ورد فريد ... الواحد والعشرون

2


 الفصل السابق

(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


: زمانه نام 

عقد اياد حاجبيه باستفهام وهو يلتفت لهاجر التي جففت دموعها : ايه 

قالت هاجر وهي تهز كتفها وتوقفه عن الذهاب : بقولك  زين  زمانه نام من بدري 

قال اياد بنبره عابثه وهو يتجه الي جوار هاجر  : حبيبي يازينو حاسس بعمك 

رفعت حاجبها : نعم 

حمحم وتظاهر بالجديه وهو يقول : بقول أن زينو حبيبي حاسس بيا .....هز كتفه بينما يكمل بمكر :يعني .....  اني كنت هنزل اجيبه وشكلي يبقي وحش وانا خارج من الاوضه الليله دي وانا عريس

احمرت وجنه هاجر من مغزي كلامه بينما انتهز اياد الفرصه واقترب بضع خطوات منها لتتراجع هاجر سريعا للخلف ...كادت تتعثر فيكرف فستانها ليسرع اياد يوقفها محذار : واحده واحده هتقعي ياهاجر 

استعادت سريعا ثباتها بينما اقترب اياد خطوة اخري متعمدا وهو يقول بجديه : هاجر احنا لازم نتكلم مع بعض 

أومات لتقول : اوك 

هز رأسه ومد يده لها : تعالي نقعد 

نظرت إلي حيث يشير ناحيه طرف الفراش المنثور فوقه تلك الورود الحمراء لتتقدم خطوتنان وتعطيه يدها ولكن سرعان ما تجذبها فور جلوسها 

ابتسم اياد بمشاكسه علي سحبها ليدها ليقول : مكنتش هأكلها علي فكرة 

خفضت عيناها بخجل من افعالها ليبتسم بحنان علي تصرفاتها الطفوليه كفتاه دوما مخطأه أمام ابيها

: هاجر ....

نظرت له ليقول بتفهم : اول حاجة عاوزك تعرفيها اني قولتلك قبل كدة اني بحبك .....بحبك دي يعني مستعد اعمل اي حاجة تسعدك ...بحبك يعني حاسس بيكي وفاهمك ...بحبك يعني تفتحي قلبك وتقولي ليا علي كل اللي حاسه بيه 

شجعتها كلماته لتصمت لحظة قبل أن تقول بصدق : اياد . .انت انسان كويس اوي وانا . ....انا 

اوما وقال بتشجيع: وبعدين كملي 

نظرت إلي تعجله لتكمل : يعني ..انا قولتلك قبل كدة أنك كنت تستاهل واحدة تكون انت اول ....برفق سرعان ما كان اياد يضع أصبعه فوق شفتيها قائلا : شششش....انا مش عاوز غيرك انتي

داعبت الحمرة وجنتيها من لمسه أصبعه لشفتيها ومن كلامه لتتلكأ أطراف انامل اياد فوق شفتيها التي يكاد يلتهمها بنظراته بينما تتسارع أنفاسه وهو يهمس بحب : لو ده بس اللي بتفكري فيه عاوزك تنسيه...بالنسبه ليا انتي الأولي والأخيرة الي خلت قلبي يدق 

خفضت عيونها بخجل لتتحرك انامل اياد برقه تجاه وجنتيها بينما يقول : سكتي ليه كملي....؟!

عن اي تكمله يتحدث بينما وترت لمساته أعصابها 

لتجفل قليلا من لمسته وترجع راسها للخلف بينما تقول بتعلثم : انا ...انا ...هدخل اغير هدومي

أوقفها اياد بأمساك يدها : احنا مكملناش كلامنا 

أومات بتوتر ليمسك اياد دفه الحديث قائلا بتفهم : هاجر ...انا عارف انك اكيد لسه مش واخده عليا ولا علي اننا بقينا متجوزين وانا مش ناوي ابدا افرض عليكي اي حاجة انتي لسه مش مستعده ليها 

نظرت له بشك ليشجعها مجددا علي الحديث فتقول وهي تفرك يدها : يعني مش هتضايق مني

هز رأسه بابتسامه حانيه : لا ...خدي وقتك كله لغايه ما تحسي اننا بقينا قريبه لبعض 

احمرت وجنتها وخفضت عيناها بعيدا عن عيناه ليضع اياد يداه اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه قائلا بابتسامه هادئه : بس بشرط

عقدت جبينها : شرط؟!

اوما لتنظر له بترقب : تقوليلي كل اللي جواكي ومضايقك ....هاجر انا دلوقتي جوزك مش اخو ادم الله يرحمه 

خفضت عيناها ليشدد اياد بحزم ولكن برفق : ياريت تاخدي بالك من النقطه دي وتراعي اني راجل في الاول والاخر واكيد حقي اغير علي مراتي ولو من مجرد سيرة راجل تاني ...تنهد وتابع : حتي لو كان اخويا الله يرحمه 

أومات سريعا بتفهم ولم تتوقع منه كل هذا التفهم لتذهب الكثير من توجساتها .....رفع اياد يداه الي وجنتيها ومرر ظهر يداه عليها بينما يقول بابتسامه هادئه : في حاجة تانيه قلقاكي

هزت راسها ليرفع وجهها إليه برفق ويجعلها تنظر إلي عيناه بينما يقول بصوت هامس : نورتي حياتي 

سرت القشعريرة بكامل جسدها من وقع كلماته ومن شعورها بانفاسه علي بشره وجهها لتغزو. الحمرة كامل وجهها فيغمض اياد عيناها وهو يميل تجاه شفتيها .....خفق قلب هاجر بجنون بينما شعرت بامتزاج أنفاسه المتلاحقة بانفاسها حينما اقترب منها لتسرع تضع يدها فوق صدره توقفه وتقول بصوت متعلثم وهي تهرب من أمامه وتلملم 

أطراف ثوبها بخجل :  انا هدخل اغير هدومي 

ظهرت نظره الاحباط بعيناه ولكنه لم يغضب منها ويقدر خجلها ليوميء لها 

أسرعت هاجر تفتح تلك الحقيبه وتخرج من أحد جوانبها  تلك البيجاما التي اخفتها من هاله بينما لم تترك قميص نوم ولم تضعه بالحقيبه .....

ابتسم اياد بارتياح بينما يعرف من البدايه أنها ليست كأي فتاه وهذا ما جذبه لها ....يعشق كل شيء فيها ولو كان ترددها وعنادها ...يحب روحها وتعبيرات وجهها ...نال مراده اخيرا وتزوج بها وبقيت علي اسمه وقريبا ستكون له ....

جلس بترقب لخروجها بعد أن انتهي من استبدال ملابسه بينما انتهت هاجر من استحمامها وخرجت ...لتداعب الابتسامه اللعوب شفتيه وهو يتطلع إليها .....لم يتوقع بالتأكيد منها أن تخرج له بقميص نوم ابيض كأي عروس ولكنها لاتدري أنه يراها  في كل الاحوال جميله ليبتسم وهو ينظر الي بيجامتها قائلا...حلو 

سالته باستفهام ،: ايه ؟!

أشار بمرح الي تلك الرسمه بوسط بيجامتها ذات اللون الاصفر : الكتكوت حلو 

أومات بابتسامه خجوله وخفضت عيناها حينما رأته قد ارتدي شورت قطني باللون الابيض مع تيشرت التصق بعضلاته باللون الاسود ...

غابت عيناه بتأمل خصلات شعرها الأسود الحريري الذي انسدل علي كتفها وظهرها ليبتسم : مش بس الكتكوت اللي حلو 

احمرت وجنتيها بينما غازلها : انتي كمان زي القمر 

اتجهت الي طرف الفراش وهي تحاول السيطرة علي خجلها من كونها معه بغرفه واحده بينما يتصرف براحه 

ليتبعها اياد الي الطرف الآخر 

توقفت هاجر مكانها بتوجس

: انت رايح فين !!

قال ببساطه : هنام 

قالت ببلاهه : جنبي ؟!

هز كتفه بلتقائيه : امال هنام فين ؟!

عقدت حاجبيها وهزت راسها : لا طبعا ..انت مش قولت هتديني وقتي وكل الكلام ده 

اوما قائلا : أيوة طبعا 

رفعت حاجبها ؛ امال عاوز تنام جنبي ليه ؟! 

ابتسامه لعوب ارتسمت علي شفتيه بينما يقول بوقاحة : هو بصراحه انا مش عاوز انام جنبك بس ...ومع ذلك مش عاوزك تقلقي ماليش اي نيه سيئه حاليا طالما وعدتك 

احتقن وجهها بالحمرة من مغزي كلماته الوقح لتعقد حاجبيها وتتظاهر بالجديه : 

اياد بطل قله ادب 

قال ببراءه وهو يجلس علي طرف الفراش  : وحياتك مش هعمل حاجه هنام وبس

هزت راسها : ايه اللي بتقوله ده اصلا  ....

قوم 

هز راسه : اقوم اروح فين ....هنام في اللوبي مثلا 

هزت كتفها : ماليش دعوه

رفع حاجبه:  طيب انا كمان ماليش دعوه وهنام 

زفرت قائله : اياد بطل شغل عيال صغيرين وقوم ....انا بجد تعبت وعاوزة انام 

نظر لها برجاء : وانا والله تعبت زيك وعاوز انام 

: نام علي الأرض

رفع حاجبه باستنكار : ايه ...؟! 

هزت كتفها وابعدت عيناها عن عيناه وإعادتها بنبره خافته : بقولك نام علي الأرض....

فتح فمه ليرفض لتقول هاجر سريعا وهي تتسلح بمكر الانثي : انت قولت انك فاهمني وحاسس بأني محتاجة وقت استوعب فيه علاقتنا ووعدتني واهو بترجع في كلامك 

ضيق عيناه بغيظ من مكرها ومحاولتهم التأثير عليه ليقول : وفيها ايه لما انام جنبك ....قولتك مش هقرب منك 

رفعت حاجبها بطفوليه : ياسلام ...علي أساس مش هصحي فجاه الاقي نفسي في حضنك وتقولي نايم مأخدتش بالي ومعرفش ايه .....

لم يستطيع كتم ضحكته الرجوليه الصاخبه بينما يقول بعبث : بتقري المستقبل يعني 

هزت راسها ولفت ذراعيها حول صدرها قائله : لا طبعا بقرء روايات وشوفت المشهد ده كتير 

عاد ليضحك مجددا حتي دمعت عيناه لتضحك هي الأخري وتشير له بفطنه ...يلا خد مخده ونام علي الأرض 

تبرطم بكافه الألفاظ وهو ويجذب غطاءووساده ويضعهم علي الاريكه الصغيره بجانب الغرفه لتبتسم هاجر بانتصار ....عنيده والجميع يعرفون هذا ويقفون امامها ولكن هو الوحيد الذي يلتف حول هذا العناد ليصل الي ما يريد وهاهو وصل الي قلبها ....وهاهي بينما جلست علي الفراش وجذبت الغطاء فوقها تعترف انها فقط خجوله ولهذا أبعدته ليس أكثر. .....تخشي كثيرا أن يشعر بتلك الدقات بين ضلوعها ويفهم أنه بات يسكن بينها لذا تريد أن تتمهل قليلا ليصدق أنها لم تقع في هواه. ....

حاول اياد ايجاد وضع مريح وهو يتقلب بجسده الضخم يمينا ويسارا علي تلك الكنبه الصغيره لينظر لها باستعطاف ويهمس اسمها : هاجر 

رفعت راسها من فوق الوساده الوثيره قائله : نعم

:  الكنبه ضيقه ومشعل عارف انام عليها .....تابع باستعطاف مرح وهو يتطلع الي عيونها

: هنام علي طرف السرير ومش هقربلك

كانت ستوافق وتتظاهر انها استسلمت لالحاحه 

ليكمل بعبث وهو يغمز : 

ده انا حتي عريس والنومه دي هتكسر ضهري وده مش في مصلحتك 

ضيقت هاجر عيناها بغيظ من جرأته لتقول وهي توليه ظهرها وتغمض عيونها : مش مشكلتي 


ضيق عيناه بغيظ وهو يتبرطم :  جبروت ...!!

تطلع إليها مجددا وهو يكمل من بين أسنانه : مكنتش فاكرك جبارة كدة .....وال الناس كلها شايفه انك طيبه وانتي شريرة 

كتمت هاجر ضحكتها علي تبرطمه وتظاهرات بالجديه وهي تقول  : كويس انك شايفني شريرة عشان تخاف مني

رفع حاجبه بغيظ ليقوم من مكانه سريعا ويتجه ناحيتها . ...ماان شعرت هاجر به يقوم حتي دق قلبها بقوة وانكمشت علي نفسها سريعا وهي تتمسك بالغطاء .....لتداعب الابتسامه اللعوب طرف شفاه اياد وهو يميل فوقها قائلا بعبث :  مين خايف ناو يابيبي 

تابع اقترابه منها لتجد وجهه فوق وجهها لا يفصله الا سنيمرات قليله فزمت شفتيها متظاهرة بالجديه وهي تهتف  : اياد 

همس وعيناه تطوف بوجهها :  عاوزة ايه من ايه ..؟!

قالت بنبره مبحوحه بينما تسارعت أنفاسها من اقترابه ومن نظراته التي بدأت تضعف امامها 

: ابعد 

ابتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه  من هروبها من احساسها ليغمز وهو يعتدل واقفا بينما يقول :  اياد بمزاجه سايبك......التفت لها وسدد نظرة واثقه بينما يكمل :  كلها يومين وتهدي والخوف يروح وتنامي في حضني بمزاجك 

لم تقل شيء بينما وقف اياد مكانه لحظة ثم استدار وعاد ناحيتها باستدراك ....نظرت لاقترابه منها مجددا هاتفه 

: هتعمل ايه ؟!

قال وهو يميل فوقها : هبوس راسك واقولك تصبحي علي خير

جرأته وصراحته وحنانه ومرحه كل تلك الصفات تجذبها إليه أكثر وتداعب قلب الانثي بداخلها والذي تخشي من تركه يتصرف كما يشعر لذا تقيده وتمنعه عن التعبير لما يشعر به لتمحي ابتسامتها قبل أن ترتسم فوق شفتيها وتتهكم قائله : ليه بنتك ...؟!

تفاجات به يقترب أكثر ويلقي بسهم نظراته العاشقه إليها وهو يهمس : توء حبيتي 

خفق قلبها بجنون بينما ذابت من اثر ملامسه أنفاسه الساخنه لبشرتها بينما مال عليها ولكن لم تتجه شفتيه الي جبينها بل الي وجنتها التي كادت تنفجر من الحمرة بيننا شفتاه تطبع تلك القبله فوقها. ...

حاولت التماسك ولكن اياد تابع الغزو تتتحرك شفتاه الي عنقها ولكن ما أن داعبت أنفاسه عنقها حتي شعرت هاجر بالدماء تتجمد في عروقها لتتمسك بثباتها وسريعا تضع يدها فوق صدره ....تصبح علي خير

بصعوبه سيطر اياد علي تسارع أنفاسه بينما يكاد يفقد عقله شوقا لها 

ولكنه امتثل لرغبتها ورفضها الواهي ليتبرطم وهو يبتعد ويتجه لبنان علي الأرض :  اعوذ بالله دماغك..... انشف من الحجر وعنيده ونكديه....بس بحبك

.......

..

ربما ساعده الظلام في إخفاء جروح وجهه أمام هاله التي لم تنتبه إليه بعد الحفل ولكن ورد بالتأكيد انتبهت ..... فبعد انتهاء المشاجرة رأي أن صعوده للحفل سيلفت الإنتباه بتلك الجروح في وجهه ويده وهيئته الغير مهندمه ليذهب الي سيارته ويتصل بورد ويخبرها انه بالسياره في انتظارهم وبأي الأحوال قد انتهي الحفل  ....!!

لم يسأل خالد فريد عن شيء  بينما أخذ رائف امير وانصرفوا وكل منهم يتوعد 

قال خالد وهو يتجه الي سيارته : عاوز حاجه ياسيادة المستشار

هز فريد راسه ليحاول الاعتذار ولكن سرعان ما كان خالد يقول بمرح : متعرفش كان نفسي اضربه من زمان اد ايه 

التوت شفاه فر بابتسامه ليقول خالد : همشي انا قبل ما ينزلوا عشان محدش ياخد باله

اوما فريد لينصرف خالد بينما 

حاول فريد جهده اخفاءجروح يده وهو يقود بيد واحده 

ولكن ورد رأت كل ما يفعله طوال الطريق ومحاولته عدم لفت نظر أمه أو إخوته لشيء لتهز راسها بأسي ....فهو  لا يستسلم ويسعي خلف الانتقام 

اوقف السيارة أسفل المنزل ليسمح لاخوته ووالدته بالنزول اولا ويتظاهر أنه يجري اتصال هاتفي قائلا : اطلعوا انتوا وانا هطلع وراكم 

رمقته ورد بنظره عتاب ووضعت يدها علي مقبض الباب لتنزل مع عائلته ولكنه ما أن انتبه لها حتي همس باستفهام : رايحه فين 

قالت دون أن تنظر إليه وتشير الي زين الغافي بحضنها :  طالعه

اوما دون أن ينتبه  لغضبها الكنون بنظراتها ليقول : اوك انا  هركن واحصلك بس دخلي زين واطلعي علي طول .. لم تقل شيء وحملت الطفل واتجهت للمصعد ....

قالت هاله بسعاده وهي تدخل للمنزل :  اليوم كان حلو اوي 

أومات الفتيات وكل منهم تحكي عن ماحدث ...

أسرعت هاله ما أن رأت ورد تحمل زين وتدخل : هاتيه ياورد بلاش تشيليه

قالت ورد وهي تتجه لغرفه زين : ليه ياماما 

قالت هاله وهي تصر : لا ياحبيتي بلاش تشيلي أي حاجة تقيله

ابتسمت ورد بحنان وهي تنظر لزين : ده جميل خالص

وضعت ورد الطفل بفراشه وانحنت تقبله لتقول هاله : عقبال ما اشيل ولادك ياحبيبتي 

ابتسمت ورد لها وجلست علي طرف الفراش تمرر يداها علي شعر الطفل بحنان 

قالت هاله : انت هروح اغير هدومي ياورد ..وانتي حبيتي اطلعي ارتاحي 

أومات ورد قائله : هفضل جنب زين شويه وبعدين اطلع 

.........

... 

طرق فريد بأصابعه علي الهاتف حينما لم يجدها بالمنزل ليتصل بها : ايه ياورد.....  مطلعتيش ليه ...؟!

قالت بخفوت : نام انت انا هنام مع زين 

استنكرت ملامحه باستفهام :زين ...

أومات ورد باقتضاب : اه 

زم فريد شفتيه من غضبها ليهتف : ورد بلاش شغل عيال صغيرين..... اطلعي 

قالت بعناد : لا 

قال من بين أسنانه : ليه ؟!

هتفت ورد بغضب واضح : انت عارف ليه 

زفر فريد قائلا وهو يفرك وجهه بعصبيه  : طيب اطلعي ياورد نتكلم في بيتنا

هتفت ورد بعناد : لا هنام جنب زين ....تصبح علي خير

قال فريد بينما يخطو بقدماه للخارج: افتحي الباب 

تنهدت دون قول شيء ليردد فريد من بين أسنانه : بقولك افتحي الباب ياورد انا نازلك

سمع زفرتها الغاضبه ليقول بهمس :  حسك عينك ياورد حد ياخد باله اني برا

نظرت وهي تخرج من الغرفه لتجد أن هاله ما تزال في غرفتها وكذلك الفتيات لتتجه الي الباب تفتحه

وهي تحاول الثبات علي موقفها منه 

فتحت الباب وقالت دون أن تنظر إليه :  

عاوز ايه؟!

لم يقل شيء و بلحظه كان يجذبها للخارج ويغلق الباب ويتجه بها الي السلم وهو يمسك بيدها ....حاولت جذب يدها : فريد ....اوعي سبب أيدي بتعمل ايه ؟!

تابع صعود الدرج وامسك بيدها بقوة أكثر بينما يقول : هشش مش هنصحي الجيران 

ادخلها الي المنزل واغلق الباب ليهتف : ممكن افهم  ايه الجنان ده...؟!

احتقن وجهه ورد بالاحمرار لتنفلت تحدثه بانفعال لأول مرة : جنان....!!

امال اللي انت عملته يبقي ايه ؟!

عقد فريد حاجبيه لتتابع بانفعال شديد وهي تلوح بيدها  : شوف وشك وايدك وشوف ايه اللي كان ممكن يحصل اكتر من كدة وشوف جنان ايه ......نظرت له بعتاب شديد وتابعت وهي تهز راسها : انت مش كدة يافريد....انت مش الراحل اللي بياخد حقه بأيده .... انت راجل قانون مش بلطجي زيهم

غص حلقها لتتابع :  هستفيد ايه لو حصلك حاجة أو حد منهم علي الاقل اذاك في شغلك اللي خناقه زي دي تأثر عليك فيه .....

أختنق صوتها بالدموع التي سرعان من عرفت الطريق الي عيونها من هذا الكابوس الذي بأبي أن ينتهي :  كفايه بقي انا تعبت من الخوف وعاوزة اعيش زي اي واحده في امان مش اعيش طول عمري خايفه 

اوجعه قلبها وما اوجعه أكثر هو تكرارها لكلمه خوف ليقول بانفعال  : متخافيش من حد طول ما انا موجود 

رفعت عيناها الباكيه إليه لتهتف به بعتاب :  خايفه عليك 

مش خايفه منهم 

زم فريد شفتيه يحاول ان يتهرب من عتابها علي اندفاعه فهو بالفعل لم يكن يليق به ابدا ما فعله ولكنه لا يستطيع أن يصمت ليقول باقتضاب وهو يبعد عيناه عن عيناها : متخافيش ......انا مش عيل هتخافي عليا 

هزت راسها وقالت وعيناها ما زالت تعاتب عيناه : انت عندك حق ....انت مش عيل انت راجل .....مسحت دموعها بظهر يدها وتابعت : 

انت الراجل اللي انا حبيته وعمل عشاني المستحيل لما مفكرش برجولته وفكر بأنسانيته

تنهد وفرك وجهه بانفعال مزمجرا : مينفعش اسكت ياورد 

هتفت برفض : ومتنفعش تضربه....

زمجر بغضب : عاوزاني اعمل ايه ؟! 

قالت برجاء : قولتلك سيبهم منهم لله .....يافريد صدقني اللي زي دول نهايتهم بتكون بسبب تصرفاتهم وربنا اسمه العدل ......انا هكون بمكر فضل ربنا لو فضلت افكر في الوحش اللي حصل ليا وانسي الحلو واللي هو وجودك في حياتي 

أمسكت بيده ونظرت الي عيناه متابعه برجاء والدموع تنساب من عيونها  : لو ليا غلاوه عندك يافريد ابعد عنهم وعن اي طريق يجمعك بيهم ......فريد انا كنت ضايعه ولولاك كان زماني انتحرت  انت اديتني عمر وحياه جديده وحسستني بالأمان وانت وسط عيلتك وفي بيتك ... ...بلاش تخليني اعيش تاني وانا خايفه ....وحياتي عندك 

لم يحتمل ليجذبها إليه يضمها الي صدره ويربت علي كتفها بحنان : خلاص اهدي ياورد 

رفعت راسها من فوق صدره تنظر له : يعني خلاص مفيش حاجه اسمها انتقام 

نظر لها بطرف عيناه دون قول شيء لتقول : اوعدني 

تنهد وهو يعيدها الي حضنه : قولت خلاص بقي ياورد 

هشوف 

نظرت بعتاب لمراوغته ليقول وهو يربت علي  كتفها : انا هدخل اغير هدومي 

نظرت في أثره بأسي بينما لاتعرف ماذا ينتوي ..!!


.........

نظرت هديل الي هايدي التي كانت شارده بينما تتذكر ماحدث من خالد ...لماذا كل هذا الإصرار ما دام يتلاعب بها ...هايدي 

التفتت الي اختها : نعم 

قالت هديل بخبث بينما تكون لتعرف ما حدث ولكنها تخشي أن تكشف هايدي أنها من أوصلت المعلومه لخالد  : مالك في ايه ...كنتي سرحانه طول الفرح

مالك حد ضايقك ؟!

هزت هايدي راسها لتقول هديل في محاوله مستميته لتعرف ما يحدث 

: طيب انتي مش رايحه الشغل ..؟!

هزت هايدي راسها لتتابع هديل : ليه ....بقالك اسبوع مش بتروحي غلط كدة 

قالت هايدي باقتضاب : واخده إجازة كام يوم 

أومات هديل لتتابع : بس انت لاحظت انك بتبصي لخالد كدة بصه مش حلوة .... هو ضايقك ولا حاجه 

التفتت هايدي لأختها بحده لتقول بانفعال : 

ويضايقني في ايه ......ماله ومالي اصلا ...بقولك ايه يا

هديل نامي وبلاش صداع 

......

...شهقت زيزي حينما دخل خالد الي المنزل ورات تلك الكدمه بوجهه :  خالد انت اتخانقت 

هز رأسه واتجه لغرفته : لا ابدا

أوقفته والدته قائله : لا ايه .....امال وشك كدة من ايه ؟!

هز كتفه باقتضاب : 

عادي ياماما 

مفيش حاجة ما انا زي القرد قدامك اهو 

دخل الي غرفته ليستبدل ملابسه بتفكير 

في سبب مشاجره فريد وامير ورائف 

هل بسبب الزواج من أخته ...ربما ....؟!!

يعرف أن فريد لا يحب رائف ولن يوافق علي زواجه من أخته ليكور قبضته بغضب ....مستحيل أن يسمح لأحد أن ياخدها منه 

.......


انهي فريد استحمامه وخرج ليقف امام المراه يتطلع لبعض جروح وجهه وتلك الجروح بيده بسبب اللكمات التي سددها لهذا الحقير  ليزفر بضيق فمهما فعل قليل خرج وهو يتابع تجفيف وجهه بالمنشفه 

كانت ورد تتحرك في الغرفه بانفعال واضح بعد أن فسرت صمته أنه لن يتراجع  لتساله دون أن تنظر إليه 

: تحب اجهزلك العشا ؟! 

هز راسه قائلا :  لا مش جعان  

دخل الفراش وتطلع الي حركتها المتوترة بالغرفه  ليسالها : ؛: مش هتنامي

جذبت ملابسها وقالت دون أن تنظر له : هغير هدومي 

جلس يعبث بهاتفه بينما دخلت ورد للاستحمام 

خرجت بعد قليل لتجده جالس بانتظارها 

عقدت روبها الحريري الاصفر حول جسدها االممشوق ورفعت شعرها للاعلي ثم 

اتجهت إليه لتقول باقتضاب وهي تضع بعض المواد الطبيه بجواره : خليني انضفلك الجرح  

هز رأسه قائلا ،: مفيش داعي ...بسيطه

هزت راسها بإصرار : لا.... ايدك هتورم 

جلست علي طرف الفراش برفقته  وبدأت تننظف له جرح شفتيه برفق وهي تتجنب النظر لعيناه

أنها محقه في خوفها عليه وهو أيضا محق أنه لا يستطيع أن يكون عقلاني بشيء كهذا بينما هي لم تكن هكذا وهي تحرق المصنع انتقام لنفسها ولكن بعد رؤيه العوض رأت أن ترتيب الله افضل بكل الاحوال من التفكير بانتقام لن يجلب الا المزيد من الجروح ....

برفق مررت المحلول الطبي علي يده ثم وضعت أحد الكريمات فوق الجرح ....

ايه ده ؟! 

نظرت له باستفهام ؛ كريم عشان ايدك 

قال وهو ينظر ليده : افهم  من كدة ان الكريم ده هيفضل علي ايدي 

قالت بعدم فهم : فيها ايه؟!

امسك منديل من جواره ومسح الكريم لتعقد ورد جبينها بعدم فهم بينما بخفه ومكر كان فريد يحيطها بذراعه ويقول بعبث : 

فيها اني  مش هعرف اعمل كدة 

: فريد ....ابتلع كلماتها بين شفتيه ...لا يحتمل اي جفاء أو بعد منها بينما في قربها راحته 

حاولت أن تبعد عنه بينما تقول بعتاب : اوعي انا زعلانه منك 

لم يتركها تبتعد ليجذبها الي حضنه أكثر وهو يقول بعتاب مماثل : انتي ولا انا اللي المفروض ازعل ..... 

بقي بتقوليلي مش طالعه 

....عقد حاجبيه وتابع : هونت عليكي وعاوزة تنامي بعيد عني ياورد ..فين بقي حبك ليا..!

قالت ببراءة وقد أثرت عليها كلماته : بحبك 

لمعت النظرة اللعوب لعيون فريد ليقول متصنع البراءه : اثبتي

نظرت له بعيونها الحلوة   :ازاي؟!

هز كتفه : معرفش ...اتصرفي 

وكزته بكتفه : انا بتكلم جد وانت بتهزر 

هز كتفه : فين الهزار ده ؟!انا بتكلم جد جدا

اثبتي انك بتحبيني ياورد

نظرت إليه ليتفاجيء بها تمسك وجهه بكلتا يديها الناعمه وتقول : بص لي يافريد 

نظر لها لتقول بمشاعر :بص ليا وهتعرف انك مش محتاج اي إثبات اني بحبك وأنك بقيت دنيتي كلها 

بص عليا و شوف انت عملت فيا ايه كأنك ساحر رجعت ليت  ورد بتاعه زمان 

لم يكن هناك مجال لأي كلمه أخري بينما فاض قلبه بحبها كما فاضت هي بتلك الكلمات التي جعلت قلبه يتراقص فرحا بين ضلوعه .....

....

.....


نظر امير الي رائف باستفهام : هتعمل بيه ايه ...؟!

قال رائف بخبث :  انت مش عاوز تولع الدنيا علي فريد 

..انا هولعهالك

قال أمير بتوجس: اياك تخطي خطوة من غير ما اعرفها يارائف

لوي رائف شفتيه : مع أن مش عجباني نبرتك...بس انا معاك 

سأله امير بخبث: ليه ؟!

هز رائف كتفه : عشان انت اخويا 

تهكم امير : وده من أمتي 

قال رائف باعتراف : منكرش اني اوقات كتير كنت يبقي شديد معاك يشفي الاول والاخر انت اخويا وحاليا عاوز اقف معاك تاخد حقك من البت دي ومن فريد 

نظر له امير بتحذير : مش عاوز ااذيها

رفع رائف حاجبه بتوجس ليستدرك امير سريعا حتي يظل رائف معتقد أنه يصدق كذبته : قصدي اخليه يطلقها ويبعد.عنها بعدين اصفي حسابي معاها 

قال رائف بخبث وهو يرفع تلك الفلاشه :  ....يبقي الفيديو ده يروح لعمتك أو لهايدي مع كلمتين أنه فريد عمل كدة عشان يبعدني عن جوازتي من أخته 

وانت بعيد خالص وكأنك كنت بتدافع عني وقت الخناقه 

لمعت نظرات امير لتتسع ابتسامه رائف ' ايه رايك ؟!

قال أمير وهو يتطلع الي رائف الذي دفع بضع الآلاف من الجنيهات لأحد أفراد أمن الاوتيل وسرب له مقطع فيديو حيث سجلت الكاميرات مشاجرتهم  مع فريد 

: دماغك سك

قال رائف وهو ينظر لامير : وانا نفسي اعرف اللي في دماغك 

.........(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

...

استيقظت هديل علي رنين المنبه المزعج لتتمطأ بكسل ولكن بداخلها عزم ازداد حينما وقفت علي الميزان لتري نتيجه تعبها المضني خلال الايام الماضيه ....ابتسامته واسعه رمقت بها انعكاس صورتها في المراه لتقول لنفسها بتشجيع : أيوة كدة يادودو....عاش ياوحش 

لوت شفتيها وتابعت بغيظ واضح بينما تتذكر هاشم وتلك الأيام وخاصه تلك الفتاه البغيضه المتنمرة مرام  والذين كان من شأنهم أن يجعلها تعدل عن فكرة خسارة الوزن ولكنها تمسكت بها لتثبت أنها تستطيع أن تفعلها 

: عشان البغل ده يعرف اني بيه أو من غيره هخس 

ارتدت ملابسها الرياضيه واسرعت تستعد لتنزل لتدخل هانيا إليها قائله : 

دودو استني هلبس وانزل معاكي 

قالت هديل بعجل :  طيب بسرعه عشان عاوزة ارجع اغير وانزل عندي محاضرة الساعه ١٢ 

قالت هانيا وهي تهز راسها : ماشي يادودو ...علي ما البس أنا ادخلي لبسي زين

التفتت لها هديل باستفهام : زين ؟!

أومات هانيا قائله : اه يادودو أصله صاحي بدري وبيسال عن هاجر وماما من الصبح قاعده بيه وتعبت فقولت ناخده معانا يغير جو 

أومات هديل بحنان : حلوة الفكرة ...ماشي هلبسه ونبقي

نصورة ونبعت لهاجر الصورة عشان تتطمن وتفكها شويه

ضحكت هانيا وهي ترفع حاجبها : تفك ايه ...اراهنك اياد بكرة بالكتير هيطلق اختك خميرة العكننه

ضحكت هديل قائله : والله عندك حق... متعرفش ماما اتوحمت علي ايه في هاجر وهايدي ...بيموتوا في النكد 

......

فتحت ورد عيونها علي صوت اهتزاز هاتفها لتمد يدها الي جوارها تجيب بصوت خافت بحرص حتي لا يستيقظ فريد 

: رورو ...عندنا محاضرة الساعه ١٢ جايه ولا 

قالت ورد بتأكيد : لا أن شاء الله جايه ....انا بقالي كذا مرة بغيب مش هينفع

: تمام هنروح سوا ... بس انا وهانيا نازين نمشي زينو تيجي معانا وتحرقي  شويه دهون 

قالت ورد بابتسامه : ماشي يادودو  هلبس وانزل معاكم 

تقلب فريد بنومه وأحاط خصرها بذراعه لتحاول برفق أبعاد يداه من فوقها لتغادر الفراش ولكنه سرعان ما احاط جسدها بذراعه و جذبها اسفله

ووضع رأسه في عنقها يدغدغها بأنفه وهو يقول مقلدا لها : ماشي يادودو هلبس وانزل  .....

لمعت عيناه بالنظرة اللعوب بينما يكمل : كدة من غير ما تقوليلي ..وكمان بتشيلي أيدي من فوقك وقايمه من جنبي عادي كدة .....تعاليلي

ضحكت ورد بقوة بينما لا يتوقف عن دغدغتها :  فريد ...بغير  

وضعت يدها في خصلات شعره ورفعت راسه إليها قائله وضحكتها تنير وجهها :  دي هديل هتجري علي البحر وهانيا هتاخد زين معاهم 

رفع حاجبه بجبين مقطب كالاطفال : وانا 

: انت ايه ..؟!

ضحك قائلا : انا اللي شيلتي أيده من فوقك وقومتي

ضحكت ورد واحمر وجهها لتقول ببرءاه. : مش قصدي ...انا كنت هقولك بس مرضتش اصحيك

رفع حاجبه : والله 

أومات : طبعا يافريد 

لوي شفتيه متهكما بمرح : فريد خروف نايم ....

لم تستطيع منع ضحكتها ليضحك هو الآخر :  

بتضحكي 

كتمت ضحكتها ومالت ناحيته لتتجرأ وتحيط عنقه بذراعيها وتقول بدلال لاق بها كثيرا :  طيب ممكن ياسيادة المستشار انزل 

ذاب وانصهر أمام دلالها ليمرر يداه برقه فوق ذراعيها ويهز رأسه : توء

رفعت حاجبها بعدم تصديق لرفضه : لا

هز راسه لتساله : ليه ؟! 

قال فريد ويداه تحركت خلف ضهرها بحميمه : عشان انا إجازة وقاعد معاكي النهارده....عاوزة تسيبني وتنزلي

قالت بدلال بينما يتلاعب بلمساته ونظراته : هنزل شويه صغيرين بليز ياحبيبي 

اتسعت عيناه بينما خطفت انفاسه هذا الصباح الذي لا تدري ورد ماذا تفعل سوي أنها تفعل ما تشعر به دون خوف أو قيود أو شعور أنها لاتستحق أن تكون سعيده 

: يا ايه ...؟! 

نظرت في عيناه وقالت بنعومه : يا حبيبي 

تابعت احدي يداه حركتها علي بشرة ظهرها الناعمه بينما تحركت يداه الأخري برقه شديده يتلمس بها شفتيها ويرسم خطوطها بينما يقول بعبث وهو يقربها إليه : يعني مصممه

أومات بابتسامه راجيه ليغمز بشقاوة : حيث كدة اقنعيني

نظرت له بعدم فهم لتزداد حركه يداه جرأه علي عنقها بينما يقول :  هو بصراحه انا مستجد في موضوع الاغراء بس جربيني كدة

ضيقت عيناها وقالت برقه :  بليز يافريد

رفع حاجبه باستنكار : ده اقضي اغراء عندك..؟! 

نظرت له ببراءه : اعمل ايه ؟!

قال بمكر وعيناه تطوف بجسدها بنظرة راغبه : صبحي عليا وانا اسيبك تنزلي....؟! 

جذبت ورد الغطاء سريعا تخفي جسدها عن نظراته الجريئه وهي تهز راسها : لا طبعا مش هلحق ..!

قطب جبينه كطفل صغير : ليه بقي ؟!

قالت بعفويه : انت بتاخد وقت طويل ؟!

رفع حاجبه لتنفجر وجنتها خجلا من معني كلماتها الذي لم تقصده لتقول سريعا :  قصدي ..قصدي قصدي 

ضيق عيناه ونظر لها قائلا من بين اسنانه: قصدك ايه ...؟!

هزت كتفها وقالت بابتسامه خجوله : قصدي يعني لو ...لو صبحت عليك بقله الادب بتاعتك مش هنزل قبل ساعتين 

كتم فريد ضحكته وتظاهر بالجديه وهو يقول : بقت قله الادب بتاعتي وبطول فيها كمان 

أومات بوجهه احمر : اه ...ماهو هديل مستنياني وكمان عندي محاضرة الساعه ١٢ 

نظر لها بإحباط .. ليقول من بين أسنانه :  قومي ياورد 

رفعت عيناها إليه بنظراتها البريئه : مش قصدي ...طيب متزعلش وصبح عليا بسرعه 

انفلتت ضحكته ليقول وهو يداعب خصلات شعرها بمرح : قومي يابت من هنا انا غلطان .... قومي

تعالت ضحكتها لتقوم من جواره بينما يغمض فريد عيناه سريعا حتي لايري جسدها الفاتن بينما وقفت تعقد حزام روبها الحريري حوله ليزجرها من بين أسنانه وهو مازال مغلق عيناه : استغفر الله العظيم ....يابنتي امشي من قدامي بدل ما اقوملك 

تعالت ضحكتها الناعمه لتهدر الدماء بعروق فريد أكثر ويفتح عيناها متوعدا ولكنها أسرعت تركض للحمام ليسحب فريد نفس عميق ويسند ظهره للوساده خلفه متنهدا بسعاده بينما ضحكتها ما زالت تترد في أذنه ....لم يكن يحلم بكل تلك السعاده ابدا ليعترف أنها محقه في خوفها فهو يخاف ايضا علي سعادته برفقتها أن تتعكر لأي سبب ليتجهم وجهه وهو يتذكر ندي ...!!

...

....


ابتسمت والده هاشم له قائله : صباح الخير ياحبيبي 

ابتسم لها : صباح النور 

قالت وهي تضع ذلك الطبق الكبير بمنتصف طاوله الطعام : يلا ياحبيبي اقعد أفطر

نظر إلي تلك الطاوله بابتسامه : ايه بس ده ياماما ...كل يوم تجهزي فطار كدة 

قالت وهي ترتب الاطباق : وماله كدة ...امال نفطر ايه ؟!.

: فطار خفيف....إنما طبق البيض اللي غرقان في السمنه ولا الفول ده لا ياماما كتير اوي 

ضحكت والدته بعفوية : كتير ايه ...كل يوم تقولي كدة ...اقعد أفطر  وبعدين ابقي أجري شويه ولا اشرب شاي اخضر

ضحك علي عفويه والدته ليمسك بأحدي قطع الجبن ويضعها فوق شطيرة خبز ويتناولها مع كوب من اللبن قائلا : الشاي الأخضر بريء من اللي بتعملوه فيه 

قالت والدته ضاحكه : واحنا عملنا ايه ....ده هو اللي مش بيعمل حاجة ولا بيجيب مفعول 

ضحك هاشم قائلا : عشان هو مش ساحر ياماما ...نضرب كل انواع الاكل وفي الاخر نقول نشرب شاي اخضر 

ضحكت والدته قائله : طيب والحل

لم يستطيع أن يقاوم ليتناول لقمه من بيض والدته الشهي قائلا : نبطل اكل شويه ...أو انتي تبطلي تعملي الاكل الحلو ده 

ضحكت والدته : لا ياحبيبي انسي ....وبعدين ده انا ناويه اعلم مراتك تطبخ زيي كدة

ضحك هاشم : ده انتي ناويه تخليني متجوزش

قالت سريعا ؛ لا اوعي تقول كدة ....ده انا بحلم باليوم اللي تقولي عاوز أخطب دي ياماما 

نظر في ساعته متهربا : انا اتاخرت

ضيقت والدته عيناها : بقي كدة 

قبل راسها : سلام 

..


استند فريد الي اطار الباب بكتفه بينما لم تشعر ورد بوقوفه وهي تفتح ستارة البانيو لتشهق  وسرعان ما تجذب المنشفه وتحيط بها جسدها هاتفه : فريد ...

بتعمل ايه ؟! 

قال بنبره عابثه:  بتفرج

وبخته وهي تحكم المنشفه حول جسدها : قليل الادب 

تأملها بينما احمرت وجنتيها خجلا وهي تتحرك بجواره بتلك الهيئه ....أوقفها وعيناه لا تبارح النظر إليها يلتهم جمالها : تعالي هنا 

توقفت مكانها ليجذبها إليه نتجاهل رفضها الخجول وهو يضمها إليه يشتنشق رائحتها العطره المنسابه من شعرها وجسدها ليهمس بأنفاس ساخنه 

ياصباح اللافندر

أغمضت عيناها بينما اجتاحت تلك الاحاسيس كيانها : بتحبه

اوما وأنفه تجوب بعنقها : عشان ريحتك 

داعبت شفتيه عنقها بينما استكانت ورد بين ذراعيه وهو يهمس بكلمات الغزل مداعب أنوثتها وغدغ غرورها 

وكالعادة تعالي رنين الهاتف ليتبرطم فريد بكافه الالفاظ : 

انا مش عارف ام محمود سايباها ليه....؟!

ضحكت ورد لتقول  : حرام عليك كدة احسن 

هز رأسه قائلا : ولا احسن ولا حاجة بقت فضيالي وهي مبطله اكل

ضحكت ورد وداعبت وجنته المقطبه قائله : لا بقي طول عمرها فضيالك من قبل الدايت

ضحك ليقول بنبره راجيه : طيب هما نازلين يجروا انتي نازله ليه وسيباني

: عشان اخس انا كمان .

تراجع خطوة ونظر الي جسدها قائلا : لا تخسي ايه انتي حلوة اوي كدة 

ابتسمت بدلال قائله :  بجد يعني شايفني حلوة 

داعب وجنتيها بغزل : شايفك قمر 

: بجد 

اوما : طبعا 

: يعني مش هتبص لغيري

هز رأسه بقطعيه : عمري 

: مع انك اكيد بتشوف بنات حلوين 

هز رأسه قائلا : فين ياروحي انا من البيت للشغل

قالت بعفويه : في الشغل معاك

اهتزت نظراته بينما تابعت ورد بعفويه : مش في بنات معاك في الشغل 

قال باقتضاب : قليل اوي 

أومات ليداعب وجنتيها وهو يغلق هذا الحديث متهربا :   دي وصله نكد الست المصريه

هزت راسها ورفعت نفسها علي أطراف أصابعها وأحاطت عنقه بذراعيها لتنظر الي عيناه وتقول بحب : لا خالص مفيش اي نكد..... عمري ما هيكون بينا نكد أو مشاكل 

اصلا انا عاوزة اخليك مبسوط اوي واعمل اي حاجة. انت بتحبها عشان تحبني اكتر 

خفق قلبه بقوة من جمال تعبيرها عن مشاعرها بينما أضحت كطفله صغيرة تفتح ذراعيها الحياه ليقول بحب '  انا بحبك ومش محتاج اي حاجة غير انك تكوني جنبي 

بتلك اللحظه عقدت هي حاجبيها بينما قطعها رنين هاتفها باتصال هديل 

زمت شفتيها وهي تقول : يوووه ياهديل 

ضحك ليقول : مش كنتي بتدافعي عنها 

ضحكت هي الأخري لتجيب :   أيوة ياهديل همس دقائق و نازله بطلي زن 

التفتت الي فريد قائله : هروح اجهز انا

عقد حاجبيه كالاطفال لتقذف له قبله في الهواء: متزعلش بقي ياحبيبي 

اوما بابتسامه  لتسرع الي الغرفه ترتدي ملابسها 

انتهت بعد قليل لتطرق باب الحمام بينما دخل فريد ليستحم :  فريد 

: نعم 

: انا جهزت ونازله عاوز حاجة

: لا ياروحي 

: سلام 

: سلام ياحبيبى 

بعد قليل خرج من الاستحمام وهو يصفر بانتشاء  ....ورده تفتحت بحياته وزينتها بلونها ورائحتها ....ابتسم وهو يتذكر تفاصيلها التي أصبحت تحفرها بحياته ....لقد كانت تدفن نفسها وشخصيتها اسفل عبء الماضي وما أن تحررت منه حتي عادت إليها شخصيتها وجمال روحها التي كانت قد انطفأت .....نزلت ورد درجات السلم قفزا وهي لاتستطيع أن تمحو تلك الابتسامه من فوق شفتيها ....ساحر لون حياتها بألوان السعاده ....تحبه وتعشقه وتريد أن تعيش كل تلك المشاعر معه ولا تخفي شيء ....تريد أن تخبره بكل لحظه أنها تحبه تريد أن تخبره أنه رجل مثالي لا يوجد مثله تريد أن تنعم بدلاله وحنانه وان تدلله وتجعله اسعد رجل بالحياه .....

.........

....

جلست هانيا الي أحد المقاعد الخشبيه الموجوده علي طول الرصيف الموازي لشاطيء البحر تحمل زين بحضنها  بينما ركضت ورد برفقه هديل .....عدلت من وضعيه حملها لزين الذي كان يبكي لتقف به وتحاول هدهدته ولكنه تابع البكاء....زينو مالك ؟!

تابع الطفل البكاء لتضمه هانيا إليها وتتحرك به يمينا ويسارا في محاوله لتهدئته

: طيب مين مزعلك .....عاوز ايه ؟!

بكي زين : مامي ....

تأثرت هانيا لتقول : مامي في مشوار ...وانا معاك وهنلعب سوا ....ايه رايك لما ورد ودودو يرجعوا نأمل ايس كريم .....رفض الطفل وتابع البكاء فحاولت هانيا احتضانه بحنان وملاعبته ولكن لا شيء نفع معه حتي احمر وجهه من كثره البكاء فخشيت هانيا كثيرا أن يكون مريض بينما مرت ربع ساعه وقد عجزت عن تهدئته لتضمه إليها بأحدي يديها وتمد يدها الاخري الي جيبها الخلفي تخرج هاتفها بقلب لهيف 

لتتصل بوالدتها أو بفريد ....

استدارت سريعا لهذا الظل الذي خيم عليها لتتفاجيء 

ب ايهم الذي ركز كل نظره علي الطفل وهو يقول 

: ماله  ؟!

هزت هانيا كتفيها بقله حيله : مش عارفه ....شكله تعبان 

نظر الي الطفل الجميل الذي احتقنت وجنته بالحمرة من البكاء ليقول بابتسامه وهو يمد ذراعه ناحيته : 

اسمحيلي 

بحنان شديد غلب نبرته  كان يقول لزين وهو يمد يداه ناحيته ....تعالي 

لم تتوقع أن يذهب زين إليه ولكنه مد يداه الي ايهم الذي حمله الي حضنه علي الفور .  ..قررت أن تتركه له للحظه حتي تتحدث الي والدتها أو فريد ولكن قبل أن تضغط زر الاتصال كان بكاء زين بدء يهدأ .....التفتت الي ايهم لتراه

يداعب برقه وحنان وجنه زين ويمرر يداه فوق خصلات شعره الرطبه قائلا بحنان  ....هششس بس اهدي ....

بالفعل هدا بكاء زين كثيرا واسترعت نبره ايهم الهادئه انتباهه بينما لاعبه بمفاتيح سيارته للحظات 

قالت هانيا بتوتر : شكله تعبان مش مبطل عياط 

قال ايهم وهو يمرر يداه علي خصلات شعر الطفل الرطبه كحال ظهره الذي تسللت بداخله قطرات العرق : لا هو متضايق من الحر 

نظرت له هانيا بعدم فهم لتتفاجيء بأيهم 

يقول بتهذيب :  تسمحي تيجي معايا 

نظرت حيث أشار الي أحد الكافيهات الموجوده امامهم ليقول بتبرير : الجو حر وهو لابس تقيل شويه و متضايق من الحر ...تعالي نقعد عشان يهدي 

انحنت لتأخذحقيبه زين الصغيره وسارت بقله حيله معه ليدخل وهو يحمل الطفل ويجلس الي طاوله ظليله ويمد يداه سريعا يحرر ستره زين  الثقيله نوعا ما ويجفف شعره وظهره بالمناديل 

قالت هانيا بعدم تصديق وهي تتطلع الي زين الذي هدا تماما : ده سكت ....انا افتكرته تعبان 

ابتسم ايهم ولم ينزل عيناه عن الطفل: لا نشتعبان بس زهقان وحران 

ضحكت لتجد ايهم يمد يداه الي حقيبه زين وبدون ادني مجهود يصل الي كوب الماء الخاص به ويتابع بمرح : وكمان عطشان 

أومات ليشرب زين الماء بنهم فتشعر بالغباء كيف لم تدرك هذا لتقول :  مفكرتش كدة خالص 

تفاحات به يقول بهدوء عكس عادته فهو دوما غاضب : 

معلش جايز مأخدتيش بالك ...وكمان كان واضح انك متوترة والتوتر بيوصل منك للطفل فبيزيد في التوتر والعياط هو كمان 

أومات هانيا وهي تنظر الي زين الذي بدأ يبتسم ويتجاوب مع ايهم بسرعه شديده والذي لم يدخر جهد في ملاطفه الطفل الجالس بحضنه ...التفت لها قائلا :  تشربي ايه ؟! 

أدركت بحرج أنها جالسه معه لتقول :  لا مفيش داعي انا هقوم ...بلاش اشغلك 

هز كتفه : مفيش ورايا حاجة اصلا كنت بتمشي 

أومات بابتسامه وكعادتها سألته بفضول : 

اه اخدت بالي ....عاوز تخس

هز رأسه بابتسامه اختطفت عيون هانيا بينما لم تفهم سبب هذا الهدوء والابتسامه التي تراها لأول مرة 

: لا 

قالت بفضول : امال بتمشي ليه ؟!

: عشان اغير جو 

أومات بابتسامه لتنظر الي زين : بس شكلك بتعرف تتعامل مع الاطفال 

عضت علي شفتيها سريعا ودون اخفاء اي شيء كانت تقول سريعا : انا اسفه بجد اسفه ...انا عارفه أن كان عندك بيبي بس بجد خاني التعبير

احب صراحتها ليقول بهدوء : عادي ..متضايقتش

تنهد وقال بصراحه : انا اصلا بحب اتكلم عنه

ابتسم بشجن ليقول : كان اسمه سيف ..اتعلمت ازاي اتعامل مع الاطفال عشانه .....اهتزت نبرته دون إرادته بينما يتابع : بس للاسف ملحقتش  كان عنده شهور لما مات  ....

غص حلق هانيا بقوة بينما قالت بصوت خافت : 

معلش ربنا يرحمه ويعوضك 

أومأ ايهم دون قول شيء ولكن ابتسامته لزين ظلت علي حالها لتقول هانيا : تعرف أن بابا زين كمان مات قبل مايشوفه 

نظر لها لتكمل : الموت ده حاجه صعبه اوي .... بس ربنا بيعوضنا ...هاجر اتجوزت اياد عم زين 

: اختك الكبيرة 

أومات لتقول : هايدي الكبيرة وبعدها هاجر وبعدين هديل وانا 

رفع حاجبه : انتو اربع بنات ....وكمان كلكم حرف الهاء

أومات وقالت بمرح : زود كمان هاله

اتسعت عيناه : اختك 

هزت راسها : لا ماما ....ابتسمت وتابعت : وكمان زود 

ورد 

: ورد اختك 

هزت راسها : لا مرات اخويا بس تعتبر زي اختنا 

ضحك ايهم بمرح وهو يقول : الله يكون في عونك يا سياده المستشار ...بيت فيه ست ستات

ضحكت هانيا ولم تتوقع مرحه ليمر بعض الوقت والحديث سلس بينهم وبالتاكيد اختطف زين قلبه وعقله 

تعالي رنين هاتف هانيا لتقول : 

دول بيتصلوا بيا ...اكيد رجعوا ملاقونيش

اوما ليخرج بضع أوراق ماليه ويتركها علي الطاوله فتقول هانيا بامتنان : مرسي 

أشار لها بتهذيب لتسبقه: علي ايه ..مفيش حاجة 

مدت يدها لتأخذ زين منه ليقبله بحنان 

بينما يقول لهانيا : انا بقول تاخديه الملاهي بليل عشان تعوضبه عن خروجه الصبح الحر دي 

ابتسمت : تصدق فكره حلوة هيتبسط اوي.....خلاص بليل هاخدك الملاهي يااستاذ زين ........


.............

.....


في طريق عودتهم قالت ورد لهديل وهانيا : ثواني هدخل الصيدليه اجيب حاجة 

سالتها هانيا بفضول : هتجيبي ايه ؟!

قالت ورد بحرج بينما أرادت شراء اختبار حمل لتجريه مع نهايه هذا الشهر ...تعرف انها تتعجل كثيرا ولكنها تتمني أن تكون حامل باقصي سرعه لتسعده

: هجيب حاجة وخلاص

أومات الفتيات : طيب بسرعه 

استندت هديل الي حائط بجانب الشارع بارهاق

: تعبت أوي يانونو 

....سلامتك يا بطل ..!!

التفتت هديل بوجهة محتقن الي مصدر هذا الصوت لتجده شاب يسير برفقه زميله ومعهم كلب اسود ضخم 

قالت هديل بجبين مقطب : نعم 

غمز الشاب بوقاحه وعاد ليردد مجددا : بقول سلامتك يا بطل الابطال 

هتفت هديل بغضب : ايه قله الادب دي ياواد انت وهو 

رفع الشاب حاجبه بينما ضحك زميله : واد ..!!

أومات هديل متابعه بتوبيخ : اه واد....واخرك حته  عيل اهبل لسه بتعاكس

احتقن وجهه الشاب ليزمجر : لا ده انتي قليله الادب 

هتفت هديل بجرأه ؛  اتلم بدل ما اقطع لسانك 

نظرت هانيا الي ابن اختها الذي انفزغ علي صوت نباح الكلب 

لتقول هانيا :  عيب كده .... اتفضل امشي انت وصاحبك 

قال الشاب الاخر بوقاحه : اه يامؤدب ياقمر انت 

زمت هانيا شفتيا بحنق : لا بقي ...ده انتوا .....قبل أن تكمل حديثها كان هناك صوت رجولي قوي يقول من خلف هذان الشابان : هي مش قالتلك عيب .!!

اتسعت ابتسامه هانيا وهي تري تراجع أحد الشباب بخوف  لتقول هانيا لهديل التي وقفت متسمرة مكانها : مش ده كابتن هاشم 

....هتف أحد الشباب بجراه : وانت مالك 

وكأنه اعطي هاشم ما أراد ليضع يداه علي كتف الشاب مزمجرا ...... لا بقي ده انت فعلا عيل  قليل الادب زي ماقالت ......تعالي ياامور

بسرعه كان هاشم يلكم الشاب بقوة في أنفه 

لتقول هانيا بحماس وهي تتراجع وتضم زين إليها :  

جه في الوقت المناسب 

قالت هديل بحنق:   ولا مناسب ولا حاجة .....عادي كنا هنتصرف

ضرب هاشم الشاب بقوة ليقع أرضا ويمسك بالآخر ويضربه هو الآخر ولكن الشاب الواقع علي الأرض سرعان ماكان يجذب أحدي الاسياخ الحديديه من الأرض ويباغت به هاشم من خلفه ويضربه بقوة علي مؤخرة رأسه  ....تألم هاشم بقوة بينما صرخت الفتيات بخوف و

ارتعب الشاب حينما رأي الدماء تنساب من رأس هاشم ..... خرجت ورد بتلك اللحظة

لتتسع عيناها بهلع لرؤيه هذا المشهد 

صرخت هديل وهي تسرع تجاه هاشم : اطلبي اسعاف بسرعه ياهانيا  

أشار هاشم وهو يتمالك نفسه:  لا لا...مفيش حاجة 

قالت هديل بخوف وهي تري يداه التي وضعها علي رأسه يضغط علي الجرح  تمتليء بالدماء : مفيش حاجة ايه .....لازم تروح المستشفى 

هز رأسه وحاول الوقوف بثبات متحامل علي ألمه ولكنه بدأ يشعر بالدوار لتتصل ورد سريعا بفريد وتخبره بما حدث وبعد وقت قليل كام فريد يسرع للمكان ....أخذ هاشم المشفي وجعل إخوته يعودون للمنزل 

ليقف يتشكر لهاشم الذي نالته بضع قطب في رأسه 

: متشكر جدا ياكابتن

قال هاشم بسماحه :  هاشم بس ياسيادة المستشار

قال فريد وهو يربت علي كتفه : طالما هاشم يبقي فريد وبس 

..........

في المساء جلست ورد بجوار فريد علي طاوله العشاء التي اجتمعت عليها عائلته 

ليقول فريد لوالدته :  انا بفكر اجيب للبنات عربيه ....

قفزت الفتيات فرحا ولكن سرعان ما قالت هاله : 

انا مش موافقه 

قالت هديل : ليه ياماما 

قالت هاله بجديه لفريد : فلوس الوديعه بتاعه جوازهم مش هفكها عشان عربيه

قال فريد : وانا مش  هاخد من الوديعه حاجه 

سألته هاله باستفهام : امال؟!

قال وهو يتناول لقمه : انا  كنت ناوي اغير عربيتي واسيب بتاعتي لورد ....فهبيعها واشتري واحده صغيرا للبنات وواحده صغيره لورد 

: وانت

قال فريد : ماقلت هجيب لنفسي عربيه جديده 

: وفلوسها 

قال فريد ببساطه : هقسطها

هزت هاله راسها : لا يافريد غير انت عربيتك وأخواتك كده كده مش محتاجين عربيه 

قال فريد بإصرار : لا انا خلاص قررت ...

.......

بعد صعودهم لمنزلهم اتجهت ورد الي فريد بتلك العلبه ليقول فريد : ايه ده ياورد 

قالت وهي تمد يدها له بها : دي ..دي الشبكه خدها انا مش عاوزاها 

رفع حاجبه : وده ليه ؟!

قالت بخجل : 

يعني بدل ما تشتري عربيتك بالتقسيط بيع دي هتجيب فلوس كتير  

ابعد فريد يدها برفق قائلا : ممكن ترجعيها مكانها 

قالت سريعا : انا مش بلبسها وهي غاليه اوي 

قال برفض : دي بتاعتك 

قالت بابتسامه : ياحبيبى وفيها ايه لما تاخدها بدل ما هي في الدولاب 

رفض قائلا : مش هاخدها .....ابتسم وتابع : وبعدين متقلقيش انا اصلا عندي شويه شهادات هفكهم بس مرضتش اقول قدام ماما عشان هتقولي لا دول لولادك  والكلام ده 

ابتسمت قائله :  الأمهات كلهم كدة 

داعب وجنتيها قائلا : يعني هتقوليلي انتي كمان ولادنا 

قالت بطيبه : هقولك اعمل اللي تشوفه ياحبيبي  

........

بصعوبه اقنعت هاله هاجر أن زين بخير لتبقي ليوم اخر برفقه زوجها بعدها تعود لمنزلهم ....ووافقت هاجر علي مضض بعد أن رأت زين سعيد 

..توقفت هاجر مكانها بينما خرجت بعد استبدال ملابسها لتجد اياد جالس الي الفراش لترفع حاجبها مرددة : ده ايه بقي أن شاء الله

قال اياد بهدوء : هيكون ايه ..؟! ....هنام ؟!

هزت كتفها باستنكار. :و لما انت تنام هنا انام انا فين ؟! تعالت ضحكته الرجوليه بصخب لتنظر له بغيظ فما هو المضحك لتلك الدرجه 

لتقول بحنق : انت بتضحك علي ايه ؟! 

اراح ظهره للوساده خلفه باريحيه بينما قال بهدوء: بلاش اضحك

زمت شفتيها بغيظ داعب قلبه بهيئتها التي تدفعه لالتهامها بينما أعجبه رؤيه ملامح وجهها غاضبه 

لتقول بغضب : اضحك براحتك بس يلا قوم عشان انام 

نظر لها لحظة دون أن يتحرك من موضعه بينما ظلت واقفه بانتظاره أن يغادر الفراش لتتفاجيء به يجذب الغطاء فوقه ويقول بهدوء شديد : لو مستنيه اني اسيبلك السرير يبقي هتستني كتير 

رفعت حاجبها بعدم فهم ليلتفت لها ويكمل : انا امبارح بس جنتله مني سبتلك السرير ونمت علي الأرض بس انسي اني اعملها تاني النهارده 

: قصدك ايه ..؟! 

رفع الغطاء بجواره ليقول : قصدي تهدي وتيجي تنامي

اندفعت الدماء لوجنتها وعقدت ذراعيها حول صدرها ليكمل بتسليه :  انا عند كلمتي ومش هعمل أي حاجة انتي مش عاوزاها ...

هتفت لتغيظه : يبقي تقوم عشان أنا مش عاوزة انام جنبك 

ظنت أنها نالت منه لتتفاجيء به يريح ظهره للخلف بينما يجيب بهدوء : زي ما يعجبك ياروحي ....الأرض عندك واسعه ...اتفضلي نامي

نظرت له بعدم تصديق لتجده جاد فيما قاله حينما توسد الفراش براحه كبيره دون أن يلتفت إليها بينما يحدث نفسه فلتعاند كما تشاء وسيري نهايه عنادها ...!!

.......

...في الصباح التالي كان فريد قد اتخذ قراره ليوصل ورد وهديل الي كليتهم بعدها يذهب لمصنع خاله ويقرر إنهاء الأمر .....

نزلت هايدي واخيرا الي عملها لتتفاجيء بخالد واقف أسفل المنزل ....

هايدي

قالت باقتضاب : خير 

: تعالي نتكلم 

: نتكلم في ايه ....مفيش كلام بينا ولو سمحت بطل اللي بتعمله ده احين 

عقد حاجبيه برفض : مش هبطل قبل مااعرف ايه اللي غيرك 

هزت كتفها ببرود : متغيرتش انت زي ما انا 

واجهها خالد بصراحه : لا اتغيرتي. ....ايه ياهايدي اللي غيرك فهميني 

قالت بعناد :  مفيش

هتف بعناد مماثل : في 

هتفت باندفاع : قولت مفيش.... انا بس محبش أن حد يفهمنا غلط ولا اقبل أنك تضايق او تظلم بنت بسببي 

عقد خالد حاجبيها باستفهام : بنت مين ؟!

قالت هايدي : جويدان البنت اللي انت مرتبط بيها ....

انصعقت ملامحه ،: انا.......جويدان ؟! 

نظرت له هايدي لتري تعلثمه الواضح بينما يقول : انتي ....انتي بتقولي ايه .....جويدان ...!!

أومات لتقول بعيون معاتبه كشفت كذبه :  

ايه مش دي اللي انت مرتبط بيها ...

هز كتفه بإقرار : حاليا لا طبعا مش مرتبط بيها 

لوت شفتيها ولم تستطيع منع نظراتها إليه وقد كشفت كذبه وهو لم ينكر لتقول ببرود مصطنع : ياريت ترجع لها وتبطل تقولي الكلام اللي قولته لاني اختك الكبيرة  ...وهي البنت اللي  بتحبها

قالت خالد بغضب : بحب مين وارجع مين واختي ايه ...هايدي قوليلي الاول انتي عرفتي ايه وبعدين اسمعيني لأن واضح انك فاهمه غلط 

لوت شفتيها بتهكم :   ولا غلط ولا حاجة ....ايه اتخانقتوا وفكرت تتسلي يومين معايا 

هتف بحنق : ايه الجنان اللي بتقوليه ده ..؟! قولت فهميني أو علي الاقل اسمعيني

قالت بعناد :  

مش عاوز اسمع حاجة

هتف خالد بإصرار : هتسمعيني ياهايدي 

واول حاجة هتسمعيها أن الكلام اللي وصلك ده غلط

نظر لها وتابع بإقرار : 

اه ياهايدي كنت مرتبط بيها ....بس عشان احاول انساكي و اقتنع بالكلام بتاعك عن اننا مننفعش لبعض ...الكلام اللي قولته لنفسي الف مره قبل ما اعترف ليكي بحقيقه مشاعري ناحيتك اللي برضه معترفتش بيها الا  وانا وثق منها مليون في المئه  

.....تنهد قائلا وهو ينظر لعيونها التي تشبه ثورة بركان : اه حاولت بس معرفتش احب غيرك ..... 

كان مجرد اعجاب منها بس مفيش عندي مقابل له  وصارحتها بالحقيقه  اني مش حاسس ناحيتها بحاجة وانتهي الموضوع 

انتي بقي سمعتي ايه

قالت هايدي وهي تشيح بوجهها : 

قالتلي نفس السيناريو بس الله اعلم مين صح 

احتقن وجهه خالد قائلا : يعني ايه مين صح وانا هكذب ليه 

قالت بانفعال : شوف انت 

........

قال فريد بهدوء وهو ينهي كلامه الهادئ مع خاله : هو ده الموضوع ....ماما طبعا خافت علي زعلك ومرضتش تقولك .....هز كتفه وتابع : بس للاسف انا اديت الراجل كلمه وطبعا مقدرش ارجع فيها 

اوما خيري بتمهل وعقلانية قائلا : عندك حق يا فريد ...لا يخطب احدكم علي خطبه أخيه 

ابتسم فريد بانتصار بينما اخرج عائلته من امر خطبه رائف دون خسارة أمه لأخيها 

........

..

كانت ندي هي الأخري اتخذت قرارها ولكنه كان قرار مندفع ومع كل خطوة تخطوها ندي تجاه شقته كان ترددها يزداد وتتراجع كل شجاعتها ولكن حينما ضغطت زر الجرس كان قد سبق السيف العذل ....!!!

الفصل التالي

...........قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !