( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
دخلت بهيه الي غرفه مهجه والإبتسامة تمليء وجهها بينما تقول : خلاص انا جهزت يا امه مهجه الاكل كله اللي هتاخديه معاكي لوصال واهو دياب تحت هياخده علي العربيه ...اخذت تعدد علي أصابعها : عملت خمس جواز فراخ ودكرين بط وديك رومي وفخده ضاني ده غير الفطير وكمان حطيت زبده وعسل ..كده كفايه ولا ازود لوصال حاجه تانيه ...استدركت وهي تتابع : اه هزود كمان ...
صمتت بهيه بينما وجدت مهجه مندثره بالاغطيه وصامته لتقترب منها بقلق تسألها : مالك يا امه ..انتي مش هتجهزي عشان تروحي لوصال ؟!
هزت مهجه راسها وقالت بكمد : لا يا بهيه
اتسعت عيون بهيه بعدم فهم ولكن قبل أن تسألها كان دياب يدخل الي الغرفه وهو يقول بحماس : خلاص جهزتي يا ....صمت وعقد حاجبيه حينما رأي جلسه مهجه ليقول بعتاب لطيف : ايه يا امه انتي لساتك ملبستيش ...؟!
تفاجيء بمهجه تقول بصوت متحشرج : مش رايحه يا دياب !!
ازدادت عقده جبين دياب بينما يسأل باستنكار : مش رايحه !
.......
.....
قامت دنيا بلهفه من فراش السجن واتجهت الي احسان التي عادت من الزياره لتسالها : ها يا بت ...امك راحت لدياب
اومات احسان قائله وهي تلوي شفتيها : راحت
قالت دنيا بلهفه : وقالها ايه ؟!
نظرت لها احسان وقالت ساخره : قال كتير ...طأطأت راسها وتابعت بكمد بينما فشلت خطتها : الظاهر اننا هنفضل مرمين هنا ومحدش هيسأل فينا
هزت دنيا راسها وقالت بحقد من بين اسنانها : أن شاء الله ما سألوا ...انا عاوزة ايه من سؤاله ...انا عاوزة حقي ....... هو فاكر أنه هياخد عيالي مني؟!
نظرت لها احسان ساخره : لا هيديهم لك بعد عملتك
احتقن وجه دنيا بالغيظ ولكن قبل أن تتحدث رفعت عيناها تجاه باب الزنزانه الذي انفتح ودخلت أحدي السجانات تسأل عن ساميه التي قامت سريعا تسأل بقلق : في ايه ..؟!
قالت السجانه : البيه مأمور السجن طالبك
اومات ساميه واسرعت بخطوات مرتجفه لتنظر احسان الي دنيا وتسأل بفضول : يا تري في ايه ؟!
...........
...
قال دياب بقلق وهو يميل تجاه والدته : تعبانه فيكي ايه يا امه .... اخدك الوحده الصحيه ...استدرك وتابع : ولا وحده ايه ماهو احنا رايحين للدكتورة هي تشوفك
هزت مهجه راسها وقالت بكمد بينما لا تجد سبب حتي تتخلف به عن البقاء بجوار ابنتها : لا يا دياب مش مستاهله دكتور ...انا رأسي وجعاني شويه وعاوزة انام
اوما دياب وقال ببساطه : لو علي النوم وماله ...نامي ساعه كده وبعدين نبقي نروح
غص حلق مهجه التي لم تزيد كلمه بل سحبت الغطاء فوقها واغمضت عيناها علي دموعها الحاره بينما نيران حارقه مشتعله داخل قلبها الذي انكتب عليه أن ينكوي دائما بفراق ابنتها مجبره !
........
....
نظر هادي في ساعته بينما منذ الصباح الباكر وتسبقه دقات قلبه للذهاب إليها وقبل أن يسأل عن سبب تأخر دياب وجده يتصل به ليجيب بلهفه : أيوة يا دياب .. انا اهو جاهز من بدري ومستنيك
حمحم دياب وقال باعتذار : معلش يا هادي هتأخر عليك شويه ...اصل امي راسها وجعاها وهتريح شويه
لاح الإحباط علي ملامح هادي الذي قال : لا الف سلامه عليها
تنهد وتابع بينما اكله الاشتياق لها : طيب يابوي ماشي ادي انا مستني
مرت ساعه ليقول دياب لبهيه: صحي امي يا بهيه ..اهي عدت ساعه
قالت بهيه برفق : احنا هنعد عليها الراحه يا دياب ...خليها تقوم براحتها
هز دياب راسه قائلا : معلش يا بهيه ...هادي مستني وكمان وصال ..خلينا نلحق الطريق
اومات بهيه لتعود مجددا الي دياب بوجه محبط : بتقول راسها وجعاها
أشفق هادي علي تلك التي تنتظرهم منذ الصباح ليقول لدياب : طيب يا دياب ...هسبق انا وانت والست ام دياب حصلوني براحتكم
قال دياب بامتعاض : تسبق ازاي يا هادي ؟!
لا يستطيع أن يقود لمسافه طويله بينما يخشي من ذلك التشنج الذي مازال يشعر به في قدمه حتي وان كان قل إلا أنه مازال موجود ولكن مهما يكن لن يمنعه شيء ليقول لدياب : هاخد عشري يسوق بيا
اوما دياب واغلق الهاتف متجها الي والدته التي استغرب حالتها التي كانت وكأنها ترفض الذهاب وتتهرب منه !!
.......
.....
بابتسامه واسعه تركت وصال ما بيدها واسرعت تقوم من خلف طاوله المطبخ وتتجه سريعا لتفتح الباب
اشرق وجه هادي حينما طلت عليه بوجهها الجميل والذي ازداد جمالا مع حماسها لاستقبال والدتها التي أخذت تعد له منذ الصباح الباكر
: هادي
ابتسم هادي وقال : صباح الخير يا شهد العسل
اندفعت الحمره الي وجه وصال التي قالت وهي تنظر في أثره بحثا عن أخيها ووالدتها ولم تراهم : صباح النور ...هو ...هو دياب وماما فين ؟!
قال هادي ببساطه : هيحصلوني
اومات وصال ولاح الإحباط علي ملامحها ليقول هادي وهو يتطلع الي هيئتها : طيب ادخل ولا ارجع لغايه ما
قاطعته وصال بعتاب : مش للدرجه دي ...ادخل طبعا يا هادي
تراجعت الي الخلف تفسح له المجال ليدخل : اتفضل
دخل هادي ليضع ما يحمله أرضا ؛ ايه كل ده يا هادي
قال هادي بابتسامه : جبتلك شويه قشطه .... اشار الي علبه أخري : وكحك العيد كمان
ضحكت وصال وقالت بامتنان : شكرا
أشارت له قائله : طيب اتفضل البيت بيتك وانا هدخل المطبخ اكمل الاكل
ازدادت ابتسامتها بينما تقول بفخر : انا بعمل محشي
رفع هادي حاجبه وقال بتشجيع : تسلم ايدك مقدما
: تحب تشرب ايه ؟!
هز رأسه قائلا : لا هو انا ضيف ....أشار لها وتابع : انا هاجي اقعد معاكي وانتي بتكملي طبيخ
اومات وصال بترحيب لتسير أمامه الي المطبخ ولكن قبل أن تصل تنبهت الي شيء لتقف مكانها وتلتفت الي هادي
تسأله : هادي هو انت جيت ازاي ....
قصدي انت اللي سايق ؟!
فهم مغزي سؤالها ليستعذب اهتمامها وهو يماطل ويسألها ببراءه :ليه
قالت وهي تشير إلي ساقه : عشان رجلك
قال بابتسامه هادئه : بقيت احسن
قالت وصال برفض : برضه لغايه ما تخف خالص المفروض متسوقش
قال ليطمأنها : متقلقيش عشري كان معايا
اتجه معها الي المطبخ ليسحب المقعد ويجلس الي الطاوله الموضوعه بالمنتصف
ليتسرب الحنين بقلب كلاهما لتلك الجلسه التي طالما جلسوها بمنزلهم...هي تطبخ وهو جالس يتحدثون !!
..........
....
قطب دياب جبينه وقال باستنكار : مش جايه !!
اومات مهجه التي هتفت بانفعال نابع من قله حيلتها فلا هي تستطيع أن تقف أمام ابيها وتذهب الي ابنتها ولا هي تستطيع أن تخبر دياب بالحقيقه خوفا عليه من الشجار مع جده
: أيوة يا دياب ....انا لا رايحه ولا جايه ...سيبني بقي ارتاح
ازدادت دهشه واستنكار دياب الذي قال بصوت باهت : ووصال ؟!
تمتمت مهجه بقلب منفطر : ربنا معاها ...هي مش لوحدها انت وهادي معاها مهياش محتاجاني
نظر دياب الي بهيه التي لم تفهم موقف مهجه لتقول باندفاع : ازاي بس يا امه ده انتي امها !!
قالت مهجه بمزيد من الاسي بينما تردد كلمات ابيها بخواء : هي اتعودت تعيش من غيري سنين
نظر دياب الي والدته باستنكار ممزوج بالغضب : تقومي تحرميها منك تاني ...ايه اللي جرالك يا امه ؟!
قالت مهجه بغضب مزيف مقتبسه المزيد من كلمات ابيها : هي مرجعتش ليا لما مشيت ولا عملت ليا اعتبار
نظر لها دياب بحنق وقبل أن يفرغ غضبه بينما ترجته نظرات بهيه كان يندفع خارج الغرفه متبرطما : نعلق ليها المشانق ولا ايه ...!!
...........
.....
سؤال ظل يراود هادي منذ مجيئه ولم يستطع منعه أكثر بينما وصال تتطلع بتركيز الي الفيديو المفتوح امامها وتعيد تطبيق تلك الخطوات : بتعملي ايه يا وصال ؟!
قالت وصال بصدر منتفخ بفخر وهي تتابع لف تلك الأوراق : بعمل محشي ورق عنب
افلتت ضحكه هادي بينما يقول وهو يمسك باحدي الاوراق : ده ورق توت يا شهد العسل مش ورق عنب .....اكيد النصاب بتاع الكشك اللي علي أول الشارع هو اللي باعه ليكي علي أنه ورق عنب
اتسعت عيون وصال ورفعت أحدي الاوراق تتطلع إليها بينما تقول : لا يا هادي ده ورق عنب
ضحك هادي مشاكسا : هتعرفي اكتر مني يا شهد العسل ...ورق توت والنصابين بيبعوه أنه ورق عنب
عقدت وصال حاجبيها ليربت هادي علي يدها بعفويه قائلا : حلو حلو من ايدك ...كملي
هزت راسها وقالت بإحباط : لا خلاص بقي مش هيطلع حلو
هز هادي رأسه وقال برفق ممازحا : طالما من ايدك هيطلع احلي من الشهد
........
....
نظرت بهيه بحيره الي دياب الذي كان يتحرك بانفعال ذهابا وإيابا ....هي جايز واخده علي خاطرها منها عشان مشيت من غير ما تقولها
هتف دياب برفض : لا يا بهيه ....مقالتش كده امبارح
قالت بهيه بحيره : هيكون ايه بس !!
زفر دياب هاتفا : مش عارف ..... اخرج هاتفه واتصل بهادي الذي استغرب : يعني مش جاي ؟!
قال دياب بملامح متعكره : امي لساتها تعبانه
قال هادي بقلق : الف سلامه عليها ...طيب اجيب وصال واجي
هز دياب رأسه قائلا : لا مفيش لزوم ...شويه وجع في رأسها هتنام ساعتين وتبقي كويسه
اغلق دياب الهاتف والقاه علي الطاوله أمامه بينما يقول لبهيه : اعملي ليا كوبايه شاي يا بهيه احسن دماغي هتشت مني
..........
....
هنأت وصال نفسها بينما تتذوق الطعام الذي صنعته بحب لتلتفت الي هادي الذي عاد الي المطبخ بعد ان انهي مكالمته : انا خلاص جهزت كل الاكل....هكلم دياب اشوفهم وصلوا لغايه فين !
تغيرت ملامح هادي وحمحم وهو يحاول أن يحبط برفق حماسها : ماهو ....ماهو انا كلمت دياب وقالي
قالت وصال بلهفه : قالك ايه ؟!
ابتلع هادي قائلا : يعني الست ام دياب راسها وجعاها شويه ومش هتقدر تيجي
انخلع قلب وصال التي هتفت بقلق : ماما
أسرعت تبحث عن هاتفها دون أن تنتظر حديث هادي الذي حاول اخبارها الا تقلق ولكن كيف .....!
أسرعت بهيه تجاه هاتف دياب الموضوع علي الطاوله بينما نظر دياب الكبير الي هاتف دياب الذي تعالي رنينه حينما التقطته بهيه هاتفه : دي وصال
تفاجأت بجدها يمد يداه إليها هاتفا : هاتي التليفون
ترددت بهيه لحظه ولكن امام نظراته أعطته له
استغربت وصال وسرعان ما ازدادت دقات قلبها ودب القلق باوصالها حينما أتاها صوت جدها : جدي ماما كويسه
غص حلقها حينما أتاها صوت دياب يهتف بجفاء : مالك بيها انتي مش فارقتي يبقي ولا كأن ليكي ام
امتليء حلق وصال بالمراره بينما تقول بصوت متحشرج : لو سمحت يا جدي انا عاوزة اطمن علي ماما
هتف دياب الكبير باحتدام : وانا قولت كأن مالكيش ام ....خليكي لحالك كده زي الجذع المقطوع
اغلق الهاتف بوجهها لتبتلع بهيه بوجل وينقبض قلبها داخل صدرها بينما تنظر إلي جدها الذي القي الهاتف الي جواره ورفع إصبعه أمام وجه بهيه محذرا :
اياك تقولي كلمه لدياب
قالت بهيه بامتعاض : بس يا جدي
هتف بها دياب الكبير بحده : انتي هتردي عليا ....اخفي من قدامي
............
..
نظر هادي بتأثر تجاه وصال التي قالت بأسي : سمعت كلام جدي وسابتني زي ما عملت كده زمان
هز هادي رأسه وقال برفق : لا يا وصال
رفعت إليه عيناها التي امتلئت بالدموع : لا ايه ...امال مجتش ليه
قال هادي بتعلثم : دياب قال تعبانه
لوت وصال شفتيها وقالت بسخريه مريرة : تعبانه !!
.......
....
تهللت ملامح حميده بينما صعدت فله إليها تخبرها أن نشوي جاءت ...لتسرع تقوم من مكانها وتتجه إليها بترحيب تحتضنها هي وابنها الصغير
: اتوحشتك اوي يا امه
قالت حميده وهي تحتضنها مجددا : وانتي يا باشو
قبلت حسن الذي أخذته بحضنها ونظرت الي نشوي بعتاب : تو ما افتكرتي أن ليكي ام
قالت نشوي باعتذار : حقك عليا يا امه ...الواد حسن كان تعبان شويه
قالت حميده بقلق : ماله ...اسم الله عليه
: ابدا يا امه خد برد والدكتور قال مطلعش بيه في الجو البارد ده واهو اول ما خف جبته وجيت علي طول
قالت حميده بعتاب : وليه مقولتيش ليا ما انا بكلمك كل يوم
بررت نشوي برفق : اهو مرضتش اقلقك ....المهم طمنيني عامله ايه ...تنهدت وتابعت : لسه هادي برضه مش بيجي
قالت حميده بثقل : كل كام يوم يطل عليا ويادوب خمس دقايق يسالني إذا كنت عاوزة حاجه وياخد بعضه ويروح
ربتت نشوي علي ساق والدتها وقالت برفق : معلش يا امه ..هو برضه عنده شغله ووصال تلاقي الحمل تاعبها...انتي ابقي روحي طلي عليهم
قالت حميده بتردد : محبش اكون تقيله ..لو قالي تعالي يا امه هبقي اروح
ابتسمت وتابعت : المهم انك جيتي واهو تقعدي معايا كام يوم تاخدي بحسي
نظرت إلي فله التي اتت بالضيافه وتابعت ؛ انا لولا فله كان زماني بكلم نفسي
ابتسمت نشوي لها بود لتقول فله بابتسامه : ربنا يخليكي يا ست حميده
لحظه وتابعت : بس شكلك نسيتي موضوع العريس
ضحكت حميده وهزت راسها قائله : لا يا بت مش ناسيه ...انا بس مستنيه الوقت المناسب اكلم هادي
تعالي رنين جرس الباب لتركض فله تفتح ....السلام عليكم
تعالي صوت حميده : مين يا بت ؟!
قالت فله بصوت عالي : ده المعلم نعمان
ابتسمت حميده وقامت تستقبل نعمان قائله : أهلا ...اهلا يااخويا ...اتفضل دي نشوي هنا
............
....
: انت السبب !!
عقد حاجبيه من هذا الاتهام الذي خرج من شفاه وصال فجاه بينما كان يترفق بها : انا
اومات وهتفت بعصبيه نابعه من غضبها : اه واكيد ملحقتش تنسي اللي عملته ...انت اللي اتفقت معاهم عليا وخليتهم ضدي
زم شفتيه ونظر لها بخزلان ممزوج بالاستنكار لتشعر وصال بنغزة من تأنيب الضمير بأنها أفرغت به غضبها من والدتها وجدها : ايه ساكت ليه ؟!.
قال هادي بتخلي : اقول ايه؟!
كانت تريد منه أن يغضب ولكنها وجدت عتاب نظراته الذي رفضت أن تتحمله فوق شعورها بتأنيب الضمير لتكابر وهي تتابع بعصبيه :
طبعا مفيش حاجه تقولها ما انت غلطان
اوما هادي وقال وهو يعتدل واقفا : فعلا...انا غلطان يا بت الناس
اتجه ناحيه الباب ولم يعقب علي غضبها الذي صبته عليه : هادي انت رايح فين ...؟!
لم تتراجع بينما عجزت عن الاعتراف بأنها اتخذته كبش فداء لغضبها : زعلت عشان بقول اللي حصل
لم يجادل هادي بل فتح الباب وقبل أن يخرج منه استدار ناحيتها وقال بصوت هاديء : خلي بالك من نفسك
أغلقت الباب واستندت إليه وماهي الا لحظات وكانت تنفجر باكيه بضيق من نفسها فهي أفرغت وجعها من عائلتها به .....نعم اخطيء ولكنها جعلت من أخطاءه كبائر لا تغتفر ولا تتواني لحظه عن تذكيره بها
اخطا ولكن الم يكفر عن خطاه بدل المره الف
حتي وان داست علي حجر ستجعله هو السبب !!
تنهد هادي بثقل بينما انطلق عشري به عائدا وتلك المره لم يلتمس قلبه لها أي عذر كما لم تفعل هي !!
ثار عقله وقلبه عليه بينما يشتري دوما خاطرها بالغالي والرخيص وهو لم تفعلها ولو مره !
كلما حفر طريق ليعود الصفاء يجري بأرض خلافهم لا تتواني عن تعكيره وكأنها تردم اي طريق قد يجمعهم
أنها تريد أن تبتعد فلا يجب أن يخدع نفسه أكثر !!
بات ليلته مع ذلك الخاطر الذي كسر خاطره !
بينما عجزت وصال عن النوم وبداخلها ذلك البركان الذي تناثرت حمحمه بعقلها وقلبها ....
والدتها وضعفها امام ابيها ليس بالجديد وليس ذنب هادي
وكم كرهت نفسها من أجل هذا الإحساس بالذنب تجاهه
كما كم كرهت جدها أكثر وأكثر ... !
استيقظت بعيون منتفخه من البكاء ورغبه بالمزيد من البكاء فقط ...لا تريد أن تقوم من مكانها فقط لو تصمت تلك الأصوات التي يعج بها راسها ....لو تسكن تلك النغزه التي تؤلم قلبها ...لو تخالف عنادها وتتصل به تعتذر له ولكن بكبر رفضت أن تكون مخطأه فهم المخطأون بحقها ويتمادون ...يهددها جدها بالوحده التي تعودت عليها حتي وان كانت العوده التي تلك الوحده مؤلمه إلا أنها ستتقبل هذا الالم بترحيب ولا انها تحتاج إليهم ...اعتدلت جالسه بعزم أنها ليست بحاجه إليهم ...نعم ستتأقلم وحدها!!
تعالي رنين جرس الباب ليداعب قلبها شعور خفي بانه مؤكد هو فهي اعتادت منه تقبل غضبها والرفق بها ومؤكد يشعر بما تمر به
فتحت الباب لتتغير نظراتها الي دهشه :
انتي ؟!
ابتسمت نانسي التي وقفت امامها وسرعان ما قالت :
انا شوفتك من البلكونه امبارح وفرحت لما سالت البواب وقالي انك رجعتي من كام يوم قومت قولت لماجد علي طول واهو جينا تسلم عليكي
قالت وصال بدهشه : البلكونه !
اومات نانسي قائله بود : اه ماهو احنا بقينا جيران
..اصل انا وماجد اتجوزنا من شهر وشقتنا في العماره اللي في قدامك
ابتسمت وصال قائله : الف مبروك
جاءها صوت ماجد من خلف نانسي : عامله ايه يا وصال
ابتسمت له وصال قائله : الحمد لله
تراجعت خطوة وهي تقول بترحيب : طيب اتفضلوا
قدمت لهم العصير ليقول ماجد بإقرار : مستغربتش لما عم عزت قالي انك رجعتي.....هز كتفه وتابع : ماهو كان لازم تتطلقي منه وتسيبي البلد الغريبه دي
تغيرت ملامح وصال لتزجره نانسي من بين اسنانها :
ماجد حد يقول كده
قال ماجد بإصرار : بنت عمي وخايف عليها.... ده مش بني ادم ....معرفش بتتفاهم معاه ازاي وحتي دياب زيه والعن كمان ....زفر وتابع باحتدام :
مفيش حد تعرفي تتكلمي معاه لو كلمه كلهم ايد سابقه تفكيرهم ده لو بيفكروا اساسا
زجرته نانسي بحنق : ماجد
حمحم ماجد وقال باعتذار : اسف يا وصال بس انتي شوفتي تعاملهم معايا كان ازاي وكأني مجرم
اومات وصال وقالت باقتضاب : شوفت بس انا متطلقتش من هادي
عقد ماجد حاجبيه وقال بدهشة : متطلقتيش ....ازاي
قالت وصال باقتضاب :
احنا بس في شويه خلافات بيننا بس ...قبل أن تتابع كان ماجد يهتف باحتدام :
ارفعي عليه قضيه وهتكسبيها طبعا
هتفت به نانسي بتوبيخ : ماجد خليك محضر خير
تجاهلها ماجد وتابع بإصرار :
اسمعي معني يا وصال ...انتي دكتورة وهو جاهل وعمي كان عنده حق ....صمت ماجد بينما قاطعته وصال برفض أن يتدخل أو يتحدث هكذا عن زوجها : انا اتجوزت هادي بإرادتي ومقتنعه بجوازنا والخلافات اللي بيننا ملهاش علاقه ابدا بالتعليم يا ماجد ...بالعكس هادي فاهمني اكتر من اي حد
............
...
همست بهيه لأبيها لدي الباب الذي فتحته لك : من امبارح وهي في فرشتها يا ابويا
اوما علوان وهتف من بين أسنانه : طيب يا بتي انا طالع لها
اعتدلت مهجه جالسه ورسمت علي وجهها ابتسامه ترحب باخيها: اهلا يا علوان
قال علوان بعتاب وهو يجلس بجوارها : كده برضه يا مهجه ..تهملي بتك وحدها ...
نظرت له مهجه ليتابع وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : اياك تقولي محصلش ....بهيه قالت ليا علي كل حاجه
اتسعت عيون مهجه بينما يخبرها أخيها بتلك المكالمه التي مؤكد قهرت ابنتها
غص حلق مهجه وسرعان ما انهارت بكمد وقهر : واعمل ايه بس يااخويا .....خوفت دياب يتخانق مع جده
هتف بها علوان بتوبيخ : ابنك راجل ومش هيجري له حاجه ....الدور والباقي علي بتك
قالت مهجه بتبرير واهي حاولت إقناع نفسها به لتضمد جراح قلبها : جنبها هادي وكمان دياب
قال علوان باحتدام : بس هي محتاجه امها
طأطأت مهجه راسها وقالت بقهر : لو خالفت كلمه ابويا هيطرد دياب ....تنهدت وتابعت بثقل : يعمل ايه دياب ومراته وعياله .. لو عليا سهله
قال علوان باحتدام بينما منذ وقت طويل رفض الخضوع لسيطره أبيه : وعلي دياب سهله كمان ...ايه يا بوي لهو الرزق بأيد العبد ولا الرب ....ابنك راجل بقولها وبكررها وبعدين انا روحت فين
قالت مهجه بكمد : انت مش ناقص عداوة بينك وبين ابويا
ربت علوان علي كتفها وقال بتشجيع : ولا يهمك يا اختي ...انا اخوكي وفي ضهرك وضهر ابنك
تنهد وتابع : اينعم انا مش مشجع بتك أنها تقعد لحالها بس كمان مش معناته نقاطعها ونسيبها وحدها
انتي امها ولازمن تبقي جنبها
دخلت بهيه تحمل الشاي لأبيها بينما تقول : دياب صحي يا ابويا وجاي ورايا
لحظات ودخل دياب يرحب بخاله الذي لمح الجفاء. بينه وبين والدته
ارتشف علوان القليل من الشاي ونظر الي دياب قائلا : اخبار الشغل ايه يا دياب
قال دياب بلياقه : الحمد لله يا خال
قال علوان وهو يتطلع الي دياب : ايه رايك يا دياب تشتغل مع خالك....شغل المواشي كان فتحه خير عليا وهيبقي كده عليك أن شاء الله
قال دياب بعفويه : هادي قالي كده بس الحاج دياب قال مش كارنا
ربت علوان علي ساق دياب وقال بتشجيع : انا هفهمك كل حاجه وهتبقي شريك معايا
قال دياب بلياقه بينما استغرب طلب خاله : ما انت عارف يا خال شغل الوكاله
قال علوان بمزيد من التشجيع : سيب الوكاله لجدك هو يعرف يدورها وهو قاعد مكانه وانت اعمل شغلك لحالك ...انا هكبرك في طوعي وبعدها اشتغل لحالك
نظرت مهجه الي ابنها كما حال بهيه بينما فتح له خاله الطريق ليخرج من عباءه جده ولكنهم تفاجئوا كما حال دياب الكبير الذي توقف لدي الباب يستمع إلي هذا الحديث بملامح اهتزت للحظه قبل أن يبتسم حينما قال دياب بتهذيب : تشكر يا خال بس انا مقدرش اسيب جدي
ابتلعت علوان بإحباط ولكنه قال : عموما يا ولدي شوف اللي يريحك واعرف ان خالك موجود وراك
دخل دياب الكبير وهتف بلا مقدمات بسخط واضح : ايه يا علوان مسمعتش قالك ايه ولا تحبه يعيد تاني أنه مش هيسيب جده ولا تجارته اللي هتكون له من بعدي
احتقن وجه علوان من مغزي كلمات ابيه والذي يذكره أنه خارج حساباته بينما خفضت مهجه عيناها كما فعلت بهيه بينما الوحيد الذي لم يفهم شيء ولا سبب لمبادرة خاله كان دياب الذي كانت إجابته عفويه وما أن استأذن ليجيب علي هاتفه حتي استغل دياب الكبير فورا خروجه ونظر الي ابنه بسخط هاتفا : جاي تقسي دياب عليا يا علوان ...ضحك ساخرا وتابع : واهو سمعت بنفسك كلامه ....امتلئت نظراته فخرا وانتفخ صدره بينما يتابع : قالك بالحرف مقدرش اسيب جدي ..اصيل وتمرت فيه التربيه
اوما علوان وبادل ابيه قذف الجبهة بينما يقول : طبعا اصيل بس اللي يفهم
احتدت نظرات دياب الكبير وهو يهتف : قصدك ايه !؟
قال علوان بحنق : قصدي بزياده يا ابوي اللي بتعمله .... بزياده تستغل حب دياب ليك وتضغط بيه علي امه
امه اللي هي بتك اللي مش بتخالف ليك كلمه ....تقوم تهددها بولدها عشان تبعدها عن بتها
الان اتضحت الحقائق لدياب الذي لم ينتظر لحظه وسرعان ما دخل من باب الغرفه وسدد نظره قاسيه الي والدته التي هدر قلبها بين جنبات صدرها : يعني مكنتيش تعبانه يا امه .....كنتي قاصده تسيبي وصال
حاولت مهجه أن تتحدث وتبرر ولكن سبقها دياب الكبير الذي لم يهتز لسماع دياب ما حدث وسرعان ما هب واقفا أمام حفيده : كانت بتعمل الصح !
نظر له دياب وهتف بعنفوان : الصح !!!
قال دياب باستنكار : الصح أنها تسيبها
اوما دياب الكبير هاتفا بإصرار فولاذي : أيوة عشان ترتجع عن اللي في دماغها وترجع وسط أهلها
هز دياب رأسه وهتف باحتدام : عشان تسمع كلامك يا جدي !
هتف دياب الكبير بسخط شديد :
وكلكم هتسمعوا كلامي عشان أنا الكبير وكلمتي هي الصح وكلكم لازمن تمشوا تحت طوعي
نظر إلي دياب باستهجان وتابع : انت ازاي راجل وقابل اختك تقعد لحالها
رفع إصبعه أمام دياب وتابع بوعيد : اسمع يا دياب انا حذرت امك واهي سمعت تحذيري وانت كمان هتسمع تحذيري ....من هنا ورايح مالكش دعوه بيها لغايه ما تقول حقي برقبتي وترجع إنما لما تلاقيكم حواليها هتتمادي
رفض دياب الاقتناع أو التفكير بحديث جده ليهتف بعنفوان : ولو قولت لا ؟!
زم دياب الكبير شفتيه واطبق علي عصاه بقبضته رافض أن ينطق بها ليتابع دياب بتحدي :
هتطردني زي ما عملت مع خالي
هتف دياب بتحدي هو الآخر : وقتها هعتبر ماليش حد ولا ابن زي علوان ولا بت ولا احفاد كمان
التفت ناحيتهم وتابع بعناد حتي وان كان ثمنه خساره الجميع : الكلام للكل . .. اشار الي بهيه وتابع : وانتي ضمنهم يا بهيه !!
إذا كان حد فيكم يوافق وصال من هنا ورايح هعتبره مش موجود
خرج دياب الكبير بغضب لينظر دياب الي والدته قائلا بخزلان : وانتي يا امه ليكي قول
قالت مهجه بكمد : القول قولك يا دياب
هز دياب رأسه وهتف بعتاب : لا يا امه انتي نفذتي
كلام جدي وقطعتي اختي
قالت مهجه بتبرير : خوفت عليك
قال دياب ساخرا : ايه مش هلاقي لقمتي
هزت مهجه راسها وقالت باعتراف :
مش هتلاقي ضهر ....نظرت إلي ابنها وتابعت :
يا دياب حتي لو جدك غلطان فهو جدك اللي رباك زي ابوك واكتر
قال دياب بحنق : ولما مسمعش كلمته يعايرني بتربيته ليا
تدخل علوان برفق قائلا لابن أخته : متشغلش بالك يا ولدي ....بابي مفتوح ليك
لأول مره تتجرأ بهيه وتنطق بما تريده دون سماع صوت الا صوتها هي :
ياابويا بلاش تقسي دياب علي جدي
نظر لها علوان باحتدام لتخفض عيناها وتتابع : جدي بصراحه بيقول الصح
اتسعت عيون دياب كما حال عيون علوان لتتابع بهيه : أيوة يا ابويا .....ماهو برضه مينفعش قاعده وصال لحالها
ابتلعت وتابعت شهادتها بالحق : حتي لو طريقته غلط بس هو ده جدي اللي نعرفه ومش هيتغير بعد ما شاب واحنا كبرنا علي كده ...نسمع كلام الكبير وهو في الموضوع ده بالذات عنده حق
اشاح دياب بعيناه عن بهيه دون أن يناقشها لينظر اليهم ويقول بتمزق بين شقي الرحي : طيب
لو انا سمعت وفهمت موقف جدي ....وصال هتفهم وتسمع
ولا تاني هتحس اننا كلنا سيبنا أيدها .....تغضنت نبرته بالاسي بينما يتابع : حراام كل مره نسيبها لحالها ونقول احنا الصح ...مره واحده نعمل اللي هي عاوزاه جايز وقتها تختار هي اللي احنا عاوزينه
...........
عاتبت نانسي زوجها بعد أن غادروا منزل وصال :
مكانش ليك حق تقول كده يا ماجد
قال ماجد بنزق : وانا قولت ايه الا الحقيقه ....اختارت غلط
قالت نانسي بحيره : ايا أن يكن ...دي حياتها وهي ادري بيها مش احنا اللي نحكم عليها
نظر لها ماجد بدهشه : غريبه .... من أمتي وانتي بتدافعي عنها
قالت نانسي متنهده : من وقت ما اتغيرت ..نظرت إلي زوجها وتابعت : انا نفسي يكون ليا صاحبه قريبه ووصال وقفت جنبي قبل كده ومشوفتش منها حاجه وحشه
...........
...
تمهل الطبيب الذي جلس خلف مكتبه أمام وصال التي تنتظر قراره ليقول بثقل ولكن عن اقتناع : للاسف يا دكتورة مقدرش اقبل طلب النقل اللي انتي مقدماه دلوقتي ....تنهد وتابع : اللي انا شايفه أن مفيش اي نوع من الالتزام ... سيادتك طلبتي نقلك قبل كده ومكنش فيه اي نوع من الالتزام من ناحيتك ...
وده تاني طلب للنقل في اقل من سنه....اغلق الملف وتابع : اسف جدا مقدرش اوافق عليه
هل تحتاج لمزيد من الاحباط ليغص حلقها ولا تجد ما تقوله بينما تابع الطبيب : انا عارف ان كان فيه ظروف تعب ووفاه د مهاب الله يرحمه بس دي القوانين
اومات وصال وقامت من مقعدها تجذب الكلمات بصعوبه من حلقها : شكرا يا دكتور
قال الطبيب بأسف : متاسف يا د وصال
هزت راسها قائله : حضرتك عندك حق ...انا مكنتش كفء
هز رأسه قائلا: بالعكس ...انتي كفء جدا ولكن مع الكفاءه مطلوب الالتزام
تمهل قليلا قبل أن يعطيها الملف ليقول : سيبي ليا الملف بدون طلب النقل
نظرت له وصال باستفهام ليقول : انا بشتغل في مستشفي خاص ولو عندك استعداد انا هرشحك تشتغلي معايا فيها
ترددت وصال التي تريد أن تعود لعملها ولكن ليس احتياج مادي قدر حاجتها لأن تكون سبب في شفاء الاطفال : انا كنت حابه شغلي هنا في القسم ...الاطفال هنا محتاجين الدكاتره
قال الطبيب بابتسامه هادئه : وفي اي مكان الاطفال بتحتاج للعلاج ....عارف وجه نظرك واللي كانت نفس وجه نظر د مهاب الله يرحمه ولكن مع احترامي مش لمجرد كونها مستشفي خاص تكون بتستنزف الناس ....وهناك تقدري برضه تساعدي الاطفال وتكملي رسالتك
نظر لها وتابع : في كمان برنامج البورد العربي والزماله تقدري تقدمي ورقك في الكليه وتطوري من كفاءتك وإمكانياتك وممكن بعدها تنضمي لهيئه التدريس الخاصه بالبرنامج
خرجت وصال مشتته ...هناك بريق امل ولكن الإحباط بداخلها لم يجعلها تشعر بسعاده هذا البريق ...تفكر في رفض ابيها وإصراره علي عمله الحكومي وتفكر في حديث الطبيب الواقعي لتجد قدمها تقودها الي عياده ابيها وكم شق الانشراح صدرها حينما وجدتها كما هي فلم يأخذها أحد سواه بل بقيت مغلقه
اتجهت الي حارس العقار القديم بوسط تلك المنطقه العتيقة لتسأله : هو مفيش حد أاجر عياده د مهاب
هز الرجل رأسه قائلا : لا ....في ناس بتيجي تسأل بس الحاج ابراهيم صاحب العماره طالب مبلغ كبير عشان يبيعها
قالت باستفهام : مش عاوز يأجرها ولو بأي سعر
هز رأسه قائلا : لا ...عاوز يبيعها زي ماهي باللي فيها
سالت مجددا : متعرفش عاوز فيها كام
.....
........
قالت ساميه بلهفه ودقات قلب متسارعه : أيوة يا بيه ...ده دهبي
نظر لها الضابط لتتابع : هي يا بيه .....هي قدورة اللي سرقت دهبي وحتى اسال بتي الصغيره
بكت وهي تتابع : آخره المعروف واني قعدتها في بيتي أنها تسرقني
اوما الضابط وبدء بفتح المحضر الذي وقعت عليه ساميه ثم اعادوها للسجن مره اخري
دخلت تنظر بغل تجاه احسان التي تراجعت للخلف ما أن انقضت عليها تهتف بغضب ممزوج بالشماته : اهو الدجاله بتاعتك وقعت في ايد الحكومه
دق قلب احسان وهتفت بصوت باهت : قدورة
اومات ساميه بتشفي : اه واهي كلها كام يوم وتشرف جنبك
.......
...
رفع هادي عيناه تجاه دياب الكبير الذي دخل من باب الوكاله بخطوات غاضبه وبلا مقدمات هتف بهادي :
كلمت المحامي عشان يفض الشراكه
نظر له هادي باستنكار بينما ظن أن فض الشراكه مجرد تهديد وسيتراجع عنه ليجده مصر ....قام وقال بهدوء :
لا يا حاج
هتف به دياب باحتدام : لا ليه ؟!
انا مش قولتلك نفض الشراكه
قال هادي بصبر : ياحاج دياب اللي بينا ميتفضش بكلمه لحظه غضب
اشاح دياب الكبير برأسه هاتفا باحتدام : معادتش فيه بينا وهقولك الكلام اللي لسه قايله لدياب قبل ما اجي هنا
...رفع إصبعه أمام وجه هادي وتابع : اي حد فيكم هيطاوع وصال علي اللي في دماغها يبقي خسرني وبرا حساباتي
نظر إلي هادي وتابع بحنق : ولو بلغه الحساب هخسر شراكتك اللي كنت بسعي ليها فأنا اخسر فلوس ولا اني اخسر كلمتي وهيبتي
ازدادت نظراته سخطا بينما يتابع : انت ودياب احرار طالما الحرمه مشت كلامها ورأيها عليكم
حاول هادي أن يبرر ماهو ليس مقتنع به : يا حاج ...قاطعه دياب بحنق : مفيش كلام تاني ..... انا كلمتي واحده
نظر إلي هادي بسخط وتابع : انت راضي وانا مش راضي وهي كلمه واحده ....اما تحكم مراتك زي اي راجل وأما تفارق
تركه وانصرف بغضب وإصرار لا يتزحزح ليجلس هادي ويضع رأسه بين يديه .....وضعته هو ودياب بين شقي الرحي والخلاص الوحيد بيدها هي وحدها ....!
يخبر نفسه كما فعل دياب ....فليتركها هي وهي ستقرر وتتراجع دون ضغط منهم ولكن متي ... متي يتزحزح عنادها !
.........
...
قال علوان برفق تحاول تهدئه دياب الذي مر عليه يومان لا يتحدث مع والدته :
يا دياب متقساش علي امك ....هي ولا طامعه في مال ولا غيره .. امك خايفه عليك
قال دياب برفض : ومش خايفه علي وصال
قالت علوان باعتراف : اختك دماغها ناشفه
هتف دياب بما يقنع نفسه به : نسايسها يا خال ومسيرها ترجع من نفسها
غص حلقه وتابع بشتات : كلامها بيوجع يا خال.....بتقول الصح والصح أنها متتجبرش تسامح في حقها ....قالت مش عاوزة تسامح ولا صافيه لامها ولا حتي لبهيه وجدي قسي عليها ومش بالساهل تنسي ....فكرك انا راضي بقعدتها لحالها ....لا ...بس بقول حقها تاخد وقتها وقلبها هيصفي
نظر إلي خاله وتابع : انا بشتري رضاها حتي لو بقهرتي .....دي هي اخت واحده واتظلمت مننا كلنا
نظر إلي خاله وتابع : مره واحده نحط نفسنا مكانها
يمكن نحس بيها !
.........
نظرت وصال الي علبه الذهب التي طال جلوسها امامها تحدق بها وتقلب في محتوياتها حتي اخذت قرارها
بعد أن ترددت كثيرا ولكنها شجعت نفسها لتتصل به
: هادي
لم تسمع لهفته كما اعتادت و للحظه كادت أن تتراجع ولكن تراجعها معناه استسلامها لتختار أن تتابع في الطريق الذي اختارته
: لو سمحت كنت عاوزة اطلب منك طلب
اوما بلا تردد : اطلبي
قالت وصال وهي تعض علي شفتيها : ممكن فواتير الذهب
استغرب هادي وعقد حاجبيه وهاهي تفسر له بخجل : أنا محتاجه ابيعه وده دهب كتير لازم الفواتير ....عاوزة اشتري عياده بابا تاني. .... بعد اللي حصل المستشفي رفضت ترجعني شغلي ... انا عارفه أنه طلب بايخ
هو السبب وهو من عليه اصلاح خطأه ليقاطعها دون أن يدعها تبرر أكثر قائلا : حقك ده دهبك ...حاضر يا وصال
كالعاده لا يرفض لها طلب وكم تمنيت أن يرفض أو يتعنت انتقاما منها ولكنه كالعاده لا يفعل لتقول : انا ممكن اعدي عليك
هز رأسه قائلا : لا متشغليش بالك ....هيوصلك
معاملته معها تزيد من احساسها بالذنب وتجعل قلبها يتوجع ويوخزها أكثر ويخبرها أنه لا يستحق منها هذا وعقلها يقف بشموخ يدفعها أن تتابع فهي خطت اول خطوات الطريق الصحيح ... الكل اختار صالحه ولم يلتفت لها فلماذا لا تفعل مثلهم ....أنها بحسابات العقل فعلا الصواب لذا فليسكت قلبها وعواطفها التي سارت خلفها سابقا وخذلها الجميع
...........
.
تقابلت عيون دياب بعيون جده الذي عاد للمنزل والقي إليه نظره ثم تابع طريقه لغرفته لتلحق له بهيه : اجهزلك العشا يا جدي
هز دياب الكبير رأسه قائلا بينما تقبل جفاء حفيده لتلك الأيام : ماليش نفس
نظرت بهيه في أثر جدها الذي أشفقت عليه بينما سنوات وقد عرفت طباعه وتعرف أن أكثر ما يكسره هو دياب ولكنه ابدا لن يعترف
: دياب
نظر دياب لها بتحذير : هتعيدي كلامك تاني
قالت بهيه برجاء : فكر فيه يا دياب
قال دياب بكمد : ولما افكر هعمل ايه !!
نعم فكر كثيرا كما حال هادي ولكن ليس بيدهم شيء .. .إجبارها علي العوده وكسر قلبها مجددا ووقتها لن تسامح ابدا أو المقامره بالصبر ووقتها ربما يربحون الرهان !!
قالت بهيه باقتناع : علي الأقل هتعرف انك صح وانك مش قاعد مع جدي عشان مضطر انت قاعد مع جدك عشان انت وهو سند وهو الكبير وكلامه المره دي صح
متحسش بالذنب ناحيه وصال ...!
نظر دياب إليها لتهز راسها وتتابع : لو وصال سامحت جدي هترجع
قال دياب بتخلي : مش شايف أنه جه عليها في حاجه
قالت بهيه باعتراف : مسيره يعرف
........
...
فتحت وصال الباب لتجد هادي امامها ....ابتسمت له قائله : صباح الخير يا هادي
خفض عيناه التي تعلقت بعيناها للحظه بينما يقول : صباح النور
قالت بامتنان :
تعبت نفسك وجيت ليه
قال باقتضاب أصر عليه حتي لا يركض قلبه خلف اوهام صفاء بحرها وسرعان ما تأخذه امواجها العاتيه لاعماقه المظلمه مجددا : مفيش فيها تعب
اشار الي الحقيبه التي يحملها ولكن قبل أن يقول شيء كانت وقال تقول بعتاب مستنكره اقتضابه معها حتي وان يحق له إلا أنها لم تعتاده منه : مش هتدخل ؟!
هز رأسه قائلا : لا
غص حلقها من جفاء معاملته ليقول هادي باصرار حتي لا يتراجع ويتهاون مجددا : الشنطه دي فيها تمن الدهب وزياده ....فتحت فمها لتعترض اعتراض يعرفه كما يعرفها ليتابع : وكمان فيها الفواتير
غص حلقه بينما يتابع : انا يعز عليا تبيعي دهبك بس في الاول والاخر دي حاجبتك اتصرفي فيها زي ما يعجبك
خرج عتابها بعفويه مشاعرها : هادي انت بتحسسني بالذنب
رفع إليها عيناه التي ارهقها السهد: ليه ؟!
قالت والدموع تلمع بعيونها :
عشان اللي بتعمله معايا مع اني ضايقتك ....تنهدت وتابعت بينما تفرك وجهها حتي لا تسمح لدموعها بالانهمار: انتوا شايفين اني غلط مع انكم كلكم اللي بدأتو وانا بس باخد حقي ...ليه بقي بحس بالذنب
يفهم شتات عقلها ومعضلتها الصعبه بين عقلها وقلبها ليقول برفق ممزوج بالخزلان لأنها لا تستطيع أن تسمع لقلبها وتسير خلف عقلها : لا متحسيش بالذنب.... انتي عارفه سكتك ومكمله فيها ومرتاحة
هل كلماته تضغط عليها لتتراجع هكذا فكر عقلها الذي تمسك بعناده ورفض السماح لأي مشاعر وكأنه قطعه من الحجر
حينما طال صمتها اخرج هادي من جيبه كارت وأعطاه لها قائلا : ده رقم الاستاذ عبد الحميد المحامي كلميه انا مفهمه يجي معاكي يكتبك العقود عشان محدش يضحك عليكي
القي الي عيناها التي تشتت نظراتها نظره اخيره وتابع : ولو عاوزة حاجه كلميني
نظرت له بخجل من كرم تعامله معاها وللحظه تمردت مشاعرها علي عقلها الذي يطالبها أن تكون كالحجر
: هادي
التفت لها فلم تخرج إلا كلمه واحده من شفتيها : شكرا
وهل الشكر كافي ؟!
هكذا سالت نفسها وهي تقف بمنتصف عياده ابيها تتطلع الي العمال الذين يعملون علي تجديدها
وهاهي الاجهزه الجديده التي طلبتها تصل ومعها عبد الحميد الذي لم يترك جانبها :
دي عقود الاجهزه وعقود الصيانه الدوريه
ابتسمت له بامتنان: تعبتك يا استاذ عبد الحميد
ابتسم الرجل وقال بسماحه : مفيش اي تعب المعلم هادي مشدد عليا انفذ كل طلباتك
هادي واه من هادي الذي يفعل كل ما يجعلها ترتاح ويتجرع هو التعب كما حال دياب بينما تمضي بهم الايام وهم يدفعون ثمن موافقتهم علي قرارها ازدراء وجفاء وتأنيب من دياب الكبير وشتات وحيره بداخلهم لا تهدأ ولا يواسيهم شيء إلا رؤيتها سعيده والصبر بأن سعادتها وراحتها ستجعلها تشعر أنها انتصرت ووقتها ستفكر بعقلانية ....فقط الصبر هو ما يعلمونه لأنفسهم
وقد كانت هكذا طالما هي منغمسه في العمل ولكن وحدها ليلا كانت تتجرع مراره الوحده وتخبر نفسها بدل المره الف وتسأل نفسها بدل المره الف هل اتخذت القرار الصحيح !!
افاقت ليلا وسرعان ما شقت الابتسامه طريقها الي وجهها ووضعت يدها سريعا علي بطنها بينما شعرت بأول ركله لطفلها ...تاخرت حركه طفلها وتساءلت متي يفعلها وهاهو يفعلها وكأنه يخبرها أنه موجود وانها ليست وحدها
نظرت إلي ساعتها التي تجاوزت الثالثه فجرا لتتراجع عن الاتصال به بينما كان هذا اول ما خطر ببالها ولا تنكر أن تمنت أن يكون بجوارها
تريد أن تخبره وتتحدث معه ولكن كرامتها تأبي بينما اتخذ منها موقف منذ أكثر من شهر يحدثها فقط باقتضاب يسأل عن حالها ولم يأتي إليها من بعدها وكلما اتي دياب للاطمئنان عليها توقعت أن يكون معه ولكن تذهب توقعاتها ادراج الرياح
.........
...
نظرت نانسي بدهشه الي تردد ماجد بينما انتظرت وصال قراره بعد أن طلبت منه أن يأتي ليعمل معها
: بتفكر في ايه يا ماجد ؟!
قالت وصال بتشجيع : العياده كبيره وانا جهزتها من اول وجديد وعاوزة اعملها مركز طبي صغير ...تكون انت فيها معايا وكمان في دكتورة زميله هتكون تخصص النسا والتوليد وبفكر كمان اتوسع اكتر أن شاء الله ويكون فيه تخصصات اكتر
قالت نانسي بتشجيع لماجد : هتكون عندك عياده لوحدك يا ماجد
نظرت إلي وصال وقالت باعتذار عن حماسها : قصدي مع وصال ....سوري يا وصال اصل ده حلم
قالت وصال بحنين لهذا الحلم القديم : حلمنا كلنا
خرجت الكلمات من شفاه نانسي تلقائيا : واهو حققتيه
نعم حققته ولكن من حققه لها ؟!
جلست بعد ذهاب ماجد تفكر قليلا ثم أمسكت بهاتفها قبل أن تخونها شجاعتها : هادي ....
انا طلبت من ماجد يشتغل معايا
كور هادي قبضته يخفي وقع ما قالته عليه بينما يقول بنبره خاويه : وماله !!
قالت وصال سريعا حتي ترحمه من نيران الغيره التي مهما تظاهر بأنها لا تحرقه إلا أنها متاكده أنه يشعر بها : نانسي مراته كمان هتشتغل معانا تمسك الحسابات والاداره
اوما لها دون تعقيب لتقول وصال بعد أن طال صمته : انت ساكت ليه ؟!....لو مش راضي قاطعها هادي بإسقاط :
المهم انتي رضيه ....مش انتي راضيه يا وصال
رضاءها هذا هو ما راهن هادي ودياب عليه حتي الآن ...ترضي فتعفو عنهم من الذنب تجاهها
وهي انقسمت نصفين نصف راضي ونصف اخر يصفها بالانانيه بينما تخلت عنه ولم تدعه يتخلي عنها ...
أنه من تلجأ إليه وهو يرحب ولا يخذلها بينما تدرك أن خيوط الوصال بينهم تمنحه الامل ...!!
كرهت أن تصف نفسها بهذا الوصف ولكن قلبها الساخط لم يتنازل عن هذا الوصف ...لماذا تحدثه عن أحلامها ومستقبلها طالما طردته من وجوده بهذا المستقبل
: هادي
: نعم
قالت بابتسامه باهته تطاوع قلبها علي مزيد من الوصال بينهم : البيبي اتحرك امبارح
شقت الابتسامه طريقها الي ملامحه وهدر قلب وصال بينما اخيرا أفرج عن الحنين الذي حبسه بداخله وجعلها تشتاق إليه وهو يقول بلهفه : مقولتيش ليا ليه
قالت بدلال قد افتقدته :
كنت هتعمل ايه ....بتشجيع تابعت دون أن تسمع بصوت عقلها الذي يرفض المزيد من خيوط الوصال والتي تجعلها تشعر بالذنب أن كانت مازالت علي موقفها : كنت هتيجي
قال دون تردد : اه
قالت بعتاب : مع انك مخاصمني
صمت هادي بينما اتعبته بتناقضها وتخبطه بين امواج بحرها : هادي انا عارفه انك زعلان مني حتي لو مقولتش انا حاسه بيك
هل تشعر به حقا ...؟!
هل تشعر بنار الحنين التي تحرقه ويزداد لهيبها وهو يتخيل لحظه وجوده بجوارها وبجوار طفلهم .... ماذا تفعل به ..ترفعه الي سابع سماء وبلحظه يرتطم بسابع ارض ما أن تذكره أنها تجاوزته
تنهد بثقل كما حال التفكير الذي اثقل كاهلها : ساكت ليه يا هادي
قال هادي بخزلان : اقول ايه ...قولت كتير
أرادت أن تقول له أن يتحدث اكتر وأكثر ....
انها تحترق مثله وأكثر ولكنها لا تعترف وهو أكثر من يعرفها ....تدرك أن عقلها الذي يريد من قلبها أن يكون حجر لن يتزحزح وتريد من يجعلها تتمرد وتقف أمامه !
............
....
هتف دياب الكبير باحتدام : يعني بتكسري كلامي يا مهجه
قالت مهجه بقهر مرر أيامها السابقه : ياابويا ارحمني انا قلبي قايد نار من شهرين واهي ولا رجعت ولا هتعملها ...دي بتي وانا عارفاها .... استني لغايه امتي يا ابويا .... استني سنين تاني
هتف بها دياب الكبير بسخط :
تستني زي ما تستني ....مسيرها ترجع وده اخر قولي
زمت مهجه شفتيها وهتفت بينما تخفض عيناها للارض : يبقي سامحني يا ابويا
اتسعت عيون دياب لتهز مهجه راسها بشجاعه هاتفه : انا هروح لبنتي
.....
كسب دياب الكبير الرهان بينما أخذ ابنته بنفسه الي ابنتها ولم ينسي أن يذكرها : بتك قلبها جامد وهتنزلي تقولي عندك حق يا ابويا
وبالفعل انكسر قلب مهجه حينما قابلتها وصال بجفاء شديد وتجددت ذكري سنوات طويله عاشتها علي هذا الباب حينما أتت لمهاب وأخذت المبادره وقابلها بنفس الجفاء الذي لم تسأل عن مبرره
قالت وصال بسخريه مريرة وهي تري والدتها امامها بعد أكثر من شهرين لا تدري كيف مروا عليها : لسه فاكره يا ماما
أرادت مهجه أن تدافع عن نفسها ولكن الكلمات انحشرت بحلقها وهي تتذكر مقابله مهاب لها وتري في عيون ابنته نفس جفاءه بينما هي غلبها حنينها وهو أو ابنته تمسكوا بجفاء قلبهم
ازدادت وتيره عتاب وصال بقسوة بينما تتابع : جايه ليه ...زي زمان سبتيني في وقت ما كنت محتاجه ليكي
قالت مهجه بعتاب مماثل : انتي اختارتي ابوكي
قالت وصال بوجع قلب : عشان كان لوحده
وكان محتاج ليا ....نظرت إلي والدتها وتابعت بجفاء شديد : انا مش محتاجه ليكي وخلاص اتعودت ابقي لوحدي
هزت مهجه راسها وقالت بانكسار وهي تستدير لتغادر : جدك عنده حق يا بتي... قلبك جامد !!
قالت وصال بسخريه مريرة :
بقي جدي عنده حق عشان بقول انك اتخليتي عني
قالت مهجه وهي تلتفت الي ابنتها : انتي اللي مشيتي يا وصال
هتفت وصال باحتدام : كنتي عاوزاني اقعد ازاي بعد كل ده
قالت مهجه باقتناع : الكل اشتري رضاكي وانتي مشيتي بس ورا عقلك اللي خلاكي زي حته الحجر
غص حلق وصال بينما واجهتها والدتها ببساطه بالمعضله التي تؤرق مضجعها : انا مش تحت امركم ارضي وقت ما تحبوا ...انتوا غلطتوا كلكم وانا عملت الصح
تنهدت مهجه وقالت بحكمه : هقولك كلمتين يا وصال ...انتي صح بحسابات عقلك بس مش كل حاجه تتحسب بالعقل ....قلبك بيفط جوه صدرك وعاوز امك وعاوز بيتك وجوزك واخوكي بس عقلك سايقك .... اوزني بينهم يا بتي مش هقولك الا كده
......
طأطأت مهجه راسها وهي تدخل الي سياره ابيها
الذي شعر بأنه انتصر ولكن ثمن انتصاره كان انكسار قلب ابنته فلم يكن لانتصاره معني مهما حاول أن يبدي العكس لذا توقف جانبا والتفت إليها وقال بحنان شديد يخالف طبيعته بينما رأي ابنته تنازع دموعها وتحبسها خلف اهدابها : ابكي يا مهجه ابكي لو عاوزة
بكت مهجه ليربت ابيها علي كتفها قائلا : دياب اخد قلبك ووصال اخدت قلب ابوها وعقله
طبطب عليها وتابع : هترجع وهتقولي ابويا قال
قالت مهجه بغصه حلق : ياعالم لما ترجع تلاقي محبتها زي ماهي في القلوب ولا قساوتها هتخلي القلوب تتغير
.......
...
نعم يريد أن يقسي كما تفعل ولكن قلبه لا يطاوعه حتي وان طاوعته تصرفاته ....اشتاق لها حد الجنون واوجعته كرامته حد الكراهيه فلا يستطيع أن يتراجع بينما لم تقدم ولو بادره تراجع واحده بعد كل تلك الأيام التي تمر بثقل .....كل يوم يتغلغل العناد وتأخذ الكرامه جلالتها بينهم
تحججت وهي تخبر نفسها بأنها تبادر بالاتصال به لأجل ارجاع ماله فقط
عقد هادي حاجبيه بدهشه : فلوس ايه ؟!
قالت وصال : فلوسك ....انت دفعت تمن العياده
انا مبعتش الدهب واخدت الفلوس والعيادة اشتغلت كويس والفلوس دي جزء صغير.... سداد لديني وكل شهر هسدد ليك جزء
قال هادي برفض : انا مطلبتش منك تسددي دين وماليش دين عندك
قالت وصال بجدال تريده أن يجعل مكالمتهم تطول بينما انهكها الاشتياق له ولم تعتاد جفاءه : بس دي فلوسك
قال هادي بنبره قاطعه : وانا اديتهالك
قالت وصال باندفاع تضغط عليه ليعاتبها ولا أن يبقي صامت : ليه ؟!
: عشان انتي طلبتي
: وهو اي حد يطلب منك فلوس تديله
انتصرت بينما خانته الكلمات التي خرجت من فمه بعفويه :
انتي مش اي حد
دق قلبها واتسعت ابتسامتها وطارت الفراشات حولها بينما أخرجت منه ما يخفيه عنها
: انا ايه ؟!
غلبته مشاعره ونطق قلبه بكل الألقاب التي يلقبها بها ولكن لسانه لم يطاوعه ليراوغ قائلا : انتي فاضيه بكره ؟!
اغلق وهو يشعر بدقات قلبه تكاد تخرج من موضعها ولم تفلح أوامره لها بأن تهدأ ....أنها من تبادر حتي وان مبارده واهيه إلا أنها تفعل ..مستحيل أن تخذله تلك المره
انها انثي تحتاج الدلال ولم تعترف بخطاها وهو يتقبل هذا منها فليبادر مبادره اكبر ....!
رفرفت الفراشات بقلبه الذي كل مره يهوي بحبها أكثر ....سياخذها معه لحفل خطبه ابنه عبد الباسط والذي أصر علي مجيئه وقد قبل الزيجه وأقام حفل بالبلد وحفل اخر بالقاهره ...!
نظرت نانسي الي وصال بينما انصرفت باكرا من العياده معها لشراء ثوب تحمست ولمعت عيناها وهي تنتقيه ولم يخفي هذا عن نانسي ...!
تقربوا لبعضهم واخبرتها وصال عما عاشته وربما كان وقت ظهور نانسي بحياتها مضبوط لتونس وحدتها .... كلما وضعت راسها علي الوساده رأت صورة والدتها وانبها ضميرها الذي لم تعد تعرف أين تختبئ منه ...حاولت أن تكون كالاله حتي لا تشعر ولا تفكر حتي الامس بينما ركض قلبها متحررا من قيودها خلف لقاءه الذي اشتاقت له وكأنه كرت سنوات لم تراه بها ....ثوب يلو الاخر تتخيل انعكاس صورتها بعيناه وتكذب علي نانسي وتخبرها انها فقط تريد أن تبدو جميله بعد أن انتفخت بطنها وقد بدأت الشهر السابع ...!!
: ولما هو واحشك كده يا وصال ليه العناد
قالت وصال برفض : لا طبعا مش واحشني
غمزت لها نانسي ضاحكه : عليا انا ...ده انتي عنيده بشكل
تعالي رنين جرس الباب لتقول وصال بلهفه بينما لم تنتهي من تصفيف شعرها ...ده هادي افتحي بسرعه يا نانسي وقولي له اني جايه
عقد هادي حاجبيه وكذلك فعلت المرأه التي فتحت الباب ليتراجع خطوة ويتأكد أنه في المكان الصحيح بينما تبادل كلاهما نظرات الاستفهام ليقول هادي وهو يحمحم بينما ارتفعت يداه بتلقائيه تجاه خصلات شعره الفاحمه والتي تخللتها بعض الشعيرات البيضاء ليجتذب نظر نانسي وتتساءل عمن يكون
: هي ...هي وصال مش هنا ؟!
قالت نانسي ومازال السؤال في عيناها عمن يكون بينما ما تراه هو أبعد عن الصورة التي تخيلتها عنه : اه ....حضرتك ...تركت جملتها مفتوحه ليقول هادي : انا ..انا هادي
لا يعرف سبب اتساع عيون نانسي التي نقلت نظرها من أعلاه الي أسفله وهي تقول بدهشه واضحه بينما تشير الي الداخل : هادي ....هادي ازاي ...قصدي هادي جوز وصال
اوما هادي لتقول سريعا بتعلثم : طيب ....اتفضل ..ثواني هدخل اناديها
التفتت وصال تجاه نانسي التي دخلت إليها مسرعه تقول : هادي برا
اتسعت ابتسامه وصال التي ألقت نظره سريعا الي المرأه بينما تقول بلهفه واضحه : انا ...انا خلاص هحط الروج واكون خلصت
أمسكت بقلم الحمره وأخذت تمرره علي شفتيها بعدم تركيز بينما طافت عيناها بانعكاس صورتها تراجع هيئتها
: وصال
التفتت وصال الي نانسي التي ضيقت عيناها هاتفه : انا في كلمتين واقفين في زوري وهقولهم
اومات لها وصال لتهتف نانسي بغيظ : انا مش هقول الا منك لله انتي وابن عمك ....أشارت تجاه باب الغرفه وتابعت بحنق مشاكسه وصال : بقي هو ده اللي ماجد كان بيتكلم عنه ويقول ازاي عيشتي معاه ووافقتي تتجوزيه ...بقي هو ده يا وصال بذمتك
يا مفتريه ده انا علي كلام ابن عمك فكرته خط الصعيد يطلع ده
احكمت وصال شفتيها بينما تتظاهر بالبراءه وهي تسأل : قصدك ايه ...حلو مثلا
رفعت نانسي حاجبها هاتفه بغيظ : مثلا !!
انتي يا بنتي مش بتشوفي ...طيب بلاش ..مش بتحسي...برضه بلاش ...طيب مش بتفكري
هزت راسها وضربت كف بالآخر : يا حبيتي في حاجه اسمها اشوف المميزات واقارنها بالعيوب .... ده انتي كلامك عن كل تصرفاته أنه مفيش فيه غلطه ومع ذلك ماسكه عليه غلطه ورافضه تسامحي فيها
توقفت أمام وصال وتابعت : هو فيه حد يا وصال لاقي حنيه واحترام واحتواء وتفاهم ..... ضحكت وتابعت : طيب اقولك خدي ابن عمك واديني الراجل الأربعيني الحليوة ده واهو انتي وابن عمك دكاتره زي بعض وانا بقي اشوف حالي مع المعلم المسكر اللي برا ده
داعبت الغيره قلبها من مشاكسه نانسي والتي تدرك جيدا أنها مجرد مزاح يحمل رساله كما حال كل الرسائل التي كانت ممن حولها واولهم والدتها .....
ولكن مهما حاولت تجاوزها إلا أنها طوال الطريق كلما نظرت إلي هادي ترددت في أذنها كلمات نانسي وتداعب الغيره قلبها .... !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
اقتباس من الفصل القادم
تسارعت انفاس هادي التي امتزجت بأنفاس وصال بينما تهيم شفتيه عطشا فوق عنقها ترتوي بلا توقف بقبلات حاره بينما يداه تضمها إليه أكثر وأكثر ...تحررت من كل القيود كما تحرر كتفها من ثوبها بينما يميل هادي عليها وينثر قبلاته المشتاقه علي كل انش منها مستعذب أناملها التي تتحرك بين خصلات شعره فتزداد أنفاسه تلاحق
حتي انتهت بين شفتيها ...!!
تجمد مكانه من الصدمه بينما هاهو يرتطم بصخره نظراتها التي لم تقوي علي مواجه خزلان نظراته
بينما يقول بنبره باهته : مش هينفع !!
عضت وصال علي شفتيها بينما تمد يدها ترفع ثوبها الي كتفها العاري وهي تردد بنبره خاويه : احنا منفصلين !!
وهاهو الشعر يصف حاله هادي
قالو: جفاك الحبيب
قلت لهم : مافي جفاء الحبيب من بأس
يحتاج من يعشق الملاح الي صبر جميل وطول انفاس
( ابو المجد النشابي )
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك