مهووس بك الفصل الثالث

5



بصوت جهوري كان أدهم يدلف للمنزل كالمجنون وهو ينادي بأسمها.... شيررررري.... انتفضت من مكانها بخوف فهي تعرف تلك النبرة جيدا فهو غاضب..! تراجعت للخلف خطوة ماان دلف للغرفة وغضب جحيمي يتراقص بعيناه لتقول بتوتر :في أية ياادهم.. مالك؟ امسك ذراعها بعنف يجذبها اليه قائلا بحدة ممزوجه باحتقار : في ان كذبتك اتكشفت جذبها بقوة اكبر من ذراعها الذي كاد ينخلع في يده لتواجهه عيناه القاسيه وهو يكمل بينما نظر اليها باحتقار بينما صفعها بقوة علي وجهها : بقي انا واحدة كدابة زيك تستغفلني .... هزها بعنف.... انتي بتضحكي عليا انا.... وضعت يدها علي وجهها بألم وانهمرت الدموع من عيونها وهي تقول : أدهم...!! انت بتقول لية.. انا مش فاهمه حاجة دفعها بقوة لتقع علي الاريكة خلفها وهو يقول : افهمك ياشيري هانم... ياللي بقالك سنه بتستغفليني وانتي والدكتور النصاب بتاعك عارفين انك استحاله تخلفي هوي قلبها بين قدميها فكيف عرف...! ؟ او السؤال الأفضل ماذا سيفعل بها بعد ان عرف... عاد ليمسك ذراعها بقوة مزمجرا : عرفتي بقي بتكلم عن اية... ؟ ذرفت سريعا دموع زائفة وهي تقول بانكسار : سامحني ياادهم غصب عني خفت تسيبني لما تعرف... أدهم دي حاجة مش بأيدي ربنا عاوز كدة..... شدد من قبضه يده علي ذراعها وهو يصيح بقوة : متجبيش سيرة ربنا علي لسانك ده..... دفعها بقوة للخلف وهو يكمل :لو مكنتيش بتخلفي اصلا كنت هديكي عذرك لو خبيتي عليا.... إنما انتي اللي عملتي كدة في نفسك.... بقالك سنين بتاخدي موانع الحمل من ورايا ومستغفلاني... هزت راسها ببكاء شديد وهي تعلم أن دموعها لن ترحمها من ذلك الغضب المشتعل بعيناه ولاتوجد هناك أي كذبه تستطيع تبرير موقفها بها اقتربت منه وقالت بتوسل : .. أدهم... غصب عني خبيت عليك... سامحني يا أدهم انا عملت كدة عشان خفت من رد فعلك لما تعرف....لما اخدت الحبوب دي كنت صغيرة و طايشة ومعرفش ان الموضوع ممكن يوصل لكدة دفعها بعيدا باحتقار : لا كنتي عارفة عواقب اللي بتعمليه..... سخر واكمل : ماهو الدكتور بتاعك اعترف بكل حاجة ..... قالي كام مرة طلبتي منه يعملك عمليه عشان متخلفيش تاني... قالي كام مرة حذرك وانتي فضلتي معانده قالت برجاء : أدهم اسمعني طيب... صاح بغضب وهو يبعدها عنه ; مش عاوز اسمع حاجة.... ولا عاوز اشوفك تاني امسك ذراعها بقوة وقال بغضب وهو يسحق أسنانه : ارجع ملاقيكيش هنا.... وورقتك هتوصلك فاهمه هزت راسها بهلع وأمسكت ذراعه بتوسل : لا يا أدهم ابوس ايدك.... وحياة السنين الي بينا متطلقنيش... انا مقدرش اعيش من غيرك ابعد يدها عنه بحدة : اخرسي انتي لسة هتكدبي... انتي عمرك ماحبتيني.. كل اللي عاوزاة الفلوس وبس : لا ياادهم حرام عليك متظلمتيش... انا بحبك صاح مزمجرا بغضب : بس.... اخرسي مش، عاوز اسمع صوتك ... انتي اية فاكرة انك تقدري تستغفليني اكتر من كدة.... قالت بتوسل : لا ياادهم وحياة اغلي حاجة عندك متسبنيش وكفاية عقاب ربنا ليا متعاقبتيش انت كمان..... حرام تسيبيني عشان غلطة واحدة.... سامحني ياادهم وكفاية عذابي اني مش هبقي ام طول عمري ابعد يدها عنه بحدة وتركها وخرج صافقا الباب خلفه بعنف ..... بقلم رونا فؤاد ........ ماان انصرف حتى ارتمت مكانها وهي تتنفس بسرعه تحاول الوصول لحل سريع ينقذها من هذا الموقف فهو سيطلقها لا محاله..... ،!! وان طلقها الان فهي ستخسر كل شئ ولن تخرج سوي بتلك المجوهرات التي لا تساوي شئ امام ثروته التي طالما طمحت لها... ........ .... قاد بلا هدي لايري امامه سوي مقدار حماقته طوال تلك السنوات... كم كان رجل مغفل وهي تتلاعب به ولكنها ليست المخطئ فهو من أعطاها الفرصة لتتلاعب به كما تشاء.....هو من تركها لتعتقد انها اكثر ذكاء منه ... يعلم جيدا لماذا تزوجته ومع ذلك كان ينفذ لها كل طلباتها.... لم يفكر بتركها حتي وهو لم يعد يريدها وليس هناك ما يربطه بها.... ،انها فقط والدته...!! والدته ووعده لها انه لن يترك زوجته وسيظل معها بكافة الظروف..! وعده بأنه لن يصبح كوالده الذي عذبها وجرح قلبها بكل مرة تركها وركض خلف امرأه اخري.... حل ربطة عنقه بعنف ليتذكر قبل بضعه ساعات حينما دلفت اليه ندي سكرتيرته : أدهم بيه.... في مكالمه لحضرتك.... مستشفي hope من لندن عقد حاجبيه بدهشة وهو يتناول الهاتف ليعرف بمحض الصدفه اكبر كدبه بحياته سيد ادهم زهران..... أردنا الاتصال بك لاخبارك بوصول تقنيه جديدة لعلاج حاله مدام شيري زهران وحاولنا الاتصال بدكتور صالح دون جدوي لذا توصلنا لرقم هاتفك لتجهيز الأوراق المطلوبة ان وافقت المدام ولكن أؤكد لسيادتك بأن نسبتها لاتتعدي الخمسة بالمائة ..!! لم ينتظر لسماع المزيد ليقتحم مكتب الدكتور صالح والذي انتفض من مكانه بخوف ماان امسكه أدهم من تلابيبه ليخبره بكل شئ..... ضرب المقود بيده بقوة صائحا في نفسه بعنف ... تستاهل... تستاهل ياادهم.... انت اللي ضيعت سنين من عمرك مع واحدة زيها ..... بقلم رونا فؤاد دعس المكابح بقوة لتصدر صرير قوي ويستدير بالسيارة عائدا...!! ماان استمع لصوت عايدة الشغاله وهي تصيح : الحق ياادهم بيه... شيري هانم حاولت تنتحر ........ ..... طرقت غزل باب غرفة أخيها ليبتسم لها قائلا بنبرة هادئة : تعالي ياغزل قالت بخجل وهي تنظر الي نبرته الهادئة : شكلك لسة زعلان مني رفع عيناه نحوها قائلا : لا.. انتي اصلا معملتيش حاجة تزعلني... : يعني بجد مش زعلان من موضوع العربية قال بحيرة : مش زعلان..... بس مش فاهم هو لية عمل كدة نظر امامه واكمل : يعني غريبه ان واحد يعمل اللي عمله قالت ببساطة : اسأله... قال يوسف بتفكير : سألته وقال انك فكرتيه بأخته... سألت باهتمام ; هو عنده اخت... قصدي يعني هي عايشة هنا : لا في القاهرة... قابلتها مرة في event للشركة ومتجوزة من اسامه شريكه بدأت بطرح أسئلة عنه ليلاحظ يوسف اهتمامها بمعرفة اشياء عن أدهم لتبدي سريعا عدم اهتمام وهي تقول : عموما كويس انك سبت العربية.. انا اصلا مكنتش، هاخدها .... ...... عادت لغرفتها ومازالت تلك العينان تراودها لتتمدد علي فراشها وتغمض عيناها تتذكر طلته الكامله ورائحة عطره وعيناه ذات النظرة التي لم تنساها وتغرق بأحلام مراهقه عن ذلك الرجل الخيالي ........ ..... ابتلعت شيري لعابها برعب ماان وجدته يفتح باب الغرفة بقوة.... لتنكمش علي نفسها في الفراش بينما اسرع بخطاه و انحني نحوها يمسك ذراعها بعنف : انتي اتجننتي.... مش كفاية اللي عملتيه كمان عاوزة تموتي نفسك ذرفت دموعها وهي تقول بنشيج : انا كدة كدة هموت لو بعدت عني ترك يدها واشار لها بسبابته بنبرة حانقة : جهزي نفسك هتسافري حالا ... رفعت اليه عيناها المتورمة من البكاء ليقول وهو يسحق أسنانه بغضب شديد ليس منها ولكن من نفسه....و من أخلاقه التي لاتسمح له ان يعارض مشيئة الله وان كان هناك امل في علاجها سيفعلها فهو ليس برجل ندل ليترك زوجته لعدم قدرتها علي الإنجاب وحتي ان كانت امرأه مثلها لاتستحق .... : هتسافري تعملي العمليه... :بس ياادهم.... صاح بقوة : مش، عاوز كلام... انتي تنفذي اللي قلت عليه حالا .... ماان خرج من الغرفة حتي مسحت دموعها وارتسمت ابتسامه منتصرة علي شفتيها فهي كانت متأكدة ان رجولتة واخلاقه اعلي كثيرا من غضبه فهو لايترك ضعيف خلفه مهما فعل...! كانت متأكدة انه لن يتركها وسيتراجع عن قرار الطلاق وهي تملي علي عايدة ماتخبره به عن محاوله انتحارها المزيفة سارت الخطة جيدا كما أرادت وهاهي تصل الي الفندق الذي ستقيم به لحين تجهيزها للعمليه.... تنفست مطولا وهي تقف وسط الغرفة تحدث نفسها انه لم يأتي معها وكلف احد رجاله بأن ينهي كل الإجراءات ويظل معها ... حسنا لايهم فالمهم انها لعبت علي الحصان الرابح ومازالت زوجه أدهم زهران...! المهم ان تحاول جهدها الايام القادمه ان تحمل حتي تضمن بقاءها برفقته....! ......... ... بقلم رونا فؤاد ....... التهم أدهم سجائرة وهو جالس علي ذلك المقعد المنخفض علي الرمال شاردا في البحر الواسع الممتد امامه وتلك البرودة القارصة تغلف جسده ولكنه لايشعر به فالنيران بداخله اكبر..!! ........... اندفعت اروي بغضب شديد تهتف بأسامه بحنق : وهو لية عمل كدة... ده بدل مايطلقها ويرميها بره... بنت ال... انا مش عارفة هي عملاله اية..!! ؟ بقي أدهم زهران واحدة زي دي تضحك عليه وهو ولاهو هنا هز اسامه راسه بعدم رضي : وبعدين يااروي ماانتي عارفة ان أدهم مش كدة... أدهم راجل اوي واكبر دليل اللي عمله معاها سخرت بحنق : ياسلام .. : طبعا يااروي... انتي لو كنتي مكانها تحبي اسيبك ضربت الطاوله بغضب : اه تسيبني.... لما اكون قاصده مخلفش منك.... واكون كدابة كل يوم بخبي عليك ... واكون واطيه معنديش اصل اسيبك بين الحياة والموت.... اييية يااسامة انت بتدافع عنها لية هو أدهم مش صعبان عليك : طبعا صعبان عليا... صعبان عليا انه راجل زيادة عن اللزوم مع واحدة زيها....بس في نفس الوقت مقدرش اقوله ارمي مراتك عشان مبتخلفش قالت بغضب : متقولوش حاجة..... انا اللي هتكلم معاه واقوله ان واحدة زي دي استحاله تفضل علي ذمته ولاتكون ام ولاده في يوم من الايام منعها قائلا : لا يااروي لو سمحتي متدخليش : يعني ايه اسيبه : أدهم عارف هو بيعمل اية كويس... سيبيه وافتكري ان ربنا هيعوضه وخصوصا بعد وقفته معاها بعد للي عملته ده كله.... : بس : لا بس ولاحاجة اسمعي الكلام وبعدين احتمال نجاح العمليه ٥٪ يعني تقريبا مفيش امل بس هو يبقي ريح ضميره وعمل اللي عليه للنهاية ...... ..... بقلم رونا فؤاد كان الفجر يبزغ حينما وقفت غزل امام البحر ووضعت سماعه اذنها وبدات بالركض لتستنشق رائحة البحر التي تعشقها وكلما اسدل الفجر نوره يمحي ظلام الليل كلما بزغ بداخلها ذلك الشعور الدائم داخلها بالتفاؤل وان الغد دائما يأتي بالأفضل ولكن الحال لادهم لم يكن هكذا فمع بزوغ الفجر كان يحمل ظلامه معه ويغمض عيناه لينام ولايدري هل يمكن أن يكون الغد افضل...! ......... ... عادت بعد ركضها لتقبل وجنه أخيها الذي قال بابتسامه : صباح الخير ياغزال لأول مرة لم تتضايق من مشاكسته لها لتقول بابتسامه مشرقة :صباح النور انها تشعر بالضيق كلمت تذكرت ذلك الموقف الذي وضعته به مع مديره بالرغم من مرور عدة اسابيع عليه..... جلست بجواره تتناول فطورها ليتعالي رنين هاتفه... مستر أدهم صباح الخير انتبهت جميع حواسها ماان استمتعت لاسمه... ذلك الذي لم تنسي نظرة عيناه حتي الآن وكم لامت نفسها علي ذلك ولكن ليس بيدها شئ تمام يافندم... حاضر هجيب الملف واجي لحضرتك... التفتت لاخيها وحاولت إخفاء لهفتها وهي تسأله : انت مسافر القاهرة هز راسه : لا... قالت بتبرير : اصلك كنت... هز راسه قائلا : اه عشان مستر أدهم.. لا هو هنا في اسكندرية وعاوز ورق مهم هعديه عليه في الاوتيل قبل مااروح الشغل اومات له وهي تحاول خفض ضربات قلبها فهو هنا اذن فهناك فرصة لرؤيته نهرت نفسها سريعا علي تفكيرها وغادرت الي غرفتها تشغل نفسها بالمذاكرة ليأتيها صوت أخيها يطرق الباب :غزل مش رايحة الكلية... اوصلك ; لا معنديش محاضرات : ماشي ياحبيتي انا ونهي نازلين سلام : سلام ....... .... قطعت شيري الغرفة ذهابا وايابا وهي تفرك يدها بتوتر بعد ان اتخذت قرارها بعدم إجراء تلك العملية خاصة مع نسبة نجاحها الضئيله لتتذكر حديث الاطباء عن تحذيراتهم باتخاذ إجراءات مشددة في حالة حدوث الحمل قد تصل لبقاءها في الفراش مع عدم الحركة طوال فترة الحمل....! انها بالتاكيد ترفض شئ كهذا ولن تفعلها... هي بالأساس لاتريد ان تحمل هي فقط لاتريده ان يتركها...! ولكن ان حدث وحملت فهي متأكدة ان أدهم سيرغمها علي تنفيذ أوامر الاطباء لذا فهي لن تضع نفسها تحت رحمته ولن تدخل لتلك العمليه.... كل ماعليها فعله هو إيجاد العذر المناسب...!! ...... .......... في الصباح التالي فتح أدهم عيناه بانزعاج من هاتفه الذي لايتوقف عن الرنين ليجيب بصوت ناعس : في أية؟ : الحق ياادهم بيه المعرض بيتحرق ...!! .......... بقلم رونا فؤاد قبل قليل دخل عم كمال يحمل ليوسف قهوته الصباحية بابتسامه الهادئة : صباح الخير يااستاذ يوسف : صباح الفل ياعم كمال... عامل اية؟ : بخير يا.... لم يكمل كلمته حينما دوت اجراس إنذار الحريق بالمكان ليتنفض الجميع من أماكنهم بينما صاح احد المهندسين من الخارج : الحق يايوسف المعرض بيولع اسرع يوسف يركض من مكتبه.... في أية؟ قال عزمي : مش عارف بس كارثة في حريقة كبيرة في المخزن وزحفت علي المعرض صاح يوسف وهو يتلفت حوله : كارثة لو النار وصلت للعربيات افراد الأمن المتواجدين بدأو إخلاء المكان... بينما صاح يوسف بالعمال الذين ركضوا للخارج.....: العربيات... لازم نطلع عربيات برا علي قد مانقدر كارثة بالملايين ستحل ان انفجرت احدي السيارت ولم يستطيعوا السيطرة علي الحريق والتي ستنال الباقين.... سيتحول المكان لساحة انفجارات عاد عدد قليل من العاملين الشجعان مع يوسف بينما ركض الباقي للخارج مع تصاعد السنه النيران خلفهم..... اسرع عم كمال حارس المعرض مع يوسف وكذلك هيثم واثنان اخرين لإخراج السيارات للخارج بينما محمود احد أفراد الأمن فتح الأبواب علي مصراعيها ليبدا كل واحد منهم بركوب احد السيارات وقيادتها واخراجها سريعا .... ... قاد أدهم سيارته بسرعه متجهها للمعرض الذي تراصت امامه سيارات الإطفاء والشرطة بينما كان الهرج يسود المكان هز احد الاطفائين راسه بأسف وهو يقيم الوضع ويجد ان الوضع وصل لحد سئ وان النيران بدأت تصعب السيطرة عليها بظل وجود السيارت ليصيح برجاله... : اخلي المكان...! .............. انزل رجال الإطفاء عم كمال من احد السيارات التي اوصلها وهي يسعل بشده من الدخان الذي مليء رئتيه اسرع أدهم اليه بزعر وهو يري حاله الرجل الذي قال بصوت ضعيف ... متقلقش ياباشا استاذ يوسف طلع اغلب العربيات باقي كام واحده..... هيطلعهم هو واستاذ هيثم قال أدهم بحدة : مش مهم العربيات..... مين جوا لسة..؟ أشار ليوسف الذي كان ينزل من احد السيارات بعد ان اخرجها ليقول أدهم بقلق : كلكم خرجتوا يايوسف هز يوسف راسه وقال بانفاس لاهثه : هيثم جوه بدون تردد كان أدهم يركض للداخل متجاهل نداء أفراد الشرطة او الإطفاء اليه... ياادهم بيه مينفعش تتدخل المكان هينفجر في اي لحظة... اسرع يدخل وخلفه اسرع يوسف ايضا.... ليسعل من شدة الادخنه.... هو فين؟ كان هيثم قد علق بداخل احد السيارات حينما انهارت احد الجدران محطمة زجاج السيارة الذي تراشق بجسده.... اسرع أدهم نحوه.... انت كويس هز هيثم راسه بوهن ليحاول ادهم فتح باب السيارة واخراجة ولكنه كان عالق... :الباب.. الباب يايوسف ... حاول يوسف وادهم بضع دقائق قبل ان يصم اذانهم صوت انفجار قوي لتزداد شدة السنه النيران التي تزحف تجاههم... : اخرج انت يايوسف قالها أدهم ليهز يوسف راسه وهو يسعل بشدة : هنخرج كلنا هز أدهم رأسه وأسرع يبحث عن شئ يحاول فتح باب السيارة العالق.... ليصيح يوسف برعب وهو يري ذلك السقف الزجاجي يهوي ناحيه أدهم... خلي بالك لم ينتبه أدهم الا لذلك الألم الذي انتابه ماان اصطدم ذلك الزجاج وتحطم علي ذراعه وظهره.... كبح قوة الألم وتحامل علي نفسه وهو ينهض ممسك بتلك العتله التي وجدها ليسير بانفاس مقطعه تجاه يوسف الذي بدأت رؤيته تتشوش وعلي وشك ان يفقد الوعي بسبب كثرة الادخنه التي استنشقها.... ابعده أدهم ليتهاوي يوسف مكانه بينما بقوة كبيرة كان ادهم يفتح باب السيارة العالق ويساعد هيثم علي النهوض ليسنده الي كتفه الذي ينزف بغزاره ويمد ساعده تجاه يوسف الذي تمسك بها ويخرج ثلاثتهم ليركض نحوهم رجال الأمن والأسعاف... حمل هيثم احد الرجال وكذلك يوسف الي سيارت الإسعاف بينما استدار أدهم ينظر الي معرضه لتنعكس صورة النيران المتأجأجه بداخل عيناه السوداء لحظات قبل ان تدوي الانفحارات القوية التي صمت الاذان .... ،!! ... هز أدهم راسه برفض وابعد الطبيب الذي حاول فحصه... شوف الباقين الاول قال الطبيب : متقلقش ياادهم بيه معاهم دكاترة... بس لازم اطمن علي سيادتك الاول أشار له أدهم بنبرة قاطعه : قلت لمااطمن عليهم الاول ... يوسف... التفت أدهم لصوت غزل الباكيه التي دلفت بخطي متعثرة برفقة نهي للمشفي تنادي باسم أخيها... قالت نهي لاحد الاطباء : فين يوسف؟،... حصله اية؟ قال أدهم بهدوء : متقلقيش.. الدكاترة معاه جوه بنفس اللحظة خرج الطبيب الذي كان يفحص يوسف لتسرع اليه غزل بهلع ليقول مطمئنا : حالته لغايه دلوقتي مستقرة ومفيش اي حروق مجرد ادخنه من الحريق والحمد لله الوضع استقر اومأ له أدهم لترفع نهي عيناها تجاه أدهم بامتنان : شكرا يامستر أدهم لولاك كان يوسف... غص حلقها بالبكاء لتقول للطبيب : مكن ندخل اطمن عليه. : طبعا اتفضلي يامدام بس ياريت واحدة فيكم بس ومتطوليش. هزت غزل راسها لنهي لتدخل هي.... لتتراجع الي الحائط تستند ظهرها اليه وتترك لدموعها العنان فقد خشيت بشدة ان يصيب أخيها مكروه... جلس أدهم علي احد المقاعد واضعا راسه بين كفيه....... نظرت اليه غزل وقد نكس راسه بتلك الطريقة متجاهل جرحة الكبير النازف.... لاتعرف لماذا شعرت بتلك الشفقة الكبيرة تجاهه لتتحرك نحوه قائلة : .. الجرح... قصدي خلي الدكتور يشوفه احسن هز راسه بعدم اكتراث : مفيش داعي. نظرت للجرح الممتد علي طول ذراعه وكتفه قائلة : بس.. ده جرح كبير حدث نفسه ساخرا بأنه ليس اكبر من الجرح بداخل قلبه لتلاحظ غزل تلك النظرة الحزينه بعيناه والتي لاتعرف سببها بينما بالنسبة لادهم فهو بالفعل لايهتم لأي جرح حتي وان مات كل ما جعله يشعر بذلك الحزن هو هؤلاء الأوفياء الذين كادو يفقدون حياتهم بسببه :اطمن علي هيثم وعم كمال الاول عضت علي شفتيها لحظة قبل ان تقول : طيب بس كدة انت هتفضل تنزف وده غلط عليك... التفت اليها لتلتقي عيناه بانهيار العسل الصافي المتدفقة من عيونها لتكمل برجاء : لو سمحت خلي الدكتور يشوف جرحك.... وان شاء الله هيبقوا هما كمان كويسين صعبت عليه تلك العيون ان يرفض ولكنه عنيد ليهز راسه باصرار : لما اطمن عليهم بنفس اللحظة اتجه اليه احد الاطباء قائلا : حالة الاتنين كويسة جدا والجروح مش عميقه وعم كمال فاق وهيخرج بكرة ابتسمت غزل ببراءه وهي تقول بفرحة :مش قلتلك... يلا بقي تعالي خلي الدكتور يكشف عليك دون ارادة وجد نفسه خلف تلك الصغيرة التي سارت برفقته الي تلك للغرفة ليدخل اليها ويبدأ الاطباء بفحص جرحة..... كانت تسير بخطوات بطيئة امام الغرفة في انتظار انتهاء الاطباء ليخرج الطبيب سألته بلهفة : حالته اية يادكتور : في اشتباه انه عندة شرخ في عظمة الكتف وحالا هنعمل الإشاعات اللازمة كمان جرح أدهم بيه عميق ومحتاج رعاية خاصة يامدام... ياريت تحاولي تقنعيه يفضل يومين معانا لغاية مانطمن عليه اومات له وهي تهز راسها : انا مش.... تراجعت عن تصحيح ظن الطبيب بأنها زوجته ليكمل : نص ساعة نخلص الأشعة وتقدري تدخليله عادت لتطمئن علي أخيها لتخرج نهي قائلة : الحمد لله بقي كويس... الدكتور قالي يقدر يخرج بكرة اومات غزل لها قائلة : طيب ارجعي انتي البيت عشان مالك وانا هفضل معاه ......... ..... اسند اسامه اروي التي تشوشت رؤيتها بسبب دموعها المنهمرة طوال الطريق ماان سمعت بحادث أخيها لتتذكر ذلك الحادث قبل أشهر وتجول كل الأفكار السيئة براسها.... ......... ..... اتسعت عيناه غزل ماان رأت أدهم يرتدي سترته: انت بتعمل اية .... طبعا مينفعش تخرج من المستشفي رفع حاجبه ناظرا اليها : نعم!! قالت ببساطة : اللي سمعته... الدكتور قال لازم تفضل هنا يومين تجاهل حديثها وحاول مجددا ارتداء سترته ولكن ذراعه لم تسعفه : انا بقولك مينفعش تخرج وانت تعبان قال باقتضاب : انا كويس توقفت امامه تطالع نظرات الألم الذي يخفيه وهو يحرك كتفه لتقول : واضح كالاطفال أمسكت بسترته التي اختطفتها من يده وابعدتها عنه قائلة : اسمع كلام الدكت.... ابتلعت كلماتها ماان قترب منها بتلك الطريقة لتسرع تخفي السترة خلف ظهرها ولكنها تعثرت للخلف مجددا لولا ذراعه السليمه التي احاطت بخصرها يمنعها من السقوط لتتوه مرة اخري بين غياهب نظراته التي ركزها عليها تلك المرة بغيظ لاينكر من تلك الصغيرة التي تجادله وكم يكره الجدال.... عزفت دقات قلبها بعنف داخل صدرها من اقترابه الخطير لتضع يدها بتوتر علي عضلات صدره بينما رفع حاجبه ينظر اليها بانتصار وهي ترفع يدها الاخري بالستر تعطيها له ليتركها .....! ...ابتعدت عنه و اعتدلت واقفة بسرعه ماان انفتح الباب فجأه لتدلف منه اروي بقلق سافر... أدهم حبيبي..اية اللي حصل احتواها أدهم بذراعه السليمه قائلا بحنان : اهدي ياحبيتي انا كويس.. تراجعت غزل بضع خطوات للخلف تريد أن تنصرف فزوجته قد حضرت....! قال اسامه بقلق ; انت كويس ياادهم... : تمام... الحمد لله بسيطة قالت اروي بدموع وهي ماتزال بين ذراعيه : بسيطة ازاي ياادهم.. انت مش شايف نفسك ربت علي شعرها قائلا : انا كويس قدامك اهو بطلي عياط بقي وضعت يدها علي مقبض الباب لتغادر ولكن صوت رقيق اوقفها... : انا اسفة بس من قلقي علي أدهم مأخدش بالي التفتت غزل تجاه تلك الرقيقة التي ابتسمت لها من بين دموعها حينما قال أدهم بصوته الرجولي : دي غزل اخت يوسف عز الدين اتسعت ابتسامه غزل حينما قالت :وانا اروي اخت أدهم هل سعدت حقا انها لم تكن زوجته...! اخفت السؤال سريعا ما راسها وهي تصافح تلك الفتاه الجميلة وكذلك زوجها اسامه قالت غزل بتعلثم : بعد اذنكم.. هروح اطمن علي يوسف قالت اروي بسرعه : لية خليكي معانا قالت بتهذيب : لا عشان مستر أدهم يرتاح اشارت بيدها قائلة : وياريت يسمع كلام الدكتور ويفضل هنا ضحكت اروي قائلة بعفوية : أدهم مبيسمعش كلام حد ........ ..... بقلم رونا فؤاد بالفعل لم يستمع أدهم لكلام احد ليتمدد ليلا علي فراشه شاردا في سقف الغرفة وهو يتذكر كلمات اخته طوال الطريق عن تلك الفتاه التي اجتذبته عيونها الصافيه.... بينما جلست اروي بجوار اسامه بالغرفة المجاورة لادهم تهمس بخفوت : تعرف البنت شكلها لطيفة اوي رفع اسامه حاجبه بينما تابعت : وحلوة كمان... وشكلها طيبة و... انت بتبصلي كدة لية ؟ قال اسامه : احنا في أية ولافي اية يااروي : وانا قلت حاجة؟ : مش، محتاجة تقولي عنيكي واهتمامك بالبنت من اول ماشوفتيها واضح حتي أدهم لاحظ..... هزت كتفها ليكمل : اروي...ادهم مش ناقص كفاية الكارثة اللي هو فيها.. مش وقت اي حوار انتي بتفكري فيه تجاهلت حديث زوجها وهي تحدث نفسها ;هو ده انسب وقت.... ..... .... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
  اية رايكم.. وتوقعاتكم
تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !