الفصل السابق
.....خرج سليم بخطوات هادئه ليجدها قد نامت وهي مازالت ممسكه بالهاتف الذي أخذه برفق من يدها وعدل من وضع الوساده اسفل راسها واطفيء الانوار حولها ثم جلس بجوارها علي طرف الفراش يتطلع إليها وكل انش بداخله يطالبه أن يأخذها بحضنه وينام هو الآخر ويرتاح متأمل أنها ستصفو وتسامح ....!
تردد كثيرا وتأرجح قراره مثلما تأرجحت جفونه إرهاقا يفكر هل ينعم بجنه قربها منه و ينام بجوارها ام يظل مبتعدا حتي لا يخيفها منه ليبقي وقت طويل مستيقظ يمتع عيناه بالنظر إليها حتي تهاوت جفونه وهو مازال جالس بجوارها علي طرف الفراش .....
..............
....
نظرت فرح الي وهج لتنظر كلاهما الي وفاء التي عادت كلماتها بحزم : بتبصوا لبعض كده ليه بقولك انتي وهي يلا علي البيت معايا
فتحت وهج فمها لتعترض : بس ياماما ....جدي
زمجرت وفاء بحنق : بلا جدك بلا عمك. ....بقولك امي
غص حلق وفاء بالرغم من وقفتها الثابته أمام أبنتيها لتقاطع اي حديث ستقوله وهج وهي تهتف بها : اياك تقولي حاجه .....انا سنين وقلبي محروق علي بعدك ومش هتبعدي عني تاني ....هاتي ابنك ويلا
لمعت عيون وهج بالدموع وسرعان ما ارتمت في حضن والدتها تبكي وهي تقول بنشيج : غصب عني يا ماما .....والله غصب عني
ربتت وفاء بحنان علي كتف ابنتها وضمتها إليها طويلا لتنساب دموع فرح بصمت وهي تنظر إلي اختها ووالدتها
مسحت وفاء دموع ابنتها وقالت بحنان : متعيطيش .....يلا يا حبيتي هاتي ابنك وخلينا نرجع البيت ....وحشتيني اوي ياوهج وعاوزة اتكلم معاكي كتير واخدك في حضني
أومات وهج بحنين جارف لوالدتها لتتجه الي الدرج مسرعه تجمع اشياءها ....التفتت وفاء لتنظر الي فرح التي بقيت واقفه امامها لتقول باستنكار : واقفه ليه يافرح ....يلا يا بنتي جهزي نفسك عشان نرجع البيت
أومات فرح دون جدال فلماذا تبقي من الأساس .....
عقد فواز حاجبيه حينما عاد ووجد وفاء تهم بأخذ بناتها ليقول باستنكار : واخده البنات علي فين ياأم سليم
قالت وفاء بثبات ؛ بيتهم
هدر فواز باستهجان : وهنا ايه ؟!
هزت وفاء كتفها : هنا بيتك يا حاج ....بناتي مكانهم بيت ابوهم ولو انت حكمت علي ولادك فحقي انا كمان احكم علي ولادي ولا كمان هتحكم عليا تاني بنتي تفضل بعيد عني
كان فواز علي وشك الغضب ولكنه تراجع وهو يتذكر أنها مجرد ام قلبها محترق علي ابنتها التي انتزعت من حضنها لسنوات ليقول برفق : اهدي و تعالي يلا ام سليم نتكلم
نظرت له وفاء برفض لتقول بانفعال : نتكلم في ايه ياحاج.....نظرت له باتهام وتابعت : في ان بناتي كل واحد من احفادك لعب بيهم
عقدت حاجبيها وتابعت بسخط : حكمت قبل سنين أن وهج تفضل بعيد عني ومحكمتش أن ابن عدنان يرجعها وسط أهلها بعد عملته ودلوقتي حكمت تاني علي فرح
ازدادت نظرات الاتهام بعيونها وهي تتابع :
عاجبك اللي فرح فيه ....اهو احنا نفذنا كلمتك وادينا البنت التانيه لابن عمها زي ما انت حكمت واتجوزت تخليص حق واهو سابها وكسر قلبها
هز فواز راسه هاتفا : مين قال كده.... فهد هيرجعها !
لوت وفاء شفتيها بسخط ووعيد قائله : يبقي يشوف مين هيرجعاله ....انا بناتي مش لعبه في ايد حد
اوما فواز قائلا : حقك ياأم سليم تخافي علي بناتك بس بلاش تقسي عليا اوي كده .... انا كنت عاوز صالحهم
نظرت له وفاء بعدم رضي : صالحهم في ايه ....لو من الاول حكمت علي فارس يرجع البنت ونجوزهاله حسب الأصول مكانش كل ده حصل
غص حلق فواز لصحه كلامها لتتابع بسخط أشد : بس انت اخترت مصلحه ابن عدنان
قالت فواز بدفاع عن موقفه : خوفت عليه وعلي رسلان خوفت رسلان أو سليم يتهور ويقتله
هتفت وفاء بحنق : وهو مكانش يستاهل القتل علي عملته
صمت فواز ونظر لها يبحث عن كلمات لتنظر له وفاء شزرا : اهو سكتت ياحاج عن قول الحق
هز فواز راسه قائلا : فات اوان العتاب ياأم سليم .. خلينا في دلوقتي
زفرت وفاء بحنق : ماشي ياحاج ...دلوقتي انا هاخد بناتي وحقي وحق ابوهم احنا نشوف مصلحتهم
اقترب فواز منها وقال بأعتذار : حقكم ...وانا مش ناوي اعمل حاجه الا الحق وعشان كده اخدت البنات ....
لو مكنتش عارف أن كل واحد فيهم هيعرف قيمه مراته كنت حكمت عليه يطلقها ....إنما أنا عارف انهم هيرجعوا راكعين وكل بنت تاخد حقها
اشاحت وفاء بوجهها وهتفت بتهكم : ومن بين الراكعين سليم كمان ...التفتت له وتابعت بانفعال : عاوزه يركع لبنت عدنان
تنهد فواز قائلا بعقلانية : زي ما حور غاليه عليا سليم كمان غالي اوي ...اطمني ياأم سليم انا زي ما قولتلك كل اللي يهمني مصلحه كل واحد من احفادي ومش عاوز الا اني اشوفهم مرتاحين ومفيش راحه هتيجي من ورا العداوة ... خلي الدنيا تهدي وكفايه عداوة
لوت وفاء شفتيها وقالت بتسويف : اللي عاوزه ربنا هيكون أن شاء الله
...........
...
ظل فهد يتحرك ذهابا وإيابا في رواق المشفي ليتنهد فارس ويرفع رأسه الي صمت أخيه الذي طال قائلا : فهد
انت هتفضل ساكت كتير .... اتكلم ياأخي انا هطق من السكوت
التفت له فهد بعنفوان : عاوز ايه ؟!
اعتدل فارس واقفا وهو يتطلع الي أخيه قائلا : فهد انا اخوك مش عدوك ....احنا لازم نقف جنب بعض ونصلح اللي حصل
نظر له فهد بحده : اسمها تصلح اللي عملته مش نصلح ...انا طول عمري متحمل نتيجه غلطتك متجيش دلوقتي تقولي نصلح
تنهد فارس قائلا : ماشي يافهد بس علي الاقل ياأخي افهمني انت
التفت له فهد بانفعال : افهم ايه . ؟! انت مش شايف احنا فين ووصلنا لايه بسبب عملتك
قال فارس بدون تفكير : حبيتها
نظر له فهد باتهام : كنت صبرت
نظر له فارس بمغزي : زي ما انت صابر ومستني
عقد فهد حاجبيه : قصدك ايه ؟!
هز فارس كتفه : قصدي انت مستني ايه ....ترجعلك لوحدها
اشاح فهد برأسه متهربا من مغزي كلمات أخيه : انا مش فاهم انت بتتكلم في ايه ولا عاوز افهم
امسك فارس بكتف أخيه قائلا : لا انت فاهم زي ما انت فاهم كويس انك حبيتها بس مش عاوز تقول ....فاكر أنك هتهز صورتك لو اعترفت انك حبيتها وعاوزها عشان متبقاش زيي ....كلمها و راضيها هي ملهاش ذنب وزيها زي اختك بالضبط مجروحه ...علي الاقل سليم بيحاول يراضي حور إنما أنت سبت فرح وممسكتش فيها حتي
ابعد فهد يد أخاه عن كتفه بجفاء : مالكش دعوة بيا
هتف فارس بامتعاض : في ايه ياأخي ... انا اخوك و بتتكلم معاك
اشاح فهد بوجهه : وانا مش عاوز اتكلم معاك في حب ومسخره واختك اتاخدت من ايدي غصب ... اختك اللي علي هواك أن سليم يراضيها عشان مصلحتك وعامل زي النسوان قاعد تقول حب ومسخرة وانت حتي مش عارف سليم اخد اختك علي فين ....
احتقن وجهه فارس لينظر له فهد بغضب ويتركه ويغادر ورأسه يغلي بالضبط كدماءه وهو يفكر في أخته ..!
..............
....
التفت سليم الي جواره حينما أضاء هاتفه الذي أغلق صوته بهذا الرقم الغريب ليطفيء الهاتف ويضعه بجواره ويظل علي جلسته بجوار حور النائمه ....زفر فهد بحنق شديد بينما لم يتوقف عن الدوران حول نفسه في الشارع اسفل المشفي بعد أن أخذ رقم سليم من جده واتصل به والقلق يأكله يريد الاطمئنان علي أخته ليزداد حنقه حينما اغلق سليم الهاتف تماما ليتوعده بغضب جحيمي لكل ما يفعله !
........
....
تحركت حور بنومها بضع مرات قبل أن تفتح عيونها
علي وسعها تستوعب اين هي ....تهادت احداث الليله الماضيه الي راسها لتزيح الغطاء من فوقها وهي تتطلع حولها تبحث عنه ...خرج سليم بعد لحظات من الحمام الملحق بالغرفه وقد هندم ملابسه وعدل من وضعيه شعره ليقول بهدوء ما أن رأها قد استيقظت
: صباح الخير
عقدت حور حاجبيها وقامت من الفراش دون أن ترد علي سليم الذي كرر كلماته وهو يتطلع بابتسامه الي عقده جبينها التي شابهت الاطفال
: حور ...بقولك صباح الخير
ضربت حور الأرض بقدميها كالاطفال والتفتت له بجبين مقطب قائله : سمعت
اوما لها بصدر رحب : ولما سمعتي مش بتردي ليه ؟!
هزت حور كتفيها ومازالت متمسكه بقطبه جبينها : مش عاوزة ارد !
اتسعت عيون سليم الذي غالب ضحكته ليتجه إليها ويقف امامها قائلا بهدوء : ومش عاوزة تردي عليا ليه ؟!
بوغتت حور بوقوفه امامها بطوله الفارع وسرعان ما كانت عيناه تشتبك مع عيونها بتلك النظرات التي يلمع بها الاعجاب الواضح لتهرب سريعا بعيونها وتشيح بوجهها هاتفه : هو كل كلمه هقولها هتسألني سؤال ....مش عاوزة ارد وخلاص !
وقف سليم مكانه يتطلع إليها وهي تدفع بشعرها الأسود الطويل والذي تماوجت خصلاته للخلف بعصبيه لم يعرف لها تفسير إلا أنها تتهرب منه ومما بدأت تشعر به تجاهه أو هكذا خيل له رغبه منه في أن تكون تلك هي مشاعرها
تحركت حور من أمامه بضع خطوات تجاه الحمام ليسرع سليم تجاهها ويقف امامها مجددا ولكن تلك المره لم يدع الا بضع خطوات تفصله عنها وهو يتعمد النظر إلي عيونها بينما يقترب خطوه تلو الأخري وحور تتراجع هي الأخري خطوة تلو الأخري حتي لم يعد هناك مجال للتراجع بينما اصطدم ظهرها بالحائط من خلفها لتتوقف وترفع عيناها إليه ومجددا تقابل تلك النظرات التي يرمقها بها والتي لاتدري كيف تتسرب الي داخلها وتصيبها بتلك القشعريرة التي سرت من خلال أطرافها لتتسارع دقات قلبها حينما لم يكتفي سليم بنظراته بل لامست أنفاسه الساخنه بشرتها وهو يميل ناحيتها مقرب وجهه من وجهها بينما انحني ليصل الي قامتها القصيرة بالنسبه له بينما قال بنبره خافته اقرب الي الهمس وعيناه لا تفارق النظر إلي عيونها التي امتزج بها خوف وخجل فتاه صغيرة لأول مرة تعيش شيء كهذا : ايه ياحور ....مش انا عملت لك كل اللي انتي عاوزاه .....!
ابتلعت حور لعابها الذي جف بداخل حلقها بينما كادت تستمع الي صوت دقات قلبها من فرط تسارعها وهي تتطلع الي ملامحه الرجوليه الوسيمه وهو يتحدث إليها بتلك النبره لتحاول الهرب مما يفعله بها ومحاولته في التأثير عليها فتبعد عيناها سريعا عن عيناه وهي تهتف بشراسه استعانت بها لرد هجوم تأثيره عليها
: انت معملتش ليا اي حاجه ....انا اللي عملت !
رفع حاجبه وتطلع إليها والي ملامح وجهها بهدوء اغاظها ولكن غيظها الأكبر كان من تلك الابتسامه التي ارتسمت علي شفتيه بينما يسايرها في الحديث وكانها طفله صغيره وهو يقول : ماشي يا حور انتي اللي عملتي كل حاجه .....اقترب الخطوه الفاصله بينهم ووضع كلتا يداه حولها مستندا الي الحائط وهو يتابع : بس انا كمان معترضتش ونفذت كل اللي انتي عاوزاه لغايه دلوقتي ....مش كده ..!
مد أحدي يداه تجاه ذقنها ليرفع وجهها إليه وظل يحتجزها أمام جسده باليد الأخري بينما يتابع : مش هقولك ارضي ..... هقولك خلينا نبدا من اول وجديد ...!
انا قولتلك اني حبيتك و من اللي انا شايفه في عينك حاسس أن في امل انتي كمان تحبيني .... خلينا ننسي اللي فات ونبدا مع بعض من اول وجديد .....قولتي ايه ؟! !!
زاغت عيون حور وازداد خفقان قلبها من تأثير اقترابه بينما لأول مره يقترب منها أحد الي هذا الحد بالاضافه الي كلماته التي عادتها بداخل عقلها بضع مرات بينما كرهت أن يكون محق وان تكون لتلك الدرجه ساذجه ومكشوفه أمامه .....
تجرأ سليم واقترب الخطوه الفاصله بينهم لاينتوي شيء إلا قبله اعتذار فوق جبينها ينهي بها كلماته ويدعم بها طلبه ولكنه تسرع تلك الخطوه وهي لم تكن مستعده لها الآن لتشعر حور بجسده يكاد يلامس جسدها
باقترابه ومعها تتكرر ذكريات محاولته الاقتراب منها لتثور الدماء بعروقها وتنقذها من غرق خبرتها المعدومه أمامه لترفع عيناها المحتده تجاهه وتدفعه بكلتا يديها
تبعده عنها وهي تهتف به : مستحيل !!
.......
....
تنهد سليم وهو يتطلع في أثرها بينما يزجر نفسه للمره الالف علي رعونه تصرفه بينما تصرفاتها طبيعيه للغايه بعد ما حدث ومرت به بينما تصرفاته المتسرعه هي الغير طبيعيه تماما كتلك المشاعر التي داهمت قلبه تجاهها بتلك السرعه وكأنه كان يعشقها لسنوات وليس وكأنه رأها منذ بضعه أيام ولكن ماذا يفعل وقد أمر الحب واطاع القلب لتسود تلك العداله كما أخبرها أنها اختطفت قلبه عقاب له علي اختطافها ....
.........
....
بلهفه اسرع فهد تجاه حور التي لمح طيفها في نهايه الرواق تسير بخطوات بجوار سليم الذي رمقه بنظرات متوعده : حور حبيتي طمنيني عليكي ...انتي كويسه
نظر إلي سليم بطرف عيناه بحنق وتابع : حد ضايقك ؟!
احتقن وجهه سليم بالغضب من تصرفات فهد الاستفزازية تجاهه ليهتف بانفعال : حد مين اللي يتجرأ ويضايق مرات سليم الهاشمي ... ازدادت نظراته غضب وتابع بتحذير : بطل تستفزني يافهد
اندفع فهد تجاهه بغضب مزمجرا : انت اللي تبعد عنها خالص ...واياك تفكر تاني تقرب منها ولا تكلمها حتي
لولا انتا في المستشفي انا كنت كسرت ايدك اللي اتجرأت ولمستها
اشتعلت عيون سليم بالغضب ليواجهه فهد بتحدي مستخف بتهديده : وريني اخرك ياابن الهاشمي ....حور مراتي غصب عن أي حد واولهم انت
جز فهد علي أسنانه بغضب ورأت حور بدايه احتدام شجار بينهم لتقف بينهم سريعا وتهتف بهم : بطلوا بقي ....انا مش لعبه في ايد واحد فيكم
رفعت وجهها تجاه فهد وتابعت بحده : مالكش دعوة بيا ...التفتت الي سليم بحنق مماثل وتابعت : وانت كمان مالكش دعوة بيا
ابتلع فهد احتقان وجهه من كلمات أخته كما التهب الغضب بعيون سليم هو الآخر .
تحركت حور تجاه غرفه ابيها متجاهله تماما فارس الذي ما أن حاول التحدث إليها حتي واجهه نظرات عيونها الجليديه ليبتلع كلماته ويصمت!
..............
.....
فتحت وهج عيونها علي لمسات يد والدتها الحنونه التي أخذت تكررها علي خصلات شعرها لتبتسم الي والدتها وتعادل سريعا جالسه ترتمي بحضنها
ربتت وفاء علي شعر ابنتها بحنان قائله : وحشتيني ياوهج ....احكيلي وقوليلي عمل فيكي ايه ابن عدنان السنين دي
غص حلق وهج بالدموع ولكنها كبحتها بداخلها وهي تقول بسماحه تطمئن بها والدتها عليها : معملش اي حاجه تضايقني ....حتي عمره ما زعلني ولامره السنين دي !
بقلب لهيف استمع رسلان لتلك الكلمات التي خرجت من فم ابنته التي جاء للاطمئنان عليها ليبتسم لها : نورتي بيتك
احتضنها بشوق كبير ومسح شعرها بحنان : حقك عليا اني معرفتش ارجعك كل السنين دي
هزت وهج راسها وابتسمت لابيها : انا اللي اسفه علي كل اللي عيشتوه بسببي
..........
...
نظرت فرح بفراغ امامها بينما تزجر نفسها التي تنتظر وهي تسألها ماذا تنتظر من الأساس ...الا تعرف كل الحقيقه إذن لماذا تشعر بهذا الحزن ...هل ظنت أنها ستحفر لنفسها مكان بقلبه كما يحدث بالافلام ....ساذجه للغايه فما تعيشه هو الواقع ....مجرد زيجه مصلحه فلا وجود لأي مشاعر بها ولسذاجه قلبها الغر وقعت هي بفخ الغرام .
..........
...
مدت وفاء طاولة كبيرة عليها اشهي المأكولات لتجلس حفيدها بحضنها تطعمه بصبر ودلال بينما المنزل باكلمه متأهب للترحيب بالابنه الغائبه ... بقي رسلان برفقه عائلته بعد أن اطمئن من سليم علي صحه أخيه الذي سيعود لمنزله تلك الليله ليبقي برفقه ابنته وهج التي عاد البريق الي عيونها وهي وسط عائلتها لتدرك أن سعادتها برفقه فارس التي تساءلت دوما عما ينقصها كان دفء عائلتها هو ما ينقصها .
...........
....
اهتزت نظرات مني التي تحشرج صوتها بحلقها وهي تردد بصدمه ممزوجه بخيبه الأمل : فهد بيه اتجوز !
أومات سعاد وهي تمرر يدها بقوة فوق الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ تتابع تنظيفها وتردف بتأثر : اه اخد بنت رسلان بيه
غامت عيون مني بخيبه الأمل لتهز راسها بصدمه وتردد مجددا :يعني اتجوز خلاص
التفتت سعاد الي ابنتها التي وصلت لتوها من المدينه الجامعيه بالقاهرة حيث تبقي بفترة دراستها لتعقد حاجبيها وتسألها باستنكار : هو مين يابت... ومالك متاثره كده ليه ؟!
هزت مني راسها سريعا وهي تقول باستدراك : انا قصدي حور اتجوزت خلاص ....؟
أومات سعاد بنبره حزينه : اه يا بنتي وهي كانت هتعمل ايه ....تحسرت وتابعت : ياعيني عليها وعلي بختها
افلتت الكلمات الغيورة من شفاه مني التي قالت بحقد : وماله بختها اهي برضه اتجوزت ابن عمها !
استدركت سريعا وتابعت حينما رأت نظرات والدتها المستنكرة لها
: قصدي يعني يفرق ايه ادم عن سليم اهو ابن رسلان من ابن سلطان مش فارقه ؟!
هزت سعاد كتفها وهي تتجه الي الحوض الرخامي تغسل الأواني : تفرق كتير ابن سلطان بيه كان شاريها وكان متجوزها بالرضي انما التاني اتجوزها غصب وبالعداوة
لوت مني شفتيها وهي تكظم نيران الغيرة بداخلها : اللي اسمعه عن سليم أنه اي واحده تتمناه ....واهي في الاخر وقعت واقفه
نظرت سعاد باستنكار هاتفه : ادعي عليكي تقعي وقعتها ....واجهت ابنتها التي منذ صغرها لا تتمني شيء إلا ان تكون مكان حور ظنا منها أنها أفضل منها : ادعي عليكي تكوني مكانها
نظرت مني الي والدتها باستهجان : ومالها..... حصل ليها ايه عشان تقوليلي ادعي عليكي وكأنها في مصيبه ...طيب ياريت ابقي مكانها ؟!
جزت سعاد علي اسنانها بحنق هاتفه بمثل شعبي : ماهو اللي ميعرفش يقول عدس. ... زجرت ابنتها وتابعت : هو انا بكلم نفسي كل ده .....بقولك خطفها من وسط أهلها واتحوزها غصب تقولي مصيبه وهو في مصيبه اكبر من كده
تهكمت مني قائله : امال كان فين اخوها وأبوها اللي كانوا بيفرشوا ليها الأرض ورد ويتمنوا ليها الرضي.... سابوها ليه الا إذا كانوا عارفين أنه احسن من ادم
هتفت سعاد بخنق من ضيق أفق ابنتها الغيورة : سابوها عشان اتجبروا .... كانوا واقفين ولا حد فيهم قدر يعمل حاجه واولهم ادم
غامت عيون سعاد بالذكريات وتابعت : ياعيني عليه فهد بيه كان هيمسك السما بايده وسليم بيه بياخد حور من ايده
هزت كتفها بعدم اهتمام بما حدث لحور لتقول لوالدتها بشرود وهي تستحضر صورة فهد التي طالما حلمت به امامها : واللي اتجوزها دي شكلها ايه ...قصدي حلوة
زجرتها والدتها بغضب : حلوة ولا وحشه دخلك ايه
نظرت مني لوالدتها بعتاب لتؤثر بها : الله يا اما بتكلميني كده ليه ....وانا كان ذنبي ايه !
نظرت لها سعاد متنهده : ولا ذنب ولا حاجه .... اهي اللي اتجوزها زيها زي حور اتاخدت غصب برضه
تلهفت مني وهي تسأل بفضول : وهو عمل معاها ايه ....قصدي عاملها ازاي وعدنان بيه لازم مش طايقها
هزت سعاد راسها قائله : والله يابنتي البنت قعدت كام يوم مشفناش منها إلا ضحكتها الهاديه ووشها الصابح ومسمعناش صوتها وحتي عدنان وفهد بيه كانوا طايرين بيها
احتقن وجهه مني التي حاولت اخفاء تشنج حركه يدها وهي تستمع لحديث والدتها عن تلك الفتاه التي اختطفت حلمها بلحظه لتقول : يعني مش متضايق
هزت كتفها وتابعت باستدراك ...قصدي يعني بعد اللي حصل لحور
أومات سعاد قائله : اكيد متضايق بس هيعمل ايه
قالت مني بحقد : يطلعه علي البت دي ويخلي عيشتها سواد
قالت سعاد بتأنيب : وليه يا بنتي مش زيها زي أخته مظلومه بالعادات بتاعتنا و الشهاده لله فهد بيه مفيش منه كان بيعاملها اليومين دول كويس لغايه ما اللي حصل حصل وفارس بيه رجع ورجعت الدنيا اتقلبت وياعالم ايه هيحصل تاني
صمتت مني وغامت عيناها بالخيبه وهي ترسم طوال تلك السنوات أن تنتشلها زيجه كتلك من حياتها المعدمه
انتبهت لحديث والدتها التي كانت تجفف يدها من غسل الأواني : يلا يامني
عقدت حاجبيها : يلا ايه ياماما
قالت سعاد متنهده بارهاق : بقولك تعالي ساعديني عشان الحق اخلص اللي ورايا ... لسه هنضف باقي البيت
نظرت مني الي والدتها باستخفاف : وهو ايه وراكي انتي مش بتقولي كلهم في المستشفي ومحدش هنا ...ريحي شويه ولا اخدتي علي الشقي
قالت سعاد بسماحه : مش اكل عيشي يا بنتي
لوت مني شفتيها بسخط : اكل عيش ؟!
أومات سعاد : اه يامني امال ايه !
هتفت مني بسخط علي عيشتها : ملاليم
أومات سعاد وهي تربت علي كتف ابنتها : قولي الح لله ...الملاليم دي فتحت بيتنا بعد موت ابوكي وبتصرف عليكي وعلي اخوكي
زفرت مني بعدم اكتراث من مثاليه أنها البسيطه : ما علينا انا همشي
عقدت سعاد حاجبيها : تمشي تروحي فين ....مش بقولك ساعديني انا مش قادره أقيم ضهري
قالت مني بضعف مزيف : معلش يا اما انا تعبانه ولسه ورايا مذاكرة كتير عشان الامتحان
ابتسمت سعاد لابنتها وربتت علي كتفها بحنان قائله : ماشي يا بنتي روحي ذاكري انا اهم حاجه عندي مذاكرتك عشان تاخدي الشهاده الكبيرة
ضحكت مني بينها وبين نفسها بسخريه من سذاجه والدتها الجاهله بينما انتهت امتحاناتها بالفعل .....
وضعت بحنق حقيبتها علي الفراش البالي وهي تتطلع حولها باشمئزاز لهذا المنزل المتواضع الذي ستبقي به بعد أن تبخر حلمها بأن يتطلع لها فهد ويتزوج بها كما تري في تلك الأفلام حيث دوما يأخذ ذلك الشاب الغني تلك الفقيرة ويجعلها سيده المنزل ....عاشت سنوات تحلم بأن تعيش مثل حور فماذا تفرق عنها ...بل إنها اجمل منها بكثير وهاهي أنهت دراستها الجامعيه إذن ماذا ينقصها أو يفرق عنها وعن تلك التي تزوج بها فهد ....! تنهدت بحقد بينما ابنه الحسب والنسب هي من اختطفته ومؤكد أنها مثل حور مجرد غبيه ساذجه !
فتحت الحقيبه التي امتلئت بتلك الملابس وادوات الزينه التي تنفق عليها كل ما تأخذه من والدتها بحجه مصاريف الدراسه دون أي مراعاه لتعب والدتها بتلك الأموال فهي لن تكون خادمه مثل امها ....
جذبت فستان مزكرش بالورود ارتدته ووقفت امام تلك المراه المكسور طرفها وأخذت تزين وجهها بإتقان وهي ترسم خطواتها الاتيه بينما وعدها لنفسها أنها لن تكون خادمه كأمها يحركها
عقدت وشاح رأسها حول وجهها واتجهت الي الباب ومنه الي مقصدها ...!
........
...
كانت حبيبات الهواء مشحونة بالغضب بين سليم وفهد وكل منهم ينظر الاخر بتحفز بينما اتخذ فارس له مقعد بعيدا عنهم وهو غارق بتفكيره لايحصبي ولا يعد أخطاءه التي لم يكن يهتم بها لولا أنها ارتبطت بابتعاد عشقه ! بينما جلست حور تهز ساقها بعصبيه وتوتر لما تعيشه ووجدت نفسها به. .... تري كل منهم لايريد الا إثبات رجولته أمام الاخر بأن يجذبها طرفه وهي لا احد يهتم بما تشعر به بينما هي ليست إلا فراشه بجناح ضعيف تغرق وسط أمواج عاتية من تلك الأحاسيس والمشاعر المختلطه التي تمر عليها لأول مرة بحياتها ....غضب و خوف و نار انتقام ومشاعر غريبه تجاه هذا الرجل الذي لاتفهم ماذا يكون لها ...!
تفاجأت حور بمني تتجه ناحيتها لترفع راسها بمفاجأة : مني !
احتضنتها مني بود زائف وعيناها تتطلع الي فهد الجالس بأحد المقاعد لتنظر مني الي حور بعيون أخفت بها حقدها وهي تقول : الف سلامه علي الحاج عدنان اول ما عرفت من امي جيت علي طول
ابتسمت لها حور بامتنان بينما دوما كانت بجوارها تخفف من وحدتها ....نظرت مني الي فهد قائله بابتسامه هادئه :
ازيك يافهد بيه
اوما فهد : ازيك يامني
تنهدت مني بحسره ....فقط كلمتان بعد كل تلك الغيبه هو كل ما حصلت عليهم منه .....ابتلعت مني ونقلت نظراتها بين فارس وسليم قبل أن تهمس لحور بصوت خافت :
وحشتيني ياحور اول ماعرفت من امي باللي حصل مقدرتش مجيش اطمن عليكي
ازداد خفوت صوتها وهي ترمق ذلك الواقف بأحد الأركان والذي تبيت أنه سليم ليزداد الحقد بقلبها وهي تراه كما فكرت له هيبه وحضور اقوي كثيرا من ادم : ايه اللي حصل ؟
أشارت لها حور وهي تجلسها بجوارها : هبقي احكيلك ...انتي عامله ايه
هزت كتفها : كويسه
خرج الطبيب من غرفه عدنان ليسرع فهد وفارس ناحيته يسيرون برفقته الي مكتبه : طمنا يادكتور
نظر سليم الي حور والي تلك الفتاه الجالسه برفقتها يتهامسون ليتجه ناحيتها مقررا أن يترك لها المجال لتتحدث مع صديقتها ليقول : انا هنزل تحت شوية
هزت حور راسها وهي تشيح بوجهها بعدم اهتمام
لتقول مني بلهفه ما أن انصرف سليم : ايه اللي حصل ده ياحور ....انا مش مصدقه !
اخذت حور تفيض بمكنونات صدرها الي صديقتها والتي ظنتها ملجئها الوحيد طوال تلك السنوات بينما هي ليست أكثر من حاقده غيورة منها لتقول مني بمغزي: ازاي فهد بيه يسكت وكمان يتجوز أخته ...كانت مين هي عشان يتجوزها !
غص حلق حور لتتهكم مني قاصده من إشعال الفتنه بين حور وفهد : انتي الوحيده المظلومه فيهم رموكي للراجل اللي خطفك وياريت علي كده وبس ده كمان اتجوز أخته
ازدادت نبرتها حقدا وهي تتابع : كان لازم ياخد حقك من البنت دي مش يتجوزها!
هزت حور كتفها : كان هيعملها ايه اكتر من أنه يتجوزها غصب هي كمان
التوت شفاه مني بحقد : وانتي مصدقه أنها مغصوبه ....
.... تلاقيها خطه من أهلها عشان يجوزوه بنتهم وهي كانت هتلاقي احسن من فهد ....حمحمت وهي تستدرك سريعا : قصدي فهد بيه ...!
نكست حور راسها لتتابع مني النفث في أذنها : البت دي مش لازم تصعب عليكي ...دي اخت اللي خطفك ومتساهلش منك الا انك تخلصي حقك منها !
صمتت سريعا حينما لمحت خطوات فهد تجاههم لتحاول بقوة كبح نظراتها الحاقده وهي تتطلع اليه بعيون متحسره بينما عاد بقامته المديده وهيئته الاثره الوسيمه ....
اتجه فهد الي حور برفق يربت علي كتفها قائلا : الحمد لله الدكتور قال بابا بقي كويس وبكرة هيرجع البيت
أبعدت حور كتفها عن يده بجفاء وأضح ليكبح فهد غضبه ويشيح بوجهه وهو يزفر من غضبها الطفولي
ليهتف بها وهو يتحلي بالصبر : يلا عشان اروحك البيت ياحور
هزت راسها بعناد : مش عاوزة اروح
امسك بذراعها وأخذها بعيدا عن مني يتحدث من بين أسنانه : امال عاوزة ايه ياحور.... انا ساكت بس تصرفاتك مش عجباني ....ازدادت نبرته انفعالا وهو يتابع : اسمعي كلامي انا اخوكي ومش هسمح باللي حصل امبارح يحصل تاني علي جثتي سليم ياخدك تاني متخلنيش اتهور ويلا معايا من سكات
حاولت حور التمسك بغضبها : مش هروح معاك ولا معاه في اي حته ...انا هفضل هنا مع بابا
هز فهد رأسه بنبره قاطعه : وانا قولت هتروحي البيت واسمعي الكلام انا اخوكي الكبير ...من أمتي بتكسري كلامي
هتفت حور به بعتاب امتليء به حلقها : من وقت ما سبتني
سحب فهد نفس عميق قبل أن ينظر إليها برفق ممزوج باسفه : عارف انك زعلانه مني وانك اتظلمتي بس انتي متاكده اني عمري ما كنت هسيبك الا لو كنت مجبور ...غصب عني ياحور ..الظروف حكمت واتاخدتي من ايدي غصب عني بس انا لسه ايدي ممدوده ليكي وبقولك انا سندك وحمايتك
الوضع دلوقتي اتغير .... انتي مش مجبره علي حاجه وسليم غضب عنه هخليه يطلقك وكل حاجه ترجع زي ما كانت ..انا مش هسيبك ابدا
نظرت حور الي رفق نبرته بعيون ملئها الرجاء أن ينفذ وعده كما فعل دوما ليبتسم لها فهد ويهز رأسه : يلا يا حبيتي ...تعالي ارجعك البيت وانا هحل كل حاجه !
..............
........
فتحت سعاد ذراعيها تستقبل حور : حمد الله علي سلامتك يا بنتي البيت نور
نظرت حور بغصه حلق الي أرجاء المنزل لحظه قبل أن يربت فهد بحنان علي كتفها قائلا : يلا يا سعاد خديها ترتاح وانا هروح مشوار ساعه وارجع
أومات سعاد لتأخذ بيد حور بينما ظلت مني واقفه مكانها وعيونها مركزة علي فهد الذي اتجه الي الخارج بضع خطوات وهو يجري مكالمه تأخرت كثيرا ....عقدت مني حاجبيها بتركيز وهي واقفه خلف الباب الموارب تسترق السمع لتستمع الي صوته الحانق : يعني ايه مش عندك يا جدي ..... انت مش قولت ..
قاطعه صوت فواز : قولت البنات عندي والبنات رجعت بيت ابوها ....عاوز ترجعها روح خدها من بيت ابوها لتستمع مني اليه مجددا بينما يهتف بغضب : لا يمكن أذل نفسي لسليم ابدا ..... انا كنت جاي اخدها من بيتك إنما بيت رسلان لا ...!
وبخه فواز : اسمه عمك يا فهد ....اسمع ياولدي احنا كل ما نطفي النار واحد فيكم يولعها زياده ....مرتك في بيت ابوها ...عاوزها ترجعها من هناك وانا معاك لو ناوي خير إنما لو ناوي شر يبقي هتلاقيني في وشك
احتقن وجهه فهد بينما بنفس الوقت لم يعارض ليقول : ماشي ياجدي بكرة الصبح هاجي معاك نرجعها بس لو سليم وقف قدامي ....قاطعه فواز بحنق : من غير تهديد يا ولدي ....وانت وسليم ولاد عم وبقي جوز اختك وزي ما انت عاوز ترجع مراتك هو كمان حقه يرجع مراته
هتف فهد بعنفوان : حور رجعت بيت ابوها وخلاص وهي قالت بدل المره الف مش عاوزاه يبقي مالوش صالح بيها !
زمت مني شفتيها بغل شديد بينما تعصف الغيرة بقلبها وعقلها الذي تزاحمت به الأفكار الخبيثه الفكره تلو الأخري مقررة الا تدع تلك الفتاه التي تزوجها تعود إلي هذا المنزل الذي ستكون هي سيدته مكانها ....!
انتفضت بهلع علي والدتها التي وكزتها بحنق : واقفه عندك بتعملي ايه ؟!
قالت مني بتعلثم : ابدا يا اما ...انا كنت ...كنت طالعه برا اشم هوا
انتبهت سعاد لما ترتديه ابنتها لتعقد حاجبيها : وايه ده كمان ....جبتي منين يابت الهدوم دي
تعلثمت مني لحظه ولكنها سرعان ما قالت : ده يا اما فستان حور كانت مديهالولي
نظرت لها سعاد بتقييم لهيئتها : وايه القرف اللي في وشك ده ....من أمتي بتحطي الحاجات دي
انتفخ وجهه مني بالغضب : وفيها ايه لما أحط ...مش زي البنات يا اما ولا الكحكه في ايد اليتيم عجبه !
وبختها سعاد : بطلي يابت تردي علي امك ويلا أجري اغسلي اللي في وشك ده وقدامي نجهز الاكل عشان حور ...
تنفست مني بغضب شديد وهي تغسل وجهها بينما الغل يغلي بداخلها لتتجه الي حور وسرعان ما تنفث كلماتها المسمومه بأذنها ...: ضحك عليكي بكلمتين واتفق مع فواز بيه أنه بكره هياخدك وهيرجعك بيت عمك وياخد البت اللي اتجوزها ويرجعها هنا
....نظرت بخبث الي ملامح حور الممتعضه وتابعت بتأثر زائف : يا عيني عليكي ياحور ...ملحقتيش تتهني برجوعك بيتك وتاني هيرموكي للراجل اللي خطفك.!
............
.....
...بعيون زائغه نظر سليم حوله حينما عاد إلي المشفي بعد ساعه ولم يجد حور ليقطب جبينه وهو يجبر نفسه علي سؤال فارس: حور فين ؟
قال فارس بهدوء : فهد أخدها تروح البيت ترتاح
توحشت ملامح سليم مزمجرا بينما تعمد فهد أن يبعدها : من غير ما يقولي
امسك فارس بكتفه يهدئه : اقعد يا سليم نتكلم
ابعد سليم كتفه عن يد فارس مزمجرا : نتكلم في ايه... مفيش بنا كلام
هز فارس رأسه : لا في احنا ولاد عم وانا غلطان
نظر له سليم باحتقار : وانت لسه فاكر اننا ولاد عم
اوما فارس : قولتلك غلطت ياسليم
نظر له سليم بشر وهتف بوعيد: ولسه حساب غلطتك بس مش وقته ...!
اتجه للخارج بخطوات غاضبه وهو يهتف محذرا : حذر فهد ميقفش في سكتي احسن له !
فرك فارس وجهه بعصبيه بينما يتابع خطوات سليم الحانقه وهو يغادر !
..........
.....
نظرت حور الي مني مردده : اهرب!
أومات مني بتشجيع : طبعا ...امال تستني لغايه ما ياخدك الصبح
قضمت حور شفتيها بحيرة ويأس بينما وقعت مجددا بتلك الهاويه لتقول بصوت متحشرج باليأس من الهروب من قدرها : هربت منه قبل كده .....تنهدت وتابعت بعيون غائرة : اهرب اروح فين؟!
قالت مني بخبث وهي تشجعها أكثر : اي مكان ...علي الاقل يومين تعذبيهم فيهم ويعرفوا قيمتك
ابتسمت لنفسها بخبث وهي ترتب مع حور خطه هروبها التي كانت مجرد خطوة لخطه اكبر لتنال رضي فهد ...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
( النسخه الاصليه من الروايه ...جبل الجليد بتنزل علي المدونة وان شاء الله هنزل منها فصلين النهارده بليل. ..دمتم سالمين )
جميل جدا
ردحذف