حب اسود الثاني

2



تكومت علي نفسها فوق ارضيه الحمام الرخاميه البارده تبكي بحراره بعد ان كبتت مشاعرها امام امها وأخواتها خوفا من ان يعرفوا بماحدث لها..... انهمرت دموعها الساخنه كالشلال علي وجنتها من مقدار القهر والألم الذي تشعر به بسبب فعله هذا الحقير والذي وقف امام والدتها بدم بارد وليس وكأنه قد ذبحها وقضى عليها ..... كل هذا فقط لأنها رفضته...؟! ثارت كرامته وتحرضت رجولته ضدها ليثبت لها كم كانت محقه بكراهيتها ونفورها من كل جنس الرجال...! ليسوا اكثر من حيوانات يستخدمون قوتهم للاستقواء دوما علي المرأه....! لقد كان ابيها قاسي دوما ماكان سبب في دموع امها ولم يتردد يوما بالاستقواء عليها لذا كرهت جميع الرجال فهم صورة عنه وقررت الا يكون في حياتها وجود لرجل وكانت سعيده للغايه بحياتها حتي دمرها هو علي الاخير ...! 
 شهقت بمراره وهي تهز رآسها فيستحيل ان يكون طبيب فهو بلا قلب لا يمتلك ذره واحده من الإنسانيه ليفعل بها فعلته... لقد استباح جسدها ودنسه بحقارته دون أن يكون لها علي الاقل الحق بالدفاع عن نفسها لقد استخدم أحقر الطرق وخدرها لتكون كالدميه بين يديه يفعل بها مايشاء....جعلها تكره نفسها وجسدها وحياتها...وضعت يدها المرتجفه علي فمها تحاول كتم شهقاتها حتي لا تسمعها امها التي ستموت ان عرفت بماحدث لها.... طرقت هيام علي الباب قائلة بقلق حينما استشعرت غيابها : همس.... حبيبتي انتي كويسه..؟
 مسحت دموعها سريعا وحاولت تنقيه صوتها من حلقها : اه ياماما : طيب قافله علي نفسك ليه..؟
 غسلت وجهها مرار بالماء البارد تحاول إخفاء بكاءها والتظاهر انها بخير حينما خرجت ولكن وجهها كان شاحب للغايه وعيونها غائرة من كثرة البكاء لتقول انها بقلق : مالك ياحبيبتي... في حاجة مضيقاكي.. ؟ 
 هزت راسها وهي تتجه لفراشها : لا مفيش. انا بس عاوزة انام قالت امها بحنان وهي تضع فوقها الغطاء السميك ; طيب اخدتي الدوا ياحبيبتي اومات بكذب لأنها فهي تعمدت الا تأخذ جرعه دواءها علها ترتاح من هذا العذاب
  قالت امها بحنان : نامي ياحبيتي وارتاحي

   ............. .... 
 كل مرة تغمض بها عيناها تتمني ان تفتحها ويكون كل ماتعيشه هو كابوس وتستيقظ منه ... ولهذا أغمضت عيونها واستسلمت لهذا النوم الطويل حتي عليها نداء عقلها أن تستيقظ .
 ببطء رفرفت باهدابها الكثيفه تحاول فتح عيونها الواهنه لتنتفض من مكانها صارخة بفزع ماان كان وجهه هو أول مافتحت عيونها عليه..... استندت علي يدها المغروسه بها الحقنه المغذيه وهي تتراجع القهقري لطرف الفراش خوفا وفزعا منه صارخه بخوف ..... ابعد عني متقربيليش . 
 صرخت بألم ليقول وهو يسحب يدها ويعدل من وضع تلك الحقنه التي انغرست بيدها : اهدي ياهمس هتجرحي ايدك
   بيأس حاولت سحب يدها من يده بذعر وهي تتلفت حولها فأين هي واين امها وأخواتها ولماذا هي وحدها معه
  : ابعد عني.. اااابعد
   قال بانفعال ويده ماتزال تأسر يدها حتي لا تتسبب بأذى لنفسها : قلت اهدي..... مش هعملك حاجة
   قالت بخوف وهي تتلفت حولها : انت جبتني فين...؟ 
 وضع يدها برفق بجوارها بعد ان هدات حركتها المتشنجه : في المستشفى 
 عقدت حاجبيها فهي لاتتذكر شئ...... هل هي خدعه جديدة منه.. ؟! 
 نظر لها بعدم رضي قائلا : اية اللي عملتيه في نفسك ده.... انتي قصدتي تفوتي جرعات الدوا لغايه ما جسمك مقدرش يتحمل ودخلتي في غيبوبه 
 اغمضت عيناها الشاحبه بينما تتذكر انها رحبت بأي شئ ينهي حياتها لذا..... اوهمت امها انها تاخذ الدواء ولم تفعل وفي الصباح بدأت تشعر بالوهن وتلك البرودة تغلف جسدها ولكنها تجاهلتها وظلت متمسكه بالنوم العميق الذي تهرب به من الواقع.... 
 تعالي صوت هيام ; بسمه ادخلي صحي اختك
   دقائق وكان صراخ بسمه يتعالي حينما لامست جسدها الذي تحول لقطعه من الثلج : مااااما الحقي ياماما..... همس مش بترد كان هذا اخر شئ وعت له.... بينما كان عمر في غضون نصف ساعه يفحصها تحت أنظار وبكاء امها وأخواتها.... كان بأمكانه ان يعالجها بمنزلها ولكنه اتي بها للمشفي لتكون تحت عيناه بعد ان عرف انها قصدت قتل نفسها افاقت علي نبرته المؤنبه
 : انتي مجنونه..... عاوزة تموتي نفسك
   نظرت له بشراسه بالرغم من وهن جسدها ;وانت مالك ومالي..يخصك في ايه اموت ولا اعيش 
 كالسهم كان يغرس يداه بذراعيها وهو يقول بتملك وانانيه بحته دون مراعاه مشاعرها : يخصني ياهمس.. كلك بقيتي تخصيني....... اعقلي وبطلي جنان والدتك برا هتموت من القلق حرام عليكي تهكمت بمراره وهي تشيح بوجهها عنه :بتعرف الحرام اوي 
 ترك ذراعها وزفر بسأم قائلا : مش هنخلص من الكلام في الموضوع ده..... قلتلك خلاص ياهمس انتي بقيتي ملكي وقريب اوي هتكوني ليا قدام الناس كلها اشاحت بوجهها عنه صارخة : امشي من وشي مش عاوز اشوف وشك ولااسمع صوتك والا هفضحك قدام الكل رفع حاجبه يطالعها باستهزاء : لا من جهه هتشوفيني فأنتي هتشوفيني كتير اوي..... اما من جهه الفضيحه.. اعمليها مستنيه ايه... ؟! 
 نظر لها لتهتز نظراتها بينما يكمل بتهديد متبجح: يلا روحي قولي لوالدتك علي اللي حصل وخلي قلبها ميتحملش الصدمه... قولي وخلي مستقبل اخواتك يضيع... قرب وجهه من وجهها اكثر بينما اكمل من بين أسنانه : انا معنديش اي حاجة اخسرها... إنما انتي عندك كتير.... امسك بذقنها بين اصابعه واكمل : احسنلك تبطلي اللي بتعمله ده وتطاوعيني وتوافقي علي جوازنا والا انتي الوحيده اللي هتكوني خسرانه 
 دفعته بكلتا يداها بعيدا عنها صارخة بنفور وكراهيه ; بكرهك.... بكرهك وبقرف منك وعمري ما هتجوزك.... الموت أهون ليا الف مرة من اني اكون مرات حيوان خسيس زيك
   احتقن وجهه بالغضب لتتراجع للخلف بخوف من نظراته المرعبه التي صوبها ناحيتها بينما يقول بتحذير ووعيد : لو حاولتي تأذي نفسك وتكرري اللي عملتيه تاني هتكرهي نفسك من اللي هعمله فيكي
   ضغط عليها أكثر حتي لاتفكر بأيذاء نفسها ليضيف : انا كنت حنين وخدرتك اول مرة متخلنيش افقد اعصابي واعمل فيكي كدة تاني ...... ودلوقتي فاهمه 
 دفعت يده باشمئزاز بعيدا عنها ; بكرهك
   قال ببرود ; عارف 
 حاولت نزع يدها منه ; اوعي متلمسنيش
   رفع يدها بكلتا اصبعيه قائلا ببرود : هقيس ضغطك 
 حاولت نزع يدها ولكنه ظل قابض عليها
 :اوعي.... ملكش، دعوة بيا 
 ضغط علي يدها بقوة وزجرها بتحذير ; وبعدين معاكي .....
 ظل صدرها يعلو ويهبط ومرت عليها تلك اللحظة كالدهر بينما يقشعر كل بدنها من لمسته بينما عمر كان بمهنيه تامه يفحصها وبنفس الوقت ينظر الي تعبيرات وجهها وجسدها النافر منه.... ........ بعد قليل دخلت والدتها حينما سمح لها لتساله بلهفه : اية ياابني... طمني 
 قال بهدوء : الحمد لله... بقت كويسة 
 ابتسمت له والدتها بطيبه : ربنا يباركلك يادكتور..... مش عارفة من غيرك كان زمان حصل لها ايه.. دايما تعبينك معانا
   ربت علي كتف امها بتهذيب ; مفيش اي تعب...المهم تطمنوا عليها وتسيبوها ترتاح اومات له هيام واتجهت لتطمئن علي ابنتها..... ............ .....
 اطمئنت امها انها نامت وتركتها برعايه الممرضه لتعود للاطمئنان علي امل وبسمه حتي لاتتركهم وحدهم بالمنزل.....! 
 جلس عمر علي مقعده الجلدي الوثير وقد أدار ظهره للباب يتطلع في النافذه الزجاجية الضخمه الممتده خلف مكتبه شاردا بأول لقاء لهم ......... 
Flash back ...
. منذ عامين كان يتجه لعمله بالمشفى واستقل المصعد ليلتقي بشلال شعرها الاسود الفاحم منسدل علي وجهها بينما انحنت بفوضويه تبحث عن شئ في حقيبتها التي سقطت من يدها مصدره ضجيج قوي جعلته ينتبه اليها .... انها تشعر برهاب الأماكن المغلقه بالاضافه لحاجتها لجرعه الدواء الخاصه بها فهي مصابه بمرض السكري ..... لم تسعفها يدها المرتجفه لتسقط حقيبتها علي الارض وتتبعثر محتوياتها..... اجتذبت انتباهه وشعر ان هناك شئ ليس علي مايرام وصدق حدثه إذ ماان رفع عيناه اليها كانت تترنح ماان قلت نسبه السكر بدماءها وبلحظة تسقط بين ذراعيه .....!! 
 تلك اللحظة كانت كفيله بزلزله دقات قلبه التي تحركت دون ارادته لها ماان ابعد ببطء خصلات شعرها من حول وجهها الذي اسرته تفاصيله الهادئة....طوال الأعوام الماضيه كانت دقات قلبه ثابته كالحجر الي ان غرق بشلال شعرها الفاحم تلك اللحظه لايعرف لماذا .... وقع بغرامها من اول وهله حينما شعر بها بين ذراعيه وكأنه يعرفها منذ سنوات ..... لحظات لم يفهم بها مايحدث له وكانت همس ماتزال بين ذراعيه ليحملها ويخرج بها من المصعد متجه بها لأحد الغرف وسرعان مابدأ بفحصها ليعرف انها مريضه بداء السكري....!! 
 بعد فترة آفاقت لتستغرب وجودها بتلك الغرفة ..... تقدم منها بابتسامه هادئة : حمد الله علي السلامه 
 قالت بوهن : انا فين... ؟ انت مين... ؟
 :في المستشفى.... انا دكتور عمر زهران 
 تتباعت الأحداث لعقلها لتهتف وهي تتلفت حولها .... ماما... ماما تليفوني... شنطتي.... 
 قال بهدوء : لما وقعتي في الاسانسير انا جبتك هنا..... اكيد حاجتك هتكون في الأمانات....انا هكلمهم واسأل
   قالت بشفاه مرتجفه : ماما.... عاوزة أطمن علي ماما ........... عرف وقتها انها جاءت برفقه عائلتها حيث وقع حادث أودي بحياة ابيها.... والدتها بحاله خطرة....... توالت اللقاءات حيث بقيت والدتها بالمشفى مدة طويله وهو لكونه طبيب كان دائم التردد عليهم ولا يعرف سبب لتلك الجاذبيه التي دوما ما تجذبه إليها .... منذ أن وقعت عيناه عليها وراودته رغبه ملحة بمعرفه كل شئ عنها والتقرب منها.... انها فتاه جميله رقيقه هادئة كل شئ بها يجذبه......قويه وهشه بنفس الوقت... جميله ذلك الجمال الهادئ ومريحه بصمتها وتعابير وجهها التي تخبره أن هناك غموض خلفها ... اصبح يعشق تطاير خصلات شعرها الفاحم حول ملامح وجهها التي تحمل تلك اللمحه من الحزن بالرغم من مرحها الدائم..... استعادت امها عافيتها وهاهو اصبح صديق للعائلة وسرعان ماعبر عن رغبته بالارتباط بها بعد أن ترك وقت كافي احتراما لظروف موت ابيها ولكنها رفضت وانصدم من رفضها ولكن والدتها عللت انها لاتزال صغيرة وماتزال بعامها الاول بالجامعه ليصبر ويتقرب منها ولكنها كانت تبتعد مسافات فهي تكرة الرجال ولكنه يعتقد انها تبتعد عنه هو وحدة...!! بقي ينتظر علي أمل أن الوقت هو فقط سبب بعدها وبمروره ستكون له بتكبر بداخله تلك الأحلام بأنها من ستشاركه حياته وكل ما عليه فقط أن ينتظر ولكن تلك الأحلام تحولت إلي كابوس منذ بضعه أشهر حينما استعرت لهيب النيران بقلبه ماان تكررت رؤيته لهذا الشاب شهاب برفقتها..... جن جنونه يوما بعد يوم ولم يفكر انه مجرد زميل يكون معها برفقه أصدقاءها كل ماخيل له انها لا تعطيه فرصه وتعطي لشهاب ......! يجهل ان ذلك الوحيد الذي اعتبرته استثناء ماان جمع بينهم موقف صدفه وعرفت بظروف مرضه المماثل لها فكانوا دوما ما يشعرون ببعضهم البعض..... ولكن من أين له ان يعرف ان علاقتهم ببعض شفقه متبادله ليست اكثر فهو بإحدى المرات سقط بسبب غيبوبه سكري ولحقته باحدي الجرعات من حقيبتها ومن وقتها واصبحوا أصدقاء ولا يوجد أي شئ اخر لما خيل له عقله من فرط غيرته عليها..... 
 ........ خرج من شروده علي صراخ احد الممرضات..... دكتور عمر الحق..... الانسه اللي حضرتك بتشرف علي حالتها بتحاول تنتحر.... هب من مكانه وبسرعه البرق ركض يقطع الدرج تجاهها ..... 
 الموت هو سبيلها الوحيد لتتخلص من هذا العذاب لا تستطيع التحمل اكثرر من هذا.... كانت تلك الأفكار السوداء هي كل ماسيطر عليها وهي تقوم بخطي بطيئة من فراش المشفي وتتسلل الي السلم الخلفي ومنه الي سطح المشفي......! 
 ..... اغمضت عيناها وبخطي مرتجفه كانت تقف فوق ذلك السور علي هذا العلو الشاهق..... حياتها انتهت بأي حال فلترحم نفسها من العذاب بتلك الخطوة الفاصله بينها وبين الموت ..... تطايرت خصلات شعرها المماثله لسواد الليل المحيط بها بينما تجرأت لتمد قدماها تجاه تلك الهاويه وهي تغمض عيناها بقوة مستسلمه لقدرها.......! 
 صرخة قويه بأسمها هزت المكان وهو يجذبها بقوة من فوق هذا السور لتقع في حضنه وينتفض قلبها من مكانه رعبا وهلعا..... صرخت بهستريا وهو يحملها ويعيدها الي الغرفه : اوعي سيبيني...... عاوزة اموت.... مش عاوزة اعيش.... سيبيني حرام عليك كانت الممرضه خلفه تسرع بتجهيز احدي الحقن المهدئة ليتشعشع الخوف باوصالها وسرعان ماتتجدد الذكري ما أن وجدت نفسها أسيرة أحضانه وتري تلك الحقنه بيده لتنهمر دموعها تحرق وجنتها وهي تصرخ : لا لا..... لا مش عاوزة حقن...... لا لا 
 أشار الممرضه ان تتركها وتخرج لتتفاجيء به يعلق الباب بالمفتاح فتتراجع للخلف بخوف شديد...... بشفاه مرتعشه قالت وهي ماتزال تتراجع للخلف : انت هتعمل ايه ......لا.. لا متقربليش 
 وقف امامها ليزداد حده خوفها فتنهار باكيه وتتهاوي قدماها علي الارض وهي تهز راسها بهستريا خوفا من أن يكرر فعلته ... اغمض عيناه بقوة يكره نفسه لفعلته التي دمرت كل الجسور بينهم وزرعت في قلبها طريق مليء بالخوف منه فأنحني ناحيتها وامسك بكتفها يوقفها وهو يقول بحنان جارف : اهدي ياهمس... انا مش هعملك حاجة... كانت نبرته ولمسته مهدئة علي نحو كبير ولكن بالنسبه لها كان اقترابه مفزع مرعب يثير الخوف بقلبها وكيانها لتبتعد عنه تلقائيا..... تنهد بسأم قائلا : لية بتعملي في نفسك كدة....
 قالت بعيون باكيه : ابعد عني
   قال بحزم ; مش هبعد غير لما تهدي 
 دفعت يده بعيدا عنها : ابعد عني حرام عليك..... ابعد كفايه بقي .......... علي مضض ابتعد عنها مؤقتا ولكنه تابع ماانتوا باصرار بينما تعذب بضراوة علي ما فعله بها ولم يذق طعم النوم وظن أن خلاصه بزواجهم حتي تغفر فعلته لذا في اليوم التالي لخروجها من المشفي كان يفاتح والدتها بشأن زواجهم وهاهي همس تحدث نفسها بمرارة بأن حتي الموت لم يخلصها منه بل التصق بها أكثر .... 
 قالت بيأس : ماما مش عاوز اتجوز 
 : ليه ياهمس ده كويس اوي وابن حلال ودكتور ومركزه كويس قالت برفض : مش مهم... مش مهم ....كلهم زي بعض 
 قالت امها بحنان ;مش كلهم زي ابوكي ياهمس 
 طفرت الدموع من عيونها وكم ودت لو تخبر امها علي مافعله لها وتنهي صورة الملاك الذي ترسمها لها لتقول بصوت متحشرج بالبكاء : كلهم زي بعض
   قالت امها برجاء ; يابنتي ياحبيتي طلعي من دماغك الفكرة دي ...مش كلهم ابوكي !! 
 تابعت برجاء أشد : عشان خاطري ياهمس وافقي .... انا نفسي اطمن عليكي وعلي اخواتك قبل مااموت فكري لو بتحبيني فكري.... ............ ... لم تخبره والدتها انها رفضت ولكنها أخبرته انها طلبت مهله للتفكير وهو بالتاكيد فهم أنها تراوغ وترفض .... ........ ..... كعادتها منذ ذلك اليوم لاتبارح المنزل وتتحجج انها ماتزال مريضه..... 
خرجت امها برفقة أخواتها وبقيت وحدها بالمنزل ليدق الجرس بعد ساعه فتقوم من مكانها بخطي بطيئة تفتح الباب ...تجمدت ماان رأته واقف امامها بطوله الفارع وطلته المهيبه ودون تردد كان يقول : مش بتردي علي تليفونك ليه ؟
 رمقته بنظرات ازدراء واسرعت لتغلق الباب مجددا ولكن قدمه كانت الأسرع ليخطو للداخل ويغلق الباب خلفه ممسك بيدها..... ضغط علي يدها لتهتف به بخوف واضح : ابعد عني ومتقربيلش احسنلك نظر باشتياق لعيونها التي افتقدها ذلك الاسبوع الذي حجبت نفسها عنه قائلا بحنين جارف : كده تحرميني منك 
 نزعت يدها وهتفت بشراسه: بقولك ابعد عني احسنلك 
 نظر لها بتسليه: ولو مبعدتش هتعملي ايه.. ؟
 نظرت له بتحدي تحاول الا تجعله يستمتع بخوفها : هصرخ 
 ضحك ببرود أشعل اعصابها : صرخي مش فارقه
  طفرت الدموع من عيونها لما يمارسة عليها من ضغط غير مكتفي بكل مافعله : حرام عليك.. ارحمني
   امسك بكتفها ورفع ذقنها اليه قائلا بجديه :ارحمي نفسك من العذاب وبلاش تعاندي معايا اكتر من كدة 
 دفعته بعيدا عنها هاتفه بقهر : ابعد عني بقي ربنا ياخدك
   هز رأسه بإصرار :مقدرش ابعد عنك مفيش حاجة ولاحد يقدر يبعدني عنك إلا الموت 
 قالت بشراسه وهي تنقض عليه تلكمه وتضربه في اي مكان بوجهه وصدره : يبقي هقتلك 
 اعتقل يدها بقبضته واحاط خصرها بيده الاخري يقربها اليه قائلا : هبقي مبسوط وانا بموت علي ايدك 
 كالذي لدغته حيه كانت سرعان ما تنتفض من بين ذراعيه ماان لامس جسدها جسده وهي تصيح فيه بنفور : انت مريض نفسي
  قال ببرود : جايز مش هنكر ابدا اني بقيت مجنون بيكي . . بس اللي اكيد انك انتي علاجي
  اقترب منها حتي التصق ظهرها بالجدار ليلامس خصلات شعرها التي تثير جنونه قائلا بنبره مبهمه : ليه كل الرفض ده ياهمس ؟!
رفعت عيناها اليه قائلة بجديه : وانت ليه كل التمسك ده بواحدة رفضاك وبتكرهك 
 قال بثقه لايعرف من اين اتت إليه : عشان عارف انك مش كرهاني..... انتي مش مديه نفسك فرصه تحبيني
   هتفت به بقهر : احبك ازاي بعد اللي عملته فيا 
 قال بهدوء ينافي ثوران مشاعره بينما هي بالقرب منه وهو يبرر فعلته الجنونيه : جربي تشوفي اللي عملته فيكي حب وطريق اضطريت امشي فيه عشان تبقي ليا ....
 نظرت له وافلتت سخريتها المريرة : بتحبني
   اومأ لها بدون تفكير : عمري ماتخيلت اني احب في يوم من الايام بس اول ماشفتك قلبي حبك ومبقاش شايف غيرك..... معرفش انا ازاي مبقتش افكر غير فيكي وكل عقلي وتحكمي في تصرفاتي بتضيع لما بحس انك ممكن متكونيش ليا ....نظر إلي عيونها وتابع بصدق : صدقي او متصدقيش بس اني ااذيكي دي اكتر حاجة بتوجع قلبي بس انتي اللي بتخليني اعمل كده.. كفايه ياهمس واقبلي بالأمر الواقع لاني مهما حصل مش ممكن اسيبك..... عنادك هياذيكي انتي مش انا... 
نظر إلي عيونها الرافضه والقي اخر مافي جعبته : انتي جايز تكوني حامل هتفسري ده بأيه لوالدتك وازاي من الأساس هتفسري اللي حصل بينا..... اعقلي وفكري كويس ياهمس خلاص انتي مبقتيش تنفعي لحد غيري ! 

 ............. .... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !