وضع جاسر كوب القهوة الذي انهاه من يده بصمت بينما عيناه تدور بارجاء المنزل الخاوي يبحث عنها وعن أطفاله ...تنهد مجددا وقام من مكانه وهو يغالب شعوره الشديد بالوحشه... دار في أرجاء المنزل وعاد ليتوسد الاريكه مجددا ولكن قبل أن يمدد ساقه كان يقوم من مكانه وينظر أسفله بينما شعر بهذا الشيء اسفل ظهره ليمسك بتلك اللعبه وابتسامه حنين داعبت شفتاه بينما سرعان ما جال بخاطره ابنه الصغير يلعب بسيارته المفضله ليجد نفسه يضمها إليه ويعود ليتمدد مجددا وهاهي رائحتها تداعب أنفه من الوساده اسفل رأسه ليتنهد ويعتدل جالسا وهو يسأل نفسه لماذا يكابر وينكر أن غيابها وغياب أطفاله يكاد يقتله ...!
بلهفه اسرع ليمسك بهاتفه بينما ظنها من تتصل به لتلوح خيبه الامل علي شفتيه حينما وجد المتصل رقم شيرين ....!
طرق بأصابعه علي الطاوله وهو يفكر بأنها ستعود ....ليعود بذاكرته لتلك المره حيث نشب بينهم خلاف وأخذت أطفالها وغادرت المنزل ولكن بمجرد مرور بضع ساعات وجدها تعود وأطفاله يخبرونه عن ذهابهم للملاهي ....لم تترك المنزل غاضبه منذ سنوات طويله ...يتشاجرون وهو يتخذ موقف وهي بذكاءها دوما ما تعيد المياه الي مجاريها بينهم فلماذا إذن يشعر أن تلك المره مختلفه !
...........
...
: ريم !
بدهشه سرعان ما تحولت إلي ابتسامه التفتت ريم الي نداء عمر لتنطق اسمه ومازالت دهشتها مرتسمه علي ملامحها : عمر
قال عمر دون مقدمات : كنت عاوز اتكلم معاكي شويه ...ممكن
قالت ريم سريعا : اه طبعا يا عمر ... تحب نروح فين !
قال عمر بوجه جامد : لا مفيش داعي نروح مكان ....نقعد هنا
اومات ريم التي كانت بانتظار انتهاء تمرين طفلها
قالت بدهشه وهي تجلس : خير ياعمر ....في حاجه ؟!
وسيله ...قاطعها عمر دون أن يلقي بالا لاسئلتها واهتمامها : ليه ؟!
نظرت له بعدم فهم ليتابع عمر : ليه وسيله وليه دلوقتي ....ليه صحوبيه غريبه زي دي بينك وبين مراتي
رمشت ريم باهدابها وقالت متصنعه البساطه : ايه الغريب فيها ....هو أن اتنين يبقوا صحاب محتاجه اسباب ؟
اوما عمر وقال دون تجميل : اه محتاجه لما تبقي الصحوبيه دي بين واحده وال x بتاعه جوزها
خفضت ريم وجهها وزمت شفتيها هاتفه : لو سمحت ياعمر مفيش داعي تجيب سيره القديم
قال عمر بصراحه جارحه : انا اكتر منك مش عاوز افتكر لحظه من القديم بس انتي اللي بدأتي وقربتي ...ليه ؟!
زفرت ريم ورفعت عيناها تجاه عمر الذي تابع بضيق : قاصده ايه من علاقتك بمراتي
علي فكره كل حاجه كانت بينا وسيله تعرفها يعني لو بتفكري انك ...قاطعته ريم بحنق من تفكيره بتلك الطريقه : ايه اللي بتقوله ده ياعمر ...انا فاكر اني صاحبت وسيله عشان اوقع بينكم
اوما عمر دون مراوغه : امال صاحبتيها ليه ؟!.
زفرت ريم بضيق وافلتت نبرتها الحانقه ؛ كنت عاوزة اعرف ليه ؟!
نظر إليها لتتابع وهي تفرك يدها ببعضهما : ليه لقيت فيها اللي ملقتهوش معايا ... ليه عرفت تصلح علاقتك بيها وتكمل حياتك وتبقي احسن من الاول وانا حياتي وقفت ومش عارفه اكملها
عقد عمر حاجبيه بقوة ولكن قبل أن يقول شيء كانت ريم ترفع يدها أمام وجهه وتتابع : قبل ما تقول حاجه يا عمر ...انا مش بقول كده حقد ولا غيرة.... غص حلقها وعادت تخفض عيناها تجاه يدها التي تفركها مجددا وتابعت : انا بقولك تفكيري اللي بيسيطر عليا غصب عني لما بشوف اللي وصلت له في حياتي .... نديم طول السنين دي بيحارب فيا .....
بابا مات وحياتي وظروفي مش احسن حاجه .....يعني ازدادت غصه حلقها بينما تتابع بثقل : مهما كان بس كان واقف في ضهري الله يرحمه ولما مات بقيت لوحدي ... والد نديم بكل الطرق حاول يضغط عليا عشان ارجع لنديم الشركه خسرت وسهي اخدت نصيبها ومشيت سيبت بيت بابا وعيشت في شقه صغيره ....مصاريف الولد بيبعتها ليا بالعافيه ....بقيت لوحدي اوي وحاولت اتأقلم واعيش عشان ابني زي ما كنت مقرره ووسط وحدتي كنت بشوف وسيله ومنكرش يا عمر أن وجودها في حياتي لما بدأنا نقرب من بعض واحكيلها وبقيت احس ان عندي صاحبه بجد فرق معايا ....نظرت إليه وتابعت : صدقني يا عمر انا مش قاصده حاجه وحشه ولما قولت اني ببص علي حياتكم كان جايز عشان اشوف ازاي ممكن اصلح حياتي
لا ينكر عمر أنه تأثر لحديثها مهما حاول أن يبدي الجمود
لتنظر ريم إليه وتبتسم بمراره : انا نسيت كل اللي فات وفاكره بس ذكريات اننا كنا نوعا ما صحاب وياريت تفضل فاكرني كده كصديقه وبس ....تحشرج صوتها بينما تتابع : أو بص لحياتي وخد منها عبره ...انا اخترت غلط كل مره واهو بدفع التمن
مرر عمر يداه علي وجهه ثم نظر إلي ريم متسائلا : طيب طالما هو متمسك اوي أنه يرجعك ليه متديهوش فرصه تانيه ...هز كتفه وتابع : يعني هو طبعا مرفوض اللي بيعمله بس جايز ده من يأسه بيحاول يضغط عليكي
نظرت ريم إليه ثم رفعت راسها بكبرياء قائله : الراجل لما يوصل لتدني درجات التدني عشان يضغط علي طليقته وخصوصا لما يستخدم ابنها اللي هو ابنه ضدها بالنسبه ليا مستحيل أامن علي نفسي معاه تاني .....زمت شفتيها وتابعت : نديم خلاني اشوف اسوء وش عنده ومستحيل تاني ارجع اشوفه كزوج أو اب .....تهدل كتفها بينما تتابع بحزن : اخد مني الشقه ووقف قصادي في المحكمه وهو معاه أقذر المحامين اللي بكل الطرق حاولوا يخلوا نفقه ابني ملاليم ....مكنش بيفوت اي فرصه أنه يتسبب اني السبب شغل لو اشتغلت ....كل ده عشان ميكونش قدامي غيره و ارجعله !
........
نظر جاسر الي شريف الذي استقبله بلياقه وجلس قبالته
ليبدء جاسر الحديث وكالعادة هو أبعد ما يكون عن رؤيه أنه اخطيء بشيء : زي ما حضرتك سمعت يا عمي انا معملتش ليها اي حاجه
توقع من شريف أن يكون بصفه ولكنه وجد شريف ينظر إليه ويقول بنبره خاويه حاول ألا تحمل غضبه ليكون محايد : يعني هي هتوصل للحاله دي من فراغ مجنونه مثلا
هز جاسر رأسه وحمحم قائلا : لا طبعا يا عمي انا مقولتش كده ...انا ..انا بقول جايز متضايقه أو عندها مشكله في الشغل
فهم شريف ما يرمي إليه مغزي كلمات جاسر والذي يلمح أنه من تحمل عصبيتها ببراءه
لينظر إليه ويهتف وهو يضيق عيناه : متضايقه أو عندها مشكله في الشغل أو غيره طيب تمام وليه لما هو كده مقالتش ليك ...انت فين لما هي تكون متضايقه أو عندها مشكله ومتكونش عارف عنها حاجه
احتقن وجه جاسر بينما باغته هجوم شريف الخفي ليقول بمراوغه : انا يا عمي مش مقصر في حاجه
قاطعه شريف وهتف باحتدام : وهو ايه التقصير من وجه نظرك يا ابني ....ماديات وبس مثلا
نظر إليه بحده وتابع : لما الست توصل للمرحله دي وزي ما بتقول انت أنها ثارت فجاه من مجرد كلمتين يبقي بسبب تراكمات وضغوط
وجه إليه نظره أكثر حده وتابع : وواضح انك متعرفش اي حاجه عنها
نال جاسر قليلا مما استحق وشريف بشخصيته دوما متزن لذا لم يشد الحبل للنهايه بل جاء وقت أن يرخيه قليلا ويترك له متنفس ليخرج من مأزقه لذا هدأت حده نظراته وتابع : عموما يا جاسر ماس مقالتش تفاصيل وكان كل كلامها في العموم وواضح انها مضغوطه وانا مش هتدخل ما بينكم الا في حدود لو انتوا طلبتوا أو حسيت أن طرف جاي علي التاني وعشان كده انا هدخل انادي ماس واسيبكم تتكلموا مع بعض وان شاء الله توصلوا للاسباب اللي وصلتكم لكده
تنهد جاسر وقال بتهذيب : شكرا يا عمي
..........
...
لمعت عيون غرام بالدموع بينما وقفت حلا امامها وقد ارتدت بدله بسيطه باللون الزهري وتركت شعرها منسدل علي كتفيها وزينت وجهها بقليل من المكياج لتبتسم لها حلا قائله : ايه رايك يا روما
ضمتها غرام إليها بحنان امومي وقالت بأنفاس مبهورة : كبرتي يا لولو وبقيتي احلا عروسه
شاكستها حلا قائله : وانتي كبرتي يا روما وبقيتي تتكلمي زي الأمهات
وكزتها غرام بخفه بكتفها قائله : ومين قال إني مش بعتبرك انتي وهنا بناتي واخواتي الصغيرين وصحابي اللي كبروا قدامي
دخلت هنا إليهم ولم تنظر إلي غرام بينما مازالت علي موقفها منها لتقول لحلا : بابي بيسالني خلصتي يا حلا
اومات حلا ونظرت الي غرام باستفهام نطقت به بعد خروج هنا : انتوا لسه متخاصمين يا روما
اومات غرام دون مراوغه لتقول خلال باستنكار : انتي لسه بتقولي اننا بناتك وأخواتك وأصحابك ..ليه واخده موقف من هنا .. اول مره تعمليها
قالت غرام دون ذره تأنيب ضمير : عشان المره دي مستقبلها بيننا ....تزعل مني وتخاصمني وتاخد موقف زي ماهي عاوزة عشان ...غص حلقها وتابعت وهي تقسو علي نفسها داخليا : عشان السنين علمتني ان القسوة في مواقف كتير والحزم احسن الف مره ....مينفعش اتهاون معاها ولا اكبر دماغي ولا ابسط حاجه ممكن تكبر وتضيعها
ابتلعت غصه حلقها بينما اعترفت لنفسها الف مره أن قسوة والدتها عليها كانت افضل الف مره من قسوة الحياه عليها
: حتي لو صغيرة ومعندهاش خبره وفضلت اخترع وابرر لها الف مبرر الصح صح والغلط غلط ولازم تفهم كده عشان لو فتحت ليها باب المبررات هتغلط وتغلط وفي الاخر هتلومني فطالما في كل الأحوال هتلومني يبقي تلومني علي قسوتي ومستقبلها في امان !
.........
....
بتحفز خرجت ماس الي جاسر الذي كان للتو يحاول أن يرتب حديثه ولكنها باغتته بسخريه واضحه : خير
جاي ليه ... غريبه ده انا قولت هترتاح من زن العيال وصوتي العالي والزهق والقرف بتاع حياتك معايا وهتعيش في البيت الهادي
نظر لها جاسر بقليل من العتاب ولم يراوغ بينما يقول بجديه : فعلا البيت هادي
نظرت له بحده ليتابع : هادي اوي
هبت واقفه وهي تهتف بهجوم : وسبت البيت الهادي وجيت ليه ؟!
امسك يدها قبل أن تغادر قائلا : انا مكملتش كلامي
نظرت له ليتابع بنظرات تطلب الصفح :
اه البيت هادي..... بس مش مريح.... ناقصه حاجه او بمعني اصح ناقصه كل حاجه !!
التقت نظراتهنا ليتابع بحنين : مش بيتي اللي اتعودت عليه وحشتوني يا ماسه
تهكمت ماس بمرارة : بتتكلم زي جاسر القديم
نظر لها بعتاب وأمسك بكتفها: انا زي ما انا يا ماس....بحبك زي زمان واكتر
اخترقت سهام كلماته الجدار الجليدي الذي غلف قلبها تجاهه وكانت أول ضربه موفقه وفقط يحتاج للمزيد من الضربات لينهار ذلك الجدار الجليدي الذي تكون بينهم
تمهلت ماس ولم تقل شيء وخفضت عيناها عن نظراته التي امتلئت بالعتاب وهو يقتبس من كلمات شريف : ايه اللي حصل لينا يا ماس ووصلنا لكده ....!
رفعت عيناها تجاهه وهتفت بعتاب حاد : انت !
استنكرت نظراته تحمل اللوم وحده : انا !!
انا اللي سبت البيت عشان سبب تافهه
زمت ماس شفتيها وهتفت بحنق : و لما هو تافهه جاي ليه
: بتلوميني اني جاي اصلح اللي بيننا
نظرت له ماس واخترقت نظراتها داخله بينما تواجهه بالسؤال : وهو اللي بيننا اتكسر ليه ؟
.....
.....
ابتسمت غرام بينما تتابع تقديم الضيافه والترحيب بعائله طاهر بينما تجاذب ايهم أطراف الحديث مع والد طاهر والذي حاز علي احترام ايهم بلياقته وتهذيبه بينما تغاضي عن التبجيل الزائد الذي تغنت به سهير والده طاهر واكتفي ببساطه لبيب والد طاهر الذي قال بينما يتطلع الي حلا : كلام طاهر عن الانسه حلا قليل يا ايهم بيه . ماشاء الله عليها زي القمر ومهذبه وشخصيه رقيقه
ابتسم ايهم وانتفخ صدره فخرا بابنته بينما تابع لبيب : كفايه ذوقها الراقي وحبها للموسيقي
ابتسمت حلا بخجل ليتابع لبيب : انا مش هتنازل اني اسمع عزفك يا حلا
اومات حلا لتعتدل سهير في جلستها وتقول برفعه : طبعا يا لبيب ...أن شاء الله نعزمهم عند بابا في المزرعه وتعزف علي البيانو الانتيك اللي هناك ....رفعت اصبعها المزين بطلاء أظافر هاديء بينما تتابع : مستحيل تلاقي بيانو زيه ...ده بابا كان جايبه من مزاد بمبلغ خرافي
تدخلت غرام قائله بابتسامه : حلا عندها بيانو تحفه وبرضه ايهم كان جايبه من مزاد بس هي بتحب تعزف اكتر علي اول بيانو ايهم جابه ليها وهي صغيره
تبادلت النساء تلك النوعيه من الأحاديث بينما احسنت غرام تقمص دور الحماه كما فعلت سهير التي لم تتوقف لحظه عن الاشاده بابنها وعائلته ومن هنا فهم ايهم من اين اكتسب ذلك الشاب غروره
لمح ايهم تلك النظره التي رمق طاهر بها والده يزجره ليدخل الي صلب الموضوع ولكنه تمهل في إصدار حكمه الاخير وهاهو ايهم يمهل طاهر المزيد من الفرص
لعله يحسن استغلالها !
.............
...
: انا اسف يا ريم ....يعني انا مقدر ظروفك وصدقيني فعلا مكنتش احب في يوم من الايام اشوفك في الحاله دي بس دي حياتي وانا تعبت علي ما وصلت بيها لغايه النقطه دي وحقي اخاف من اي حاجه ممكن تهدد استقرارها
هزت ريم كتفها وقالت بابتسامه هادئه : انا اللي اسفه يا عمر ....وانا فاهمه طبعا كلامك وموقفك وكلامي معاك مش عشان تتعاطف معايا ..لا ...انا بس كنت حابه افهمك أن قصدي مكنش شر ابدا
هزت راسها وتابعت : انا اسفه مره تانيه يا عمر واوعدك اني هبعد عن وسيله
لم يتراجع عمر وينقاد خلف شفقته بل قال بإقرار : ده الصح يا ريم ....تنهد وتابع : جايز لما تبطلي تجلدي نفسك وتحطيم نقطه وتبدأي حياتك من جديد من غير ما تبصي لورا تنجحي وتكملي حياتك
نظر لها وتابع بتشجيع : كلنا عندنا غلطات وكلنا بتيجي لينا فرص نصلحها أو نتغير للاحسن ولو مجتش الفرصه اعملي انتي فرصتك
ابتسم وهو يشير إلي ابنها الذي يتابع تمرينه ؛ احلي فرصه بين ايديكي اهو ابنك ....ابدأي معاه من جديد
اومات ريم التي غلفت المراره حلقها بينما رأت انسان آخر في عمر ...انسان لم تحلم أن يصبح بيوم ما أصبح عليه الآن
اعتدل عمر واقفا واومأ لها واستدار ليغادر ولكنه توقف والتفت إليها قائلا : ريم
نظرت له ليتابع : مش محتاج اقولك انك لو احتجتي اي حاجه انا موجود وزي اخوكي
ابتسمت ريم له ليهز رأسه مؤكدا : لو تحبي تشتغلي انتي مش محتاجه واسطه ...عاصم السيوفي موجود
اومات له وابتسمت قائله : شكرا يا عمر لو احتجت حاجه ...بترت كلماتها وهي تتابع : هتصرف ...كلامك شجعني
شعر بوخزه في قلبه شفقه عليها وحاول أن يتراجع عن قراره ولكنه فعل الصواب !
......
......
: انتي مش شايفه اني من ساعه ما جيت وانتي مصممه تطلعيتي غلطان وبتهاجميني يا ماس
رحبت ماس بهذا الوجه الذي تعرفه لتقول بعنفوان ' مش قولتلك فين جاسر اللي اتعودت عليه ...؟!
زفر جاسر بضيق هاتفا : وبعدين يا ماس هنفضل ندور في الدايره دي كتير ...جاسر القديم والجديد
نظر لها بحده وتابع : طيب وفين ماس القديمه ...فين ماس ..بقيتي واحده تانيه انتي كمان واتغيرتي
هتفت ماس باحتقان: من الضغوط والمسوؤليه اللي انت مش مشاركني فيها
هتف جاسر بانفعال : وهو مين مش بيشركني ...اشركيني ولما اعترض يبقي ليكي حق
تلاقت نظراتها وكل منهم يشحذ سلاح كلماته ليتدخل شريف بتلك اللحظه بينما تعالي صوتهما
: اسف يا ولاد اني سمعت اخر اللي قولتوه بس صوتكم كان عالي ..تسمحولي أتدخل
قالت ماس بتهذيب : طبعا يا بابا
اوما جاسر وقال بلياقه : ياريت ياعمي..يمكن تفهمني هي عاوزة ايه غير أنها تطلعني غلطان
جلس شريف وأشار لهم ليجلسوا لينادي بصوت هاديء : هويدا ممكن تعملي لينا عصير
تمهل شريف ليدع لهم فرصه للهدوء ليقول بعدها : ماس علي كلامك بتهاجمك وتتهمك انك مش شايل معاها المسؤوليه وانت بتقولها اشركيني وبتهاجمها أنها اللي مش بتشركك
هز كلاهما رأسه كسبب من أحدي الأسباب : وماله اهو جميله المواجهه وكل واحد يفهم التاني من اقصر الطرق هو عاوز ايه من شريكه
بداخل كل منهما الكثير ولاح بنظراتهما التي فهمها شريف بينما حاول قدر الإمكان الا يتدخل بخصوصيتهم والافضل لهم أن يحلوها سويا لذا قال بابتسامه هادئه : بما أن العيد كمان كام يوم كل سنه وانتوا طيبين وبما أن كل سنه بلاقي ماسه لوحدها بتنزل مع الولاد تشتري ليهم لبس العيد ...قاطعه جاسر باحراج : هي ياعمي اللي بتقولي مش محتاجين معاهم
اوما شريف قائلا : وانا مش بتهمك يا ابني ... هي بتشكتي وانت بتقول مقالتش وانا اهو بقول
اشار لابنته وتابع لتلطيف الأجواء وترك مساحه لهم ليتحدثوا بحريه : يلا يا ماسه جهزي الولاد وخليهم ينزلوا مع ابوهم يفرحوا
.......
........
نظر لبيب الي ابنه الذي تابع بنبره عاليه : قاعد تتكلم في تفاهات وانا ابصلك وانا مفيش فايده فيك
اتسعت عيون لبيب وهتف بابنه موبخا : انت بتعلي صوتك عليا وكمان بتقولي انك بتبص ليا ...ايه الأدوار اتقلبت
تدخلت سهير لتقول وهي توكز ابنها : لا طبعا مش قصده يا لبيب ..هو بس كان عاوز تتكلم في كل اتفاقات الجواز التفت لها زوجها بحده هاتفا : وانا كنت بعمل ايه ..
اشاح طاهر بوجهه وهتف متبرطما بحنق : كنت بتوافق علي كل طلبات الراجل ده
نظر له ابيه بتوبيخ هاتفا : الراجل ده هيبقي حماك ولازم تحترمه
زم طاهر شفتيه وهتف بسخط : انا كل علاقتي بيه حلا ....اتجوزها وبعدها نشوف
نظر لبيب الي ابنه بجانب عيناه بينما فهم الان سبب إصرار ايهم علي فتره خطوبه طويله بينما لم يحتاج رجل مثله لفطنه ليفهم ماهيه شخصيه ابنه !
..
......
:سيلا ...سيلا
فتحت وسيله عيناها الناعسه بينما استمعت لنداء عمر لتهمس له سريعا وهي تربت علي ضهر طفلها الصغير القابع بحضنها : هشش
اوما عمر وهمس لها بينما يميل ليقبل وجنتها: انا جبت لينا بيتزا ...غمز بمشاكسه : حطي الولد في السرير ويلا ياقمر مستنيكي برا
.........
...
ابتسم ايهم لابنته التي مالت تقبل وجنته قائله : مرسي يا بابي
: مبروك يا حبيتي ..قالتها غرام بحنان
لتدخل حلا الي غرفتها بينما يلحق ايهم بغرام التي ما أن أغلق الباب حتي هتفت : قرشانه حماتها جدا
ضحك ايهم وقال بمشاكسه : ماهو انتي عملتي قرشانه زيها
تغنجت غرام بمشيتها بينما تتجه ناحيته لتقف علي أطراف أصابعها وتحيط عنقه بذراعها وتقول بدلال : انا قرشانه ياايهم
اوما ايهم وقال ضاحكا : اوي اوي
.........
...
عقد جاسر حاجبيه بينما هزت ماس راسها توافق مارن الذي قال : مش حلو ....اشار لقطعه أخري لتحضرها البائعه ليميل جاسر تجاه ماس هامسا: ماس ده المحل الخمسين والتيشرت الميه اللي ابنك بيقيسهم
قالت ماس بشماته بينما تراه يكافح ليبدو صبور : ولا واحد منهم عجبه
قال جاسر من بين أسنانه : ده عنده ست سنين
هزت ماس راسها وقالت بتأكيد : وعنده كمان شخصيه واختيارات لازم نحترمها
صك جاسر أسنانه بينما اولته ماس ظهرها ودخلت مع ابنها ليقيس ما اختاره ليهتف جاسر بحنق : شخصيه واختيارات ...رجعنا تاني لحقوق النسوان 🤣
تنهد براحه بينما اخيرا اختار مارن ليقول بحماس :يلا بقي اختاري اي فستان للولو حبيبه بابي بعدها نتغدي برا ونرجع بيتنا
توجس من تلك النظره التي ارتسمت بعيون ماس بينما تقول بوعيد : فستان لولو بياخد وقت مفيش حاجه اسمها اي فستان ده اولا .. وثانيا اوك موافقه نتغدي
مالت عليه وتابعت بهمس : اما ثالثا انا مش راجعه بيتنا انا راجعه عند بابا !
..........
نظرت حلا بعدم فهم لثوره طاهر : يعني ايه يا طاهر .... ؟
هتف كاره بانفعال : يعني مش عاجبني الاتفاق ...خطوبه ايه اللي هتكون كام سنه انا كلامي واضح ومحدد عاوز نتجوز في اسرع وقت
قالت حلا بتعلثم : بس بابي ...قاطعها طاهر بانفعال : ابوكي عاوز كل حاجه تمشي بكلامه هو وبس ...انتي فين وفين كلامك وشخصيتك
قالت حلا بغصه حلق : بابي حدد الخطوبه علي ما اكون خلصت دراستي
زم طاهر شفتيه ووفر بضع مرات قبل أن يهتف بعصبية: وانا ليه استني كل ده ...لسه كام سنه
هز رأسه وتابع : لا ..انتي لازم تكلميه نتجوز خلال كام شهر بالكثير
لاحت نظرات الحيره وقله الحيله في نظراتها لتقول بشتات: مفتكرش بابي هيوافق
نظر لها طاهر بعتاب : يعني انتي مش عاوزة اعملي اي حاجه لحياتنا ...انا مضطر اقبل تحكماته مره يرفض الخطوبه ومره يأجل الجواز
قالت حلا بدفاع عن ابيها : بابي خايف علي مصلحتي
نظر لها بعتاب هاتفا : وانا ايه ...انا مش خايف علي مصلحتك
تلاقت عيونهما ليتابع طاهر : حلا انتي لو عاوزاني لاز
تحاربي عشانك ومتخليس ابوكي يتحكم في حياتنا لازم تخليه يوافق علي الاقل نكتب الكتاب في خلال شهر
كاد قلبها يغلب عقلها الذي دون تفكير دفع بالسؤال الي فمها : انت مستعجل اوي ليه كده ؟
.....اتسعت عيون حلا بينما هتف طاهر : عشان اخلص إجراءات السفر
: سفر
اوما لها وقال ببساطه قراره الذي اتخذه وحده منذ وقت طويل : انا هقعد هنا اعمل ايه ...انا مستقبلي في السفر وكل حاجه جاهزة ومحتاج اجهز ورقك عشان اخدك معايا
دق قلب حلا بقوة لتقول بشتات : بس ...بس انت مقولتش لبابي اننا هنسافر ولما نسافر دراستي
زفر طاهر بضيق وانفلتت نبرته الغاضبه : ايه دراستي دراستي ...انا زهقت وبعدين انا مش محتاج إذن من ابوكي عشان اقرر هعمل ايه في حياتي
....
....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
الواد إلى اسمه طاهر ده عايز ايهم يديله علقة محترمة مستفز اوى
ردحذف