ورد فريد... الثالث والعشرون

5


(روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


تسمرت قدم فريد مكانها واخترقت دقات قلبه صدره بينما تفاجيء بندي جالسه بمنزله .....مرت لحظة ولكنها كانت بالنسبه له سنوات بينما ينقل بصره بينها وبين ورد يحاول استشفاف أن كانت أخبرت ورد بشيء أو لا ....

ابتسامتها جعلته يحاول تهدئه دقات قلبه 

ويحاول تمالك نفسه 

قالت ورد وهي تتجه إليه بابتسامه هادئه  :  حمد الله علي السلامه ياحبيبي 

كانت عيناه مثبته علي ندي التي ارتبكت بقوة بينما وجدته امامها ولم تتخيل أن يكتشف وجودها ....تقابلت نظراتهم للحظات هو بوعيد وقد فهم أنها لم تقل شيء لورد ولكنها تجرأت وانت لمنزله لتخبرها وربما مجئيه جعلها تتراجع بينما  نظرت له ندي بغيره حارقه حينما اقترب من ورد ليقبل خدها قائلا : الله يسلمك ياحبيتي 

عادت نظراته الي ندي ليقول بعدم لياقه واضحه : انتي بتعملي ايه هنا ..؟؟ 

اتسعت عيون ورد من عدم لياقته الغير مبررة بالنسبه لها لتقول سريعا باستدراك للموقف : شوفت الصدفه يافريد ....دي مدام ندي كانت متلخبطه في العنوان 

رقمها فريد بنظرة من طرف عيناه بينما قال ببرود : فعلا

أومات ورد لتقوم ندي سريعا من مقعدها قائله : متأسفه اوي للازعاج ياسياده المستشار

أجاب فريد بانزعاج واضح : ابقي اتاكدي من العنوان بعد كدة ...

تدخلت ورد لتقول بحرج وهي تزجر فريد بنظراتها  : لا ابدا مفيش ازعاج .....

أومات ندي وتحركت تجاه الباب لتكرر : مرسي جدا يامدام ورد ....واسفه كرة تانيه للازعاج 

ابتسمت ورد وسارت برفقتها تجاه الباب قائله : مفيش اي ازعاج ..مدت يدها لها تودعها :  فرصه سعيده 

أومات ندي بابتسامه مزيفه : انا الاسعد ..

سرعان ما محت تلك الابتسامه من فوق شفتيها حينما دخلت المصعد لتضم قبضتها بقوة وهي تعض عليها بغيظ وحقد بينما صورة فريد وهو يعامل زوجته بتلك الطريقه احرقت قلبها بنيران الغيره ......

...

.......

دخلت ورد لتجد فريد قد خلع ملابسه ودخل للاستحمام ...ليه كلمتها كده يافريد ...؟!

اخرج فريد رأسه من كابينه الاستحمام قائلا : بتقولي ايه ياحبيتي ؟!

قالت ورد بعدم فهم : بقولك ياحبيبي ليه كلمت الست بالطريقه دي

عقد فريد حاجبيه متظاهرا بعدم الفهم بينما يقول : عاملتها عادي ياورد

هزت ورد رأسها بعدم اقتناع : لا طبعا ...انت كلمتها بقله ذوق كأنك مش مرحب بوجودها

قال فريد بعدم اكتراث ظاهري : العادي ياورد .....اصلا كان المفروض متدخلش بيتنا 

استغربت ورد كثيرا موقفه لتقول : وفيها ايه لما اعزم عليها ترتاح 

تمالك فريد أعصابه التي اهتاجت بداخله بينما يكره أن تكون ندي بتلك الحقارة وتستغل طيبه زوجته وتدخل بيتها وهي كانت بيوم من الايام المراه التي تزوجها عليها وبل وتجعله يشارك بتلك اامسرحيه الحقيره 

ليقول وهو يبدي رغبه واضحه بإنهاء الحوار : مفيهاش حاجة ياحبيتي بس احنا مفيش بينا وبينها علاقه اصلا عشان تدخل بيتنا

قالت ورد ببساطه ومازالت لا تفهم الموقف الذي يتخذه من تلك المراه : اه ياحبيبي بس دي زميلتك 

زفر فريد دون إرادته قائلا بقليل من الانفعال  : خلاص بقي ياورد كفايه كلام عنها 

أومات ورد بجبين مقطب واستدارت لتغادر ليتراجع فريد عن انفعاله سريعا يوقفها : ورد

التفتت له ليغمز لها بعبث مغاير حدته معها : ما تيجي تاخدي دوش معايا 

رفعت حاجبها وزجرته : بطل قله ادب 

تابع بشقاوة : هتندمي 

ضحكت ورد وغادرت الحمام لتحمل الكؤوس والاطباق التي قدمت بها الضيافه لندي الي المطبخ ...وقفت تغسلهم لتجد فريد يقف خلفها ويحيط خصرها بذراعه ويضع رأسه في عنقها ...بتعملي ايه ؟!

ضحكت وشاكسته ؛ بلعب 

مرر أنفه في عنقها لتشعر بملمس شعره الرطب يداعب وجنتيها بينما يمد أحدي يداه يغلق الماء وبيده الأخري يديرها إليه بينما يهمس بجوار أذنها : طيب ممكن تسيبي اللي في ايدك عشان عاوزك في كلمتين ...

نظرت له بوجهها الجميل : كلمتين ايه ؟!

مال ناحيتها ووضع أنامله علي وجنتيها قائلا باعتذار : مش عاوزك تزعلي اني اتعصبت عليكي 

هزت راسها بابتسامتها الهادئه : عمري ما ازعل منك ابدا 

نظر لعيونها برجاء يسألها  : مهما عملت ؟!

أومات بابتسامه : مهما عملت 

نظر لحظات لعيونها يفكر أن عليه أخبارها بتلك الحقيقه بدلا من أن تعرفها من أحد سواه خاصه بعد تجرأ ندي علي المجيء الي منزله ....نعم سيستجمع شجاعته ويخبرها ...!!

قالت بينما طال صمته : حبيبي خلينا ننزل عشان هاجر تحت وهما مستنينا علي الغدا

انتبه من صمته ليهز راسه قائلا : ماشي ياروحي ..يلا 

..........

...

فرك ايهم عنقه المتيبس من طول جلسته خلف مكتبه ليترك الكتاب الذي بيده ويقوم من مكانه يتحرك بخطوات ثابته رتيبه في ارجاء غرفه مكتبه ذهابا وإيابا بينما ابتسامه هادئه تداعب شفتيه وهو يتذكر تلك الساعه التي قضاها بالأمس برفقه هذا الصغير .....سرعان ما انمحت تلك الابتسامه وحل محلها شعور جارف بالحنين المؤلم لطفله الذي توقف تماما أمام صورته الموضوعه علي طرف مكتبه و التي مرر فوقها أنامله واغمض عيناه يتذكر ملمسه .....غص حلقه بقوة وداهمت الذكريات مخيلته بينما يتذكر ضحكته ولعبه معه وتلك الكلمات التي لم يميز منها إلا كلمه بابا ....!!

لمعت الدموع بعيونه وجثا علي ركبتيه وامسك بتلك الصورة وضمها الي صدره وكعادته يترك لدموعه العزيزة العنان لتنهمر دمعتان ساخنتان علي وجنته.... ومن اغلي من طفله يبكي عليه  ....!! وعاد الشريط المليء بالذكريات ليمر أمام عيناه منذ أن ضمه اليه يوم مولده الي تلك الرابطه والعلاقه القويه التي شكلها معه من اول يوم .... كان يحب العوده للمنزل من أجل التنعم بذلك الوقت الذي يقضيه مع طفله والذي يراه اعجاز أن يري نسخته المصغره ....تولي كل شيء يخصه من اول يوم ....كان يطعمه من زجاجه الحليب الخاصه به ويستبدل حفاضته ويصبر علي بكاءه ويقضي الساعات به يسير ذهابا وإيابا دون كلل أو ملل ....كانت منال تشعر بالغيرة من اهتمامه المبالغ فيه بطفله من وجهه نظرها ولكن لم يكن مبالغ فيه ابدا ...ولماذا لا يهتم بشئون طفله وما الحدث الجلل في أن يغيرر حفاض طفله أو يطعمه .... لماذا كانت تغار بدلا أن تشعر بالسعاده لأن زوجها يفعل ما يفعله قله من الآباء ...؟! 

يتذكر كل شيء يخصه من اول كلمه حتي اول خطوه وحتي ذلك اليوم الذي حمل جثمانه الصغير بيت ذراعيه ودفنه به ....الم فظيع اجتاح قلبه حتي شعر بعدم قدرته علي التنفس ليمسح وجهه من اثر البكاءويستند بذراعه الي الحائط ويحاول أن يقوم وهو يفك ازرار قميصه العلويه في محاوله منه للتنفس ولكن زاد ضيق صدره ....سحب مفاتيح سيارته من فوق المكتب وخرج وهو يسحب الهواء الي صدره ولكنه ظل يشعر بهذا الاختناق حتي وصل الي سيارته ليفتحها ويجلس بداخلها واضع يداه فوق صدره ومغمض عيناه يحاول استجماع نفسه .....

عقدت هانيا حاجبيها ودون تفكير استأذنت من احمد زميلها الذي كانت واقفه برفقته واتجهت الي موقف السيارات المخصص للعاملين بالكليه حيث لمحت ايهم يتجه الي سيارته بتلك الحاله .....

اقتربت السيارة لتري من خلال الزجاج اغماضه لعيناه وتري عن قرب ملامح وجهه الممتقعه

فتح ايهم عيناه حينما طرقت هانيا بخفه علي زجاج السياره ...قالت دون مقدمات : انت كويس؟!

ظل ايهم صامت وقد باغتته رؤيتها وسؤالها العفوي بينما شعر أنه بحاجة لأن يسأله أحد بالفعل أن كان بخير 

عقدت هانيا حاجبيها بقلق بينما رأت حاله وجهه لتقول مجددا بصوت قلق : انت كويس ؟! 

هز ايهم رأسه وبضعف لم يعتاده اعترف : لا مش كويس

ازدادت عقده جبين هانيا لتقترب أكثر وتنحني تجاه نافذه السياره قائله : مالك .؟!

لا يعرف لماذا طلب منها التالي ولكنه فقط لأول مرة لا يفكر بشيء قبل أن ينطق به ليقول : ينفع نتكلم شويه ؟!

تفاجات هانيا بما قاله ليوم شفتيه وقد شعر بغباءه وتسرعه الذي لا يعرف له سبب ليطلب منها هذا منساق لتلك الراحه التي شعر بها بينما تحدث معها بالآمس ليقول سريعا باعتذار : متأسف ..

كما لم يكن له أسباب في طلبه لم تكن لهانيا اسباب في القبول ليتفاجيء ايهم بها تلتف الي الجهه الأخري وتركب السيارة معه قائله : ممكن نتكلم وانت بتوصلني البيت 

ابتسامه باهته لاحت علي شفتيه بينما ابتسمت هانيا هي الأخري مطاوعه ذلك الصوت النابع من داخلها أنها تريد أن تقترب من تلك الصخرة التي تحيط بهذا الرجل الذي استحوذ علي انتباهها من اول وهله .....فضول ام شيء آخر لا تهتم وهي كذلك هانيا ...فتاه بسيطه تفعل ما تشعر به وتتأمل الخير من الجميع دون الأخذ بالحسبان لاي نيه سيئه ....

تردد ايهم قبل أن يتحرك وبالرغم من تلك السعاده التي شهر بها بقبولها إلا أنه شعر بالضيق لانه احرجها بطلبه

: انا اسف اني طلبت منك نتكلم  ...انا بس كنت ....قاطعته هانيا قائله ببساطه وهي تشير الي مفتاح السياره : انت ممكن تسوق وانت بتتكلم 

اوما ليسألها وهو يضع يده علي مفتاح السيارة يديرها : يعني مش متضايقه اني احرجتك 

هزت راسها ببساطه : لا مش متضايقه ...نظرت إليه وتابعت : شكلك انت متضايق 

اوما وغاب لحظة بتفكيره بينما يخرج من باب الكليه بسيارته قبل أن يقول بصوت مختنق قليلا : افتكرت سيف .....تنهد واختنق صوته أكثر بينما يكمل : وحشني اوي 

غص حلق هانيا وطفرت الدموع من عيونها لنبرته التي تعاطفت معها وكأنها تعرفه منذ سنوات وتشعر بمقدار وجعه .....!!

........

...


طوال جلسه الغداء كانت هايدي تنظر لفريد بترقب بينما جلس فريد براحه كبيرة يتحدث ويضحك مع إخوته ووالدته واياد الذي لم يتوقف عن الحديث لتمر جلسه الغداء وسط جو عائلي مريح ....قامت هايدي برفقه إخوتها لتوضيب السفرة بينما جلس فريد مع اياد يشربون القهوة وأخذت هاله زين لينام . ....

قالت هديل بسماجه سريعا حينما اختلت بهاجر والفتيات 

: يلا قوليلي عامله ايه مع ايدو 

ضحكت هاجر باعتراف : مطلعه عينه طبعا 

وضعت ورد الاطباق من يدها في غساله الاطباق قائله : ليه بس ياجوجو ....

تدخلت هديل بمرح وهي تخفض صوتها : هيكون ليه ياورد ....اكيد عاوز قله ادب واختنا هاجر فقريه كالعاده 

تعالت ضحكه الفتيات لتزجرهم هاجر : ههشش ماما هتسمعك 

همست هديل قائله : يبقي احكي وقولي عملتي ايه في

الراجل

لم تحتمل هاجر كتم ضحكتها لتقول بمرح واعتراف : ابدا ضربت لخمه وقلبت معايا بعياط 

اتسعت عيون الفتيات لتكمل هاجر اخبارهم بما حدث وتنهي كلماتها : وفي الاخر نام علي الأرض 

تنهدت ورد هاتفه : يامفتريه 

قالت هاجر بتبرير : وانا اعمل ايه ....كنت هموت من الكسوف والخوف ...صمتت لحظة ثم تابعت بجديه: برضه ياورد الموقف صعب ...ده كان اخو ادم 

هزت كتفها وتابعت بصراحه : اينعم انا واخده الموضوع معاكم بضحك بس من جوايا لسه مش قادره اكسر الحاجز اللي بينا وكل ما افكر هل هيندم أو يشوف اني ست اتجوزت قبل كدة مش بنت اول مرة يعيش معاها اللحظات دي بحس بالتردد والخوف 

تشعر ورد بكل ما تشعر به هاجر وقد عاشته مع فريد من قبل لتسحب المقعد وتجلس بجوار هاجر الي الطاوله الرخاميه وتضع يدها فوق يد هاجر قائله : اياد بيحبك وهو اكتر واحد هيخلي كل الافكار دي تختفي .....سيبي نفسك ياهاجر وعيشي اللي بتحسيه ....صدقيني انا حاسه بيكي وفاهماكي بس الهروب مش حل ...

نظرت هاجر لها بشك لتهز ورد رأسها بثقه فقد مرت بهذا من قبل .....

نظرت هديل الي هايدي التي كانت شارده لتسالها : مالك ياهايدي في ايه ..؟!

هزت هايدي كتفها : مفيش 

....

........

اختطف ايهم نظره طويله الي ملامح وجهه هانيا الجانبيه حيث كانت تجيب علي هاتفها 

أغلقت ليبعد نظره عنها سريعا ويحمحم قائلا : متاسف اخرتك 

هزت راسها : لا ابدا ...ماما كانت بتتطمن عليا 

اوما ليقول مجددا : انا بجد متاسف اني دوشتك بكلامي وعطلتك 

هزت راسها وهي تتذكر كلماته معها عن ابنه وكم يفتقده وكيف تحرك اشتياقه له بينما رأي زين ابن اختها 

لتقول بابتسامه هادئه : بالعكس انا اصلا حبيت اني اسمعك جدا 

تنهد ايهم باعتراف ؛ وانا كنت محتاج حد يسمعني 

ابتسمت له ليوقف سيارته أسفل منزل هانيا قائلا : متشكر ياهانيا 

ابتسمت بمرح وهي تحمل حقيبتها : انا اللي مرسي علي التوصيله 

ضحك مشاكسا : مش هتحاسبيني طيب 

قالت بمرح مماثل : ليك عندي عزومه عصير لما نتقابل وانت بتجري علي البحر بكرة 

قال بابتسامه : هتجيبي زين 

أومات قائله : اوك ...

اوما : اتفقنا 


...........

...

دخلت هانيا سريعا الي غرفه الفتيات وانضمت لحديثهم 

قالت ورد وهي تحاول السيطرة علي ضحكتها ....انتي بتتكلمي جد 

أومات هاجر بقليل من الغيظ : وانا اللي فكرته هيقولي لا أرض ايه اللي تنامي عليها ....ما صدق وسابني ونام فعلا علي السرير 

ضحكت هديل قائله : يعني مقامش نص الليل زي الافلام وشالك حطك جنبه 

هزت هاجر  راسها بغيظ : لا نام لغايه الصبح وصاحي مزاجه رايق ولا كأني نايمه علي الأرض .....زمت شفتيها وتابعت بوعيد : بس النهارده وحياه أمه لينام هو علي الأرض 

ضحكت الفتيات لتقول ورد : انا شايفه بقي أن النهارده محدش ينام علي الأرض

نظرت هاجر لها : لا طبعا ....مش هرجع في كلامي 

قالت ورد بابتسامه : مترجعيش ياجوجو... 

...انتي تروحي تظبطي نفسك وتلبسي حاجة شيك وتخليكي لطيفه ومتصديهوش

انتفضت ورد علي شهقه هانيا التي قالت : ايه ده ....انتي متأكدة انك ورد

وكزتها ورد لتقول هاجر بمرح : اوبا بقي ده احنا اتغيرنا اوي .....ورد ياحبي فين خدودك اللي كانت بتحمر لو بس فريد عدي جنبك

احمرت وجنه ورد بقوة لتزجرها : الحق عليا اني بنصحك

ضحكت هاجر قائله : لا ده انتي طبعا هتنصحيني .....بس الاول تعالي هنا وقوليلي ايه اللي اتغير

غمزت هديل بشقاوة : اه لو تعرفي يا جوجو اللي سياده المستشار بيعمله 

اندفعت الدماء لوجنه ورد بينما أكملت هديل : طول الوقت بقي واخد الست ورد شقتهم وكمان مقضيها إجازات وهي مش بتروح الكليه كمان 

عضت علي شفتيها وتابعت بخفوت: شكلهم بيعملوا بنصايح ماما وهيجيبوا حفيد قريب 

انفجرت الفتيات ضاحكات لتزجرهم ورد : انا غلطانه اللي قعدت معاكم 

غمزت هانيا : اتلككي عشان تاخدي فري وتطلعي

قطبت ورد جبينها كالاطفال : بايخه ..ورخمه  كمان ..


........

..في المساء اخذ اياد زين وهاجر وانصرفوا لتقول هانيا لوالدتها واخيها : انا هنزل اشتري شويه حاجات للكليه وهاخد هديل معايا 

اوما فريد قائلا : متتاخريش

هزت راسها قائله : بسرعه متقلقش

قالت ورد وهي تعتدل واقفه : وانا هطلع اذاكر شويه 

هز فريد رأسه قائلا : ماشي ياحبيتي انا هقعد مع ماما شويه وهحصلك

أومات له بابتسامه لتقول : تصبحي علي خير ياماما 

التفتت الي هايدي الشارده : تصبحي علي خير ياهايدي 

هزت هايدي راسها : وانتي من اهل الخير ياحبيتي 

.......

..

ضيق هاشم عيناه لأخته قائله : هي قالتلك كدة ؟!

هزت سلوي راسها قائله : لا مقالتش ...دي هانيا اللي قالت ليا أن مرام ضايقت هديل وعشان كدة قررت متنزلش التمرين تاني 

فرك هاشم ذقنه وهز رأسه دون قول شيء لتتابع سلوي بالتلميح : عشان الست مرام ترتاح

عقد هاشم حاجبيه : قصدك ايه ؟!

هزت كتفها : مقصدتش حاجة 

اوما هاشم لتخرج سلوي من غرفته ليزم شفتيه بقليل من الغيظ في تلك الفتاه التي شغلت تفكيره 

........

....

وعلي جانب آخر كان ايهم مستند الي مقدمه سيارته التي ركنها موزاي لرصيف البحر ووقف يستنشق الهواء بينما استغرق طويلا في التفكير بتلك الفتاه .....مريحه !!

نعم بالرغم من أنها كانت عاصفه مزعجه بفضولها إلا أنها الان باتت مريحه للغايه ببساطتها التي تنفذ للقلوب.... اتسعت عيون ايهم فجاه واعتدل من وقفته ..قلوب ..؟!

عن اي قلوب يتحدث ...؟! ليزجر نفسه

لا لا ...انت اتجننت ياايهم ...

دي عيله صغيره ...فوق وبطل جنان 

........

....

عقدت هاله حاجبيها حينما أخبرها فريد بما دار بينه وبين هاله لتستنكر قائله : كدة من غير ما تاخد رأيي يا فريد 

أشار فريد لهايدي التي احتقن وجهها بالغضب وارادت أن تغادر قائلا : اقعدي 

التفت الي والدته وتابع نبره قاطعه : انا عملت الصح .....

قطبت هاله جبينها ليكمل فريد بجديه وعيناه متركزة علي تعبيرات هايدي التي شوش رائف تفكيرها واقنعها أن فريد يفرض رأيه عليها ويختار لها حياتها 

: رائف بكل حال من الأحوال مينفعش هايدي ولا اي واحده من اخواتي وانا ورحمه ابويا لو انطبقت السما علي الأرض ما كنت في يوم هوافق ياامي 

زمت هاله شفتيها وقالت بانفعال : انت بتحلف يافريد ....ليه بقي عيبه ايه ؟! 

انفعل فريد قائلا : متخصنيش عيوبه ...التفت إلي أخته وتابع : تهمني مميزات اختي ...اختي اللي ولا طبعها ولا شخصيتها ولا تفكيرها ولا تربيتها تتناسب مع رائف 

اهتزت نظرات هايدي بينما تابع فريد بعتاب خالص لها : كلمتك كتير قبل كدة وفكرت انك اقتنعنتي بس طالما كدة ....قاطعته هايدي بانفعال : طالما كدة قولت تفرض رايك عليا مش كدة 

هز فريد رأسه : لا مش كدة 

قالت هاله بنبره متعاليه قليلا : امال ايه يافريد ...ازاي ترفض طلب خالك 

قال فريد مجددا : عملت الصح .....نظر بطرف عيناه الي أخته ثم تنهد وتابع : وكمان في عريس تاني متقدم لهايدي وانا شايفه مناسب جدا 

توترت نظرات هايدي بينما خفت انفعال هاله التي قالت لفريد بتوجس : عريس 

اوما فريد وأشار لهايدي التي أرادت أن تقوم : اقعدي كلامي مخلصش

قالت هايدي برفض : بالنسبه ليا خلص...ولا رائف ولا غيره ..انا مش هتجوز اصلا 

اوقفتها والدتها تلك المره : هايدي ....وبعدين اقعدي 

هزت راسها واتجهت الي غرفتها لتتجاهلها هاله والتفت الي فريد قائله بتوجس : انت بتتكلم جد ولا بتقول كدة وبس عشان متضايقنيش

قال فريد وهو يهز رأسه : لا طبعا بتكلم جد 

قالت هاله بلهفه : مين العريس ؟!

: خالد 

اتسعت عيون هاله بتساؤل : خالد ....خالد اخو وليد وفيروز

اوما فريد فلم تستطيع هاله منع نظرات السعاده في عيونها لينظر فريد الي والدته ويتابع بعقلانية  : ماما ..خالي علي عيني وراسي بس دي اختي وانا بعتبرهم بناتي مش اخواتي بس ومصلحتهم عندي اهم من اي حاجه ....رائف مش هيسعد هايدي ياامي .....خالد بيحبها وهيسعدها 

أومات هاله وهي تقول بتفكير : بس يافريد هايدي اكبر من خالد ....

قال فريد بجديه : والله انا شايف أن السن رقم ....وخالد راجل عاقل ومحترم 

........

...دارت هايدي بالغرفه حول نفسها بغيظ .....اعترف بلسانه أنه ارتبط بالقناه ويبرر الأمر أنه أراد نسيانها ....

التفتت الي فريد الذي طرق الباب ودخل ليقف علي الباب قائلا : هايدي ....خالد جاي علي اخر الاسبوع مع أهله يتقدملك

هتفت بانفعال : اظن اني قولت لا يافريد مش هتجوز 

تجاهل فريد ما نطقت به وكأنه لم يسمعه ليقول :  جهزي نفسك 

احتقن وجهه هايدي لتقول بانفعال : بقولك لا يافريد يعني لا 

انفلتت ابتسامه من فريد الذي قال : وانا بقول تسمعيه الاول قبل ما تاخدي قرار 

.........

...

هزت هانيا كتفها بينما أخبرت اختها هديل بما حدث بينها وبين ايهم : بس هو ده اللي حصل 

قالت هديل بتفكير : وانتي ايه خلاكي تركبي معاه 

هزت كتفها : معرفش ياهديل ... حسيت أنه محتاج يتكلم معايا 

تنهدت هديل بحيره : بس برضه مكانش ينفع تركبي مع واحد متعرفيهوش. .افرضي كان مش كويس

قالت هانيا بدفاع : بالعكس ده محترم اوي ..... صمتت لحظة ثم تابعت : أيوة طبعا غلط ..بس اهو اللي حصل ومشيت ورا احساسي 

تنهدت بنبره شاجنه وتابعت : اه ياهديل لو تشوفيه وهو يتكلم عن ابنه الله يرحمه .....قلبك هيتقطع 

.........

...

وضع فريد المفتاح في الباب ودخل بينما لا تتركه الهموم.....تناسي قليلا هم كذبته بينما انشغل بهم أخته وهاهو بينما يخطو الي المنزل ويري الانوار الخافته والاستقبال الذي أعدته له ورد التي غفت علي الاريكه وهي جالسه بانتظاره حتي اجتاحه شعور قاتل بالذنب تجاهها ...اقترب بخطوات هادئه ناحيتها ليتأمل كيف استعدت لمفاجأته واهتمت بنفسها من اجله وهو ليسبأمثر من خائن كاذب ....!!

برفق شديد مال ناحيتها وحملها بين ذراعيه وسار بها الي غرفتهم ليضعها بالفراش ويجلس بجوارها يتأملها بابتسامه عاشقه ....جميله بكل الاحوال والليله أكثر جمالا بينما أرتدت قميص حريري باللون السماوي الناعم وتركت خصلات شعرها تتماوج فوق كتفها ووضعت مكياج ناعم .....لأول مرة تتجرأ ورد وترتدي أمامه قميص نوم ولكنها أرادت أن يراها جميله لتستعد وتهتم بنفسها ولكنها غفت قبل صعوده .....مال ناحيتها وقبل طرف شفتيها برقه ثم جذب الغطاء فوقها وقام ليدخن سيجاره بالشرفه ....اتعب كاهله حمل عبء الكذب عليها واخفاء خيانته لها ولكنه لا يستطيع أن يتحدث الان ....ليس وهي في قمه سعادتها معه يلقيها بقسوة تلك الحقيقه ....ضم قبضته بقوة وهو يتذكر ندي التي لابد وأنها تخطط لاخبار  ورد بالأمر  .....ليهز رأسه ...سيمنعها من نطق شيء مهما تكلف الأمر ...لن يدمرها بيده ابدا ....لن يمحي سعادتها بيده 

.......

....توترت نظرات هاجر بينما صممت فريال علي أخذ زين منها لينام معها لتجد نفسها بالغرفه معه ويراودها كلام ورد ...هل تترك نفسها لتلك المشاعر التي تجتاحها ناحيته والتي لاتنكر أنها لم تشعر مثلها مع ادم بالرغم من أنه كان زوجها لتدرك الفرق بين العشره الطيبه والتعود وبين الحب في الزواج .....

بخجل خرجت من الاستحمام بعد أن عقدت حزام روبها الحريري الاسود حول جسدها االممشوق لتتباطيء دقات قلب اياد فور رؤيته لها بينما ارتدت روب حريري ارتفع عن ركبتيها وتركت شعرها الأسود الحالك منساب حول وجهها .....

وقفت بتردد أمام الفراش ثم التفتت الي اياد الذي ذهب لعالم الاحلام وهو يتأملها ....انت بتنام في أي جنب 

هل قفز قلبه من موضعه حينما سنه تلك الكلمات التي لا يصدقها ....هل ستنام بجواره ..؟! 

ابتلع ببطء ليقول بعيون تتطلع إليها بحب : اختاري الجنب اللي يريحك 

أومات واتجهت الي طرف الفراش ودخلت إليه ليسرع اياد يسحب تيشرت وشورت قصير ويدخل الاستحمام الذي بعد أن انهاه وقف طويلا يهتم بتصفيف شعره ونثر عطره الأخاذ فوق كتفه وعنقه .....!!

أغمضت هاجر عيناها متظاهره بالنوم حينما خرج اياد ليسير بهدوء علي ضوء المصباح الخافت  ويتجه الي طرف الفراش الاخر.....تمهل لحظات بعد أن أراح جسده بجوارها قبل أن تشعر هاجر بذراعه تحيط بها ويجذبها لتتوسد صدره ...تسارعت دقات قلبها وهمت بأن تفتح عيونها وترفض ولكن شعور غريب انتاب جسدها وقلبها حينما وضع راسها فوق صدره لتصاب بالخدر للحظات قبل أن تستكين وتترك العنان لتلك المشاعر التي اجتاحتها .....!!

..........

...

وقالت ورد بكسل قبل أن تفتح عيونها الناعسه التي سرعان ما دارت بارجاء الغرفه تسترجع ماحدث لتهب من نومها سريعا بينما تتذكر أنها كانت جالسه بانتظاره حينما غفت ....انتفض فريد من نومه حينما قامت بتلك الطريقه ليقول بقلق : مالك ياحبيتي ؟!

قالت ورد بجبين مقطب وهي تنظر له باعتذار : انا نمت وانا مستنياك 

ابتسم فريد : خضتيني كده عشان نمتي 

أومات وقالت جبينها بندم : ياخساره كنت مجهزة لينا. العشا والمسرحية اللي بتحبها 

اتسعت ابتسامته بينما طافت عيناه يتأملها وهو يقول بمكر : كنتي مجهزة العشا والمسرحية بس

خفضت ورد عيونها  بخجل الي ما ترتديه ....ماهو اصل 

جذبها فريد لتسقط بحضنه بينما يقول بعبث ' ماهو ملحوقه ياحبيتي 

مال تجاه شفتيها لتضع ورد يدها علي صدره سريعا توقف : فريد احنا الفجر 

ضحك وعاد ليركز عيناه علي شفتيها : هتفرق في ايه فجر من ضهر .....تعالي عوضيني عن ليله امبارح

ابتسمت ورد بخجل وما أن مال تجاه شفتيها حتي أسرعت توقفه وتضع يدها علي صدره ...فريد استني 

نظر لها باستفهام لتقوم سريعا من حضنه وتتجه الي المراه ...نظر فريد لها بدهشة سرعان ما انقلبت لسعاده 

بينما وقفت تعيد تصفيف شعرها وتنثر عطرها علي عنقها وكتفها قبل أن تعود إليه بابتسامه خجوله ولكنها سعيده بينما لاتخفي أنها تحبه وتريد اسعاده ....

اجلسها فريد بحضنه ومرر يداه برقه علي جانب وجهها الناعم ليهمس وهو ينظر لعيونها ..بحبك 

ابتسمت بخجل وتمتمت : وانا كمان بحبك

مال تجاه شفتيها ليأخذها في قبله شغوفه طالت بينما يداه تقربها اليه ليميل بها للخلف ويجثو فوقها ملتهم شفتيها بشفتيه .... أغمضت ورد عيناها بنشوه بينما يغدقها فريد بحبه ودلاله ...

.........

....

أشار فريد بعيناه الي العامل الذي كان يضع القهوة أمام ندي ليخرج ليغلق فريد الباب ويتجه ناحيتها بنظرات تتقد شرا .....قامت ندي من مقعدها بارتباك قائله : انا مقولتش حا.....ماتت الكلمات علي شفتيها حينما اطبق فريد علي ذراعها بقوة مزمجرا : ايه اللي خلاكي تروحي عندها .....ازداد لهيب الغضب بعيناه وتابع مزمجرا : حذرتك تقربي من مراتي قبل كدة ....صح 

أومات لتحاول أن تدافع عن نفسها : مقولتش حاجة

ترك فريد ذراعها لتتقهقهر للخلف بينما يقول بوعيد : ومش هتنطقي بكلمه عشان وقتها قسما بالله ما هرحمك ....لو حد عرف بجوازنا هخلي نائل ياخد منك الولد وتعيشي عمرك مقهورة عليه 

اتسعت عيون ندي بصدمه بينما تراه تحول لرجل اخر غير الذي تعرفه : بتهددني يافريد باأبني ....للدرجه دي خايف عليها 

اوما فريد بدون تردد : اه ...لو بس فكرتي تقربي ناحيتها ....قاطعته ندي بسخط شديد : هتعمل ايه لو قربت منها يافريد 

واجهته بنظراتها بينما تكمل  : للدرجه دي مفيش عندك اي ذره حب ليا وبتهددني .....ايييه مكنتش في يوم من الايام مراتك وليا علي الاقل حق العشرة اللي كانت بينا 

امسك فريد ذراعها بقوة مزمجرا : اللي بينا كان غلطه ....غلطه مش عاوز افتكرها ..فاهمه 

حاولت التأثير عليه لتقول بصوت خافت : بس انا حبيتك يافريد 

سحق فريد أسنانه هاتفا بسخط ؛ وانا بكرهك كل ما افتكر اني خونتها وضعفت قدامك 

رمقها بنظرة غاضبه وتابع : لآخر مرة بحذرك أبعدي عن بيتي ومراتي

قالت ندي بجراه : ولو مبعدتش.....نظرت بطرف عيناها الي تلك الورقه علي مكتبها والتي وصلت لها قبل قليل : ايه هترفدني بدل ما تنقلني

التوت شفتاه بسخريه بينما كان أول ما فعله هذا الصباح هو طلب من رئيس النيابه نقلها ..

نظر لها فريد شزرا ثم غادر لمكتبه ليحتقن وجهه ندي بالغل والحقد ..هنشوف يافريد هتعمل ايه لما مراتك تعرف 


!!!


بعد انتهاء عمله اصطحب فريد ورد بعد انتهاء محاضرتها لتناول الغداء بالخارج وشراء بعض مستلزمات المنزل ليسيرون سويا بارجاء المول التجاري 

..نثرت ورد القليل من العطر الذي تريد شرءاه علي يدها لترفع يدها تجاه فريد وتسأله بدلال : اي واحد  احلي

ابتسم فريد بغزل قائلا : انتي احلي

ضحكت برقه : بتكلم بجد

هز كتفه قائلا وهو يتطلع بها بحب ،: وانا كمان 

بتكلم جد انتي احلي 

تراقصت دقات قلبها لتقول بدلال : طيب عشان خاطري 

قولي ...ايه اكتر واحد حبيته 

أشار تجاه احد العطور : ده 

أومات سريعا قائلا : يبقي هاخده 

قال فريد : خدي اللى يعجبك ياروحي ..لو مش عاجبك 

خدي غيره

هزت راسها بابتسامه : لا طبعا  انا اصلا بشتريه عشانك 

امسك بيدها بحب وتابع سيرهم لتقول بسعاده : انا عاوزة اخليك تحبني اوي 

ابتسم قائلا :ما انا بحبك اوي 

قالت ورد بدلال وهي تبتسم له : عاوزاك تحبني اكتر ...توقفت والتفتت اليه قائله : فريد انت مش متخيل  اد ايه انا نفسي اعمل اي حاجة تسعدك وتبسطك .....نفسي اعوضك عن كل الوقت اللي اتحملته وانت واقف جنبي  

اهتزت نظرات عيناه وانهارت شجاعته للمرة الألف بينما تراه بتلك الصورة التي ستنصدم ما أن تعرف حقيقتها 

.......

....

في هذا المنزل البسيط بمنطقه الماكس كان يتعالي ذلك الصوت .....رهف ...رهف

أسرعت تلك الفتاه ذات الإثني عشر عاما تجاه والدتها ..نعم ياماما 

قالت المراه التي قاربت الثلاثون من عمرها والتي واضح علي وجهها مقدار أخذ الشقاء من جمالها بابتسامه  هادئه : خدي ياحبيتي عملتلك العشا بتاعك ...خديه وادخلي كملي مذاكره 

أومات  الفتاه وأخذت الطعام ودخلت لتلك الغرفه الصغيره لتتوجه بعدها نشوي الي تلك الاريكه المهترئة تجلس عليها وتجذب ذلك الفستان الضخم فوق ساقها وتكمل تطريزة بأيدي ماهرة وعيون ذبلت من شغل الابره المتواصل طوال سنوات لتنفق علي ابنتها ....

فتح ذلك الرجل باب الشقه الصغيره واغلقه بقوة قاصدا بينما يرمق نشوي بنظراته الساخره وهو يتهكم : مققي يااختي عنيكي عشان شويه الملاليم بتوع كل شهر 

ضغطت نشوي علي الإبرة باصابعها بينما تحاول تجاهل كلام ابيها الذي يتكرر كل يوم وكل ساعه 

لوي شفتيه : ايه يااختي مش عاجبك كلامي 

هزت راسها قائله : لا ابدا يابابا ....

زجرها بانفعال : امال مش بتردي ليه ؟!

قالت نشوي وهي تتمسك باعصابها : ابدا يابابا ..بس هعمل ايه مش ده الشغل اللي في أيدي 

لوي الرجل شفتيه قائلا : لا يااختي في ايدك تاخدي البت وترميها لابوها 

اهتزت نظراتها وصمتت ليتابع صلاح بحقد : ابوها ...اللي رمي لينا شويه ملاليم من سنين 

انفلتت اعصاب نشوي لتقوم من مكانها هاتفه بسخط : وانت وقتها وافقت بالملاليم دي ..... رمقته باحتقار وتابعت بغضب :انت وافقت بشويه ملاليم تبيعني ووافقت بعدها بشويه ملاليم أسقط بنتي متجيش دلوقتي كمان تقولي ارمي بنتي زي ما انت رميتني زمان عشان أنا لغايه اخر نفس في عمري هعيش عشان بنتي وبس 

دخلت الي غرفه ابنتها واوصدت الباب وصدرها يعلو ويهبط بقوة بينما غامت عيناها بالذكريات بينما كانت ما تزال ابنه الثامنه عشر حينما قبض والدها ثمن بيعها لابن صاحب المصنع الذي كانت تعمل به .....!!

.........

...

نظر خيري بعدم تصديق الي ذلك المبني الضخم ثم الي ابنه ليهز امير رأسه قائلا : ايه رايك في المصنع ياحاج....ده هيكون مصنعنا الجديد ...اكبر من مصنعك عشر مرات وفيه احدث ماكينات ...

انبهرت نظرات خيري بينما لمعت نظرات الحقد بعيون رائف الذي كعادته يدبر لحفره أخري. يسقط أمير فيها غافل أن امير هو من اعد الحفره تلك المره وملأها بالافخاخ ...!!

.......

...الفصل التالي


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم






 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !