المتملك والشرسه الفصل الثاني عشر

3


 الفصل السابق
لم يعد عاصم  تلك الليلة للمنزل بعد ان فضل قضاء الليلة في احد الفنادق برفقة خاله الذي رأي انه من الأفضل عدم عودته وهو يشعر بالغضب من طلبها للطلاق ووعده بأنه سيتحدث معها ليحاول الحصول علي فرصه اخري لعاصم قائلا

:انا هتكلم معاها ياعاصم بس لو صممت اوعدني انك هتنفذ رغبتها 

هتف بغضب : لا طبعا مش هيحصل...

:وانا مش هسمحلك تجبرها تعيش معاك لو هي مش عاوزة

نفث دخان سيجارته دون أن ينطق ليقول خاله: ده شرطي عشان أتدخل...موافق

قال بحزم... قلت لا... طلاق لا

بداخله هذا هو الرد الذي انتظره فهو يريد رؤيه تمسكه بها... 


دخل الي الغرفة ليجدها قد استيقظت ووقفت تمشط شعرها الذي انسدل حول وجهها كشلال ثائر ليتوقف مكانه يتأملها ويشعر باشتياق شديد لها.. ... تلاقت أعينهم للحظة من خلال المرأه لينظر اليها بندم قائلا بنبره عذبه : صباح الخير

لم تجب عليه لتدير وجهها سريعا وتلقي الفرشاه من يدها وتعود لجلستها علي طرف الفراش... استحم وارتدي ملابسه ليقف امام طاوله الزينه يعدل ربطه عنقه وهو يقول بهدوء: مش هتنزلي تفطري 

ظلت بلا رد ليقول متنهدا من صمتها : عموما... هشام تحت لو تحبي تقابليه

نظرت له قائلة بلهفة.. بجد 

اخفي امتعاضه بأنها لم تتحدث معه ولم تجب عليه إلا حينما أخبرها بوجود خاله...لتقوم من مكانها و تتوقف لدي باب الغرفة وهي تقول له.. انا نازله اشوفه 

نزلت الدرج بخفه لتتجه الي الحديقة حيث جلس هشام الي الطاولة الممتده تحت الأشجار... اتستعت ابتسامتها لرؤيته فيما اسرعت لاحتضانه لتجد يد عاصم تضغط علي مرفقها وتوقفها.. التفتت اليه بدهشة.. لتجده ينظر اليها بغضب فتقول : سيب ايدي 

: يبقي متفكريش تقربي من راجل غيري 

قطبت جبينها بحده .. انت اتجننت ده زي ابويا.. 

قال ببرود:وزي ابويا انا كمان بس برضه لا 

...اخفض صوته قائلا :انا بغير عليكي ومستحملش اشوفك في حضن حد غيري

كادت ان تتحدث لولا أن رأت نظره هشام لها لتصمت. هو يقول:خلاص يازينه اسمعي كلام جوزك 

قال عاصم بمرح.. . عاقل يااتش 

وكزة خاله بذراعه : لا بس عارف انك مجنون 

جلست بغضب سرعان ما نسته وهي تنظر لهشام بلهفة... وحشتني اوي يااتش.. 

: وانتي كمان يازينه المكتب من غيرك وحش اوي 

ابتسمت له : وحشتوني اوي 

جاءت زينب بالافطار ليقول هشام... هي شهيرة لسة نايمه.. 

هزت راسها. ايوة يابيه 

: طيب لما تصحي بلغيها ان انا هنا 

: امرك 

تناولوا الافطار وعيونه تتطلع اليها بسعادة لرؤيه القليل من الشغف عاد اليها وهي تتحدث مع خاله... وقد وجد ان الوقت مناسب لتركهم سويا .. ليقول:انا هخلص شوية شغل في المكتب ياهشام... 

اومأ له وهو يقول: خليهم يبعتوا قهوة ليا انا وزينه. 

: حاضر 


غادرهم عاصم لتقضي بعض الوقت برفقة هشام بتجاذبون أطراف الحديث ليسألها هشام في النهاية : مالك يازينه؟ انتي مش مبسوطة 

هزت كتفها.. مفيش انا كويسة.. بس يعني لسة مش متأقلمه علي الحياة دي.. 

; وعاصم.. 

اخفت ارتباك عيناها سريعا.. ماله عاصم؟ 

: مزعلك.....!!! 


كان عاصم يقطع الغرفة ذهابا وايابا بترقب ينتظر هشام الذي طالت جلسته مع زينه... ازاح الستارة التي تغطي تلك النافذة الزجاجية الضخمه لينظر من خلفها ليراها ماتزال جالسة مع خاله مسترسلين في حديثهم... ليعود جالسا خلف مكتبه... اهدي بقي ياعاصم.. اية اللي جرالك عمرك ماكنت كدة... كان يحدث نفسه ليدخل اخيرا هشام للغرفة... قال بصوت لهيف.. اية ياهشام كل ده بتتكلموا... ها قولي وصلتوا لأية 

هز هشام كتفه...متستهلهاش فعلا.. 

ليقول بجبين مقطب:يعني اية؟... 

صمت لحظة ليندفع... اوعي تقولي طلقها .. مش هيحصل لو انطبقت السما علي الارض مش هيحصل 

ضحك هشام بصخب لينظر اليه عاصم بتساؤل... مش بقولك متستهلهاش... ربت علي كتفه ليقول عاصم : اقنعتها؟ 

هز رأسه نافيا... لا... متكلمتش معاها اصلا في الموضوع.. سألتها انتوا زعلانين قالت لا ومرضتش تطلع اسرارك بره وقالتلي انكم كويسين مع بعض... احترمتك ومرضتش تهز صورتك في عيني وفضلت تحتفظ باسرار حياتكوا جواها 

جلس ببطء علي المقعد قائلا : يعني.. قاطعه هشام : يعني اكيد لسة بتحبك... انت بس جرحتها اوي فهددتك بموضوع الطلاق 

هز راسه موافقا.. ماهي مش قابلة اعتذاري

: حاول تاني وعاشر... زينه طيبة اوي وبريئه ياعاصم متخسرهاش... 

: طيب اعمل اية؟ 

: ابدء من الاول.. انتوا لسة مكملتوش شهر جواز... ابدء من جديد اتعرف عليها.. بتحب اية بتكرة اية افهمها وخليها تفهمك.. 


انتهي حديثهم ليخرج هشام متسائل عن اخته التي لم تظهر حتي الآن... طرق غرفتها ليدعوه صوتها للدخول... تعالي ياهشام 

: يعني انتي عارفة اني هنا من الصبح ومجتيش تشوفيني 

قالت بتهكم.. وانت عاوزني اقعد مع البنت دي.. مستحيل 

هز راسه قائلا :مفيش فايدة فيكي... البنت دي مرات ابنك ياشهيرة... 

: سهيلة هي مرات ابني وأم ابنه إنما البنت دي نزوة شوية وهيفوق منها 

قال بنرة قوية... سهيلة..!! تاني سهيلة.

انا نفسي افهم انتي شايفه فيها اية احنا مش شايفينه عشان تتمسكي بيها كدة 

ارتبكت نظرتها لحظة لتقول... انتوا ظالمينها 

قال بسخريه : ظالمينها..!! تستغفل جوزها وتستغله وتلهف فلوسه  وتقوليلي ظالمينها 

اشاحت بوجهها فلا يوجد لديها رد لتلك الحقيقة التي تدركها ولكنها مضطرة لعدم قولها...!! 

ليقول بجديه 

. اعرفي كويس ياشهيرة ان دي اخر مرة اتكلم معاكي في الموضوع ده.. عاصم عمرة ماهيرجع ليها ابدا.. حتي بسبب حملها ده قراره النهائي.. 


كانت زينه قد حزمت أمرها بعد حديثها مع هشام الذي ماان رأته حتي استعادت القليل من شخصيتها المتمردة والتي لن تخضع لشخصيه متملكه كعاصم الذي يوما بعد يوم بدء بمحو شخصيتها لتصبح كما يريد بسبب حبها له... انها تدرك جيدا حبها له كما تعرف انه يحبها ولكنه يحبها كما يريد هو فهو قياديا منذ ان وقعت عيناها عليه يريد امتلاكها لأن تلك رغبته فهو ليس بذلك الذي يتنازل عن تحقيق رغباته...ولا تنكر انها تحب شخصيته القوية المتملكه ولكنها لاتقبل ان يتمادي كما فعل وتدرك ايضا انه مهما وعد سيكرر فعلته فطالما هو يعتبرها ملكه لن يتغير وبما انها تعرف ان شخص كعاصم لن يقبل المساومه لذا عليها ان تاخذ هذا القرار.... ستختار كرامتها وتبتعد!! 

... توقف لدي باب الغرفة وقد اتسعت عيناه باستنكار حينما وجدها تجمع ملابسها بتلك الحقيبة... ضيق المسافة بين حاجبيه باستنكار بينما تجدد الامل بداخله بعد حديثه مع هشام ... زينه انتي بتعملي اية؟ 

قالت بهدوء واصرار; زي مانت شايف بلم هدومي وماشية من البيت ده بما ان انا طلبت الطلاق 

نظر اليها مصدوم ليقول باستنكار : طلاق...انا قلتلك مفيش طلاق 

: وانا مصممه 

قال باعتراض : قلت طلاق لا... لا يا زينه مش هيحصل 

اقترب منها وبدأ بفقدان سيطرته علي نفسه ليمسك بذراعيها ويقول بحزم : زينه...انسي موضوع الطلاق ده خالص

حاولت تخليص ذراعها منه 

فقربها منه أكثر ليقول بنبره هادئة فالحدة لن تجدي نفعا معها.. خلينا نتكلم مع بعض...نظرت له قائلة : هنتكلم في أية 

اقترب منها قائلا برفق : انا عارف اني زعلتك مني... بس انا مش وحش اوي كدة وانتي عارفة دة.. خفض نبرته لتصبح أنعم ونظر في عيناها ليقول باحساس لامس أوتار قلبها : انا بحبك يازينه وصدقيني انا ندمان علي اللي عملته... 

اغمضت عيناها بقوة تحاول الا تتاثر بكلامه لتشد ذراعها منه فيما اكمل... انتي بتحبيني وهتتعذبي زيي لو بعدنا عن بعض... 

قالت باعتراض: مش هينفع... مش هقدر انسي 

اقترب منها ومرر يده برفق علي ذراعها... انا هنسيكي.. 

اجفلت من لمسته ليبعد يده علي الفور حتي لايضايقها وهو يقول بحنان : قوليلي عاوزني اعمل اية عشان تسامحيني ياحبيتي وانا اعمله .. انا مستعد انفذ اللي تقوليه بس متبعديش عني....

بدأت مقاومتها تضعف وهو احسن استخدام اسلتحه تاره بكلماته الحنونه وتاره بعيناه التي نفذت باعماقها وتاره اخري بتذكيرها بحبه....!! 

نظرت للجهه الاخري تتنهد مطولا تفكر في كلماته تعلم انه نادم بالفعل ولايريد تركها وهي بداخل أعماق قلبها لاتريد الإبتعاد عنه ولكنها ايضا مازالت مجروحه من معاملته لها تلك الليلة. .... تتطلع اليها يحاول استنباط ماتفكر به ويلتمع بداخله الأمل فقد رأي في عيناها تراجعها.. لتلتفت اليه ناظرة لعيناه وهي تقول: مش هينفع ياعاصم 

مش هينفع نكمل مع بعض بعد اللي حصل

هز عاصم رأسه بانفعال : اللي مش هينفع اننا نبعد عن بعض ....زينه انا بحبك واللي حصل ده لحظه طيش وكان سببها الشرب مش اكتر 

نظرت له بعتاب : ماهو انت هتشرب تاني وتكرر اللي عملته

هز رأسه قائلا بجدية: لا يازينه وعد مني مش هشرب تاني ....نظر إلي عيونها برجاء : انتي بس سامحيني وادي حياتنا فرصه 

ابتلعت ببطء لترفع عيناها اليه : ولو سامحتك هتنفذ وعدك 

اوما لها : اكيد يازينه ...انتي بس سامحيني 

غالبت كل ذرة عقل لديها وسارت خلف دقات قلبها تتلمس الطريق المرسوم بالامال أنه سيتغير ...لترفع عيناها إليه قائله بتمهل وهي ترضي عقلها وكرامتها الجريحه: في حاجه كمان هتوعدني بيها 

نظر اليها بابتسامه وفضول وهو يهز رأسه : هنفذ اللي انتي عاوزاة 

تمهلت قليلا لتقول:مش هتقربلي 

نظر اليها باستنكار.. : يعني اية؟! 

قالت بحزم ;لازم تديني وقت زي مانا عايزة لغاية ماانسي اللي عملته فيا ومتضغطش عليا زي عادتك... يعني مش هتلمسني الا لما اصفالك خالص عشان ماكرهكش... 

نظر لها مصدوما ليرد باستنكار: انتي بتذليني يازينه... 

هزت رأسها.. لا..بس انا مش عاوزاك تلمسني حاليا واكيد مش هضغط علي نفسي 

إصابته فعلا حينما إرادت تعذيبه بتلك الكلمات ليقول : للدرجة دي..! 

ظلت صامته ولم تعقب ليقول باستسلام: ماشي يازينه زي ماتحبي مش هقربلك ولاافرض نفسي عليكي طالما انتي مش عاوزة 

ساد الصمت بضع لحظات لتقول بعدها : عندي طلب كمان.. 

نظر اليها دون قول شئ فقد جرحته كلماتها بشده وبدأ ذلك واضحا علي وجهه الممتعض : انا عاوزة ارجع اشتغل..!! 

هتف بحده بدون تفكير : لا طبعا.... 

نظرت له لحدته معها ليردف؛ انتي مصممه تستفزيني عشان ترجعي تقولي بتتعصب عليا 

لفت ذراعها حول صدرها : انا مش بستفزك بس انا بطلب حقي واظن انك اتجوزتني وانا ليا حياه عمليه وعارف اد ايه انا بحبها ... انا مش كرسي ولاتمثال هقعد في البيت محبوسه طول اليوم... 

تنهد بضيق قائلا : وانا مقولتش اتحبسي في البيت ... لو عاوزة تخرجي مش همنعك...اخرجي زي ما انتي عاوزة 

قالت بسخط ; وانا هروح فين؟

: روحي نادي... بيوتي صالون... اعملي شوبينج.. اللي انتي عاوزاه..

اشاحت بوجهها لتقول باستنكار ; انت عارف كويس اني مش كدة ولا دي حياتي ولاانا بتاعة نادي ولا شوبينج.. 

: متلويش دراعي يازينه... قلت شغل لا

; لا... لية هو مش تحكم وخلاص 

زفر قائلا : ونفرض وافقت هتشتغلي فين ان شاء الله

هزت كتفها قائله : اي مكان... هقدم في اي شركة أو مكتب .. انت عارف اني هلاقي شغل بسهولة

قال بغيرة واضحه : وانا المطلوب مني افضل طول اليوم افكر مدير ضايقك وزميل كلمك ولا مين اصلا بصلك بصة كدة ولاكدة 

قالت مدافعه عن وجهه نظرها : وانت تفكر في كدة ليه.. هو مفيش أماكن محترمة للشغل

قال بضيق ; وانا مش هخمن... شغل لا يازينه ....انتي مش محتاجه الشغل في حاجه 

التفتت اليه ونظرت له بتصميم قائله : مش لازم اشتغل عشان الفلوس ...انت مليونير ومع ذلك بتشتغل مع انك مش محتاج للشغل 

هتف بتلقائية: بشتغل عشان ده الطبيعي انا مش هقعد في البيت طول اليوم 

رفعت عيناها إليه بإصرار : وانا برضه مش هقعد في البيت طول اليوم ... حقي اشغل حياتي ويكون ليا كيان 

ازداد الاصرار في نبرتها لتتحداه قائله : ده شرطي عشان نكمل مع بعض لو موافقتش يبقي تطلقني ... ابتلعت كلماتها حينما اطبق علي ذراعها ليس بقوة وإنما بحزم وهو يقول بفحيح : اياك تنطقيها تاني...انا مش بحب لوي الدراع 

اغاظها تحكمه المفرط لتندلع بداخلها ثورة شراستها لتنظر في عيناه بقوة وتنظر اليه بتصميم ليري انها لن تتراجع بينما تقول : انا مش بلوي دراعك انا بطلب حقي 

.. مرت لحظات ظنتها بلا نهاية ليقول اخيرا راضخا فهو لايريد مزيد من المشاكل ويسعي لصلحها :.. ماشي... ماشي يازينه موافق 

اغاظها انه حتي حينما رضخ لشروطها أصر ان ينهي الأمر ببصمته...ولكنها ان تجادل فهو في الاخير رضخ لشروطها فيكفيها ماحققته الي الان.. 

اومات له.. ماشي

تركها لتسير خطوة مبتعده ليوقفها : زينه

التفتت له لينظر اليها لحظة ويقول: انا كمان ليا شرط

نظرت له بفضول دون قول شئ ليقول

: مش هقربلك.... بس هتنامي جنبي

قطبت جبينها بتساؤل ليقول ببراءه: ضهري اتكسر من النوم علي الكنبه

رفعت حاجبيها لتقول: يعني البيت الكبير ده مفيهوش غير السرير ده

: في كتير... بس دي اوضتي وده سريري واكيد مش هروح اوضه تانية واخلي الشغالين يقولوا الهانم طرداه برا.. رفع حاجبه ; ولااية

قالت بعناد : بس انت وعدتني... اقترب منها حتي كاد يلتصق بها ليهمس : طول مانتي مش عاوزاني مش هقربلك 

ابتعدت عنه بارتباك قائلة بتصميم .. اه طبعا مش عاوزاك 

ضحك بمرح قائلا ;خلاص خايفة تنامي جنبي لية 

نظرت له لترفع حاجبيها باستنكار... خايفة... لا طبعا 

: يبقي اتفقنا.....!!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. بعد ما خلصت حكاية عمر رجعت اقرا عصومي للمرة السابعة مثلا هو تاني احلي بطل بعد عثمان الباشا وانتي مبدعة ومتميزة جدااااااااا

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !