دخلت راوية غرفة سميحه ابنتها التي كانت جالسة بالشرفة تتصفح تحدي المجلات بملل : ماتيجي نروح لخالتك شوية ياسميحة
اغلقت المجله فهاهي قد بدأت اسطوانه كل يوم : لا ياماما
جلست راوية قائلة : لية بس دي بتقولي انك وحشتيها اوي..
قالت بمكر : ماما.. بقولك اية اللي في دماغك ده تشيليه خالص
قالت باستنكار : وهو اية اللي في دماغي؟
: اللي انتي عارفاه... سليم انا شيلته من دماغي من زمان وعمري ماهفكر فيه
قالت راوية بحماس : اذا كان عشان موضوع جوازه ده مانتي عارفة اتجوزها ازاي ...... قاطعتها بحزم : لا ياماما انا شيلته من دماغي عشان عمره مافكر فيا ولااعتبرني اكتر من اخته..
: ياعبيطة وهو كان يعرف اللي اتجوزها ولاشافها قبل كدة واديها اهي مخلياه زي الخاتم في صباعها..
: ماما سليم مش كدة خالص ولو فعلا بيعمل معاها كدة يبقي بيحبها...
لوت راوية شفتيها بتهكم : حب.. حب اية بلا خيبه.. اهو خالتك بتقولي انها عاوزة تجوزة التانية عشان مخلفتش
ضحكت سمحية عاليا قائلة بتهكم: مخلفتش ... وهي لحقت . ياماما اتقي ربنا انتي وخالتي وبطلوا تتدخلو في حياتهم هما حرين
نظرت راوية لابنتها بغيظ قائلة : انا غلطانه اني جيت واتكلمك معاكي..
........
تطلع سليم نحوها ولا ينكر بأنه غاضب خاصة وهو يراها قد ارتدت قناعها الجليدي مرة اخري ومتحفزة بشدة لأي رد فعل منه.... بالتأكيد فقد أحسنت مني شخذها ضده وقد قررت انها لن تتهاون لحظة بحقها ان اراد الزواج فليذهب للجحيم ولكن كرامتها لن يمسها ولو بكلمه لذا هي جالسة بتراقب وقد سنت أسنانها بانتظاره.... حسنا لقد اصبح يفهمها جيدا انها غاضبه منه لسبب ما بالرغم من انه المفترض أن يكون الغاضب هنا...!! لقد تعمدت احراج والدته...! ولكن هل استمعت لحديث والدته معه.. ربما بهذا يكون معها كل ألحق ..! اذن هل يثور ويغضب باندفاع ام يخالف توقعاتها ويحبط تلك المشاعر المتحفزة التي تدفق من عيونها ويستمع لاسبابها .. .. استغرق لحظة يفكر مابين مامر عليه معها وماوصل اليه بعد عناء وما يدفعه عقله للقيام به كأي رجل يغضب ويثور دون تفكير ....!
كانت لحظة طويلة يتبادلون النظرات وكأنهم في حرب نفسيه.....
نظرت حور لسليم ببرود ليسألها بهدوء لم تتوقعه : منزلتش لية؟
خفضت نظرها تتجاهله قائلة بحدة : مش عاوزة افطر...عندك مانع..
اغمض عيناه لحظة يتحكم باعصابه التي تضغط عليها لاقصي الحدود... فهي عادت مجددا لاثاره اعصابه لاتفهه الأسباب وهو لم يعد يحتمل فأمس كانت معه شئ اخر ليستيقظ يجدها بتلك الحالة
ولتزيد من الطين بله اندفعت قائلة : وبعدين انا عرفت ان مامتك تحت وهي مش بتحبني فقلت مفيش داعي اضغط علي نفسي..
رفع حاجبه ناظرا اليها للحظة بينما يداه تعبث بتفاحة ادم خاصته ليقول مفاجئها : مممم... ماشي ياحور لو كان ده السبب فأنا اكيد هحترم وجهه نظرك
تجمدت عيناها عليه تنظر اليه وهو يتحدث بهذا الهدوء العقلاني... لم يتعصب لم يدافع لم يتطاول...؟! والذي لم يفسره عقلها الا شئ واحد...
لتندفع بهجوم : انت بتاخدني علي قد عقلي... اية شايفني مجنونه
كان عقله يغلي كمراجل وهي تناطحه وتتحدث معه بتلك الحدة بالرغم من هدوءه الذي لاتعرف كم يجاهد للتحدث به ولكنه يشجع نفسه علي الاستمرار بأنه قارب علي منتصف الطريق ولايريد العودة لنقطة البداية ليتدخل قلبه المشفق عليها وهي امامه بهذا التخبط والقهر والحساسية لأي كلمه او موقف يلتمس لها الاعذار..
اخذ نفس عميق ثم قال وهو يتجه ليجلس امامها : لا طبعا مش بفكر في كدة خالص
تابعت اندفاعها : يعني انت عاوز تقنعني انك شايف موقفي مع مامتك صح
قال بهدوء : هو ولا صح ولا غلط... هو طبيعي لأي حد مكانك
قلصت المسافة بين حاجبيها باستفهام ليقول برفق: حور انا مقدر اوي انك فجأه لقيتي نفسك بين ناس متعرفيش عنهم حاجة وفي نفس الوقت مضطرة تتعاملي معاهم..... انا وماما وفارس وفرح وهج.. كل دول فجأه ظهروا في حياتك اكيد مش هتوقع انك تقبليهم فجأه وتتعاملي معاهم كويس ..
بدأت كلماته تأتي بثمارها حينما تعلقت عيناها به علي اتساعهما غير مصدقه انه يقول هذا الكلام الذي يعيد ترتيب أفكارها المتخبطه ....نظر نحو غابات عيونها الخضراء التي اغرقته بطياتها وهو يقول : انا اسف ياحور علي اللي حصل ده كله واللي كلنا شاركنا فيه وانا اول واحد...
سرت قشعريرة بجسدها حينما وضع يداه فوق يدها وهو يتحدث بتلك النبره لتحاول سحب يدها ولكنه تمسك بها واقترب
اكثر وهو يقول : انا مش هقولك انسي اللي حصل .... انا هقولك حاولي... حاولي تقبلي كل اللي مر عليكي.... حاولي تقبلينا في حياتك... فارس اخوكي بيحبك اسمعيه يمكن تقدري موقفه لانه اكيد مقصدش انك تدفعي تمن غلطته.... فرح ووهج ممكن يكونوا قريبين منك جدا بس انتي اديهم فرصه.... عمي انا عارف انك لسة زعلانه منه بس ساكته عشان حالته اتاكدي انه عمرة ماقصد يأذيكي ... فهد...! فهد اكتر واحد لازم تخليه جنبك زي ماكان طول عمره جنبك لانه فعلا يستاهل......
كانت عيناها متعلقه بعيناه تستمع لكلامه الذي لامس عقلها وقلبها لدرجة استغربها هو فهو لم يرتب لهذا الحديث مسبقا ولم يفكر به
من قبل....
اقترب منها اكثر ليقول بصوت مرح حينما وجدها بهذا الوجوم: ماما...دي بقي حماتك....! واللي اعرفة ان الحمي دي بتبقي كدة قدر.... عشان كدة اعملوا في بعض اللي انتوا عاوزينه بس اعرفي ان انا في ضهرك وعمري ماهخلي حد يضايقك لو بكلمه....
انه يمزح... والان بعد كل هذا الكلام الجاد ! كيف يمكنه ان يكون بهذا الاحتواء والتفهم وكانه يقرأ كل مايدور بخلدها... زمت شفتيها لتجده يقترب منها اكثر قائلا بخفوت : بابا بقي... ده يابخته من اول يوم ودخل قلبك معرفش علي اية.... ؟.... داعب شعرها و
اقترب اكثر ليصبح صوته هامسا وهو يقول:اما انا بقي.... فأنا اكتر واحد بيحبك وسط كل دول....
انتفضت من مكانها مصدومة من اعترافه الذي لم تتوقعه لتتسع عيناها بشدة وتتعالي دقات قلبها بشدة..... فيما سليم لم يكن حالة بأفضل منها وان جاهد لإخفاء ارتجافه قلبه الذي اعترف بحبها للتو والذي لم يتوقع ان يتسرع هكذا ... لقد كانت مشاعره في اوج صدقها ليندفع قلبه بتلك الطريقة ... ينظر لتعبيرات وجهها ويشعر بمقدار غباءه لتسرعه فيما يري ذلك الارتباك الجلي علي وجهها.. ربما كان يجب أن ينتظر الوقت المناسب ولكن ماحدث قد حدث....
كانت ماتزال تنظر له باتساع عيونها حينما شعرت بحراره جسده وهو يضع تلك القبله الناعمه علي وجنتها قائلا : حاولي ياحور... ادينا كلنا فرصه ومش هتندمي
انسحب ببطء وتركها وكل كلمه قالها تترد بأذنها.......
............ بقلم رونا فؤاد
انتهي سليم من توقيع ذلك الشيك ليناوله لفهد قائلا : ادي الشيك
وقع فهد العقد قائلا : وادي العقد.. فاضل امضه فارس .
تناول فارس القلم ووضع توقيعه لينظر إليهم قائلا ; مبروك علينا المصنع
ردد الجميع التهنئة بسعادة فقد قرر الثلاثي توسيع اعمالهم وضم العديد من مشاريعهم سويا وبناء واحد من أكبر مصانع الأسمنت...
... طرق حسين الباب ثم دخل ليقول سليم : اية ياحسين عملت اية؟
ابتسم حسين بثقة : كله تمام ياسليم باشا.. ناول لسليم ذلك الملف قائلا : اتفضل ياباشا
نقل سليم نظره بالاوراق ثم نظر لحسين قائلا بفخر: عفارم عليك ياحسين ... عاوزك بقي تجيبلي احسن رجاله تخلص موضوع المباني ده في أقل وقت
: امرك ياباشا..
انصرف حسين ليتدخل فارس قائلا : انت هتنفذلها اللي هي عاوزاه
هز سليم راسه موافقا : ايوة
استنكرت نظرات فارس ليتدخل فهد قائلا : وفيها اية يافارس؟
: فيها اننا من امتي بنشغل الحريم
: وانت شايفها هتاخد الفأس وتنزل الأرض.. ازدادت نبرته حدة : بقولك اية متدخلش انت وسيب سليم هو عارف كويس بيعمل اية معاها كفاية اللي احنا فيه بسببك
قطب فارس جبينه بغضب : انت مش هتبطل تهاجمني كل ماتشوفني
:مانت اللي مستكتر عليها انه يعوضها
قال فارس بتبرير : لا طبعا انا بحبها واكتر واحد نفسي اعوضها.. بس انا مش فاهم اية علاقة طلبها باللي حصل... قاطعهم سليم قائلا : علاقة ولا مش علاقه المهم تكون راضيه
نظر له فهد بامتنان لتقديره لحالتها النفسيه ثم نظر تجاه فارس قائلا :فارس اقفل كلام في الموضوع ده مش ناقصين نتخانق...
قال فارس : ماشي ياحامي الحماه... انا بقي اللي هظبط ليها الليلة دي عشان تعرف اني بحبها كمان
نظر اليه فهد بسخرية : ازاي ياسي فارس ماهو سليم خلص خلاص...
:بطل تريقة....لسة المباني انا بقي هجيب واحد صاحبي عنده شركة هندسية ضخمه هيشرف علي موضوع المباني ده ويخلصه من كله في شهر شهرين بالكتير
قال سليم : فعلا تقدر
قال فارس بثقة ; امال اية ده انا فارس الهاشمي........
............
قضمت مني شفتها السفليه وهي تستمع لكلام حور لتقول بعدم تصديق : انا مش مصدقة..!
قطبت حور جبينها : مش مصدقة اية؟
قالت بارتباك ; لا ابدا يعني ... متخانقش معاكي!
قالت حور : اتخانق اية بس يامني... بقولك قالي بيحبني...
قضمت اظافرها بغيظ لاحظته حور وهي تقول بسخرية : بيحبك اية بس... ماقلتلك بيمثل...
: بس.. ده قال انه... قاطعتها وهي تضع يدها علي كتفها باهتمام زائف: اه ياحبيتي شايفك ساذجة وبتصدقي فبيكمل الدور... اذا حال مكنتش امبارح سمعاه بيتفق مع امه تجوزه وانتي جاية تقولي بيحبك....
ياحور ده راجل والراجل لما مش بيوصل للي عاوزة بيبقي مستعد يعمل اي حاجة عشان يوصل لهدفه... فهماني
هزت حور راسها بعدم اقتناع : لا يامني معتقدش... بيبان اكيد وانا حاسة ان سليم مش بيضحك عليا
قالت بسخرية : وانتي تعرفي منين... كنتي عرفتي حد غيره
تضايقت حور من سخرية مني من مشاعرها واستغربت هذا الاصرار من جانبها علي جعل سليم بأنه كاذب لتقول : تقدري تقوليلي يامني لو هو فعلا بيمثل عشان اللي بتقوليه ده. لية معملش كدة وخلاص اية اللي هيمنعه... ؟ وخصوصا انه عرف يخليني اسلمله المرة اللي فاتت فلو كان ده هدفه بس اعتقد انه كان اسهله بكتير ياخده بدل اللي بيعمله معايا... واللي بيستحمله مني
اهتزت نظرات مني وخشيت من حور ان تكشف حقدها عليها ورغبتها بابعادها عن سليم لتقول باستدراك : انا بس خايفة عليكي ياحور وعاوزاكي تاخدي بالك
هزت حور راسها وهي تتطلع لمني التي تبتسم لها ولكنها تخفي سمها خلف تلك الابتسامه التي تحاول حور تصديقها...
.................
عاد سليم متأخرا للغاية تلك الليلة بعد ان قضي وقت طويل مع العمال لوضع أساسات بناء المدرسة ليفاجيء حور بها قريبا.. .. فتح باب الغرفة ودلف بهدوء ليجدها قد غطت في نوم عميق... اخذ دش ساخن يحاول ارخاء عضلات جسده المرهق بشده ليخرج بخطي زاحفه نحو الفراش....
.........................
وضعت وهج الطفل بفراشه وخرجت بهدوء لتجلس مع والدتها التي طلبت منها المبيت معها اليوم ليوافق فارس بعد صعوبه ان يقضوا اليوم بمنزل ابيها.... كان فارس لم يعد بعد لتنتهز وفاء الفرصه وتحكي لوهج بغيظ ماحدث....
قالت وهج مهدئة اياها: يمكن مش قصدها ياماما
قلت وفاء بعصبيه : بقولك البت الخدامه قالت إنها مش عاوزة تنزل لما عرفت بوجودي
: معلش ياماما احنا برضه منعرفش ظروفها كفاية اللي هي فيه
قالت وفاء بحدة : هو كل ماهكلم حد هيقف زي اللقمه في الزور ويقولي ظروفها ومعرفش اية.... مالها ظروفها هي كانت تطول تتجوز سليم الهاشمي
قالت وهج بهدوء : هو عشان ابنك بتدافعي عنه... بس انتي عارفة سليم كويس وعارفة هو صعب اد اية
لوت وفاء شفتيها بتهكم: كان زمان ياختي... بقي قطة ادامها ولا بيهش ولا بينش
ضحكت وهج من كلمات والدتها والتي تعرف بمقدار طيبتها التي تخفيها خلف عصبيتها الزائدة لتقول : ياماما... سليم برضه قطه
قالت وفاء بدفاع : بقولك اية يابنت انتي انا ابني راجل طول عمره.. هو بس اللي شكله دلعها حبتين فأنا تلاقيني مستغربه إنما لما هيقلب هيديها فوق دماغها
عادت وهج بتضحك مجددا علي غيرة والدتها الواضحة علي سليم من حور لتقول وفاء : بتضحكي علي اية يابنت انتي.. بقول نكت انا
كتمت وهج ضحكتها بصعوبه: لا ابدا ياماما... انا بس شايفاكي مزوداها مع حور حبيتن وماصدقتي تعملي حماه
قطبت وفاء جبينها قائلة : غصب عني ياوهج ماهي بعدت سليم عني
: ياحبيتي ده السرايا بتاعته جنبك
: برضه... كنت باخد بالي منه... تصدقي امبارح الاقيه بيشرب القهوة علي الريق عشان مستني الهانم تصحي
قطبت وهج جبينها قائلة بلهجة جادة : لا.. فعلا... ملهاش حق حور..
وكزتها وفاء بجنبها : انتي بتتريقي علي امك
انفجرت وهج ضاحكة : واقولك اية يعني ياماما هو سليم صغير هتجري وراه بالفطار
: وفيها اية مش مراته ولازم تهتم بيه وتدلعه بدل ماهي نكديه كدة
: يعني هو ده اللي مضايقك منها... انها مش بتدلع سليم
اشاحت بيدها قائلة : طبعا وهو انا لو شايفاها مريحة ابني هكرهها لية
قالت وهج بمكر : مايمكن مدلعاه ياماما وهو احنا قاعدين وسطيهم
هزت وفاء راسها : لا... البنت شكلها نكدية كدة
قالت وهج بعقلانيه : لا ياماما هي بس صغيرة وملهاش خبره في الحياة ولسة مصدومه من الللي حصل ومتنسيش ياماما ان ملهاش ام ولا اخت تنصحها.. لية بقي مستكترة ان سليم يهتم بيها شوية
عضت وفاء علي شفتيها بتأثر لكلمات وهج التي اصابتها في الصميم وقد نجحت في امتصاص غضبها الغير مبرر من حور لتغير موقفها تجاهها لرفق...
: الله يرحمها حسناء امها كانت طيبة
: واكيد حور زيها... احنا بقي نحاول نقرب منها وننصحها
:لما اشوف.....
.......
كان فارس قد وصل لتندهش وهج من تبدل حاله وفاء التي هتفت بترحيب : حمد الله علي السلامه ياحبيبي... اتفضل يافارس البيت بيتك... ثواني والعشا يكون جاهز... انا عملت الاكل بنفسي عشان خاطرك
انصرفت وفاء لتشرف علي تجهيز السفرة لينظر فارس تجاه وهج بدهشة من تلك المعاملة التي فاجاته بها وفاء لتضحك وهج قائلة : بتقنعك عشان تيجي عندها علي طول
ضحك فارس قائلا : لو هتبقي كدة علي طول وماله اجي....
قاما سويا ليجلسا علي الطاولة التي امتدت أمامهم عامرة باصناف الطعام الشهي ليقول رسلان : تسلم ايدك ياام سليم
: وانا عندي كام فارس عشان اطبخله
ضحكت وهج بخفوت فيما نظرت تجاه والدتها تلك التي تبدو حازمة جامدة في حين انها فقط تخفي طيبتها الزائدة....
........
......
تنملت حور بنومها حينما انتشرت اشعه الشمس بالغرفة لتشعر بذراع سليم ماتزال تحيطها فتدرك ان الوقت مازال مبكرا لتقرر إغلاق عيونها والاستغراق بالنوم مجددا.... فتحت عيونها الناعسة فجأه حينما لامست يدها صدره العاري لتستدير تجاهه بصدمه قبل ان توكزة في كتفه بحدة وهي تهتف : انت.. قوم
انتفض من نومه عابسا : في أية ياحور
: اية اللي انت عاملة ده
قال بعدم فهم وهو يبعد النوم عن عيونه :عملت اية ..؟! مانا نايم في حالي اهو
قالت بحدة : وانت ازاي تنام كدة اصلا...
نظر لنفسه لايفهم شئ... هل فعل شيئا ما وهو نائم..؟! لتقول بغضب وهي توكزة بصدره بقوة : فين هدومك ازاي تنام كدة
تنفس مطولا يلعن بجميع الألفاظ بسره اليوم الذي فكر به باختطافها لتعذبه باقي حياته فكل هذا لانه عاري الصدر... :انتي مصحياني كدة عشان تقوليلي فين هدوومك
: ايوة طبعا... مش كفاية اني سايباك تنام جنبي كمان نايم كدة...
انقلبت نظرته للمكر وهو يراها بتلك الحمرة الخاجله ليقول : الجو حر... انا مش عارف انتي مستحمله الهدوم دي ازاي
قال هذا وتجرأت يده نحو ازرار سترتها ليشهق فجأه حينما القت نحوه ذلك الشئ ليجده ريموت المكيف وهي تقول : حران تشغل التكييف...
قالت كلماتها وغادرت الفراش وهي تضرب الأرض بقدماها وتقطب جبينها كالاطفال تبرطم بخفوت ; قليل الادب صحيح
اختفت خلف باب الحمام ليضرب سليم كفاه:مجنونه والله.. دا انا جوزها...
................
وقفت حور تهندم من ملابسها قبل النزول لسليم الذي سيصطحبها لوالدها بدلا من السائق الذي مرض اليوم فيما انتظرها بالحديقة يتناول قهوته قبل الذهاب...
...........
وقفت مني علي بعد خطوات من سليم بعد ان قدمت له القهوة تتطلع نحوه بهيئته الكامله وكل انش بها يحقد علي حور لامتلاك رجل كهذا بالرغم مما تفعله معه الامانه مايزال متمسك بها يفعل المستحيل لارضاءها... شهقت حينما امسكها امها من معصمها بشده تسحبها للداخل... لتقول : اييية ياماما سيبي ايدي
قالت سعاد بحدة : اية حكايتك يابت انتي
: حكاية اية؟
: حكايتك مع سليم بيه... اية فكرك انا مش واخجة بالي من اللي بتعمليه
قالت بارتباك ; انا معملتش حاجة..
قالت سعاد بغضب : وانا مش هستناك تعملي حاجة... من النهاردة حسك عينك تشوفك ناحيته... عيب اختشي علي دمك دي حور بتعتبرك زي اختها تقومي تبصي لجوزها مش كفاية اللي حصلها
اندفعت تدافع عن نفسها وهي تخفي غيرتها من دفاع امها عن حور : انا برضه ياماما... ابتاعت كلامها حينما وجدت حور تقترب منهم باستفهام : اية يا داده مالك بتزعقي لمني لية
قالت سعاد بتعلثم : ابدا... ابدا يابنتي... انتي عارفة انها مبتسمعش كلامي...
فجأه راودتها فكرة خبيثة لتقول مني بحزن زائف: قوليلها ياماما الحقيقة..
انصدمت سعاد من بجاحة مني التي التفتت تجاه حور التي قالت بقلق : تقولي اية يامني
: ابدا ياحور.. كنت باخد رأيها انك تتوسطي ليا عند سليم بيه يشغلني عنده وهي رفضت زعاوزاني استغل معاها هنا
وضعت سعاد يدها علي فمها غير مصدقة كدب ابنتها ومراوغتها بتلك الطريقة ولكنها مضطرة للصمت والاكتفاء بنظرات الوعيد لمني التي تجاهلتها مقررة المضي قدما في فكرتها لتقول لسعاد باسف : خلاص انا هسمع كلامك ياماما...
ربتت حور علي كتفها قائلة : لا طبعا يامني انتي خلصتي الجامعه حقك تشتغلي.. انا هكلمك سليم ولو مرضيش هكلم بابا يخلي فهد يشغلك
احتضنتها مني بفرحة : شكرا يااحلي صاحبه في الدنيا
: متقوليش كدة انتي عارفة غلاوة داده سعاد عندي واني بتعتبرك زي اختي
نظرت سعاد لابنها باحتقار وهي تري حور تعاملها بتلك الطريقة فيما ابنتها كالحية الغادرة لتركض نحو المطبخ غير محتمله المزيد من تصرفات ابنتها التي تحتاج لاعادة تربيه....
داده نادتها حور لتقول مني... سيبيها انا هبقي اصالحها.. المهم بقي متنسيش تكلميه
اومات لها :متقلقيش......
..... .........
تم
ردحذف