وقعت ببراثن صقر الفصل الخامس والعشرون

3


 الفصل السابق
انتي اتاخرتي كدة لية ياساجي ... كنتي فين؟! 

بلسان ثقيل نظرت اليه للحظات قبل ان تقول : كنت عند سهام...!! 

بدهشة ممزوجة بغضب جحيمي ردد باستفهام : سهام..!

فركت يدها بتوتر وهي تتذكر قبل بضع ساعات حينما كانت بالمشفي كما طلبت منها الطبيبة للمتابعه حالتها والتي طمأنتها ان كل شئ بخير ... ابتسمت بسعاده وهي تخرج من المصعد باتجاه باب المشفي فاطفالها بخير وهي ايضا لتتذكر محادثة صقر مع الطبيبة وتتسع ابتسامتها.....فجأه توقفت مكانها لتتفاجيء بمن ييردد اسمها.. ساجي! 

تسمرت مكانها للحظات قبل ان تقول  شريف... 

هزت راسها لاتريد اي شئ يذكرها بما فعله بها.... لتستدير سريعا تغادر ولكنه اسرع يوقفها : ساجي... استني ياساجي.. التفتت له ليقول برجاء :  دقيقة واحدة هتكلم معاكي... هزت راسها ليقول بسرعه :انا عارف اد اية انتي بتكرهيني بس انا طمعان فيكي...دقيقة واحدة بس 

لاحظت انه يجاهد للوقوف امامها لتري ذلك العكاز الذي يستند اليه بالإضافة لظهره المنحني لتتطلع لهيئته والتي سيئة للغاية مما جعلها تتوقف ولكن دون قول اي شئ،....  بعد لحظات عرفت  ان ماحدث له كان بسيب طعنه سهام له بظهره والتي اذت احدي فقرات ظهرة مسببه له ضرر كبير يتعالج منه حتي الآن لينكس راسه بندم ماان رأي نظرة الشفقة في عيونها وكيف لا وهي عهدته دائما شاب قوي مكتمل الهيئة ووسيم وليس ذلك الضعيف الوافظقف امامها. .. ليقول :ده عقاب ربنا وانا راضي بيه...

غض حلقه وهو يقول برجاء : سامحيني ياساجي... ارجوكي سامحيني... عارف اني مستاهلش بس انتي طيبة طول عمرك مش هيهون عليكي اعيش في عذاب الضمير ده طول عمري.... انا مش تعبان من اي حاجة غير ضميري اللي بيعذبني بسبب كل اللي عملته معاكي... انا طول عمري ندل وواطي وطماع.... بس انا اتغيرت... اتغيرت اوي وبدات صفحة جديدة في حياتي .... وخصوصا بعد اللي كمان صقر عمله معايا 

قطبت جبينها متسائلة :  صقر ؟! 

هز رأسة... صقر سدد نصيبي في الديون اللي كانت عليا وكنت هتسجن بسببها وكمان دفع تكاليف العملية بتاعتي وسابلي شركتي الصغيرة عشان ابدا بيها من تاني.. 

نظرت اليه وهو بهذا الانكسار يخبرها كم كان صقر شهم معه : بالرغم من كل اللي عملته فيكي وفيه بس هو كان ارجل مني ومستقواش عليا وانا ضعيف..... انا بالرغم من كل الشر اللي كان فيا الا ان ربنا كان كريم معايا في محنتي... كفاية اني مدخلتش السجن وحتي الدكاترة طمنتني اني هقدر امشي كويس تاني بعد ماتخلص جلسات العلاج الطبيعي.... فاضل بس تسامحيني... انا كان نفسي اطلب منك الطلب ده من زمان بس صقر محذرني أقرب منك وانا احترمت رغبته 

بس النهاردة كانت صدفة ربنا رتبها عشان ترحميني من عذاب الضمير.....

رفع اليها عيناه برجاء قائلا : قولي انك مسمحاني ياساجي 

خفضت عيناها للحظات قبل ان ترفع عيناها وهي تردد... مسمحاك ياشريف.. 

ابتسم لها قائلا بامتنان : متشكر ياساجي.... 

أشار الي بطنها قائلا : مبرووك

اومات له واستدارت لتغادر ولكنها التفتت اليه قائلة : ... شريف... هي حصل لها اية؟! 

. نظر اليها بتساؤل لتقول  : ماما.... اقصد سهام.. سهام حصل ليها اية  ؟

هز رأسة : انسيها ياساجي.... خدت جزاءها وخرجت من حياتك 

اومات له : بس حابة اعرف.... 

.... 

ظلت جالسة بالسيارة تفكر قبل ان تطلب من السائق توصيلها لمستشفي السجن حيث تقبع سهام والتي بالرغم من ذلك الجسد النحيل والوجه الشاحب الراقد علي سرير المشفي الا ان نظراتها مازالت تحمل نفس الجبروت لتتطلع لساجي بضع لحظات قبل ان تقول بلسان ثقيل قضت الاشهر الماضيه في علاج ذلك الشلل الذي أصابها واول ماشفي بها لسانها بالرغم من التعلم الملازم لها : لسة فاكرة ان ليكي ام دلوقتي ..!! 

ابتسمت ساجي بسخرية وقد ندمت منذ اللحظة الاولي علي مجيئها فقد تخيلت ان تراها نادمه وبالتالي تسامحها وتغلق الصفحة نهائيا من حياتها كما فعلا مع شريف ولكنها كما هي لم تتغير نفس جبروتها المعهود ... : سايبه امك هنا وعايشة معاهم ولافكرتي تخرجيها

قالت ساجي بألم : وانتي عمرك فكرتي اني بنتك اصلا.... 

: طبعا.... ملو دماغك بالكلام الوحش عني

بس  انا كنت واثقة انك مش هتسيبيني هنا وهتيجي تدفعي الفلوس وتطلعيني.....

: مش محتاجة حد يملي دماغي... انا مش اكتر من البيضه الدهب اللي بتجيبلك الفلوس مش ده كان كلامك 

قالت سهام متصنعه الحنان : ساجي حبيبتي..انا كنت خايفة عليكي ......  . نظرت لساجي باستعطاف وهي تقول : عاجبك رميه امك هنا... بعد كل اللي عملته عشانك 

رددت ساجي بذهول : عشاني؟! 

هزت راسها بضعف زائف : ايوة.... ده انا كنت هقتل شريف عشانك.... عشان كدب وقال لجوزك..... قاطعتها بصراخ : كفاية.... كفاية كدب بقي... انتي بعد كل ده لسة هتكدبي عليا... انتي فاكراني ساجي العبيطة اللي بتصدق كل كلمه قلتيها 

نفضت سهام عنها الزيف لتقول بسخرية قاسية : وده من امتي... ؟! انتي زي ماانتي واكبر دليل انك جيتي تاني ليا برجليكي وبتتمني اني اقولك اسفة وتسامحيني...ياحبيتي انتي تربيتي اه.. بس للاسف طالعه لأبوكي 

طالعتها ساجي باعين مذهوله من جبروت تلك المرأه لتتجمع كل تلك المشاعر التي مرت عليها لتقول بقوة : لا غلطانة المرة دي يامدام سهام لو فاكرة اني جيت عشانك.... انا جيت عشان اشوفك وانتي مذلوله قدامي واعرفك ان في أيدي اخرجك من هنا بشوية فلوس متجيش حاجة من الفلوس اللي سابها لي ابويا.... ابويا الي انا طالعاله.... واللي انتي حرمتيني منه وعيشتيه عمره مذلول... انا جيت اخد حقه وانا سيباكي مرميه هنا ومذلوله ومش كدة وبس.. لا كمان لما تموتي هسيبهم يدفنوكي في اي حته بس هزور ابويا دايما وادعيله... انتي متستاهلش غير انك تكوني هنا فعلا ياريتني ماجيت ولاشفتك... مع اني لما شفتك ارتحت كتير اوي واخدت بحقي وحق ابويا منك 

..... غشت الدموع عيونها وارتمت بين ذراعي صقر وهي تقول من بين شهقاتها : كنت فاكراها اتغيرت وندمت... كان نفسي الاقيها زي شريف وعاوزني اسامحها...

انا كنت هسامحها... والله كنت هسامحها واجيبها تعيش معايا... بس هي... هي مفيش كلمه توصفها.... انا زعلانه اوي ياصقر... 

اغمض صقر عيناه وجذبها بقوة بين ذراعيه ومرر يداه علي ظهرها برفق قائلا :  بس ياساجي... متجبيش سيرتها تاني 

:. كلامها مش هقدر انساه... هي في ام كدة 

قال بحزم : لا هتنسيه ياساجي.... 

رفع ذقنها لتنظر اليه : كل اللي حصل النهاردة هتنسيه.... 

......... 

.... 

بالطبع كانت حالتها النفسيه سيئة للغاية وتراجعت للخلف خطوات فقد دمرتها تلك المرأه حرفيا لآخر لحظة ليمر يومان وهي بتلك الحالة واجمه شاردة والدموع تتلالا في مقلتيها وتهرب اغلب ساعاتها بالنوم فحزنها خيم عليها والنوم هو ماهربت به من ذلك الحزن وصقر بداخله نيران مشتعله تزداد كلما رآها بتلك الحالة لينفجر اخيرا حينما رفضت تناول الطعام : مش عاوزة اكل....انا عاوزة انام 

هتف بحدة : لا كفاية نوم ياساجي 

رفعت اليه عيناها ليجذب ذلك الغطاء بعيدا عنها قائلا : يلا قومي من السرير انتي نايمة من امبارح.... 

قالت بوهن : معلش ياصقر انا عاوزة انام ... قاطعها بغضب : وانا بقولك قومي مفيش نوم ... 

: صقر.... 

قال بحدة : ماهو انتي لو بتسمعي كلامي مرة واحدة في، حياتك مكنش ده حصل  ... حذرتك تنسي الست دي وكل اللي حصل بس ازاي تسمعي كلامي...... كنت عارف انك لما هتشوفيها هتنهاري وعشان كدة بعدتك عنها قولتلك انسيها.... بس انا بقي مش هفضل سايبك في الحاله دي كتير لغاية ماتضيعي نفسك وتضيعي ولادي... قومي معايا ياساجي 

بلا اراده جذبها ليمسك يدها ويتجه بها للحمام : قدامك خمس دقايق الاقيكي اخدتي دوش وخرجتي... 

طفرت الدموع من عيونها من نبرته القاسية ولكنه محق بماقال فهي كانت أضعف من تلك المواجهه التي استنزفت روحها ولكنها تريده ان يتفهم انها بحاجة لتبقي بتلك الحالة فهي امها من خذلتها ودمرتها هي امها بالرغم من كل شئ وهي ستكون ام ايضا لذا عليه أن يتفهمها 

خرجت بخطي بطيئة لتجده يخرج ملابسهم ويضعها بتلك الحقيبه الكبيرة قائلا : يلا تجهزي هنرجع النهاردة 

لا لا هتف لسانها انها لاتريد العودة الان... حالتها لاتسمح باي حديث اي ان كان... هي فقط تريد البقاء وحدها. برفقته وتريده ان يطمئنها  لااكثر 

قالت برجاء : لوسمحت ياصقر بلاش نرجع .. خلينا هنا كام يوم 

اشاح بوجهه : لا 

: عشان خاطري 

التفت اليها بحدة : عاوزة تروحيلها تاني 

هزت راسها وغض حلقها : عاوزواك تاخذني في حضنك .... 

جذبها لصدره بنفس اللحظة لتنهار باكية ليمزق بكاؤها اوصال قلبه  

تنهد مطولا وتركها تخرج مابقلبها من حزن وبكاء ليتفهم اخيرا ماهي بحاجة اليه وينحي غضبه جانبا ويحتويها بين ذراعيه متقبل حزنها حتي ولو لم يتقبل ذهابها لهذا الحزن بارادتها.... 

..... 

بعد قليل قال برفق : ممكن تغسلي وشك وتجهزي عشان نخرج نتعشي برا 

ابتسامه خفيفة ارتسمت علي شفتيها ليوميء لها مشجعا... : يلا ياحبيتي 

ارتدت ملابسها تحت انظاره القلقة عليها فقد امتقع وجهها وذبلت نظراتها خلال هذان اليومان 

جلست معه بذلك المطعم الانيق المطل علي البحر مباشرة لتشرد مجددا ولكن صقر لم يدع لها الفرصة ليغمز لها بمكر: اية رايك ناكل سمك وجمبري...بس متقوليش للدكتورة 

اخيرا أفلتت ضحكتها الناعمه ليتناول يدها بين يديه يقبلها بحنان هامسا بحبك 

اية رايكم وتوقعاتكم.... 

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !