حب اسود ( الفصل السادس )

3


 الفصل السابق

:فعلا بدليل اني اتخدعت فيك 

: انا.. مخدعتكيش... 

هتفت به باستنكار : امال اللي عملته ده ايه مش، كذب وخداع... انت دمرت حياتي 

هتف بنفاذ صبر : اسمعي ياهمس اللي حصل حصل وانتي خلاص بقيتي مراتي ومفيش قوة في الأرض هتبعدك عني.... 

انا بعترف اني غلطت بس قلتلك عملت كدة عشان بحبك  

انفلتت الكلمات من بين شفتيها : بس انا بكرهك وعمري ماهحبك

زم عمر شفتيه ونظر اليها لحظات قبل ان يقول باعتراف : طبيعي تحسي انك بتكرهيني بعد اللي عملته..... اقترب منها لتتراجع خطوة الي الخلف ولكنه امسك بكتفها يوقفها عن الإبتعاد عنه ليقول برجاء صادق : بس همس حبيبتي انا فهمتك انا عملت كدة ليه. .. مكنتش اقصد اي حاجة غير اني اقربك ليا... عملت كل ده من كتر مابحبك....اديني عذر ولو صغير 

تطلعت همس اليه والي كلماته..... لتري ان كل حديثه عنه هو.. هو فقط دون أدنى اعتبار لها ولا لما جعلها تعيشه .... يبرر من وجهه نظره فقط من خلال احساسه هو.... من خلال تفكيره هو...! 

ابعدت كتفها عن يده بنفور ورفعت عيناها التي لمعت بها الدموع لتقول بوجع حقيقي :اولا متقولش حبيبتي دي.... اللي بيحب عمره مايقدر يجرح اللي بيحبه ابدا وانت مش بس جرحتني انت قتلتني دمرتني

غمغم بألم : همس...... قاطعته بعصبيه : اسكت مش عاوزة اسمعك انت اللي لازم تسمعني.... لازم تعرف اللي عملته عمل فيا ايه..... انا عيشت في كابوس بشع بسبب كذبتك وكابوس ابشع وانت بتسرق ادميتي وحقي اني اختار اكمل حياتي مع مين وبتجبرني أوافق علي الجواز منك 

من غير مايكون ليا اي حق في اني عاوزاك ولا لا..... 

ده غير اللي عملته فيا بعدها 

غص حلقها واختنق صوتها بالدموع التي جاهدت الا تبكيها امامه لتتابع بهجوم : ... اه انت هتقول معملتش ومكملتش بس النتيجة واحدة انت في كل الاحوال غلطت في حقي وحللت لنفسك انك تتجوزني حتي لو غصب عشان زي ماتقول بتحبني....!

انت لو بتحبني مكنتش هتتحمل تشوف وجعي وقهري وتفضل ساكت وتضغط عليا اكتر من غير رحمه كل الايام اللي فاتت 

ولا تتجرأ تاني مرة وتعمل اللي عملته 

كانت عيناه تتابع نظراتها المتألمه وكلماتها التي اخيرا وافاضت عن مكنونات قلبها المغدور ليقول بأسف : انا مش وحش اوي كدة 

هتفت به من بين دموعها المقهورة :  انت اوحش بني آدم انا شفته...... ازدادت نبرته حدة لتتابع : اية الغرور اللي انت فيه ده.... ازاي مش شايف نفسك غلطان 

اومأ لها بدون تردد : شايف اني غلطت بس ليا.....قاطعته مزمجرة بعنف :  اوعي تقول ليا اسباب...... ملكش اي سبب او عذر 

هز رأسه بتصميم وهو يمسك بوجهها بين راحته  : لا ليا.... انا بحبك وعمري ماحسيت كدة الا ليكي انتي...عمري مافقدت منطقي ولا عقلي الا معاكي وعشانك انتي .. سامحيني ياهمس 

ابعدت وجهها عن يده قائلة باستنكار ; بالبساطه دي.... ؟

لمعت عيناه باسف حقيقي وهو يتمتم برجاء : طيب عاوزاني اعمل ايه عشان اثبتلك اني ندمان وتسامحيني 

قالت بثبات : نتطلق

ابتلع لعابه ببطء ولمع الاسي بعيناه الرافضه وهو يقول : متصعبيهاش ياهمس... انتي عارفه اني مقدرش اسيبك 

نظرت له بغضب  ; شفت بقي انك مش ندمان 

هتف بقليل من الانفعال الذي جاهد للسيطرة عليه : هو يااطلقك ياابقي مش ندمان....

هز راسه وتابع برفض قاطع : لا ياهمس انا اه ندمان علي اللي عملته وبعترف اني غلطت وعاوز أصلح غلطتي  بس مش ندمان اني اتجوزتك ابدا...جوزانا تم و انتهي مش عاوز اسمع كلمه طلاق دي تاني 

انتي مراتي وهتفضلي مراتي 

نظرت له بغل وهتفت بشراسه  : اد ايه انت بني آدم متحكم واناني وعندك حب تملك رهيب مش هتتغير 

قال بهدوء : ده شئ طبيعي هو في بني آدم بيتغير في لحظة ياهمس

زجرته بحدة : يعني كنت بتضحك عليا لما قلت انك معترف بغلطك  

هز راسه بتفهم : مش بضحك عليكي.. بس هكون يضحك عليكي فعلا لو اتظاهرت بطبع غير طبعي.. انا منكرش عصبيتي الزايدة وغيرتي المجنونه خصوصا معاكى واه ياهمس 

انا غلطت واعترفت بغلطتي وهحاول اغير الحاجات اللي بتضايقك فيا ومزعلكيش مني تاني ده اللي هوعدك بيه 

نظر لها وتابع : بس انتي كمان توعديني  

رفعت عيناها اليه بتساؤل : بأيه..؟ 

; انك هتحاولي تنسي اللي فات ونبدأ صفحة جديده... اديني فرصه اثبتلك اني بحبك 

ظلت صامته تتطلع اليه ليسألها ;  ساكته ليه 

نظرت له ثم هتفت بقهر : عمري ماهنسي.... انسي ايه.. ؟! انت فاكر نفسك عملت ايه عشان انساه بالسهوله دي... انت واحد سرقت حياتي وحقي في اختيار مين يشاركني مستقبلي..... انا لايمكن  اعيش معاك أو اسامحك ولا أديك فرصه بعد اللي عملته 

وغصب عنك هتطلقني والا هخلعك 

أشعلت النيران بكيانه وبعقله وتحول كل هدوءه لعاصفه هبت بعيناه القاتمه لتزداد قتامه وهو يردد من بين أسنانه : تخلعيني او اطلقك غصب عني 

تراجعت للخلف بخوف حقيقي منه بينما يكمل وهو يجاهد بصعوبه بالغه السيطره على اعصابه التي تثيرها بكلماتها المندفعه دون اعتبار له  :  انتي لو قاصده تستفزيني مش هتقولي كلامك الغبي ده..... لو قاصده تولعي في اعصابي وتخليني افقد سيطرتي علي نفسي بالرغم من كل تحذيراتي مش هتقولي كدة...... نظر اليها وتابع بجديه : 

اسمعي ياهمس انا هعبر نفسي مسمعتش اخر جمله قلتيها...... جوازنا خلاص بقي امر واقع وحصل.....بالرغم من اعترافي اني غلطت في حقك وتقديري اني كنت اناني معاكي بس خلاص احنا تحت أي ظرف اتجوزنا وانا مستحيل اطلقك و معتقدش انك هترجعي لأهلك بعد يومين جواز تقولي عاوز اتطلق..... انتي عاقله كفايه عشان تعرفي ان حياتنا مع بعض بقت امر  واقع.... 

جايز فرضت جوزاي عليكي بس انك تكوني سعيده في جوازك مني او لا دي بقت حاجة في ايدك..... حقك تطلبي مني اعمل اي حاجة عشان تسامحيني وانا هديكي مساحتك كامله ومش هفرض نفسي عليكى لغايه ماتستوعبي كل اللي حصل بس ده بحدود تحاولي تراعي فيها اني بني آدم مش حجر كل شويه تستفزيني بكلامك     ..... كلمه طلاق ياريت مسمعهاش  .... وحاولي كلامك تفكري فيه قبل ماتنطقيه..... أسرارنا تطلع تاني لحد هتكوني انتي اللي بتديني دعوه اني افضل في نفس الخانه اللي عاوزة تحطيني فيها 

انا مش ملاك وهخبي حقيقتي عنك انا بني ادم لحم ودم...... دمي اللي بتحرقيه بكلامك وترجعي تشوفيني وحش لنا اخد رد فعل زي اللي حصل في الفرح بسبب انك حكيتي لصاحبتك..... 

اتكلمي بهدوء هسمعك قولي اللي انتي عاوزاه اطلبي مني اي طلب انا تحت امرك بس.... بلاش... بلاش  .... ياهمس تستفزيني تحت أي ظرف 

بهذه البساطه يخبرها ان هذا واقع حياتها. ... نظرت له مطولا وهي تفكر انه ليس بني ادم بل جبروت يسير علي قدمين بل ويضع شروط أيضا..... 

تركته دون نطق اي كلمه ودخلت الي غرفتها واغلقت عليها الباب لترتمي فوق فراشها البارد تراجع كل كلمه نطق بها وهي تهز راسها بعنف... ليس امر واقع وجوده في حياتها 

.... غبيه من البدايه حينما استسلمت لتهديده ووافقت علي الزواج به... هي من خشيت واستلمت للخوف دون أن تفكر انه المذنب ومن كان عليه أن يخاف.... ولكنها لن تعيد خطأها مرة اخري..... 

فركت وجهها وهي ترفض ان تستسلم لما قاله.... ربما هو محق في كونها لن تعود الي أهلها طالبه الطلاق بعد يومان ولكنها أيضا لن تقبله كزوج..... لابد وان هناك حل..... حسنا فلتهدا  وتفكر....!! 

(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

خرج منذ تلك المحادثه ولم يعد منذ ليله الامس..... نظرت حولها لسكون هذا المكان الكئيب وقد حجبت السحب اشعه الشمس منذ الصباح ولم تتوقف عن المطر..... ظلت واقفه خلف النافذة الزجاجية الضخمه تراقب ارتطام حبات المطر بالزجاج مدة طويله 

وهي تمسك بيدها كوب من الشاي الساخن لعلها تجفيء جسدها بعد ان فشلت بتشغيل المدفأه بغرفه الجلوس ولم يعد امامها الا تلك الغرفه ولكنها ابدا لن تدخلها.. حتي ملابسه لن تاخذ منها شئ فلتشعر بالبرد افضل من تفعلها 

... بدأت تتنفس واخيرا بعد تلك الأسابيع الماضيه التي عجزت فيها عن التنفس.... الان بعد ان عرفت حقيقه انه لم يغتصبها ارتاح جزء من داخلها بعد ان ظنت انه كسرها فمازالت بنفس كبرياءها.... تمددت فوق الاريكة تتابع قطرات المياة بشرود وهي تفكر بأنها تريد أن تتحدث مع احد..... ان تبوح بمافي داخلها ولكن مع من..... ندي.. ؟! لقد خانت سرها كيف تفعلها فهي صديقتها المقربه 

امها.... ؟، أخواتها.... ؟

لن تستطيع أن تتحدث مع احد منهم فلتتحدث مع نفسها..... 

هزت راسها واعتدلت جالسه... لا ستجن بالتاكيد فهاهو اليوم التالي وهي وحدها بهذا المكان لاترى شئ سوي انهمار المطر بالخارج..... اخذ هاتفها وأغلق الباب ولم يهتم حتي بتركها وحيده بهذا المكان 

بينما عمر كان جالس خلف مكتبه يفكر بأنه 

تعمد ان يتركها ويترك لها مساحتها بعد محادثتهم والتي ستضع النقاط فوق الحروف وليكن صريح مع نفسه فهي محقه بكل كلمه نطقت بها فقد أخطأ كثيرا بحسبته وقاسها من وجهه نظرة بأنانيه بحته 

كل مااراده ان تكون له بصرف النظر عن ماهيه شعورها ولكنه قد حدث وتزوجها بالفعل ودرب من دروب المستحيل  ان ينصاع لطلبها ويتركها.... ليس بعد ان أصبحت له 

ليفكر بسخريه في تلك المقوله ان اردت شيئا بشده فاطلق سراحة.... كيف يطلق سراحها وهو من تمني قربها سنوات..... كيف بعد ان أصبحت له يتركها 

لا مؤكد ان من نطق بتلك المقوله لم يقصد بها الحب... فالحب به الكثير من الانانيه...! نعم يعترف انه في حبها اناني متملك بجنون فهو يحبها ولن يتركها مهما حدث.... 

كل ماعليهم ان يتنازل كل منهما..... هي بمحاوله تناسي فعلته والبدء من جديد وهو بمحاوله التغاضي عن أفعالها طالما لاتسيء اليه 

في المساء ازدادت بروده الجو واصبحت لاتحتمل لتجد نفسها ترتدي سترته الثقيله فوقها بغيظ فكل طرقها تشتبك معه ولكنها ابدا لن تخضع وليس قبل ان تذيقه من نفس الكأس 

........... 

..... 

نظرت له بحقد واضح ماان فتح الباب ودخل 

توقفت عيناه عليها يتأملها وهو يقول : مساء الخير

تجاهلت الرد عليه وقامت من مكانها متجهه الي غرفتها ليوقفها بحزم ;  همس 

وقفت مكانها ولكنها ظلت توليه ظهرها ليقول بتنهيده غير راضيه وهو يمسك بذراعها : اظن مش من الأدب انك مترديش عليا وتمشي وتسبيني وانا بكلمك 

التفتت له بهجوم شديد : ولا انا اظن من الأدب والذوق ان تحبسني يومين

انا مش حيوان عندك 

عقد حاجبيه وهز راسه قائلا : اية اللي بتقوليه ده..... انا مقصدتش حاجة  كل الحكايه قلت اسيبك براحتك 

نزعت ذراعها من يده مزمجرة ;  تسيبني في مكان زي ده لوحدي من غير تليفون وانت قافل عليا الباب وتقولي  مقصدتش

قال بتبرير : انتي عارفه كويس اني عملت كدة عشان متندفعيش بتصرف متهور  

نظرت له بغضب : وانت هتفضل حابسني طول العمر 

قال بهدوء : علي الاقل لغايه مانتفق 

هتفت بنفاذ صبر : نتفق علي ايه..؟ 

: علي حياتنا 

: قلت مفيش بينا اي حياه 

احتدت ملامحه ليقول بانفعال : لا.. في. 

قلتلك حياتنا بقت امر واقع

همس انا فعلا بعترف اني غلطت وكنت اناني بس عرفت ده متأخر ودلوقتي خلاص ولا ينفع اطلقك ولاابعد عن طريقك ببساطة طريقنا بقي واحدة

نظر اليها وتابع : قدمي تنازل وانا هقدم قصاده 

قالت بامتعاض : بالبساطة دي 

: اعتبريه قدر وان ربنا أراد نكون مع بعض 

هزت راسها وقالت برفض : ربنا ميرضاش بالظلم وانت ظلمتني.. عشان كدة انا مستحيل اقبل اللي بتقوله 

اغمض عيناه وسحب نفس مطولا فما كل هذا العناد لن يطلب الا فرصه.... تنازل بسيط.... فقط فرصه ليس اكثر..! 

نظرت له بغضب وسارت متجاهله وجوده الي الباب الخلفي لتخرج الي الحديقه 

تسحب اكبر كميه من الهواء الي رئيها التي كادت تختنق وهي حبيسه تلك الجدران الايام الماضيه.... 

......... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 

قذف عمر زجاجه عطره في الحائط لتتهشم مئات القطع وهو يفرك شعره بعصبيه 

سيجن مما تفعله معه مع انه يعطيها كامل العذر ولكنه بكل الاحوال رجل ولايتحمل ماتفعله... سيحطم العالم فقط بسبب نظرة من نظراتها الغاضبه له... كلمه من كلماتها المتحقرة.... يالله سيفقد عقله 

وقف أسفل المياة لعلها تهديء من اشتعال غضبه ليرتدي ملابسه ويخرج باحثا بعيناه عنها ... 

ظلت جالسه مكانها  بالحديقة دون أن تشعر ببرودة الجو حولها ولا الي السماء التر رعدت وسرعان ماكانت تفيض السحب بدموعها الغزيرة لتنزل فوق رأسها وكتفها 

ركض من الداخل ماان لمحها جالسه بالخارج في جو مماثل ليقول باستنكار ; انتي ايه اللي مقعدك برا في جو زي ده.... هتاخدي برد 

دفعت يداه عن يدها التي يجذبها بها هاتفه بحنق : ياريت اموت واخلص منك 

تنهد قائلا وهو يسحبها للداخل : ياريت انا اللي اموت لو ده هيريحك.... قومي ياهمس وكفايه عناد 


خلعت ملابسها المبتله وارتدت غيرها ودخلت الي الفراش تندثر بالاغطيه وهي تحيط جسدها بيدها..... ماذا فعلت بها امها بتلك الحقيبه السخيفه.. لماذا لم تضع ولو شئ واحد ثقيل.... 

دخل عمر اليها بعد قليل قائلا  ;  انا طلبت اكل.... يلا عشان تاكلي 

تجاهلته ليزفر بنفاذ صبر قائلا ; عموما 

الاكل برا لو عاوزة تاكلي والاوضه دي بارده جدا..... ياريت تنامي في الاوضه التانيه عشان متتعبيش

بالتاكيد يعرف ردها فتركها كما تريد تلك المرة 

مغالب قلبه ساخرا..... حسنا فليطلق سراحها...! 


استيقظت وهي تشعر بالوهن في كافه انحناء جسدها.... سعلت بقوة بينما تشعر بحلقها مجروح... فقد أصيبت بالانفلونزا بالفعل 


كان عمر مايزال نائم حينما استمع لصوت سعالها وهي تتجه الي المطبخ 

قام من مكانه يفرك خصلات شعره ويزفر بضيق من عنادها 

دخل خلفها الي المطبخ.. صباح الخير 

لم ترد عليه لتستمع لصوت أنفاسه الساخنه بينما يكمل وهو يلقي بعلبه من الدواء علي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ :  خدي قرص من ده مع حاجة دافيه واضح ان بسبب عنادك اخدتي برد 

التفتت له متجاهله ماقاله لتقول : انا عاوزة امشي من هنا 

قطب جبينه وهو ينظر لها لتهتف بانفعال : احنا هنفضل هنا طول العمر 

قال بهدوء وهو يمد يداه الي وجهها يتحسس حرارتها ; وماله هنا 

ابعدت يداه عنها بعصبيه : مش عاوزة افضل هنا وخلاص.... المكان ساقع جدا وانا تعبت 

قال ببساطه اغاظتها : قلتلك نامي في الاوضه التانيه 

قالت بهجوم  : انام في جهنم ولا اني انام معاك في نفس الاوضه 

هز كتفه ببرود : متشكر 

سعلت بقوة ليقول : عموما انتي تعبانه ومش وقت عناد.. ادخل ارتاحي في السرير التاني بعد ماتاخدي الدوا ومتقلقيش انا هسيبلك الاوضه والبيت كله  

عندي شغل وراجع بكرة 

جلست علي الاريكة بالخارج متجاهله بغباء ماقاله فهو محق انها تعاند وهي مريضه ولكنها لاتقبل منه أي كلام... وهو قرر ان يدعها كما تريد فليري النتيجه 

خرج من غرفته بعد ان ارتدي بدلته الانيقه ليضع هاتف امامها علي الطاوله قائلا :  تليفون اهو وهسيب الباب كمان مفتوح

ياريت تثبتي انك اد ثقتي ومتعمليش حاجة تندمي عليها

القي نظرة مطولا الي وجهها الشاحب قائلا برفق : خدي بالك من نفسك ولو تعبتي كلميني.... متنسيش تاخدي الدوا

........ 

بعد عده ساعات كان المرض يتمكن منها لتشعر بندم شديد من غباءها فما علاقه الدواء بعنادها معه.... انكمشت علي نفسها تشعر بوهن شديد بينما بدأت تشعر بالسخونه تسري بكامل جسدها والدوار يلفح راسها بعد ان انسدت جيوبها الانفيه بسبب الزكام 

شعرت بالعجز وهي وحيده و حتي لاتقوي علي القيام لتأخذ هذا الدواء الذي تركه لها 

.........

... 

قطب تلك الفتاه جبينها قائلة : ايه ده ياعمر انت ماشي 

اومأ لها وهو يلتقط سترته يرتديها : اه ياحسنا في حاجة 

هزت كتفها : اه كنت عاوزة ارتب معاك جدول عمليات الاسبوع اللي جاي 

قال بعدم اكتراث وقد اوجعه قلبه ولم تغيب عن عقله لحظة يشعر بقلق شديد لتركه لها وهي بتلك الحاله 

: بعدين ياحسنا 

قالت بمغزي : اول مرة تهمل شغلك كدة ياعمر 

قال بلامبالاه : مش فارق 

........ 


كانت بين الحلم واليقطة حينما شعرت بانفاس قلقه تلفح وجهها بينما يد تمتد فوق جبينها تري حرارتها.... 

تبرطم عمر بغضب وهو يستشعر حرارتها العاليه والتي لاتحتاج لقياس فقد ازداد سوء حالتها وحتما لم تاخذ الدواء  

شهقت بعنف حينما لامست المياة البارده وجهها وعنقها وهو يضع لها الكمادات ليأتيها صوته الهادي يهمس لها : اهدي.... لازم عشان تنزل حرارتك 

استسلمت راسها الثقيله للنوم مرة اخري بينما لم يتوقف عمر عن العنايه بها طوال الليل.... بعد ان انخفضت حرارتها قليلا رفعها برفق لتستند الي كتفه يعطيها الحواء ثم يجعلها ترتشف القليل من مشروب الأعشاب الذي اعده لها....! حاولت فتح عيناها الواهنه حينما شعرت به يقبل جبينها لترفع يدها الي صدره تبعده فيمسك بيدها بين يديه بحنان ويرفعها الي شفتيه هامسا : سلامتك ياحياتي كلها ....

أعاد يدها برفق الي جوارها وربت بحنان علي شعرها مطمئنا : نامي وارتاحي ياحبيتي انا جنبك 

حاولت مجددا فتح عيناها لتبتعد عنه ولكنها مريضه للغايه... تشعر به طوال الليل بجوارها ولكنها لاتستطيع فتح عيونها.....!

في الصباح فتح عيناه علي رنين هاتفه بينما نام وهو جالس بجوارها ليتحسس حرارتها فيجدها طبيعيه... دثرها جيجا بالاغطيه وسحب هاتفه وخرج من الغرفه....

: نور حبيتي 

قالت نور برقه : اية ياريس بتصل في وقت مش مناسب 

ضحك قائلا بحنان : انتي تتصلي في اي وقت ياقمر 

ضحكت نور قائلة : يابكاش لما انا قمر امال همس ايه 

قال بهيام ; همس تبقي نجوم وسما حياتي 

ضحكت نور قائلة : ياسيدي على الرومانسيه 

... يابختك ياهمس

تنهد دون قول شئ فهي ليست محظوظة بوجوده بحياتها كما تقول اخته.. بالعكس فهو نقمه حياتها 

: مالك ياعمر 

:ابدا ياحبيتي مفيش 

: طيب انا بس كنت بطمن عليك وعلي همس 

: احنا كويسين 

........ 


فتحت عيونها بعدما انقشعت تلك السحابه القاتمه لتبدأ الشمس تغزو الغرفه بوهن تأوهت وهي تضع يدها علي حلقها الذي مازال يحمل بعض الحشرجة 

عاد همر الي الغرفه بعد ان انهي محادثته مع اخته ليتطلع اليها بابتسامه وقد تحسنت حالتها ;  صباح الخير... 

قالت بخفوت : صباح النور 

اقترب منها قائلا : عامله ايه النهاردة ..؟ 

: الحمد لله قالتها وهي تخفض عيناها 

فهو بكل حال اعتني بها أثناء مرضها 

قال وهو يشير الي تلك الأكياس الانيقه : انا جبت ليكي هدوم اثقيله قومي خدي دوش والبسي حاجة منهم علي مااجهز الفطار... 

..... 

كانت بحاجة بالفعل لدوش ،دافيء لتستعيد حيويتها 

خرجت وهي تندثر بروب الاستحمام لتنظر الي الملابس التي احضرها لها.... كانت انيقه للغايه لتختار منها ستره ثقيله وبنطلون من الجينز.... جمعت شعرها الطويل بجديله ثم خرجت الي الخارج 

قال عمر بهدوء وهو يضع الافطار علي الطاوله الرخاميه بوسط المطبخ ; سلامتك 

اومات له بخفوت : شكرا 

قال وهو يجلس بجوارها : متصلتيش بيا ليه امبارح لما حسيتي انك تعبانه 

هزت كتفها وهي تتناول طعامها فهي جائعه ومازالت متعبه ; مش فارقه 

اومأ لها قائلا : ماشي ياهمس 

واضح ان عنادك مالوش حدود..... وانا معاكي للآخر 

نظرت له بطرف عيناها تتبين اهو وعيد ام ماذا لتتهكم بداخلها..... فلتري من مع من... ؟!! 

.............

....


قضيت فتره الظهيرة شارده تفكر بلا توقف.. ماذا ستفعل..؟! 

لتنتبه الي تعالي رنين هاتفه بعدها تستمع الي صوته : لا النهارده صعب.. ؟

كلمي دكتورة حسنا خليها تتابع الحاله وتبلغني.. تمام 

لحظات وعاد هاتفه يرن من جديد ليقول بانفعال : حسناء في ايه الصعب.... 

عارف.... تمام بلغيني اول بأول 

كانت تبحث بين الادويه عن دواء للصداع الضاري الذي يفتك براسها ليدخل خلفها 

: مالك بتدوري علي ايه..؟ 

قالت ببرود وهي تسحب احد علي الادويه وتخرج  : مفيش

اوقفها قائلا ; امال ايه اللي في ايدك ده 

: عندي صداع وباخد مسكن عندك مانع 

جذب العلبه من يدها قائلا : اه عندي مانع... انتي تعبانه مينفعش تاخدي دوا من دماغك 

اتفضلي تعالي اشوف سبب الصداع 

هزت راسها : مش عاوزة منك حاجة 

: همس اسمعي الكلام... جايز ضغطك واطي 

قالت بجفاء ; قلت مش عاوزة حاجة منك 

ضرب الطاوله بقبضته بعصبيه اخافتها لتتراجع الي الخلف ومنها الي غرفتها 

.........

...

زفر عمر بحنق... رأت فقط انه انفعل من جدالها ولكنها لم تري انها من تجادله وتستفزة...! 

......... 

في اليوم التالي كانت قد قررت أن تثأر لنفسها منه بعد ان لفت نظرها هذا الدواء...! 


مستغله اشغاله بالاجابه علي هاتفه ودون أن يشعر اسقطت تلك الحبوب بمشروبه وغادرت المطبخ سريعا بينما حمله عمر  واتجه لغرفته بعد ان انهي مكالمته 


بترقب اقتربت وفتحت الباب وقلبها يقفز من مكانه... فلابد ان الدواء اعطي مفعوله الان.... وبالفعل حينما دخلت الي الغرفه وجدته  سقط في ثبات علي فراشه 

زفرت كل الهواء الذي برئتيها بتوتر وترقب يزامن رغبتها برؤيه تعابير وجهه حينما يستيقظ ويري نفسه بتلك الحاله بعد ان سقط في ثبات حينما وضعت له المنوم بكوب الشاي الخاص به ....! تريد أن يشعر ولو بذره من شعورها  حينما استيقظت ذلك اليوم الذي خدرها به 

...! هل سيتقبل الأمر بتلك البساطة ام سيثور بوجهها كالبركان 

فتح عمر عيناه يشعر بصداع شديد يفتك براسه فمد يداه تجاه راسه ليتفاجيء بشئ يعيق حركه يده.... جذب يده الاخري ليجدها مقيده.... اتسعت عيناه وسعهمها وهب ليجلس برأسه الغير متزن يحاول أن يقوم ليجد نفسه مقيد الي الفراش 

تلفت حوله لظلام الغرفه لحظة قبل ان يغمض عيناه بقوة ماان فتحت همس النور القوي.... نظرت الي تقاسيم وجهه التي جملت مزيج من التعبيرات لتقول بابتسامه بارده :ايه شعورك يادكتور... ؟! 

احساسك ايه..... 

هتف بانفعال وهو يحرك يداه وساقه يحاول ان يفك قيوده : همس ايه الجنان اللي بتعمليه ده... فكيني 

قالت ببرود : لا.... انا هسيبك كدة عشان تحس احساسي بعد اللي عملته فيا 

قال من بين أسنانه : اسمعي الكلام ياهمس ومتجننيش

: أمور جنانك المرة دي مش، هتطلع عليا عشان انا ماشيه.... وابقي وريني هتعمل ايه 

ارعبها صوته :  همس بلاش تستفزيني اكتر من كدة وتخليني، اعمل حاجة تأذيكي 

قالت بلا مبالاه وهي تتجه لباب الغرفه... اعمل اللي تعمله....

همس.... همس 

اسرعت تلتقط مفاتيح سيارته وتسرع للخارج بينما ترتعب خوفا من صوته الذي يزأر كالاسد...!


إلى أين ستذهب 

... لم تفكر ولكنها فقط أرادت الثأر لنفسها بأي طريقه....حتي ولو بتلك الطريقه الواهيه فهو سيفك قيوده بسهوله وسيوقع عليها عقاب شديد ولكنها كانت تريد أن تجرحة وتؤلمه ليري عجزة كما شعرت هي بتلك الليله 


(قراءه ممتعه.. رونا فؤاد)


اية رايكم وتوقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !