وقعت ببراثن صقر الفصل التاسع عشر

2


 
بابتسامة مشرقة سعيدة وقفت ساجي امام المرأه بعد ان تحررت من جمود ملامحها الذي رسمته امام صقر طوال طريق عودتهم تخفي به سعادتها لاصراره علي عودتها معه وتقبله لكل ماقالت عكس طبيعته العصبيه المتهور والذي لايقبل بأي حلول وسط ومع ذلك رضخ لطلباتها وهذا جعلها تشعر بثقة لم تعهدها بنفسها فهي تستطيع أن يكون لها رأي وشخصيه بعيدا عن سيطرة اي شخص جتي لو كان متسلط كصقر.....!! ... نظرت تجاه بطنها وابتسمت وهي تمرر يدها برفق فوقها هامسة بسعادة : انا مبسوطة اوي ياحبيبي اننا رجعنا لبيتنا وبابي رجعنا وصمم ميسبنيش ابعد عنه.... وبصراحة بقي انا اصلا مكنتش اقدر ابعد عنه اكثر من كدة...

خفت صوتها اكثر وهي تكمل ; بصراحة انا بحبه اوي ومش زعلانه منه خالص ونسيت اصلا كل حاجة حصلت ومكنش عندي اي  مانع ارجعله ... بس غصب عني كان لازم اقسي شوية عشان ميعملش كدة تاني ويبعد عني.... وكان لازم اعمل كدة عشان للأسف الدنيا اللي احنا فيها دي  

بيفكروا الطيبة دي حاجة وحشة وبيستغلوها عشان كدة جدو علمني اني لازم يكون ليا رأي وشخصيه حتي لو انا مش عاوزة ده... قالي اني لازم اخد حقي حتي لو مكنتش عاوزة عشان اللي قدامي يعملي حساب .....  وانا لازم اعمل كدة عشان لما تكبر تلاقي مامتك ست قويه وتقدر تحميك وتدافع عنك.... 

واوعدك كمان اني عمري ما هبعدك عن ابوك ولا هخليك تعيش بعيد عننا احنا الاتنين 

لا ياحبيبي كل الحنيه اللي انا اتحرمت منها من ابويا عمري ماهخليك تتحرم منها ابدا ولاتكون بعيد عنه عشان كدة انا رجعت له ومش هبعد عنه مهما حصل...... مررت يدها برفق علي بطنها وهي تتنهد قائلة : عارف باباك ده احلي راجل انا شفته في حياتي... اتسعت ابتسامتها وهي تسترسل في ذكرياتها :اول ماشفته اتلخبطت كدة وهو مثالي في كل حاجة... وسيم وقوي وراجل كدة عنده هيبه وشخصيه قوية اوي...... تعرف اني ساعات بخاف منه 

ضحكت وهي تهز راسها : لا مش ساعات انا علي طول بخاف منه.... مش خوف انه يأذيني او يستقوي عليا... لا بصراحة هو مبقاش بيعمل حاجة كدة وانا اللي استفزيته قبل كدة... انا قصدي انه بيفرض سيطرته علي كل اللي حواليه.... عشان كدة انا خايفة انه يسيطر عليا اكتر من كدة وميبقاش ليا رأي ولاشخصيه.. مع اني عارفة انه بيحبني.. بس بعد اللي حصلي من امي..... غص حلقها وهي تقول : اللي حصلي من الست دي خلاني أشك في الناس ومش هسمح لاي حد يسيطر عليا ولا علي حياتي تاني ابدا.... 

ابعدت سريعا تلك الدمعه التي فرت علي وجنتها لتتسع ابتسامتها وهي تأبي تذكر ذلك الحزن فقد عوضها القدر افضل عوض بعائلتها وزوجها ولك الطفل الذي اكمل سعادتها لتكمل بامتنان: انت عارف ياحبيبي ان بابي هيفرح اوي لما يعرف انك جاي.... وعارف انك احلي حاجة حصلتلي في الدنيا كلها....

اغمضت عيناها وهي تتذكر شكها منذ عدة اسابيع انها قد تكون حامل لتترك جدها قليلا حينما كانوا بالمجمع التجاري وتشتري اختبار للحمل... لقد كانت سعادتها خياليه وهي تري ظهور هاتان الخطان اللذان يخبراها انها تمتلك قطعه منه بداخلها ولم تطيق صبرا لاخباره فهي متأكدة بأن السعادة لم تكن ستساعه حينما يعرف بحملها ولكنها عدلت عن فكرة اخبارة خاصة وانه كان وقتها قرر الإبتعاد عنها وهي لم ترد ان يعود اليها فقط من أجل حملها لذا اخفت الأمر عن الجميع وقررت الانتظار للوقت المناسب لاخباره بعد ان تكون تأكدت انه بالفعل يحبها ويريدها بحياته وان كل ماحدث قد مضي..... اومأت لانعكاس صورتها قائلة : هقوله... قريب اوي هقوله عشان ميبقاش في حاجة انا مخبياها عليه.. 

..... 

..... 

لا ينكر صقر بأنه لايعرف حتي الآن كيف وافق علي ماقالته والذي لم ينتبه له اصلا فكل تفكيره كان أبعاد فكرة الطلاق عن رأسها والتي بالأساس لم يكن لينفذها لو تنطبق السماء علي الارض ولكنه وقتها كان سيجبرها علي العوده له وهو لايريد المزيد من القسوة عليها خاصة بعد كل ماعانته علي يد تلك المرأه والتي كلمه شيطانه قليله عليها ليتنهد بألم وهو يتذكر كل مااخبره شريف عن ماضيها وكيف تحكمت تلك المرأه بكل شئ بحياتها حتي انها لم تكن تسمح لها بأن يكون لديها أصدقاء كأي فتاه بعمرها حتي ملابسها تختارها لها ودراستها وكل شئ وساجي كانت راضيه مستسلمه لم تحاول ابدا ان تتمرد....!! كيف وهي منذ صغرها عودتها ان تكون طائعه لها بكل شئ ....!! 

نفث دخان سيكارته وهو يتذكر كيف بمتتهي السهوله ببضع كلمات معسوله جعلها توافق علي زواجه بها... وكيف بسهوله سامحته علي كل مافعله بها.... ؟! 

لتتسع ابتسامته ماان تذكرها قبل قليل وهي تخرج له مخالبها ولكنه ماان احتدت نبرته حتي اسرعت تختفي من امامه.... ليهز راسه بسعاده فهي لن تتغير مهما حاولت 

ستظل ساجي تلك الفتاه الصغيرة التي تنكمش في احضانه لاتريد شئ سوي ان تشعر بالحب والاحتواء.... تعمل او تعيش وحدها... تمنعه عنها لتعاقبه.... كل هذا لن يغير منها شئ  ولكن ان كانت سعيدة حسنا فليرضخ لها لعله يستطيع اسعادها.... 

التفت تجاه تلك الطرقات علي الباب ليدخل جسار قائلا : الست صفيه بعتت فتحيه عشان تساعد الهانم 

اومأ له قائلا : خليها تدخل 

أشار لها جسار لتدخل باتجاه المطبخ بينما صعد صقر تجاه تلك الغرفة التي اختارتها لتمكث بها في آخر الرواق بعيد عن غرفته...! 

قطبت جبينها حينما فتح الباب لتقول بحدة : مش تخبط 

لاينكر انه غضب من حدتها ولكنه سرعان اخفي غضبه ليطاوعها في تمثيلها بأنها بالفعل لاتريده وستعاقبه ليقول بهدوء وهو يدخل الغرفة ويقترب منها : اخبط لية؟ 

هتفت بحدة : اية اللي لية ؟ مش انا في الاوضه... افرض.... افرض... ضاعت حروفها وقد كان وصل اليها ليتوقف امامها مباشرة وقد ثارت خصلات شعرها السوداء حول وجهها الجميل المنتفخ وقد لمعت عيناها بشئ لم يفهمه ولكنه يشعر بأنها سعيدة  بالرغم من ذلك الغضب الذي تتظاهر به ولاتدري بأن رؤيته لازدهار غابات عيونها الخضراء يسعده لدرجة تجعله يتحمل منها اي شئ....

خدرتها رائحة عطره الرجولية بينما قال بهمس حميمي : افرض اية ؟

ابتعلت لعابها بتوتر لاتريد ان تبدو ضعيفة امامه ولكن كيف وهي امامه تبدو بتلك الحالة وهو يعرف هذا جيدا ويستغل الموقف لصالحه ولكنها لن تستلم 

رفعت اليه عيناها قائلة : احنا مش قلنا كل واحد في حاله.... جاي عندي ليه؟ 

قال ببراءه وهو مازال يكاد يلتصق بها ويمنع نفسه بصعوبه من جذبها لاحضانه والاحساس بجسدها بين ذراعيه ليريها كيف اشتاق لها حد الجنون ولكن فليصبر قليلا ويدعها تعاقبه كما تريد.... 

: الحق عليا اني جيت اقولك ماما بعتتلك فتحية وهي تحت مستنياكي تقوليلها اية المطلوب منها 

هزت راسها قائلة : مفيش حاجة مطلوبة منها... اصلا انا مش محتاجة شغاله

: لية... امال مين هينضف ويطبخ ويعمل شغل البيت 

قالت ببساطة وهي تتحرك جانبا بعيدا عنه : انا 

هز راسه : لا طبعا... وانتي تتعبي نفسك ليه طالما الشغالين كتير 

: مش هتعب ولاحاجة.... اصلا انا بحب اعملك الاكل وال..... بترت كلماتها متراجعه بسرعه لتقول مصححه 

:انا بحب اعمل الاكل و عادي يعني مش محتاجة شغالة 

نظر اليها قائلا بمكر : بس انتي دلوقتي بتشتغلي يعني اكيد مش هتبقي فاضيه... وبعدين كمان في اتفاقيه ان كل واحد في حاله.... يبقي لازم شغاله علي الاقل تشوف طلباتي عشان مضايقكيش 

نظرت اليه قائلة : وانا مش، عاوزه شغاله.... وبعدين لماابقي اقولك اني متضايقة ابقي هاتها 

ابتسم لها وهو يتذكر حينما أخبرته انها تريد الاهتمام بكل شئ يخصه ليوميء لها قائلا : طيب تمام زي ماتحبي ... بس خليها علي الاقل تبقي تنضف البيت عشان متتعبيش... 

هزت راسها : ماشي... بس لما احتاجها هبقي ابعتلها مفيش داعي تفضل هنا 

: تمام

....... 


فكرت لبضع لحظات ان صمته وتقبله لكل ماتقول ليس بشئ طبيعي لتهز كتفها بالنهاية فربما لم يحدث حتي الآن مايستحق منه أن يعارضها بينما هو كان بالفعل يريد أن يهاودها ويثبت انه تغير ولو قليلا.... ،فهو لايريد شئ سوي ان تعود اليه بعد كل ماحدث بينهم....لقد كان غاضبت منها ومن مااخفته عنه و لكنه يحبها وتلك حقيقة لايمكن انكارها اكثر لذا لايستطيع ان يبقي غاضبا منها اكثر... حتي بشأن رغبتها بالعمل يعلم جيدا انها تفعل هذا لتستفزة ليس اكثر لذا سيهديء ويتركها تفعل ماتريد وبالنهاية هي من ستترك العمل.. خاصة وهو قد انتوي ان يكون برفقتها بكل خطوة.... تهادت الي أنفه تلك الرائحة الشهية لطعامها  الذي يعشقة لتقوده قدمه تلقائيا الي المطبخ ويجد نفسه واقفا كالمغيب وقد سلبت حواسة الواحدة تلو الاخري فبعد ان سيطرت علي أنفه بتلك الرائحة الشهيه المنبعثة من طعام العشاء الذي وقفت تعده سلبت باقي حواسه وعقله وهو واقف يتأملها وهي تتحرك بعفويتها المعتادة هنا وهناك وقد شغلت تلك الموسيقي الهادئة بجوارها لتدندن عليها وأحيانا تتمايل عليها.... ارتسمت ابتسامه بلهاء علي شفتيه وهو يفكر بمقدار حماقته هل كان موافق علي وجود فتحيه تعد له طعامه بينما تلك الحورية امامه... ليست فقط لتملاء معدته وإنما لتسلب أنفاسه بكل ماهو فاتن بها بدء من شعرها الاسود الطويل الذي يعشقه والذي جمعته بفوضويه محببه الي وجهها الذي احمرت قسماته وجسدها...! اااه من جسدها الذي اشتاقه حد الجنون.... لقد اشتاق ان يستيقظ وهي بين ذراعيه اشتاق لرائحتها العطرة... اشتاق لكلامها وضحكها ولطعامها ...!!.. 

شعرت بوقوفه لدي الباب ولكنها تابعت عملها وتظاهرت بأنه غير موجود لتتابع عملها وهي سعيدة بأنه يتقرب اليها....

قادته قدماه ليقف خلفها ويجد يداه تلقائيا تحيط بخصرها ليلتصق ظهرها بصدره وهو يهمس : اكلك وحشني اوي ياساجي .... كل حاجة فيكي وحشتني 

ابعدت يداه عن خصرها وهي تحاول أن تقاوم مشاعرها تجاهه وتتجاهله وهي تبعد يده عنها دون قول شئ متجهه نحو طاوله التقطيع لتكمل ماتفعله.... 

زفر بضيق من تجاهلها له ليمسك بمعصمها ويجذبها اليه قائلا : ساجي....

قالت ببرود : ياريت تبطل اللي بتعمله ده وتلتزم بالاتفاق اللي بينا 

زم شفتيه بضيق بينما اولته هي ظهرها وتابعت ماتفعل... لاتنكر انها تضايقت ولكن عليها ان تستمر علي هذا المنوال فلم يمر سوي يوم بينما هو ابتعد عنها بالاسابيع...،! 

..... 

.... 

كان الطعام شهي كرائحته ليتناوله صقر بتلذذ  مستمتع بمحاولتها رسم التجاهل ناحيته بينما ظل نظره مسلط عليها طوال تناوله العشاء ليفاجئها وهو يميل تجاهها يقبل يدها قائلا : تسلم ايدك ياحبيبتي ... 

سحبت يدها سريعا وهي تشعر بتلك الكهرباء تسري بجسدها ورفعت عيناها  بانفعال قائلة : وبعدين معاك 

قال ببراءه : وانا عملت حاجة 

..... 

عضت علي شفتيها بتوتر وضربات قلبها متسارعه وهي تتوقع رد فعله ماان يعلم بما فعلت.... وبالفعل كان صقر قد كاد يجن ماان استيقظ ولم يجدها بالمنزل لتتسع عيناه بصدمه ماان قال له أيوب البواب ; الست خرجت من ساعه بعربيتك ياصقر بيه 

كاد ينفث النيران ماان استمع لتلك الكلمات فهي تتحداه وتخرج دون علمه فقد اغضبته كثيرا وكاد يجن حينما لم يجدها بالمنزل...... 

..... 

: انتي فين ياهانم ؟وازاي تنزلي من غير ماتقولي للبأف اللي متجوزاه..... جاءها صوته الغاضب من الهاتف 

لتحاول الثبات قدر الإمكان وهي تجيب بعدم اكتراث : في المصنع يعني هكون فين 


......... 

....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !