وقعت ببراثن صقر الفصل السابع عشر

4


 
جلس صقر في مكتبه يدخن بشراهه حتي ساعات الفجر الاولي وكل ماحدث يدور برأسه الذي يكاد ينفجر من كثرة التفكير... لقد قسي عليها بشدة ولكن ماذا يفعل بعد كل ماعرف وكانت تخفيه عنه بالرغم من انه منحها اكثر من فرصة ..!! لقد منع نفسه بقوة من قتل شريف وسهام بعد كل مافعلوه بها ... وأكثر مااوجعه وألم قلبه انها تحملت كل قسوته معها فقط لتخفي عنه مافعلوه بها.. بالرغم من انها لو أخبرته لكان انتقم لها منهم اشد انتقام...!! 

لقد اخفت عنه شئ كهذا وجعلته يضربها ويحبسها ويهينها بل والابشع من هذا انه اغتصبها وانتهك حرمه جسدها لأول مرة بتلك الطريقه...! مرر يداه علي وجهه الذي أحمر غضبا وهو يتذكر مافعله بها والذي لابد وانه محفور بذاكراتها لتجول بذاكرته ملامحها الحزينه والباكية والتي سرعان ماغفرت ونست كل تلك القسوة والوحشية التي عانتها علي يده بل وارتمت بين ذراعيه وغزت السعاده ملامحها الجميلة بمجرد حنانه عليها  ليتنهد بألم وهو يشعر بحريق يندلع بعروقه ندما علي جرحها بتلك الطريقة خاصه وهو لمس طيبتها وبراءتها الساذجة بنفسه فهوبعد كل مافعله بها سامحته لذا كانت بكل سذاجة تثق في امها وكيف لا وهي الام..! لم يكن عليه أن يلومها فهي ابنه وليست مخطأه ان وثقت في والدتها ولم يستوعب عقلها ان تكون امها بتلك البشاعه...... الخطأ خطأ تلك المرأه الشيطانه والتي للأسف انجبت ملاك لاتستحقها ... 

اطفيء سيجارته وسار بضع خطوات ليتوقف امام النافذة الزجاجية الكبيرة يتأمل شروق الشمس وهو يتساءل ان كانت ستشرق غابات عينها الجميلة له مرة اخري بعد تلك القسوة التي اضطرته اليها فهو ليس بحجر حتي لا يكون له رد فعل علي كل ماحدث ..! 

لقد جن جنونه وهو يعرف بتلك الأسرار الواحد يلو الاخر مرة من امها ومرة من شريف ليقضي ليلة كالجحيم وهو يفكر بمن منهما الصادق...! 

زفر بضيق وتناول سترته من علي ظهر مقعده ليرتديها عائدا لمنزله وهو يفكر بأنه اتخذ القرار الصواب بما فعله معها حتي تتعلم بالا تخفي عليه شئ مجددا...! 

....... 

..... 

..... 

اغمضت زينه عيناها بألم حينما صاح والدها  فور رؤيته لها : اية اللي جابك ياوش الخراب....

صمتت ليكمل بغضب وهو يجذبها بقوة من ذراعها : عملتيله اية يابنت الكلب عشان يتقلب علينا كدة وياخد كل اللي اداهولنا ويرمينا في الشارع 

ظلت صامته ووالدها يجذبها من كتفها بعنف ويكيل لها الشتائم: ياريته قتلك وخلصني منك يابنت الكلب بدل مايرجعك ليا ويحرمني من العز اللي كنت فيه 

قالت زوجة ابيها بنظرات شامته : تلاقيه قرف منك.... جاتك داهية فقرية طول عمرك... مش وش عز.. ده بدل ماتبقي خدامه تحت رجليه رايحه تضايقه وياعالم عملتي اية عشان يطردونا برا البلد 

ابعدت يدها عنها هاتفه : مالكيش دعوة بيا 

صاحت زينات زوجة ابيها : شايف بنتك ياناجي.... ليها عين تتكلم بعد اللي جرالنا بسببها 

قال ناجي بغضب : اتلمي يابت انتي بدل مااكسرك.... انا مش طايقك من ساعه اللي عمله فينا صقر السيوفي.... بقي يابت الغبيه بدل ماتخلفي منه حته عيل وتربطيه بيكي جاية مطلقه 

هتفت ببكاؤ زائف : مانا كنت حامل وسقطت عشان كدة طلقني 

لمعت عينا زينات بلهفة : انتي كنتي حامل يابت يازينة 

قالت بوهن : ايوة... 

: وطلقك ليه؟ 

:زعل عشان سقطت 

قالت بخبث : زعل عليكي ولا طلقك عشان مراته الجديدة 

لوت زينه شفتيها : قلتلك عشان الحمل سقط 

: طيب ماهي سهلة... تحملي تاني

لوت شفتيها : ازاي وهو طلقني. ؟

;تخليه يرجعك.... روحيله واتمسكني قدامه وهيردك

: مش لو قابلني اصلا 

: خلاص كلمي جده..... نظرت اليها وأكملت : روحي لرافت السيوفي واحكيله وطبعا هو مش هيرضي بأن حفيده يظلمك 

هزت زينه راسها وهي تتذكر تهديد صقر لها لتكمل زينات بخبث : احنا نروح الشقة اللي جابهالنا برا البلد شوية لغاية مااالامور تهدي بعدها انا هقولك تعملي اية... 

... 

ضحكت سهام بجنون استفز صقر وهي تهتف بخبث :صدقت الوش الطيب بتاع شريف.... زي ماصدقت وش ساج..... قاطعتها صفعه قوية منه ادمت وجهها ليمسك شعرها بعنف :اخرسي متجبيش اسمها علي لسانك الو.... ده... 

دفعها لتسقط علي الارضيه ليدخل اليه وهو يحمل مغلق أعطاه لصقر ليسحب منه احد كروت الذاكره ويضعها بهاتفه الذي سرعان مااطبق عليه بقوة كادت تحطمه وهو يري تلك الصور التي التقطتها تلك الحثاله لابنتها والواضح بها بأن ساجي كانت غائبة عن الوعي.... 

أعاد الهاتف لجيب سترته ثم سار بضع خطوات تجاه سهام الواقعه علي الارض لينظر اليها بضع لحظات قبل ان تصرخ بألم شديد ماان داس صقر علي يدها بقدمة بقوة ليسحقها أسفل حذائة وهو يقول باشمئزاز بينما يستمع لصوت تحطيم عظام اصابعها :دي عينه صغيرة من اللي هعمله فيكي يابنت ال...... 

صرخت سهام بألم.... لا ابوس ايدك ياصقر ... انا... انا هقول علي كل حاجة 

قال بجمود ارعبها  : مش، هتلحقي تقولي اي حاجة.... اصلي هخرسك...! 

.... 


نزل رافت درجات السلم باتجاه الحديقة وهو ينظر بألم لساجي الجالسة ككل يوم بشرود في الفراغ الممتد امامها ليفكر بما يمكنه فعله لها لتخرج من تلك الحالة التي هي عليها بعد ماقاله صقر لها.... صباح الخير ياحبيبه جدك

ابتسمت له ابتسامه سطحيه : صباح الخير ياجدو 

: عاملة اية النهاردة ؟

هزت كتفها : عادي.. زي كل يوم 

نظر لحزن عيناها الذي يلمع كلما تذكرت انه ابتعد عنها وتركها وان كل تلك الأسباب الواهية التي يخبرها بها جدها عن ان شغاله او سفره او.. او... ماهي إلا من خياله فقط حتي لايضايقها ولكنها تعرف جيدا ان صقر تركها ولايريد العوده اليها بعد ماحدث وهي متأكدة ان جدها طلب منه كثيرا ان يعيدها وانه رفض مهما حاول جدها أخبارها بالعكس فهي علي اي حال استمعت له حينما اسرع جده خلفه تلك الليلة يعاتبه علي حديثه لها بتلك الطريقة : صقر...مكنش ينفع تكلمها كدة 

قال بغضب : وكنت عاوزني اكلمها ازاي بعد اللي عرفته... تحمد ربنا اني لسة ماسك اعصابي بعد كل اللي سمعته

عقد رافت حاجبيه : ساجي مغلطتش ياصقر 

قال بحدة وإصرار : لا غلطت... غلطت لما خبت عليا حاجة زي دي.... غلطت وانا كمان غلطت في حقها كتير بسبب سكوتها وغباءها 

هتف رافت بحدة : كفاية بقي ياصقر .... حرام عليك ارحمها مش كفاية كل اللي حصلها 

ربط صقر علي قلبه ليقول بجمود : هي اللي عملت كدة في نفسها 

صاح رافت بغضب : وهي المطلوب منها انها تشك في امها... قاطعه صقر ; المطلوب منها تعتبر جوزها راجل بتثق فيه 

قال رافت مدافعا : خافت منك 

نظر اليه صقر ليكمل رافت : ايوة كانت خايفة... وحقها تخاف وهي كانت لسة متعرفناش ولاتضمن رد فعلنا... اعذرها ياصقر..... يابني ساجي بنت طيبه وعلي نياتها  معرفتش تتصرف مع واحدة زي الحيه اللي اسمها سهام والظروف كلها ضدها فبلاش بقي نبقي احنا والدنيا عليها.... انسي اللي حصل واطلع صالحها 

ارتبكت نظرات صقر فور اندلاع تلك المعركة بين قلبه الذي هتف مؤيدا لما يطلبه منه جده وبين عقله الذي أعلن الرفض التام للنسيان كل ماحدث دون معاقبتها.. ،

ليهز راسه : لا ياجدي مش بالبساطة دي 

اتسعت عينا رافت ليكمل صقر بتأكيد ألم قلبه : ايوة ياجدي.... مش بالبساطة دي انسي وابدا من جديد.... ساجي حياتها معايا كلها أسرار ومفيش ثقة بينا واصلا بدايتنا مع بعض كانت غلط... 

ردد رأفت بعدم تصديق لما يسمعه والذي يعني شئ لايريد سماعه : صقر... انت تقصد اية ... قاطعه صقر ; انا محتاج وقت اوصل فيه لقرار هكمل معاها ولا لا ..... 

لم تنسي يومها تلك الدموع التي تحجرت بعيونها وهي تراه يحكم علي حياتهما سويا بتلك الطريقة والتي تعني انه لم يعد يريدها بحياته ولكنه مازال يفكر....

وأكثر ماالمها هو نظرة جدها الحزينه فقد تسمر مكانه بعد انصراف صقر لساعات لايعرف ماذا يمكنه ان يقول لها خاصة وهي بتلك الحالة فأن تركها صقر ستنهار بالتاكيد لتجده يخفي عنها الأمر بالايام التاليه ويتعذر بأن صقر مشغول وانه سيهدا ويحدثها وهي بالرغم مما سمعته الا انها حاولت تصديق كلمات جدها وهي تتحلي بالأمل ولكن طال الوقت ومر اسبوعين بلاجديد لتظن ان الوقت حان لتوقف عن الانتظار .... 

جلس جدها في احد المقاعد بجوارها قائلا بابتسامة لطيفة : مزهقتيش من القاعده في البيت ياحبيبتي... 

قالت بعدم اكتراث : عادي

: طيب اية رايك نخرج شوية؟ 

اجتذب اهتمامها لتنظر اليه فنظرت له بحماسة قائلة  : بجد  ياجدو هنخرج

اومأ لها فيما قال بمرح: انا عجوز وبقالي كتير مخرجتش بس اكيد الواد حسين السواق هيبقي عارف كام مكان حلو نخرج فيه..... نظر الي السعادة التي ارتسمت علي وجهها ليقول :مش عاوزة تجيبي لبس وشنط و روج وحاجات البنات اللي بتحبوها دي.... 

ابتسمت له ليغمز لها قائلا : يلا تعالي اخربي بيتي ياستي واشتري كل اللي نفسك فيه واصرفي زي مانتي عاوزة 

هتفت بسعادة : هجهز حالا 


.... 

.... تشبثت بذراع جدها بسعادة لايمكن وصفها وهي تخرج من المحل يلو الاخر بهذا المجمع التجاري الضخم الذي اصطحبها جدها اليه ولم يكل او يمل منها ليشجعها علي شراء كل ماتريد ويعطيها رأية بكل ماتشتريه والابتسامه لا تفارق وجهه وهو يراها تخرج من حالتها السيئة.... ابتسم لها وهي تحمل تلك الأكياس بسعادة كالاطفال لتنظر اليه بعيون طفله سعيدة وتحتضن ذراعه التي تمسك به وهي تقول بسعادة : ربنا يخليك ليا ياجدو 

التفت اليها قائلا : وربنا يخليكي ليا ياحبيبه جدو.... ها اية رايك نشوف مطعم حلو كدة نتغدى فيه ونرتاح شوية 

اومات له : شكلك تعبت من اللف ياجدو

ضحك بصخب : مين ده اللي تعب....جدك في عز شبابه.... انا بس حاسس انك جعانه

ضحكت له قائلة : انا برضه..... طيب يلا بينا 

تناولت الطعام بسعادة وهي لاتكف عن تبادل الحديث والضحك مع جدها الذي انتزع كل ذره حزن بداخلها فقد عوضها كل الحزن والسوء الذي رأته بحياتها من قبل بحنانه وطيبه قلبه الا متناهيه .... 

: ها بقي ياقلب جدك مش عاوزة حاجة تانية..

هزت راسها قائلة بدلال : هو انا بصراحة عاوزة حاجة 

قال بأبتسامه مشجعه : اطلبي ياقلب جدو... عاوزة صيغه.. اطلبي اللي انتي عاوزاة 

ضحكت بصخب : صيغه اية بس ياجدو 

:مش انتوا بتحبوا الحاجات دي... كانت جدتك الله يرحمها بتفرح اوي لما اجيبها حته صيغه حلوة 

غمزت له بمرح : اووه... واضح انك كنت حبيب يارافت بيه 

ضحك عاليا : امال...! دي مجيدة جدتك كانت حياتي كلها...تعرفي  انتي شبهها اوي ياساجي كانت طيبه كدة زيك وحنينه اوي... . تنهد بشجن وهو يكمل  : مع اني كنت قاسي وجامد حبتين معاها بس كانت بتستحملني وعمرها مازعلتني بالرغم من اني كنت بزعلها وبتعصب عليها... الواد صقر طالعي كدة حمقى وعصبي بس قلبه حنين .... بس عارفة بقي ياساجي هي بقي كانت علي طول يتحملني وانا كمان مكنتش بتهون عليا كنت لما احس اني ضايقتها اخلي حسن الجواهرجي يجهزلي حته صيغه حلوة كدة واصالحها بيها... كانت طيبه بتفرح اوي بأي حاجة.... اخذ نفس عميق متنهدا وهو يقول بغصه حلق : الله يرحمها 

ربتت علي يد جدها ورددت : الله يرحمها... 

ابتسم لها ووهو يحاول استعادة مرحه : ها بقي ياستي مقلتيش نفسك في أية؟ 

صمتت لحظة بتردد قبل ان تقول : عاوزة اشتغل.! 

اتسعت عيناه لتكمل ساجي برجاء : عشان خاطري ياجدي... وحياتي عندك توافق... انا نفسي اشتغل ويبقي عندي حياة وشخصيه من غير اي حد.... 

اخذت نفس عميق ونظرت اليه قائلة : انا عارفة ان صقر خلاص مبقاش عاوزني في حياته 

هز راسه : لا يابنتي انا قلت لك هو مشغول.... قاطعته وهي تريد تجاوز الموضوع : مش مهم ياجدو.... المهم اني عاوزة ابدا من اول وجديد وعاوزاك تساعدني 

قال بتفهم : بس ياحبيبتي الموضوع مش سهل .... مفيش ستات كتير بتشتغل هنا وبعدين هتشتغلي اية اصلا.... وكمان صقر استحاله يوافق 

قطبت جبينها برجاء :ياجدو شغلني معاك اي حاجة.... وانت اكيد هتعلمني.... وبالنسبه لصقر بقي فهو اكيد عايش حياته و نساني خلاص ومراته حامل لية بقي حياتي تفضل واقفة عليه كتير وهو عايش حياته 

هز راسه : لا ياساجي متظلميهوش.. طصقر استحاله ينساكي... وكمان البنت دي سقطت وهو طلقها من زمان 

لاتنكر بأن سعادة انطلقت بداخلها لسماعه بأنه طلق تلك الفتاه ولكنها  حاولت اخفاءها سريعا قائلة بعدم اكتراث : ميهمنيش انا خلاص اخدت قراري و مصممه علي الطلاق اكتر من الاول.... مش كفاية كل اللي عمله.. كمان كذب عليا زيه زيهم.... عشان خاطري ياجدو بلاش نتكلم في اللي فات وخليني اشتغل وابدا من جديد .! 

.... 

.......

....

التف الجميع يرحب بعودة ساجي ورافت لتحتضنها صفية ونجوى بحب واشتياق : نورتي ياساجي.... كدة برضه ياعمي تغيبوا عننا كل دة... حمد الله على السلامة 

ابتسم رافت : الله يسلمك ياصفيه 

:وحشتيني ياساجي 

:وحضرتك ياطنط نجوي 

قالت صفية : زمانك جعانه ياساجي.... اطلعي انتي وعمي غيروا هدمكوا علي ماالغدا يجهز 

اومات ساجي قائلة : ماشي.... هروح اغير هدومي وارجع بسرعه 

لم تفهم صفيه لتجد رأفت يشير لغاليه الشغاله : خدي شنط ستك ساجي ووديها علي الملحق ووضبي ليها المكان عشان هتقعد هناك 

انصرفت ساجي بسعاده لتلتفت نجوي وصفيه سريعا تجاه رافت باستفهام الذي قال بنبره قاطعه.... :سيبوها براحتها 

كان بقاءها بالملحق الخاص بالفيلا طلب اخر ترجته ليوافق عليه علي مضض ولكنه احترم رغبتها بالحصول علي مساحتها وبداية الاعتماد علي نفسها لتكون مستقله وماشجعه اكثر هو موقف صقر الذي لم يتوقعه ان يستطيع الإبتعاد كل تلك الفترة فهي محقه لن تطل بانتظارة طويلا...! ليقرر موافقتها علي ان تعمل وتستقل بحياتها لعله يثير صقر الذي كان يتظاهر بالبرود كلما فاتحه جده بأمر إعادتها له..، 

....... 

.... 

في المساء تمددت بسعاده علي الفراش وهي تنظر لملابسها التي جهزتها لتذهب بها للعمل صباحا وكانها طفله صغيرة ذاهبة بنزهه لتتهادي الابتسامه لوجهها وهي تتذكر ذلك الذي يسعد قلبها بكل مايفعله من أجلها انه جدها..،..! 

لاتنكر بأنها اشتاقت لصقر كثيرا ولكنه قاسي جامد القلب لم يشتاق اليها طوال تلك الفترة وقد تخيلت انها بعدتها ربما ستقابله لتعرف انه سافر لانهاء بعض الأعمال ولن يعود قبل اسبوع..... تالمت وهي تتذكر بأنه لم يرق قلبه لقسوته عليها تلك الليلة لتفكر بأنها يجب أن تقسي هي الاخري... 

.... 

بينما كان صقر كل ليلة خلال هذان الأسبوعان يفك  القيود التي يفرضها علي قلبه ويدعه يتألم و يشتاق اليها ويتخيل صورتها وصوتها فهو بالرغم مما يتظاهر به الا انه بالتاكيد يحبها ويشتاق اليها حد الجنون ولكنه بحاجة للتأكد بأنها لن تخفي عليه شئ مجددا فلم يتقبل بعد انها لم تلجأ اليه .. 

كما أنه مازال ينهي كل شئ معلق بتلك المرأه سهام التي ماان عاقبها كما أراد سلمها للشرطة فبالاضافة للقضيه التي حملها شريف بكل شئ بها فهي اتهمت بالشروع في قتله لتواجهه تهم متعددة لن تنفذ منها...! 

....... 

..... 

بخطي غاضبه اندفع يقطع ردهة المصنع الضخمه بعد ان عرف من عمه بدر بالصدفه  ان ساجي تاتي للمصنع يوميا منذ اسبوع برفقه جده الذي جعلها تشغل احدي المناصب بالمصنع..... انتفضت من مكانها حينما فتح الباب بقوة وتوقف امامها يطالعها بنظراته الثاقبه لتحاول تمتلك نفسها وإظهار القوة التي عاهدت نفسها عليها امامه فهي لن تعود نفس الغبيه الضعيفة مجددا كما أخبرها.... ،! ولكن كيف وقد بعثرتها رؤيته لاشلاء وقد اشتاقت له حد النخاع تريد أن تسرع ترتمي باحضانه وتخبره بسرها الصغير...! ،

..... 

.. 


: حمد الله على السلامة ياصقر 

قالها جدها ليقطع الصمت الذي دار بينهما وقد توقف صقر ايضا امامها وقد خبت نيران غضبه فور رؤيته لصغيرته الساذجة التي صاحبت أحلامه يلعن عقله اليابس الذي كان يمنعه عنها وقد اختفت كل مقاومه له لايريد سوي جذبها الي صدره واحاطتها بذراعيه ليعاقبها علي كل مافعلت بطريقته...! سيعاقبها علي نيران اشتياق لها والتي سيخمدها بالتهام كل انش بها بلاهواده 

تنبه لصوت جده ليستعيد جموده قائلا : ممكن افهم اية اللي بيحصل هنا...؟! 

أدرك رافت ان ساجي لاتستطيع ان تواجهه الان وهي تبدو ضعيفه امامه وهو بحاجة بتلقينه درس علي مافعله بها لذا تدخل ليساعدها دون أن تدرك وهو يغلق احد الملفات قائلا : خدي ياساجي الملف راجعيه وقوليلي هتوصلي لايه 

فهمت ماارادة جدها لتاخذ الملف من يده وتتجاهل صقرر تماما.... ماان مرت بجواره حتي التفت اليها قائلا : انتي بتعملي اية هنا؟ 

رفعت راسها بثبات : بشتغل 

عقد حاجبيه بغضب : ومين اللي سمحلك بحاجة زي دي 

.: انا ياصقر... قال رافت 

حسنا بدأت النيران تشتعل بداخله لينظر لجده الذي قال : روحي انتي مكتبك ياساجي 

استدار ليوقفها ولكنها اسرعت تغادر فهي بحاجة لان تستعد لم واجهته اكثر وقد أشعل بداخلها تحدي لايعلمه بابتعاده عنها لتقرر انها من ستبتعد وليري من هي الساذجة الغبيه...! 


اية رايكم وتوقعاتكم ....

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !