بساط السعاده الفصل الرابع والاربعون

1


 ( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


كل ما كان يفكر به بكل مكان يخطر بباله ويهرع إليه بحثا عنها أنه سيجدها ....سيجدها وستثور عليه وتفعل الافاعيل التي سيتحملها بقلب راضي مكتفي بطمأنينه أنها معه أو علي الاقل يعرف اين هي ولكن كل هذا يتبخر ويتحول الي سراب كما حالها وقد تبخرت ولم يعثر لها علي اثر في كل مكان فكر أنها قد تكون به .....!!

يبحث بلا توقف وبقلب ملتاع علي امل وحيد وهو أن يجدها ...!

وليس هو وحده بل دياب الذي لا يتوقف عن البحث وبكل مكان تصطدم خطواته بخطوات هادي .... لم ييأس اي منهم وكل منهم محمل بأمل إيجادها ...إيجادها وتقبل كل ما تفعله ...إيجادها ومساعدتها والوقوف بجوارها ...إيجادها ولا يهم ما يحدث بعدها المهم ان يجدوها وبالرغم من أن بغيتهم واحده إلا أن كل منهم يبحث وحده وفي النهايه يجتمعون بنفس المكان الذي يفكروا بأنها قد تكون به وتتوعد وتنفر نظرات كل منهم تجاه الآخر بينما وجد دياب متنفس من وطأه تأنيب ضميره بالقاء اللوم علي هادي ولكن هادي لم يجد ابدا اي متنفس لضراوه فقدها والذي تسبب به هو وحده ....يوم يجر الاخر وكل منهم يبحث بلا توقف بل ما توقف هو حياتهم فلم يغمض لأي منهم جفن ...مجرد بضع دقائق يغلبهم النعاس ويستيقظ كل منهم علي فاجعه فقدها وكلما تملك اليأس منهم يمنون نفسهم بأمل جديد فأين ستكون ...مؤكد هي بمكان سيصلون إليه .....!

سحب هادي نفس عميق بينما اوقف سيارته اسفل منزل عمها فهو باب لابد من طرقه فربما تكون لديه بل مؤكد أنها لديه فهو كل ما لديها فأين ستذهب وقد بحثوا بكل مكان خطر ببالهم ....نفس اخر سحبه هادي بينما توقف دياب خلفه وقد فكر نفس التفكير بأنها قد تكون لدي عمها لتلتقي نظرات كل منهما بالآخر وعلي الفور كان دياب يهاجمه بسخط : ايه اللي جابك هنا ؟!

قال هادي ببرود وهو يتجنب مشاحنه أخري مع دياب ليس لشيء إلا لأن أعصابه لم تعد تحتمل فقد بلغ منه القلق مبلغه وكاد عقله يشت من مكانه لذا فأخر ما يريده هو المزيد من تلف الأعصاب بمشاحنه : جاي ادور علي وصال زي ما انت جاي تدور عليها  يا دياب!

احتدمت نبره دياب الذي توقف أمامه وقال بهجوم : هو انا مش قولتلك معادتش ليك صالح بيها 

نظر له هادي بسخط وهتف به بينما بدأت اعصابه تفلت من عقالها: انت متقولش وميخصكش ....زم شفتيه وتابع بغضب : وصال مراتي ولأخر نفس هدور عليها 

قبل أن يقول دياب شيء كان هادي يتجاوزه ويتجه الي مدخل منزل عمها ولكن اسرع دياب خلفه يمسك بذراعه ويوقفه : هتطلقها 

زفر هادي بضيق وحاول التمسك باعصابه وهو يبعد يد دياب عن ذراعه ويتجه للاعلي بصمت ليسرع دياب خلفه وسرعان ما كان يصعد كل درجتين سويا حتي تجاوز هادي وتوقف أمام هادي يبعده و يطرق باب عمه !

نظر مجدي بدهشه حينما رأي دياب أمامه : خير 

قال دياب بلا مقدمات : وصال عندك

ازدادت دهشه مجدي وهو يردد بعدم فهم : وصال 

اوما دياب بينما تركزت نظرات هادي علي ملامح مجدي يتبين أن كان يكذب ام لا وكان واضح بالفعل علي مجدي أنه لا يعرف عن ماذا يتحدثون : مش فاهم 

هتف به دياب باحتدام : رد علي السؤال 

قال مجدي بسخط : لما افهم ...وصال ايه اللي هيجيبها عندي ...تهكم وتابع :   ايه كمان عاوزة بيتي زي ما اخدت بيت اخويا 

نظر له دياب بسخط هاتفا : بيت ابوها مش اخوك 

تهكم وتابع : اصلا انا ايه جابني ولا فكرت انك عم بصحيح 

ترك مجدي في حيرته بعد أن ألقي إليه تلك الكلمات التي جعلت وجهه يشتعل غضبا ونزل خلف هادي الذي سبقه للاسفل .... نظرت نانسي الي خالتها التي قالت وهي تربت علي يدها : استني يا نانوس هشوف مين جه وهرجعلك 

اومات نانسي لتتركها مجيده بالصالون وتخرج تسأل زوجها : مين كان بيخبط يا مجدي ؟! 


...........

....

ببرود رفعت احسان عيناها تجاه حميده التي بلا مقدمات اقتحمت باب الغرفه وفتحته بعنف ووقفت تتطلع الي احسان التي ألقت لها نظره بارده ثم عادت لتتابع طلاء أظافرها وهي تصفر وتدندن 

زمت حميده شفتيها وتغلغل الحقد بنظراتها بينما لم تتواني احسان لحظه عن كيدها مستغله الوقيعه التي حدثت بينها وبين هادي ....: قومي يا بت تضفي البيت واعملي الاكل ولا هتفضلي عامله فيها ست البيت كتير 

ضحكت احسان ساخره ولم ترفع نظراتها تجاه حميده بينما تقول بجرأه : ماهو انا ست البيت ومعادتش فيه ست غيري 

اندفعت حميده ناحيتها وقبضت علي ذراعها بعنف هاتفه : اكتمي يابت ومن سكات قومي اعملي اللي قولت عليه !

رفعت احسان حاجبها ونظرت تجاه يد حميده الممسكه بذراعها وقالت ببرود حمل شماتتها : توء توء توء ... ايدك يا امه حميده ولا عاوزاني اقول لهادي انك مديتي ايدك عليا ....ضحكت بسخريه أشعلت اعصاب حميده بينما تتابع وهي تنزع ذراعها من يدها : ايدك يا امه احسن انتي عارفه هادي هيعمل ايه لو عرف .....لوت شفتيها وتابعت بشماته : انا لولا أني طيبه ومش عاوزة ازود اللي بينك وبينه كنت حالا قولت له علي اللي بتعمليه 

زمت حميده شفتيها بغيظ شديد وغلبتها فطرتها المتجبره وسرعان ما رفعت يدها تنتوي صفع احسان ولكن يدها توقفت بالوسط وكورت قبضتها بينما تقول بوعيد : طيب يا بنت عليوة ...انا بقي اللي هقوله وهشوف يا انا يا انتي !

اندفعت حميده خارج الغرفه لتتبعها ضحكه احسان الشامته بينما تقول بتأكيد : انا اكيد يا ....يا حميده !!

.........

....


نظرت مجيده الي زوجها بأستفهام : وهما بيسألوا عن وصال ليه ؟؟

هز مجدي كتفه بحيره : وانا اعرف منين 

حك ذقنه وتابع : يكون في مشكله حصلت بينهم وبين ماجد ...امسك هاتفه وتابع : انا هكلمه افهم منه  

عقدت حاجبيها بدهشه : ماجد ...!!

وهي مالها ومال ماجد ؟!

قال مجدي وهو يطلب رقم ابنه : ماهو ماجد هناك في البلد 

اتسعت عيون مجيده وهتفت بزوجها باستنكار :  يعني انت كنت بتكذب عليا انت وابنك وفي الاخر هو في البلد عند بنت الفلاحه 

زم مجدي شفتيه هاتفا من بين أسنانه : مش وقته يا مجيده 

هتفت مجيده باحتدام : امال امتي ....لم يجيب عليها مجدي الذي سأل ابنه بلهفه : ماجد انت كويس 

قال ماجد بدهشة : اه الحمد لله..في ايه ؟!

أمسكت مجيده الهاتف من يد زوجها وهتفت بسخط : بقي انت بتكذب عليا وتقولي مسافر شغل وانت عند بنت الفلاحه 

جذب مجدي منها الهاتف وزجرها بتوبيخ : وبعدهالك يا مجيده انا مش قولتلك بعدين نتكلم ....اغلق الهاتف 

لتدير مجيده راسها تجاه نانسي التي نست وجودها وهاهي استمعت الي ما حدث  

لتنظر إليهم بعتاب قائله : وليه بعدين يا اونكل طنط مقالتش حاجه غلط ...غص حلقها وتابعت : 

انا اللي كنت غلطانه لما صدقت كلامه أنه عاوز يبني مستقبله واتاري مستقبله مع وصال اللي صدقت كلامها أنه اخوها بس اهي باينه وهما الاتنين ضحكوا عليا عشان ماجد يفسخ الخطوبه ....جذبت حقيبتها واسرعت تجاه الباب لتسرع مجيده خلفها : 

استني يا نانسي 

هزت نانسي راسها بينما تجمعت الدموع بعيونها : استني ايه يا طنط ما خلاص كل حاجه بقت واضحه 

خطت تجاه الباب وفتحته لتحاول مجيده أن تطيب خاطرها : يا نانسي انا هكلمه وافهم منه 

توقفت نانسي مكانها والتفتت الي خالتها للحظه ثم همسات بخفوت :  مكانه فين يا طنط 

نظرت لها مجيده لتترجاها نانسي : عشان خاطري يا طنط قوليلي فين العنوان 

...........

....


لقاء اخر محمل بالضغينه بين هادي ودياب بينما فكر كل منهم بنفس الاحتمال حتي وان كان امل ضعيف بالنسبه لهادي الذي لم يفوته شيء كهذا وكان يعرف كل تحركات ماجد الذي يقضي يومه في المشفي ومنها يعود الي المنزل الذي خصصه له ولكنه فكر بأنه خيط اخر عليه أن يتبعه وهاهي نظرات كل منهم تلمع حينما قال ماجد ببساطه لدي سؤالهم : شوفتها 

هل بدا امل يبزغ ....!! تأهبت نظرات كلاهما و 

عقد دياب حاجبيه بينما كان هادي الاسرع منه وهو يزجر ماجد بلهفه : شوفتها فين وامتي ؟!  

قال ماجد بتوتر وهو يحاول أن يتذكر أو يفهم شيء من دياب أو هادي الذين انهالوا عليه بالاسئله ما أن قال إنه قد رأها  : من كام يوم لما كنت عند دياب وانا راجع شوفتها كانت مع ناس

بلهفه سأل الاثنين نفس السؤال بنفس اللحظه : ناس مين ؟!

قال ماجد وهو يهز رأسه :  

معرفش بس كانت حالتها مش كويسه حاولت أقنعها تيجي المستشفي معايا بس قالت إنها هتروح مع الناس 

صاح كل منهم بنفاذ صبر : ناس مين ؟!

: راجل وست 

زهره هادي بسخط : مين دول !!

هز ماجد رأسه قائلا : معرفش 

زم هادي شفتيه بسخط وفرك وجهه بينما نظر دياب إلي ماجد وهتف بنفاذ صبر ؛  شكلهم ايه ...

هز ماجد رأسه بينما لا يتذكر شيء : راجل وست ....معرفش مين ومأخدتش بالي منهم انا كنت مهتم بوصال ومركزتش

هتف هادي بصبر معدوم : وبعدين 

تابع ماجد ببساطه يقص الموقف كما حدث : قالت هتروح معاهم 

نظر له دياب بسخط وهتف به بتوبيخ : وانت سبتها 

تعلثم ماجد وهو يقول مجددا ماحدث : هي قالت ...قاطعه دياب بسخط شديد موبخا : هي تقول ....انت فين قولك...؟!

يعني كانت تعبانه وواقفه مع ناس غريبه وانت سمعت قولها 

حاول ماجد تبرير موقفه الذي لم يفكر به كثيرا من وقتها حتي شعر الان بخطأه : ماهي عرفاهم 

كور دياب قبضته وصاح بماجد بتوبيخ : انت طينتك ايه ...أيييييه يا بوي اللي بيجري في عروقك دم ولا ميه بقي تسيب بنت عمك مع ناس اغراب وتمشي 

والمصيبه انك نايم قايم ولا فكرت حصل ليها ايه 

خفض ماجد عيناه بخجل بعد كلام دياب وحاول أن يبرر : ماهو ...قاطعه هادي وهو يهجم عليه بسخط ويمسك بتلابيبه : ماهو ايه .....ايييه 

قبض أكثر علي تلابيبه بينما يتابع من بين أسنانه :  اسمع يا واد انت ...انت تعصر عقلك ده وتقولي مين الناس دي بدل مااخد روحك !!

.......

...

تنفس هادي بضيق شديد يينما انقلب الامل لشيء آخر ....خوف وقلق تملك منه فمن هؤلاء الناس ليدير رأسه تجاه دياب الذي خرج بخطوات بطيئه وهو يفكر بنفس الخوف والقلق عليها ....بادر هادي بأن الوقت حان ليجتمع كل منهم وينحوا الخلاف بينهم بينما الهدف واحد 

: احنا لازم نبلغ النقطه عشان نعرف مين الناس دول !

عقد دياب حاجبيه وهتف باستنكار : انت عاوز سيرتنا تبقي علي كل لسان 

قال هادي بتخلي عن أي شيء سواها : ميهمنيش المهم الاقيها!

نظر له دياب بسخط : ماهو كله من عمايلك 

انفجر هادي به بغضب : وبعدها لك عاد ....انا بقولك كل اللي فارق ليا الاقيها وبعدها ابقي لوم عليا زي ما يعجبك 

زم دياب شفتيه بحنق وهز رأسه : مش هنبلغ ولا هنخلي أهل البلد يجيبوا في سيرتنا 

نظر له هادي بيأس : وهنعمل ايه ؟! 

تغلغل نفس اليأي بنبره دياب بينما يهز كتفه : هندور عليها تاني 

هز هادي رأسه وقال بإصرار : مفيش مكان مدورناش فيه .... انا مش فارق ليا كلام حد انا هبلغ النقطه 

قبل أن يقول دياب شيء كان هادي يتجاوزه وينطلق بسيارته ينتوي أن يصل للبلد ويتجه لقسم الشرطه !

.  ......

.....

اشاح نعمان بوجهه عن حميده وهتف بسخط : وبعدها لك يا حميده بكفايه عاد مشاكلك وخلينا في مصيبتنا 

قالت حميده باستهجان لرد نعمان القاسي عليها من وجهه نظرها : وهو في مصيبه اكتر من اللي بتعمله بت عليوة فيا ....بقي يرضيك يا نعمان بت زي دي تهزقني .... قاطعها نعمان وهو سهل من مقعده ويتوقف امامها هاتفا بسخط شديد : انتي طينتك ايه .... مصيبه ايه اللي بتتكلمي عنها ومرت ابنك محدش عارف لها طريق ....نظر لها بغضب شديد وتابع : ابنك ...ابنك اللي لخبطي كيانه بالسحر والأعمال.....بزياده يا وليه بدل ما قسما بالله اخدك واحطك في دار محدش يعرف ليكي فيها طريق واريحهم كلهم منك

خفضت حميده عيناها بقهر وقالت بعتاب : بقي كده يا نعمان ...انت بتنصر بت عليوة عليا 

زم نعمان شفتيه بسخط بينما لا تري شيء إلا نفسها ليهتف بها بسخط : امشي يا ام هادي من قدامي ..امشي الله يرضي عنك بدل ما اعمل حاجه انا مش عاوزها 

توقفت حميده مكانها وبادراك متأخر التفتت الي نعمان تسأله : انت بتقول ايه يا نعمان ....هي بنت مهجه طفشت !

نظر لها نعمان بضيق شديد واشاح بوجهه هاتفا بسخط : اه ياريت تكوني ارتاحتي !

......

....

أدار هادي رأسه ما أن نزل من سيارته أمام نقطه الشرطه 

ووجد دياب الكبير ينادي عليه والذي سرعان ما هتف به بتوبيخ بعد أن اتصل به دياب وأخبره بما ينتويه هادي 

: برضه جاي تعمل اللي في راسك وتشمت الناس فينا

زفر هادي بحنق : مش فارق ليا حد يا معلم ...انا كل اللي يهمني الاقي مراتي 

زم دياب الكبير شفتيه بسخط هاتفا : احنا مش قليلين ولا عواله وهنعرف نلاقيها ولا عاوز الناس تقول مراته طفشت منه 

نظر له هادي بغضب ليتابع دياب الكبير متشدقا : وكن لسان للسان يا عالم ايه تاني يتقال 

احتقن وجه هادي ليهتف بوعيد : هقطع لسان اي حد يتكلم 

نظر له دياب الكبير ساخطا : وليه نديهم فرصه يتكلموا ....امسك بذراعه وهتف به : يلا عاد بلا نقطه بلا كلام فارغ ....!

ابعد هادي يد دياب عنه ونظر له بحنق ثم اتجه الي سيارته وانطلق بها بسرعه يفرغ بها غضبه حتي وصل إلي مكان نائي ليتوقف جانبا ويقبض بيداه علي المقود بغضب شديد سرعان ما تحول الي يأس جعله يضرب راسه بقوة مره تلو الأخري بالمقود وهو يوبخ نفسه : ضيعتها ...ضيعتها يا قليل الحيله ....ضيعتها وهتقعد زي النسوان تولول عشان مبقاش في ايدك حاجه تعملها !!

..........

.....

مدت بهيه يدها تجاه فم مهجه وهي تقول برجاء : لقمه واحده بس يا امه ....انتي كده هتقعي من طولك 

هزت مهجه راسها وقالت بكمد بينما انسابت دموعها الحاره علي وجنتيها : ازاي ادوق الزاد وبتي غايبه 

نظرت لها بهيه بقلب متمزق وقالت بأمل : هيلاقوها يا امه ...أن شاء الله هيلاقوها 

قالت مهجه وهي ترفع عيناها تناجي ربها : يارب ..يارب 

التفتت بهيه تجاه دياب الكبير الذي اقتحم الغرفه وتوقف لدي بابها وكالعاده أفرغ غضبه بابنته الكسيرة : عاجبك عمايل بتك ...والله لو اطولها لهكسر رجليها عشان معادتش تمشي بيهم خطوه تاني 

قامت بهيه من مكانها واتجهت الي جدها تناجيه برجاء : براحه يا جدي علي امه مهجه انت مش شايل حالتها 

نظر لها دياب الكبير بسخط : وهو بسبب مين مش بنتها قليله الربايه اللي طفشت 

احتقن وجه مهجه بالغضب ولأول مره تتجرأ لتقف أمام ابيها وتهتف به بسخط شديد : انا بنتي مش قليله الربايه ....انا بنتي قليله البخت وقليله السند ...بنتي انتوا اللي عملتوا فيها كده 

رفع دياب الكبير حاجبه باستهجان : انتي بتردي عليا 

اومات مهجه بجرأه : انا برد غيبه بنتي يا ابويا ..بنتي اللي انتوا متأكدين أنها كان لا يمكن تقبل اللي انتوا فرضتوه عليها 

نظر لها دياب الكبير بسخط : وليه عاد ...زيها كتير 

نظرت له مهجه بسخط : انا بنتي ملهاش زي ...بنتي عندها كرامه وانتوا جيتوا علي كرامتها ...بنتي مش انا عشان ترضي بالاهانه والذل وتعيش بلقمتها تربي عيالها 

نظر لها دياب الكبير باحتدام : انا معيشك في ذل ...انا يا مهجه ولا ابوها 

زمت مهجه شفتيها بكمد وانسابت الدموع من عيونها : الله يرحمه 

اتسعت عيون دياب ونظر لها بسخط مستنكرا : بقي بتترحمي عليه قدامي 

ابتلعت مهجه وقالت بقهر : متجوزش عليه إلا الرحمه ....ارحمني انا كمان يا ابويا وبزياده تقطيم فيا انا قلبي بيغلي علي بنتي 

اوما دياب الكبير وهتف بوعيد : ماشي يا مهجه ...انا هعدي كل اللي قولتيه بس هحاسبك عليه لما الاقي بتك واكسر ضلوعها قدامك 

ربتت بهيه علي كتف مهجه التي بكت بقهر لتقول لها بشفقه : متزعليش يا امه ...ده كلام بس ومحدش هيقدر يعمل حاجه لوصال 

............

...

ابتسمت سمر بوهن لابنها الكبير الذي استندت إليه وهي تصعد الدرج بما يساعدها به جسدها الواهن بينما حملت ابنتها الصغيرة أخيها الرضيع وصعدت بحرص خلفهم 

توقفت سمر للحظات تغمض عيناها وتحتل أن تتنفس بينما عادت إليها تلك الذكري السوداء ما أن فتحت الباب وبالرغم من أن كل شيء قد تم تنظيفه إلا أنها مازالت تري دماءها وجسدها ملقي علي الأرض 

ابتسم عبد الله لوالدته قائلا : شوفتي يا امه الله بهيه عملت ايه ...نظر إلي والدته وتابع : لما عرفت انك طالعه من المستشفي اخدتني وجت هنا نضفت البيت كله 

بحماس ترك يد والدته وانطلق الي الداخل وهو يتابع : ومش بس كده يا امه ...بصى جابت لينا حاجات اد ايه 

ابتسمت سمر وخفق قلبها لطيبه قلب تلك المرأه التي جلبت من كل الخيرات لتربت علي كتف ابنها : ربنا يسترها 

قالت الطفله الصغيرة وهي تضع اخيها علي الفراش : دي طيبه اوي اوي يا امه ...كانت بتسرح ليا شعري وجابت لينا هدوم واكل حلو اوي 

اومات سمر قائله : ربنا يجازيها بالخير ...!

صفقت بهيه بيدها أمام الباب المفتوح وهي تنادي : ام عبد الله يا ام عبد الله 

قالت سمر وهي تدير راسها : تعالي يا بهيه ..ادخلي يا اختي 

أشارت لابنها : بسرعه يا عبد الله دخل ابلتك بهيه 

دخلت بهيه وهي تقول بابتسامه واسعه : حمد الله علي السلامه يا سمر ...نورتي بيتك 

احتضنتها سمر قائله : ربنا يخليكي يا بهيه ...انا مش عارفه أودي جمايلك دي فين ...

ربتت بهيه علي كتفها قائله : جمايل ايه متقوليش كده ....انا روحت اخدك من المستشفي بس قالوا خرجتي ....كنتي استني يااختي اروحك 

قالت سمر بصوت واهن: تسلمي بزياده تعبتك معايا 

قالت بهيه بسماحه : مفيش تعب ...تنهدت وتابعت وهي تقوم : غصب عني مش هقدر اقعد اكتر من كده عشان سايبه العيال مع أمه مهجه 

ابتسمت سمر لها قائله : ربنا يطعمك يا بهيه علي قد طيبه قلبك 

.........

....


قالت حميده بكمد وهي تعاتب ابنتها : كده برضه يا نشوي ....تعرفي كل ده ومتجيش تشوفي امك واللي جرالها 

زمت نشوي شفتيها بتأثر لصوت حميده الباكي وهي تقول : حقك عليا يا امي ....انا ...انا بس مرضتش اجي عشان مزودش اللي بينك وبين هادي 

هزت حميده راسها بأسي بينما تنعي نفسها : اااه من اللي بيني وبين اخوكي يا نشوي ...اخوكي مش بيكلمني ولا حتي بيبص في وشي وحتي لما روحت لعمك يكلمه وقف في صفه وحذر عليا اقرب حتي منه ....اخوكي قاطعني خلاص ...يرضيكي يا نشوي 

تمهلت نشوي قبل أن تقول بعتاب حاولت أن تتلطف به 

: ماهو يا امي ...يعني له حق يزعل برضه وانا كتير حذرتك من سكه الدجاله 

قالت حميده بتبرير : كنت خايفه عليه 

هزت نشوي راسها قائله : مش مبرر ابدا يا امي 

صكت حميده اسنانها وقالت بحقد :  كله من بنت عليوة ...نصبت ليا الخيه والله ما هسيبها 

: تاني يا امي 

يا امه انتي لو عملتي ليها اي حاجه هادي هيعرف ويبقي بتزودي اللي بينك وبينه ...اهدي وعدي اليومين دول وهو هيهدي 

ووقتها تحاولي تراضيه 

قالت حميده بكمد : اه يا ناري من بنت عليوة اللي خلي ليها الطريق بعد ما بت مهجه طفشت 

لم تتفاجيء نشوي بما قالته حميده التي قالت بدهشه : لهو انتي تعرفي أنها طفشت يا نشوي 

قالت نشوي بتعلثم : لا ...لا طفشت ايه بس يا امي ..تلاقيها بس زعلانه عند اهلها 

هزت حميده راسها هاتفه : لا عمك قال محدش عارف لها طريق ...زمت شفتيها وتابعت : تلاقيها دايره علي حل شعرها 

اتسعت عيون نشوي وهتفت بتوبيخ : ايه اللي بتقوليه ده يا امي ....حرام عليكي متتكلميش عنها كده 

زمت حميده شفتيها وهتفت باحتدام : وانتي مالك انا اقول اللي يعجبني وبعدين هو انا قولت ايه غلط ده تلاقي اخوكي هيشرب من دمها علي عملتها السوده 

رفضت نشوي أن تتابع مثل هذا الحديث مع والدتها لتقول بتخلي : الله اعلم بيه وبيها حالهم عامل ازاي 

..

.........

أسرعت نشوي تأخذ من يد حماتها تلك الأكياس وهي تقول بعتاب لطيف : ليه بس يا امه تعبتي نفسك وشيلتي كل ده ...كنتي قولتي ليا عاوزة ايه وانا اجيب 

ابتسمت صفاء بسماحه قائله : وهو فين التعب ما انتي عارفه انا بحب انزل اتسوق...أشارت إلي بعض الاكياس قائله : دخلي دول المطبخ وتعالي اوريكي جبت ايه لحسن 

عادت نشوي بعد لحظات لتفتح صفاء الاكياس قائله : لقيت الطقمين دول حلوين اوي لحسن 

قالت نشوي بامتنان : تسلم ايدك يا امه صفاء حلوين اوي 

أمسكت صفاء بكيس كبير اخر وأشارت لها : ودول كام عبايه جبتهم لمرات اخوكي يارب يعجبوها 

اتسعت عيون نشوي وقالت بابتسامه :تسلم ايدك يا امه حلوين اوي 

ترددت قبل أن تقول بتهذيب  : معلش يا امه اكمني خليتها تقعد معانا قبل ما استأذنك

هزت صفاء راسها وقالت بعتاب : تستأذني ..!! اخص عليكي يا باشو ده بيتك يا حبيتي وتعزمي فيه اللي يعجبك 

ابتسمت نشوي لها قائله : تسلمي يا امه 

قالت صفاء متنهده بحزن علي حال وصال : يا حبه عيني حكايه ولا الافلام ....ربنا يعلم طول عمري احب هادي ولما شوفتها قولت قسمته الحلوة من الدنيا  .. بس نقول ايه بقي ...يعني السنين دي كلها ولا واحده من حريمه تحمل وفي الاخر الاتنين يحملوا ....تنهدت مجددا وتابعت : 

اطعلي طلي عليها قوليها لو تحب تنزل تقعد معانا تأكل لقمه بدل ماهي قاعده في الاوضه من ساعه ما جت ...ربنا يصلح لها الحال 

اومات نشوي قائله : يارب يا امه ...مالت علي حماتها وقالت بسماحه: طيب ما تيجي معايا يا امه واهو تكلميها كلمتين يمكن قلبها يحن علي هادي 

..........

....

تقلبت وصال للجهه الأخري بينما مازالت تضع يدها اسفل خدها وعيناها غائمه بتلك الذكريات ....ذكريات بعيده وقريبه كل ذكري منهم تحمل وجع 

Flash back  


نظرت له بغيظ شديد وكالت له المزيد من جنون عصبيتها ليتبرطم هادي بحنق : من دون النسوان مقعش الا في حب المجنونه دي ياربي 

اتسعت عيون وصال وكذلك فعل هادي بينما رأي انعكاس كلماته علي ملامحها التي توحشت وهي تهتف به بوعيد : نسوان ....ومجنونه !!

زودتها اوي وانا سكتت ليك كتير ..!!

اسرع هادي يمسك بذراعها يوقفها لتستدير وصال له بوجهه احمر وانفاس محتقنه بنيران الغضب التي القي هادي عليها ما اطفئها بلحظه : مكملتش كلامي 

زفرت وصال بغيظ : هتقول ايه بعد ما قولت مجنونه !

اشتبكت عيناه بعيناها في نظره امتلئت بسهام الهيام التي سددها نحوها وهو يتابع : المجنونه الوحيده اللي ملت عيني وقلبي وعمري ما عرفت احب غيرها من دون كل الحريم !!!

سيمفونيه حب احسن عزفها الي أن نطق بأخر كلمه نشاذ جعلت ملامح وصال التي لم تكد تهديء تشتعل مجددا وتتوهج عيناها بالغضب وهي تزجره بسخط : هو انت متعرفش تكمل كلامك كويس ...ايه حريم دي !

حك هادي ذقنه قائلا : ماهو نسوان معجبتكيش قولت اغيرها 

صكت وصال اسنانها بغيظ شديد : وهو انت ياحريم يا نسوان ....كلمه بنات قصرت معاك في حاجه ؟!

ضحك هادي ونظر لها برجاء أن تهديء امواج بحرها الغاضبه لتسمح بامواج الصفو بأن تتحرك علي شاطيء حبه وعشقه لها وينفلت لسانه بعذره : جاهل نقول ايه !

زمت وصال شفتيها ونظرت له بعتاب جاد وهي تقول : ليه كل ما اقولك حاجه تقول الكلمه دي يا هادي 

خفض رأسه لينظر الي الأرض بينما يهز كتفه ويعترف بنقصه امامها : مش دي الحقيقه 

قالت وصال بجديه : حقيقه مش فارقه معايا وعمرها ما فرقت .....رفع عيناه إليها ليري جديتها ويتطلع إليها بعدم تصديق لتؤكد وصال وهي تتابع بنفس الجديه : أيوة يا هادي عمر موضوع التعليم ما فرق بالنسبه ليا في علاقتنا وانت اللي دايما تتهمني أنه فارق معايا 

نظر لها بتوجس : امال بعدتي عني ليه وسمعتي كلام ابوكي؟! 

تغيرت ملامح وصال لتخفض هي عيناها الي الأرض وتقول بشجن: للمره الالف بقولك انت بتقول ابوكي ...سمعتي كلام ابوكي ... 

رفعت عيناها تجاهه وتابعت بحزم : عملت اللي اي واحده مكاني المفروض تعمله وهي أنها تسمع كلام ابوها.. سمعت كلام العقل اللي بيقول مينفعش اتحدي ابويا 

قال هادي بلهفه : طيب ودلوقتي هتسمعي كلام مين ؟

أدارت وصال عيناها بعيدا عن عيناه وتنهدت بصمت ليتابع هادي بإقناع بينما تتغضن نبرته بنفس اللهفه : هتسمعي كلام قلبك اللي بيقولك كفايه بعد وكفايه السنين اللي راحت من عمرنا ولا كلام دفعنا تمنه عشر سنين بعد ..... عقلك ولا قلبك يا وصال !

Back 

ليتها لم تسير خلف قلبها ...ليتها لم تعود ...!

تنهيده حاره غادرت صدرها وذكري أخري بعيده غرت عقلها ....كانت صغيرة للغايه ولا تتذكر معظم التفاصيل ولكنها تتذكر كيف كانت تسير بيد والدتها التي أمسكت أخيها بيدها الأخري ودموعها تتساقط وهي تبكي كما تبكي والدتها ولا تعرف لماذا ....استمعت لصوت ابيها وشجاره مع والدتها ولكنها صغيرة ولا تدرك شيء إلا ذلك الحزن الذي شعرت به حينما وجدت نفسها بمنزل جدها الذي هتف بقسوة : بكفايه بكي يا بنيه ...

قالت وصال وهي تخفي جسدها الصغير خلف جسد والدتها التي أمسكت بطرف ملابسها : عاوزة بابا 

أصدر لها جدها أمر قاسي : معادش فيه ابوكي هنا 

اشار الي ابنته : خدي بتك يا مهجه وسكتيها ..استشرت نبرته بينما تابع : ومن هنا ورايح معدتش عاوز اسمع اسم الراجل ده تاني ....انا هخليه يطلقك !

اتسعت عيون مهجه بصدمه وبقيت وصال واقفه خلف والدتها وهي لا تدرك ...طلاق ...ماهي تلك الكلمه ..لا تفهم منها إلا أنها شيء يبعدها عن والدها ...!

مسحت وصال تلك الدمعه التي انسابت علي وجنتها بينما يعيد الزمن نفسه وهاهو طفلها القادم سيعيش ذكريات مماثله ...سيتمزق بينها وبين أبيه بلا ذنب !

طرقت نشوي الباب لتعتدل وصال جالسه وهي تمسح بقايا دموعها ...نظرت نشوي إليها بتأثر : انتي بتبكي يا وصال 

هزت وصال راسها وقالت بصوت متحشرج : لا 

جلست نشوي بجوارها وربتت علي كتفها بحنان قائله : بصي امه صفاء جابت ليكي ايه 

قالت وصال بامتنان : شكرا  ...مكنش له داعي 

قالت نشوي برفق : دي حبتك اوي يا وصال وكلنا بنحبك واولنا هادي ...تلاقت عيناها بعيون وصال الحزينه لتجدها فرصه مناسبه لتبدأ بالحديث الذي اجلته الايام الماضيه : هادي بيحبك اوي يا وصال ...وهو عمل كده ليه الا عشان بيحبك 

جاش صدر وصال بالحزن الذي تحول الي غضب وهي تهتف بنشوي: مش عاوزة اسمع اسمه 

لم تطيل نشوي لتهز راسها قائله : حاضر بس انا بقول الحق ....والله يا وصال بيحبك واكيد ربنا عالم بحاله 

قالت وصال بغصه حلق وهي تشيح بوجهها بينما تجسد مجددا مشهد رؤيتها له بغرفه احسان : هيكون حاله ايه ....عايش مع مراته التانيه و جاي له ابن كمان 

نظرت لها نشوي بشفقه وهزت راسها : لا يا وصال ...مطلقها والله مطلقها ....انا شوفته يوم ماعرف بحملها ويوم ما عرف بحملك ..دي حاجه ودي حاجه 

احتقن وجه وصال بالغضب من تلك الذكريات التي أصبحت كاذبه زائفه لتهتف بنشوي بعصبيه : كذب ...كله كان كذب 

التفتت إليها وتابعت بسخط : ذنبها ايه وانا ذنبي ايه ...ذنب ابنها ايه ميفرحش بيه ..لو فاكره اللي بتقوليه ده هيفرحني تبقي غلطانه ده بيثبت ليا اكتر أنه اناني مش بيفكر الا في نفسه !!

خفضت نشوي عيناها ولزمت الصمت بينما انفلتت أعصاب وصال التي هتفت بحقد : بني ادم اناني كل اللي يهمه نفسه ومش مهم اللي حواليه ....ضحك عليا ورتب كل حاجه عشان ميبقاش ليا حد غيره وكان مفكر اني كده هرجع له بس نجوم السما اقرب له وحتي ابنه مش هخليه يشوفه ولا يعرفه 

اتسعت عيون نشوي وحاولت تهدئه وصال : معاكي حق طبعا تزعلي منه بس العيل ذنبه ايه 

زمت وصال شفتيها بحقد أصبح يلازمها كلما فكرت بحيلته عليها : ذنبه أنه أبوه !!

..........

....

فتح دياب الباب ليجد ماجد أمامه والذي مجرد رؤيته كافيه باشعال أعصابه ليقول بسخط : عاوز ايه ؟!

قال ماجد بخجل وهو يخفض عيناه للأرض : جاي اسأل لو في اخبار عن وصال أو في اي حاجه اقدر اعملها ....قبل أن يهب دياب به بسخط تشعشع بنظراته كان ماجد يتابع : بصراحه بعد كلامك يا دياب انا مش قادر ابص لنفسي في المرايه ومستقل بنفسي اوي وعاوز اعمل اي حاجه اعوض بيها اللي عملته عشان ضميري واجعني اوي وحاسس اني قصرت في حمايه بنت عمي 

نظر له دياب باستخفاف للحظه قبل أن يميل قليلا ويتطلع إليه : كنت مستني مني كلمتين عشان تستقل بنفسك اكمنك سبت بنت عمك وحدها .. ! 

زفر دياب بسخط وتابع : وضميرك ده ناقح عليك من امتي ؟!

مجددا نظر إليه باستخفاف حينما خفض ماجد عيناه ليتابع دياب : روح يا بوي الله يرضي عنك ....انا قولتلك الكلام ده من يومين وانت لسه جاي دلوقتي تقولي ضميرك واجعك وبتدور تعمل ايه 

لوي شفتيه وتابع بسخط ساخرا : اللي عاوز يعمل حاجه بيعملها مش بيسأل 

روح يا بوي الله يسهل طريقك ...!

..........

....

لم تكد سمر تجلس بعد ذهاب بهيه حتي سمعت تلك الطرقات علي الباب لتقول لابنها : ده باين خالتك بهيه رجعت تاني ...قوم تفتح يا عبد الله 

قام الصبي ولحظات وكان ينادي والدته : امه 

قامت سمر من مكانها تسأل ابنها بعفويه : في ايه يا عبد ....صمتت وتراجعت خطوة للخلف تجذب طرحتها من علي كتفها وتحيط بها راسها بينما خفض ياسين عيناه للأرض وهو يقول بتهذيب : السلام عليكم يا ام عبد الله 

اتجهت سمر ناحيه الباب وهي تقول بتعلثم : وعليكم السلام يا معلم 

مد ياسين يده بتلك الأكياس الكثيره وابتسم لعبد الله قائلا : اتفضل 

نظر الصبي الي والدته التي قالت بحرج : مالوش لازمه تكلف نفسك يا معلم 

قال ياسين وهو يعطي الصبي الاشياء : مش قيمتك يا ست الستات 

احمر وجه سمر وسرعان ما أدارت وجهها تجاه ابنها الذي حمل الاكياس ودخل بها الي الداخل 

مرت لحظه صمت بينما بقي ياسين واقف مكانه وسمر كذلك .... لم يسبق له أن شعر بكل تلك الخفقات بقلبه وهي لم تعيش شيء كهذا سابقا ...لماذا تشعر بأن قلبها يخفق هكذا 

قطه ياسين الصمت وقال بمشاعر وهو يتطلع الي وجهها : كيفك يا سمر ...!

شعرت بحراره تخرج من وجنتيها ما أن استمعت الي اسمها من شفتيه لتخونها عيناها وتلتقي بعيناه ولكنها سريعا ما خفضتها للأرض وهي تقول بارتباك : الحمد لله يا معلم 

: ياسين. ... اتفقنا تقولي ياسين 

غامت عيون سمر بتلك الذكريات وسرعان ما أخذها عقلها لحديث واتهام وداد لتجد بنفسها القوة لتدفع تلك المشاعر بعيدا وتهبط الي ارض الواقع 

ابتلعت وقالت باقتضاب : شرفت يا معلم ياسين بس انا اسفه مقدرش اقولك اتفضل عشان أنا لوحدي مع عيالي 

اصطدمت ملامح ياسين لمغزي كلماتها ليقول بتعلثم : حقك يا ست الستات بس الوضع ده مش هيطول...شدي حيلك ونكتب الكتاب

رفعت سمر عيناها إليه سريعا بينما باغتها بكلماته لتقول وهي تهز راسها : لا 

عقد ياسين حاجبيه باستنكار : لا 

اومات سمر وفركت يدها وهي تنظر إلي الأرض قائله : انا ملقش ليك يا معلم ...انا عاوزة اربي عيالي وانت ربنا يبعتلك بنت الحلال 

قال ياسين برفض : انتي بنت الحلال اللي ربنا بعتهالي 

تنهدت سمر وهزت راسها قائله : تسلم يا معلم بس الست وداد جت ونهت الموضوع وانا راضيه بنصيبي 

قال ياسين بانفعال : عملت كده من غير شورتي ومن ورايا وانا في اليوم المشؤوم ده كنت جاي اسمعك واعرف ايه اللي حصل 

غص حلق سمر وتغضنت نبرتها بالحزن بينما تنعي نفسها بأسي :  اللي حصل بيحصل لأي واحده غلبانه ملهاش ضهر ...اترميت مع راجل مالوش لازمه نهش فيا وخلي كلاب السكك تجيب سيرتي 

انسابت دموعها بينما تتابع : لو كان ليا اخ ولا اب يجيب حقي منه مكنش عمل فيا كده ...!

تعكرت ملامح ياسين لرؤيه دموعها وكلماتها ليزم شفتيه بحنق ويهتف بوعيد : وحياه دموعك الغاليه دي لهجيب ليكي حقك منه ومن كل اللي اذاكي 

رفعت سمر عيناها الباكيه إليه ليهز ياسين رأسه ويقول برفق شديد : ووقتها هاجي اخبط علي بابك اطلبك تاني من نفسك ولو حسيتي اني الراجل اللي استاهلك قولي اه !

..........

....

ربتت صفاء علي كتف وصال التي بصعوبه قبلت أن تتناول من يدها بضعه لقيمات : كلي يا بتي عشان خاطر عيلك اللي مالوش ذنب 

قالت وصال بامتنان : شكرا يا طنط 

هزت صفاء كتفها متنهده : علي ايه يا بتي 

قالت وصال بتهذيب : حضرتك استقبلتيني في بيتك وانا تقلت عليكي انتي ونشوي  

هزت صفاء راسها وقالت بعتاب : كده برضه ...ده بيت نشوي وبيتك وانتي زي بنتي 

قالت وصال بامتنان : شكرا 

تمهلت صفاء قليلا قبل أن تقول : بس انا عاوزة اقولك حاجه ...هقولك زي ما كنت هقول لبنتي 

نظرت وصال لها لتبدء صفاء حديثها : امك ملهاش ذنب يا بتي وتلاقي قلبها قايد نار عشانك 

توجع قلب وصال وهزت راسها لتتابع صفاء وهي تربت علي يد وصال : طمنيها عليكي يا بتي 

قالت وصال بأسي : زعلانه منهم اوي علي اللي عملوه ...اتفقوا معاه عليا 

قالت صفاء برفق : متحسبيهاش كده يا بتي 

تغلغلت الدموع بحلق وصال التي قالت : ملهاش حسبه تانيه ...كل اللي حضرتك هتقوليه انا قولته لنفسي ...قولت غصب عنه واتحط قدام أمر واقع ...قولت خوفت يقولي وحتي فكرت اسامحه وقولت مكانش قصده بس لما عرفت أنه قال لاهلي ملقتش له عذر ولا مبرر إلا أنه عمل كده قاصد عشان لما اعرف ميكونش ليا غيره .....وياريته قالهم وبس كنت برضه هقول حطهم قدام أمر واقع لا ده اشتري سكوتهم ...تحشرج صوتها ولم تتابع المزيد من الاسي لتربت نشوي علي كتفها وتتأثر ملامح صفاء بينما تمالكت وصال نفسها ومسحت دموعها وهي تختم حديثها بغضب شديد: هو عمل كده قاصد وعشان كده مالوش اي عذر ولا مبرر ولا هسامحه ابدا 

ولا هخليه يعرف مكاني انا ولا ابنه 

ترددت صفاء قليلا قبل أن تقول لوصال بعتاب  : يابتي انا عارفه انك زعلانه بس خراب البيت مش بالساهل وعيلك مالوش ذنب تحرميه من أبوه 

مهما تسمع هي أخذت قرارها ولن ترجع به لذا أقامت سدا بينها وبين اي حديث حاولت به نشوي وصفاء إرجاعها عما انتوته ...!

..........

....

لم يكن مجرد قرار بل ستأخذ خطوه لتنفيذه ...طالت ليلتها وهي تنحي ذكرياتها وتفكر في ماهو قادم فهي لم تظل بمنزل نشوي الي الابد 

تفاجات نشوي بما قالته وصال بينما ظنت أن كل ما تقوله مجرد غضب سيزو بمرور الأيام ولكن هذا الصباح اعتزمت تنفيذ ما قالته : ليه يااختي هو حد ضايقك ... كلامي انا وأمه صفاء معاكي كان ..قاطعتها وصال قائله : لا يا نشوي انتوا مقولتوش حاجه 

قالت نشوي باستفهام : امال ليه بتقولي هتمشي وتمشي تروحي فين 

قالت وصال بعزم : هبدا حياتي من جديد في أي مكان بعيد عن هنا 

هدر قلب نشوي بقوة بينما رأت إصرار وصال التي تابعت : انا هكلم ماجد ابن عمي 

ثقل لسان نشوي ونظرت الي وصال التي تابعت : هيساعدني اطلع اوراقي من جديد وهيشوف ليا اكيد شغل في أي مستشفي وهعتمد علي نفسي وأبدا حياتي 

خرج السؤال تلقائي من شفاه نشوي : وهادي !

قالت وصال بوعيد : مش هيشوفني تاني وهبعد عن اي حاجه ممكن تجمعني بيه 

.........

....

لا تعرف نشوي أن كان ما فكرت به صحيح ام لا ولكنها لم تستطيع أن تقف صامته بينما رأت عزم وصال أن تبتعد لذا وجدت نفسها تتصل بأخيها ...سيأتي ولن تخبره بوجود وصال ولكنها ستجعله يتحدث لعل وصال حينما تسمع لهفته ووجعه عليها تتراجع عما انتوته كانت تلك نيه نشوي والتي قالت بتعلثم لوصال وهي تشير لها بعد أن نظرت من خلال النافذه : ده هادي يا وصال 

هبت وصال من مكانها وهتفت باتهام : انتي قولتي له علي مكاني 

هزت نشوي راسها وقالت وهي تاخذ بيدها الي اقرب غرفه : لا والله ...ادخلي هنا 

رفعت وصال اصبعها أمام وجه نشوي وهتفت بها : لو كذبتي عليا مره تانيه وعرفت انك قولتي مكاني مش هسامحك ابدا 

هزت نشوي راسها : لا يا وصال مقولتش ومش هقول ... نظرت إليها برجاء وتابعت : يمكن ربنا بعته دلوقتي عشان تشوفي حاله من غيرك يمكن قلبك يحن 

...........

...تحركت وصال بعصبيه ذهابا وإيابا بتلك الغرفه بينما ماج صدرها بالغضب ..لماذا كلما تفكر بأن تبتعد يقترب منها ...لا تريد أن تراه ...!! حقا 

إذن لماذا وقفت علي أطراف أصابعها وفتحت الباب بخفوت تنظر منه لتلمح ظهره ...!

اه من قلبها الخائن الذي مازال يهفو إليه ...ااه من مشاعر الاشتياق التي هبت بكيانها لدي سماع نبرته ..!!

.............

نظرت نشوي بشفقه الي ملامح وجه أخيها الذي طال صمته لتري كل هذا الحزن داخل عيناه والذي ترك أثره بتلك الشعيرات البيضاء التي زادت بلحيته التي طالت كثيرا لتمد يدها وتربت علي يده تقول بمواساه : طمنني عليك

هز كتفه وتنهد بثقل لتفتح فمها ولكنها سرعان ما تغلقه مجددا وهي تبحث عن شيء لتقوله بينما طحن خاطرها رؤيه أخيها بتلك الحاله والبقاء صامته ووصال تخطط لأن تبتعد للابد 

لتقول بتعلثم : أن شاء الله تلاقيها وربنا يجمع شملكم 

سرت الدماء الحاره بملامحه الشاحبه ما أن نطقت نشوي بتلك الكلمات لتري قبضته التي كورها بينما يهتف بغضب لاهب من بين أسنانه : الاقيها بس .....لم تكد ملامح نشوي تزداد تأثر حتي تغيرت سريعا حينما تابع هادي بوعيد : وانا هشرب من دمها !!

ابتلعت نشوي ببطء ونظرت بطرف عيناها جانبا ثم عادت لتنظر الي أخيها وهي تقول بعتاب بينما لم تتوقع أن يقول شيء كهذا : ليه بس كده يا اخويا ؟!

التفت لها هادي بغضب سرعان ما تفجر وكأنه بركان : ليه ....بتسألي ليه ؟!

تهرب مني ومن أهلها وبتسألي ليه ؟! كرر وعيده مره اخري : اطولها بس وانا هندمها علي اللحظه اللي فكرت فيها تهرب 

يقول هذا من وجعه وقهره وقله حيلته ونشوي تدرك هذا ولكن ليس هذا ما ارادت منه قوله ...أرادت أن يتحدث عن وجعه ببعدها... ندمت أشد الندم وتمنت لو لم تجعلها تسمع ....!

ابتسمت وصال بالرغم من نحيب قلبها بينما ما قاله شد من عزمها ..لو ابدي الندم لكان قلبها الخائن خفق له مجددا فليتمادي أكثر ليسهل عليها قرارها 

عضت نشوي علي شفتيها ووضعت يدها علي يد أخيها التي نفرت عروقها تحاول أن تدافع عن وصال وتهدئ جانبه من ناحيتها :ليه بتقول هربت  ...هي بس ...نظر لها أخيها بغضب وهتف بها : هي ايه ....اللي تسيب بيت جوزها واهلها تبقي ايه ؟!

قالت نشوي بدفاع : زعلانه يا اخويا من اللي حصل وانت اكتر واحد لازم تلمس ليها العذر ... زمت نشوي شفتيها وتابعت بتأثر تعاتب أخيها : يعني برضه انت ظلمتها لما قطعت اللي بينها وبين أهلها اهو لو كانت زعلت منك كانت هتروح لأهلها إنما البنيه لاحول ولا قوة الا بالله زعلانه منك ومن أهلها 

خفضت عيناها وتابعت عتاب أخيها دون أن تنظر إليه : وبصراحه يا هادي انت غلطان وزودت غلطك في انك طاوعت جدها وكتبت املاكك قصاد سكوته وختمتها بشغلها 

تابعت نشوي حديثها باندفاع بينما اخذتها جلاله العتاب علي أخيها والدفاع عن موقف وصال فلم تلحظ نظرات هادي الذي بدء ينتبه الي كل ما تقوله : كانت يعني هتعمل ايه ...ضربتين في الرأس توجع ما بالك بقي أنها بعد كل ده كمان تلاقيك عند احسان !

عضت نشوي علي شفتيها ولاح التوتر علي ملامحها بينما باغتها هادي بسؤاله الذي صاحب نظرات عيناه الثاقبه والتي لم تغفل عن تفحص ملامح أخته : وانتي عرفتي منين ؟!

قالت نشوي بارتباك وهي تبعد عيناها عن عيناه : منك ...قصدي من امي ....يوووه والله ما انا فاكره انا بس بقول كلمه حق 

تسمرت عيون هادي علي أخته التي فضحها توتر حركتها حينما قامت وهي تقول : القصد انك تعذرها ...هطلع اجيب لك حسن تشوفه !!

اوما هادي لتقوم نشوي سريعا وتتبعتها نظرات أخيها !!

تراجعت وصال سريعا حينما وقف هادي مكانه ...أدار عيناه بشتات بينما عجز عقله عن التفكير بوضوح ...ايام وليالي بلا نوم ولا راحه وقلب مرهق متوجع بدونها 

لذا عاد ليجلس مجددا وهو يستبعد تلك الفكره التي أتت الي رأسه پأن أخته تعرف شيء عنها ...!

صكت نشوي صدرها وهمست لصفاء : ياريتني ما عملت كده يا امه ...انا خربتها زياده ..بس والله كانت نيتي خير وخوفت تهرب ومنعرفش طريقها 

قالت صفاء تشد اذرها : هو بيقول كده من قهرته بس ولا هيعمل ليها حاجه ...قولي له يا نشوي 

اتسعت عيون نشوي وهزت راسها : لا يا امه لا يمكن دي وصال هتزعل مني ومش هتسامحني  

قالت صفاء بحزم : تزعل دلوقتي شويه بس قدام هتعرف انك خايفه عليها .... تمشي تروح فين وهي حامل ووحدها ...ايه يابت مش بتسمعي عن اللي بيحصل في الدنيا ودي واحده وفيها الطمع ...قولي لأخوكي وانا هكلمه واحلفه ما يضايقها ....اسمعي مني يا باشو وقولي له يا اما هنزل انا أقوله 

هزت نشوي راسها وقالت : لا يا امه بلاش ...انا هتصرف 

.......

....

لماذا يشعر بأن هناك شيء في عيون أخته ...لماذا يري كل هذا الارتباك وكان هناك ما تريد قوله وتتراجع هكذا ظل هادي يفكر بينما أخذ ابن أخته بحضنه وقبله بحنان ليبارح صدره اخيرا شيء من مشاعره : قلبي بيتحرق يا نشوي لما بفكر أني جايز مشوفش ابني ولا اشوفها تاني 

ابتلعت نشوي بينما اخيرا بدأ يتحدث لتقول بقلب لهيف : متقولش كده يا اخويا ..أن شاء الله تلاقيهم 

تنهد هادي وقام وهو يعطي الطفل لأخته قائلا : أن شاء الله 

أغلقت نشوي الباب خلف اخيها وتنفست بضع مرات لا تدري ان كان بارتياح ام بضيق ....نزلت صفاء مسرعه تسأل نشوي : انتي مقولتيش له ؟!

هزت نشوي راسها قائله بهمس : مقدرتش يا امه ...زي ماهو صعبان عليا وصال كمان صعبان عليا اخون سرها 

قالت صفاء بحيره : ماهو يابتي انتي قصدك خير 

بكي الصغير لتحمله صفاء من بين يديها قائله : هاتي حسن وبسرعه كلمي اخوكي وقولي له 

فتحت وصال باب الغرفه حينما استمعت لصوت اغلاق الباب ولكن ما أن خطت خطوتين حتي عادت مسرعه 

الي الداخل ما أن استمعت لتلك الطرقات علي الباب الذي بقيت نشوي واقفه خلفه بحيره تفكر بحديث صفاء التي أخذت الطفل وصعدت للاعلي 

اهتزت نظرات نشوي حينما فتحت الباب ورأت أخيها واقف امامها وعيناه مليئه بالشك 

: وصال فين يا نشوي ؟!

ابتلعت نشوي ببطء لتزداد الشكوك بقلب هادي الذي تقدم بضع خطوات للداخل وهو يكرر سؤاله : وصال فين يا نشوي ؟!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !