اسيري ( السابع والعشرون )

6


 الفصل السابق

مرت بضعه ايام بقيت خلالهما صبا بالمشفي هي وطفلها ورعد يهتم بكلاهما يعاملها برفق وحنان ولكنه لم يتطرق لموضوع عودتهم لبعض مما احزنها كثيرا فبعد كل ما مر عليهما وهو لايزال يفضل الإبتعاد عنها.. لذا بدأت باقناع نفسها انه لم يعد يحبها بل يحسن من معاملته لها من أجل طفلهما لتحاول ان تأقلم نفسها علي هذا الوضع وتخفي مشاعرها المتلهفة امامه فهي لن تهدر المزيد من كرامتها مطالبه برجوعه بل هو من يجب أن يطلب منها أن تعود إليه مع ان هذا اصبح امل ضعيف خاصة وهي مازالت تري تلك الحرباء معه من حين لآخر..!

تتصطنع الحجج للتحدث معه كلما دخلت الي غرفه صبا بحجه الاطمئنان عليها بالرغم من انها فقط توليه هو وحده كل الاهتمام وهو لايمانع لذا عاهدت نفسها علي إخفاء هذا الحب بداخلها للحفاظ علي كرامتها..!

اما عن رعد فهو لم يكن اقل منها شوقا ولهفة لها فقد غفر ونسي كل مامضى بمجرد رؤيته لها... يريد فقط أن يري موافقتها علي العودة له بارادتها ليردها اليه علي الفور وقد عزم علي مفاجاتها ولكنه يريد لهذا اليوم ان يكون مميزا لذا ينتظر الوقت المناسب وليس في خضم تلك الأحداث وبقاء طفلهم بالحضانه ولكنه لايدرك أنها بحاجه اليه ليكون بجوارها 

شهر مضي وكلاهما بجوار طفلهما الذي تحسنت حالته بعد ولادته المبكرة لتبتسم صبا لادهم حينما وضع الطفل بين ذراعيها قائلا : تقدري تاخدي ابنك وتروحي 

لم تسع الدنيا سعاده رعد حينما عرف بهذا الخبر فهو واخيرا سيعود بها هي وطفله الي المنزل اليوم بعد أن رفضت صبا مبارحه المشفي دون طفلها طوال هذا الشهر وبقيت بجواره في المشفي 

كانت جالسة تحتضن الصغير بين ذراعيها حينما دخل للغرفة قائلا بابتسامة مشرقه :صباح الخير

بادلته صبا الابتسامة قائلة:صباح النور

اقترب منها بتلقائية مقبلا جبينها وجبين طفله.... ليجتاح صبا شعور جارف بالسعادة لتلك القبله العفويه منه ويحلس بجوارها يلتقط صورة لتلك اللحظه العائلية التي تجمعهم بينما جلس بجوارها واحاطها هي وطفله القابع بين ذراعيها بذراعيه 

ليقول وهو يمد يداه يتناول الطفل منها... جاهزة نمشي

اومات له فهي تريد بشده مغادرة المشفي التي بقيت بها طوال هذا الوقت ليعطيها ذراعه القوية تستند اليه ويحمل طفله باليد الاخري مغادرين المشفي واخيرا 

فتح لهما عمر باب السيارة لتدخل هي وبجوارها رعد الذي ظل حامل لطفله... كانت تنظر لجانب وجهه تحاول فهم مايدور براسه فهو يعاملها بحنان و يهتم بها... اذن لماذا لايعيدها الية أليست تلك النهايه الطبيعيه ... بينما رعد تلاعب باعصابها وهو يولي اهتمامه كله لطفله ولاينظر نحوها فزفرت بغيظ وهي تحدث نفسها.. بارد..!! 

هزت ساقها بعصبيه من صمته لتتلفت حولها متسائله ; احنا مش رايحين المزرعة؟

قلص المسافة بين حاجبيه قائلا بدهشه  ; المزرعة؟

أومات له :ايوة... امال هنروح فين؟

عاد ينظر لطفله ويمرر يده فوق أنفه بمداعبة وهو يقول : هنروح علي البيت اكيد 

حسنا لتستفزه لعله ينطق حدثت نفسها وهي تعقد حاجبيها قائله ; وانت عاوزني اروح بيتك ازاي  

كتم رعد ضحتكه فهو يفهم ماترمي اليه ليقول متظاهرا بعدم الفهم : وفيها ايه ؟

نظرت له بغيظ :فيها انك مطلقني ولا نسيت 

نظر لها بهدوء مستطير استفزها وهو يقول  : لا مش ناسي بس عادي يعني تفضلي في البيت عشان اياد يبقي معانا احنا الاتنين 

اتسعت عيون صبا بصدمه من بروده وحديثه بينما يوضح لها بمنتهي البرود أن طلاقهم نهائي لتموت الكلمات علي شفتيها وتهتز نظراتها للحظات طويله تبحث عن أي شيء تقوله ينقذ كرامتها لتخرج كلماتها ممزوجه بغصه حلقها : بس انا مش موافقه اعيش في بيتك ....

رفع حاجبه باستنكار : امال هتعيشي فين ؟

ابتلعت قائله : في اي حته ....هروح عند هنا  

نظر لها رعد بطرف عيناه وقال ببرود : اعقلي ياصبا .... تروحي تعيشي عند اختك ليه وانا موجود 

ازدادت غصه حلقها بينما تقول بعتاب : انت مطلقني 

اوما رعد ليقول بعتاب مخفي : بناء علي طلبك طلقتك ولا نسيتي 

نظرت له وهي تهز راسها وتقول بعتاب : مش ناسيه ولا كمان ناسيه كام مرة طلبت منك تسامحني ونرجع لبعض 

تنهد قائلا بعتاب مماثل : وبعد ما نرجع هيحصل ايه ....التف لها بكامل جسده وقد تجددت الذكريات ليتابع بعتاب قاسي : هترجعي تاني تبعدي لأي سبب وتقولي مش عاوزاك وبعد شويه ترجعي وبعدين تبعدي ....نفس اللي بتعمليه كل مرة نقرب لبعض 

احتدت نظراته بينما يختم كلامه : خلصت ياصبا انا مش هرجع للدوامه دي تاني .. انا هاخد ابني علي بيتي حابة تيجي معانا اهلا وسهلا مش حابة.. براحتك

أراد منها وعد وإصرار أن ماحدث لن يتكرر ولكنها لم تقرء ما بين سطور كلماته ليغص حلقها وتنظر تجاه النافذه وهي تحجب دموعها علي كرامتها الجريحه قائله برفض : انا مش هسيب ابني ليك 

وخزة قلبه لنبرتها الحزينه ولكنه كان سعيد أنها ستبقي معه .... اشتاق لها ولكن هذا الخوف بداخله من تكرار ما يحدث دوما بينهم جعله يصر علي اخفاء رغبته بأعادتها إليه حتي يري أنها ستحارب مثله من اجلهم 

بعد قليل تمالكت نفسها وابعدت تلك الدموع عن عيونها لتلتف إليه وتمد يدها الي طفلها تاخذه منه 

: هات اياد 

شدد في احتضان الصغير وهز رأسه لتنظر له بحنق ; علي فكرة انا اللي تعبت فيه متجيش سيادتك تاخده علي الجاهز من غير ماتتعب

نظر نحوها بعبث وهو يقول مشاكسا ليغاير من جو التوتر بينهم : والله من جهه تعبت فيه... فأنا تعبت... غمز لها بوقاحه واكمل : ولا نسيتي ...؟!

اشتعلت وجنتيها بالاحمرار لتبعد عيناها عنه علي الفور بخجل فيما توقفت السيارة ونزل منها لتبقي هي لحظات غير مستوعبه ... هل غازلها للتو؟! بعد كل ماقاله الان يمازحها 

... هتفضلي في العربية كتير؟

قالها لتخرج علي الفور متغاظة من برودة... لتجد سمية في انتظارها لتقول بسعاده : حمد الله علي السلامه يا مدام صبا 

ابتسمت لها صبا : الله يسلمك ياسميه 

بدات بإنزال الحقائب فيما صعدت صبا الدرج متجهه الي غرفتها ليظل رعد بالأسفل حاملا لطفله يستقبل تهاني العاملون لدية 

دخلت للغرفة ليجتاح اوصالها هذا الحنين لكل انش بها ....جلست علي طرف الفراش لتجد سرير صغير موضوع بجانبه وقد رتبت سوسن مستلزمات الطفل بعناية ..ابتسمت ومررت يدها عليهم بينما أغمضت عيناها وهي تتذكر لحظاتهم سويا 

حينما طال بقاء رعد بالاسفل ومعه الطفل اتجهت لتفتح أحد الحقائب وتخرج منها ملابسها وتضعها علي طرف الفراش ثم تتجه للاستحمام 

خرجت بعد قليل لتشهق بمفاجاه وتضم مئزرها القصير عليها حينما وجدت رعد متمدد علي الفراش وبين احضانه طفله... لتقول باعتراض : انت بتعمل اية هنا..؟ 

قال ببرود لاغاظتها بينما أشعلت به النيران لرؤيتها بتلك الهيئه : نايم جنب ابني 

عقدت ذراعيها امام صدرها قائلة ; وانا هنام فين ان شاء الله 

قال مدعي الامبالاه... السرير واسع تعالي جنبنا

اقتربت منه لتخبطه بكتفه متغاظة من برودة : انت اكيد اتجننت.... انت نسيت اننا مطلقين يعني تخرج برا ومتدخلش هنا تاني من غير استئذان 

قال ببرود وهو يتأملها بهذا الثوب القصير... والله انا مرتاح هنا... لو انتي متضايقة.. عندك الاوض كتير اختاري اي اوضه منهم 

ضربت قدميها بالأرض كالاطفال وهي تقول: رعد انت مستفز .... 

نظر لها بمكر : وانا عملت ايه ؟

زفرت بحنق وهي تجذب ملابسها وتدخل الي الحمام ترتديها ثم تخرج الغرفة بعصبيه بسبب بروده فيما تعالت ضحكته الرجوليه فكم يعشق عنادها... تريده ان يطلب منها العوده اليه وهو قرر الا يفعل الا حينما تبادر هي مجددا ..!

ليردد لنفسه... انا هوريكي ازاي تقوليلي كل شوية مش عاوزاك

صفقت الباب بعنف خلفها وهي تخرج من الغرفه 

 بينما تقول بغيظ... ماشي يارعد..

اغاظها عدم تطرقه لرجوعها اليه طوال هذا الوقت وبرووده معها وكانه لا يشعر بشئ تجاهها..! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !