المتملك والشرسه ( الرابع والعشرون)

6


 القت زينه نظرة اخيرة علي مظهرها الذي بدا انثوي للغاية بهذا الثوب الفضي المخمل الذي لائم جسدها بروعه وقد جمعت شعرها لينسدل علي احدي كتفيها وقد وضعت احمر شفاه قاتم مع كحل عيونها الذي أبرز عسليتاها لتبتسم بثقة.... فاليوم خطبه مها ابنه خالتها وهي قررت استغلال الفرصه لاستفزاز عاصم الذي مازال يظن أنه المسيطر ..... نزلت درجات السلم بحذر فهي ترتدي حذاء بكعب عال ليلاءم فستانها.. 

ابتسمت لها شهيرة التي كانت جالسة بالأسفل تطالع احدي المجلات لتقول لها زينه : برضه مش عاوزة تيجي معايا ياطنط 

هزت شهيرة رأسها : لا ياحبيتي اتبسطي انتي... قاسم هيوصلك وهيفضل مستنيكي عشان يرجعك خلي بالك من نفسك 

اومات لها واستدارت خارجا لتركب السيارة متوجهه حيث مكان الحفل.... 


مساء عاد عاصم للمنزل بعد اتفاقهم في الصباح ليتذكر ركلتها له التي ربما المته ولكنه كان يبتسم ببلاهه فهو سعيد انها تاخذ حقها منه بأي طريقة ترضيها وأكثر ما يرضيه هو كلماتها بأنها قويه وتستطيع أخذ حقها إذن فليتركها تأخذه.... ابتسمت له شهيرة بسعاده لعودته... حمد لله على السلامة يا حبيبي 

: الله يسلمك ياماما.. خلي حد يطلع شنطتي فوق علي مااخد دوش وانزل نتعشي كلنا سوا.. 

هزت كتفها... هنتعشي انا وانت بس ياعاصم اصل زينه خرجت 

تسمر مكانه وظن ان اذناه خدعته ليستدير تجاه والدته مرددا... خرجت.!! 

: اه ياعاصم...راحت فرح بنت خالتها 

اشتعلت عيناه غضبا وهو يقول :خرجت لوحدها دلوقتي.... ومن غير ماتقولي..استشاط غضبا لتحاول والدته  تهدئته... وفيها اية ياعاصم... السواق معاها وبعدين ماهي قالتلي انا 

قال بغضب : وانا اية طرطور.... ايه مش عامله ليا حساب وكأني مش موجود 

قالت شهيرة مهدئه : يا عاصم متكبرش الموضوع.... اكيد مش قصدها ....انت مكنتش موجود وهي مكانتش ناويه تخرج بس انا شجعتها تخرج تغير جو 

هتف بحدة بينما استفزة دفاع والدته عنها مثلما كانت تفعل مع زوجته الأولي : ماما لوسمحتي متدافعيش عنها ... 

اتجهت والدته خلفه تحاول إيقافه ولكنه هدر بحده : ماما لو سمحتي 

توعدها بغضب وهو يندفع خارجا : ماشي يازينه اما وريتك... امسك بهاتفه محدث السائق... ايوة ياقاسم انتوا فين؟ 


استقبلها أمجد ابن خالتها بابتسامة وهو يقول : عامله ايه يا زينه 

ابتسمت له : الحمد لله 

قال بمجامله : اية الجمال ده ... 

...... مرسي ياامجد.. ابتسمت له وهي تمد يدها تصافحه لترتجف اوصالها بينما تري عيناه امامها تنظر تجاهها بغضب شديد لتردد اسمه بداخلها بخوف لم تحسب حسابه .. عاصم.. 

احتبس الهواء برئتيها حينما توقف امامها قائلا بوعيد:  بالسرعه دي لحقتي تنسي اتفاقنا 

قطب أمجد جبينه متسائلا :  حضرتك تعرفها 

رمقه عاصم بنظره نارية ساخرة :  حضرتي ابقي جوزها... 

ارتبك أمجد ليقول مستدركا :.اهلا انا امجد ابن خالتها...متاسف معرفتكش لاني محضرتش الفرح 

صافحه عاصم ببرود وهو يقبض علي يدها ليرغمها علي السير تاركا أمجد وحده 

... عاصم  هتفت بحنق..اية اللي انت بتعمله ده احنا قدام الناس 

وانتي قدرتي اوي اننا قدام الناس وانتي واقفالي مع راجل تاني عمال يقولك اية الجمال ده... 

: اية اللي انت بتقوله ده... أمجد أبن خالتي وزي اخويا وبيجاملني بكلمتين 

صاح بحدة... بلا اخوكي بلا زفت... انتي زودتيها اوي يازينه.... قلتلك متلبيسش كدة ولا كأنك سمعتي حاجة... ده غير طبعا انك خرجتي  من غير ماتقوليلي... قاطعته... وانت مالك اصلا... ؟ 

... ابتلعت كلماتها حينما نظر اليها تلك النظرة المرعبه وهو يضغط علي أسنانه... متستفزنيش يازينه عشان هتندمي اوي... ويلا اتفضلي قدامي علي البيت نتحاسب هناك 

اتسعت عيناها بتمرد.... نعم... لا طبعا انا هحضر فرح مها.. 

قال بانفعال:وانا قلت قدامي.. انتي مش شايفة انتي لابسة اية.... انا مش حذرتك متلبسيش كدة تاني  

هتفت باحتجاج...وانا مش همشي.. وانا مش لابسه حاجه اوفر 

نظر لها بغيرة شديدة وهو يحاول أن يكتم غضبه ولكن 

لا.. انه لن يسيطر علي اعصابه اكثر سيرتكب جريمه بسببها فقد طار عقله حينما رآها واقفة مع هذا الرجل وهي تبدو بتلك الفتنه بهذا الثوب.... ان ماتفعله هذا اكثر من احتماله..فهي تتانق وتضحك لاحد سواه فيما يحصل هو علي التجاهل منها.... . حسنا سيحملها غصب عنها ويخرج بها عائدا الي المنزل ليحبسها فيه الي الأبد حتي لايراها سواه... . سيفعلها وهو يعرف انها ستكرهه.. نعم فلتكرهه اذن فان كان عشقه لها ورغبته ان تكون له وحده يقابله كراهيتها فلتكرهه اذن... ان الحب جنون وهو قد جن بحبها يريد أن يسجنها بداخله لايريد ان تري ولاتتحدث لسواه... انها ملكه هو فقط لماذا لاتفهم هذا...فهو لايحتمل ان ينظر لها احد سواه... 

قالت بهدوء مستغله دهاءها الانثوي فهي تعلم أن العناد معه لن يجدي نفعا وقد اخبرتها عيناه انها تخطت الخطوط الحمراء معه باستفزازها له.. لوسمحت ياعاصم ده فرح صاحبتي الوحيدة 

تطلع في عيناها بضع لحظات ليضعف امام طلبها  و يذعن لها كارها وهو يقول... ماشي يازينه...  تبرطم بعنف من ضعفه امامها  وامسك يدها بتملك وهو يدخل بها الي الحفل... جلست بجواره تنظر لمها بسعادة فقد خطبت لمعتز صديقها..... كانت عيناه لاتتحرك من عليها.. انها تبدو جميلة الليلة.. اكثر جمالا مما كانت... عيناها تلمع بشغف ابتسامتها تبدوا اكثر سحرا عيناها صافيه كأنها العسل.. ربما حملها الذي لايكاد يظهر يضفي عليها سحرا جديدا..!! 

ولكنه لايدري ان عودته هي سر تلك اللمعه بعيونها ربما لم تسامحة بعد ولكنها بالتاكيد استردت روحها بعودته.... بعد مرور ساعتين كانت تلك قدرته علي التحمل فهو يريد أن ياخذها ويغادر الان... يريد أن يصبحا وحدهما يريد أن ياخذها بين ذراعيه ليريها مقدار اشتياقه لها... يريد أن يداعب خصلات شعرها الثائر حول وجهها... يريد ان يلتهم شفاها ويزيل كل نقطة من ذلك اللون الأحمر الذي يبرز جمالهما... عنقها يستفزه لفعل الكثير..!! ..يريد أن يحتضن جسدها بدلا من ذلك الثوب الذي يزيد فتنتها.. يريد أن يريها كيف يجعله حبها فاقد لسيطرته علي نفسه... نفسه التي تاقت اليها ولم تعد تستطيع الإبتعاد.... حسنا سيفعلها وليحدث مايحدث....!!! 

قال بحزم.. يلا يازينه

حاولت الاعتراض ولكن نظرته اخبرتها بأنه لا مجال للجدال

قامت معه علي مضض ليغادرا الحفل وهو ممسك بيدها بتملكه المعتاد فهو لايتخلي ابدا عن الإمساك بيدها طالما تسير معه..!! 

وهي اعتادت ترك يدها بيده دون أن تفكر بالاعتراض حتي وان كانت غاضبه منه وكأن يدها مكانها الطبيعي بين أحضان يده.!! 

... مستر عاصم  .. التفت تجاه تلك الفتاه التي هتفت اسمه بنعومه.. قطب جبينه يحاول تذكرها فيما اقتربت منه وابتسامه واسعه علي وجهها ليوميء لها فقد تذكرها فهي كانت  احدي منظمين مؤتمر ما... ولكنه لايتذكر اسمها..!! 

فرصة سعيدة اوي  اني شوفتك ...انا سالي الشريف كنت منظمه مؤتمر شرم الشيخ

ابتسم بمجامله وهو يلاحظ وجه زينه الذي اشتعل احمرار فور رؤيتها لنظرات تلك الفتاه نحوه المليئة بالاعجاب ...التفت لها وقدمها لسالي

.. مدام زينه مراتي 

ابتلعت الفتاة لعابها محاوله إخفاء غيرتها الواضحة لتبتسم لزينه التي لم تبتسم لها ووجهت نظرها لعاصم ليذهبا...! 

فيما قالت الفتاه بسرعه حينما لاحظت أنه سيغادر : تسمحلي ابقي اتواصل مع حضرتك... انا عرفت ان سيادتك هتنظم مؤتمر عشان المدينه الجديدة فحبيت اكون من الorganizer 

اومأ لها وتحدث بعمليه .. ابقي سيبي بياناتك مع ال hr وهنشوف

ارتسمت ابتسامه علي جانب فمه وهو ينظر إليها من وقت لآخر بجانب عينه ليري احمرار وجهها الغاضب... انه يشعر كطفل صغير سعيد باهتمامها وغيرتها...! 


جلست بالسيارة عاقدة ذراعيها بضيق من تحكمه وفرض سيطرته عليها لينظر اليها متسائلا وقد شرع بالقيادة... مالك يازينه؟ 

قالت بغضب.. انت مخلتنيش اكمل الفرح.. 

نظر للطريق  قائلا بعدم اكتراث... كويس اني سيبتك تحضري اصلا 

هتفت بحدة مستنكرة... لا بجد متشكرا علي كرمك وتعطفك عليا... 

احمر وجهها غضبا وهي تكمل... . بقولك اية بقي انت من دلوقتي تبطل تحكم فيا وفي حياتي وملكش دعوة بيا تاني 

تجاهل غضبها واكمل طريقه بلامبالاه خاصة وهو يعرف ان ذلك الغضب الشديد ليس بسبب مغادرة الحفل فقط وإنما لغيرتها... نعم فهي تغار وبشدة ....



ما أن أوقف السيارة حتي اندفعت داخله المنزل بخطوات غاضبه لتصعد الدرج بتلك الخطوات الغير متأنيه لتشهق فجأه حينما فوتت تلك الدرجه وتعثرت لتجد نفسها تهوى بلحظة .... 

لحظة كادت تسقط تلك الدرجات لولا انه امسك بها بسرعه وهي لاتعلم كيف وصل لها بتلك السرعه ليتلقفها كلاعب كرة محترف..... 

كانت دقات قلبها عاليه رعبا مما كاد يحدث

لها ولكن دقات قلبه بالتاكيد كانت أعلى فقد ارتعب حينما وجد قدماها تنزلق اعلي الدرج ليسرع تجاهها بلمح البصر 

ازدادت دقات قلبه لقربها منه لهذا الحد حينما حملها بين ذراعيه صاعدا بها الدرج تجاه غرفتها.... وضعها علي الفراش برفق وهو يقول بقلق.. انتي كويسة 

اومات له وهي تكذب فهي تشعر بألم شديد بكاحلها لتجده ينحني جاثيا علي ركبته تجاه قدمها... حاولت جذب قدمها حينما لامستها يداه قائلة بحدة ... قلتلك انا كويسة 

اخفي غضبه من حدتها لينظر تجاه قدمها  قائلا... انتي شايفة ان ينفع واحدة في نص حملها تلبس كعب عالي بالطريقة دي 

نظرت تجاه حذاءها الذي فك رباطه والقاه بغضب لتقول بحدة وهي تسحب قدمها من يده.... قلتلك ملكش دعوة بيا... البس اللي يعجبني 

زفر بعنف.. لا ليا.. ليا دعوة بكل حاجة تخصك 

او تخص ابني.. مش عاوز اشوفك لابسة كعب تاني طول ما انتي حامل 

قالت بغضب.. لا ملكش دعوة بيا اعمل اللي انا عاوزاه.. اوعي تفتكر انك باتفاقنا هترجع تتحكم فيا وفي حياتي 

قال مبررا.. انا مش بتحكم فيكي انا خايف عليكي.. اكيد انتي عارفة ان ده غلط و هياثر علي ضهرك 

قالت بتهكم... وفر خوفك لنفسك 

قال بتحذير... ززززينه متستفزنيش

بالرغم من ألم كاحلها الا انها وقفت امامه بتحدي...يبقي دي اخر مرة هقولك متدخلش في حياتي ولو قعدتي في بيتك هتديك الحق ده فأنا هسيب البيت ده وامشي واعتبر ان اتفاقنا اتلغي 

اعتصر قبضته بغضب هاتفا بحنق : مش بمزاجك 

انتي مراتي وليا كل الحق اتدخل في حياتك 

ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيها وهي تقول... ايوة كدة خلي عاصم الحقيقي يظهر ..... عاصم الجديد ده مش لايق عليك.. 

ابتلع لعابة بعصبيه فهو عاد لنقطه الصفر معها بعصبيته وتحكمه ولكن كيف له ان يسطر علي نفسه وهي تدفعه للجنون وتغضب من عصبيته... 

تنهد ليقول محاولا الهدوء... زينه انتي اللي بتستفزيني وتخليني اتعصب وترجعي تزعلي.... اقترب منها ليكمل بنرة هادئة.. فاكرة يازينه لما قلتلك لما هتبقي هادية وتسمعي كلامي هتلاقي عاصم اللي بتحبيه... لية بقي مصممه تطلعي شيطان عاصم... انا عارف اني غلطت و بحاول اتغير اديني بقي فرصه عشان نرجع زي ما...ما أن نطق بتلك الكلمه حتي قاطعته وهي تبتعد عنه هاتفه باستنكار... نرجع.!! 

انت فاكر اني ممكن ارجعلك تاني .... هزت راسها بشده... بعد اية... وازاي اصلا تفكر اني ممكن ارجعلك تاني... انا محدش كسرني ولااذاني ادك... انا بخاف منك... عاوزني ارجعلك.. طب ازاي... ازاي والمفروض انك تبقي حمايتي وانت اللي بتاذيني... هتحميني منك ازاي... متوقع انام في حضنك ازاي وانا بخاف لما بتقرب مني خطوة...اامنك ازي بعد اللي عملته فيا....انت ظلمتني وغلطت فيا اهنتني ومديت ايدك عليا.... متوقع أصدق وعدك بأنك هتتغير زي الالف مرة اللي وعدتني فيهم قبل كدة ورجعت اسوء من الاول.. عاوزني ارجعلك وانا مين... زينه مين فيهم.... زينه اللي شفتها اول مرة ولا زينه اللي كسرتها وهنتها... زينه  اللي استقويت عليها... ولا...... صمتت حينما هتف بعنف :بس... بس يازينه كفاية  

رفعت اليه عيناها التي تساقطت منها الدموع لتري نظرة انكسار لائحه في عيناه هشمت قلبها وهو يغادر الغرفة مسرعا. 


خلال الأيام التالية وكل كلمه نطقت بها تجوب بعقله كل لحظة يتمزق قلبه كلما تذكر دموعها تلك الليلة حينما اوضحت له مقدار الألم الذي سببه لها... يتهشم قلبه حينما أخبرته انها تخاف منه.. انه لم يكن حمايتها... كسرت رجولته بكلامها عن انه لم يحميها وجعلته يشعر بمدي حقارته حينما استقوي عليها ولم يكن سند لها... انه يستحق أن يتجرع تلك الآلام التي يشعر بها كل لحظة كما المها... انه لا يستحقها ولايستحق منها الا الاحتقار...! 

نظر لنفسه بالمرأه ليكره غرورة وجبروته لعدم سماع توسلاتها ...يتذكر كم حاولت مقاومته وهو كان كالاعمي والاصم مصمم علي كسرها ... 

فيما مرت الايام التالية على زينه وهي لاتتوقف عن التفكير فيه  وكرهت استحواذه علي تفكيرها والم قلبها كلما تذكرت ذلك الانكسار بعيناه... فكم يؤلمها ان تراه كسير بتلك الدرجة وهو من اعتادته دائما قوي متغطرس... 

كم تكره تلك الكتله المتجمعه من المشاعر بداخلها والتي لاتستطيع فكها لتصل لحقيقة مشاعرها تجاهه هل تكرهه ولن تسامحه كما أخبرته ام تحبه وتتالم لرؤيته بتلك الحاله التي اصبحها في الأيام التالية لتلك الليلة وعادت لتبهت ألوانها من جديد وتظل اغلب الوقت بغرفتها حتي الطعام ترفض تناوله الابعد مشاحنات مع شهيرة... 

اما هو فقد كان يتحاشاها ويتجنبها .. يغادر باكرا قبل ان تستيقظ ويعود متأخرا عندما تكون نائمه وتلك الأيام الأخيرة لم يعد مطلقا....فقد تسائل كثيرا هل سيستطيع يوما ان ينسيها تلك الألم التي سببها لها... هل سيقدر ان ينسيها خوفها كلما رأته وحينما وجد نفسه عاجزا قرر الإبتعاد كما فعل سابقا فربما ببعده تحصل علي السعاده فإن كان قربه يسبب لها تلك الآلام.... 

تعالي رنين هاتفه بضع مرات وهو لايجيب فهي والدته وبتاكيد ستلح عليه في العودة للمنزل وهو لايدري ماذا يخبرها.... طرقت داليا الباب ثم دخلت ليقول بغضب... مش قلت مش عاوز ازعاج 

... اسفة ياعاصم بيه بس شهيرة هانم علي التليفون وعاوزة تكلمك ضروري 

.... ما أن رفع السماعه حتي تحدثت شهيرة... انت مش بترد عليا لية ياعاصم 

:مش فاضي 

:عموما زينه تعبانه وانا طلبت ليها الدكتور 

اسرع مغادرا بلا تفكير ليصل للمنزل في وقت قياسي... وقف خارج الغرفة بانتظار خروج الطبيب الذي دخل مع والدته ليساله بلهفة.. مالها يادكتور؟ 

هز الطبيب راسه... يعني بخلاف حالة الضعف وعدم اهتمامها بالتغذيه مع وجود الحمل معندهاش حاجة عضوية.. تقدر سيادتك تقول انها مكتئبة شوية 

ردد.. اكتئاب 

: اه طبعا هرمونات الحمل متقلبه جدا وده وارد.. مفيش حاجة خطيرة بس ياريت متسيبوهاش في الحالة دي كتير... 

:تنصح بأية يادكتور 

:تخرج.. تسافر تغير جو... اي حاجة تشغلها هتكون مفيدة 

انا هكتبلها شوية فيتامينات والباقي عليكم 


ذرع الغرفة ذهابا وايابا ينازع رغبته في الدخول اليها وتفكيره بأن وجوده قد يضايقها... ولكنه لايستطيع تركها لتلك الحالة وهو من اوصلها لها كما يعلم بأنها لن تقبل مساعدته ..... 

دخلت اليها شهيرة صباحا للاطمئنان عليها وخلفها نعمات بالافطار... يلا بقي يازينه عشان تفطري الدكتور قال قله الاكل مش كويسة عشانك ولاعشان البيبي 

هزت راسها

... ماليش نفس ياطنط

لا يازينه عشان خاطري...

نظرت له حينما توقف لدي باب الغرفة بطوله الفارع ليقول... يلا يازينه عشان متتاخريش

قطبت جبينها لتساله باستفهام.. اتأخر 

قال.. ايوة علي الشغل... الشركة اللي سيادتك مش بتروحيها والشغل متعطل 

قالت شهيرة.. شغل اية ياعاصم انت مش شايفها تعبانه 

: انا شايفها كويسة 

هزت كتفها... انا تعبانه ومش عاوزة اروح في اي مكان..

: كدة الشركة اليابانية هتلغي العقد... وفي شرط جزائي بملايين عندك استعداد تدفعيه 

قالت : ما تتابع انت الشغل 

قال ببرود : مش فاضي أدير شركة سيادتك وانتي قاعده في البيت... ولو حابة القعدة كدة خلاص افسخي العقد وادفعي الشرط 

قالت شهيرة : وبعدين ياعاصم.. 

قال بنبرة جادة : ماما لو حابة تخليها قاعده طول اليوم في السرير براحتك بس انا مش هدفع ولا مليم عشان سيادتها مش قد المسؤلية   

تركها وخرج بخطوات واسعه لتعض علي شفتيها بغضب فهو يتهمها بعدم تحمل المسؤلية حسنا لقد عرف كيف يدفعها للخروج من تلك الحالة ففور خروجة اغتاظت وقامت من الفراش وسط رفض شهيرة التي قالت... يازينه خليكي مرتاحة اكيد هو مش قصده 

قالت باصرار : لا انا كويسة 

وقف أسفل الدرج متلهف ليعرف نتيجة خطته هل ستنجح وتخرج ام ستظل علي عنادها.. اخفي ابتسامته حينما وجدها تنزل الدرج... 

سار امامها خارجا ليتوقف لدي سيارته قائلا.. حسين هيبقي السواق بتاعك الجديد هيفضل معاكي في كل مشاويرك 

أشار  لاحد الرجال قائلا... حسين هتفضل مع زينه هانم طول الوقت

أوقف السائق السيارة ونزلت منها بنفس وقت وصوله بسيارته فهو لم يشا ان يفرض وجودة عليها ليترك لها كامل حريتها للمجيء مع سائقها.... سبقها بضع خطوات لتسير خلفه تشعر بشئ، ما مفقود... انه لم يمسك بيدها تلك المرة كما اعتاد..!! 

خرجت من المصعد خلفه لتجده يشير لها أن تتبعه اخر الرواق ولم يدخلها لمكتبه... فتح باب ذلك المكتب الانيق ليشير لها قائلا بجديه... ده هيبقي مكتبك... هتابعي كل شغلك منه وعندك هبه السكرتيرة بتاعتك.. 

تركها وانصرف ليتركها مع دهشتها... لماذا يعاملها بتلك الرسميه.... لماذا اصر علي عودتها للعمل وبمكتب بعيد عنه هل بالفعل سيبتعد عنها... ألم تطلب منه هذا... لماذا اذن تشعر بالضيق من ابتعاده... 

شعرت بألم في ظهرها من طول جلستها تلك الساعات الماضيه دون أن تتحرك لتترك تلك الملفات من يدها وتقوم تحرك قدماها... دخل  عاصم بعد قليل ليراها واقفه لدي النافذة الضخمه.. التفتت له ومازال محتفظ بجموده... يلا بريك الغدا خلينا نتغدي ونرجع 

نهرت عقلها حينما فكر بالرفض فهي اشتاقت له حد الجنون وبالتاكيد سيسعدها التواجد بقربه.... 

اومات له ليسير امامها ببضع خطوات ولم يمسك يدها لتجده متجها بها لسيارته... نظرت له بتسائل ليقول بجديه... هنتغدي ونرجع 

انتهوا من تناول الطعام ومازال علي جموده الذي لم تستطع تفسيره.. لتجده يسير بعكس طريق الشركة وعلي الفور كانت تساله بتوجس : انت موديني علي فين؟ 

تضايق من سؤالها وكانها لا تثق بوجودها معه 

لتجده يتوقف جانبا وينظر لعيونها قائلا بعتاب قاسي ; كفايه يازينه توريني في عنيكي اد ايه انتي خايفه مني....  انتي قوية وبتعرفي تدافعي عن نفسك وانا اصلا عمري ماهفكر أقرب منك طول ماانتي مش عاوزاني ولو عملت كده اقتليني يازينه..  

نظرت له بعدم فهم ليسحب سلاحة الناري من حزامه بقوة ويضعه بيدها قائلا : لو قربت منك غصب عنك تاني... اقتليني من غير تفكير يازينه.... 

نفضت يدها بعيدا عن ثقل هذا السلاح وهزت راسها فهي غاضبه منه  وتريد اغضابه لااكثر... حتي انها نسيت مابدر منه.....  ولكن ان تقتله لا.... لم يصل الحال بينهم لتلك الدرجة  ..... ان تريده ان يموت.... ان يموت بحبها ليس اكثر.... فهي تعشق سيطرته وجنونه ولكنها تخشي ان تعترف بهذا..... 

نظر بعيدا لا يملك القوة الكافية لمواجهتها فهو يخبرها بالا تخاف منه مجددا ويدفعها للدفاع عن نفسها... هل أثرت كلماتها به لتلك الدرجة... 

............... 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !