(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تحركت عضله بجوار فك جاسر الذي كان كمن نسي قاموس الكلمات بينما تهتف به ماس وعيناها لا تفارق النظر إلي عيناه بحده وإصرار : سؤالي واضح يا جاسر ...انت روحت المدرسه ..اه او لا
ابتلع جاسر وهو يحاول أن يراوغ ولكن أمام نظراتها كان لأول مره يقف بموقف المتهم ؟!
هربت عيناه من عيون ماس التي لا تحيد النظر عن عيناه بينما تكرر سؤالها بنفس النبره ونفس النظره للمره الثالثه : بسألك روحت المدرسه ولا لا يا جاسر ؟!
اشاح بعيناه عنها وهتف بامتعاض : مدرسه ايه ....معرفش مش فاكر
التفت لها وتابع بعنفوان وكأن له الحق به : وبعدين انتي من امتي بتسأليني روحت فين ولا انا من أمتي بقدم ليكي تقرير عن خطواتي
تحفظه عن ظهر قلب ككف يدها وتلك المره لن يقلب الطاوله عليها لتلتقي نظراته بنظراتها فيجد بها نفس النظره المحمله بنفس الاصرار بينما تعيد سؤالها : رد يا جاسر روحت ولا لا ؟!
زفر جاسر بضيق وعادت عيناه تتهرب من عيناها بينما يهتف بحنق : وانا بقولك من أمتي ..قاطعته ماس بحنق : سؤالي واضح يا جاسر ومتردش عليه بسؤال ...رد علي سؤالي الاول وبعدين هبقي ارد علي باقي اسئلتك
انفعلت نبرتها بينما تتابع : روحت ولا لا يا جاسر ؟
قال جاسر بمراوغه : مدرسه ايه ....مش فاكر يا ماس وليه بتسألي ...ايه اللي جرالك ؟!
داخلها بركان يغلي ويحرق قلبها الذي خانها بينما انفلت لسانها بخزلان : اللي جرالي اني شكلي وثقت فيك زياده عن اللزوم ....اهتز داخله لتلك الكلمات ليمسك بذراعها ويوقفها أمامه هاتفا بجزع : هي وصلت للثقه يا ماس ....ايه اللي حصل لكل ده ما كنا كويسين ؟!
أبعدت ماس ذراعها عن يداه وقالت بخزلان : قولي انت ايه اللي حصل
رفعت عيناها اليه بعتاب شديد كما حال نبرتها بينما تتابع : رد عليا يا جاسر انت روحت المدرسه ..... طلبت والحت في اجابه هي لا تريد سماعها ....!
لا تريد ولكنها يجب أن تعرف فليس كل ما نريده نحصل عليه ....تجاهلت كثيرا وتلك المره لن تتجاهل .... لن تفعل لأن تلك المره مختلفه
مجددا رفعت عيناها اليه ونظرت بأعماق عيناه التي لم تتعلم كيف تكذب عليها كما يفعل لسانه : كنت رايح تقابل مين عند المحامي .....تذكرت تفاصيل هذا اليوم بينما فاض قلبها بكل شكوكه : طلعت من شغلك وكنت رايح مشوار وبعدين ....صمتت بينما تهز كتفها وتتابع شكوكها : غيرت طريقك ....جايز ..أو جايز كنت فعلا رايح تجيب لعب للاولاد ....لم تدع عيناه تهرب من عيونها بينما تقول بحقانيه : دي شكوكي مقدرش أثبتها عليك بس انك روحت المدرسه ده مش شك
اهتزت نظراته وغص حلقها كما حال حلقه الذي جف بينما اندفعت الدماء الحاره بعروقه وهو يهتف باستنكار اعطي لنفسه الحق به بينما لم يجد ما يقوله امام نفسه التي استصغرها بعيناها : انتي بتراقبيني ياماس ......بتفتشي في تليفوني !!! بتمشي ورايا .....احتدت نبرته المستنكره رافض أن يصدق أنه كان بكل هذا الغباء وهي فضحت أمره وكتمت هذا عنه : بتفتشي تليفوني و شوفتي رساله وبدل ما تسأليني ....
ابتلع وتابع بانفعال : جايه تشغلي مخك عليا وتعملي فيها ظابط وتحققي معايا .. انتي بتراقبيني ؟!
لن يعترف بخطأه ابدا هذا طبعه لن يغيره ...ربما بداخله قد أقام القيامه لنفسه ولكن امامها ابدا لن يفعلها ويعترف بجرمه.....اخذته جلاله الدفاع عن نفسه بينما انتهكت خصوصيته المزعومة لتنظر له ماس وتقصي جانبا الدفاع عن نفسها أمام كل ما قاله بينما من هنا تأتيه الفرصه لقلب الطاوله عليها وتلك المره لن تدعه ابدا يفعلها لذا قاطعته ماس بهدوء شديد ونبره أشد حزما بينما لم تكن في موقف تحتاج به لعلو صوت كما يفعل : روحت المدرسه ولا لا ....رد اه او لا ....السؤال مش صعب يا جاسر
نعم ليست الاجابه صعبه ولكن الاسئله التي ستأتي بعد تلك الاجابه هي الصعبه ....اجابه هذا السؤال ما ستفتح عليه اوراق اسئله سيعجز عن الإجابة عليها بينما هو نفسه لا يدرك كيف انزلق بتلك الهوه السحيقه !
.........
....
امسكت غرام بهذا الفحص المنزلي للحمل بين يديها تطبق عليه بشرود بينما ازدادت دقات قلبها بقوة مهما حاولت السيطره عليها إلا أنها دوت بصخب كالطبول بين صدرها ....أخذت نفس عميق يلو الاخر تحاول أو تهديء نفسها به وهي تفكر أنها الخطوة التي قررت أن تسير بها فلماذا تشعر بكل هذا الخوف ...... حدث ما ارادته وطمأنت نفسها الف مره أن لاشيء سيحدث فلماذا تشعر بهذا الخوف والتردد ...انتفضت من مكانها حينما تعالت تلك الطرقات علي الباب وتبعها صوت ايهم : غرام
قالت وهي تنقي حلقها : لحظه
حاولت أن تسيطر علي دقات قلبها التي تبعثرت داخل صدرها وهي تسرع لتخفي جهاز الفحص المنزلي ثم تغسل وجهها بالماء البارد لعل الدماء التي هربت من ملامحها تعود إليها .....أخذت نفس عميق قبل أن تدير مقبض الباب وتفتحه وتخرج
نظر لها ايهم وهو يرفع عيناه من هاتفه بينما تمدد علي الفراش : مالك ؟!
قالت وهي تبتلع وتزيف ثباتها : ابدا ...انا فكرتك لسه نايم
قال وهو يضع الهاتف بجواره : لا صحيت ....زفر وتابع : اصلا مش عارف انا نمت ازاي وكل الغيظ ده جوايا من الواد ده
قالت غرام برفق : واهو أخذ جزاته...متضايقش نفسك
زفر ايهم وهتف باحتدام : مش كفايه يا غرام ...حاسس ان اللي عملته فيه مش كفايه
حك عنقه بانفعال بينما تابع : جبتي الحاجه اللي قولتلك عليها
اومات غرام وأشارت إلي المقعد بجانب الغرفه هاتفه : اه ...اهي كل الحاجه في العلبه دي
اوما ايهم وأخذ نفس عميق يهديء به انفعاله كما حاولت غرام أن تهديء من أنفاسها وهي تفكر بأن حاليا ليس عليها القلق وقد قررت ألا تخبره وهو في خضم تلك المشكله الواقعه بها ابنته
..........
عقد زيدان حاجبيه بينما انعكس ذلك الضوء القوي في مرأه السياره .....التفتت وسيله تجاه عمر بدهشه بينما لا يتوقف عن ملاحقه السياره التي أمامه : عمر بتعمل ايه ؟!
قال عمر بابتسامه هادئه : ولا حاجه يا روحي ....ده ..ده
توقف عن الحديث بينما توقف اخيرا زيدان جانبا ليتوقف عمر خلفه ويقول لوسيله سريعا : معلش يا روحي ثواني وراجعلك
ابتلعت وسيله بقلق بينما تمسك يده وقد ظنته سيتشاجر ليقول بهدوء مطمئنا : متقلقيش يا روحي ده ..ده انا بس هكلم والد جاسر
لم تفهم وسيله شيء ولم يكن لدي عمر الوقت للشرح
لينزل سريعا ويتجه ناحيه زيدان الذي ما أن نزل من سيارته ورأي عمر حتي اندهش كونه كان سائق السياره الذي ضايقه بتلك الانوار
: انت ...انت صاحب جاسر ابني
اوما عمر وقال وهو يلقي نظره تجاه ماجده التي أخرجت راسها من النافذه : لو تسمح بس يا عمي ثواني اقولك حاجه
استغرب زيدان ولكنه سار بضع خطوات مع عمر الذي أخبر زيدان سريعا بمقتطفات مما حدث حتي لا يقلق
تغيرت ملامح زيدان بينما يختم عمر حديثه : انا معرفتش احذره عشان كده لحقت حضرتك عشان .... قاطعه زيدان بانفعال شديد وحنق واضح من ابنه الذي لا يستوعب ما فعله والواضح بأنه شيء خاطيء حتي يجاهد صديقه بتلك الطريقه ليحذره من معرفه ماس به : عشان ايه ....اعمل له ايه ...هو مش غلط يتفضل يحاسب علي فاتورته
اوما عمر بينما رأي نسخه من أبيه في زيدان الذي لا يحيد عن الحق مادام ابنه اخطأ ليقول عمر بتروي : طبعا يا عمي وانا مش عارف تحديدا ايه الظروف ولا اللي حصل ولكن من كلام الست مع مدام ماس فهمت أن جاسر خبي عنها وطالما خبي .....صمت عمر ونظر للأرض بينما قاطعه زيدان بعنفوان : طالما خبي يبقي بيعمل حاجه غلط
هز عمر رأسه وقال بدفاع : لا يا عمي مش شرط
احتدت نظرات زيدان الذي هتف بعمر بتوبيخ : هو ايه اللي مش شرط انت بتبرر وخلاص مش لسه حالا قايل خبي عن مراته وبعدين ايه عمي دي ....اعرفك منين عشان ابقي عمك انا اللواء زيدان الريدي
ضيق زيدان عيناه وتابع يصب غضبه من ابنه في عمر : وانا متوقع ايه ...واضح خبره في الكذب والخداع علي مراتك
هز عمر راسه وقال بدفاع عن نفسه : لا والله يا عمي قصدي يا سياده اللواء ....انا بس خايف تحصل مشكله والبيت يتخرب حضرتك عارف الستات وأحفادك اكيد مش هيهونوا عليك
عرف كيف يثبت زيدان ويثنيه قليلا عن موقفه ليهتف زيدان بحنق : عاوزاني اعمل ايه ...نظر إلي عمر وتابع ساخرا : عاوزني اكذب واقول إنه كان معايا
هز عمر رأسه وقال وهو يرسم الجديه : لا طبعا يا سياده اللواء مش هينفع ....امسك ضحكته بينما يعلق علي الموقف : للاسف جاسر ممسوك وعليه شهود
صك زيدان أسنانه بحنق شديد : وطالما كده يبقي ايه المطلوب مني اعمله عشان اطلع سيادته من المشكله
حمحم عمر وحك ذقنه بينما يقول : هقول لحضرتك
استمع زيدان الي عمر وسرعان ما استنكرت ملامحه ليقول عمر سريعا يتابع محاوله إقناعه : مفيش قدامنا غير كده ....هيكسب وقت والوقت معناه أن الدنيا هتهدي واهو يعرف يفكر في كذبه ولا مبرر يقوله
احتقن وجه زيدان بالحنق لينظر الي عمر بعيون تطلق الشهب بينما يقول باتهام : مش قولتلك انك خبره في الكذب والخداع ....وخطتك دي بقي طبقتها كام مره عشان تتكلم بثقه اوي أنها تنجح
حك عمر ذقنه وقال بخفه : اهو بتنجح يا سياده اللواء وبعدين انا اه كان عندي سوابق كتير زمان بس دلوقتي بريء والله
نظر له زيدان بحنق ليقول عمر بتأكيد : والله يا عمي بريء وماشي زي الالف
وبخه زيدان بحنق : انا مش قولتلك اني مش عمك
ابتسم عمر له بسماجه : اسف يا سياده اللواء
نظر إليه وتابع برجاء : هاه ...حضرتك هتعمل كده وتنقذ جاسر
تنهد وتابع : ده ابنك مهما كان واكيد مش هيرضيك يحصل مشكله بينه وبين مراته
كور زيدان قبضته وأخذ قراره ليهز رأسه ويهتف برفض قاطع : يحصل اللي لازم يحصل ...يتحمل نتيجه اللي عمله !!
..........
....
تحرك طاهر ذهابا وايابا أمام نظرات والدته التي قالت بقلق وهي تتجه ناحيته وتمسك بكتفه بلطف : يا حبيبي اقعد انت محتاج ترتاح عشان كسر ايدك
هو طاهر رأسه وهتف بحنق شديد : ارتاح ازاي وانا مش عارف اخد حقي
خرج لبيب من غرفته وسرعان ما هتف بتوبيخ : تاخد حقك من مين يا بيه ....نظر له بسخريه وتابع : من ابو خطيبتك اللي كسر ايدك عشان مديتها عليها
تدخلت سهير لتقول بدفاع عن ابنها بينما تحيد عن الحق : وهو هيعمل كده من فراغ ..اكيد حاجه حصلت ...قاطعها لبيب بغضب شديد : انتي بتقولي ايه ولا بتبرري ايه ....ترضيها لبنت من بناتك ايا أن يكون السبب حد يمد أيده عليها ....بلاش بناتك ترضي انا امد ايدي عليكي
ابتلعت سهير اي كلام بداخلها ليهتف لبيب بأبنه : ها يا بيه رد انت مكان الست والدتك ...ترضاها لأختك ولا لامك
خفض نديم عيناه وهتف بنبره خاويه : كانت لحظه غضب معرفتش اسيطر علي نفسي لما حسيتها متغيره معايا وكمان بترد عليا
نظر له أبيه ساخرا : لا عبده هي مش المفروض ترد علي سيادتك
زفر وتابع : ايا أن يكون السبب مفيش مبرر لعملتك السوده اللي كل ما افتكرها ضغطي يعلي وعشان كده رفع إصبعه أمام وجه ابنه وتابع : اقفل كلام في الموضوع ده
تعالي رنين الجرس لتتجه سهير الي الباب الذي ما أن فتحته حتي سألت حارس العقار الذي مد يداه إليها بهذا المغلف :
ايه ده يا علي ؟
قال الحارس وهو يعطيها لها :
واحد بعت الحاجات دي وقال اطلعها شقه المهندس لبيب
أخذت سهير المغلف وهزت رأسها قائله : شكرا
أغلقت الباب وسرعان ما فتحت المغلف وهي تتجه ناحيه ابنها وزوجها لتقول بنبره باهته ما أن وقعت عيناها علي تلك العلبه : دي الشبكه !!
سخر لبيب بشماته ما أن رأي الصدمه علي ملامح ابنه وزوجته : مستغربه ليه انتي وهو .... ده اقل واجب ولا فيه خطوبه هتكمل مثلا بعد اللي حصل
قالت سهير بانزعاج : اهي مشكله كانت تتحل مش يبعتوا الشبكه
هز طاهر رأسه هاتفا بعدم تصديق : حلا لا يمكن تعمل كده ...اكيد ابوها ضغط عليها ...حلا مش ممكن تسيبني
زفر أبيه وهتف بحنق في ابنه الذي لا يعرف من اين اتي بتلك الثقه: انت لسه هتصدق نفسك ....هو ايه اللي مستحيل تسيبك ...واحده مديت ايدك عليها وانت لسه يا دوب خطيبها
تعلثم طاهر وقال بنبره مهتزه : هي كده خلاص حلا ضاعت مني يا بابا
اوما لبيب قائلا : للاسف فعلا البنت ضاعت منك ...ظهز رأسه بانزعاج شديد وتابع : بنت ناس مستحيل تلاقي واحده تانيه زيها وللاسف انت بسوء اخلاقك ضيعتها
ولا فكرك ابوها هيرجعها ليك بعد اللي حصل
خلصنا خلاص ابعد عنها وربنا إن شاء الله يعوضها بواحد يقدرها
.......
....
وهذا ما سمعته حلا من غرام التي أخذت تواسيها برفق : أن شاء الله ربنا هيعوضك بواحد احسن منه يعرف قيمتك
داعبت شعرها بحنان وتابعت : متزعليش يا حبيبتي
اومات حلا بصمت لتربت غرام علي كتفها قائله : يلا يا روحي قومي اغسلي وشك وصلي ركعتين علي ما اكون جهزت العشا
هزت حلا رأسها قائله : لا يا غرام انا ماليش نفس اكل ...هصلي وانام
لم تضغط غرام عليها لتنظر الي هنا الجالسه بجوارها والتي قالت : وانا كمان يا روما مش عاوزة اكل ...اتعشي انتي وبابي
اومات غرام واتجهت الي المطبخ لتبدأ بتجهيز الطعام الذي أعدته بصعوبه وهي تضغط علي نفيها بينما تشعر بالغثيان .....وضعت الاطباق علي السفره واسرعت لتغسل وجهها وتتنفس مرارا حتي تتجاوز هذا الشعور
ابتسمت لايهم وسرعان ما محت اي ملامح للتعب من فوق وجهها
قال ايهم وهو يتلفت حوله : امال فين البنات ؟
قالت غرام وهي تكور قبضتها بينما شعورها بالغثيان يزداد : هنا وحلا مش عاوزين ياكلوا دلوقتي واخدوا يارا تنام جنبهم
اوما ايهم بينما تابعت غرام : شويه كده لو حبوا هبقي اجهز ليهم الاكل
قال ايهم برفق : وليه تقفي تاني .... هما كبار لما يحبوا ياكلوا يجهزوا لنفسهم
ابتسمت غرام له وقالت بسماحه: مش بتعب
اوما ايهم وقال بإصرار : برضه يا غرام ...زي ما قولتلك هما كبار
بدأ ايهم يتناول الطعام الذي تظاهرت غرام بتناوله وقد لحظها ايهم ليسألها : مالك يا غرام انتي تعبانه
هزت راسها سريعا وهي تخفي خوفها أن يرتاب بتعبها الان : لا لا انا كويسه خالص
قال وهو يعقد حاجبيه : امال مش بتاكلي ليه ؟!
قالت سريعا : هأكل اهو ...مدت يدها تجاه طبق الزيتون لتضع في فمها واحده تلو الأخري بينما بدأت تشعر بالارتياح بهذا الطعم المالح الذي ارتاحت له معدتها
نظرت إلي ايهم وتصنعت العفويه بينما تسأله : عمر عامل ايه ؟
هز ايهم كتفه قائلا : كويس الحمد لله ...ابتسم وتابع : بقالي كام يوم مسمعتش صوته ... اهو تلاقي عياله بلعته
ضحك بينما ابتلعت غرام وهي تقول بنفس العفويه: كلمت وسيله باركت ليها ....رفعت عيناها بتوجس تجاه ايهم بينما تتابع : كانت مبسوطه اوي .....يعني واكيد عمر كمان مبسوط مش كده
هز ايهم كتفه قائلا : مش اوي .....نظر لها وتابع : يعني برضه عنده اربع عيال ولسه جاي في الطريق مش عارف بصراحه بس هو متلخبط شويه
قالت غرام بينما بدأت دقات قلبها تتسارع : اهو شويه كده وبعدين هيفرح طبعا .....اهو ....اهو انتوا كده بتبقوا وقت الحمل خايفين من المسؤوليه وشايلين الهم بس اول ما البيبي بيتولد بتفرحوا بيه اوي
رفعت عيناها تجاه ايهم ببطء وتوجس بينما تتابع بعفويه مزيفه وهي تضع يدها فوق يده : مش انت كنت كده ...يعني فاكر كنت فرحان اد ايه لما يارا اتولدت
اوما ايهم وابتسم لها بقليل من الشجن بينما لم يدرك أنها تختبر نبضه وظنها تتحدث فقط بعفويه
لتتابع غرام وهي تنظر تجاهه بطرف عيناها : فرحت اوي بيها و..و حتي البنات كانوا طايرين من الفرحه لما شافوها وعملت للبيت حس ...مش كده يا ايهم
نظر لها ايهم بينما استفاضت بهذا الحديث ليعقد حاجبيه باستفهام : اكيد يارا حاجه حلوة في حياتنا كلنا ...بتسالي ليه حاجه زي دي
خفضت غرام عيناها وقالت سريعا وهي تهز راسها : لا خالص .. انا بس يعني بقولك أن عمر هيفرح اوي بالبيبي اللي جاي
اوما ايهم لتمد غرام يدها المرتجفه مجددا الي طبق الزيتون وتضع واحده في فمها بينما تكاد تسمع دقات قلبها ....نظر لها ايهم وسأل بفضول : هو انتي هتتعشي زيتون بس يا غرام
......
.........
تزاحمت الأفكار مع كل خطوه يخطوها زيدان تجاه المنزل بينما تتحدث ماجده بلا توقف : ياااه يا زيدان انت مش متخيل قلبي ارتاح اد ايه لما ماس وجاسر اتصالحوا ....تنهدت وتابعت : ربنا يهدي سرهم
نظرت إلي زوجها الذي تقاذفته الأفكار التي امتزجت بحديث ماجده بينما تتابع : عارف يا زيدان انا بقعد كتير اقول لنفسي أن ربنا بيحب جاسر أن وقعه في واحده زي ماس ...ماهو برضه ابني وانا عارفه طبعه صعب حبتين ومكنش في واحده بسهوله هتعرف تعيش معاه وتفهمه كده زي مراته .....هزت راسها وتابعت : امال ايه ....ده ابنك دماغه دي محدش يعرف فيها ايه ولا تعرف تاخد معاه حق ولا باطل ولا تعرف بيفكر في ايه ويا سلام كمان لو سكت .....يووه سكوته ده يخليك تلف كده حوالين نفسك ولا تعرف تطلع منه بكلمه واحده طالما هو مش عاوز ....ابتسمت وتابعت : ماس بقي شاطره وفهماه وعارفه تتعايش مع طبعه
مجددا كررت دعاءها : ربنا يهدي سرهم يارب
ابتسمت وتابعت : طيب عارف يا زيدان انا من كام يوم كنت جايبه في سيرتها انا ومي
التفت زيدان لها لتقول سريعا باستدراك ضاحكه : لا لا ....بالخير يا حبيبي طبعا .....تنهدت وتابعت : مي كانت بتقولي ازاي ماس قادره توفق بين شغلها وعيالها وبيتها ماشاء الله وكمان برضه مننكرش ابنك مقصر معاها وسايب عليها الحمل حتي مي اللي اعترفت وقالت كده ...بتقولي يا ماما ده مالك معايا في كل حاجه وشايل عني حاجات كتير ومع ذلك مش ملحقه علي يومي بين بيت وعيال ما بالك بماسه
ابتسمت ماجده وتابعت : ماشاء الله عليها ....ابني عرف يختار
رفع زيدان حاجبه بمغزي لتوكزه ماجده قائله : لازمتها ايه البصه دي يا زيدان ...اهو كنت زي اي حما ساعات بكون قرشانه بس دلوقتي ملاك ...ضحكت وتابعت بمرح : ولا ايه
هز زيدان رأسه بصمت ثقيل جثي علي صدره وهو يوقف سيارته وينزل منها بينما لاحت ملامح الاسي علي وجهه .... الجميع يرى مميزات زوجه ابنه ماعدا هو ...ذلك الاحمق ماذا فعل ؟! شعر بمراره في حلقه بينما بكل مره يشعر بأنه قصر بتربيه أبناءه بينما يطال الآخرون الاذي بسبب تصرفاتهم
نظرت ماجده الي ملامح زيدان التي أخذت تتغير بينما تباطأت خطواته وهو يدخل الي المنزل .....نظرت ماجده بهلع بينما سقطت المفاتيح من يد زوجها واصدرت ضجيج حينما ارتطمت بالأرض الرخاميه لتسرع ناحيته : زيدان مالك ؟!
وضع زيدان يده علي قلبه لتنسحب الدماء من عروق ماجده التي صرخت بهلع : زيدان مالك ......زيدان
اجلسته واسرعت باقدام لا تقوي علي حملها لتحضر له كوب ماء ليغمض زيدان عيناه ويسحب نفس عميق يلو الاخر ....هتفت ماجده بهلع وهي تبحث عن هاتفها : دكتور .....هطلب دكتور
هز زيدان رأسه ونطق بلسان ثقيل ....جاسر ....عاوز جاسر !
...........
....
ترك ايهم هاتفه من يده ووضعه علي الكمود بجواره ما أن دخلت غرام الي الجانب الآخر من الفراش .....لمعت نظرات العبث بعيناه وهو ينير الضوء الخافت بجوارهم قائلا : هتنامي
هزت غرام راسها وهي تبتلع ببطء بينما تزداد ضربات قلبها مع اقتراب ايهم منها ....مرر يداه ببطء علي جانب ذراعها وهو يديرها ناحيته وما أن مال تجاه شفتيها حتي لمح بهتان ملامحها ليرفع رأسه ويسألها باهتمام : مالك يا غرام ...انتي تعبانه ؟!
هزت راسها سريعا واخفت شعورها بالتعب عن عيناه المتفحصه لتحيط عنقه بذراعها وتحاول أن تتجاوب مع قربه ولكنه برفق ربت علي يدها وجذبها ليضع راسها فوق صدره ويمد يداه يغلق الضوء وهو يهمس : تصبحي علي خير ...نامي يا روما انتي شكلك مرهقه
أغمضت عيناها ولكن عقلها بقي مستيقظ وقلبها يدق بجنون وهي تفكر في رده فعله التي مهما حاولت أن تخبر نفسها بأنها لن تكون كالمره السابقه إلا أن قلبها يأبي التخلي عن خوفه بينما تبخرت كل شجاعتها في أن تتحدث له عن ما تخفيه !
.......
.....
جلس محمود بجوار بسمه وبرفق مرر يداه علي ذراعها وهو يهمس بجوار أذنها : بوسي ...بسبس
فتحت بسمه عيناها ونظرت له لتتقابل عيناه التي تخطب ودها بعيناها التي تحمل له عتاب
: انتي لسه زعلانه مني ؟!
صمتت ولكن نظراتها تحدثت ليمرر محمود يداه برفق علي جانب وجهها الناعم ويميل عليه يقبله وهو يقول بحنان : طيب متزعليش مني
دوما ما يعرف كيف يؤثر عليها ويكسب قلبها ومهما يفعل لا يتركها غاضبه وتلك ميزه تعترف بها .....المرأه تريد دوما من يخطب ودها ويراضيها
ابتسمت له ليقول بغمزة شقيه : يعني خلاص متصالحين
اومات له وابتسمت برضي للحظه قبل أن تقول بخفوت : بس توعدني انك تاخدني لماما اول ما تكون فاضي
اوما محمود وقال بتسويف بينما يقوم من جوارها ويتظاهر بأنه يخلع ملابسه : أن شاء الله يا حبيبي ....يلا بقي قومي جهزي لينا العشا علي ما اغير هدومي
غص حلقها فهي أصبحت تفهمه وتعرف طبعه وهاهو تهرب منها بلطف .....قامت من الفراش واتجهت للباب الذي توقف أمامه لحظه بتردد تفكر أن تستدير تجاهه وتتحدث معه ولكنها لم تطاوع تفكيرها بينما تدرك جيدا أن حديثهما سينتهي بشجار لذا صمتت
........
....
وضع ايهم مفاتيحه علي الطاوله بجوار الباب ودخل ليجد الأجواء الهادئه تحيط بالمنزل
دخل الي غرفه بناته ليجدها خاويه ليتجه الي غرفته
تركت غرام ما تفعله ورفعت عيناها إليه : ايهم انت رجعت
ضحك علي سؤالها الذي لا يحتمل اجابتين قائلا : لا لسه
عقدت حاجبيها هاتفه : يا سلام
قال ايهم ضاحكا : ماهو انا واقف قدامك وانتي بتسألي انت رجعت
هزت كتفها وقالت بابتسامه مرحه : معلش اهو بقي سؤال اتعودت عليه
خلع جاكيته الجلدي وسألها : امال البنات فين ؟
قالت غرام وهي تقوم من مكانها : هنا قالتلي هتاخد حلا يتمشوا ويشتروا هدوم وانا قولت احسن من قاعده البيت عشان حلا تفك شويه واخدوا يارا معاهم
اوما لها و سألها :نزلوا من بدري ؟!
هزت راسها قائله : لا من ساعتين وكلمتهم من نص ساعه كده قالوا شويه و راجعين
اوما لها وفتح ازرار قميصه : هي حلا لسه بتفكر في الواد ده
قالت غرام متنهده : قدامنا مش بتتكلم خالص في الموضوع ده بس جواها اكيد مش هتنساه في يوم وليله
صك ايهم أسنانه بينما مجرد الحديث عن ذلك الشخص يثير أعصابه ليهتف بحنق شديد : هتنساه .. لازم تنساه
اومات غرام توافقه : اكيد مسيرها تنسي وتتجاوز بس محتاجه وقت
اومأ ايهم لها موافقا لينظر تجاه تلك الأشياء التي افترشتها أمامها ليسألها وهو يعقد حاجبيه :
انتي بتعملي ايه ؟!
انتبهت غرام لترمش باهدابها بينما خانتها شجاعتها فالوقت ليس مناسب أن تتحدث بشيء بينما مؤكد أن فيه ما يكفيه من مشاكل ابنته لتقول بتعلثم وهي تطوي تلك الملابس سريعا : ها ...
لا ابدا بس كنت بروق الدولاب ولقيت شويه حاجات بتاعه يارا وهي صغيره قولت اشوفهم
رفعت فستان اصفر صغير مزين بالورود لتبتسم بحنين جارف قائله : ياااه...
بص كانت صغيره ازاي يا ايهم
واكبها ايهم وابتسم بينما يتطلع الي الفساتين والاحذيه الغيره قائلا : اه
وهاهو للمره الثانيه لم يفهم التلميح ولا أنها تختبر نبضه
....
.........
هزت هنا كتفها وتابعت بانفعال نابع من غضبها : ازاي يا حلا ...ازاي سكتي له وبدل القلم كنتي اديتي له عشرة
قالت حلا بغصه حلق بينما جروح قلبها ماتزال حديثه : مش عارفه يا هنا .....انا حسيت وقتها بالشلل. .... كل اللي حسيت بيه كان صدمه خلتني وكأني مشلوله مش عارفه اعمل ايه
وضعت هنا يدها علي يد اختها وقالت برفق : معلش يا حبيتي ...زمت شفتيها وتابعت بحنق شديد : قطع أيده الحيوان ده ....صكت أسنانها بمزيد من الحنق وتابعت : احسن أن بابي كسر له أيده ......اااه لو اطوله انا كمان كنت كسرت أيده التانيه
كورت قبضتها وتابعت بغيظ : الواحده لازم نتعلم فعلا ازاي تدافع عن نفسها ......صكت أسنانها وتابعت : عشان لما واحد يفكر بس ولو تفكير يمد أيده عليها تكسرها له ووقتها كل واحد هيفكر الف مره قبل ما يمد أيده علي مراته أو خطيبته أو اي بنت من الاساس ...اصلهم فاكرين أننا ضعفاء
نظرت لها حلا بابتسامه باهته وقالت بتعقيب : ماهو شيء طبيعي يا هنا أن البنت أضعف وارق من الراجل ...دي الطبيعه اللي ربنا خلقنا بيها ....غص حلقها وتابعت بأسي : مش عشان واحد كده يبقي كلهم زيه
نظرت لأختها وتابعت بنظره حالمه : دي مش حياه اللي هتكون بينهم لأنهم المفروض يكملوا بعض مش يقفوا قصاد بعض وكل واحد يستقوي علي التاني
تنهدت وتابعت : ماهو عندك بابي اهو عمره ما مد أيده لا علي مامي الله يرحمها ولا حتي علي غرام
هزت هنا راسها قائله : لا يا لولو .... انتي بتقارني مين بمين ....بابي ده من الزمن الجميل اللي مبقاش موجود منه ....ضربت كلتا يديها وتابعت : خلاص اللي زيه خلصوا والموجود دلوقتي أشباه الرجاله
هزت حلا راسها وقالت بإصرار الا تفسد الصورة الحالمه التي ترسمها بخيالها لعلاقه الحب التي كانت تحلم بأن تعيشها : لا يا هنا مش كلهم ..... في رجاله كتير محترمه وبتحترم اللي قدامها
نظرت لها اختها وقالت بفضول مرح : زي مين يا ستي
....ضحكت وتابعت : اونكل اسماعيل جوز خالتو ولا
اونكل محمود جوز طنط عزه جيرانا مثلا ....ولا .....رفعت حاجبها وقالت باستدراك : اااه عندك حق كان لسه في واحد
نظرت لها اختها بفضول لتتابع : ماندو !!
عقدت حلا حاجبيها بتفكير لتقول هنا سريعا : فاكراه....ماندو ابن اخت طنط عزه .....اللي كان بيلعب معانا لما يجي لخالتو زمان وبابي كان دايما يزعق ويقول لنا منلعبش معاه
لاحت ابتسامه علي شفاه حلا قائله : اااه افتكرته
عقدت حاجبيها ونظرت إليه اختها باستفهام : وده ايه فكرك بيه
قالت هنا سريعا بحماس : شوفته من كام يوم في الاسانسير ..... رفعت حلا حاجبيها : وافتكرتيه ازاي ....كل السنين دي ومتغيرش شكله
غمزت هنا بشقاوة : ده اتغير جدا .....بقي زي القمر
ضحكت اختها بينما تابعت هنا : انا كالعاده طالعه البيت ودماغي في حته تانيه وفي وداني الايربودز وعماله ادندن بصوتي الحلو ....ضحكت حلا لتتابع هنا : وطبعا عرفت أن صوتي كان عالي لما ببص في مرايه الاسانسير لقيت حاجه كده طويله جدا واقفه قدامي ومش عارف يداري ضحكته ...رفعت عيني ابص له لقيته بيبص ليا وقبل طبعا ما اختك تطلع عرق العصبيه وادخل فيه شمال واقوله بتبص علي ايه لقيته بمنتهي الذوق بيقولي ازيك يا انسه حلا .....انتي مش فكراني انا محمد .....
حاولت اشغل مخي وافتكر راح هو بصوت واطي قالي : ماندو
وانا بقي بسرعه روحت فتحت معاه حوار....اه انت ابن اخت طنط عزه
ضربت جبهتها وتابعت : تخيلي فاكر اسمك
اومات حلا لتنظر لها اختها قائله : انا قولتله اني هنا مش حلا واهو عرفت انه بقي دكتور تخيلي
اومات حلا بابتسامه لتتابع هنا بشقاوة : بقي طويل اوي يا لولو
اومات حلا مجددا لتنظر لها اختها باستفهام : مالك يا لولو بس عماله تهزي راسك وخلاص
قالت حلا بصوت باهت : اقول ايه ....بسمعك
اومات هنا قائله : واضح اني رغيت كتير
قالت حلا وهي تهز راسها وتنظر في ساعتها : يعني .....يلا ناخد يارا من ال kids erea
اومات اختها واعتدلت واقفه لتسير معها وهي تضع يدها بذراعها : برضه الواحده لازم تتعلم تدافع عن نفسها .....فاكره j lo في الفيلم لما جوزها كان بيضربها شوفتي عملت فيه ايه في الاخر
تنهدت حلا بضيق وقالت لتنهي الحديث : قتلته وخلاص يا هنا كفايه كلام في الموضوع ده
............
....
لماذا لا يستطيع رفع عيناه بعيناها...لماذا يهرب بنظراته من نظراتها التي لا تحيد عن النظر لعيناه .....نفس مختنق يلو الاخر تزاحم بصدر جاسر كما تزاحمت الأفكار التي يبحث بينها عما يقوله وهي بانتظاره ...نعم كانت ظاهريا بانتظار الاجابه ولكن بداخلها لم تكن أبدا مستعده لما ستسمعه لذا كان تعالي رنين الهاتف بتلك اللحظه بمثابه نجده لكليهما ...أجاب جاسر ليأتيه صوت والدته المستنجد : جاسر الحق ابوك يا جاسر
انتفضت الدماء بعروقه وتسارعت دقات قلبه بصدره وهو يهتف بهلع: ماله بابا
اتاه صوت والدته اللهيف : تعبان اوي يا جاسر ...الحقني يا جاسر
لم تنتظر ماس لحظه وسرعان ما كانت تجذب أطفالها وتسرع بهم خلف جاسر الذي ركض بلا هدي .....ارتجفت يداه لتقع منها مفاتيح سيارته ....أسرعت ماس تنحني وتلتقطها وتقول برفق : خليني اسوق انا يا جاسر
للحظه كاد يعترض ولكنه وافق دون جدال بينما لم يجد بداخله القوة للسيطره علي أعصابه
.........
...
قضمت وسيله شفتيها ونظرت إلي عمر باستنكار : وانت ليه تعمل كده .....انفعلت بينما تتابع : ليه تحاول تداري عليه
قال عمر بعفويه دون تفكير : عشان ده صاحبي
قالت وسيله بحنق : صاحبك غلط وكان لازم تسيبه يواجه عقوبه غلطته
قال عمر بدفاع : مش للدرجه يا سيلا ...يعني هو اكيد راح مع الست شهامه ... قاطعته وسيله بسخط : ولما هو كده امال ليه مقالش لمراته
تعلثم عمر وهو يبحث عن اجابه وضعتها وسيله أمامه : عشان بيعمل حاجه غلط ....طالما خبي يبقي بيعمل حاجه غلط
........
....
بأنفاس لاهثه أسرعت ماجده تفتح الباب لجاسر الذي سبق ماس ببضع خطوات بينما أخذ الدرج ركضا ودقات قلبت تدوي بصخب .....ماله بابا ...سأل والدته بقلب لهيف
قالت ماجده بدموع : تعب فجاه يا جاسر وكل اللي علي لسانه ...جاسر عاوز اشوفه
ابتلعت ماس بثقل وتقدمت من ماجده تحاول طمأنتها بينما هي بالكاد تتحكم في دموعها بينما لا تحتمل أن يحدث شيء سيء لهذا الرجل الذي تعتبره بمثابه ابيها : أن شاء الله هيبقي كويس
اندفع جاسر لغرفه أبيه ليرتمي بحضنه بينما دموعه تلمع بعيناه وهو يسأل بقلق شديد : مالك يا بابا
قالت ماس بقلق وهي تسرع خلفه : سلامتك يا اونكل ....التفت جاسر الي ماجده قائلا : كلمتي الدكتور يا ماما
قالت ماجده من بين دموعها : مرضيش ..قالي عاوز جاسر وبس
حتي ...حتي مي مرضيش يخليني أكلمها
نظر جاسر بقلق لأبيه ليقول وهو يعتدل واقفا : لا ...انا هكلم الدكتور يا تقوم معايا يابابا نروح المستشفي احسن
قال زيدان بوهن : مفيش داعي . ....أشار إلي ماجده وماس وتابع : سيبوني مع جاسر لوحدي
جذبت ماس ماجده التي تعلقت عيناها يزيدان وحاولت أن تعترض ولكنه شدد عليهم بصوت واهن: عاوز اتكلم مع جاسر لوحدنا
ربتت ماس علي كتف ماجده التي أخذت تبكي ناعيه زوجها : لا يا زيدان ......اوعي تسيبني
نظرت إلي ماس بعيون باكيه وتابعت : كان لسه مبسوط وبيتكلم معايا طول الطريق وفجاه حصل اللي حصل .....بكت بشده بينما تتابع بقلب محترق: عاوز يوصي جاسر عليا وعلي أخته
قالت ماس بجزع : متقوليش كده يا طنط ....أن شاء الله هيبقي كويس
......
...
بصعوبه ابتلع جاسر رمقه الجاف وهو يغلق باب الغرفه خلف والدته وزوجته بينما لا يطاوعه جسده علي الاستداره تجاه أبيه بينما جال بخاطره ما جال بخاطر والدته أن أبيه يوصيه وصيته الاخيره
اتسعت عيون جاسر وشهق بمفاجأة ما أن استدار علي تلك الجذبه القويه بينما وجد أبيه خلفه يجذبه من تلابيبه مزمجرا من بين أسنانه : انت ايه اللي عملته ده .....انطق وقولي..انت بتخون مراتك !!
..........
....
همس عاصم لعمر : جدع يا عمر
ضربت وسيله الأرض بقدمها بغيظ وهتفت بصوت عالي : بتقول ايه يا اونكل
قال عاصم وهو يحمحم: بقول عندك حق يا حبيتي ....بس نقول ايه ما انتي عارفه عمر شهم بزياده
تولت وسيله الأمر وكأنه ثأر شخصي حبا في ماس وأخذت موقف من عمر كاد يتحول لخلاف لولا أنه اتصل بأبيه ليحكم بينهم وهاهو عاصم يهديء الموقف : عموما يا حبيبتى اهو الرجاله بتحب توجب مع بعض وزي ما انتي متضايقه عشان ماس هو متضايق عشان جاسر بس في الاول والاخر انتوا الاتنين نيتكم كويسه يعني مفيش داعي تتخانقوا عشان خاطري ماشي يا سيلا
قالت وسيله بطاعه: حاضر يا اونكل
أغلق عمر الهاتف ونظر إليها بعتاب لتقول سيلا بدلال وهي تتجه لتجلس علي ساقه : متبقاش تعمل شهم تاني عشان مزعلش منك
........
.....
نظر ذلك الرجل المهيب الجالس خلف المكتب الكبير تجاه ذلك الشاب الذي ركز نظره في الأوراق التي أمامه
: مديريه قنا شكروا ليا فيك جدا يا احمد وانا متوقع انك هتكون من اكفأ الضباط عندي
قال الشاب بحماس : بأمر الله يا فندم
أشار له اللواء تجاه الاوراق وتابع : دي اول مهمه هتكون ليك معايا ....المطلوب زي ما فهمتك أننا نأمن اسره العقيد ايهم لغايه ما نتاكد أن المجرم كان بس بيهدد مش اكتر لما اتكلم عن أنه ناوي يأذي اسره ايهم
قال الشاب باستفهام : والعقيد ايهم
قال اللواء بنبره قاطعه : معندوش علم والافضل حاليا ميكونش عنده علم هيعرف في الوقت المناسب
قال الشاب باندفاع : وهيكون امتي الوقت المناسب لما عيلته يحصل ليهم حاجه
زم اللواء شفتيه بحزم وهتف : نفذ التعليمات وبس يا احمد من غير اسئله .....احنا ادري بالافضل وكل المطلوب منك تقوم بمهمتك علي أكمل وجه من غير اي تقصير ...مفهوم
اوما الشاب واعتدل واقفا يؤدي التحيه العسكريه : مفهوم يا فندم
.....
....
نظر زيدان الي ابنه باستياء كبير بينما يقسم جاسر للمره الثانيه : مخونتهاش يا بابا انا بس....قاطعه زيدان بغضب شديد : انت بس ايه ...عندك تبرير
قال جاسر وهو يبتلع ببطء : اكيد بس حضرتك مش مديني فرصه .....
نظر له زيدان بسخط وعاد يجلس علي فراشه بينما يقول بضيق من نفسه : بالعكس ده انا كذبت ومثلت علشان اديك فرصه
نظر جاسر له ليتابع زيدان بغضب : بس الفرصه مش عشانك ...عشان ماس وعشان ولادك
اللي انت متستاهملش
قال جاسر بدفاع عن نفسه : يابابا لو سمحت صدقني ...والله ما عملت حاجه غلط
نظر له زيدان بسخط : ولما هو كده خبيت عنها ليه
تعلثم جاسر ليهز زيدان رأسه ويزفر هاتفا :
للاسف انا خالفت مبادئي وعملت كده عشان تلاقي وقت تفكر فيه هتعمل ايه
نظر إلي ابنه وتابع بتوبيخ : ياريت تكون راجل وعندك مبرر للي عملته ويكون عندك شجاعه تقوله لمراتك
.........
...
غلي قلب ماجده لتهب من مكانها وتندفع تجاه غرفه زوجها وماس تسرع خلفها بينما تشير لأطفالها أن يبقوا مكانهم ......بسرعه تراجع زيدان الي الوساده وعاد يتظاهر بالوهن ما أن فتحت ماجده الباب بينما حاول جاسر جمع شتات نفسه وصورته التي تمزقت بأعين الجميع ....لديه مبرراته ولكن واضح انها مبررات زائفه خدع نفسه بها وصدقها بأنه فقط يساعد جارته السابقه وواضح وضوح العيان للجميع هذا الزيف الذي خدع نفسه به وهو يتهرب من مسؤوليات الحياه ويري مغامره جديده لم يعترف بها ولكن في قراره نفسه برر بها الملل اليومي وليت هذا الملل يعود وتعود حياتهم لاستقرارها
......
........
جذبت حلا هاتفها الذي تعالي رنينه مجددا لتغلق الصوت وتعود الي جلستها الواجمه بينما عيناها شارده في الفراغ الممتد أمامها وقد جافاها النوم حزنا وقهرا
كيف يفعل بها شيء كهذا بعد هذا الحب الذي كنته له ...هل أساءت الاختيار كما يقول كل من حولها
مجددا تعالي رنين هاتفها بهذا الرقم الغريب لتمد يدها إليه وتجيب بصوت باهت
الو
عقدت حلا حاجبيها وكررت اجابتها علي الهاتف : الو
كادت أن تغلق حينما لم تتلقي رد ولكن بنفس اللحظه استمعت الي تلك التنهيده الحاره التي سرعان ما لحقتها نبرته تهتف برجاء : حلا ....انا مقدرش اعيش من غيرك
سامحيني يا حلا ....متخليش غلطه واحده لحظه عصبيه تضيع حبنا ....تهدج صوت طاهر بينما يتابع : حلا انا بحبك !! متبعديش عني يا حلا ...انا مقدرش اعيش من غيرك !!
بايدي مرتجفه أغلقت حلا الهاتف والقته بعيدا وهي تهز راسها بعنف أمام قلبها الذي تحرك خائنا لها ...... كيف تشعر بتلك الدقات بعد ما حدث .....ذكرت نفسها بفعلته وذكرت نفسها بكرامتها المهدورة وقلبها الخائن ذكرها بكلماته لتهب من فراشها وكأن لدغتها افعي وتسرع تتجه الي غرفه اختها تهرب من البقاء وحدها مع ضجيج أفكارها المتصارعه مع قلبها
رفعت هنا عيناها تجاه اختها التي دخلت بلا مقدمات وجلست بجوارها بينما كانت تلاعب يارا بالمكعبات
: حلا مالك ؟
هزت حلا كتفها وقالت بتعلثم وهي تمد يدها تجاه المكعبات بايدي مرتجفه : ابدا ...زهقت قولت اقعد معاكم
اومات هنا بينما قفزت يارا الي حضن اختها : العبي معانا
حاولت حلا أن تنساق معهم ولكن مجددا تعالي ضجيج أفكارها لتنظر الي اختها وتسألها : انتي نستيه ازاي ؟!
عقدت هنا حاجبيها باستفهام : مين ....قصدك بتاع التيك توك
اومات حلا لعلها تجد طريقه تتجاوز بها وتنسي كما فعلت اختها التي قالت بلا مبالاه : اصلا مكنش في حاجه تتنسي....تنهدت وتابعت ببساطه ؛ كان مجرد فراغ بشغله وانا بتكلم معاه بس بعد كلامي مع غرام وعدتها اني اقفل الباب ده وفعلا عملتها
قالت حلا بيأس : ازاي قدرتي ؟
اجابت هنا بجديه: شغلت نفسي عشان مفكرش.....أشارت لها وتابعت بحماس : انتي عارفه أني بحب الاشغال اليدويه ....شغلت نفسي بمشاريع حاجات جديده اعملها وحاجات اتعلمها وسمعت كلام غرام أن الفراغ هو أكبر عدو للإنسان وأن أي عاده أو تفكير نقدر نتجاوزه بأننا نشغل نفسنا وميكونش عندنا فراغ ولا وقت نفكر في الحاجه دي
قامت من مكانها وتابعت بحماس وهي تري اختها بعض الصور علي هاتفها : بصي طلبت ايه ....الرسم بالدايموند تحفه طلبت اشكال كتير اوي لما يوصل الاوردر هبقي اعلمك
قالت يارا وهي تقفر : وانا كمان
اومات هنا ضاحكه : وانتي كمان يا يويو
...........
.....
نظرت ماجده برفض تجاه زيدان الذي قال بنبره هادئه يطمأنهم : انا بقيت كويس
هزت ماجده راسها برفض كما فعلت ماس التي قالت برجاء : معلش يا اونكل خلينا نطمن من الدكتور احسن
قال زيدان وهو يبعد عيناه عن عيون ماس القلقه بينما بداخله يعتذر لها ولكنه مجبر من أجل عائله ابنه الذي وعده أن يحل الأمر
: انا كويس يا بنتي متقلقوش
جلست ماجده بجوار زيدان تتطلع إليه بقلق بينما بقي جاسر واقف مكانه وعيناه تتطلع الي الأرض بخجل لم ينكره واعترف به لنفسه بأن ما فعله لم يكن أبدا يليق به أو بالحب الذي بينهم
اخيرا استطاع أن يخرج صوته بينما بداخله الف صوت يخبره ألا ينفرد بها لأن مما رأه من نظراتها قبل سابق أنها ستبتعد عنه مجددا ولكنه مضطر لتلك المواجهه ولكن ما لا يحتمله هو عواقبها
: انا ....احنا هنمشي
انقذته ماجده التي قالت بفزع : لا تمشي ازاي وتسيبني انا وابوك وهو في الحاله دي
قال زيدان سريعا : انا بقيت كويس يا ماجده ....روح يا جاسر انت ومراتك وولادك ....نظر إلي ماس وقال باعتذار : حقك عليا يا بنتي اني نزلتكم بالطريقه دي في الوقت المتاخر ده
قالت ماس برفق : متقولش كده يا اونكل
قالت ماجده برجاء : خليكم معانا يا جاسر ...نظرت إلي ماس وتابعت : معلش يا ماس....خليكم الليله دي معانا عشان لو زيدان تعب تاني
لم يقل جاسر شيء بينما انقذته مبادره والدته وتمني أن يبقي لعله يكسب مزيد من الوقت في مواجهه محتومه
مهما طال الوقت لتقول ماس بموافقه: طبعا يا طنط
ربتت ماجده علي كتفها وقالت سريعا : انا هجهز اوضه مي للولاد
قالت ماس وهي تتبعها : متتعبيش نفسك يا طنط ...انا هجهزها
خرجت ماس وماجده ليشيح زيدان بوجهه عن جاسر الذي اقترب منه ومال عليه يقول باعتذار : حقك عليا يا بابا اني حطيتك في الموقف ده
نظر له زيدان بعتاب قائلا : الوحيده اللي ليها حق عندك هي مراتك
اوما جاسر دون جدال ليتابع زيدان : كده كده هتواجهها ....واجهها واعترف بغلطتك واطلب تسامحك غير كده مفيش قدامك اي طريق واهي فرصه لما تبقوا عندنا يومين علي ما ترجعوا بيتكم تكون هديت وتعرف تتكلم معاها
........
...
ترددت كلمات زيدان باذن جاسر الذي كانت عيناه التي لم يقترب منها النعاس تتطلع الي ماس التي اولته ظهرها بينما بصمت طحن عظامه دخلت الي فراشه بعد أن شاركته غرفته حتي لا تفهم ماجده شيء مما يدور بينهم من خلاف وهاهي أخذت نهايه الفراش مكانا لها واولته ظهرها ونامت دون قول كلمه واحده !!
ظاهريا كانت نائمه ولكن واقعيا جافي عيناها النعاس وكانت عيناها شارده في الفراغ أمامها وعقلها يدور كالطاحونه كما حال قلبها المرهق من كل تلك الانكسارات التي نالها علي يداه
ماس .....استمعت الي صوته وسرعان ما أغلقت عيناها ولم تجيب ليناديها جاسر مجددا وقد استجمع شجاعته وقرر أن يخوض تلك المواجهه فلا سبيل للتأجيل أكثر فهي حتما ستحدث ان لم يكن اليوم فغدا لذا فليخوضها الان ....ماس
مجددا استمعت لنداءه ولكنها لم تجيب لتشعر به يقوم من جوارها وقد توقعت أن يغادر الغرفه ولكن أنفاسها انحبست بصدرها حينما وجدته يتجه ناحيتها ويجثو علي الارض بركبتيه أمام جانبها من الفراش ومجددا يهمس باسمها ......شعرت بانفاسه التي اهتزت بينما طافت عيناه بملامحها وحاسب نفسه حساب الملكين وقد انعقدت بداخله عقده هائله من الذنب وهو يتطلع إليها وتهب كل مشاعره ناحيتها ....أنها حبه الوحيد ...حبه الاعظم...بل أنفاسه التي يتنفسها... بدونها هو منقوص وهي نصفه التي تكمله ....بدونها يضيع ويتبعثر وهي من تجمع شتاته.....بدونها لا يعرف ماذا يفعل ولا كيف يسير وهي دوما من ترسم طريقهم وتوجهه إليه ...أنها بوصلته التي فقدها في خضم البروده التي تسربت الي حياتهم لايدري كيف ولكنه الآن يدري جيدا أن نيران حبه لها اشتعلت مجددا وتوهجت
هبت ماس جالسه وهي تبعد يداه ما أن لامست شعرها لتخرج نبرتها محتده محمله بكل غضبها منه واحساسها بالغدر : متلمسنيش
امتعض جاسر ولكنه تقبل رفضها للمسته ليقول برفق وهو يرفع يداه : حاضر ...انا بس عاوز نتكلم
اشاحت بوجهها وهتفت باقتضاب : مش وقته انا تعبانه
قال جاسر بتنهيده متعبه : وانا تعبان اكتر منك ....نظر إلي وجهها الذي تشيح به عنه وتابع : تعبان ومش قادر اكون جنبك وفي بيننا تاني جدار .....امسك بذراعها يديرها ناحيته بينما تابع برجاء : ماس لو سمحتي اسمعيني .....كل اللي طالبه منك دقايق بس تسمعيني فيهم وهقولك كل اللي عاوزة تعرفيه وهجاوب علي سؤالك
تأرجحت للحظه بين القبول والرفض ولكن قلبها المتلهف لسماع ما يسكن وجعه جعلها تنظر إليه بصمت
سحب نفس عميق يستجمع به شجاعته قبل أن يهز رأسه قائلا: اه روحت .....فقط كلمتان جعلت القهر يتشعشع بكيانها لذا سرعان ما تابع : من فتره قريبه ...شيرين ...شيرين جارتنا القديمه قابلتها صدفه وكانت واقعه في مشكله مع طليقها و...و ...مجددا أخذ نفس عميق يستجمع به المزيد من شجاعته قبل أن يتابع : يعني وقفت معاها بس لانها كانت محتاجه كده ....خدمه ...مجرد خدمه يا ماس ومفيش اي حاجه تانيه
نظر إلي نظرات عيناها الجامده والتي أخفت عنه ما يدور بداخلها ليتشتت بضياع وترقب لردها الذي لم يأتي بل بقيت صامته ليعيد جملته : مجرد خدمه يا ماس ومفيش اي حاجه تانيه ومفكرتش اقولك لأنها كانت بالنسبه ليا حاجه تافهه يعني ...مفكرتش وقتها وروحت معاها مدرسه ولادها و....خلاص ...نسيت يعني مفكرتش
أخذ يهذي ويكرر نفس الكلمات التي كانت اجابه نموذجيه بالنسبه لقلبها ولكن عقلها تلك المره لم يمرر بل توقف مكانه يسأل المزيد ويربط الأحداث بطريقه هي متاكده أن نتائجها ستتعبها ....ماس انا عمري ما خونتك ولا حتي فكرت اني ممكن اعمل حاجه زي دي ....ماس انا بحبك انتي وبس ...حتي لو بيننا مشاكل وخلافات اوعي تفكري في لحظه اني ممكن اخونك ابدا
امسك ذراعها برفق وتابع : وحياتك عندي وحياه ولادنا عمري ما خونتك
نظرت له بصمت طال بينما لا يتوقف عن الحديث والقسم ليتطلع لها بضياع وترقب: ماس ساكته ليه ؟!
اخيرا خرج صوتها بحديث عقلها بينما جنبت قلبها وحديثه جانبا لتلسعه صقيع نبرتها وهي تقول باقتضاب : بسمعك
عقد حاجبيه لتتابع ببرود اشد حرق قلبه : انت قولت اسمعيني وانا بسمعك ولو خلصت كلامك ....أبعدت يداه عن ذراعها وتابعت بينما تجذب الغطاء فوقها وتوليه ظهرها : بعد اذنك عشان عاوزة انام
احرقته بنفس أسلوبه الذي كان يتبعه معها ....اقتضاب وصمت ويتركها تغرق في تساؤلات لا نهائيه فلتدعه يغرق ويتساءل عما يدور بداخلها فلتبقي أمامه صفحه بيضاء لا يعرف كيف يقرء ما كتب في سطورها المخفيه فلتدعه يتعذب دون أن تسمح له بقراءه دقات قلبها وفقط يستمع لصوت احتراق قلبه واعصابه
لسه للحكايه بقيه .....انتظروا الحلقه الثامنه
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم



الباقي امتي يا حبيبتي
ردحذفالباقي فين؟
ردحذفهتنزلي الباقي امتي امال؟
ردحذف