المتملك والشرسه الفصل الثامن عشر

5


قال رامز مواسيا: معلش ياعاصم ربنا يعوضك خير 

قال عاصم باقتضاب : أن شاء الله ..المهم لازم اعرف مين اللي ورا اللي حصل سواء لزينه أو لسهيله

بعد قليل رفع هاتفه قائلا بلهجة إمرة : ابعتلي سالم فورا 

بعد لحظات دخل سالم ليقول عاصم بغضب: بقالك شهر ولسة موصلتش لحاجة  ..اية مش قدها قولي

:متقلقش يا عاصم بيه انا ورجالتي مش ساكتين خطوات فريد الجنيدي كلها عندنا بس لسه مفيش خيط يربطه بالعربيه دي او باللي حصل 

:طيب وكمان عاوزك تعرفلي حادثه سهيلة هانم مقصودة ولا الفرامل باظت لوحدها 

: اوامرك ياباشا 

.............

في المساء

لم يجد امامه سوي تناول المشروب ليخرج من تلك الحاله من شعورة بالذنب الذي لا يعرف لماذا تملك منه تجاه سهيله خاصة حينما رآها بتلك الحاله الضعيفه.!! 

وايضا عقله يكاد يجن فهناك من اذي زينه والان تسبب في فقدانه لابنه من سهيلة ليدور عقله كما أرادت سهيله بأنه هو المقصود... 

كانت زينه جالسة في انتظاره حينما عاد لتستقبله محتضنه اياه فهي قررت احترام ضيقه مما حدث لطفله فجنبت غيرتها جانبا لانه بحاجة اليها حتي وان لم يبدي اهتمامه بوجود هذا الطفل الاانه لابد وهو يشعر بفقده الان.... اتارح كثيرا حينما وجدها تحتضنه بهذا الحنان فهو بالفعل بحاجة اليها... ساعدته في خلع سترته وقميصه ليتمدد بجوارها وهي مازالت تحيطه بذراعيها ويضع رأسه فوق صدرها دون التحدث ليغرق سريعا في النوم تاركا اي تفكير بعيدا.... 

بالتاكيد زينه اشتمت رائحة انفاسة المختلطة بالخمر ولكنها قررت أن تصمت مؤقتا فحالته الان لاتسمح بالتحدث.... 

استيقظ صباحا ليجد راسه فوق صدرها ليتذكر رفقها به امس فقد كان في أمس الحاجة لحضنها فقط دون أي كلمه ليقدر فعلتها فيرفع راسه نحوها مقبل حنايا عنقها

لتفتح عينها حينما شعرت بانفاسه فوق عنقها لتمرر يدها برفق علي ظهره 

قائلة :معلش ياعاصم.. ربنا هيعوضك 

دفن راسه في عنقها يشتم رائحتها وهو يتمتم : ان شاء الله هيعوضني بأبن منك 

ظل في حضنها لبضع دقائق بعدها اعتدل جالسا لتقول زينه بفضول  : وهي عاملة اية ؟

قطب جبينه بدهشة : مين... سهيلة.!!  

أومات ليسالها باستنكار : وانتي بتسالي عنها ليه؟ 

قالت بتبرير :صعبت عليا لما عرفت اللي حصلها... اكيد اي حد في مكانها هيبقي حالته صعبه 

قال بعدم اكتراث : عادي.. هتبقي كويسة 

رددت بتساؤل: عادي!! يعني انت مش زعلان عليها 

اخذ نفس طويلا لينظر اليها وهو لا يستطيع تحديد سبب حديثها أن كان فخ لاختبار غيرتها أم مجرد حديث عابر ليهز راسه قائلا : لا مش زعلان  وياريت بازينه منتكلمش في الموضوع ده 

ضايقتها عصبيته بشدة كما انها لم تنسي اخلاله بوعده لها والعوده للسكر 

ولكنها كتمت ذلك بداخلها مؤقتا .... وكم أخطأت وهي تمرر له الموقف يلو الاخر تحمل داخلها المزيد من التراكمات تجاهه

تناولا الافطار مع شهيرة التي نقلت نظرها بينهما ثم سألت زينه بعد مغادرة عاصم : في حاجة يازينه.. ماله عاصم؟ 

اخبرتها بماحدث لتقول شهيرة بهدوء :قدر الله وماشاء فعل.... اكيد كدة احسن 

: لية ياطنط بس لو بتقولي كدة عشاني انا فعلا زعلانه عشان عاصم... اه بغير عليه منها جدا بس برضه ده ابنه 

تنهدت شهيرة فهي تعلم بالتاكيد ان هذا أفضل فهذا الطفل كان سيجعل سهيلة تعود لحياة ابنها مرة اخري 

ربتت علي يدها : ربنا له حكمه اكيد يازينه... وان شاء الله هيعوضه بطفل منك 

وهي يعوضها بعيد عنكم..... 


ركن سيارته امام المشفي يزفر بضيق فقد حادثه الطبيب وأخبره بسوء حالتها وضرورة مجيئه ليضطر للمجيء اليها... 

دخل الي غرفتها ليجد الطبيب معها ليقول له : هي طلبت سيادتك ورافضه تماما الاكل فياريت حضرتك تحاول معاها 

اقترب منها علي مضض لتنظر له بعيون مليئة بالدموع تهمس بألم مزيف : طبعا انت مبسوط باللي حصلي عشان بتكرهني ومكنتش عاوز حاجة تربطك بيا 

قال باستهجان : ملوش لأزمة الكلام ده ياسهيلة اللي حصل حصل.. 

ذرفت الدموع وهي تهز راسها بعنف :لا ياعاصم اللي حصل حصل بالنسبالك عشان عندك حياة تانية غيري إنما أنا كنت عاوزة البيبي ده عشان ماليش غيرة 

اتسعت عيناه بعدم تصديق لانكسارها ونبرتها الضعيفة ليهز راسه بقسوة : انتي هتضحكي عليا تاني ياسهيلة... عاوزة تفهميني انك للدرجة دي زعلانه 

دفنت وجهها بين يديها لتهتف ببكاء:انت لية مش عاوز تصدق اني اتغيرت ومكنتش عاوزة حاجة غير انك ترجعلي ونربي ابننا سوا... 

عقد حاجبيه قائلا باستهزاء : وده من امتي....اية في خطة جديدة.. قاطعته لتقول بدموع:لا ياعاصم انت ظلمتني وفكرت اني طمعانه فيك  وفهمت الموضوع غلط... 

قال بتهكم :غلط

قالت بتأكيد : ايوة انا مكنتش طمعانه فيك انا قلتلك قبل كدة اني عملت كدة عشان متبعدش عني.... كل اللي حواليا حذروني منك حتي طنط شهيرة قالتلي انك ملول وبتزهق خفت تسيبني في يوم .....و فكرت لما هتكتبلي الاسهم هتفضل معايا وتفكر قبل ماتسيبني...بس انت فكرت اني طمعانه فيك و ظلمتني ياعاصم....صدقني دي الحقيقة  

هز رأسه بعدم تصديق لتكمل ببكاء نادم ; اه انا غلطت لما خرجت من وراك بس ده كان طيش ودفعت تمنه غالي اوي ببعدك عني... ياعاصم انا بحبك بجد وغلطت وانت عاقبتني جامد اوي ومسمعتش دفاعي عن نفسي... 

اخذت تبكي بعنف و ترتجف امام عيناه وهو ينظر اليها بجمود للحظات قبل ان يغادر بخطوات سريعه لتتابعه وهي تراه في حالته المتخبطه تلك وترجع راسها للخلف براحة وتبتسم بخبث تدرك ان خطتها نجحت ولن يمر وقت طويل حتي يعود اليها مرة اخري..!! 

دخل اليها الطبيب قائلا : اظن كل حاجة ماشية زي ماتفقنا 

قالت بسعادة : طبعا يادكتور... وكمان باقي الفلوس هيتحول ليك زي مااتفقنا.. 

.........

عاد مساء ليدخل لمكتبه ولايصعد للغرفة لتنزل له زينه حينما طال انتظارها له... كان جالسا علي مقعده ينظر لحاسوبه المفتوح امامه شاردا نظر لها حينما دخلت المكتب ووقعت عينها علي كوب الخمر بيده لتقطب جبينها علي الفور وتنظر له نظرة ذات مغزي وهي تقول: عاصم انت وعدتني انك مش هتشرب تاني صح 

زفر بضيق وشرب ما بقي في كوبه دفعه واحدة قائلا بضيق :زينه سيبيني لو حدي لو سمحتي 

غص حلقها لتحدثه اليها بتلك الطريقة لتسرع مغادره لغرفتها. 

.......

مر اسبوع وعاصم في تلك حالة الجمود التي انتابته منذ ذلك الحادث والتي فسرتها زينه انها حزن علي طفله .... أما بالنسبة له فقد كان تشتت أفكار بين بحثه عن من حاول اذيته واقتراب موعد قدوم الوفد الياباني لتوقيع العقد واخيرا لسهيلة التي تنهار امامه يوميا تخبره بنفس الحديث عن ظلمه لها وتسرعه في الحكم عليها ....!!

حسنا ليعترف انه لم يحبها يوما... لا لقد كانت جميلة متواجدة امامه يوميا تفعل كل مايرضيه رآها زوجه مناسبة تجمع الأصل الجيد والمستوي الاجتماعي والجمال  فتزوجها ليشعر بها غير كافيه له وليست من تشاركه حياته فقط تمتعه ليلا ليس إلا لذا بعد فترة قصيرة خبت رغبته فيها ولم يجد بد لوجودها في حياته لتسرع أخذه لقراراه بتصرفاتها الطائشة واخيرا تلك الليلة التي استغلت سكره لتجعله يوقع أوراق بيع أسهم شركته ليطلقها بلاتردد ولم يضايقه غيابها من حياته بالعكس شعر انه صحح الوضع فهي ليست من يريدها.... . حينما يفكر بماحدث من تلك الناحية يجد نفسه هو المخطيء ....انه من تزوجها دون أن يحبها لذا هو من اخطيء وليست هي فليس ذنبها ان لم يحبها... 

لن ينكر بأنه كلما رغب بشئ امتلكه علي الفور كما أراد امتلاك زينه فور رؤيته لها... ولكن زينه ليست كسهيلة ...!!

زينه شئ اخر ربما أراد امتلاكها في البداية ولكن لم يلبث الأمر طويلا لتنقلب رغبته فيها لحب... نعم يحبها... لم يكن ليعترف سابقا بوجود الحب ولكن ماتجعله يشعر به بالتاكيد حب... فعلاقته بسهيلة كانت نفع متبادل هو منحها كل ماارادت وهي منحته بالمقابل متعته... أما زينه فهو لايشعر بأنه يقدم لها شئ مقابل ماتمنحه اياه من سعادة بوجودها فقط بجواره.. ربما عليه إلا يفكر فقد انتهي الأمر  وشعوره بالذنب تجاه زينه لمعاملته الجافيه لها في الأيام الماضيه اكبر من شعوره بالذنب تجاه سهيلة حتي وان ظلمها فقد عوضها جيدا بتلك الملايين التي ألقاها لها وقت الطلاق وتقبلتها منه... 

............

كانت زينه جالسه تشاهد التلفاز بشرود حينما دخل للغرفة ليلا لتتلاقي أعينهم لحظة وسرعان ما تبعد زينه عيناها بعدها فهي بالتاكيد غاضبه منه فهو تقريبا لايحدثها الا بضع كلمات طوال تلك الأيام وحتي حينما حاولت محادثته تلك الليلة صدها... .. 

استحم واستبدل ملابسه ليجلس بجوارها ومازالت قطرات المياة عالقة بخصلات شعره الفاحم ورائحه عطره تملاء انفها..  تنفست زينه تبعد تفكيرها عنه فكم تتمني ان يغمرها بين ذراعيه كما ااعتاد ولكن كرامتها تابي عليها الاقتراب منه بعد ان ابتعد عنها بلاسبب ... اسند راسه علي ظهر السرير يتطلع اليها وقد بدأت بقضم شفتيها السفلي دليل علي غضبها الشديد منه... اذن فمهتمه ليست سهلة.... ابتسم لنفسه ومن قال انه لايحب صعوبتها ليشعر بلذه في ترويضها... 

: بيحكي عن اية الفيلم ؟ 

نظرت له باستفهام فهي لم تتابع لحظة من الفيلم فقد كانت غارقة في تفكيرها الذي شتته باقترابه منها... 

اغلقت التلفاز  واولته ظهرها لتنام ولكنها وجدته يحيط خصرها بذراعيه ويرفعها فوقه لتجد نفسها ممده فوق صدره العاري ووجهها يكاد يلامس وجهه.. حاولت تخليص نفسها من ذراعيه القويه وهي تهتف: عاصم... سيبني

همس برقه : وحشتيني 

رفعت حاجبيها باستنكار... والله.! وانت لسة فاكرني 

قرب وجهها منه لينظر في عيناها التي تغرقه ببحورها الصافيه ليسكتها قائلا بهمس شديد ... شششش.. تبع همسه بقبله شغوفه لم تجد في نفسها القدره علي مقاومتها فلم يلبث وقت طويل لتجد شفتيها تستلم تماما لقبلته التي بدأ بتعميقها ثم بدا بتوزيع قبلات صغيرة علي وجنتيها ليصل لاذنها هامسا... متزعليش مني..

عاد مجددا لشفتيها ليستدير بها ليصبح فوقها لتقول برفض : اوعي ياعاصم انا زعلانه منك 

رأت نظرات الملل في عيناه ولم يتردد في كبح اي بادرة منها الخلاف ليقول بنبره قاطعه وهو يطبق بشفتيه فوق شفتيها : هششش مش عاوز نتخانق  ... بحبك... 

استيقظت صباحا بابتسامة باهته بعد أن وجدت قلبها يصفو بمجرد اعتراف بحبها بتلك الطريقة التي اذابت غضبها منه فهو يملك مفاتيحها ويعرف كيف يمتلكها بكامل ارادتها ... لم يكن قد استيقظ لتلف الغطاء حولها تتأمله... انه وسيما بملامح خشنه تعشقها... شفتاه التي تهمس باسمها أنفه المستقيم.. عيونه الساحرة التي تغرقها في بحورها .. شعره المنسدل علي جبينه العريض... نزلت عيناها لصدره العريض البرونزي الذي تعشق الاختباء بين طياته... انها لاتحبه فقط وإنما تعشقه...ربما يكون قاسي متملك واناني في احيان كثيرة ولكن بداخله طفل.. طفل متعلق بها يريدها وقت مايريد ويبعدها وقت مايريد ايضا... طفل اتعبها في تحليل تصرفاته والحكم عليه لذا يجب أن تتقبله كما هو كلطفل الصغير الذي لا يجب الحكم عليه.. فهو أمتلك قلبها وعقلها.. ولكن كبرياؤها هو مايتعبها فهي تأبي ان تمرر له أفعاله كل مرة يجب أن تشعره بخطاه.... 

تحرك بجوارها لتخرج من شرودها فيما شعرت بيده تحيط خصرها ويكمل نومه لتهمس.. عاصم.. هتتأخر علي الشغل 

قال بصوت ناعس وعيناه ماتزال مغلقه :مش رايح النهاردة ... 

استسلمت ليده التي احاطت بها ليحيطها اكثر وتغمض عيناها مستمتعه باحضانه التي افتقدتها لتنام مجددا بين ذراعيه.... 

...........

استقر الحال بينهم طوال هذا الأسبوع بينما قررت زينه أن تسير وفقا لما يريد ولما تجرفها إليه مشاعرها وحياتها برفقته فلم تفتح اي عتاب أو جدال معه ...عرفت طبعه وستحاول التعايش وفقا له طالما هو يحاول التغير لتقنع نفسها أن هذا هو الصواب 

حتي كان ذلك اليوم..... 

حينما عادت لتتذكر كلمات مها التي حادثتها في الهاتف منذ لحظات... كان حديثها عاديا الي ان قالت :صحيح يازوزو مش شفت جوزك اول امبارح بس ياخسارة ملحقتش اسلم عليه 

قالت بدهشه... عاصم...!! وانتي شفتيه فين؟ 

:ابدا ياستي كنت رايحة لامجد المستشفي اللي بيشتغل فيها ولقيته خارج بيركب عربيته... 

رددت : مستشفى؟ ... لا يامها تلاقي بيتهايألك وهو عاصم هيروح مستشفي ليه؟ 

:لا يا زينه انا متأكدة انه هو.... جايز بيزور حد .. 

قطبت جبينها لتقول : ممكن.. 

استغرقا في الحديث ولكنها لم تنسي ملاحظة مها لتتسع عيناها فور استداركها للأمر... مستشفي..!!

بالتاكيد هو كان يزور سهيلة... 

هبت جالسه في مكانها وكل حواسها عملت معا لتحلل أحداث الايام الماضية... لقد مر عشر ايام منذ حادث سهيلة فهل مازال يزورها هل مازال مهتم لتلك الدرجة.... ولكنه كان رقيقا حنون معها خلال الأيام الماضية يجب أن تبعد تلك الأفكار والتي تقودها لنيران اشتعلت بقلبها... حسنا انها تغار وبشده... 

اخذت تهز قدماها بعصبيه لا تستطيع الانتظار اكثر .. نزلت الدرج بخطوات سريعه متوجهه لتهتف بالسائق.. عاوزة اروح الشركة لعاصم بيه 

ازدرد لعابه بارتباك.. بس عاصم باشا مبلغنيش ان حضرتك خارجة 

هتفت بحدة : نفذ اللي بقولك عليه 

أشار لسيارة الحراسة لتتبعه فيما قاد بها علي مضض فهو يخالف أوامر عاصم بعدم خروج او دخول احد للمنزل دون علمه... 

نظرت لتلك السيارة الحمراء المتوقفه بجوار سياره عاصم والتي تخبرها بشخصيه مالكها وتتمني بداخل قلبها ان تكون مخطئة.....هل خرجت من المشفي و تلحق به الي العمل ايضا... 

... كان تخمين زينه صائبا فحينما غادر عاصم تلك الليلة ولم يعد للمشفي مرة اخري قررت أن تأتي اليه بحجة اخري تكمل تمثيليتها... 

حرصت أن يكون وجهها بلامساحيق تجميل ليبدو عليها الضعف والتعب.. وملابسها عكس مااعتادت ولكنها مازالت محتفظة بلمسه جمالها... نظر لها عاصم باستفهام لتقول ; انا مش هعطلك ياعاصم.. ممكن اتكلم معاك دقيقتين 

اومأ لها فمازالت تفاجأه بشخصيتها الجديدة والتي يتساءل ان كان ماحدث قد أثر فيها بتلك الدرجة... جلست لتفتح حقيبتها وتخرج منها بضعه اوارق مد يده يتناولها منها قائلا:اية ده؟ 

: دي عقود بيع أسهم شركتك تاني ليك... تنهدت وهي تذرف دمعه : سامحني ياعاصم... 

رفع حاجبة بعدم تصديق لينظر تجاه سهيله التي وقفت أمامه بعيون راجيه تطلب منه السماح 

قطعت زينه الخطوات الفاصله بين غرفه عاصم وداليا التي تفاجئت بدخولها بتلك الطريقة لتفتح الباب وتتقدم داخل غرفة مكتب عاصم الذي تجمد مكانه لحظه دخول زينه التي فاجأته كما فاجأت سهيله التي نظرت لها 

بدهشه..!! فكيف علمت بوجودها عند عاصم ولكنها قررت أن تستغل هذا لصالحها خاصة حينما رأت الدهشه الممزوجه بالانزعاج تتعالي قسمات عاصم الذي عقد حاجباة يسالها... زينه ...في حاجة حصلت ؟! 

تسمرت زينه مكانها وهي تنقل بصرها بين كلاهما لتتراجع سهيلة ببطء ناظرة اليها وهي تقول بهدوء : ازيك يامدام..... لم تنطق زينه بكلمه لتتابع سهيله بمكر : انا جيت اشكر عاصم علي وقوفه جنبي الفترة اللي فاتت.. 

حسنا ربما كست البراءه كلماتها المسمومه ولكن معاناها الخفي وصل لزينه التي اكتفت بهز رأسها فلسانها لايجد كلمات كل ماتريده هو الصياح به وسؤاله عما يخفيه عنها.... 

خرجت سهيلة فلم تستطيع زينه منع صوتها المنفعل وهي تسأله بهجوم  : الست دي كانت بتعمل اية هنا 

قام عاصم من مقعده ناظرا لها بانزعاج : انتي ازاي تخرجي من غير اذني 

احتدم غضب زينه لتزمجر به بصوت عالي : انت اللي ازاي تقابلها من غير ما انا اعرف 

دون قول شيء سحب عاصم يدها وغادر بها الشركة ليضعها بالسيارة وعيناه تنطق بالتوعد للسائق الذي تبعهما... 

ما أن وصلت للمنزل حتي هدر بها بحدة :  ممكن افهم اية اللي جابك وخلاكي تدخلي مكتبي بالطريقة دي 

هدرت بعصبيه : انا اللي المفروض اسال مش انت 

رفع حاجبه بامتعاض : تسالي عن ايه 

هتفت بعصبية:  ... كانت بتعمل اية عندك ؟

قال باقتضاب  ; ماهي قالتلك.. 

نظرت اليه بغضب من بروده لتهاجمه : قالت انك منت مهتم بيها .....وطبعا كنت بتروح لها المستشفي كل يوم 

قطب جبينه ووقف قائلا : وانتي مين قالك الكلام ده.. 

قالت بانفعال :انا اللي بسألك رد عليا... اية اللي بينك وبينها 

اتسعت عيناه هاتفا : انتي اتجننت.. بيني وبينها اية ؟ ايه الكلام ده 

صاحت زينه بغضب : لا انا عقلت وفوقت من العبط اللي كنت فيه لما سمعت كلامك ومسألتكش علي ماضي سيادتك معاها...

قال بتحذير ; زززينه قلت مش عاوز اتكلم في حاجة فاتت 

قالت بتحدي : بس انا عاوزة اتكلم... وحالا هتفهني اية اللي بينك وبينها مش خلاص كل حاجة بينكم انتهت جيالك تاني لية...طبعا  عاوزه ترجعلك  

قال بغضب ;لو كنت عاوز ارجعها كنت رجعتها من زمان

قالت بتحدي : وأية اللي مانعك؟ 

خالف توقعاتها حينما قال : اني بحبك ومش عاوز غيرك.. 

لتقول بعناد : يبقي تقولها 

: اقولها اية؟ 

: انك مش عاوزها ولا هترجع لها 

: وهو جوازي منك مش معناه كدة 

:لسة عندها امل... 

قال بنفاذ صبر : مش ذنبي 

هاجمته بحدة: لا ذنبك... وقفها عند حدها 

رفع حاجبه فهي استفزته باندفاعها: والا؟ 

قالت باندفاع غاضب : والا تطلقني ياعاصم 

احمر وجهه من الغضب ليمسك ذرااعها هادرا بحدة : انا قلتلك مش عاوز اسمع الكلمه دي 

حاولت تخليص ذراعها منه.. قائلة بتهديد : انا قلت اللي عندي... لو شفتها تاني ياعاصم  كل اللي بينا هينتهي 

ادارها تجاهه ليقول بغضب : انا مبيتلويش دراعي... 

نظرت في عيناه بقوة مزيفة متمسكه بموقفها : وانا مش هرجع في كلامي ياانا ياهي 

ترك يدها ناظرا اليها بحدة : انتي بتخيريني. ؟! 

: اه... ودلوقتي رد عليا انا ولاهي في حياتك 

رمقها بنظرة حادة قائلا ; مش عاصم السيوفي اللي يتلوي دراعه.... 

تقابلت نظراتهما للحظه بعدها تركها صاعدا للغرفة دون قول شئ ليتركها بهذا الحزن... هل صعب لهذه الدرجه  عليه أن يختارها..... 

انها تعرف انه عنيد ولن يقبل ابدا بخيارتها التي طرحتها امامه وكأنها تتحكم به ولكن هذا اقل حقوقها ...نظرت في الفراغ امامها والألم يعتصر قلبها فكم هو قاسي شعورها بهذا الضياع وهي منبوذه من جهته بينما اختار البعد بينهم وهاهو اليوم التالي يمر بينهم بنفس الجفاء ..!!  

كانت سهيله جالسه بينما ارتسمت ابتسامه انتصار خبيثه علي شفتيها وهي تنظر لهاتفها الذي أعلن عن وصول تلك الرساله اليه.... لتهمهم.. دورك ياشهيرة هانم....!! 


نظرت زينه بدهشه حينما رأت سيارته تعبر الفناء فمازال الوقت مبكرا لعودته... أنه لم يتحدث معها وهي تتجنبه تماما... استيقظت بعد مغادرته ونامت قبل عودته... فقد اعتبرت صمته عدم اختيار لها..!! 

وقفت من مقعدها حيث جلست بالحديقة حينما رأته يترك سيارته وسط الفناء ويندفع منها داخلا للمنزل.. تساءلت بفضول ماذا حدث وجعله يعود بتلك الطريقة؟.. هل يبحث عنها.... ؟

كانت قد دخلت لتجده قد وصل اعلي الدرج متجهها لأول طابق حيث غرفه والدته ... 

انتفضت شهيرة حينما فتح عاصم باب غرفتها بتلك الطريقة... عاصم..!! 

نظرت لعروق وجهه البارزة لتتسارع دقات قلبها حينما هتف بها بعصبيه شديدة بينما مازال لا يستوعب تلك الرساله التي وصلت إليه :  انتي اتجوزتي عصام المنشاوي بعد بابا ما مات 

ارتبكت عيناها وحاولت التحدث بتعلثم... عاصم خليني افهمك 

صاح بغضب : ررردي عليا... اه ولا لا 

: اه ياعاصم.... طفرت الدموع من عيونها : بس هو شهر واحد ومقدرتش انسي ابوك فاطلقت منه... قاطعها وهو ينظر اليها باشمئزاز : ونعم الوفاء... 

هتفت بتوسل : اسمعني ياعاصم.. انا وقتها كنت وحيدة بعد موت ابوك.... قال بغضب وهو يشير لها لتصمت : مش عاوز اسمع حاجة... نظر لها بازدراء: مش عاوز اصلا اسمع صوتك.. انتي كنتي بتستغليفني السنين دي كلها وعامله الام المضحيه اللي بتربي ابنها وانتي في الاخر.... قاطعته بحدة من بين دموعها : عاصم متنساش اني امك 

دفع يدها بعيدا وهو يقول بقسوة :... البيت ده بيت منير السيوفي اللي جريتي اتجوزتي اول ما مات ياريت مشوفكيش تاني فيه.. 

تركها وخرج من الغرفة لتتتهاوي شهيرة مكانها باكيه بانهيار... كيف يكون ابنها بتلك القسوة ويتحدث معها بتلك الكلمات الجارحه ....!

كانت زينه ماتزال واقفة أسفل الدرج بينما تهادي لسمعها صوته الغاضب ولكنها لم تتدخل بينه وبين والدته 

لينزل عاصم مجددا بخطوات عصبيه وعروق وجهه تكاد تنفجر من الغضب الذي اعماه فلم يراها او ربما تجاهل وجودها ليخرج بعاصفه  كما دخل..! 

ازدادت دهشتها اكتر بعد قليل حينما رأت نعمات تحمل تلك الحقيبه الكبيرة وتنزل الدرج خلف شهيرة... 

نظرت زينه اليها بتساؤل : طنط حضرتك رايحة فين؟ 

حاولت شهيرة تنقيه صوتها الذي اختنق بالدموع : مسافرة شوية لهشام أصله وحشتني 

هزت زينه راسها بعدم تصديق: هو عاصم زعلك؟ 

بكت شهيرة قائله : لا يا زينه.... انا اللي زعلته 

نزلت دموعها لتحتضنها زينه : اهدي ياطنط.. عشان خاطري وبلاش تمشي.. 

مسحت دموعها : معلش يا زينه  لازم ابعد شوية 

نظرت لها لحظة ثم قالت برجاء: خلي بالك منه عشان خاطري... انا عارفة انه عصبي وبيزعلك بس انسي كل حاجة وخليكي جنبه.. عاصم محتاجك 

ارتسمت ابتسامه باهته علي شفتيها وقالت بتهكم مرير : محتاجني... 

نظرت لها شهيرة برجاء لتهز زينه راسها دون جدال قائله  : حاضر 

............. 

انتظرته طويلا تلك الليلة وقد تأكلها القلق فالفجر علي وشك البزوغ وهو لم يعد لتشتعل النيران بداخلها حينما فكرت بأنه قد يكون مع تلك الحيه.... 

سمعت هدير سيارته بالأسفل لتجده بعد دقائق يفتح باب الغرفة ويدخل... مازال غاضبا تشعر بذلك من صوت أنفاسه المتعاليه وخطوته التي بدت وكانه يركل الأرض... لاحظ انها مستيقظة في انتظاره ولكنه تابع طريقة لاستبدال ملابسه دون قول شئ وعاد ليأخذ وضعه في جانبه من الفراش مستلقي عليه دون التحدث ايضا....! 

ظلت جالسة مكانها بضع دقائق تصارع شعورها الذي يدفعها اليه فهي لاتستطيع تركه بتلك الحالة ولكن كرامتها تأبي الانصياع.... بينما كل ما تراه أنه اختار البعد عنها وكما دوما خيوط اللعبه بيده يقترب وقتما يريد ويبتعد وقتما يريد 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !