بساط السعاده الفصل الخمسون

4

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظر هادي الي عبد الحميد الذي قال بهدوء في محاوله منه لتبسيط ما يريد قوله : خليها تتحل بالود احسن يا معلم هادي 

تغضنت نظرات هادي بالاسي بينما تغلغل اليأس بنبرته وهو يسأل : عاوز تقول انها هتتطلق مني في القضيه 

ابتلع عبد الحميد وقال برفق : أن شاء الله متوصلش للمرحله دي ...انت من ناحيتك شويه يا معلم حاول تصلح الأمور ..وبعدين الستات مهما تهدد وتقول بتيجي عند الطلاق وبتستصعب الموضوع 

ضحك وتابع ببساطه : شوف انا بقالي كام سنه متجوز داخل اهو علي عشر سنين ومراتي طلبت الطلاق اكتر من خمسين الف مره وبعدين تهدي وتصفي الأمور بيننا ....متوصلهاش لكده 

غص حلق هادي وردد بصوت خافت : عشر سنين ....كان زماننا متجوزين بقالنا عشر سنين 

نظر له عبد الحميد الي هادي باستفهام : بتقول حاجه يا معلم ؟!

هز هادي رأسه ليتابع عبد الحميد : كلامي معاك يا معلم كده عشان عشره العمر بس لو هكلمك كمحامي هقولك احسن حاجه تعملها انك بالتوكيل تبيع لنفسك الأرض تاني تحسبا لأي حاجه 

نظر هادي له ليتابع عبد الحميد : اتفاقيه التلاجات حقك كمان ترجع فيها لو حبيت بس كده كده هتكون باسم ابنك يعني مفيش منها قلق زي الأرض 

أوقفه هادي عن المتابعه بينما اعتدل واقفا : انا مش هعمل حاجه زي دي ....انا كل اللي عاوزة أنها متتطلقش 

قال عبد الحميد وهو يخفض عيناه : للاسف يا معلم قضيتها كسبانه 

خرج هادي بخطوات هائمه من مكتب عبد الحميد الذي مازالت تتردد في أذنه .... يعرف مدي عنادها كما يعرف كيف وصلوا الي طريق مسدود لايدري كيف وصلوا إليه ....نعم اخطأ ولم يكن خطأه بالهين ولكنه بكل طريق يسير به يكون هدفه هو التمسك بها ولا يبحث عن الوسيله ولا يتساءل عنها بينما هي رسمت لنفسها طريق بالتخلي عنه وعن كل ما بينهما الذي يستصعب كثيرا أن تكون تلك نهايته ...!

سيطلق سراحها ليس لتبتعد ولكن لراهانه أنها ستعود إليه وقلبها لن يحتمل البعد عنه ....رهان خطير قرر أنه اخر طريق سيسير به بعد أن أغلقت كل الطرق في وجهه لذا تحدث مع دياب وهو يعرف التالي .... فليجعلها تشعر بأنها ربحت وبأن مازال هناك من يقف بجوارها أمامه ...فليدع أخيها يساندها ويخوض معركته لعله يربح قربها مجددا وتعود وهي راضيه حينما تشعر أن قرار العوده قرارها ....!

ابتسم بحنين بينما مد يداه يقطف الفاكهه التي تحبها لتداهم ذكرياتهم الحلوة مخيلته 

Flash back 

ابتسمت وهي تاخذ من يده القشطه ليبادلها الابتسامه وهو يقلب قطعه أخري في يده قائلا : عارفه ياشهد العسل انك شبه القشطه 

اتسعت ابتسامتها المتدلله بينما يتابع : من برا قاسيه بس من جوه قلبك ابيض من الحليب زي القشطه بالضبط 

ضحكت وصال ومالت لتضع راسها علي كتفه قائله : انت بتقول كلام حلو اوي 

احاط كتفها بذراعه وقال بحب وهو يقبل راسها : مفيش حاجه في الدنيا احلي منك في عنيا ياشهد العسل 

أغمضت وصال عيناها وتنهدت قائله : انت اللي محلي دنيتي يا هادي ....رفعت راسها ونظرت إليه بحب بينما تتابع : تعرف اني بحب القشطه اللي بتقطفها ليا وبس ....غص حلقها بينما تتابع : بقالي سنين ...من وقت فراقنا مأكلتهاش وكل ما اشوفها كنت بفتكرك 

نظر لها هادي وقال بقلب لهيف : كنتي بتفكري فيا يا شهد العسل طول السنين دي 

اومات متنهده : حاولت كتير انساك بس معرفتش 

ضمها هادي الي صدره وقال بلوعه: وانتي عمرك ما غبتي عن بالي .... كنت بقول لنفسي نسيتك وشافت الاحسن منك بس قلبي عمره ما صدق انك تكوني لحد غيري 

تنهدت وصال وقالت بحنين : معرفتش اشوف ولا احب غيرك انت وبس 

Back 

عاد هادي من تلك الذكري وابتسامته التي امتلئت حزن ولوعه لم تفارق شفتيه .... كل منهما يحب الاخر وكل منهما تجرع ما يكفي من مراره الفراق ...الا يكفي عشر سنوات ثمن لهذا الحب ....لماذا لم تكن النهايه سعيده كما يري دوما بالافلام ....لماذا كتب عليه أن يحيا هو وهي معذبين بوجع الفراق !!

تنهد بضع مرات وهز رأسه يحاول أن يصدق قلبه أن الفراق لن يدوم ...ستعود إليه وهو لن يكف عن المحاوله 

فليفعل ما تريد ويتركها وينتظر بعدها فليعود طالبا الود والقرب !

........

...

حاولت بهيه أن تهديء دياب الذي أوقف السياره لتنزل وهو ينبه عليها برفق : اطلعي ريحي يا بهيه ومتقوليش لحد لغايه ما ارجع نقولهم سوا 

قالت بهيه برجاء : طيب وغلاوة اللي جاي بلاش تتشاكل مع هادي ...اعذره يا اخويا واسمع منه 

ووصال خدها علي كفوف الراحه وراضيها 

اوما دياب دون الدخول في جدل ليقول بسرعه : طيب يا بهيه ...يلا انزلي خليني اروح لوصال !

اومات بهيه ونزلت والإبتسامة تمليء وجهها لتسرع بخطواتها وهي تنادي مهجه بلهفه : امه مهجه ...امه مهجه !

خطوتين وكانت تتوقف مكانها وتضع يدها علي بطنها قائله : حقك عليا ...همشي علي مهلي يا غالي 

ابتسمت وتمهلت بخطواتها بينما قلبها يدق بصخب ولا تدري كيف لا تخبر مهجه وتستمع لما قاله دياب 

أسرعت مهجه إليها : ايه يا بهيه يا بتي 

قالت بهيه سريعا تزف الخبر : لقينا وصال ياامه 

اتسعت عيون مهجه وقالت بقلب لهيف وهي تتلفت حولها تنظر أن كانت ابنتها جاءت مع أخيها  : صح يا بهيه ولا بتضحكي عليا ...هي فين ...قوليلي ...هي بخير طيب كانت فين وهي مجتش معاكم ليه 

هزت بهيه راسها قائله وهي تحتضن مهجه : لا يا امه والله. .... هي بخير ومع هادي ...دياب راح يجيبها 

قفز قلب مهجه من موضعه وقالت بلهفه : انا رايحه لها 

قالت بهيه سريعا وهي تمسك يدها : استني يا امه ....بقولك دياب راج يجيبها 

قالت مهجه بلهفه : مش قادره اصبر يا بهيه ....هروح لها ...

جاءهم صوت دياب الكبير الذي نزل الدرج متساءلا : تروحي فين ؟!

قالت مهجه بابتسامه واسعه : لوصال يا ابويا ...بهيه قالت إنها مع هادي ودياب راح يجيبها 

رفع دياب الكبير حاجبه وقال باستهجان : ودياب مقالش ليا ليه ؟!

رمشت بهيه باهدابها وقالت بتعلثم : ده ...ده لسه يا دوب عارف ياجدي 

ارتسمت دلالات الاسي علي وجه دياب الكبير ونظر الي ابنته وقال بعتاب : مهانش عليه يطمنني ...فاكر اني مش فارق ليا غيابها ...ده انا برج من دماغي كان هيطير

ازداد العتاب بنظراته لابنته : عيالك بقوا شايفين اني عدوهم وانتي زيهم يا مهجه !

هزت مهجه راسها وقالت بأسي : العفو يا ابويا ....انا لو عاتبتك كان عشان خاطر مصلحه بتي 

قال دياب الكبير باحتدام بينما نفض عنه العتاب وتجلي الكبر بداخله غضبا من تجاهلهم له وكأنه كم مهمل : وهو ايه انا عملته مش في صالحها .... قبض علي عصاه وتابع : اهو اخرتها رجعت له ولا عملت لينا حساب ...توعد وتابع : بس انا ليا حساب معاها ! 

أسرعت مهجه وبهيه في أثر دياب الكبير الذي تحرك الي الباب ونظرات الوعيد تمليء عيناه : استني يا ابويا ...عشان خاطري ياابويا 

غص حلق مهجه ونظرت الي بهيه هاتفه بأسي : تاني هيغصب عليها والنوبه دي يا عالم لو طفشت هنلاقيها تاني ولا لا !!

.........

...

ضغط هادي دواسه الوقود مجددا ولكن لم تتحرك السياره ليزفر بضيق ويضرب المقود بيده بينما عقله المشتت لم يسعفه وكان عشري من يقول بدهشه : العربيه مفيهاش بنزين يا معلم ...انت ازاي مأخدتش بالك 

هز هادي كتفه بلا تعليق لينزل من السياره ويمد يداه يأخذ كيس القشطه التي قطفها لها 

هتف عشري سريعا : دقايق يا معلمي وانا طيران علي البنزينه املي بنزين وارجعلك 

قال هادي بتخلي وهو يعطي عشري المفتاح : هتمشي للبيت 

قال عشري برفض : ده انا طيران يا معلم وارجع 

هز هادي رأسه وتحرك بخطواته وترك لمخيلته العنان تاره تأخذه لذكري حلوة وتاره الي أخري مريره طوال طريق عودته للمنزل ..!

قام عوض من المقعد الخشبي الموضوع بجانب بوابه المنزل ما أن رأي هادي يقترب ليسؤع يحمل عنه ذلك الكيس : عنك يا معلم 

هز هادي رأسه قائلا وهو يمد يداه الي جيب جلبابه يخرج المفاتيح : لا يا عوض ..اقعد انت 

نظر إليه الرجل بينما تابع هادي : سيب البوابه مفتوحه وكمان شويه المعلم دياب جاي ...خليه يدخل علي طول 

اوما عوض دون تساؤل ليخطو هادي الداخل!

...........

قبل قليل ...دخلت وصال الي غرفتها وكل حواسها متأهبه بينما تتطلع لتراقب خطوات احسان لتتراجع الي فراشها بينما استمعت لتلك الخطوات خارج الغرفه .....! 

ألقت احسان نظراتها تجاه غرفه وصال وهي تتسلل علي أطراف أصابعها لتضع أذنها علي الباب للحظات ثم تتحرك  

بخفه لتصل إلي اسفل الدرج وترفع عيناها للاعلي وسرعان ما ترتسم علي شفتيها ابتسامه متشفيه بينما بثقه تدرك أن حميده لن تفيق من غفوتها الثقيله الان !!

لتلمع نظرات الشر بعيونها وهي تتذكر كيف تخلصت منها ومن طلباتها التي لا تنتهي ...!

Flash back 

تعالي صوت حميده كالعاده : احسان بت يا احسان 

زفرت احسان وتركت ما بيدها التي جففتها بملابسها واتجهت ناحيه حميده : أيوة !

زجرتها حميده بسخط : اسمها أيوة يا عديمه الربايه...ردي عدل يابت عليوة 

سحبت احسان نفس عميق ورسمت علي شفتيها ابتسامه بارده بينما تقول : نعم يا امه 

رفعت حميده حاجبها وقيمت بنظراتها هيئه احسان بينما تقول : انتي لسه بتغسلي يا بت ...ايييه الضهر دخل علينا وانتي لسه في حتتين غسيل 

هتفت احسان ببرود : خلاص قربت اخلص يا امه وهنشر اهو 

هتفت حميده بهيمنه : تنشري بسرعه عشان الغسيل يلحق الشمس وتدبحي البط والفراخ وتنزلي تعلقي عليهم عشان نلحق الغدا 

اومات احسان بينما تلك الطلبات التي لا تتوقف حميده عنها ليست بجديده لتتابع حميده وهي تلوي شفتيها : وطبعا ملحقتيش تخمري الخبيز يا فالحه 

قالت احسان من بين اسنانها : هعجن اهو يا امه 

اومات حميده لتزجر احسان التي توقفت مكانها : واقفه مكانك ليه ...اخلصي يا بت 

هتفت احسان بحنق أفلت منها : وهي الست الدكتورة  مش هتمد أيدها في حاجه ولا هو انكتب عليا لوحدي ....وبعدين يا امه ماهو جايب لها واحده تخدمها ما تخليها تساعدني انا مش قادره أقيم ضهري .. حرام كده 

هبت حميده من مكانها واتجهت ناحيه احسان توبخها بسخط : حرمت عليكي عيشتك ...في ايه يا بت الباشا لهو الخدمه جديده عليكي ...انجري يا بت اعملي اللي قولت عليه ومتتدخليش تاني في حاجه ....نظرت اليها بكيد وتابعت : واه يا اختي اتكتبت عليكي الخدمه وهي جاب لها اللي تخدمها اكمنها دكتورة ...ولا الروس هتتساوي 

لوت شفتيها وتابعت ساخره : والله مش عاجبك الباب يفوت جمل بحمولته روحي عند عليوة واتستتي يااختي براحتك 

زمت احسان شفتيها بحنق بينما شمتت حميده بها وهي تذكرها بمكانتها ...؛ حاضر يا امه 

تحركت والغل يتشعشع بعروقها والحقد يمليء قلبها الذي غلفه السواد ولم يشفيه الا حينما تذكرت تلك الحبوب التي اخذتها من ساميه ووضعتها لوصال سابقا ....اتسعت ابتسامتها المنتصره بينما تمسك بين يديها أحدي تلك الحبوب وتطحنها وتقلبها بكوب الشاي الذي اتجهت وهي تحمله لتضعه أمام حميده بخضوع جعل حميده تشعر بالانتصار : ايه ده ؟!

قالت احسان بابتسامه تخفي خبثها : عملتلك كوبايه شاي يا امه تعدل دماغك وكلها نص ساعه واطلعلك الفطير السخن 

Back 

عادت احسان من شرودها وابتسامتها المتشفيه تزداد فوق شفتيها ....يوم يلو الاخر وهي تضع لحميده تلك الحبوب وهاهي مرت بضعه أيام وحميده غارقه بغفوتها الثقيله التي لا تستيقظ منها الا قبيل العصر برأس ثقيل وهاهي احسان تتنفس براحه دون تسلط وطلبات حميده التي لا تنتهي ...أدارت رأسها تجاه المطبخ وسرعان ما اتجهت الي بابه الخلفي ومنه خرجت تجاه باب الحديقه الخلفي لتفتح لقدورة ...!

علي أطراف أصابعها تسللت وصال بحذر خلف احسان التي دخلت الي المطبخ ومنه الي الحديقه الخلفيه لتتراجع وصال تتواري خلف جدار المطبخ وهاهو صدق حدثها حينما استمعت الي دوران المفتاح في القفل الحديدي ....!

.......

انفرجت شفاه هادي الذي دخل للتو من الباب ينتوي أن يتجه الي غرفتها ولكنه لمحها من ظهرها تسير على أطراف أصابعها تجاه المطبخ ليتراجع عن مناداه اسمها ويتمهل قليلا قبل أن يلحق بها بحذر...!

........

....

ادارت احسان المفتاح بالقفل وفتحت الباب وكل نظراتها امتلئت تأهب كما حال قدورة التي هتفت ما أن فتحت لها احسان الباب : ايه يا غندورة كل ده عشان تفتحي الباب !

قالت احسان ببرود وهي تجذب يد قدورة بقليل من القوة تدفعها الي الداخل وتوارب الباب : مش علي ما اتاكد أن مفيش حد في البيت شايفني ولا فكراني قاعده لحالي ...زفرت وتابعت : ها يا قدورة اخلصي عاوزة ايه ؟!

قالت قدروة وهي ترفع حاجبها : هكون عاوزة ايه ولا بعوز منك ايه يا غاليه ...لوت شفتيها وتابعت متهكمه : هكون جايه اتملي من جمالك مثلا 

زفرت احسان وهتفت بحنق من بين اسنانها : اخلصي يا قدورة لحسن حد يسمعك انا مش فاضيه لكلامك ده 

رفعت قدروة حاجبها ونظرت الي احسان من اعلي راسها إلي اسفل قدمها وقالت بحسد : طبعا يا اختي معدتيش فضيالي ماهو الحال اتعدل ورجعنا نلبس العبايات الغاليه والدهب !

لوت احسان شفتيها وهي ترفع يدها بالخمس اصابع أمام عيون قدورة الحاسده : خمسه في عينيك يا شيخه ...ايه هتحسديني !

حركت وصال اصابع يدها التي شبكتها خلف ظهرها تطرقعهم بترقب وهي تستمع الي هذا الحديث الذي لم تلقي له بالا وانتظرت ان تنتهي احسان منه وتعيد المفتاح لمكانه لتعرفه وصال التي لم تفكر مرتين وكل ما غلب عليها أن تثبت له انها تستطيع أن تختلف الطريق الذي رسمه لها متأكد من أنه لايوجد لديها طريق غيره ...!

ستخرج من الباب ولا يهم الي اين تذهب حتي وان وجدها فيكفي أن يعيش لحظات شتات وتوتر وخوف فقدها فلا يهديء له بال من جانبها ويدرك أنها تستطيع دوما ان تبتعد !

  كانت تجد ما تفكر به وسط سماعها كلمه من هنا وكلمه من هناك بهذا الحديث الذي يدور بين احسان وقدروة بينما هادي بقي مكانه علي بعد مسافه كافيه فقط ينظر إلي ظهرها ويتساءل لماذا تقف هكذا ولا يدرك من قريب أو من بعيد بهذا الحديث الذي يدور بين قدورة وإحسان !!

...........

....

كتمت وصال زفرتها من طول الترقب بينما مازالت قدورة تتحدث مع احسان لتخطو بضع خطوات أخري تقترب بينما تساءلت بفضول عن ماهيه ذلك الحديث لتتبعها خطوات هادي بحرص وهاهي تجاوزت المطبخ وتوقفت تماما خلف ذلك الجدار ليصل إليها صوت احسان وقدروة بوضوح كما وصل إلي مسامع هادي الذي وقف لدي باب المطبخ وسرعان ما انعقد حاجبيه وهو يستمع إلي ذلك الحديث !

تعالت نبره احسان بعدوانيه تهتف بقدورة : قولتلك ممعيش فلوس وبزياده اللي اخدتيه مني طول السنين دي 

بادلتها قدورة علو النبره وهي تهتف : واللي انتي اخدتيه مني طول السنين دي يا غندورة اكتر بكتير 

رفعت اصبعها أمام وجه احسان وتابعت بتحذير : واياك تنسي ان انا سبب الامله والعز اللي انتي فيه ده ...لوت شفتيها وتابعت ساخره : ولا ايه يا احسان الغلبانه يا بت عليوة ...الله يرحم وقت ما كنتي بتبوسي ايدي عشان افرق بين المعلم هادي وبين صاحبتك واجوزهولك

رفعت احسان عيناها للاعلي بملل هاتفه : خلصنا واخدتي مني كتير ولا هتفضلي تعدي عليا فضلك 

انتفخ وجه قدروة بالغيظ : اه هفضل عشان أنا افضالي عليكي من اولك لاخرك ولا ناسيه اني فضحت سر حميده وخليتك تتملكي من ابنها تاني 

انتفخ وجه احسان بالحنق بينما توالت التعبيرات علي وجه وصال وازداد فصولها كما ازداد التصاقها خلف هذا الجدار لتسمع المزيد ويبدو أن هناك مازال الكثير خلف تلك الفتاه التي تملك وجه جميل وكما يبدو عقل لا يستهان به .....مرر هادي أحدي يداه علي عنقه بتوتر بينما يده الأخري مازالت تمسك بهذا الكيس الذي وضع بداخله فاكهه القشطه ...!

لا يتوقع أن يسمع شيء جديد فهو عرف انها تخطط وان تلك الدجاله لديه حساب كبير معها ولن تفلت تلك المره ولكنه لن يغامر بهروبها لذا بصبر من فولاذ بقي يستمع كما حال وصال !

: بعدين يا قدورة ...هجهزلك قرشين واجي اديهوملك بس امشي دلوقتي 

تراجعت وصال سريعا أكثر للخلف حينما التفتت احسان خلفها تتأكد أن لا أحد خلفها ثم عادت تنظر إلي قدورة التي قالت بنفاذ صبر : مفيش بعدين ...دلوقتي !

هتفت بها احسان بحنق : اجيبلك منين دلوقتي ...بقولك حميده هتسمعنا

هزت قدوره راسها بإصرار : دلوقتي يا احسان ...! 

هتفت احسان من بين اسنانها : وانا بقولك ممعيش ..اجيبللك منين فلوس دلوقتي 

بلحظه مدت قدورة يدها الي صدر احسان تحاول جذب ذلك العقد الذهبي الكبير الذي يلمع تحت اشعه الشمس 

وبنفس اللحظه بعدوانيه كبيره كانت احسان تدفع يد قدورة وتستشرس ملامحها وسرعان ما تتراجع خطوه تحمي نفسها من يد قدورة و تميل بلا تفكير لتجذب ذلك المنجل المغروز بجانب الشجره التي توقفت لديها   وسرعان ما ترفعه أمام وجه قدورة التي اتسعت عيناها وهتفت بعدم تصديق لتلك الفعله التي باغتتها بها احسان بلا تفكير وبعدوانيه خالصه 

: انتي بترفعي عليا المنجل يا احسان 

هتفت احسان بشراسه : أيوة يا قدورة 

عشان لو فكرتي تعيديها تاني وتمدي ايدك علي دهبي اقطعاهلك 

زمت قدورة شفتيها ورفعت حاجبها هاتفه : قلبك قوي اوي ......هزت راسها وتابعت بوعيد : حيث كده نشوف رأي المعلم هادي 

سخرت احسان بلا مبالاه : هتقوليله ايه ؟! 

قالت قدورة بحنق : سرك ! 

ضحكت احسان ببرود وقالت بلا مبالاه أحرقت اعصاب قدورة :  هتقولي له ايه .....اني كنت بعمل اعمال لأخته وعاوزة أسقطها واموت الواد ابنها .......اتسعت عيون وصال واغتلت ملامح هادي بينما لم يكن من طبعه أن يصبر علي أن تطب الكفه علي الميزان وهاهي تطب وتفيض....!

أن ظنت وصال أنها استمعت لمفاجاه فهي لا تدري شيء فهاهي عيناها تزداد اتساعا بينما يتراجع هادي الخطوه التي انتوي بها أن يقبض أرواح كلاهما حينما تابعت احسان الحديث فيبدو أن هناك المزيد فليصبر ويتحلي بأراده من فولاذ يسكبها علي اعصابه التي احترقت بينما تهتف احسان بلا مبالاه وجبروت : وايه يعني ...قولي له 

وقتها هدمع دمعتين و اقع في عرضه واقوله كنت هموت واخلف منك وكنت غيرانه من اختك وغصب عني معرفش عملت كده ازاي أو أقوله انك انتي اللي زي الشيطان زينتي ليا الفكره وهو اصلا هيتجنن ويعرف لك طريق .....ضحكت بشماته بينما رأت اغتلال ملامح قدورة لتتابع بثقه : واهو هتعدي زي ما عدي الي قبلها ما انا ام ابنه برضه ومش هيعمل ليا حاجه انما انتي هيخلص عليكي ومش بعيد يحرقك زي ما عمه حرق بيتك قبل سابق 

تلاقت نظرات قدورة بنظرات احسان التي امتلئت جبروت للحظات قبل أن تهتز حينما أزالت قدورة ملامح الغيظ عن وجهها وضحكت مطولا بشماته 

وهي تقول :  شيطانه بصحيح.....أوقفت ضحكتها ولمعت اسنانها بابتسامه تحمل شر كبير وهي تتابع :  بس انا بقي بنت ابالسه ولا نسيتي !!!

رفعت يدها تضرب صدرها وتتابع: ده انا بلعب بالشياطين يعني ميتلعبش بيا 

حاولت احسان أن تثبت أمام تهديد قدورة الذي لم تظنها قادره علي فعل شيء منه حتي تابعو قدورة : بقي انتي مستقويه اوي كده بالواد اللي في بطنك ....؟!

ازداد الشر بعيون قدورة بينما تابعت : طيب ايه قولك بقي ......؟! ضحكت وتابعت بشماته : ولا اقولك ...ايه هيبقي قول المعلم لما يعرف ان ابنك ده اللي فكرتيه الضامن ليكي كان لازم ينزل من اول يوم وأنه كله علي بعضه شويه دم ملهمش عازه !!

اتسعت عيون احسان بصدمه وتهدجت أنفاسها بينما انكشف سرها .....! 

للحظه ظنت وصال أن ما تسمعه مجرد تهديدات من كلاهما فلا تستوعب ما قالته قدورة ولا تفهمه كما حال هادي الذي للحظه ظن أنه فقد الاتزان 

ضحكت قدورة وتابعت بشماته وهي تري احسان وكأن لدغتها حيه  : ده انتي شيطانه ولا فارق معاكي الا نفسك والعز الي عايشه فيه والعيل مش فارق معاكي وماسكه فيه من اول يوم ومسمعتيش كلام الدكتورة اللي قالت ينزل ....ايييه يا جباره ده القطه بتحمي عيالها وانتي عاوزة تجيبي عيل لاحول ولا قوة له عشان بس تفضلي عايشه في العز ....اغتلت ملامحها بينما تتابع : ده لو العيل اصلا اتولد..هزت راسها وتابعت : معلوم ماهو ساميه الحكيمه قالت ليا أنه مسيره ينزل ! 

اختنقت انفاس احسان بصدرها واصبح وجهها ساحه من التعبيرات كما حال وصال التي لا تصدق انها تستمع لشر كهذا ....! 

تابعت قدورة بوعيد : ها هتديني اللي انا عاوزاة ولا اشوف شغلي ...قبل أن تمهل احسان فرصه للرد زادت من جرعه وعيدها :  شوفي بقي لو حميده عرفت أن حفيدها اللي بتستناه مكتوبله ينزل وانك ماسكه فيه بس عشان عارفه أن المعلم مستحيل يلمسك تاني ولا تعرفي تحملي في غيره ....ضحكت وتابعت بشر : دي هي اللي هتبرك عليكي وتسقطك بايدها 

لكل شيء حدود والشر الذي تستمع له وصال ليس له حدود يستوعبها عقل ...!! 

لذا بخطوات لا إراديه كانت قدمها تتحرك بينما ارادت أن تري وجه احسان الذي لم تتخيل شره ....لمعت عيون قدورة بالشماته واتسعت ابتسامتها الخبيثه وهي تتابع : 

ولا اقول لحميده ليه ..... اهي ضرتك سمعت وعرفت وهتقولها مؤكد !!

التفت احسان بهلع تجاه وصال التي الجمتها الصدمه وبقيت مكانها تتطلع الي احسان بعدم تصديق أن هناك انسان مثلها !!!

لم تحصل علي ما تريد ولكنها كما يقولون أحرقت المعبد بمن فيه ...! لذا بقيت قدورة مكانها تتشفي بهيئه احسان التي قفز قلبها من موضعه وهي تري وصال خلفها !

اهتزت نظرات احسان ووجدت يدها تقبض علي المنجل  بحركه لا اراديه بينما وصال كانت ما تزال في صدمتها التي ترجمها عقلها وهو ينحي أي شعور بأن تلك هي الحسبه الصحيحه فهو خطط ودبر من حلف ظهرها وهاهي كل أفعاله ترد إليه بطريقه حتي وان كانت قاسيه إلا أنها في النهايه الوجه الجميل للعداله لتخرج كلماته بارده محمله بالصقيع الذي غلف قلبها وهي تراه انهي حياتهم من أجل امراه كتلك 

لترتسم نظرات انتصار زائف بعيونها رفض قلبها التغني به بينما عقلها خيل لها انها العداله وأنه حقها فلتغتنمه 

تواجهت نظرات احسان بنظرات وصال التي قالت بهدوء شديد 

: فكراني هقوله اللي عرفته !!  

نظرت لها احسان بتوجس لتتابع وصال بشماته في هادي بينما تبدلت الأدوار وهاهو يشرب من نفس الكأس دون أن يدري 

لتخرج كلماتها بارده محمله بكراهيه لم تعهدها بنفسها وشماته استعذبت وقعها عليها وأصوات كثيره عاليه بداخلها تخرس هذا الصوت المسكتنر وتزداد علوا وجهرا أنه ثأرها وهاهي تراه بعيناها: بالعكس ميفرقش معايا أقوله ولا افوقه خليه كده نايم علي ودانه زي ما عمل معايا 

زمت شفتيها وتابعت بحقد : هو فعلا يستاهل واحده زيك في حياته عشان تاخد حقي ! 

هناك احتمال لكل شيء وما سمعه هادي فاق احتماله وللحظه أدرك الخير بداخل كل هذا الشر ولكن وكأن تلك الصدمات التي تلقاها لم تكن كافيه لتضربه صدمه كانت الاقسي ليشعر بأن قدمه لا تحمله وهو يستمع إلي تلك الكلمات التي تمني لو أصيب بالصمم ولم يسمعها من وصال ..! 

تحطم قلبه وتناثرت شظاياه ويكاد يقسم بأن كل ما عرفه واستمع له لم يقارب من جرحه كما حال تلك الكلمات التي حطمت فؤاده ....لم يتخيل ولو للحظه أنها قد تتشفي به وتتغني بثأرها من وجعه !

ابتلعت احسان بينما للحظه تنفست الصعداء بينما تحشرجت انفاس قدروة بصدرها وتراجعت خطوة حينما استدارت احسان تجاهها تنتوي الثأر ولكن توقف الزمن بتلك اللحظه وتسمر كل منهم مكانه حينما سقط ذلك الكيس من يد هادي لتلتقي نظرات وصال بنظراته التي رأت بها انكسار لم تراه من قبل 

فلم ينكسر لكل ما سمعه من احسان قدر ما حطمته كلمات وصال القاسيه !

........

...

فركت حميده عيناها التي كاد يغلبها النعاس مجددا ولكنها اعتدلت جالسه تنفض عنها ذلك النعاس المستجد عليها وهي تتساءل عن سببه فلم تنام بالظهيره كل تلك الفتره ....أبعدت الغطاء من فوقها وهي تنادي ...احسان بت يا احسااان 

لدي البوابه الخارجيه للمنزل اعتدل عوض واقفا حينما اوقف دياب سيارته ونزل منها ليقول وهو يشير الي الباب : اتفضل يا معلم 

اقتحم دياب الباب وهو ينادي اسم أخته : وصااال...وصال ! 

..........

..

احتبست انفاس احسان التي هربت الدماء من عروقها لدي رؤيه هادي الذي جاهد ليبقي واقف بثبات كالجبل الذي ضربه إعصار وحطم اساساته بينما وقعت عيون وصال علي تلك الفاكهه التي تبعثرت علي الأرض ليعتصر الالم قلبها وتراودها تلك الذكريات وكأنها تخبرها بأنها قاسيه خائنه لكل هذا الحب ..ازداد اعتصار قلبها متوجعا بينما عاتبها قلبها بلا هوادة فالمحب ابدا لا يستعذب عذاب حبيبه مهما فعل فمن أين جاءت بتلك المفردات الغريبه عن قاموس العشق بثأر وانتقام !!

ادركت قدروة أن الوقت حان للهروب بينما أدركت احسان أن كل شيء ضاع من يدها التي مازالت تقبض علي هذا المنجل وللحظه فكرت لو غرسته بقلبها الذي سيخرجه هادي من موضعه انتقاما منها ولن يشفع لها شيء وهي تري نظرات الشر التي سددها إليها وهو يقترب منها خطوه تلو الأخري !!

بينما يهتف من بين أسنانه : بقي كل ده يطلع منك انتي !!

بلا تفكير رفعت يدها بالمنجل ولكن بدلا من أن تسدده الي قلبها هفا قلبها الحقود لأخر اذيه تحظي بها وهاهي وصال الواقفه امامها طعم شهي جذب الشر المستكين بداخلها لذا كانت يدها تتحرك تجاه وصال التي لم تكد ترفع عيناها عن تلك الفاكهه حتي وجدت هادي يجذبها بكلتا يديه بقوة ويدور بها للاتجاه الاخر لتتعثر قدميها وتسقط وهي تنظر إلي هادي الذي بقي واقف مكانه وعيناه لا تبارح النظر إليها صارخا بالخوف عليها !!

صمت ذو وقع قوي عم الأجواء للحظه كانت الفاصله قبل أن تنفرج شفاه وصال وهي تترجم ذلك الصوت الذي استمعت له بينما انغرس نصل المنجل الحاد بظهر هادي 

الذي تجلي الالم علي ملامحه في اللحظه التاليه التي كادت عيناه تصرخ بالخوف عليها حينما وقعت !!

استندت وصال الي ذراعها بينما تهدجت أنفاسها وهي تغالب ظنها وتهز راسها بعدم استيعاب كما حال احسان التي سقط من يدها المنجل الملطخ بدماء هادي أرضا ورفعت كلتا يديها وهي تتراجع بخطوات متعثره قبل أن تركض هاربه ....!

مد هادي يداه الي ظهره وإعادها أمام وجهه ليراها ملطخه بالدماء وتلتقي عيناه بعيون وصال التي تجمدت علي الأرض مكانها للحظه قبل أن تصرخ وهي تحاول أن تهب ناحيته بينما تراخت ساقيه واستسلم جسده لتلك السقطه بينما زحفت وصال ناحيته تصرخ باسمه : هادي ...! 

تلاقت عيناها التي انفجرت منها الدموع بعيناه الواهنه ليهمس : كفايه اشوف الكره في عينك يا وصال .... كلامك هو اللي قتلني مش المنجل ! 

ركض دياب ناحيه ذلك الصراخ كما حال حميده التي نزلت الدرج حافيه القدمين تصرخ باسم ابنها دون أن تدري ما حدث لها ولكن قلب الام انشق بسبب صرخه وصال !!

: ابني ...هااادي !

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 


اقتباس من الفصل القادم 


شق صراخ حميده عنان السماء بينما تمسك بنعمان صارخه والدموع تغرق وجهها : هاتها ليا يا نعمان ....هاتها عشان ااكل قلبها بسناني ...جيبهالي يا نعماااان عشان اسيح دمها زي ما عملت في ابني .....لطمت وجهها مرارا ولم يفلح أحد في تهدئتها بينما النيران ترعي بقلبها المكلوم علي ابنها : جيبلي بت عليوة يا نعماااان !!

اااه ياابني ....اااه يا هااادي !


علي فكره اكيد عارفين إن هادي مش هيموت 🤣

وبرضه اكيد عارفين إن مش اسلوبي أنه يبقي في العمليات وهي ترجعله ... حرقت اللي جاي بس مسار الأحداث مش المتوقع يتصاب وتصالحه 

انتوا كده متوقعين ايه بقي 🤔


 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. رووعه تسلم ايدك ❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
  2. الحقيقة اتكشفت كلها قدام هادي .. الفصل احداثه 🔥 روعة يارونا

    ردحذف
  3. هو هادي حيموت ولا ايه

    ردحذف
  4. هو الفصل الجديد امتي

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !