وقعت ببراثن صقر الفصل السابع

6


الفصل السابق
 هتف بحدة :وهي متستاهلش القتل علي اللي عملته... تهرب من جوزها وعاوزني ارجعهالك ولا كأنها عملت حاجة 

حاول رافت التحدث ولكنه دون أن يقصد أشعل نيران رجوله صقر المهانه بفعلتها ليكمل بغضب ووعيد : حاضر ياجدي هرجعهالك من بكرة... بس يكون في علمك هترجع هنا خدامه 

ردد رأفت بصدمه : خدامه.!! 

: ايوة خدامه... واللي فيكم هيعترض حتي لو انت ياجدي فأنا هاخدها من هنا ومتحلمش تشوفها تاني وانت عارف كويس اني قد كلامي 

قطب رافت جبينه بغضب : انت بتهددني ياصقر....عاوزني أوافق واسمحلك تذل بنت ابني الوحيدة .... نهض من فراشة يتمسك بقوته وهو يكمل بحدة : اية خلاص كبرت عليا وبقيت بتهددني وهتمشي كلامك عليا فاكرني عجزت ومش هقدر احميها منك .... لا ياصقر مش هسمحلك تاذيها ولا تذلها وانا اللي هقفلك وحالا هتجيب بنت ابني عندي وهتعيش في بيت جدها معززة مكرمه

ضحك صقر بسخريه ووقاحة قائلا : معززة مكرمة...!!

بنت سهام؟! هتعزز بنت سهام اللي عاشت طول عمرها تذل ابنك

صاح رافت بغضب ; صقر الزم حدودك ومتنساش انك بتتكلم عن عمك الله يرحمه 

قال صقر بغضب : حدودي انا عارفها كويس ومش ناسي... بس واضح ان حضرتك اللي ناسي الست دي عملت اية في عمي وجت بنتها كررت اللي امها عملته لا وببجاحة اكبر 

اشتعلت عيون صقر بالغضب ليكمل بشراسة : بس يارافت بيه اذا كنت فاكرني هبقي زي عمي الله يرحمه واخلي واحدة ست تلعب بيا تبقي غلطان... بنت أبنك دي محتاجة تتربي من اول وجديد وانا بقي اللي هربيها واوريها يعني اية تبقي في عصمه صقر السيوفي وتفكر تهرب منه....هوريها اسمي وشرفي اللي كانت هتخليهم علي كل لسان لما هربت مني ... هعرفها يعني اية تتجرأ وتفكر تنصب علي عيلة السيوفي وأنها بسهوله تقدر تيجي تمثل علينا الطيبة وتاخد الفلوس وتهرب.... واذا كانت تربيه امها الزباله دي مأثره عليها فأنا همسح اسم سهام ده من دماغها وساعتها بس هبقي اجيبهالك عشان وقتها مش هتلزمني اصلا ميشرفنيش واحدة زيها تشيل اسمي 

خرج صقر صافقا الباب بعنف يعرف جيدا انه تمادي في تحدثه مع جده بتلك الطريقة الوقحة ولكنه يشتعل كلما دافع عنها وكانها لم تفعل شئ...!! 

تنفس رافت بصعوبه وتهاوي مكانه مستغرب تلك الطريقة التي تحدث بها صقر اليه والتي تدل علي مقدار جرح كرامته ورجولته علي يد ساجي.... انه يلتمس له العذر بالتاكيد ولكنه يخشي عليها من بطشه 

... 

........ 

في مكتب منير ابو الدهب عضو مجلس الشعب ووالد سلوي التي قام شريف بخطبتها منذ ايام ليضمن الحماية من والدها وازدهار اعماله... 

ابتسم منير بثقة قائلا : ودي محتاجة سؤال ياشريف... طبعا بمنتهى السهوله اقدر ابيعلك الأراضي دي 

قال شريف بتوجس : بس انا قلت لسيادتك ان الأراضي تحت ايد عيلة السيوفي لأنها ورث عمتي في جوزها الله يرحمه ...وانا مش عاوز مشاكل 

: وانت اخدتها ازاي ياشريف 

:.اشتريتها منها طبعا.... يعني كنت مضطر اشتريها من عمتي واتحمل انا ان فلوسي تتجمد في الأراضي دي بدل مااحطها في مواجهه مع العيلة دي.. وانت عارف عيلة السيوفي تبقي اية 

اومأ له قائلا : طبعا عارفهم... بس كمان انا ليا الناس بتاعتي اللي تقدر تخلص كل حاجة... انت بس هات الأوراق بتاعه للأراضي دي و متقلقش هخلصلك كل حاجة 

اتسعت ابتسامه شريف المتأمله قائلا : مش هنسي لسيادتك الجميل ده طول عمري ... الأراضي دي تساوي ملايين وانا محتاجها جدا عشان اكبر الشركة بتاعتي وافتح فرع جديد

ابتسم منير قائلا : مفيش جمايل بين الأهل وانت هتبقي جوز بنتي 

قال شريف : طبعا يامنير بيه وانا ناوي ان الشركة الجديدة هتكون باسم سلوي 

اومأ له منير بثقة فكل شئ له مقابل.... 


....... 

.... 

فور ركضها للغرفة اوصدت الباب عليها وجلست علي الأرضية تبكي بشدة.... تبكي علي ماحدث ووضعها بهذا الموقف...لابد وانه سيزداد كراهية له بعد ان رفضته وابعدته بتلك الطريقة ولكن ليس بيدها شئ..... بكت بحرقة لاتعرف نهاية مايحدث لها.....اخذت تبكي علي سوء حظها وضعفها وعدم قدرتها علي اخباره بالحقيقة.... تبكي علي حياتها البائسة مع والدتها التي ربتها علي الكراهية وحينما شعرت بالحب افاقت بصدمه مؤلمة دمرت حياتها والقتها بين براثنه... ازداد بكاؤها وهي تتذكر ظلمه لها وسوء ظنه بها.... 

شعرت بالوهن من شدة بكاؤها لتقوم ببطء متجهه نحو الحمام تغسل وجهها بالماء البارد توميء لانعكاس صورتها بالمرأه تحاول أن تبتسم تتأمل بأن الغد افضل... نعم لن تستلم لهذا الحزن والضعف فهي كلما كانت تزداد أمورها سوء كانت تحدث نفسها بأن القادم أفضل... فالحياة لاتتشابه أيامها وبعد الظلام لابد أن يأتي الفجر... ربما ماحدث به الخير... ربما حدث هذا ليصل صقر لوالدتها ولابد انه وضعها بمشفى افضل لتتحسن صحتها الان ... 

حتي حينما تركها قبل بضعه ايام بهذا المكان كان لصالحها فهاهو رأف بحالتها وجلبها لهذا المنزل كما أنه يعاملها افضل بسبب ماحدث لها... نظرت لعيونها الحمراء المنتفخة بأمل.. ربما القادم أفضل... ربما بيوم من الايام تستطيع تجاوز خوفها و اخباره بما حدث وحتي ان لم يسامحها علي الاقل سترتاح من هذا العبء.... 

ماان خرجت من الحمام حتي تسمرت مكانها بخوف حينما استمعت لتلك الأصوات بالأسفل.... ابتلعت لعابها بتوتر وسارت بخطي بطيئة تجاه باب الغرفة تضع اذنها عليه تستمع لتلك الاصوات والخطوات.... ارتجف قلبها رعبا فمن من الممكن أن يكون بالأسفل.. لقد انصرف صقر مباشرة تلك الظهيرة بعد ماحدث بينهما وهو لن يعود بالتاكيد.... بخطي مرتعبه نزلت الدرج وهي لاتحاول اصدار اي أصوات وهي تتخيل العديد من السيناريوهات للصوص ربما سيقتلوها لتصرخ بفزع حينما اصطدمت بصقر الذي كان قد جاء منذ لحظات يحمل الكثير من الأغراض ليضعها بالمطبخ ويتجه صاعدا اليها ليتفاجيء بها امامه.... طفرت دموع الخوف من عيونها لتجد نفسها تدفن راسها بصدره وقد الجمت الصدمه لسانها.

لااراديا وجد يداه تحاوطها برفق يهديء من روعها : اهدي...شششس اهدي ده انا 

لحظات وهدا روعها لتجد نفسها بين ذراعيه يحضنها بحنان انساها تلك القسوة التي عانتها منه بلحظة خاصة حينما ابعد راسه للخلف قليلا يتطلع الي وجهها قائلا بحنان :انتي كويسة 

اومات له وزحفت حمرة الخجل لوجهها خاصة وهي تتذكر بأنها من ارتمت باحضانه ففور شعورها بالخوف ورؤيته امامها بتلك اللحظة لم تفكر بشئ سوي اللجوء له... 

ماان شعر برغبتها بالابتعاد حتي أطلقت يداه سراح جسدها لتلتف تصعد مرة اخري لغرفتها ولكنه اوقفها قائلا : طبعا لسة من غير عشا لغاية دلوقتي 

ظلت صامته ليقول : طيب تعالي 

نزلت خلفة لتجد الكثير من الأكياس والاغراض موضوعه علي الطاوله الرخامية الكبيرة بوسط المطبخ ليقول وهو يفتحها ; انا جبت الحاجات اللي ناقصة شوفيها ولو محتاجة حاجة تاني قوليلي 

اومات له وهي تنظر آلية بتوجس فما يفعله معها الان ليس طبيعيا بعد ماحدث... انه يتعامل معها برفق ويشتري الأغراض للمنزل ومعناه انها ستبقى هنا لفترة طويلة هل سامحها؟ ... حاولت التنفس وهي تغرق بأفكارها ماان وصلت لطريق مسدود تعلم بأنه حتي لو سامحها او معاملته لها تحسنت فان هذا الوضع لن يدوم طويلا ماان يعلم بالحقيقة.... 

افاقت من أفكارها علي صوت تلك الأكياس التي بدأ صقر بإخراج أغراضها ووضعها بمكانها وهو يبعد اي افكار عن راسه الذي يشتعل بعد محادثته مع جده ومازاد اشتعالها هو اقدامه التي وجدها تقوده عائدا اليها وقد اتخذ من إحضار الأغراض حجة... أمسكت ببعض الأشياء تساعده ليقول :لا سيبي انا هفضيهم بس انتي ممكن تعملي العشا عشان انا جعان 

تسمرت مكانها لحظات تحاول استيعاب كلماته هل سيأكل معها... انه يتحدث بهدوء ورفق وكأن شيئا لم يحدث... 

: هتفضلي واقفة تبصيلي كتير... اخرجها صوته من شرودها لتهز راسها... لا.. لا هعمل حالا... 

اتجهت للثلاجة لتتوقف امامها تنظر بمحتوياتها تفكر فيما ستصنع ولاتنكر تلك السعادة التي لا تعرف سببها والتي انطلقت بداخلها وكانها لم تكن تبكي منذ قليل حظها السئ..... 

قال بهدوء : مش لازم تتعبي نفسك... ممكن تعملي ساندويتشات وخلاص 

هزت راسها بابتسامه : لا.. مش هتعب...

واما لها والقي الاكياس الفارغة بالقمامه قائلا : انا هشتغل في المكتب شوية لما تخلصي نادي عليا 

اومات لها وفورا بدأت تتحرك لتصنع احدي وصفاتها التي تفضلها فهي تحب الطبخ للغاية.... بعد ساعه كانت قد انتهت لتخرج البيتزا من الفرن وتضعها علي الطاوله لتبرد قليلا.... 

خرجت من المطبخ تنظر حولها لهذا البهو الكبير لتتأمله باعجاب باثاثه الراقي فتلك اول مرة تخرج من غرفتها وتسير بارجاء المنزل

لتحاول معرفة اي منهم هي غرفة مكتبه لتري الضوء المنساب من أسفل احدي الغرف لتعرف بأنها مكتبه.... مرت بجوار احد المرايا الضخمه المعلقة علي الحائط لتري هيئتها الغير مهندمه.... التفتت لتري شعرها معكوص بفوضويه وقميصه الذي ترتدية منذ الامس مشعت لتهز راسها وتسرع لغرفتها.... اسرعت للحمام لتأخذ دوش سريعا ولكنها ماان خرجت حتي أدركت انها لم تحضر ملابس.... ارتدت ثوب الحمام وخرجت لتشهق بصدمه ماان رأته امامها وهو ايضا يحيط خصره بمنشفه وصدره العاري تتساقط عليه قطرات المياة فهو ايضا قبل لحظات انهي استحمامه وجاء للغرفة لإحضار ملابس له ظنا منه بأنها بالأسفل.... انا... انا قال وهو يحاول أبعاد عيناه عن تأمل تلك الفاتنه التي التفت خصلات شعرها حول وجهها الجميل وقد التف ذلك الثوب القصير حول جسدها المثير :.. نسيت اخد هدوم معايا وهدومي كلها هنا 

اومات له وهي تبعد عيونها ذات الاهداب الكثيفة باحراج ووجهها يشتعل احمرار تولية ظهرها قائلة بارتباك : الاكل جاهز 

تناول ملابسه من الخزانه قائلا : هلبس بسرعه وانزل 

.... خدي البسي ده لغاية مااجيبلك هدوم 

دون أن تنظر اليه مدت يدها لتأخذ منه احدي التيشرتات الخاصة به لتسمع صوت إغلاقه للباب وتوجهه لغرفة اخري... نظرت لهيئتها بعد ان ارتدت ذلك التيشيرت الاسود الخاص به وقد اظهر عنقها الأبيض بعد ان رفعت خصلات شعرها ذيل حصان لتبتسم لنفسها برضي 

وتنزل مسرعه متوجهه للمطبخ لتخرج الأطباق وتضعها علي الطاوله دون أن تشعر بصقر الذي توقف لدي باب المطبخ يتأملها بانفاس مبهورة وهي تتحرك بتلك العفوية ترتدي التيشيرت الخاص به وقد وصل لفوق ركبتيها بقليل ليكشف عن سيقانها النحيلة ليرفع عيناه سريعا ليري وجهها الجميل وقد استعاد القليل من لونه وهي تبدو بحال افضل.....

ابتسمت له تلقائيا ماان رأته قائلة بهدوء :الاكل جاهز...

جلس لاحد المقاعد لتبدا بوضع الطعام له والذي ملأت رائحته الشهيه المكان.... لم تتناول شئ فقد ظلت تنظر اليه بترقب لتعرف رأيه بالطعام... عجبك؟ سألته بخفوت

لتلتقي عيناه بعيناها الصافيه للحظة وهو يقول بصدق : حلو اوي

ابتسمت كطفله لتبدا بتناول طعامها وسط نظرات صقر المرتبكة لايدري هل هي تلك الطفله ام انها  تخدعه من جديد....! ؟

مر تناولهم للطعام دون التحدث فقط بعض النظرات من حين لآخر كلاهما لايدري كيف انقلب الأمر فجأه وهدات العاصفة ليجلسا سويا بهدوء يتناولون الطعام بعد ان كانت الحرب تندلع بينهم

... لاتنكر بأن السعادة بداخلها كبيرة تتمني ان تظل بتلك اللحظات دائما فهو يشبه كثيرا فارس الأحلام الذي طالما حلمت به.. فهي طالما حلمت برجل يحبها ويحتويها بحنانه ورقته من كثرة رؤيتها للمشاكل بين والدها والدتها ارادات حياة غيرها... حياة مليئة بالحب لتنشيء أطفال سويه سعيدة ليس نسخا منها تعيسة وحيدة....

انهي طعامه قائلا بخفوت : تسلم ايدك

اومات له بابتسامه لتعتدل واقفة تحمل الأطباق للمغسلة لتجده يساعدها ويحمل معها الأطباق ثم يتجه نحو اله صنع القهوة...

استند بجذعه القوي بكسل وهو يعد لنفسه قهوته وعيناه تنظر اليها يتساءل عن غضبه منها الذي تبخر بلحظة حتي انه نسي كل ماحدث بينه وبينها وبين جده..... انه لايفكر بشئ سواها منذ أن جاء للمنزل حتي حينما دخل مكتبه ليعمل لم يستطع التركيز بشئ ليصعد لأخذ حمام بارد يهديء من أفكاره يشعر بأنه يفقد سيطرته علي نفسه امامها وهو لايستطيع الانسياق لتلك المشاعر والأفكار التي تنتابه تجاهها خاصة وهو لم يعد يثق بها....

:تصبح علي خير

قالتها وهي تغادر المطبخ ليوميء لها يتظاهر بعدم الاكتراث وهو يتجه لمكتبه.... بينما هي تساءلت ان كان سيغادر ام سيقضي الليله هنا ولماذا جاء من الأساس ولماذا سيبقى أسئلة كثيرة دارت براسها حتي غفت......

لم يكن حاله بأفضل منها فهي سيطرت علي عقله كليا ووجد نفسه يختلق لها الأعذار فهي والدتها بالتاكيد من دفعتها لتلك الفعله ولم تهرب بارادتها.....ولابد وأنها خافت منه علي والدتها لذا صمتت ولم تخبره....

تناول ريموت التليفزيون بملل يقلب بين القنوات يحاول اشغال نفسه بأي شئ بعيدا عن التفكير بها ليغفل مكانه علي الاريكة بغرفة المعيشة...


...........

.....

عدل الطبيب من وضع النظارة الطبيه علي عينيه قائلا : يعني حضرتك تقرب للمريضه؟ 

اومأ له شريف قائلا ; ايوة طبعا... دي تبقي عمتي واظن ان الأوراق اللي قدامك تثبت كدة 

:متأسف يافندم لازم اسأل لان المريضة دي جاية بتوصيه مخصوص وممنوع لأي حد يقابلها بدون علم صقر بيه 

ابتسم شريف بارتباك : اه طبعا انا وصقر متفقين علي كدة عشان منتعبهاش 

تنهد الطبيب بارتياح قائلا : عموما هي حالتها اتحسنت عن وقت ما وصلت المستشفي وابتدت تستجيب للعلاج اينعم ببطء ولكن في استجابه وده مؤشر جيد... 

اومأ له شريف قائلا ;اقدر اشوفها واطمن عليها... 

...... 

... 


قطبت ساجي جبينها وهي تنزل الدرج حينما استيقظت باكرا مع أول خيوط الشمس لتستمع لصوت التلفاز.. تلفتت حولها تتساءل هل استيقظ.. انها تعرف بأنه لم يغادر فهي لم تسمع صوت سيارته بالأمس 

قادتها خطواتها تجاه صوت التلفاز لتجد صقر ممد علي الاريكة ويضع احدي يديه علي وجهه واراح الاخري فوقه غارقا في النوم.... بهدوء انحنت تتناول الريموت لتغلق التلفاز لتجد نفسها تتأمل ملامح وجهه للحظات فقد بدا وسيما بخصلات شعره التي تناثرت بفوضويه علي جبينه العريض لتنزل عيناها تجاه أنفه المستقيم الذي تقدم شفتاه الصارمة.... بجراه وجدت نفسها تقترب منه أكثر لتمرر احدي اناملها برقة علي وجنته ولحيته الناميه تتمني ان كل ماحدث لا يكون قد حدث..! 

لتتذكر تلك الأيام القليلة التي سبقت تلك الحادثه.. لقد كان لطيفا مراعيا استطاع الحصول علي قلبها سريعا ولما لا وهو بتلك المثاليه بالرغم من طبعه القاسي الا انها احبته فهو علي مقدار قسوته على مقدار حنانه واهتمامه.... 

شعر صقر بتلك الأنامل الناعمه علي وجنته القاسية ليفتح عيناه ببطء يتساءل ان كان مازال يحلم ام ان تلك الفاتنه التي غزت أحلامه واقفه امامه بهذا القرب وقد ثارت خصلات شعرها الحريريه حول وجهها الجميل وقد بدت غارقة بشرود في تفكيرها حتي لاتعي انه استيقظ ينظر اليها....! 

ارتبكت عيونها ماان شعرت بتلك العيون السوداء تحدق اليها لتبعد يدها بتعلثم تحاول إيجاد صوتها الذي اختفي من فرط مشاعرها ماان جذبها صقر فجأه لتقع فوق صدره القوي وتجد نفسها اسيرة ذراعيه التي احاطت بخصرها.... خرج صوتها متعلثم : صقر... انا.. اا

نظر لعيونها قائلا : انتي اية ؟.... قولي ياساجي اي حاجة... قولي وانا هصدقك ووعد مني مش هعمل اي حاجة تضايقك وهنسي كل اللي حصل 

نبرته المطئنة والمشجعه وذلك الدفء والأمان الذي شعرت به بتلك اللحظة بين ذراعيه جعلها تفكر بالبوح له بمكنونات صدرها.... انها بحاجة اليه ولأمانه.... انه للمرة الثانية يهبها الفرصة والوعد بأنه سينسي وسيغفر حدثها عقلها بقوة بأن تستغل الفرصة و تخبره لتفتح شفتيها تحاول إيجاد الكلمات بينما دقات قلبها المتعاليه فوق صدره زدادت من خوفها يصعب عليها اقترابه الوضع اكثر.... عقلها يصرخ بها تنطق ولكن قلبها المرتعب يصرخ خوفا فكيف ستخبره بأنها لاتتذكر شيء سوي وجودها عارية بجوار شريف ذلك الحقير... لا انها لاتخشي ان يقتلها ولكنها لاتريد رؤية الاحتقار بعيونه.. سيقتل شريف ووالدتها وسيضيع مستقبله خاصة وهو لن يفكر بأي عقلانيه..... كان صقر غير عابيء بأي شئ بتلك اللحظة سوي وجودها بين ذراعيه وهي من بادرت بالاقتراب فلا تلومه علي ماسيفعله ليجد نفسه يمرر يداه علي ظهرها ويغرسها بخصلات شعرها الحريري يقربها اليه ويتناول شفتيها بين شفتيه بقبله عصفت بكيانها وخدرت جميع حواسها لتستسلم لدفء قبلته بجهل للحظات قبل ان يدب الهلع باوصالها ماان شعرت به يعمق قبلته لتحاول التملص من بين ذراعيه قائلة بصوت متهدج.... صقرر...!!!

رأي نظرات عيونها المرتبكة واحمرار وجهها ليدرك انها خجله منه وهو يدرك براءتها ليبتسم بمكر لحظة قبل ان يخفف من ذراعيه حولها يوهمها بأنه سيتركها لتحاول النهوض ولكنه اسرع ليجذبها مرة اخري ولكنه استدار بها ليصبح فوقها وعيناه تلمع بالمرح الماكر وعلي شفتيه ابتسامه عابثه وهو يري استحالة وجهها لتلك الحمرة ولما لا وهي تجد نفسها بهذا الوضع فجأه معه لتضع قبضتها الصغيرة علي صدره بضربات ضعيفة ليضحك باستمتاع وهي تدفن راسها بصدره تهمس باسمه بخجل : صقر... سيبيني.... 

طبع قبله رقيقة علي جانب شفتيها قائلا بمرح وهو يداعب خصلات شعرها : هتعمليلي فطارر

اومات له بابتسامه رقيقة ليطبع قبله حانية علي جبينها انستها كل تلك القسوة التي راتها منه ليتركها غامزا : هغير هدومي وانزل بسرعه 

لم تستطع السيطرة علي خفقات قلبها الغر الذي ذاق تلك السعادة فجأه منذ الامس وهي تشعر بتلك المشاعر لأول مرة برفقته 

.... 

تفاجأت صفيه بصوت صقر وهو يجيب علي اتصالها : صباح الفل ياأمي 

:انت كويس؟ 

:كويس اوي ياحبيتي 

قطبت جبينها بدهشة فبعد خناقته بالأمس مع جده توقعت ان يكون ثائرا غاضبا خاصة وانه لم يعد للمنزل بالأمس لتتفاجيء به بهذا الهدوء... مش هتجي تصالح جدك.... قاطعها بهدوء :هاجي... هخلص شوية شغل في المصنع بسرعه وجاي علي طول... 

: ماشي ياحبيبي.. خد بالك من نفسك 

ظلت علي دهشتها لتبدل حاله ولكنها سعيدة وهي تدرك بأنه سيصالح جده الذي لا يستطيع البقاء غاضبا منه مطولا فهو صقر اغلي احفاده عنده... 

..... انتهي صقر من ارتداء ملابسه لينزل الاسفل معتزما اتباع مااخبره به قلبه بأنها تستحق فرصة... حسنا سيعطيها لها ويبدأ معها من جديد متناسيا الماضي ويؤكد لنفسه بأن ابعادها عن والدتها افضل حل... 

..... 

تفاجأت به يحيط خصرها من الخلف لتشهق بفزع بينما شعرت بانفاسة الساخنه علي جانب عنقها يطبع عليها قبله ناعمه... ريحة الفطار تحفه 

ابتسمت له وابتعدت عنه بخجل لتضع ذاك البيض الشهي الذي وضعته امامه لينهي تناول افطاره وعيناه تلتهمها وهي تعض علي شفتيها الوردية ووجنتها الممتلئة تشتعل احمرارا..... 

: انا ماشي عاوزة حاجة ....مش هتأخر ولما ارجع هنتكلم في كل حاجه سوا ونحط النقط فوق الحروف 

هزت راسها لتتراقص تلك الفراشات حولها فيما طبع قبله حانيه علي جبينها ليتركها ويغادر وسط تلك الغيمة الوردية التي حلقت بسماءها لاتدرك بأنها ستنقلب لسحابة سوداء.... 

.... 

.....

تبدل الحال سريعا 

بغضب جحيمي صاح : انت بتقول اية يازين؟ 

قال زين بارتباك ; اللي سمعته ياصقر... الأراضي بتاعة عمي الله يرحمه اللي اسمه شريف ده باعها..... 

ضرب المكتب بقبضته : باعها...! ويبعيها ليه وازااي 

:الأراضي باسمه ياصقر.... انا مش فاهم حاجة المحامي اللي اتصل بلغني...... 

..... 

..... 


بثورة عاصفة وصوت جهوري ارتجت أركان البيت له صاح صقر بجده رافت : ادي اللي كنت بتدافع عنها..... كتبت اراضينا لابن خالها..... القي الأوراق امام جده الذي لايفهم شيء ليكمل بشراسة : ورحمه ابويا وابوها لهوريها.... وعلي جثتي شبر من اراضي السيوفي يتباع... 

: صقر... صقر ناداه جده بلا فائدة ليخرج كما دخل بعاصفة.... 

دخل ابنه بدر بتلك اللحظة قائلا :اظن كدة كل حاجة بانت يابابا فلو سمحت سيب صقر يعمل اللي هو عاوزة مش كفاية اللي عملته كمان رايحة تبيع اراضي العيلة 

...... 

...... 


انتفضت ساجي من نومها علي ذلك الشئ الذي القاه صقر علي وجهها قائلا : قومي البسي دي وتعالي معايا

سألته بصوت خفيض متوجسه من ملامحه التي عادت للغضب مره اخري  : هتاخدني فين؟! 

قال بقسوة اذهلتها : هترجعي معايا بيت السيوفي

قبل ان تتنفس بارتياح قال ببرود ; بس هترجعي البيت خدامه.. خدامه ليا ولمراتي

اندلعت الدماء بوجهها لاتصدق ماسمعته ليناظرها بحقد : ماهو اصل انا اتجوزت...! 

....

.......قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

 اية رايكم وتوقعاتكم

صقر هيعمل اية في ساجي خصوصا بعد اللي حصل 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !