المتملك والشرسه الفصل التاسع

4


 
جلست شهيرة في الحديقة تضع ساق فوق الاخري ترتشف قهوتها ببطء لتأتي اليها زينب بالهاتف الذي تعالي رنينه: تليفونك ياهانم

تناولته منها وهي تقول :روحي انتي

جاءها صوت سهيلة لتقول : ازيك ياحبيتي؟

: انا كويسة... المهم عاصم.. صحيح اللي سمعته ده

: للأسف ياسهيلة عنده مشاكل كتير اوي اليومين دول

قالت سهيله بنبره ناعمه : انا كلمت دادي يتدخل ويحاول يحل المشاكل دي ...عاصم صعبان عليا جدا 

قالت شهيرة بثقه : متقلقيش ياسهيلة انتي عارفة عاصم قدها

: اه طبعا ياطنط بس ده برضه ابو ابني... يعني مقدرش مقفش جنبه

... صمتت لحظة ثم سألت شهيرة : هي البنت دي رجعت معاه ياطنط

طرقت شهير ة باصابعها علي الطاولة وهي تقول: ايوة

تهدج صوتها وهي تزيف بكاؤها... كدة برضه ياطنط تسيبيه يجبها بيتي...تراجعت لتقول بسرعه.. قصدي بيت حضرتك

تنهدت بحنق: هعمل اية يعني؟ هطردها ... !

ده بيتك انتي وابنك ياحبيتي اكيد بس برضه عاصم مش هيسمح اني اطردها من هنا 

قالت سهيله بخبث.. يبقي تعملي اللي اتفقنا عليه ياطنط بسرعه ..

: متقلقيش ياسهيلة... انا بس مستنية الوقت المناسب وهقوله 

وضعت الهاتف امامها وهي تنادي علي زينب الشغالة.... زينت

هرعت اليها نعمات وهي تقول : افندم ياهانم

: فين زينب؟

قالت : فوق في اوضه الهانم...

قطبت جبينها وانطلق الغضب بعيناها... هانم.. مين ؟

قالت بتعلثم... مرات عاصم باشا... اااصل الباشا قبل ماينزل بلغها تطلع تشوف طلباتها وهي طلعت توضب الشنط وهتنزل علي طول

قالت بعصبيه... روحي من قدامي واندهيها فورا... ومحدش فيكوا يعمل خطوة من غير مااعرف.. يلا امشي

ركضت من امامها تجاه السلم صاعدة حيث غرفه زينه.....

كانت ماتزال جالسة مكانها حينما سمعت طرقات علي الباب.. ادخل

دخلت بعدها زينب تلك المرأه الاربعينيه التي نظرت لها قائلة.. انا زينب الشغالة.. عاصم باشا بعتني اشوف طلبات سيادتك وافضي الشنط

: اهلا يازينب... انا زينه

: اتشرفت ياهانم

: لا بلاش هانم دي

:لا ازاي ياهانم 

: طيب قوليلي يامدام وخلاص

انحنت زينب تجاه احد الحقائب لتهم بفتحها لتقول زينه.. سيبيهم يازينب انا هفضيهم

قالت باستنكار.. لا طبعا ياهانم ده شغلي

:قلنا بلاش هانم... سبييهم انا فاضية وزهقانه وهفضيهم انا..

هزت كتفيها باستسلام.. طيب تأمري بحاجة تانية.. اجهز لحضرتك الغدا دلوقتي

هزت راسها.. لا مرسي تقدري تروحي انتي

خرجت زينب تنظر بدهشة لتلك الفتاة الرقيقة المتناقضة مع تلك المتعجرفة سهيلة والتي اعتادت تعنيفهم.. اصطدمت بنعمات التي كانت تركض تجاهها في الرواق... اية يانعمات مش تفتحي

: الحق عليا اللي جيت اجيبك... شهيرة هانم شايطة

قطبت حبينها... لية بقي ؟

: اول ماعرفت انك طلعتي للهانم الجديدة وهي شاطتت وقعدت تزعق وقالتلي محدش يطلعلها من غير اوامرها

تنهدت زينب وهي اقول: عموما هي مرضتش تخليني اوضب الشنط.. وقالت هتوضبها هي 

وضعت نعمات يدها علي فمها.. يالهوي يازينب وسبتيها ده الباشا لوعرف... قاطعتها ; هي اللي قالتلي وبعدين دي طيبة اوي مش زي التانية اللي كانت طول اليوم شخط ونطر

: طيب تعالي بقي ننزل قبل ماشهيرة هانم تبهدلنا

.......

قضت زينه بعض الوقت في توضيب الملابس بالخزانه الضخمه والتي كانت منظمه بعناية شديدة عكس خزانتها التي كانت فوضويه ككل شيء بحياتها ولكن يبدو أن حياتها ستتغير كثيرا بهذا المنزل 

بعد ان انتهت وقفت تتأمل ملابسه التي رتبت بعناية والي تلك الطاولة الزجاجية التي احتوت ادراج مليئة بالساعات الفخمة التي تخصة والي ربطات عنقه وقد وضع عليها زجاجات عطره الساحر لتجد قلبها ينبض بالاشتياق له والحنين لرفقته التي اعتادتها الايام السابقه  ... انها بالتاكيد لم تنسي تغيره الذي ابداه تجاهها منذ الصباح ولكنها لاتنكر انها تحبه.. تحبه وبشده في كل حالاته... مؤكد لدي عودته سيعتذر منها فهو فعل ذلك من أجل تلك المشاكل بعمله... عادت للغرفة تنظر في ارجاءها التي لاتشبهها... انها لاتحب تلك الفخامه الزائدة والألوان الكلاسيكية... فجأه الح علي عقلها سؤال... هل تلك الغرفة كانت له مع زوجته السابقة... هزت راسها تحاول طرد تلك التخيلات التي طرات علي عقلها لتتخيلة يشارك فراشه مع امرأه اخري واشتعل نيران غريبه بقلبها بينما لأول مرة تشعر بالغيرة .... مدت يدها تبحث عن هاتفها انها بحاجة للتحدث لهشام الذي أجاب عليها علي الفور .... زينه حبيتي عاملة اية؟

جاهدت لإخراج صوتها طبيعيا.. الحمد لله يااتش.. طمني عليك عامل اية من غيري؟

: المكتب ملوش طعم من غيرك يازينة... حتي العيال لما رجعوا من دهب ساكتين بيشتغلوا من غير ولاحس...

زمت شفتيها وشعرت بحنين يجتاحها لكلمات هشام لتتذكر أيامها بالمكتب معهم وقد كانوا جميعا كالعائلة يتناولون الطعام سويا ولايخلوا اليوم من ضحكتهم ومزاحهم سويا عكس يومها في تلك الغرفة الكئيبه... زينه جاءها صوت هشام الذي شعر بوجود خطب ما حينما طال صمتها: اية يازينه سكتي ليه؟

اخفت حزنها لتقول بمزاح: ابدا يااتش... طلعت عندي دم في الاخر واتاثرت بكلامك... انتوا وحشتوني اوي..

لم يجد بد من سؤالها : عاصم عامل معاكي اية؟

قالت بصوت مرح : كويس.. كويس يااتش متقلقش

سألها هشام بتوجس : طيب انتي قابلتي شهيرة ولالسة

ظلت صامته تحاول اختيار كلماتها فهي اخته قبل أي شئ... اه.. قابلتها

قال بقلق ابوي: ضايقتك يازينه..؟

: لا.. لا احنا حتي متكلمناش.. عاصم عرفنا علي بعض بسرعه عشان كان لازم ينزل عنده كام مشكله

:اه عرفت... بس متقلقيش عاصم هيحل كل حاجة

: بجد.. يعني... قاطعها وهو يقول : طبعا يازينه متقلقيش عاصم قدها ... المهم انتي خلي بالك من نفسك ولو احتجتي اي حاجة قوليلي

.............


تركت الهاتف من يدها لتخرج لتلك الشرفه الواسعه والتي طلت علي تلك الحديقه الضخمة المحيطة بالمنزل والتي امتلأت بالاشجار المختلفة.. ظلت جالسة وقت طويل وكانها تخشي الدخول لتلك الغرفة قبل معرفة هل كانت لسابقتها او لا...

بقلم رونا فؤاد 

....

.....

دخل عاصم بخطواته الواثقة لمكتبه وخلفه رامز الذي كان يعطيه بعض الأوراق للنظر اليها في حين اسرع المحامي مدحت تجاهه وهو يقول: انا لسة واصل من المينا ياعاصم بيه وافرجوا عن الشحنات كله تمام.

:وعرفت اية اللي حصل؟ 

:. بيقولوا كان في كام بلاغ كيدي عن وجود ممنوعات ولما اتحققوا منهم افرجوا عن شحنات الاسمنت

تابع حديث المحامي وهو ينفث دخان سيجارته ليتدخل رامز بتعليق : ده نفس اللي حصل في تصاريح الكوماوند بلاغات ان في قضايا علينا... عاصم انا حاسس ان في حد بيحاول يضربنا في السوق

قال عاصم بتهكم :  وانتوا ليه واخدين بالكم ....

نظر إليهم بتوبيخ ثم تابع : من دلوقتي هتعرفوا مين اللي ورا كل اللي حصل ده.. فاهمين

هز مدحت راسه... طبعا ياعاصم بيه انا فعلا خليت رجالتي تشتغل في الموضوع ده

هز راسه ليقول.. انا هستاذن عشان عندي شغل

أشار له لينصرف لينظر لرامز الجالس امامه وهو يقول بحده : ايه يارامز التهريج ده ... بقي كل ده يحصل وانت نايم علي ودانك ...انت عارف انا خسرت اد ايه النهارده بسبب العطله دي 

قال رامز بدفاع عن نفسه : وانا قصرت في ايه بس  ياعاصم وهي أول مرة تسبب عليا الشغل.. المرة دي حد مرتب كويس اوي للي بيحصل..

ترك مكتبه ليتجه لتناول احد الزجاجات الموضوعه علي تلك الطاولة الانيقة ويبدأ بسكب ذلك المشروب فقد شعر بحاجته له...ليقطب رامز جبينه قائلا :عاصم انت بقيت مزودها في الشرب الفترة دي..مش واخد بالك ولا ايه 

قال عاصم بعدم اكتراث : عادي يارامز بس اللي حصل في الشغل مضايقيني شويه 

قال رامز باخوية : ماكل حاجة اتحلت.. سيب اللي في ايدك دة وروح ارتاح 

لؤي عاصم شفتيه بسخرية.. اية خايف عليا ياواد انت 

ضحك رامز ليقول غامزا: ااه.. الحق عليا خايف تطردك برا الاوضه لما ترجعلها سكران وش الفجر 

ضربه علي مؤخرة راسه..مش عاصم السيوفي يالا الي ينطرد ..

نظر له رامز حينما المتعت عيناه فور ذكر زينه التي لاحت صورتها امامه لينظر في ساعته الانيقة قائلا : بس تعرف عندك حق انا سبت زينه لوحدها كتير 

انحني رامز امامه وهو يقول بمكر :... من امتي ياحنين؟ ماكنت بتسيب سهيلة بالايام ولابتعبرها 

تناول سترته يرتديها وهو يقول : حظك اني مش فايقلك.. يارامز الكلب انت 

تعالت ضحكته الصاخبه... اجري يابن السيوفي قبل ما تقفل الباب في وشك  

القاه عاصم بالمنفضه الزجاجية ليتفاداها ببراعه وتتحطم لاشلاء في الحائط... ليضحكا سويا فيما يتبعه صوت عاصم.. وحياة امي لاوريك...

أوقف سيارته في مكانها وتناول ذلك الكيس المنمق بيده ليدخل للمنزل الذي كان هادئا لتستقبله نعمات... حمد الله علي السلامة ياعاصم بيه. 

: اهلا يانعمات .. ماما نامت 

; أيوة ياباشا... 

: شفتي طلبات زينه هانم زي ماقلتلك.. 

: هي مطلبتش حاجة يابيه وطول اليوم في اوضتها .... تحب سيادتك اجهز العشا 

اومأ لها قائلا :ماشي .... 

صعد الدرج بخفه ليفتح الباب بهدوء وبالتاكيد يتوقع العاصفة التي بداخله..!! 

كانت جالسة علي الاريكة تقضم شفتيها بعصبيه فقد ملت من جلوسها بتلك الغرفة طوال اليوم... اشاحت بوجهها فور رؤيتها له يدخل من الباب.. لتعود ناظرة اليه بدهشه حينما تحدث بنبرة ناعمه.. مساء الخير ياحبيتي 

انها حقا لاتفهم شئ..!! 

الان يتحدث بتلك الطريقة الهادئة بعد عصبيته وتجاهله لها طوال اليوم؟ 

اقترب منها لينظر اليها... اية يازينه بكلمك مش بتردي ليه؟ 

قالت بحده.. وهو انت لسة فاكرني دلوقتي 

خلع سترته وجلس بجوارها وهو يقول: معلش ياحبيتي انا عارف اني انشغلت عنك النهاردة بس غصب عني... امسك بيدها لتشدها منه بعصبيه وهي تقول : واتعصبت عليا... انت.. قاطعها وهو يتناول ذلك الكيس الورقي الفخم من جواره ويخرج منه علبه من المخمل السوداء ويقترب منها هامسا.. متزعليش يازينه.. انا محبتش اروح غير لما اجيبلك الهدية دي اصالحك بيها 

فتح تلك العلبه ليتلالا منها سوار من الالماس مرصع بالاحجار ومعه خاتم يلائمه... ابتسمت بفتور قائله : وانت كدة بتصالحني.. بهديه .!! 

قالتلها بتهكم ليهتف عاصم بغضب من تهكمها منه وهو يلقي بالعلبه بجوارها قائلا :امال عاوزاني اصالحك ازاي؟ 

اشاحت بوجهها حينما تحدث مجددا بتلك العصبيه اليها وتركها واتجه الي الحمام.... انها بتأكيد تحلم فهذا ليس عاصم الذي كانت تعرفة... يتعصب عليها لاتفه سبب ولايعترف بأنه أخطأ في حقها هذا الصباح... خانتها احد دموعها لتنزل علي وجنتيها الناعمه .. لتمد يدها تمسحها في نفس اللحظة التي خرج بها عاصم بعد ارتداء ملابسة... 

تنهد بضيق حينما رآها تبكي ليرق قلبه علي الفور ويقترب منها يمرر يده علي ذراعها.. مناديا اسمها برفق ; زينه 

اجفلت من لمسته وابتعدت عنه ولكنه أصر وامسك بذراعيها وادارها تجاهه وهو يقول.. ممكن افهم بتعيطي لية دلوقتي.... خانتها دموعها امامه لتنزل مجددا فهل يتسال عن سبب بكاؤها..؟ ،ليمد انامله نحو وجنتيها يمسح دموعها ويحتضنها بحنان... بس.. متعيطيش يازينه.. انا اسف ياحبيتي مكنش قصدي ازعق.. بس انا متعصب النهاردة شوية.... نظرت له وقد لانت نبرته تماما وزاد من احتضانه لها ليلتصق صدره القوي بجسدها وهو يقول..ماانا رجعت اصالحك وانتي اللي استفزتيني بطريقتك 

عضت علي شفتيها فهو محق..!! 

ليقنعها كعادته حينما رفع وجهها اليه : بدل ماارجع الاقيكي مستنياني تنسيني تعب اليوم.. الاقيكي قاعدة مكشرة... واحاول اصالحك تكلميني كدة... 

حاولت الدفاع عن وجهه نظرها... بس ياعاصم انت اتعصبت عليا وطول اليوم مهنش عليك تكلمني حتي مرة واحده تتطمن عليا و... قاطعها بنفاذ صبر.. مش قلنا خلاص بقي يازينه.. 

ابعدت يده عنها تنظر له بحنق وقد عاد مجددا للتحدث معها بتلك الطريقة..وهو نظر لها بغضب... . انها فعلا تثير جنونه بكثرة جدالها فهو قد عاد باعصاب مرهقه يريد منها ان تنسيه تعبه بين احضانها وهي تتفنن بالشجار وهو ليس بمزاج يسمح له باحتواء غضبها.. كلاهما محق ولكن كل من وجهه نظره..!! 

استمع لتلك الطرقات علي الباب... العشا جاهز يابيه

:نازلين

التفت اليها قائلا : يلا نتعشي 

لفت ذراعها حول صدرها قائلة. : مش عاوزة اكل 

نظر اليها بضع لحظات فإن ظلت تجادله لحظة اخري سيفقد عقله بالتاكيد ليزفر مطولا وهو يقول:طيب... براحتك يازينه 

اتجه ناحيه الفراش يرفع الغطاء بغضب ويستلقي فوقه بضع لحظات ظلت واقفة مكانها ليقول اخيرا حينما وجدها ما تزال واقفه مكانها :  مش هتنامي 

نظرت اليه وقررت ان تتحدث لتقول: عاصم 

همهم دون النظر اليها لتقول: هي دي كانت أوضة.. اوضه.. قاطعها وهو يضغط علي كلماته وقد فهم مقصدها... لا.. 

اقتربت من الجهه الاخري من الفراش لتستلقي فوقه توليه ظهرها.... لتشهق بمفاجأه حين وجدت ذراعه تمتد تجاهها وتجذبها نحوه ليضع راسها فوق صدرها ويلف ذراعه حولها يحاصرها حين اخذت في مقاومته وهي تقول; اوعي انا زعلانه منك 

ازداد من احتضانه لها ليضع احدي قدميه فوق قدميها يلفها بجسده كله يغمض عينه بارهاق وهو يقول هامسا بتعب:ازعلي مني زي مانتي عاوزة الصبح هبقي اصالحك بس دلوقتي سيبيني انام في حضنك.... توقفت عن مقاومته وقد لامست كلماته المرهقه قلبها بحاجته للنوم بحضنها... لتجده يريح راسه اكثر علي صدرها وماهي الأ ثوان وقد بدأت أنفاسه المنظمه تتعالي ببطء فادركت انه قد ذهب في النوم سريعا وكأنه كان بحاجة لاحتضانها بين ذراعيه ليستطيع النوم... هزت راسها تنظر اليه وقد رق قلبها وهي تنظر لوجهه النائم بهدوء فوق صدرها لتمد يدها تمررها بحنان بين خصلات شعره المتناثرة برقه علي وجهه... تعبتني معاك ياعاصم.. انت مين ؟! انا مش فهماك 

 حدثت نفسها قبل ان ياخذها سلطان النوم سريعا بعد ان شعرت بالدفء يلفها من حرارة جسده الملتف حولها بحب.. 

في الصباح 

فتحت عيناها ببطء لتجده مايزال يحتضنها بين ذراعيه القوية ولم يمر وقت طويل لتشعر به يتحرك دليل علي استيقاظة... مرر يده علي وجهه يبعد النوم عن جفنيه وينظر اليها وقد كانت تتطلع اليه... صباح الخير قالها برقه لتظل تنظر اليه دون قول شئ... زينه مالك؟... اوعي تقولي زعلانه 

هزت راسها وهي تقول: عاصم انا مش فهماك... انت شوية تتعصب عليا وشوية تكلمني بحب... انت اية 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيه واقترب منها يتطلع اليها ببطء وقد اغرته شفتيها الكرزية التي اشتاق لها فمر يومان لم يتذوقها ليهمس بجوارها.. انا عاصم... حبيبك ولانسيتي... نظرت له بعدم فهم ليحيط قدماها بقدمه اكثر ويقول بنبرة ماكرة.... بطلي تعانديني وانتي هتلاقي عاصم اللي بتحبيه.... زينه انا راجل عاوز يرجع بليل يلاقي مراته بتدلعه مش بتتخانق معاه 

فتحت فمها لتعترض ليشعر بها ويسرع بتناولها بين شفتيه يلتهمها في قبله شغوفه اشتاق لها.. شششش كفاية خناق 

قبلها مجددا وغابا وسط قبلتهم قبل ان يبتعد اخيرا وهو يلهث 

حينما استمع لتلك الطرقات علي الباب...ليقول بضيق : ايوة 

: انا زينب يابيه... شهيرة هانم مستنية سيادتك علي الفطار.. 

: نازل علي طول 

عاد اليها وقد شعر بتغيرها علي الفور ليقول... اية تاني ؟

تنهدت ناظرة اليه وهي تقول: مفيش 

: طيب يلا عشان ننزل نفطر مع ماما 

:ينفع نتكلم مع بعض شوية الأول... 

اعتدل جالسا ليتناول علبه سجائره من علي الكمود بجواره ويشعل احداها بولاعته الذهبيه وهو يغمغم بضيق . اتفضلي يازينه 

اخذت نفس عميق وهي تقول : انت لازم تفهم اننا معرفناش بعض كويس... ممكن اكون مش فهماك فأنت لازم تساعدني افهمك... عاصم انا تقريبا مش عارفة حاجة عنك... ولاعن حياتك

:عاوزة تعرفي اية؟ 

: كل حاجة... بتحب اية.. بتكره اية.. يعني اية بيضايقك عشان معملهوش 

: اللي بتعمليه دلوقتي ده بيضايقني

ضيقت عيناها... اللي هو اية؟ 

: التحقيق اللي علي الصبح ده... 

زمت شفتيها بغضب ليتنهد قائلا : كملي يازينه البي عاوزة تقوليه بس لعلمك دي اخر مرة تفتحيلي التحقيق ده

قضمت شفتيها بعصبيه وهي تقول : طيب بالنسبه لمامتك حاسة انها بتكرهني جدا ومن غير سبب.. 

قطب جبينه... وهي هتكرهك لية.. تلاقي بس بيتهيألك.. هتتعرفوا علي بعض كويس وهتلاقي انها لطيفة 

اومات له علي مضض لتكمل : طيب وبالنسبه لطليقتك

اشتعلت عيناه بالغضب وهو يقول بتحذير : افتكر اني قلتلك قبل كدة مش عاوز اتكلم في اللي فات 

قالت باصرار: بس انا عاوزة اعرف.. علي الاقل 

أطفأ سيجارته بغضب هاتفا . زينه وبعدين معاكي 

نظرت اليه بخشيه من نبرته القوية التي تحدث بها لينظر اليها وهو يكبح تلك النيران التي اندلعت في بحور عيناه لتتلاقي بانهار عيونها العسلية ويقول بصوت اجش.. لية يازينه بتوصلينا لكدة... رفع ذقنها نحوه... قلتلك انسي كل اللي فات فكري بس في حياتنا مع بعض لية بقي مصممه تخليني اضايقك بالشكل ده... انا عارف ان عندك فضول تعرفي كل حاجة وانا هريحك ياستي.. اتجوزت شهرين بعدها طلقتها عشان محبتهاش.. 

نظرت له قائلة.. بس كدة 

: اه بس كدة 

بالتاكيد لديها الكثير من الأسئلة ولكنها قررت الاتتحدث مجددا ويكفي انه رضخ لرغبتها واخبرها فتلك بداية جيدة... رسمت ابتسامه خفيفة علي شفتيها وهي تقول : مكنش قصدي اضايقك.. 

ظل صامت لتداعب شعره بخفة... ماقلنا خلاص بقي 

: خلاص يازينه..


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !