الفصل الحادي عشر

10
روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) نكس فواز رأسه بينما لم يستطيع النظر في عيون حفيداته ليتيقن أنه تأخر كثيرا في ما فعله .... ليزداد ندمه وهو يفكر بأنه كان يجب عليه أن يتدخل منذ سنوات لينهر حفيده عن ما فعله ولا يسمح لتلك العداوة أن تصل لتلك المرحله ...لقد ظن أنه بتزويج فرح وحور من اولاد عمهم انتهت العدواة ولكنه كان واهم فهاهي عدواة اكبر نشأت في قلوب تلك الفتيات النقيه لأنهم من دفعوا الثمن ...! كان يجب ألا يسمح بما حدث يوقف تلك العداوة التي تربعت في قلب أولاده وترتب عليها كل ماحدث لينظر بشفقه الي حور وفرح بينما دفعت كل منهما ثمن إثم لم تقترفه اتجهت تلك المراه ذات الجسد الصخم تجاه فواز ما أن دخل الي المنزل قائله : حمد الله علي السلامه ياحاج اوما لها فواز قائلا : خدي حور ووهج وفرح لفوق وشوفي طلباتهم يا أم محروس هزت المراه راسها واتجهت الي الفتيات بترحيب لتتجه حور للاعلي بصمت بينما نظرت وهج الي عيون فرح التي ملئتها الدموع وتربت علي كتفها بأسف لم تستطيع نطقه قبل أن تحمل طفلها وتتجه للاعلي دخلت حور الي تلك الغرفه الواسعه والغريبه عنها وسرعان ما تجددت بداخل عقلها تلك الذكريات التي بقيت بها مع سليم بتلك الغرفه الغريبه عنها أيضا ....! تسارعت الأحداث أمام عيونها ومرت تلك الصور والأصوات لتتسارع انفاس حور التي هزت راسها اخيرا وطردت كل تلك الذكريات التي كانت الأكثر صخبا في كل ذكريات حياتها الهادئه والتي لم يكن بها شيء يذكر طوال السنوات التي بقيت بها أسيرة جدران المنزل ... ! ........... ..... تحرك فارس وفهد بخطوات قلقه في ممر تلك المشفي التي اوصي الطبيب بضرورة دخول عدنان إليها بعد أن تأزمت حالته كثيرا ....تنهد رسلان مطولا وهو يحاول ابعاد عيناه عن فهد وفارس بينما خانه قلبه واراد أن يربت علي كتفهم ويشد من عزمهم بتلك اللحظه ولكنه تراجع ليبعد عيناه ويتطلع الي سليم الذي استند الي الحائط بصمت وحاله كحال أبيه لايدري أن كان عليه أن يطيع فوران الدماء بعروقه وينقض علي فارس ام يتبع نزعته الرجوليه ويقف بجواره في هذا الموقف نظر سليم ورسلان الي الطبيب الذي خرج ليسرع إليه فهد وفارس ويتبعهم سليم ورسلان أخبرهم الطبيب أن عدنان موضوع بغرفه العنايه لتلتاع نظراتهم هتف رسلان بقلب لهيف وقد اهتزت كل ثوابته حينما شعر باقتراب مرارة فقد أخيه لتزول كل مرارة العداوة ولا يحل محلها شيء إلا الاخوه التي بينهم : عاوز اشوفه ....عاوز اشوف اخويا هز الطبيب رأسه : لمده دقيقه واحده وبدون ما تتكلم معاه اوما رسلان ليقول فهد وفارس : واحنا كمان عندها نطمن عليه هز الطبيب رأسه : يخرج البيه الاول وبعدين كل واحد فيكم يدخله دقيقه دخل رسلان ببطء الي غرفه أخيه الممدد فوق الفراش وطنين تلك الأجهزة الموصوله بجسده يقطع صمت الغرفه الموحش ..... وقف فارس في مقابله سليم ليشيح سليم بعيناه بعد ان رمقه بنظره كارهه لم يتواني فارس عن النظر إليه بنفس النظره وهو يهتف بغضب اهوج : صبرت سنين عشان تاخد تارك وفي الاخر اخدته من اختي يا ندل ياسليم توجهت النيران بعيون سليم بينما التفت فهد بحده الي فارس ....لا يتخيل أن ينطق بشيء وهو في هذا الموقف بل ينطق ويستفز سليم الذي لم يتواني لحظه عن الانقضاض علي فارس ليدفعه بعنف الي الحائط خلفه ويطبق علي عنقه مزمجرا : وهو مين خلاني ابقي ندل وجبان ..انت يا غدار يا ندل اللي عملت فينا كلنا كده لما غدرت وخطفتها .... اسرع فهد يحاول تخليص فارس من قبضه سليم بينما وقف فارس باستلام فهو يريد من نيران قلب سليم أن تبرد بأي طريقه لذا لا يريده صامت بل يريده أن يضربه ويفعل ما يريد به لتهديء النيران بقلبه ....ارعن ومتسرع ولكن هذا هو طبعه ...بينما فهد بالرغم من أنه الأصغر إلا أنه عاقل عكس فارس تماما امسك فهد بيد سليم هاتفا : سيبه يا سليم زمجر سليم بغضب وهو يزيد من قبضته علي عنق فارس الذي خرجت كلماته من بين أنفاسه الاهثه : سيبه يا فهد ....خليه يبرد ناره زم سليم شفتيه ولم يرد شيء إلا اخراسه ليجذبه ويدفعه مجددا الي الحائط صارخا : اخررررس ...أخرس خالص بدل ما اخلص عليك حاول فهد تخليص أخيه مجددا هاتفا برجاء : سيبه يا سليم ....مش وقته اللي بتعمله ...يستاهل القتل بس مش وقته استعاد سليم عقلانيته ولكن قبل أن يترك عنق فارس كان صوت فواز يتعالي من خلفه بينما اسرع الي المشفي ما أن عرف بما حدث من اتصال رسلان ليترك الفتيات ولا يقل لهم شيء ويسرع الي المشفي الموجوده بالبلده المجاورة وقف فواز مصدوم وهو يري مجددا أحفاده يحاولون قتل بعضهم : سليم ...! ترك سليم فارس الذي وضع يده علي عنقه يحاول التقاف أنفاسه بينما فواز ينظر لهم بخيبه رجاء وهو يهز رأسه بأسي قائلا : مفيش فايده. ...... لسه بعد كل اللي حصل عاوزين تقتلوا بعض .... زفر سليم دون قول شيء بينما نكس فارس رأسه حينما نظر له فهد بغضب فهو السبب بكل شيء اتجه فواز إليهم موبخا بسخط :بتعملوا اييييه في بعض .... لسه عاوزين تقتلوا بعض ..... انتوا ولاد عم ..... دمكم كلكم واحد ......ايييييه ناسين كنتوا ازاي مع بعض زمان يا احفاد الهاشمي ...كنتوا في ضهر بعض مكنتوش أعداء فرك سليم رأسه قائلا بعنفوان : هو اللي نسي الدم اللي بينا لما خان وغدر وخلاني اعمل زيه وابقي ندل بشجاعه اوما فارس قائلا : عندك حق انا السبب... انا كنت ندل وجبان.. بس غصب عني.. كنت بحبها ومش شايف قدامي غيرها وعمي عند معايا ومحدش فيكوا وقف معايا ....فاكر ياسليم كلمتك اد ايه تقف معايا . ...وانت ياجدي كل اللي قدرت عليه انك تقولي اسمع كلام عمك ....محدش فيكم فكر يقف معايا ويكلم عمي زجره سليم بغضب : تقوم تخطفها هتف فارس بضياع : غصب عني ....خوفت تضيع مني فرك فهد وجهه قائلا : كفايه تبريرات يا فارس ...اسكت خالص عشان مفيش حاجه هتقولها هتغير اللي حصل ...اسكت وخلينا في ابوك العيان وبالفعل كان محق ليسود الصمت لحظات قبل ان يسرعوا تجاه رسلان الذي خرج بوجهه ممتقع لرؤيه حاله أخيه بينما فطر قلبه وهو يترجاه أن يسامحه ....ليتذكر حينما فتح عدنان عيناه ببطء ورأي نظرات أخيه القلقه عليه بينما يسأله : عدنان...سلامتك الف سلامه عليك ؟ قال عدنان بيأس : ياريتني مت هز رسلان رأسه بقلب لهيف : بعد الشر عليك .....لية بس بتقول كدة.... عاوز تكسر ضهري من بعدك... احنا ملناش غير بعض لولا الشيطان اللي دخل بينا هز عدنان راسه بأسي : ابني السبب !! اوما رسلان قائلا وهو يغالب الخوض مجددا في عداوة السنوات التي فرقت بينه وبين أخيه : خلاص ياعدنان اللي حصل حصل... وارادة ربنا يكون للعيال نصيب في بعض وانا ندمت الف مره اني كنت واقف في طريقهم....... تنهد وتابع : لو كنت وافقت مكنش حصل كل ده تهدجت انفاس عدنان وهو يستمع إلي كلمات أخيه السمحه كما طبعه : انت اللي بتلوم نفسك يا رسلان .....امال انا اعمل ايه في نفسي وفي ابني ؟! ربت رسلان علي يده قائلا : متعملش اي حاجه ....سيبه ليا انا هربيه من اول وجديد .... اغمض رسلان عيناه لحظه قبل أن يتنهد قائلا : مش هكذب عليك واقولك اني نسيت .... انا كان قلبي قايد نار علي وهج طول السنين دي وكنت عاوز اشرب من دم فارس عشان ناري تبرد بس لما شوفتها وشوفت ابنها نار قلبي بردت ..... هز رأسه وتابع : ابنك بالرغم من اللي عمله إلا أنه حطها في عنيه وده كلامها وعشان كده انا هحاول انسي ..... نظر عدنان إلي رسلان برجاء : من قلبك يا رسلان اوما له رسلان : من قلبي يا عدنان ....احنا اخوات وابنك ابني .....غلطته كبيرة اوي بس هنغلط اكتر لو فضلنا معاندين بعض ومكملين في العداوة والعيال اللي هتدفع التمن .....فرح وحور ملهمش اي ذنب يدفعوا تمن غلطه فارس ارتاحت ملامح عدنان للحظه قبل أن يتابع رسلان بغيظ نابع من داخله : اينعم هنسي بس ده ميمنعش اني ناوي اربي فارس من اول وجديد سعل عدنان قائلا بتعب : اعمل فيه اللي يريحك ....انا كل اللي يهمني دلوقتي حور.. قال رسلان بهدوء : اطمن ....حور في عنيا... والله لو عارف ان سليم هيأذيها ولو بكلمه ماكنت خليتها علي ذمته لحظة... اصبر ياعدنان ومسير الامور تتحسن هي هتهدي وتفهم وان شاء الله نرجع عيله واحده ............ .... طرقت وهج باب غرفه حور ودخلت لترفع حور عيناها إليها باستغراب لم تنكره فهي لاتعرف تلك الفتاه التي تمسك بيدها هذا الطفل الصغير تريده أن يتعرف علي عائلته ويكبر بوسطهم تعلثمت وهج وهي تبحث عن شيء تقوله لحور بعد أن وجدت قدميها تقودها اليها : انا مش لاقيه كلام أقوله ....انتي وفرح اتظلمتوا من غير ذنب ومش بس انتي وفرح لا سليم وفهد كمان اتظلموا .... هزت راسها وتابعت بندم : كلكم دفعتوا تمن غلطتي انا وفارس كانت حور تتابع تلك الكلمات بعيون باهته بينما بداخلها لم تكن تريد بتلك اللحظه سماع شيء عن أخيها الذي دمر حياه الجميع بلحظه انانيه منه وكل ما فكرت به هو اجابه لسؤال راودها كثيرا حينما كانت مختطفه تحت مسمي الزواج : رضيتي ازاي ؟! نظرت وهج مطولا الي حور التي نطقت تلك الكلمات بشتات ماثل شتات افكار الجميع لتحاول هي الأخري ايجاد اجابه لهذا السؤال لتخرج كلماتها ضائعه وهي تحاول شرح مشاعرها وافكارها التي كان الزمن اكبر مداوي لها والسبب الأكبر لرضاءها لتهز راسها اخيرا وتنكسها قائله باعتراف : حبه ليا خلاني ارضي ابتلعت حور ببطء ولم تجد وهج شيء آخر لتقوله لتنظر الي سليم وتلمع الدموع بعيونها قبل أن تأخذه وتخرج بخطوات سريعه عائده الي غرفتها لتنفجر بالبكاء بينما شعرت بمقدار عدم تقبل من حولها لها واولهم حور ولكن فرح لم يكن هذا شعورها لتطرق باب غرفه اختها وتدخل .....نظرت وهج الي فرح التي كبرت كثيرا وتغيرت خلال تلك الأعوام لتفتح لها ذراعيها وتضمها باشتياق كبير ربتت وهج علي كتف فرح قائله : هيصالحك يافرح ...واضح من كلامك أنه بيحبك هزت فرح راسها وامتزج صوتها بالبكاء : مش بيحبني ولا حاجه .... ده حتي مفكرش أنه يقولي اي حاجه وسابني امشي ...ازداد بكاء فرح وتابعت وهي تهز راسها : انا اللي ساذجه وغبيه ...حبيته وعملت نفسي مش واخده بالي هو اتجوزني ليه اصلا .. مسحت دموعها بظهر يدها وتابعت : ياريتني ما وافقت اتجوزه ولا كنت شوفته تأثرت وهج لوحه قلب اختها لتقول بحنان : كفايه عياط يا فرح .... حقك عليا انا السبب هزت فرح راسها : انتي زيي وزي حور بالضبط مالكيش أي ذنب ..........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله ) .... انقضت الليله طويله علي الجميع بينما أمر الطبيب ببقاء عدنان بغرفه العنايه المركزة .... تحرك سليم ذهابا وإيابا واضعا يداه خلف ظهره في رواق المشفي الطويل بينما استند فارس الي أحد الجدران وجلس فواز بجوار رسلان .... بعد عده دقائق اسرع فواز ورسلان بقلق تجاه فهد الذي خرج للتو من غرفه عدنان بالمشفي بعد أن سمح له الأطباء برؤيته نظر له فواز بقلق : عامل ايه ؟! قال فهد متنهدا : عاوز يشوف حور وجهه نظراته القاتله تجاه فارس الذي قال سريعا : هروح اجيبها هز فهد رأسه بحنق : مالكش دعوه بيها كفايه اللي حصل بسببك امسك رسلان بكتف فهد هاتفا : مش وقته يافهد ..... خلينا في ابوك زفر فهد قائلا : انا هروح لحور اجيبها عقد فواز حاجبيه لحظه قبل أن يتدخل سليم قائلا : انا هجيبها تحركت عيون فهد وفارس بالرفض ولكن فواز لم يعطي لهم أي فرصه ليقول بحزم : ماشي ياسليم ....ارجع البلد هات حور وتعالي علي المستشفي ....مفتكرش هترضي تيجي مع فهد أو فارس نظر فهد وفارس تجاه جدهم ليهتف فهد باندفاع ممتعض : مش هترضي تيجي معايا وهتيجي معاه هو ؟! ازاي ؟! نظر سليم الي فهد قائلا بثقه : افتكر كل اللي يهمك أنها تيجي ...ميخصكش بقي ازاي اندفع فهد بحنق : يخصني ....دي اختي ولو فكرت ....قاطع سليم تهديد فهد هاتفا بعصبيه : متهددنيش ...حور تبقي مراتي اوعي تنسي كده تدخل فواز وهو يزفر بضيق بينما يقف بين أحفاده : وبعدين معاكم مش كل كلمه بخناقه هتف فارس بامتعاض : وهو انا نطقت تهكم سليم بسخط : وانت ليك عين تنطق احتقن وجهه فارس : وانت كاسر عيني يا سليم زمجر سليم بغضب ليهب رسلان واقفا بينما عجز فواز عن الحول بين مشادتهم الكلاميه والتي ستتطور ليمسك بكتف سليم ويقول بحزم : سليم مش وقت كلام ...روح هات مراتك اوما سليم وتحرك الي سيارته المتوقفه اسفل تلك المشفي الكبيرة في المدينه حيث نقلوا عدنان بينما التفت رسلان الي فهد وفارس ليقول لهم بحزم : انتوا الاتنين تقعدوا مكانكم ومش عاوز اسمع حس واحد فيكم والا قسما بالله أفرغ فيكم طلقتين واخلص نظر فهد وفارس لبعضهما قبل أن يتخد كل منهم مقعد ممتثلين لكلام رسلان ... .......... ... فتح الحارس البوابه لسيارة سليم قائلا وهو يتبع السيارة التي تمهلت وهي تدخل من البوابه: اهلا ياسليم بيه ... اوما سليم له ليكمل الحارس وهو يسير بجوار السيارة التي تمهلت وهي تعبر البوابه مع شروق شمس الصباح : فواز بيه مش موجود اوما سليم له قائلا : عارف يا حسنين اوقف سليم سيارته لدي الدرج الحجري وتنفس مطولا قبل أن بخطو الي الباب الخشبي الكبير بينما يفكر كيف سيكون لقاءهم بعد تلك الساعات ....وتوجس كثيرا أن ترفض المجيء معه لرؤيه ابيها ليغيب بتفكيره وهو يضغط علي جري الباب بينما يفكر في طريقه اخبارها بالأمر ..... فتحت الباب تلك المراه الاربعينه ذات ملامح الوجهه المتجهمه والتي تدعي ام محروس .... ما أن خطي سليم للداخل خطوة حتي تفاجيء بيد أم محروس تمتد أمامه وتمنعه من الدخول لينظر لها باستنكار ازداد حينما قالت : علي فين ياسليم بيه ؟! عقد حاجبيه فإن كانت تعرفه فماذا تفعل بيدها التي تمدها أمامه وتمنعه من الدخول الي منزل جده ليقول وهو يهز كتفه : داخل تفاجيء بالمرأه ما تزال متوقفه أمامه وهي تقول : داخل فين ؟! عقد سليم حاجبيه هاتفا : انتي مش عارفه انا مين يبقي عارفه داخل فين قالت المراه بنبره حاده ومازالت محتفظه بتجهم ملامح وجهها : عارفاك ياسليم بيه بس الحاج فواز قالي مدخلش حد البيت وهو مش موجود هتف سليم باستنكار : حد مش انا ! هزت المراه راسها بغباء مطلق : محددش وقالي اي حد زفر سليم قائلا : طيب اوعي خليني ادخل توقفت المراه أمامه قائله : لا اتسعت عيون سليم ليهدر بغضب : لا ايه ياست انتي...! وسعي من قدامي : لا زفر بضيق شديد فهو بالأساس لا يحتمل شيء ليقول بنفاذ صبر : ياست اوعي بقولك انا خلقي في مناخيري هزت المراه راسها بإصرار ومازال متوقعه أمامه بجسدها الضخم ولكن قبل أن يفتح سليم فمه كانت شفتاه تتجمد علي وضعها حينما تعالي صوت حور التي نزلت الدرج بعد أن استيقظت علي صوت رنين جرس الباب قبل قليل ..... عقدت حاجبيها وهي تسال عن سبب تلك الأصوات : في ايه يا ام محروس ؟! التفتت المراه لها لترتفع عيون حور تجاه سليم الذي ظهر من خلف المراه ويسود الصمت للحظات ..... اشتاق لها وكأنه تركها لسنوات وليس فقط ليله ليتطلع طويلا لها بدأ من شعرها الأسود الطويل الذي تموجت خصلاته علي جانب وجهها وبين ملامحها التي مازالت تحمل اثار النعاس الذي تعذبت لتناله بعد أن بقيت مستيقظه الي الفجر : انت ؟! اوما سليم دون قول شيء بينما تاهت كلماته أمام حضورها الطاغي لتسأله حور بعد أن عقدت حاجبيها في وجهه : في ايه ...جاي ليه ؟! اغتاظ سليم من وقوف المراه أمامه ليحاول المرور إلي حور والحديث معها ولكن المراه وقفت أمامه تمنعه أن يخطو خطوة للداخل ...نظر سليم بانفعال بينما توقفت ام محروس أمامه بصمت ليقول سليم لها بعصبيه من بين أسنانه : وسعي يا ست انتي بقي هزت المراه راسها هاتفه : دي أوامر الحاج لعن سليم بسره لتنفلت ضحكه خافته من حور علي ما يحدث بينما لأول مرة تداعب شفتيها الضحكه منذ ما حدث !! لتختطف انتباه سليم الذي وقف مكانه يتطلع إليها فقط تقدمت حور بضع خطوات لتسأله بجديه وهي تمحي الابتسامه من فوق شفتيها : في ايه يا سليم جاي ليه ؟! نظر لها باستنكار بينما تحدثه وام محروس واقفه بينهم : هتكلم وانا واقف علي الباب كده هزت كتفها ببرود تعمدته بينما تشفت في رؤيه غضبه ليعود ناظرا للمراه بنفاذ صبر هاتفا : اوعي من قدامي لم تتحرك ام محروس لتتحرك حور تجاهه خطوه أخري وتسأله بفضول : انت جاي ليه ؟! زفر وأشار للمراه : هتكلم وهي واقفه وسطنا كتمت ضحكتها حينما ظلت ام محروس علي وقفتها ليذوب سليم حرفيا وكأنها ساحره فقد تحولت تماما الي حوريه كأسمها ليتساءل عن تلك الباكيه الناقمه التي كان يراها والان هي جميله بضحكه صافيه ووجهه مشرق .....لم تنكر أن فضولها قتلها لتعرف سبب مجيئه أو هكذا أخبرت نفسها لتتهرب من اسئلتها لنفسها عن سبب رغبتها في الحديث معه من الأساس بعد كل ما فعله لتقول : طيب يا ام محروس خليه يدخل تلكأت المراه وهي تتحرك من أمام سليم قليلا و ظلت واقفه بجوارهم لينظر لها سليم بحنق : هتفضلي واقفه كده أومات له ام محروس بسماجه: امال هسيبك واقف معاها اتسعت عيون سليم بينما حاولت حور كتم ضحكتها علي ما تفعله به تلك المراه لينفجر سليم بها بانفعال : دي مراتي ياست انتي اشاحت المراه بوجهها : أوامر الحاج تبرطم سليم بسره ليهتف بها : طيب روحي اعملي ليا قهوة ...ولا دي كمان لازم تاخدي فيها أوامر الحاج نظرت المراه إليه وانفلتت الكلمات من شفتيها التي التوت الي جانب فمها : وانت جاي نشرب قهوه عندنا زفر سليم بينما لم تستطيع حور منع ضحكتها تلك المره حينما أجاب سليم ببرود : اه اصل معندناش قهوة في بيتنا ....لحظه وعقد حاجبيه هاتفا بصوت أجش : يلا ياوليه روحي اعملي القهوة اتسعت عيون حور مردده : وليه !! اوما سليم : اقولها ايه ....؟! التفت الي ام محروس وتابع من بين أسنانه : يلا يا مدام ام محروس اعملي ليا قهوة لو سمحتي هزت حور راسها لأم محروس أن تذهب لتتمهل المراه بخطواتها بينما تقول لحور : انا جنبك في المطبخ ياست حور لو في حاجه نادي عليا تبرطم سليم بسخط ؛ ده انتي ست *** ..... نظرت له حور بعيون حاولت اخفاء ضحكتها ولكن سليم لمحها ونظر لها بهيام : بتضحكي ؟! اخفت حور ضحكتها سريعا وعقدت حاجبيها قائله : عاوز ايه ....؟! اشار لها بيده ليتحركوا بضع خطوات بعيدا حينما لمح وقوف ام محروس خلف أحد الستائر قائلا : تعالي نتكلم بعيد نظرت له حور باستفهام : نتكلم في ايه ...مفيش بينا كلام حك سليم ذقنه ونظر إليها لحظه قبل أن يقول بتمهل : هو في بينا كلام كتير بس مش ده اللي انا جاي عشانه لم تفهم حور شيء من غموض كلماته لتقطب جبينها قائله : امال جاي ليه ؟! قال سليم بمراوغه : هقولك بس الاول تعالي معايا ازدادت قطبه جبين حور وهي تسأله : اجي معاك فين ....سرعان ما انفعلت نبرتها وهي تتابع : انا مش هسيب بيت جدي ولا هرجع معاك يكون في علمك قال سليم بمكر بينما هي من فتحت حديث عودتها إليه : وانا قولت ارجعي .....تمهل وهو يتطلع الي ملامح وجهها متابعا : انا قولت هاخدك معايا : فين ؟! قال بغموض : هتعرفي . .. اجهزي ويلا مستنيكي في العربيه برا لاتعرف لماذا هي معه الآن بينما لم تفكر واندفعت خلف فضولها وتجهزت ....صمتت ولم تبرر ذهابها معه بشيء أكثر من كلمه فضول بينما تركت باقي الكلمه ناقص وهو فضول نابع من قلبها الذي لا تدرك لماذا يدق لرؤيته بعد كل ما فعله بها لذا فكرت أن سايرت فصولها لربما تعرف السبب ولكنها ما أن استعادت وعيها الذي غاب خلف فضولها أدركت إنها بقدمها ذهبت معه لتتراجع بتردد وخوف غلبها دون إرادتها ما أن ركبت بجواره السيارة لتضع يدها علي مقبض باب السيارة التي تحركت للتو خارج بوابه منزل جدها لتقول بتوتر واضح : وقف العربيه ورجعني نظر سليم إليها والي توترها وخوفها الواضح منه وقال مهدئا : اهدي ياحور ومتخافيش نظرت له حور بشراسه : انا مش خايفه منك ابتسم سليم دون إرادته وتابع طريقه : وانا مش عاوزك تخافي ..... هزت راسها وانفلتت منها تعليق ساخر : هتخطفني تاني !!؟ تفاجات به يميل ناحيتها لتتراجع سريعا بينما تظاهر بأنه يربط لها حزام الامان ويهمس بمكر : عندي استعداد اخطفك تاني وتالت ورابع .... بس حاليا مش دي نيتي ...! ........ ... تحركت وهج في الغرفه ذهابا وإيابا وهي تتطلع كل لحظه الي هاتفها الذي يضيء باتصالات فارس التي لا تتوقف ولكنها تمنع نفسها من الرد عليه ....! التفتت الي بكاء سليم الصغير لتتجه إليه علي الفور تحمله وتهدهده ....دخلت فرح التي استيقظت قبل قليل الي غرفه اختها علي صوت بكاء سليم : ماله ؟! ابتسمت وهج لها هائله : صباح الخير ... أومات فرح لها وهي تنظر بقلق لبكاء سليم : هو بيعيط ليه ....تعبان هزت وهج رأسها بهدوء : لا ....هو عاوز فارس ...متعود يصحي يلاقيه أومات فرح بتعلثم بينما لا تعرف شيء عن اختها ولا ابنها ولا كيف كانت حياتهم تلك السنوات ....حملت وهج سليم واتجهت به الي فرح تحدثه : شوفت خالتو فروحه .....يلا كلمها يا سليم تابعت فرح اختها وهي تستبدل للصغير ملابسه ويتحدثون بكلمات من هنا وهناك حتي انتهت لتقول فرح وهي تلمح هاتف اختها : مش هتردي هزت وهج رأسها بنظره خزلان واعتذار لأختها : مش عاوزة أكلمه وهو السبب في كل ده صمتت فرح لحظه ليتابع فارس اتصالاته بلا توقف : ردي عليه .....اكيد علي الاقل قلقان علي ابنه نظرت وهج الي فرح التي بداخلها ازداد الجرح من فهد بينما لم يحاول ولو مرة الاتصال بها وكأنه أراد أن تخرج من حياته وكم كان بادي الحزن والانكسار علي ملامحها وهي تشعر بأنها غير مرغوبة منه ابدا .... جذبت وهج الهاتف بحنق وأجابت : عاوز ايه ؟! تفاجيء فارس بنبرتها الهجوميه والتي تخالف هدوءها ورقتها الدائمه معه ليقول بقليل من التعلثم : وهج حبيتي قلقت عليكي غالبت وهج شعورها ناحيته بالتأثر أو الاشتياق لتقول بجفاء : اطمن انا كويسه ما أن قاربت علي غلق الخط حتي اسرع فارس يفتح حديث معها ولم يفكر كثيرا لينسحب الي أحد الزوايا وسرعان ما يهمس لها بمشاعر : وحشتيني يا وهج اخترقت كلماته كل دفاعاتها ولكنها تمسكت بالصمت ليتابع فارس : وحشتيني انتي وسليم .....عمري ما بعدت ليله واحده عنك من وقت ما اتجوزنا ....حاسس اني زي العيل الصغير من غير أمه .... تدرك جيدا كل ما يقوله فهو يحبها كما يصف بالضبط ...حب بكل كيانه حتي أنه اكتفي بها وحدها عن عائلته وحياته وكل شيء ....ترك كل شيء من أجل حبها دون ندم لحظه واحده ... : وهج .... سمع صوت أنفاسها قبل أن تتنهد : نعم : ساكته ليه ..... ؟! قالت بثابت متمسكه بموقفها : انا قولتلك كل اللي عاوزة أقوله امبارح تنهد فارس قائلا بإقرار : حاضر يا وهج هصلح كل اللي عملته نظرت وهج الي ملامح وجه اختها الحزينه مهما تظاهرت بالعكس وهي تلاعب سليم لتقول لفارس بشك : هتقدر قال فارس بجديه : هحاول ...... بس لازم تديني فرصه فرك وجهه وتابع : كلكم لازم تدوني فرصه اصلح اللي عملته ..... صمت وتذكر كلمات رسلان له ليقول بخزي : انا سبب كل ده بس مكنتش قاصده ابدا .....ساعديني يا وهج وانا هصلح كل حاجه ....هتكلم مع عمي واحاول اشرح له موقفي و حتي سليم وفهد هحاول يسمعوني ...هعمل كل ده بس بابا يقوم بالسلامه عقدت وهج حاجبيها : عمي ....ايه اللي حصل ؟! انتبهت فرح علي كلام اختها التي أخبرها فارس بما حدث لتقول وهج بقلق : طيب هو عامل ايه دلوقتي .....انتوا فين ...هجيب سليم واجي علي طول هز فارس رأسه قائلا : لا خليكي ياوهج .....انا هطمنك عليه حاولت وهج إقناعه : مينفعش افضل هنا : معلش يا وهج اسمعي الكلام ....لما يتحسن هكلمك عشان تزوريه .....خدي بالك من نفسك ومن سليم لو عاوزة حاجه اتصلي بيت أغلقت وهج والتفتت الي فرح تخبرها بما حدث لتبتسم لها بحنان وهي تضع يدها فوق يده اختها قائله : شوفتي بقي أنه كان معذور وعشان كدة متصلش ولا جه وراكي ...باباه في المستشفي مجددا تخدع نفسها وتبرر له وتسير خلف قلبها الغاشم الذي وقع بحبه دون اسباب مقتنعا أنه احبها هو الآخر حتي أفاقت علي حقيقه سبب زواجهم التي كانت واضحه وضوح الشمس ولكنها تغافلت عنها وبقيت كالنعامه تدفن رأسها في الرمال وتتظاهر بأنها لا تعلم شيء عن تلك الحقيقه ... : فرح رفعت راسها إلي اختها التي نظرت إلي شرودها برفق قائله : مالك يا فرح هزت كتفها : مفيش .....ربتت علي شعر سليم بحنان وتابعت : لو عاوزة تسيبي سليم معايا وتروحي المستشفي روحي هزت وهج رأسها : لا ...خليني معاكي انتي وحور نظرت حولها وتابعت : تعالي نروح نشوف حور ...اكيد لو عرفت هتكون خايفه علي عمي أومات فرح وذهبت مع اختها تجاه غرفه حور الخاويه لتجيب عليهم ام محروس : خرجت مع سليم بيه من شويه عقدوا حاجبيهم باستنكار : مع سليم هزت المراه كتفها وعادت لتتابع عملها لتنظر وهج الي فرح : ازاي ...؟! ........... .... لم تصبر حور اكثر من هذا بينما تتحرك عيناها مع حركه السيارة تتابع ماحولها بعيون طفله صغيرة تنظر من نافذه السيارة وكأنها تنظر إلي العالم ...ذلك العالم الذي عاشت سنوات محرومه منه وتراه لأول مره ولكنها أجبرت نفسها علي ترك التأمل وهي تلتفت الي سليم الذي كان يقود ولا يمنع عيناه كل بضع لحظات من النظر إليها ليري تأمل عيونها لكل ما حولها ويتركها تتطلع من النافذه بصمت وبداخله يشعر بأنها بالفعل تحمل كل مشاعر وتفكير طفله صغيرة تري العالم لاول مره ..... التفت سريعا تجاهها بينما من حيث لا يدري هبت به حور بانفعال : وقف العربيه وفهمني انت واخدني فين ..... حاول سليم ان يهدئها قائلا : متخافيش ياحور هزت حور راسها وضربت مقدمه السيارة بيدها بعدم صبر هاتفه : بعصبيه : بقولك اقف ..... امتثل سليم لطلبها ليهديء من سرعه السيارة ويتمهل وهو يتحرك الي جانب الطريق لتنتزع حور تركيزه وهو ينظر إلي مراه السياره الجانبيه ما أن مدت يدها الي حزام الامان تفكه وهي تضع يدها الأخري علي مقبض الباب ليوقف السيارة سريعا ومعها تتعالي بضع أبواق معترضه علي رعونته ولكنه لم يبالي بها وسرعان ما كان يلتفت الي حور : حور رايحه فين ....اهدي وانا هفهمك قبل أن يقول شيء كان صوت أجش يصرخ بسليم لينظر سليم الي سائق السيارة خلفه والذي نزل منها واتجه الي جانب سليم بغضب : حد يقف كده فجاه ....انت أعمي اجفلت حور بخوف واضح من نبره الرجل الذي انجده خوف حور من يد سليم بتلك اللحظه ليحاول ضبط أعصابه وهو يقول من بين أسنانه للرجل : حصل خير ..! لم تكن كلمات شافيه لسائق مثله ليتهور وهو يزيد من علو نبرته مهاجم سليم الذي بتلك اللحظه كل ما ركز عليه هو خوف حور الواضح بينما ضمت كتفيها وبدأت تفرك بيدها .....تعالي صوت السائق الغاضب (هو ايه اللي حصل خير يا فندي انت .....مش قد السواقه بتركبوها ليه .... ولا انت ابوك يجيبلك عربيه تقوم ترازي بيها خلق الله وتعمل راجل قدام الحريم اللي معاك ) هنا لم يستطع سليم حقا التحكم في أعصابه لتصرخ حور بخوف ما أن هب سليم من جوارها بحركه فجائيه فتح بها الباب جاذبا الرجل من تلابيبه بأحدي يداه وليده الأخري كان يدفع برأسه يصدمها بالسيارة .... هلعت حور ونزلت سريعا لتري الدماء تسيل من رأس الرجل الذي حاول الناس التي تجمهرت حولهم تخليصه من يد سليم ..... تجمعتموع الخوف سريعا بعيون حور التي لأول مرة تعيش شيء كهذا والذي يدفعها لتذكر تلك الليلة المشؤمه التي اختطفها بها .... انتبه سليم إليها حينما نزلت من السيارة ليباغته الرجل بلكمه قويه في أنفه معها تعالت صرخه حور : سليم ! تحمل سليم تلك اللكمه وكل ما ركز عليه هو هي ليقول بصوت صارم : ارجعي العربيه ..... تراجعت حور بعيون مبهوته ركزت علي دماءه التي سالت من أنفه ليمسحها سليم سريعا ويلكم الرجل لكمه اقوي ويحتدم الشجار بينهم ولكن المارة تجمعوا وحاولوا فض الاشتباك الذي دام لنصف ساعه وانتهي حينما فرق الناس بين سليم والسائق ليدخل سليم الي السيارة ويتحرك بها بحنق وسرعه مبتعدا .....! أنها السبب وهو سيفرغ بها غضبه مؤكدا ...هذا ما ظلت حور تفكر به وهي تتطلع الي ملامح وجه سليم الجانبيه الغاضبه ..... مجرد بضع دقائق مرت عليها وامتليء بداخلها الخوف منه بتلك الطريقه بينما فقط تلك الدقائق التي احتاج سليم إليهم ليوقف السيارة بمكان مناسب ويبتعد عن مكان تلك المشاجره ....اوقف السيارة وسرعان ما التفت اليها بعيون لهيفه ملئها القلق وهو يسألها : انتي كويسه !؟ كان رد فعل حور الأولي هو التراجع بظهرها سريعا خوفا منه فلم تسمع لسؤاله القلق وهذا ما لاحظه سليم ليقول برفق : حور متخافيش انا مش هعملك حاجه .... هزت حور راسها ونظرت إليه لتسأله بفطره : مش هتزعق ليا ! عقد سليم حاجبيه من سؤالها : ازعقلك ليه ...؟! قالت حور بدون ترتيب وهي تفرك يدها : انا اللي خليتك تقف كده وانت اتخانقت بسببي والراجل ضربك !! لا تعرف سبب تلك الابتسامه التي ظهرت علي شفتاه واجتذبت نظرها لتعقد حاجبيها بعدم فهم بينما قال سليم برفق شديد : اولا مش عاوزك تخافي ثانيا عادي خالص خناقه بتحصل في مصر كل ثانيه ثالثا انا مكنش فارق معايا حاجه غيرك وقت الخناقه ورابعا اسف اني اتخانقت وانتي معايا بس غصب عني الراجل استفزني خامسا ودي اهم حاجه انا اللي ضربت الراجل ....! فغر فاه حور لثانيه وهي تراجع كل ما نطق به والذي لم تستوعب أن يقوله من الأساس والذي أيضا قلب كيانها ككل شيء يفعله أو يقوله بتلك الطريقه وكأنها فعلا تعنيه أو يهتم بها لتبعد كل تلك الأفكار دفعه واحده لاتريد الغرق بهذا التفكير الذي يجعلها مشتته في تفسير ماهيه تلك الأفكار والمشاعر التي تشعر بها بسبب كلامه لتضيق عيناها و تطلع الي أنفه التي مازالت تحمل اثار الدماء قائله بتعليق : علي فكرة الراجل ضربك بوكس جامد اوي حمحم سليم وكأي رجل كان يدافع عن صورته امامها : خدني علي خوانه علي فكره وبعدين انا مسكتش ولا مشفتيش انا ضربته ازاي افلتت ضحكه حور البريئه علي احمرار وجهه بغيظ منها حينما قالت ان الرجل قام بضربه لتقول وهي تهز كتفها : هو اصلا كان في داعي تضربوا بعض مرر سليم يداه بخصلات وحمحم قائلا : استفزني تابعت حور ضحكتها بعفويه وهي تردد : بصراحه كان يستاهل تعلقت عيون سليم ببقايا الابتسامه التي ظلت مرتسمه فوق شفتيها ليسود الصمت لحظات بينما كل منهم يتأمل ملامح الآخر لتري حور ملامحه عن قرب والتي كانت ابعد ما تكون عن صورته الوحشيه المرتسمه بخيالها .... أبعدت عيناها سريعا عن وجهه حينما لاحظ نظراتها له لتقول وهي تنظر إلي جانب زجاج السيارة : انت واخدني علي فين ؟! تردد سليم لحظه قبل أن يقول بتمهل : عمي تعب وفي المستشفي انخلع قلب حور ووثبت من مكانها بقلق شديد هاتفه : بابا ! دون أن يتعمد امسك سليم بيدها يهدئ من قلقها : اطمني ياحور واهدي .....هو كويس بس كان عاوز يشوفك شعرت حور بارتجاف يدها لتخفض عيناها وتري يداه ممسكه بها لتسحب يدها سريعا من يده وتهتف بهجوم : انت ازاي متقوليش حاجه زي دي كل ده ..... حمحم سليم وقال بعفويه : خوفت مترضيش تيجي معايا لو عرفتي اني واخدك لباباكي نظرت له بصدمه قبل أن تعقد حاجبيها وتهز راسها مردده : مرضاش اشوف بابا وهو تعبان ....!! رفعت عيناها إليه وهتفت بانفعال من بين تلك الغصه التي خنقت حلقها : انت ازاي تقول كده......وازاي اصلا تفكر كدة ..... انت فاكرني ايه....؟!!! قلبي حجر ......ده ابويا....! عارف يعني ايه ابويا ...؟! تعلثم سليم من حساسيتها الزائده والنابعه من تلك الصدمات التي اخذتها تباعا ليحاول التبرير أنه لم يقصد شيء ولكنها من تولت مهمه الحديث بينما قالت بنبره خفيضه وكأنها تحدث نفسها : اه زعلانه منه بس ده عشان اتصدمت من اللي عمله هو وفهد...... كنت فاكره مفيش حاجه هتهمهم الا انا ..... خانتها دموعها وانهمرت من عيونها بينما تابعت : انا طول عمري بسمع كلامه وكلام فهد حتي المدرسه نسيت انا كنت فيها لغايه امتي فضلت محبوسه في البيت من غير حتي ما اسال ليه ....صدقت أنهم خايفين عليا و عشت عشر سنين جوه سجن ومكنتش بعترض وحتي لما كنت احاول واتخانق معاهم بسبب السجن ده كان فهد بيهديني وفي مرة هربت بس فهد رجعني واخدني في حضنه ومزعقليش .....كان دايما بيقولي مفيش حاجه هتاذيكي وانا صدقت ...... ! كبرت وانا شايفه فهد الامان بتاعي في الدنيا و مكنتش بخاف و لا بفكر عشان بابا وفهد جنبي وفجاه سابوا أيدي اللي كنت بترجاهم بيها ياخدوني ..... سابوني ليك .... ! ازدادت دموعها انهمارا بينما لأول مرة تتحدث عما شعرت به حقا في صدمتها بأقرب ما لها بتلك الدنيا ليغزوا الالم وجهه سليم الذي صمت تماما وتركها تتحدث وعيناه لا تبارح النظر إلي وجهها الذي احمر من البكاء : أنا صدقتهم وفجاه لقيت نفسي لوحدي مع واحد معرفوش .......خطفني قدامهم ومحدش منهم دافع عني متوقع مني اعمل ايه ....؟! انا زعلانه منهم اوي ....اوي ! تهادت ملامح الاسي الي وجهه سليم الذي مد يداه الي كتفها يحاول تهدئنها ولكنه سرعان ما سحبها خوفا من أن يضايقها بلمسته بينما ماتزال جراحها مفتوحه ولكنه لم يصمد طويلا أمام دموعها ليجد يداه تخون إرادته وتمتد الي يدها يربت عليها بحنان متمني لو يستطيع ضمها إليه نظرت حور الي لمسه يداه الحانيه ثم رفعت عيونها إليه لتري تلك الملامح التي ينظر لها بها بكل رفق وحنان والتي تجعل تلك الدقه الغريبه تراودها مجددا ولكنها رفضت الاستماع لتلك الدقه لتتغير نظراتها سريعا و تنظر له بعيون ملئها الاتهام وهي تزيح الدموع التي ملئت عيونها بظهر يدها وتهتف به بانفعال : انا اول مرة اقف قدامهم بس ده بسبب اللي عملوه فيا .... طول عمري بقول حاضر .....كانت حياتي بسيطه لغايه ما انت دخلتها .....خطفتني و هديت كل حاجه حلوة في حياتي ....خلتني ابقي بكره اهلي ...كل ده بسببك اكتست ملامح سليم بالألم بسبب كلماتها التي اخترقت صدره كسهام حاده لينظر لها باعتذار وهو يتنهد مطولا ناظرا لدموعها التي انهمرت فوق وجنتيها للحظات قبل أن يقول وهو يهز رأسه باعتراف : عندك حق انا ظلمتك ....ظلمتك وانتي مالكيش أي ذنب .... ثبت نظراته علي عيونها وتابع باعتراف : بس ربنا جاب ليكي حقك نظرت إليه لترتسم ابتسامه ساخره اخفي بها ذروة مشاعره وهو يتابع اعترافه : انا خطفتك من بيتك بس انتي خطفتيني من نفسي ومن حياتي ..... ! انا حبيتك ياحور مش عارف ازاي ولا امتي بس مش ببطل تفكير فيكي ..... صورتك وانتي واقفه قدام الشباك مش بتفارق عيني من بعد ما مشيتي .....معرفش ايه اللي حصل ليا بس اي مكان انتي مش فيه بقي جحيم ...فكرت مليون مرة اخليكي معايا غصب عنك بس مقدرتش اشوف الحزن ده في عينك اكتر من كدة ....لعنت نفسي الف مرة بسبب اللي عملته فيكي وفكرت في الف طريقه تخليني احاول امسح فيها كل اللي عملته .....بس كل ده ولا حاجه قدام وجعك اللي بتتكلمي بيه دلوقتي .....انا وجعتك اوي بس والله ما كنت قاصد ....غصب عني نار الانتقام كانت بتحركني ....فكرت أنه بالساهل هاخد حقي بس ربنا اخد حقك مني وخلاني احبك ..... حور بوغتت حور بكلماته التي نطق بها بمشاعر جياشه لترفع إليه وجهها الباكي وتهز راسها توقفه عن التفوه بالمزيد من تلك الكلمات التي قلبت أفكارها وجعلت تلك الدقه الشارده تراود قلبها من جديد لتهدر به : بس ...اسكت ومتقولش حاجه تانيه ....مش عاوزة اسمع الكلام ده نظر لها برجاء قائلا : حور لازم تسمعيني هزت راسها برفض من سماع أي كلمه منه فهو مهما قال مازال مختطفها لتهتف به بهجوم متأثر بدموعها التي فاضت من عيونها : مش عاوزة اسمع الكلام ده ....مفيش حاجه هتمحي اللي انت عملته افلتت تلك الكلمه من شفاه سليم : لا... في !! عقدت حور حاجبيها ونظرت له بشتات ليقول سليم بنبره راجيه تمني أن تسمعها منه : لو انتي من جواكي حاولتي انا هقدر امحي من جواكي اللي عملته هزت حور راسها برفض لسماع شيء يزيد من ارتباك أفكارها ومشاعرها التي لأول مره تصطدم بشيء كهذا مما يتحدث عنه وتلك الدقه التي لاتعرف من اين اتت إليها تزداد بداخل قلبها مع كل كلمه نطقها برجاء لتهتف به وهي تهز راسها : متقولش ليا الكلام ده تاني ..... انا مش عاوزة اسمع حاجه..... مش هصدق وعود تاني ...صدقت وعود بابا و فهد وفي الاخر كانوا اول ناس يخذلوني حاول سليم تفهم ما تمر به ليقول برفق : حور انا فاهم اللي انتي حاسه بيه وعارف أنه مش سهل ...قاطعته حور بنشيج بكاءها : انت مش حاسس بحاجه .....انت مش مكاني ...تقطع صوتها وازداد انهمار دموعها وهي تتابع اخر كلماتها التي خرجت متقطعه من بين شفتيها التي ارتجفت من فرط بكاءها : محدش منكم مكاني ....انا اللي عيشت سنين عمري كلها محبوسه ....انا اللي محدش وقف جنبي وكلهم سابوني...انا اللي خلاص مستحيل اثق في أي وعود تاني وخصوصا منك ...اسكت خالص ومتقولش اي حاجه شعر سليم بهذا الضياع الذي تشعر به ليوخزه قلبه بقوة من أجلها فيقول برفق وهو يحاول ايقاف دموعها : خلاص.... خلاص ....مش هقول حاجه اهدي بس ساد الصمت لحظات ولكن بقيت شهقات حور التي نزلت حاده علي قلبه فلم يستطيع منع يداه أن تمتد الي وجنتها الناعمه ليمسح دموعها وهو يقول بحنان : اهدي ياحور وبطلي عياط خفضت حور عيناها الباكيه إلي يد سليم التي لامست بشرتها لتعقد حاجبيها سريعا وتبعد يداه هاتفه بشراسه : ابعد ايدك داعبت ابتسامه طرف شفتيه لعوده شراستها الي ملامحها الباكيه ليقول ببراءه ومازالت يداه تتحرك برفق شديد فوق وجنتها : بمسح دموعك الغاليه اوي دي نظرت له بغيظ من نفسها قبل أن يكون منه بينما لم تنفر من لمسه يداه لتهتف بغضب متأجج وهي تبعد يداه : مش قولتك مش عاوز اسمع الكلام ده ابتسم سليم لها بهدوء وعاد ليمسح بقايا دموعها مجددا : وانا قولت ايه.... بقول دموعك غاليه عندي زمجرت به بغضب : وانت تعرفني منين عشان تقولي دموعك غاليه .....اوعي ايدك أبعدت يداه وجذبت بحنق منديل ورقي من تلك العلبه الموضوعه علي تابلوه السيارة امامها ليبتسم سليم بمشاكسه مغايرا من حالتها الحزينه : كنت عاوز اوفر المناديل وامسح انا دموعك نظرت له شزرا قائله : ايه البخل ده نظر سليم لها قائلا بمكر : عندك حق انا بخيل اوي ....حتي بقالنا ساعه في الطريق ومفكرتش اقولك نفطر وانتي اكيد جعانه اتسعت عيون حور هاتفه به بتوبيخ لاق بها وتحمله منها : فطار ايه.... وجوع ايه اللي بتتكلم عنه وابويا في المستشفي .....يلا وديني عند بابا هز سليم كتفه : طيب خلينا نفطر انتي اكيد جعانه .... لم تصدق ما يقوله لتهتف به بنبره أمره : قولتك لا ...يلا وديني فورا عند بابا .......... ... فتح سليم باب غرفه المشفي لتندفع من خلالها حور مرتميه علي صدر ابيها ودموعها كالشلال.. بابا... سامحني انا مكنتش اقصد اضايقك... انا.. بس انا.... تعالت شهقاتها ليحيطها عدنان بذراعيه ويقبل راسها قبلات كثيرة وهو يقول: انتي اللي سامحيني ياحور رفع عدنان وجه حور لينظر لعيناه الباكيه ويمد يده ليمسح دموعها التي ازدادت انهمارا مرة اخري لتدفن راسها بصدره تفجر كل مشاعرها التي كانت تكتمها..... ......... ... ظل الجميع واقفون خارج الغرفه بينما بقيت حور بالداخل مع ابيها ليتبادل فهد و سليم النظرات بصمت دون قول شيء .... حمحم فارس وفكر أن يخفف وطأه الجو ليقترب من سليم قائلا : شوفت وهج لما روحت تجيب حور نظر له سليم بطرف عيناه وظل صامت ليزفر فارس وينفلت لسانه : سليم انا بكلمك ..... زفر سليم ونظر إليه قائلا : عاوز ايه ؟! نظر له فارس قائلا : عاوز اطمن علي مراتي وابني فرك سليم وجهه قائلا : مشفتهاش اوما فارس وعاد ليجلس بجوار فهد الذي قام سريعا ما أن خرجت حور ليتجه إليها ولكن قبل أن يقترب منها كانت توقفه بحركه من يدها وتشيح بوجهها عنه هز فواز رأسه بأسي مما يحدث واعتدل واقفا متجها الي حور ليقف بجوارها قائلا : يلا يا بنتي عشان ترجعي معايا هزت حور راسها قائله : لا انا هستني مع بابا قال فهد برفق : مفيش داعي ياحور ...الدكتور طمننا ...روحي مع جدي وبكرة أن شاء الله تعالي تجاهلت حور كلام فهد عن قصد والتفتت الي جدها قائله : انا عاوزة افضل مع بابا ياجدي هز فواز رأسه قائلا : مش هينفع يا بنتي .....اخواتك هيفضلوا معاه وانا وعمك هنروح ونيجي بكرة ....يلا يا بنتي قبل أن تقول حور شيء كان سليم يتدخل قائلا : انا هفضل هنا وحور هتفضل معايا ....التفت الي ابيه وتابع : روح انت ياحاج مع جدي عشان ترتاحوا اوما رسلان واعتدل واقفا بصعوبه بسبب الالم الذي يشعر به في ساقه التي تيبست من كثرة الوقوف والجلوس بوضع غير مريح لينظر فواز الي حور بتساؤل هل ستبقي برفقه سليم لتنظر له حور وتهز راسها وعليه يخرج رسلان برفقه أبيه .... ......... ... اتجه سليم الي حور التي جلست باحد المقاعد ونظر إليها قائلا برفق : اجيبلك تشربي ايه ...؟! هزت حور راسها : مش عاوزة حاجه قال سليم بإصرار : انتي مأكلتيش حاجه من الصبح ....قومي معايا هزت راسها بعناد بالرغم من الجوع الذي بدأت تشعر به ليتدخل فارس قائلا بحنان وهو يمد يداه الي كتفها : قومي ياحور معايا هاخدك تأكلي في أي مكان وارجعك تاني نظرت له حور شزرا وابعدت يداه عن كتفها بجفاء هاتفه : مالكش دعوة بيا نظر لها فارس بعتاب ليبعده فهد بلمسه من يداه ويجثو علي ركبتيه امام حور وينظر لها نظراته الحنونه : حور قومي معايا أنا طيب أبعدت حور وجهها ونظرت الي الجهه الأخري دون قول شيء ليعتدل فهد واقفا ويزفر بضيق من عنادها .... مرت بضع ساعات وهي بدأت بالفعل تشعر بالإرهاق والجوع بعد أن رفضت تناول أي شيء مما أحضره إخوتها .....اتجه فارس الي سليم قائلا علي مضض وهو يعطيه الطعام : جرب انت يمكن تسمع كلامك نظر له سليم بطرف عيناه ليندفع فهد بغيظ : وهي تسمع كلامه ليه اصلا .....سليم مالكش دعوه بيها استغلت حور الموقف لتعتدل واقفه وتهتف بفهد بلوم : انت اللي مالكش دعوة بيا. ..... اشتعلت نظرات فهد بالغضب ليتدخل فارس سريعا ممسك بكتف أخيه حتي لا يضايق حور التي يجب عليهم احتمال ما تفعله حتي تهدأ : فهد امسك سليم بيد حور قائلا بنبره هادئه : تعالي معايا ياحور ... نظر فهد الي سليم بغضب لتتعمد حور أن تضايقه أكثر ...أليس كان هو من تركها له إذن فليس من شأنه لتترك يدها بيد سليم وتتحرك خطوه معه أوقفها صوت فهد الذي قال باندفاع : انت واخدها علي فين ....ضغط علي أسنانه وتابع : سليم متستفزنيش اكتر من كده تجاهل سليم غضب فهد ونظر الي حور التي هزت راسها له ليأخذها ...يعرف انها استغلته لتحرق إخوتها ولا يمانع وهي ايضا تعرف هذا ولكن ما لاتعرف هو سبب شعورها بالاطمئنان لجانبه بتلك الطريقه ..... ! تحرك بالسيارة لتنظر له حور : انت رايح فين ...؟! قال سليم بمراوغه : انتي مش وافقتي تيجي معايا ...؟! هتفت حور باحتدام ؛ عشان اغيظ فهد مش عشان أنا عاوزة اجي معاك افلتت ضحكه هادئه من سليم علي برائتها وعفويتها في الحديث ليهز رأسه : اي أن يكون السبب انتي جيتي معايا يعني واثقه فيا ....متخافيش زجرته حور بغضب وهي ترفض الاعتراف بأنها بالفعل تثق به ولو قليلا : قولتلك مش خايفه منك .... اوما سليم ونظر الي الطريق بينما مازالت ابتسامته الهادئه مرتسمه علي شفتيه ومجددا عادت تلك الاضواء والحركه خارج زجاج السيارة تجذب نظرها وتغيب وهي تتأمل هذا العالم من حولها بينما حتي لم تراه من قبل ولو من خلف نافذه غرفتها ...! نزلت برفقه سليم الذي ترك السيارة بتلك الباحه الواسعه أمام الفندق الوحيد الموجود بالمكان لتسير حور بجواره وهي مازالت مأخوذه بما تنظر إليه من حركه حولها وكانها طفله صغيره ..... وجدت يداه تمسك بيدها وهو يتحرك بها تجاه المطعم الملحق ببهو الفندق لتترك يدها بيداه بينما ذلك الشعور بالوجل من وجودها بمكان كهذا لاول مره لا يبعث عليها بالراحه لتتمهل خطواتها وتزداد رجفه يدها بيداه ...توقف سليم والتفت إليها ليري نظرات عيونها مشتته تتطلع الي كل ما حولها فيقول بنبره هادئه : مالك ياحور . . .. وقفتي ليه ؟! لم تقل شيء ليقول سليم : احنا هندخل المطعم ده عشان ناكل ...مينفعش تقعدي كل ده من غير اكل ازداد شعور حور بعدم الراحه وهي تري كل هؤلاء الناس حولها لاول مره لتهز راسها بخوف لا ارادي وهي تقول بتعلثم : مش عاوزة .... بفطنه أدرك سليم رهبتها ليتألم أكثر من أجلها ويدرك أن ما تتفوه به عن كونها كانت سجينه طوال تلك السنوات ليس به شيء من المبالغة ....وجدته يتحرك بها ولكن خارجا من المطعم وهو متيقن تمام بأن يدعها تفعل كل ما تريده ولا يجعلها تفعل شيء لا ترتاح به حتي وان كان مجرد تناول الطعام. .. عقدت حاجبيها حينما وجدته يوقفها قائلا : ثواني وراجع لك ... أومات وغابت بنظراتها تتأمل المكان حولها حيث فراغ فسيح بباحه الفندق وبوسطه طاوله انيقه للغايه اجتذبت نظراتها كما حال تلك الثرايا الضخمه المتدليه من السقف العالي والتي لمعت بها قطع الكريستال .....اتجه سليم إليها مجددا وهو يحاول أن يرتب أفكاره بينما هي شابهت بالضبط قطعه كريستال يجب عليه أن ينتبه جيدا إليها وهي بتلك الحاله الهشه مهما تظاهرت بالقوة .. عقدت حاجبيها حينما وجدته مجددا يأخذها الي ذلك المصعد لتجفل بخوف ما أن تحرك بها وعلي الفور كانت يد سليم تدعمها ويهديء بنظراته من خوفها الطبيعي لأي إنسان يركب المصعد لأول مره .....كل تلك المشاعر شغلتها عن سؤالها الذي طرحته سريعا ما أن وجدت نفسها بداخل تلك الغرفه معه. ... انت جايبني هنا ليه ؟! قال سليم برفق شديد : قولت ترتاحي و تأكلي وتنامي والصبح نرجع المستشفي هزت حور راسها برفض بينما ازدادت دقات قلبها وهي تجد نفسها معه وحدها : لا ...رجعني لبابا اوما سليم بتفهم لخوفها : حاضر ياحور . ... اهدي بس الاول واسمعيني ... نظرت له بجبين مقطب ليقول بعقلانية : انتي تعبتي ولازم تنامي وترتاحي وقبل كل ده لازم تأكلي .....انا مش هعملك اي حاجه ...انا بس موجود عشان متكونيش لوحدك ....متخافيش نظرت له حور بعصبيه مردده لنفسها قبل أن تقول له : مش خايفه منك قولتلك اوما سليم قائلا : جميل ....يبقي شوفي لو عاوزة تدخلي تغسلي وشك أو تاخدي شاور وانا هطلب الاكل وبعدين نامي وارتاحي نظرت له حور بحده : وانت مالك ومالي اصلا هز سليم كتفه ببراءة : ماليش ياحور .... انا ابن عمك وخايف عليكي نظرت له حور بحده : متخافش عليا اقترب منها سليم خطوه ونظر في عيونها قائلا بمرح : طيب بذمتك انتي مش جعانه اشاحت حور بوجهها عنه هاتفه : قولتلك مالكش دعوة بيا ........ .... بلهفه أسرعت وفاء الي رسلان الذي دخل للتو الي المنزل : فين ولادي يا رسلان أخبرها رسلان بما حدث لتعقد حاجبيها باستنكار : يعني ايه ابوك ياخد بناتي ....أييه ملهمش بيت زفر رسلان قائلا : وفاء وبعدين معاكي هتفت وفاء بسخط وهي تتجه الي الدرج : ولا بعدين ولا قبلين انا طالعه البس وهروح اجيب بناتي أوقفها رسلان : انتي بتقولي ايه ؟! التفتت له وفاء بحزم : بقول اللي سمعته ...بناتي ليهم بيت وحتي كمان مرات ابني مكانها هنا ...! ....... ... ابتسم سليم بداخله حينما أنهت حور طعامها وقامت لتغسل يدها ليتنهد بارتياح فهي عنيده للغايه ولكن بداخلها عنادها يمكن ترويضه بالرفق وبطول البال غسلت حور وجهها وخلعت وشاح راسها وفركت خصلات شعرها لتوقف ذلك الالم برأسها والذي بدأت تشعر به من الارهاق وبقائها طوال تلك الساعات بدون طعام لتجمع شعرها للاعلي وتخرج ... التفت سليم لها وحاول الا ينظر إلي شعرها الذي نسيت وضع الوشاح فوقه مجددا حتي لا تغطيه ... قال سليم بتمهل : انتي اكيد عاوزة تنامي هزت حور راسها قائله بجفاء: لا اوما سليم قائلا : براحتك ....لو عاوزة تتسلي وتتفرجي علي التلفزيون افتحه ليكي هزت حور راسها وبعفويه قالت وهي تنظر إلي الساعه : لا خلاص ....المسلسل زمانه خلص قال سليم باهتمام وهو يجلس علي المقعد المجاور لها : مسلسل ايه تابعت بنفس العفويه التي لا تدرك كيف تتحدث له بها بينما ربما هدوئه ونبرته هي ما تدفعها للحديث وهي بأمس الحاجه لان تتحدث مع أحد ويستمع إليها والي شكواها البسيطه للغايه ولكنها مؤلمه بنفس الغايه لها : مسلسل (**) كنت بتابعه الساعه ٨ بس زمانه خلص ....تنهدت وتابعت وكأنها تحدث نفسها : اصلا زمانه خلص من زمان ...من اخر مرة شوفته ...وهنا صمتت وابتلعت باقي كلماتها بينما كان آخر يوم لحياتها الهادئه هو يوم خطفه لها ... نظرت حور بعدم فهم الي سليم الذي مد يداه إليها بهاتفه بعد قليل : ايه ده ؟! اشار الي شاشه هاتفه حيث بدأ يتنقل بين حلقات المسلسل الذي قالت علي اسمه ليقول برفق شديد وهو يتطلع الي تلك الفتاه الصغيرة بداخلها : حلقات المسلسل ....مش عارف انتي في الحلقه الكام فغر فاها لوقت طويل وهي تنظر إليه .....هل شيء تافهه كهذا حققه لها بلحظه ....بينما هو بداخله لم يراه شيء تافه من الأساس ... حاولت أن تتمنع ولكنه ظل يمد يداه إليها بالهاتف لتمسكه حور وهي لا تعرف كيف تتعامل معه ...لم تمتلك هاتف قبلا لأنها لم تجد له ضرورة في عالمها المقتصر علي ابيها واخيها وحياتها بين جدران المنزل ... تشجع سليم ليجلس بجوارها علي الاريكه ويريها كيف تتعامل مع الهاتف وتشغل مسلسلها المفضل ليجتذب فعلا سعاده بسيطه وراحه من داخل قلبها وهي تشاهد هذا المسلسل وكأن شيئا لم يكن. ... اعتدل سليم واقفا وهو يقول : انا هدخل الحمام واسيبك براحتك تتفرجي أومات حور ليقوم سليم وهي كذلك لتخلع جاكيتها الثقيل وتتجه الي الفراش الوثير تتوسده براحه وهي تستند بظهرها الي تلك الوسائد الناعمه ومازالت ممسكه بالهاتف تتابع احداث المسلسل .....تعمد سليم أن يطول بقاءه بالداخل حتي يترك لها راحتها .....خرج بخطوات هادئه ليجدها قد نامت وهي مازالت ممسكه بالهاتف الذي أخذه برفق من يدها وعدل من وضع الوساده اسفل راسها واطفيء الانوار حولها ثم جلس بجوارها علي طرف الفراش يتطلع إليها وكل انش بداخله يطالبه أن يأخذها بحضنه وينام هو الآخر ويرتاح متأمل أنها ستصفو وتسامح ....!


 قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد ايه رايكم و توقعاتكم 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. دايما مبدعه رونا اسعدتينا كلنا😍😍

    ردحذف
  2. جميله جدا
    عجبني تسلسل الأحداث الجديد

    ردحذف
  3. الأحداث بقت مشوقه جدا ♥️♥️

    ردحذف
  4. هو فين فصل ١٣ مش موجود

    ردحذف
  5. تسلم ايدك ياقلبي بالتوفيق يارب

    ردحذف
  6. كمليها زمان بستنا ليش وقفتها

    ردحذف
  7. رواية حلوة و مشوقة بستنى تكمليها رجاءا

    ردحذف
  8. فرحتى انى عرفت افتح المدونه تانى

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !