشوي بس بشرط 

.....هادي مش يعرف مكاني 

نظرت نشوي الي زين وقالت بتسويف :  طيب ارتاحي ونتكلم 

قالت وصال بإصرار : اوعديني والا امشي وسبيني 

قالت نشوي دون جدال : حاضر 

........

...

نظر دياب بعدم فهم الي سمر التي قالت بصوت واهن 

: حقك عليا اني مقولتش ليك من الاول 

قال دياب بشتات : انا مش فاهم حاجه 

قالت سمر وهي تهز راسها : هتفهم لما تروح المكان اللي قولت لك عليه وتحفر وتطلع اللفه وتفتحها وتشوف اللي فيها 

نصف ساعه وكان دياب يعود حاملا تلك اللفه التي أحضرها ولكنه لم يفتحها لتنظر له سمر بتعب بينما ارادته أن يعرف الحقيقه دون أن تضطر لاخباره بها حتي لا تري انكساره : مفتحتهاش ليه 

قال دياب بتردد : فيها ايه اللفه دي 

غص حلق سمر ولم تكن تريد ان تقول شيء يكسره أكثر 

لتقول له وهي تخفض عيناها :  افتحها

مد يداه ينفض التراب عن تلك اللفه ويفتحها ببطء لتلمع تلك القطع الذهبيه والتي لم تسعفه فطنته ليفهم ماهي الا حينما نبشت بها سمر وأشارت إلي هذا العقد الذي يعرفه جيدا ليعقد دياب حاجبيه وينظر إلي سمر بحده : جبتينه منين ؟! 

ابتلعت سمر ببطء وخفضت عيناها بينما تخبر دياب بكل شيء وتختم حديثها : انا مكنتش اقدر اقول حاجه ..امي منعتني وانا سكتت... كنت عاوزة امشي جنب الحيطه 

ده الدهب اللي اختي كانت هتموتني عشانه 

خده يااخويا ده كله كان من شقاك 

هز دياب رأسه مرارا بينما شعور الغدر ازاد مراره مع أنه ليس بغريب عنه ولكن مازال علقم طعمه مرير ومجددا كما حال هادي فكر كيف تحملت اخته هذا الغدر ! 

كل منهم عاش مراره الغدر وكل منهم تساءل كيف تجرعته وصال وحدها بكل تلك المواقف ! 

: دياب ..دياب 

لم يقل دياب شيء بل تابع طريقه الي الغرفه لتصعد بهيه خلفه وتنظر إليه وقد ارتمي علي المقعد ووضع أمامه تلك اللفه يتطلع إليها بعيون منكسره يسأل نفسه كيف كان غافل الي تلك الدرجه ....تسرقه وتفعل كل هذا من خلف ظهره ....من كان يأويها اسفل سقف منزله فعلت به كل هذا ....!  نظرت له بهيه باستفهام :  ايه الدهب ده يااخويا 

تهكم بمراره : ده اللي كانت بتستغفلني وتسرقني وتجيبه 

عقدت بهيه حاجبيها باستفهاك : دنيا...!!

هزت راسها بعدم استيعاب :  طيب ازاي كل ده ومحدش فينا عرف ولا كشفها 

ازدادت مراره سخريته من نفسه : مغفل زي ما وصال قالت 

هزت بهيه راسها وقالت وهي تضمه إليها بينما اوجعتها نبرته الكسيره : متقولش عن نفسك كده 

دي هي اللي بنت شياطين 

قال دياب وهو يهز رأسه بغصه حلق : الطيبون للطيبات وهي كانت خبيثه ولازمن انا استحقها عشان ظلمتك 

هزت بهيه راسها وقالت برفق شديد تعفيه من هذا الذنب : مظلمتنيش يا دياب وانا مسامحه حتي لو ظلمتني .... كفايه انك معايا 

ربتت علي كتفه بحنان وتابعت : وبعدين شوف عوض ربنا حلو ازاي ....انت والعيال في حضني 

قالت بحنان شديد وهي تضم رأسه الي صدرها : احنا نقفل الصفحه دي خالص ومعادش نتكلم فيها 

اشار دياب إليها : خدي الدهب ده اخفيه من قدامي 

قالت بهيه وهي تعقد اللفه مجددا : ده هشيله لعلي ومصطفي لما يكبر اقسمه بينهم بالعدل 

......

..


خطواته التي دخلت البيت ببطء وترقب يجهز الف كلمه والف مبرر تسارعت وأصبحت خطوات مشتته يركض بها من هنا الي هناك بكل أرجاء المنزل وهو يناديها بقلب لهيف:  وصال 

لم تعد الي المنزل وهل كان يتوقع أن تفعل ؟! ....اظلم العالم من حوله وتوقف عن الدوران بينما لم تفعل قدماه وهو يركض من هنا لهناك مثل المجنون يبحث عنها وقلبه يهدر بقوة لا يستطيع أن يفكر بأنه فقدها 

بطرقات متتاليه أخذ يطرق باب عائلتها لتفتح مهجه الباب وسرعان ما يهتف بها هادي :  وصال فين يا ست ام دياب 

ثقل لسان مهجه وزاغت عيناها وهي تردد : وصال... هي مش كانت في البيت 

هز رأسه وهو يتمني أن تكون مهجه كاذبه وتخفيها عنه : لا 

قال لعدم تصديق تمناه قلبه : لا ازاي 

قالت مهجه وهي تهز راسها بهذيان : راحت فين

قال هادي باحتدام : انا اللي جاي أسألك راحت فين .....قولي ليا أنها هنا يا ست ام دياب وأنا هبعد عنها بس اطمن أنها هنا .....قولي ليا انك تعرفي مكانها ..طمني قلبي ابوس ايدك 

انسابت الدموع من عيون مهجه ولطمت وجهها : ياريتني اعرف مكانها .....اااه يا قلبي اللي طول عمره محروق عليكي يا بنتي 

أسرعت بخطوات مشتته تدخل الي المنزل وهي تنادي دياب لعله ينجدها ليسرع دياب الكبير علي صراخها 

: في ايه 

قالت مهجه بقلب لهيف : وصال ....وصال يا ابويا ....

نزل دياب مسرعا وهو يسأل هادي باتهام بينما استمع لصراخ مهجه : هي مش كانت معاك 

ابتلع هادي وقال بخزي : عرفت موضوع التلاجات  ورجعت وراها مكانتش في البيت 

ضيق دياب عيناه وسأل هادي باتهام : رجعت وراها منين 

لم يجيب هادي ليزجره دياب بغضب : كنت فين وشافت ايه ...عملت ايه ايييه  

تدخل دياب الكبير صارخا بهم : بزياده انت وهو ويلا هموا دوروا عليها ....هتكون فين يعني..... يلا 

اسرع كل منهم محملين بالامل أن يجدوا بمنزل ابيها ولكن سرعان ما خبي هذا الأمل 

وامل وراء امل سرعان ما يندثر فهاهم عائدين بخفي حنين وكل منهم فكر بأي مكان قد تكون به .....لم تكن بالعياده ولا بالمنزل ولا بأي مكان 

لتهتز نظرات دياب الكبير الذي نكس رأسه واستند الي عصاه هاتفا بعدم استيعاب :  يعني ايه مش لاقينها 

....هتكون راحت فين ؟!

لطمت مهجه وجهها تبكي بحرقه : بنتي راحت مني ....بنتي !!!

كان ابعد ما حلم به أنها ذهبت مثل المره السابقه لمنزل ابيها وأنه سيجدها حتي لو قاومت وحتي لو رفضت العوده معه إلا أنه كان علي الاقل سيطنأن أنه يعرف مكانها ولكن تبخرت كل أحلامه وأصبح يقف أمام حقيقه أنه لا يعرف مكانها ويقف عاجزا وليس وحده بل الجميع   

استند دياب الكبير بذقنه الي عصاه وتغلغل الانكسار بنظراته أمام نحيب مهجه وبكاء بهيه والعجز واليأس المرتسم بنظرات هادي ودياب...لتمر لحظات طويله وكل منهم يتمني لو الآخر يقول كلمه لعلها تكون الشافيه ولكن عن أي شفاؤ يبحثون بعد أن أتوا علي الضحيه بلا هوادة ولا رحمه ليدرك هادي فداحه خطأه حينما لم يترك لها باب واحد تطرقه ظنا منه أنها بهذا ستبقي ببابه هو !

ويتغلغل الندم بعروق دياب النافره ويتمني لو كان وقف مع أخته وليحدث ما يحدث ليتحول ندمه الي لوم ألقاه علي هادي بنظراته الكارهه وهو يهتف به بشماته مقصوده : اهي هربت منك ...بعد كل اللي حسبته طلعت حسبتك غلط ومعرفتش تخليها ....نفرت الدماء الحاره بعروق هادي الذي التقت نظراته بنظرات دياب الذي تابع سلخه بلاهواده متوعدا : انا هدور علي اختي وبأمر الله هلاقيها ووقت ما هلاقيها ورحمه ابويا ما هخليك تشوف حتي ضفرها وهقف معاها وهطلقها منك يا هخليها ارمله لأني هخلص عليك !

......

... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !