حب اسود ... الفصل الثالث

3


الفصل السابق
 نظرت اليها امها تحاول أن تتبين سبب ذلك الحزن الذي تراه بعيونها بالرغم من ان اي فتاه مكانها يجب أن تكون سعيده... فقد تقدم عمر رسميا لخطبتها او بمعنى أدق لزواجها والذي سيتم في غضون بضعه اسابيع كما أراد واقنع والدتها وخالها الذي رحب بتلك الزيجه وباركها.... علل عمر تلك السرعه ان لايوجد سبب للانتظار خاصة وان كل شئ جاهز.....!
 فلديه شقته مجهزة بالكامل وبكل تهذيب ابدي لها ولوالدتها ترحيبه بتغير اي شئ يريدونه...كما أكد لخالها انه سيكون بجوارها الي ان تنهي دراستها ولن يمانع ابدا لتجد همس أن كل شئ تم بسرعه كبيرة....! 
عرفت ان والديه متوفين من فترة طويله ولديه فقط اخت كبري تعيش بالخارج برفقه زوجها وابنتيها وستأتي يوم الزفاف كما حال باقي عائلته..! 
بعد انصرافه جلست هيام برفقه ابنتها تسالها بحنان عن سبب وجومها بتلك الطريقه   : مالك ياهمس... انتي مش مبسوطة بجوازك من عمر ؟
هزت راسها بأسي وهي تحدث نفسها هل تملك حق الاعتراض..؟ 
فبعد فعلته لم يعد لديها اي خيار اخر غير الموافقه علي هذا الزواج كما قال خاصه حينما قال عن كونها قد تكون حامل لتدور براسها آلاف المشاهد من الأفلام والمسلسلات وكفتاه بريئه غره بسهوله غزي الخوف قلبها فوافقت...! 
....... 
كأبه فظيعه تغلف روحها التي انطفأ وجهها وخبت هالتها منذ ذلك اليوم ....ولكن هذا الصباح  لمع القليل من البريق بعيونها الذابله  حينما وجدت مجموعه من اصدقاءها يأتون لمنزلها للاطمئنان عليها بعد كل هذا الغياب ومعرفتهم انها كانت مريضه.... 
استقبلتهم امها بسعاده واحسنت ضيافتهم 
قالت ياسمين احدي صديقاتها : انتي بتدلعي ياهموس عشان  تزوغي من حفله عيد ميلادي وخلاص 
قالت ندي بدفاع : لا طبعا همس مش كدة.... انتي مش شايفه يابنتي شكلها تعبانه 
قالت ياسمين : لا مش تعبانه وهتيجي بليل الحفله يعني هتيجي وحتي هتبقي فرصه انها تغير جو التعب اللي هي فيه.... . صح ياطنط 
قالت هيام بلطف : اه طبعا ياحبيبي... بس تستأذن خطيبها الاول
سادت الدهشة وجوه الجميع لتعلق ياسمين ; بجد.. انتي اتخطبت ياهمس... 
وعلقت اخري واخري وتوالت الاسئله.. امتي وازاي ومين ووالدتها تولت مهمه الرد بسبب وجوم همس الذي احتارت في سببه 
بدأ اصدقاءها في الاستئذان للمغادرة فتوجهت برفقتهم الي الباب لتودعهم نزل الجميع بينما تمهلت ندي صديقتها المقربه لتهمس لها بخفوت بعتاب : كدة برضه ياهمس ابقي اخر من يعلم 
قالت همس بصوت مختنق ; هبقي احكيلك 
: عموما بينا كلام طويل افهم ازاي وامتي حصل.... مش ده اللي كنتي من كام يوم مش طايقاه
ارتسمت ابتسامه مريرة علي طرف شفتيها 
فهذا اليوم المشؤم كان اليوم الذي انتزع به حياتها واجبرها علي الموافقه علي الدخول لسجن حياته  
عقدت ندي حاجبيها لرؤيه ملامح همس المتقلصه لتقول بخفوت : في ايه ياهمس.... شكلك مخبيه حاجة.. ؟
نظرت بأسي لصديقتها التي تفهمها من نظرة عيونها لتقول : طيب بليل هتجي العيد ميلاد عشان نتكلم 
هزت راسها : مش عارفه 
: طيب حاولي 
....... 
عادت لتجلس الي غرفتها وحيده كما اصبح حالها تغرق بالنوم لتهرب من واقعها....لتفتح عيونها وتعتدل جالسه تنظر الي شاشه هاتفها لحظة ثم تلقيه بعيدا حينما وجدت المتصل عمر الذي لاتجيب علي اتصالاته كعادتها..... من أين تأتي له الجرأه ليحدثها بعد كل مافعله بها...؟! هل صدق حقيقه انه خطيبها بالفعل.... لحظات ثم كانت تقوم من مكانها وتتجه الي خزانتها وتعبث بمحتواياتها قليلا قبل ان تاخذ منها هذا الثوب وترتديه مقرره ان تذهب لحفله صديقتها ...! 
تأملت امها بابتسامه جمالها الهاديء بينما ارتدت بلوزة حريرية بيضاء بلا أكمام مع بنطال اسود 
لاقت بها كثيرا ملابسها واسدلت خصلات شعرها علي كتفيها ووضعت القليل من احمر الشفاه 
: رايحة عيد ميلاد صاحبتك ياهمس ؟
اومات لأمها وهي تجمع اشياؤها في حقيبتها : طيب ياحبيتي قلتي لعمر ؟
هزت راسها بلا مبالاه وخرجت متعمده ان تترك في احد الإدراج هاتفها الذي يرن برقم عمر بلا انقطاع.....! 
........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 
لم تأتي لشئ الا لتحاول الخروج من تلك  الكأبه السوداء التي غلفت قلبها حتي أصبحت تعجز عن التنفس  وهاهي وسط هذا الجمع هربت منها شجاعتها وتمنت لو لم تأتي ...! 
شعرت بالمكان يضيق حولها بالرغم من ان صديقتها اقامت حفل عيد ميلادها بأحدي الأماكن الانيقه بأحد الفنادق المطله علي البحر الا ان صدرها ضاق عليها ولم تحتمل التواجد بين الناس اكثر لتخرج الي الخارج تستنشق اكبر كميه من الهواء تحاول إدخالها الي رئتيها ... 
اية ياهمس مالك..؟ 
التفتت الي شهاب الذي خرج خلفها وهو ينظر الي ملامحها بقلق :انتي تعبانه.؟ 
هزت راسها : لا انا كويسه..؟ 
مد يده لها بكوب من الماء التقطه وهو يخرج خلفها : شكلك تعبانه... 
قالت وهي ترتشف القليل من الماء: لا بس اتخنقت من الزحمه 
اومأ لها بابتسامه هادئة بادلتها له لحظة قبل ان تتقلص ملامح وجهها  وترتجف يدها ويسقط الكوب منها حينما لاح لها خياله علي انعكاس الاضواء امامها....!
 تعبيرات وجهه كانت كعادتها تحمل صقيع مرعب....!
 فهو يتصل بها وهي لاتجيب عليه ليتفاجيء بأمر ذهابا الي هذا الحفل من والدتها حينما اتصل بها...! 
بتوتر شديد وبلاوعي انحنت تجمع الزجاج المتحطم لتجد يده تمسك بيدها بنفس اللحظة يوقفها عما تفعله بلهجة أمره  : سيبيه هتتعوري
سحبت يدها سريعا من يده بخوف ليدخل شهاب...! 
شحبت ملامحها واصبحت بيضاء كلون بلوزتها حينما وقف عمر بخيلاءه امام شهاب الذي سأله عمن يكون ليمسك بيدها بتلك الطريقه ... عمر زهران خطيبها 
تراجعت بضع خطوات للخلف تنتوي العوده للحفل قبل ان تشعر بيده تشتد اكثر علي يدها بينما يقول ببرود اقسم انه يخفي براكين ملتهبه اسفله من سخونه أنفاسه : يلا ياحبيتي 
أين صوتها أين ارادتها إين رفضها..... لماذا تسير برفقته كالمغيبه ... صوت إغلاق باب السيارة حينما وضعها عمر بها  كان أول ما نبهها من غفوتها ليهب عقلها وقلبها من صدمته في مزيج من الخوف والرغبه بالهرب التي سرعان ما نفذتها ليتفاجيء عمر بها ماان دار حول السيارة ليركب امام المقود تفتح الباب وتركض بسرعه كبيرة لم يلحق بها..... اطلق سباب من بين شفتيه وركل مقدمه سيارته  ماان ساعدتها الظروف لتضع نفسها بأول سيارة أجرة وجدتها ... اسرع ليدخل الي سيارته وينطلق بها خلفها وهو يضرب المقود بغضب جحيمي....بينما  مجرد رؤيته لها برفقه ذلك الشاب مجددا أطلقت سراح شياطينه وهاهي الان الهبت السعير بهم...! 
قبضت همس بيدها علي حقيبتها بتوتر وخوف جعل قلبها يكاد يخرج من مكانه بينما تلمح أضواء سيارته التي انعكست علي مرأه السائق    .... توسلت عيناها ربها الا يجعله يلحق بها فهي خائفه مرعوبه من مجرد رؤيته...! وكأن الشياطين تلحق بها كانت تلقي بمبلغ مالي كبير  للسائق دون الاهتمام لأخذ باقي منه وتقفز من السيارة ماان توقفت امام منزلها وتسرع لتلقي نفسها بالمصعد.... 
مسحت وجهها بضع مرات تحاول تهدئه دقات قلبها فهي بأمان ومجرد لحظات وستكون بمنزلها..... بتوتر جم مدت يدها الي حقيبتها تبحث عن مفاتيحها لتسقط من يدها مصدره ضجيج قوي ماان وقف بقامته المديدة امامها كحائل بينها وبين باب المنزل.... تراجعت للخلف خطوة مرتعبه من نظراته ليلتصق ظهرها بالجدار فتغمض عيناها وترفع يدها امامه بتحذير لم يسعفها حلقها علي نطقه 
: انتي عارفه ان هو السبب !
رفعت عيناها ببطء ناحيه صوته الاجش لتجد تعابير وجهه مشعه بغضب بالرغم من هدوء كلماته.... ليوميء لها ويتابع : هو السبب اني اعمل فيكي كدة.....لم تفهم عمن يتحدث اهو شهاب...! 
تابع بقليل من المراره : لما شفته قريب منك اليوم ده اتجننت وقررت انك هتكوني ليا انا بأي طريقه.....!! 
كان عندي استعداد استناكي سنه اتنين تلاته والف عشان تكوني ليا..... بس اول ماشفته قريب منك وحسيت انه ممكن ياخدك مني اتجننت وصبري نفذ ..... 
كانت كلماته تصل الي عقلها ببطء بسبب مزيج مشاعرها الخائفة والنافرة والغاضبه والغير مستوعبه ليخطو خطوة اخري تجاهها ويميل ناحيتها مكمل بفحيح : قلتلك قبل كدة بكره اني ااذيكي بس انتي اللي بتضطريني اعمل كدة..... كل ماهتهربي مني هتلاقي نفسك قدامي..... كل ماهتبعدي هقربك ليا غصب عنك..... 
ازداد فحيح نبرته خطورة بينما تابع :كل ماهتغلطي هتخليني اعاقبك ...! 
عارفة غلطتي كام غلطة النهاردة...... ارتجفت عيونها دون ارادتها من الضغط الذي يمارسه عليها بتلك الهيمنه وهو يردد اخطاءها  : مردتيش علي تليفوناتي وخرجتي من غير مااعرف ولبستي اللبس ده وكنتي واقفه معاه.... 
استجمعت شجاعتها اخيرا لتقول بصوت مرتجف مهما حاولت أن تبدو قويه : انا حرة اعمل اللي انا عاوزاه..... استشرست ملامحها اكثر بينما تري الاستخفاف بنظراته لتتابع : لو فاكر اني في يوم من الايام هعترف بجوازك تبقي غلطان..... 
اقترب منها  ولمع البريق الشيطاني بعيناه لتحرق أنفاسه الساخنه وجنتها بينما يهمس بنبرة مقيته : هتعترفي بيه وقريب اوي ياهمس 
ضحكت بسخريه بالرغم من الرجفه التي اجتاحت جسدها بسبب قربه ; بتحلم 
قال باصرار اخافها: وحلمي دايما بيتحقق 
بلحظة كانت تمد يدها الي الجرس مصدره ضجيج قوي لتهرب من امامه وتدخل الي منزلها ماان فتحت لها اختها  
....

بعيون تحمل سخريه مريرة  كانت همس ووالدتها يدلفون برفقه عمر الي احدي كبري محلات المجوهرات المشهورة عالميا لانتقاء  شبكتها كأي عروس...!! 
فقد صمم عمر علي شراء شبكة واقامه حفل زفاف كبير لها ليكمل رسم صورة العريس المثالي امام الجميع ماعدا هي.... فهي الوحيدة التي تعرف وجهه الحقيقي 
.. لتنظر باستهزاء مرير بينما انعكس بريق تلك المجوهرات علي عيونها ليري عمر مدي حزنها ..... نظرت الي تلك الأطقم الباهظة للغايه والتي وضعها البائع بسرور أمامهم بينما عمر يطالبه بالافخم والاغلي....! 
اجفلت بخوف من لمسته الرقيقه لكتفها وهو يقول :  ها..... ياحبيتي تختاري ايه منهم..؟ 
ابتعدت عنه تلقائيا  والتصقت بأمها لتحتمي بها من هذا الوحش  لتلمح قبضه عمر التي كورها بغضب لم يلاحظة احد سواها..... 
اجتاحت الابتسامه محيا امها سعيدة من أجل ابنتها التي ظنت انها رزقت برجل مثالي وهو كذلك بالفعل امام هيام فكيف لا وهو يجمع كل تلك الصفات النبيله....! 
تجاهل ابتعاده عنه وعاد ليحدثها من جديد بهدوء  : لو مفيش حاجة منهم عجباكي نخليه يجيب غيرهم 
قالت هيام بلطف : لا ازاي.... دول حلوين اوي.... اختاري ياهمس 
قال عمر بابتسامه : لو مش عاجبينها براحتها.... بلاش تاخد حاجة مش علي مزاجها 
نظرت له بسخريه فمن متي تلك الديمقراطيه واحترام رأيها.... فهو لايقبل ان تاخذ مجوهرات لا ترغب بها  بينما يرحب ان يغتصب حياتها دون رغبتها....!! 
ظلت صامته فقط ترشقه بين الحين والاخر بنظراتها الكارهه لتشعر به يغالب نفاذ صبره بينما لا تعطيه فرصه وقد ظن ان كل شئ سيسير بينهما كأي زيجه عاديه 
قالت هيام بمرح لتلطيف الجو حيث صمت ابنتها الغريب ;  اختار ليها انت ياعمر.... انت ذوقك حلو واكيد هيعجبها 
شجعته كلمات امها ليقرب احد الأطقم قائلا : بصي ده حلو اوي ياهمس 
قالت امها بابتسامه : فعلا تحفه ياهمس
  :ذوقك ممتاز يادكتور عمر
 قالها البائع بابتسامه بينما أشار عمر الي هذا  الطقم من الألماس وقد توسطت به بعض الفصوص الحمراء من الحجر النفيس.... كان طقم غايه في الاناقه خالب للأنفاس واضح انه سيكون باهظ للغايه ولكن بالرغم من هذا قلبت همس عيناها قائلة ببرود ; لا مش حلو 
وكزتها امها وزجرتها بحدة بينما ابتلع عمر فعلتها ليقول بهدوء وهو يخفي غضبه : خلاص ياروحي اختاري اللي يعجبك... احنا الرجاله مبنفهمش في الحاجات دي 
سمعها تردد بخفوت :  فعلا
ابعدت عيناها عن نظرات امها الغير راضيه بينما ترد بهذا البرود والجفاء  : انا مش عاوزة حاجة منهم 
قال البائع بتهذيب :  نجيب غيرهم يافندم 
هزت راسها قائلة : لا مفيش داعي...... انا اصلا مش عاوز شبكة مش بعترف بالحاجات دي 
تعمدت احراجه امام البائع لتري ملامح وجهه التي تقلصت بينما نظرت له بتحدي 
قالت امها وهي تعنفها بخفوت :  وبعدين معاكي.... ايه قله للذوق دي 
تجاهل عمر ماتفعله وقال وهو يشير للبائع علي الطقم الذي اختاره  : هناخد ده.... هات لينا الدبل
وضع البائع امامها العديد من أشكال الدبل ليمد عمر يده الي احدي الأشكال الانيقه وتتفاجيء به يسحب يدها برقه ويدخلها باصبعها بنظرات مبهمه هي وحدها تفهمها والتي تحذرها ووتوعدها الا تتمادى...! 
قالت امها بسعاده وهي تنظر ليد ابنتها التي تزينت بتلك الدبله الماسيه الانيقه : وريني ياهمس...... الله حلوة اوي 
ابتسمت لعمر بحنان قائلة : مبروك ياابني 
قال عمر بلطف : الله يبارك في حضرتك 
نزعت همس الدبله من اصبعها ووضعتها علي الطاوله الرخاميه امامها لتحترق من نظرات عمر بينما تدخلت امها قائلة  باستنكار ; كنتي خليها في ايدك ياهمس
قالت ببرود : هبقي البسها بعدين 

استغلت هيام انشغال عمر بتوقيع هذا الشيك الذي يحمل المبلغ  الضخم ثمنا لشبكه ابنتها لتعنفها بخفوت : وبعدين في عمايلك دي؟! 
قالت همس ببرود : وانا عملت ايه..؟ 
قالت امها بعدم رضي : كل ده ومعملتيش...... انتي احرجتيه 
قالت بلامبالاه : ولا احرجته ولا حاجة انا قلت رأيي 
لوت امها شفتيها قائلة بغضب : رايك ايه.. انتي قليله الذوق وخطيبك ابن حلال ومحترم انه سكت 
قالت بتهكم وهي تشيح بوجهها : اه ابن حلال ومحترم 
....... 
قاطع حديثم عوده عمر إليهم ليخرجوا من المحل ليقول عمر بهدوء وهو يخرج برفقتهم : كدة فاضل نشتري الفستان ولو في اي حاجة تانيه ناقصه 
قالت امها بابتسامه : مفيش اي حاجة ناقصه 
هو الفستان وبس 
اومأ لها قائلا : طيب تمام... خلينا نروح نشتري الفستان اللي يعجب همس
نظرت له بغضب سرعان ما تحول لخوف حينما قالت امها :  لا انا كفايه عليا اوي كدة... انا تعبت وعاوزة اروح وانتوا لفوا براحتكم 
التفتت الي امها تستنجد بها الا تتركها برفقته من نظرات المكر الشيطاني التي لمعت بعيونه : لا مفيش داعي 
تهكم بمغزي : ايه هتحضري الفرح من غير فستان..... ولا مش بتعرفي بيه ده كمان 
نظرت له بغل وحقد بينما قالت امها ضاحكة :اكيد لا طبعا ياابني... ده كله الا الفستان الأبيض للبنات 
قالت ببرود لتتخلص منه : مش مهم.... هبقي اروح اشتريه انا وبسمه وأمل... روح انت اكيد عندك شغل 
قال بمكر ; ومعايا انا لا ليه.... ؟ ده حتي انا العريس ولازم اتعب معاكي في كل مشاويرك
قالت امها : عمر عنده حق....خلصوا انتوا مشاوريكم  
اوصل امها الي أسفل المنزل لينزل ويفتح لها الباب بتهذيب 
همست هيام برفق :معلش ياابني همس متقصدس تضايقك هي  بس مكسوفة فبتقول اي كلام.
ابتسم برقه ولطف : محصلش حاجة 
أكدت هيام عليه : هستناكم علي العشا 
....... 
ازدادت شرارت المكر بعيناه بينما يفتح لها الباب لتجلس بجواره بدلا من جلوسها  بالخلف :اعتقد مش هكون سواق الهانم 
حاولت التمسك بملامح وجهها الشرسه بينما تنزل من مقعدها بالخلف وصعدت لتجلس بجواره لتصفق الباب بعنف..... 
تهكم وهو يدير السيارة وينطلق بها : والباب ذنبه ليه 
لاحظ حركه يدها العصبيه المتوترة بينما تشعر انها بهذا القرب منه بالرغم انها تكاد تلتصق بالباب
: همس 
انتفضت ماان شعرت بحرارة فوق يدها لتسحبها سريعا من أسفل يده... ابعد 
قالتها بخوف واضح ليعيد امساك يدها باصرار اكبر قائلا بنبره حنونه : متخافيش مني كدة 
ابتعلت بتوتر وخوف ولكنها نظرت له بغضب قائلة : انا مش خايفه منك... انا قرفانه منك 
كل هدوءه وصبرة تحول لكلته من اللهيب انبجست بصدره ووضحت بشده علي ملامح وجهه الذي احتقن بالغضب من كلماتها وبالرغم من خوفها وارتجاف داخلها الا انها شعرت بارتياح وسعاده فهي  ستاخذ حقها منه
تنفست الصعداء حينما اطلق تلك الزفره الطويله والتي هدأ بها غضبه ولم يبدي رد فعل علي كلماتها المتهوره... فهو لا يريد ايذاؤها بل يريد اصلاح ما فعله لذا فليتحملها قليلا 
ظل صامت ولكن قبضه يده فوق المقود اخبرتها كم هو غاضب وهو كذلك بالفعل ويكبح غضبه بصعوبه حتي لا يفعل شيء يندم عليه 
توقف امام احدي كبري المولات التجاريه  
وبتملك واضح كان يمسك بيدها وهو يدخل بها الي الاتيله المشهور ليجذب الانظار بطلته الوسيمه حيث  ابتسمت من به من فتيات وتقدمت احداهما ناحيته...!
نظرت همس بسخريه لتلك الفتاه التي لاتتوقف عن التدلل والتحدث بنعومه ورقه معه بينما يخبرها بمواصفات الفستان الذي يريده دون أن يسالها عن رأيها 
..... هي بكل حال لاتهتم ولاتشعر بتلك السعاده التي تشعر بها الفتيات في اختيار فستان الزفاف ولكنها شعرت بغضب  من انه لم يحترم رأيها وتجاهلها بتلك الطريقه 
قالت الفتاه وهي تحمل ذلك الصندوق الكبير وتتجه اليه :  اعتقد ده في كل المواصفات اللي طلبتها يافندم....ضحكت بخفه وتابعت : مع انها صعبه بس ذوقك روعه 
نظرت لها همس بسأم مما تفعله فماذا ظنت فهو رجل دخل ينتقي فستان زفاف هل يهتم لدلالها
تسمرت عيون عمر عليها يقرأ ملامح وجهها التي تنم عن غضب شديد ليترلقص جزء بداخله... هل تغار..؟! 
زقرت همس بسأم وزجرت عقلها فهي بالطبع لا تغار..... انها فقط غير معجبه بتصرفات الفتاه ولكن بالنسبه له فسر الأمر انه غيره  تشتعل ليزيد جرعه سحره قليلا علي تلك الفتاه سعيد بأي مشاعر منها ناحيته حتي لو لم تعيها الان... 
قال بنبرة اسره وهو يتأمل الثوب الخالب للانفاس الذي انتقاه  : لا فعلا برافو..... قدرتي توصلي للي انا عاوزة 
ضحكت الفتاه بغنج قائلة : شفت بقي انا تلميدة شاطرة ازاي 
شعرت برغبه في التقيوء مما يحدث امامها 
بينما قال عمر بابتسامه : فعلا انتى شاطرة اوي 
ضحكت الفتاه قائلة بوقاحة : تلميذتك 
ازداد احمرار وجهها حينما اخذ الفستان دون ابداء اي اهميه او مجرد سؤال عن رايها حتي انها لم تجربه 
قالت الفتاه بتساؤل لعمر ; هي الانسه مش هتشوفة عليها 
هز راسه لتنظر له الفتاه بدهشة  ليقول بابتسامه واثقة : انا واثق انه هيطلع حلو جدا عليها
: بس برضه لازم تجربه 
بوقاحة كان يغمز لها قائلا : بغير عليها ومحبهاش تغير برا ابدا 
تنهدت الفتاه قائلة بخفوت : يابختها هو في كدة دلوقتي 
ضحك عمر وقال بخفوت مماثل ولكنه وصل لاذنيها كما أراد : في كتير..... بس اكيد عندهم عمي انهم مش شايفينك
دفعت همس خصلات شعرها للخلف من تصرفات هذا الحقير الا يكتفي ابدا من تصرفاته الوضيعه.... فأن كان يغازل الفتاه فليذهب اليها لماذا متمسك بها  ...! 
بغضب شديد ضربت خطوات الارض وخرجت ماان رأت تلك الفتاه تدون رقم هاتفها 
وتعطيه له مبررة : عشان لو  حبيت اي تعديل  في الفستان 
بسرعه كان يستعيد بطاقته الائتمانيه التي دفع بها ثمن الفستان ويلحق بها للخارج... كانت ستتركه وتستقل تاكسي ولكنه تلك المرة حرص ان يدعها تترك حقيبتها بالسيارة حتي لا تمتلك النقود لتكرار فعله الأمس 
.... هزت قدمها بعصبيه من هذا الحقير.... انه يتجاهل وجودها ويغازل الفتاه التي أعطته رقم هاتفها علنا امامها.... 
وضع صندوق الثوب الضخم بالخلف وجاء ليجلس امام المقود بجوارها 
لتهتف به بشراسه :  لما هي عجباك اوي كدة لازق فيا بيه.. سيبيني في حالي يااخي 
عقد حاجبيه باستفهام مزيف ; مين دي اللي عجباني..؟ 
اشاحت بوجهها لتتفاجيء به يمسك بذقنها برقه لتنظر له قائلا : عنيا مش، بتشوف غيرك انتي وبس  
ابعدت يده سريعا عن وجهها ونظرت له بتهكم ليضحك ويغمز لها بشقاوة : غيرانه 
هدرت بعنوان ; لا طبعا...... واغير عليك ليه..؟! 
شحنت كل مشاعرها النافره اليه ونظرت له بازدراء وأكملت ;  انا بس مش قادرة اتحمل اشوف حقيقتك المقرفه اكتر من كدة واد ايه  الناس مخدوعه فيك  
..... بجداره استطاعت إخراج شيطانيه و إثارت غضبه بصورة لا تتخيلها وصولهم لمنزلها كان طوق النجاه لها.... نزلت من السيارة مسرعه ليلحق بها سريعا ويلقي بمفتاح سيارته للبواب قائلا :  ابقي طلع الحاجة اللي في العربيه 
لن يضع ذلك الصندوق الكبير في المصعد ويضيع فرصه أخذه لحقه منها 
ارتدت للخلف بينما وجدت نفسها بالمصعد وحدها معه بعد ان ظنت انها استطاعت الهرب ولكنه بخطوات السريعه لحق بها..... فهذا مالم تحسب حسابه سرعان ماضغطت علي رقم الطابق ونظرت للشاشه بنفاذ صبر تتمني ان تنتهي تلك اللحظة 
وهاهي بفارق طابق لتصل للطابق المنشود 
ولكن لماذ توقف المصعد ابتسامه شيطانيه ارتسمت علي شفتيه بينما أوقف المصعد مابين الطابقين 
ابتعلت بتوتر :  الاسانسير وقف ليه 
نظر لها ببرود اخفي به لهيب غضبه وهو يقول : بسرعه كده عاوزة تهربي.... 
قالت بتوتر بينما بدأ صدرها يضيق عليها من وجودها معه كما وجودها بمكان مغلق : اهرب من ايه.... ؟
: من اللي عملتيه.... 
هزت راسها قائلة  :  انا معملتش حاجة 
رفع حاجبه.... عموما انا قلت فرحنا بعد كام يوم واسيبك تدلعي براحتك وبلاش ازعلك بس متسوقيش فيها
انا هفضل صابر و الحساب يجمع في الاخر بس مفيش مانع من قرصه ودن صغيرة عقاب علي كل اللي عملتيه 
قالت بتوتر شديد وقد بدأ صدرها يعلو ويخبط طلبا للاكسجين :عقاب ايه..؟! شغل الاسانسير...... هتفت بتحذير :
اوعي تقرب مني 
انخرس صوتها حينما انحني ناحيتها وفعل ماكان يتمني فعله.... ليضع شفتيه فوق شفتيها يقتنص منها قبله أخذته لعالم الخيال بينما يتذوق طعم شفتيها التي كانت كقضمه من ثمرة فراوله شهيه طازجه.... شعرت بصخب مخيف في أعماقها ماان لامست شفتاه شفتيها بينما دوت دقات قلبها بجنون داخل صدرها الذي انسحبت أنفاسه... اول مرة يقترب منها رجل ولأول مرة شفتيها البتول تشعر بتلك المشاعر التى كانت مرعبه لها لحد كبير.....وضعت دسها علي صدره  حاولت أن تبعده عنها ولكنه امسك براسها بكلتا يديه يغرسها بخصلات شعرها التي هزت جبل رجولته يقربها اليه اكثر  بينما ينهل من بستان شفتيها بلاهواده 
حينما شعر بانفاسها تنكاد تنقطع.... ابتعد عنها انش بينما همس بهدوء عاصف وعيناه تتفرس النظر لملامحها التي لم يلحظ شحوبها لأول وهله بينما ماتزال حواسه مخدره من تأثير قلبته لها...... احلي من الحلم 
قفز الخوف والقلق من ملامحه ماان لاحظ تراخي قبضتها فوق صدره ومحاولتها المستميته لالتقاف أنفاسها التي هربت منها احاطها بذراعيه ليقول بقلب لهيف  : همس... همس حبيتي..  
متخافيش.. متخافيش 
انا مش هاذيكي.... انا اسف.... انا اسف ياحبيتي سامحيني مكنتش اقصد 
... 

ظلت طوال الليل تتذكر ذلك القلق الذي قفز من عيناه حينما شعرت بالاختناق لتلك الدقائق التي سبقت استعادتها لوعيها لتهز راسها بعنف  لا لن يخدعها كما يخدع الجميع ولااحد سواها يعرف حقيقته 
......... 
..... 
نظرت امل اختها الصغرى اليها بعدم فهم لتقول باستنكار ;  اكيد بتهزري ياهمس بقي تسيبي الفستان الوهم ده وتلبسي ده 
نظرت همس بلا مبالاه لفستان زفافها الرائع الذي انتقاه لها والذي لايقارن بذلك الفستان البسيط الذي عنادا به اشترته لتلبسه اليوم.........! 
ظلت اختها امل تنظر اليها بعدم رضي وهي تملي شروطها علي خبيرة المكياج لتضع لها القليل من مساحيق التجميل وليس وكأنها عروس.... ولكنها بكل الأحوال جميله....! 

دخلت اختها الصغري بسمه بمرح وهي ترفع هاتفها تصورها قائلة : ها ياهموس... تحبي تقولي ايه في يوم زي ده 
قالت همس بضيق وهي تبعد الهاتف : بس يابسمه 
تفاجأت باختها تدير الهاتف قائلة : شفت ياعريس... مش عاوزة تقول اي حاجة 
قطبت جبينها بغضب من فعله اختها التي طلب منها عمر بلطفه المعتاد ان تريها له علي الفيديو كول 
زجرتها همس بغضب لتقول بسمه بتبرير : اصل هو  اتحايل عليا وقال نفسه يشوفك بالفستان... 
اشاحت بوجهها قائلة : اطلعوا برا وسيبني كلكم 
خرجت اختها بسمه لتقول لها امل ; معلش يابسمه متزعليش هي بس متوترة شويه.... التفتت الي صوت عمر : في ايه   ..... مالها همس..؟ 
هزت بسمه كتفها : اتضايقت مرة واحدة 
ابتسم عمر لبسمه بلطف قائلا ; معلش متزعليش،منها.... انا السبب
هزت راسها ليغمز لها بمرح قائلا : انا هدخل اصاحها  
...... 
انتفضت همس ماان رفعت راسها ووجدته يدخل الي الغرفه.... كان مرتدي بدلته السوداء الانيقه بينما التصق قميصه الأبيض بعضلات صدره العريض وقد ترك ربطة عنقه السوداء بلا رباط ... و امسك بيده كوب من القهوة 
قامت من مكانها بتحفز بينما تأملتها عيناه من أسفل قدمها لاعلي راسها ببطء.. عنيده ويعشق عنادها 
خطي ناحيتها لتتراجع مسرعه هاتفه : متقربش
قال بهدوء شديد وهو يقترب منها  : ملبستيش ليه الفستان 
هتفت به بعصبيه : مش، عاجبني انا حرة 
اومأ لها بينما يرتشف من قهوته رشفه قبل ان يقطب جبينه ناظرا الي الكوب الذي برد وفقدت القهوة طعمها ليقول بهيمنه وهو يتوقف مكانه ;   قربي 
هزت راسها ليكررها مجددا : قربي ياهمس بدل مااقرب انا 
ظلت واقف مكانها ليقول ; مش هعملك حاجة... قربي اربطي ليا الكرافت
هزت راسها ليقول بتحذير : متخلنيش اعيد كلامي 
ظلت واقفه مكانها وليتها لم تفعل فهاهو امامها وخلفها الحائط يأسرها بجسده الضخم..! وليته هو لم يقترب فهاهو 
يجاهد بقوة  ان يتحكم بنفسه بقربها بينما انسجلت خصلات شعرها علي كتفها العاري من هذا الثوب ..... يريد أخذها بين ذراعيه وجعلها امرأته الان ولكنه جاهد نفسه متعلل بوجود كوب القهوة بيده ولكن يده الاخري كانت تتجرأ وتحيط بخصرها يقربها اليه لترتجف اوصالها ماان لامستها يداه......ليتجاهل رجفتها ويسكب بيده الاخري القليل من القهوة متعمدا علي ثوبها 
نظرت له بغيظ ليقول ببرود ... الفستان ده مش، عاجبني.. البسي التاني

........... (قراءه ممتعه.. رونا فؤاد) 
اية رأيكن وتوقعاتكم
شايفين عمر ازاي
همس هتعمل ايه 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !