القاسي الفصل الثالث والثلاثون

1

الفصل السابق
 
ظل عثمان جالس في سيارته منذ أن نزل من المشفي قبل ساعه وعقله شارد لايتوقف عن التفكير في كلماتها التي أثارت جنونه من مغزاها فهي تراه غير جدير بثقتها .... (معملتش حاجة تخليني اثق فيك     ....!!) 

سحب نفس مطولا قبل ان ينزل ويصفق باب السيارة خلفه بقليل من القوة ويتجه مجددا الي غرفتها لاينتوي المغادره قبل معرفه سبب نطقها بتلك الكلمات.... حسنا ربما لم يعبر عن مايشعر به بالكلمات ولكن الاتري أفعاله.... لم يخبرها الا تخاف ولكنه فعل ما يطمئنها....!

قال العسكري بتعلثم .... ياباشا مينفعش 

وضع عثمان تلك الأوراق الماليه بيده بنفاذ صبر... دقايق مش هتأخر 

نظر الي ملامح وجهها والي جلستها الشارده ليتفاقم الشعور بالغضب بداخله فهاهي تتعذب مثله فلماذا تبحث عن المزيد من العذاب له ولها...! 

نظرت له ليلي بجبين مقطب  : انت...! ؟ جيت تاني ليه. ؟

ضغط علي اعصابه ليحاول التحدث بهدوء وهو يقول مخالف طبيعته الناريه : جيت أسألك اية اللي انا عملته.. ؟

عقدت جبينها بعدم فهم ليقترب من فراشها بخطي تخبرها كم هو غاضب وهو كذلك بالفعل.... غاضب بشده من حالته الضائعه بسبب بعدها وبسبب كلماتها...لم يريد شئ إلا قربها الذي اصبح دواءه وهي ابعدته عنها بكل قسوة ..! 

مال ناحيتها بينما عيناه تهيم فوق ملامح وجهها الواهن وتتوقف امام عيناها الحزينه يسالها بأنفاس لامست وجهها : اية الجريمه اللي انا عملتها عشان تعملي كل ده... ؟ 

غص حلقها من فحيح نبرته التي تخبرها انها من اوجعته وليس العكس بالرغم انها من تتعذب وليس هو..... كلاهما متألم من الاخر بنفس القدر ولكن اي منهما يضع نفسه مكان الاخر... ؟! 

ازدادت نبرته انفعال بينما يسألها وهو يضغط على حروفه : ساكته ليه... اتكلمي وقوليلي انا عملت ايه..؟  

رفعت عيناها التي ذبلت وارهقها الحزن قائلة بصوت مختنق بالدموع : ينفع انت تقولي انا عملت ايه؟ 

ازدادت نبرته قهرا وهي تكمل : .... انا عملت ايه عشان يحصل ليا كل ده.... اذيت مين عشان اتأذي بالطريقه دي 

نظر الي الدموع التي لمعت بعيونها بشفقه واوجع قلبه صوتها المتألم ولكنه لن يترك جرحها الا حينما ينزع تلك الضماده بقوة  من فوقه لتؤلمها لحظات وبعدها تتعافي.... : اقولك عملتي ايه......نظرت له ليقول بجديه : انتي عملتي الحاجات الصح مع الناس الغلط ظلمتي نفسك قبل ما غيرك يظلمك.....اذيتي نفسك بثقتك الزايدة في ناس خانت ثقتك اكتر مرة..... متعلمتيش الدرس اللي كل مرة الدنيا تديه ليكي اجمد من الاول.....متعلمتيش ان مش اي حد تديله ثقتك وانك لازم تخوني الناس الف مرة قبل ماتصدقيهم.....متعلمتيش انك لو محمتيش نفسك محدش هيحميكي.... غبيه وطيبه وهبله سايبه نفسك للدنيا تغدر بيكي 

انفلتت دمعتان ساخنتان من عيونها بينما يضغط عليها بتلك الطريقه ويؤنبها فقط لكونها كانت انسانه... اي ذنب اقترفته من وجهه نظره... انها دافعت عن يوسف.. نعم أخطأت وكررت الخطأ ولكن ماذا تفعل في نفسها التي تقودها كل مرة الوقوع بنفس الخطأ دون أن تتعلم منه كما يقول 

تفاجأت بيداه تحيط بوجهها بينما انامله القويه تمسح تلك الدموع وهو يرفع وجهها اليه ويكمل بنبره قويه : اوعي اشوفك بتعيطي تاني لأي سبب...... اللي بقوله ليكي عشان تتعلمي من غلطك مش عشان تعيطي 

انتي مرات عثمان الباشا وأم ابنه... .....ثقي فيا وانا هجيبلك حقك بس اعرفي ان مش كل مرة هتلاقى حد يجيبلك حقك   

كفايه ضعف واستسلام خليكي قويه وخدي حقك من كل اللي اذاكي

ارتجفت شفتيها بينما غص حلقها  .... كلامه من المفترض أن يعطيها القوة كما توقع ولكنه ألم قلبها اكثر ولم تري نفسها بعيناه الا انسانه ضعيفه سأم ضعفها 

لتهز رأسها فكم هو محق لتقول بصوت مختنق بالدموع وهي تبعد وجهها عن يداه : حاضر هتعلم الدرس 

نظر لها لتكمل : مش هثق في حد تاني ولا هتعامل مع حد باللي حاسه بيه..... هكون بالضبط زي ماانت قولت هاخد حقي من كل اللي اذاني وأولهم انت 

انصدمت ملامحه وعقد حاجبيه بشده يتطلع اليها بينما يري في عيونها اتهام بأنه اول المقصودين بكلامها 

ليردد بنبره باهته : انا اذيتك...؟! 

اومات له بدون تردد : كونك شايف انك مأذتنيش بعد كل اللي عملته ده في حد ذاته اكبر اذي ليا 

انفلتت اعصابه ليهتف بانفعال : ليييه.. اذيتك في ايه 

اغمضت عيناها وضغطت علي جفونها تمنع دموعها من الانفلات ليردد بقسوة بينما تقبض يداه علي ذراعها :سألتك انا غلطت معاكي في ايه.... عملت اية اي واحد في مكاني مكانش هيعمله 

هتفت بانفعال مماثل وتركت لدموعها العنان ;وانا اللي في مكاني تعمل ايه

.... ها قولي.... اللي في مكاني تعمل ايه وهي  مش قادره ولا عارفه تبقي قويه...... خايفه من جواها وملهاش حد وواقفه تترجاك تسمع تهدي... تتفاهم.... تعمل اي حاجة بس تطمنها لما لجأت ليك

رفعت اصبعها ووكزته تجاه قلبه باتهام ;قولتلك خوفت منك و مهانش عليك تقولي متخافيش..... سبتني لوحدي في اكتر وقت انا محتاجك فيه

هتف بدفاع عن نفسه : مشفتش قدامي غير اني اشوف ازاي اقدر انقذك 

هزت راسها بعتاب قاسي : ماكنش فارق معايا حاجة وقتها غير انك تكون جنبي 

بس انت مش شايف حد ولا حاجة غير نفسك وبس...... انت صح مش بتغلط ابدا 

هتف بعصبيه شديده بينما تمسكت باتهامها له انه الوحيد المخطيء بكل شئ :غلطت في اييييه..؟ 

هتفت بانفعال من بين دموعها التي انسابت وقد غاب من عقلها كل شئ إلا مواقفه معها التي مرت امام عيناها مشريط سينمائي  : في كل حاجة......غلطت كل حاجة معايا وانا زي الهبله سامحت..... واجهته بعيناها الحمراء من كثره البكاء  :سامحتك في كل اللي عملته معايا من غير حتى ماتطلب..... فهمتك واحتويتك وانت مش عارف تقرر انا ايه اصلا في حياتك.... كنت جنبك لما حسيتك محتاج ليا وبرضه دوست وجرحت من غير حساب 

وثقت فيك واستأمنتك علي نفسي وقت ماانت كان لسه في شك في قلبك من ناحيتي 

مهانش، عليك حتي تعتذر وانا برضه رجعتلك.... جرحتني ووجعتي اكتر لما قولت بمنتهى البرود مجاتش مناسبه اقولك انك ينفع تخلفي... سامحت في كل حاجة وخلقتلك أعذار وتبريرات مفكرتش تنطق بيها ولسه برضه عمال تدوس تدوس ولا كأني بتوجع اصلا 

قست نظراتها بالرغم من ضعفها الشديد الذي تملك من قلبها وهي تكمل : اقولك انت ليه دلوقتي جاي تتكلم  عشان انت عاوز تتكلم مش عشاني..... الباشا مبسوط رايق هادي يبقي ليلي تكون مبسوطه وهاديه وبلاش عتاب ولا كلام إنما ليلي تشتكي ليه اصلا هي مين عشان تتكلم...... خليكي قويه واجهي خدي حقك بس انا هدوس وهوجع واقبلي واتحملي

انا ولا حاجة بالنسبالك..... 

كان يتابع أنفعالها بملامح وجهه لاتفسر بينما هي تلقي الاتهامات هنا وهناك وكأنه وحش، بلا قلب..... ربما أخطأ ولكن اهو تمادى لتلك الدرجه... هو اخطيء وهي بلا أخطاء... هي تحملت وهو لا.. هي قدمت وهو اخذ بلا مقابل..... 

هتف بضياع بينما صورة الوحش تلاحقه مع الانسانه الوحيده التي يجاهد نفسه العصيه لتتغير من أجلها : للدرجة دي شايفاني وحش.. ؟! 

رددت بضياع مماثل بينما تري انهم بطريق مسدود كل منهما لن يتوقف عن السير به الا بعد ايلام واوجاع الاخرر

: انا خلاص مبقتش، عاوزة اشوف اي حاجة 

انا تعبت من كتر ما بحكم غلط علي الناس

اومأ لها باصرار : فعلا انتي بتحكمي غلط علي الناس وأولهم انا..... انتي اتعودتي تعيشي ضحيه وعشان كدة انا في نظرك لازم اكون الجلاد 

امسك ذراعها وقربها اليه ليتابع بقسوة : عارفه نطقتي كام مرة انك لوحدك وانتي مش شافه اني في كل مرة كنت جنبك....جايز مبنطقش تبريرات واعذار زي مابتقولي بس انا عمري ماسبت حد محتاج ليا مابالك بواحدة شايله اسمي 

اغمضت عيناها وهتفت بعناد : وانا مش عاوزة راجل ابقي شايله اسمه عاوزة راجل اكون حياته.... يكون بيحبني.... لما احتاج ليه يكون جنبي مش واحد معتبرني بس واحدة شايله اسمه.... طلقني ياعثمان..! 

انصدمت ملامحه بقوة اكثر من صدمته بكل حديثها : تطلقي 

اومات له : اه ... عشان مش هعرف اعيش بطريقتك..... مش هعرف اكون زيك واخون كل الناس ولا هعرف اقسي علي اقرب الناس ليا...مش هعرف اكون قويه عشان استاهل اشيل اسم الباشا 

تفاجأت بهذا الجمود الذي غلف ملامحه لحظة بينما جابت صورة امه بعيناه.... هاهي ستتركه بوسط الطريق كما فعلت امه من قبل... هاهي ستترك يده وتتخلي عنه..! 

هز راسه بجمود : تمام.... عاوزة تكملي صورة الضحيه كمليها ماهو اصل انا فعلا غلطان كان لازم اخدك في حضني واقعد اعيط جنبك زي النسوان واقولك بلساني اطمني بدل ما اعملك كل اللي المفروض يحسسك بالأمان 

ازدادت يداه قبض علي ذراعها بلا وعي منه وقد تملكت عقده الفقد منه بينما يكمل بقسوة : بس اقولك علي حاجة..... انا مغلطتش..... الدنيا علمتني ان وقت الشده مبيبقاش في وقت لا لكلام ولا لاحساس

عشان لو كنت حسيت واخدت اخواتي في حضني بدل مااقف في وش الدنيا عشانهم كان زمانهم مكانك بيعيطوا مستنين الدنيا تدوس عليهم اكتر 

قست ملامحه بشده وتابع : انا طبعي كدة عاوزاني ولا عاوزة واحد يشبعك كلام حلو ومع اول موقف يجري ويسيبك زي الصرصار اللي كنتي مخطوبه  له..... عيطي اكتر وقولي كل اللي انتي عاوزاه بس انا متعودش اعيط زي النسوان في اي موقف ولا اتعودت اكون ضعيف 

نفذت سهامه المؤلمه لقلبها ليجهز عليها وهو يكمل بينما يترك يدها لتترنح للخلف : بكره هطلعك من هنا وهاخد حقك بس اقلمي نفسك علي طبعي عشان ده اللي مش،هيتغير ابدا.....

ويكون في علمك طلاق مبطلقش..! 

تركها وانصرف وكلاهما أوجع جرح الاخر اكثر واكثر..... لم تري كم هو متألم وبحاجة اليها  وهو لم يشعر بألمها ولم يشعر بحاجتها اليه والسبب ان لا أحد منهم وضع نفسه مكان الأخر....كلاهما يريد الدواء من الاخر دون تقديمه.!.. 

........ 


دخلت مروة تتهادي بثوبها الذي يبرز ملامح جسدها الفاتن لتتجه الي جوار عماد الجالس الي مكتبه وتميل عليه وتحيط عنقه بذراعيها قائلة بدلال : ايه ياحبيبي سرحان في ايه..؟ 

قال عماد وهو يعبث بهاتفه : ابدا بعمل شويه مكالمات 

قالت بفضول : وبتكلم مين.. ؟

رفع عماد راسه اليها قائلا : وانتي من امتي بتدخلي في اللي بعمله 

قالت بغنج وهي تمرر يدها برفق علي وجنته : وفيها ايه مش انا مراتك وحقي اعرف كل حاجة عنك

قال بتحذير وجفاء : تعرفي اللي انا عاوزك تعرفيه وبس

اعتدلت مروة واقفه ونظرت له بانفعال : واللي عاوزني اعرفه بقي يتضمن امتي ناوي تعلن جوازنا ولا المرة دي هتشوف حجه جديده تضحك عليا بيها 

التفت عماد اليها وترك الهاتف من يده قائلا باستنكار  : حجة.؟! 

اومات له وهي تلف يداها حول صدرها ; اه حجة ياعماد ولا فاكرني مش واخده بالي انك عمال تتحجج وتأجل

زفر بضيق من دلالها الذي في غير محله الان : 

قولتلك لما اخلص من موضوع نادين 

لوت شفتيها : وهو مش موضوع نادين خلص والولد عمل اللي انت عاوزه

اومأ لها باقتضاب : اه بس لسه القضيه مفتوحه

رفعت حاجبيها بتمرد : وانا هفضل مستنيه القضيه لما تخلص 

التف لها بمقعده قائلا بانفعال : اه يامروة 

نظرت له بعصبيه : يبقي متحلمش تشوفني تاني ياعماد 

ماان اتجهت الي الباب حتي اسرع يمسك بذراعها يوقفها فتلك الماكرة الصغيرة عرفت كيف تستفزة لتعرف معلومات عن مصطفي كما وعدت عثمان 

: استني هنا رايحه فين .؟ 

قالت بحزن مزيف : ماشيه ياعماد ومش هتشوف وشي تاني

ادارها ناحيته ومرر يداه برقه حول ذراعيها ; حبيتي انا متعصب الفتره دي ومحتاج تقدري ظروفي 

نظرت له بأغواء انثوي : ياحبيبي وهو حد مقدر ظروفك زيي.... بس انت بتتعصب عليا اوي 

قال برقه وهو يجذبها لحضنه : متزعليش

احاطت عنقه بذراعيها : تمام بس بشرط 

: قولي 

: تجي معايا حالا علي البيت وانا هخليك تهدي خالص وتنسي كل التوتر اللي انت فيه 

اومأ لها وسرعان ماكانت خطتها تنجح بينما تمرر اصابعها الرقيقه فوق عضلات ظهره المتعبه لتهمس في اذنه : يااه ياحبيبي ده انت متوتر اوي 

تنهد عماد قائلا : اوي اوي يامروة 

قالت بخبث : ليه بس... ؟

: خايف الواد ده يجي قدام النيابه ينكر اقواله

تابعت بمكر  : ازاي بقي ده ابوه تحت ايدك

اومأ لها وهو يكمل : اه بس واد زي ده مش هيفرق معاه حد غير نفسه

: بس ده برضه ابوه 

تنهد عماد واغمض عيناه مستمتع بما تفعله بينما يداها تتمرر فوق عضلاته لتكمل متظاهرة بعدم الاكتراث : هو انت ناوي تعمل ايه في ابوه ياحبيبي..؟ 

قال عماد باندفاع : هخلص منه طبعا 

ابتعلت لعابها وتظاهرت انها لا تهتم حينما استدار عماد ناحيتها ليري ملامح وجهها كما هي لم تتغير بينما تتابع بهدوء : احسن برضه عشان تقفل الموضوع نهائي 

تابعت ليسترخي تماما عماد أسفل يدها فتطبع قبله علي وجنته قائلة : هقوم اخد شارو ياحبيبى 

اومأ لها بعيون مغمضه لتدخل الي الحمام الملحق بالغرفه فيعتدل عماد جالسا ويعبث بهاتفه يحدث احد رجاله بصوت خفيض غير منتبه لمروة التي تسللت وفتحت جزء من الباب تستمع اليه 

: عوض عاوزك الليله تخلص من اللي اسمه مصطفي والواد ابنه اول ما يخرج من النيابه بكره تكون مخلص عليه هو كمان 

: اوامرك ياعماد بيه 

قال عماد بتحذير ; زي مااتفقنا.... الراجل تخلص عليه وترميه في اي حته قريبه من مخازن الباشا اللي في الميناء والواد تخلص علي انها حادثه عربيه 

: مفهوم يابيه

: مش عاوز غلطه 

اسرعت مروة للداخل لتنهي حمامها سريعا وتخرج الي عماد الذي جذبها اليه يقبل شفتيها.... تململت بعد قليل بين يديه لتقول : حبيبي انا مضطرة امشي عشان اتاخرت

: ماتخليكي معايا النهاردة 

: لا مش هينفع عشان ماما عندها ميعاد مع الدكتور كمان ساعتين 

اومأ لها وعاد ليتوسد الفراش ويغمض عيناه قائلا : ابقي خدي الفلوس اللي انتي عاوزاها من الخزنه ياحياتي قبل ما تمشي 

اومات له وسحبت بعض الرزم الماليه كما اعتادت حتي لايشك بها... 

........ 


خرجت من الغرفه ونزلت بضع درجات قبل ان ترسل رساله الي عثمان....( عندي معلومات مهمه اوي لازم اشوفك) 

ارسل عثمان الرد سريعا  (تعالي علي مكتبي) 

اسرعت مروة تغلق الهاتف ماان رأت نادين تصعد الدرج بخطواتها المتمايله

نظرت نادين الي مروة بتعالي واحتقار بينما تجاهلتها تماما ولم تقل لها كلمه وهي تمر من جوارها بالدرج ليحتقن وجهه مروة بالغضب فتلتفت اليها قائلة : انتي بتكرهيني ليه

نظرت لها نادين بتعالي  : وانتي مين عشان اكرهك ولا احبك يابت انتي ... انتي كلك على بعضك حته سكرتيرة كحيانه بتجري ورا ابويا عشان الفلوس.... نظرت لها بمزيد من الاحتقار وهي توليها ظهرها وتتجه لغرفتها وتكمل : حته جربوعه اقل من اني افكر فيها اصلا 

نظرت لها مروة بغل ولكنها سرعان ما تمالكت اعصابها بينما تضغط علي هاتفها الذي تمسكه بيدها وتقول لنادين باستفزاز : الجربوعه دي قريب اوي هتبقي حرم عماد بيه الراوي قدام الناس كلها 

ضحكت نادين بخبث وتشفي لتفهم مروة سبب ضحكتها وهو نيتها ونيه ابيها للغدر بمروة التي قالت بمكر شديد : اضحكي اضحكي مع اني لو مكانك لازم اخاف 

قالت نادين ببرود : اخاف من ايه ياحلوة 

قالت مروة بثقه ; مني  

نظرت لها نادين باستهزاء :  انا نادين عماد الراوي اخاف منك انتي..... 

قالت مروة ببرود : اه عشان انا اللي اعرف ان نادين الراوي اللي قتلت ندي الباشا وجوزها وهربت ولبستها لواحدة ملهاش ذنب

تغيرت ملامح نادين لتنظر حولها سريعا تري ان كان أحد الخدم يستمع لحديثهم وهي تزمجر ; اخرسي يابت انتي انا مقتلتش حد دي كانت حادثه

قالت مروة لتستفزها وتحصل علي اعترافها الذي تسجله لها : حادثه..؟! ولما هي حادثه زي ما بتقولي هربتي ليه..؟ 

قالت نادين بانفعال : لا استني وادخل السجن لما يلاقوني كنت شاربه

هزت راسها : لا طبعا تهربي وتشيليها ليوسف ولما يوسف يطلع ندل ليلي تشيلها....إنما نادين هانم لا

قالت نادين بثقه وهي تقترب من مروة وتوكزها بكتفها بطرف اصبعها : كويس انك مذاكرة و عارفه انا مين واقدر اعمل ايه..... يبقي ابعدي من وشي احسنلك بدل ماالبسك انتي كمان قضيه... فاهمه 

نظرت لها مروة ببرود : فاهمه يانادين..... نظرت لها وتابعت بتهكم : هانم 

نزلت ونظرات الانتصار تشع بعيونها فهاهي اوقعتها بالفخ... تلك الفتاه المغرورة..! 

......... 

...

جفت عيونها من كثرة البكاء منذ الليله الماضيه..... قاسي بلا قلب...! 

لم يرق قلبه لدموعها وتركها وغادر باتهام 

وهو يراها تتشبه بأكثر امرأه يكرهها بالرغم من انها الوحيده التي احبها...! 

........ 

... 

انتهي حاتم من فحص ليلي ليقول بهدوء : انا عارف ان الظروف بتجبرك تكوني في الحاله دي يامدام ليلي بس ده غلط عليكي وعلي البيبي فحاولي تهدي  وياريت تأكلي لان الممرضه بلغتني انك مش، عاوزة تاكلي 

اومأت ليلي بملامح وجهه باهته بينما تدري انها مهما طال الوقت ستدخل الي السجن وسيولد طفلها هناك بالرغم من كل تلك الوعود التي وعدها لها انه سينقذها الا انها مازالت تقنع نفسها الا تصدق شئ منها وتستسلم للأمر الواقع حتي تمهد نفسها لقبول القادم فقد انتهي كل شئ بينهما وحتي لو نفذ وعده فلن يكون من أجلها بل من أجل طفله 

: حاضر يادكتور 

صمتت لحظة قبل ان ترفع رأسها الي حاتم قائلة  : هو انا ينفع اسمع نبض البيبي 

اومأ حاتم قائلا : اه طبعا 

قالت برجاء  : طيب ينفع اسمع نبضه 

اومأ لها بتشجيع للخروج من حالتها النفسيه السيئه قائلا : حاضر. .... انا هخلي دكتورة ناديه تسمعك النبض وتوريكي البيبي كمان في السونار... 

تهادت الإبتسامه الي وجهها وهي تتخيل تلك اللحظة بينما نظر لها حاتم بابتسامه هادئه قائلا  : بس اسمحيلي أبلغ عثمان عشان يكون معاكي لانه اكيد هيفرح اوى 

خفضت عيناها بحزن لحظة بينما لامست كلمات حاتم قلبها ولاقت ترحيب بجزء دفين بداخلها يريده ان يكون معها بلحظة كتلك لربما تداوي وجعها ووجعه بينما جزء اخر يخبرها الا تتأمل مجددا ويذكرها بوعودها لنفسها  حتي لا ينجرح قلبها مجددا بالخزلان 

ماان امسك حاتم الهاتف حتي قالت بسرعه توقفه : لا بلاش يادكتور 

كان بالفعل قد أجاب عثمان علي الهاتف سريعا لينظر لها حاتم بقله حيله فقد نفذ الأمر 

قال عثمان بلهفه : خير ياحاتم في حاجة  . ليلي كويسه 

قال حاتم بهدوء :اه كويسه الحمد لله..... انا بس كنت عاوز سمعك نبض البيبي 

نظر عثمان في ساعته بينما هو بانتظار مروة ليقول : طيب انا مشغول دلوقتي ياحاتم في حاجة مهمه اخلصها وهعدي عليك 

طعنه اخري نفذت لقلبها وهي تري عيون حاتم التي ارتبكت لتتوقع الرد الذي حاول تجميله لها بينما يقول : هيخلص شغله بسرعه وجاي هخلي دكتورة ناديه تستني واول مايوصل نبدأ علي طول 

خفض حاتم عيناه عن عيون ليلي التي لمعت بها نظرات الحزن فهاهو ينفذ وعده ويبتعد  لتمحي سريعا حزنها وتدفنه بقلبها  وهي تخبر نفسها انها بالفعل حذرت قلبها كثيرا من تأمل اي شئ منه 

: لا 

نظر لها حاتم لتقول بثبات : مش هستني حد.. انا عاوزة اسمع نبض ابني دلوقتي لو سمحت يادكتور

قال حاتم بلطف : كلها ساعه ولا حاجة مش، هتستني كتير 

قالت باصرار ; لو سمحت يادكتور 

...... 

اومأ لها وخرج ليعطي تعليماته الي الطبيبه ويتحدث الي الحارس قائلا : هناخد المدام بعد شويه تعمل اشعه 

قال العسكري ; هبلغ الباشا وكيل النيابه واستأذنه

اومأ له حاتم ; بس، بسرعه 

......... 

... 

كالعاده لم تكن الظروف معه ابدا بينما ترسخ في قلبها جرح اخر منه لاتدري بهذا الصراع المحتدم حوله بينما يحاول إخراجها من تلك القضيه.... متناسي حديثهم المؤلم مؤقاا فالمهم ان ينفذها بعدها فليتحدثوا مجددا حتي يصل معها لطريق اخر.... 

اقنع نفسه انها منفعله وانه من اخطيء بالضغط عليها والتمس لها العذر ولكنها لم تفعل مثله ابدا..! 

......... 

تسارعت دقات قلب ليلي بينما تبتسم لها الطبيبه وتساعدها لتستلقي علي الفراش قائلة وهي تتطلع لملامح وجهها  المترقبه: اول بيبي ليكي 

اومات ليلي لها لتقول الطبيبه  : طيب ارتاحي    

تمددت ليلي علي الفراش وانفلتت من صدرها تنهيده حاره بينما تشعر بفراغ في قلبها فكم هي وحيده بتلك اللحظة وليس لديها احد....!! وهو كما عهدته ليس بجوارها 

اغلقت الطبيبه الانوار وسحبت المقعد الصغير وجلست امام تلك الشاشه ورفعت ملابس ليلي كاشفه عن بطنها وبدأت بوضع السائل البارد فوقها لتسالها بتلقائيه : فين بابا البيبي..؟ 

قالت ليلي بصوت مختنق بالدموع التي تحاول كبحها بداخلها ; مشغول 

ربتت الطبيبه بحنان علي يدها بينما تضايقت من نفسها لاحزانها لتقول : معلش اني سألت مكنتش اقصد اضايقك  

هزت ليلي راسها واغمضت عيناها قائلة بصوت مختنق بالغصه :انا مش متضايقه  

سرعان مافتحت عيناها حينما هتفت الطبيبه باستنكار دخول احد الغرفه بتلك الطريقه ; انت مين عشان تدخل كدة..؟ 

غالبت دقات قلبها التي قفزت من بين ضلوعها بينما تراه امامها يلهث وهو يحاول التقاف أنفاسه حيث قطع الطريق بسرعه وبعده درجات السلم ركضا ولم ينتظر المصعد للحاق بتلك اللحظة ماان اتصل به 

حاتم وشرح له سوء التفاهم 

(انت غبي يااخي مش تقول انك جنبها

: واقول ازاي يعني ياعثمان 

: طيب اقفل وإياك تعمل حاجة لغايه مااجي 

أغلق وأسرع للحاق  بها) 

قال بانفاس لاهثه : انا...  

قاطعته الطبيبه بنفاذ صبر : انت مين.. ؟

قال وهو ينظر اليها : انا جوزها 

انفرجت اسارير الطبيبه التي قالت ببشاشه : كويس اوي انك جيت انا كنت حالا هسمع المدام نبض البيبي .... اقفل الباب وتعالي يااستاذ

اومأ لها وسرعان مادخل وأغلق الباب واتجه الي جوار ليلي التي هبت تلك المشاعر بداخلها تطبطب علي كل وجعها وجروحها فهاهو بجوارها كما كانت تتمني حتي وان جاء متأخرا الا انه اتي وهنا سرعان ماتعالي صوت بداخلها يزجرها عن التبرير له لتتغير ملامح وجهها سريعا وتظهر له انها لا تهتم بوجوده من الأساس ... بدأت الطبيبه بتمرير ذلك الجهاز فوق بطنها بينما كانت مغمضه عيناها تحاول السيطرة علي مشاعرها المبعثره كما كان حال عثمان الذي غابت عيناه بالتهام ملامح وجهها ودقات قلبه تتعالي بصدره وهو يترقب سماع صوت قلب طفله الذي ينمو بداخلها..... فتحت عيناها سريعا ماان استمعت لتلك النبضات لتلتقي بعيناه التي فاضت تلك اللحظة بسعاده غامره لتدفيء لمسه يداه ليدها صقيع قلبها... ابتسمت الطبيبه قائلة وهي تمرر الجهاز على بطنها.. شايف النقطه السودا الصغيره دي.. هو ده البيبي 

قال بلهفه وهو ينظر إلى حيث موضع اصبع الطبيبه ; ولد ولا بنت 

ضحكت الطبيبه حتي دمعت عيناها وهي تقول : لا ده انت شكلك مستعجل اوي... 

اومأ لها بحماس ويداه تحيط بيد ليلي اكثر والتي عجزت عن نطق شئ بينما هي ماخوذه بما فعله وبمجيئه لها بتلك الطريقه ولكنه متأخرا كعادته بمداواه جروحها .....! 

قالت الطبيبه بابتسامه وهي تعطي ليلي منديل لتمسح بطنها قائلة  : الحمد لله الامور كويسه جدا.... نهتم بس بالأكل شويه وهستني تتابع معايا الشهر اللي جاي 

اومأ لها لتبتسم الطبيبه قبل ان تغادر قائلة : يعني ممكن كمان ٣ شهور واقولك نوع البيبي 

اومأ لها لتتابع بمرح :  انت بقي عاوز ولد ولا بنت  

قال عثمان وهو يمد ذراعيه بتلقائيه يساعد ليلي علي النهوض : راضي بكل اللي يديهولي ربنا 

ابتسمت الطبيبه بهدوء وهي تنصرف قائلة  : ان شاء الله ربنا يكرمكم باللي تتمنوه 

دق قلبها بجنون بينما تهادت رائحه عطره الي أنفها وهو يساعدها علي الجلوس ليتطلع اليها باهتمام قائلا : انتي كويسه 

اومات له وهي تعدل من وضع ملابسها ليمد يداه يساعدها ولكنها اجفلت من لمسته التي تجاوب معها كل انش في جسدها متمرد عليها لتشجع نفسها  الا تنسي مجددا وتنساق خلف تلك المشاعر التي ستولد بها جرح اخر ماان تصطدم مجددا بصخره قسوته 

: متتعبش نفسك

قال عثمان وعيناه تحاول النفاذ لاعماق نظرات عيونها قائلا : انا عارف انك زعلانه من كلامي معاكي بس انا.....قاطعته بقسوة فيكفي رفعها لسابع سماء وبعدها ألقاءها بقسوة لسابع ارض : مش زعلانه ومش فارق معايا تجي أو لا ..!! 

عقد حاجبيه يتطلع اليها باستنكار لهذا الهجوم  : مش فارق معاكي 

اومات له بجمود : زي ماانا بالضبط مش فارقه معاك.... من دلوقتى اللي بينا الولد ده وبس 

صدام محتم بينهم بسبب حكم مسبق اصدرته عليه ولم يتقبله او يحاول تبرير موقفه فماذ لو أخبرها بتلك الصراعات التي تشتعل حوله من أجلها  ليهديء قلبها وماذا لو أخبرته ان كل ما تريده ان يكون بجوارها.... ولكن كلاهما صمتا وااااه من هذا الصمت.... ؟!! 

: مش وقت اي كلام دلوقتي...واضح ان  الحمل مأثر عليكي ومخليكي حساسه زياده عن اللزوم 

لم تقل شئ  بل اتجهت الي باب الغرفه وغادرت ليظل عثمان واقف مكانه ينظر في اثرها .....! 

جلست علي الفراش ووضعت يدها علي قلبها فكم كانت بحاجة اليه بتلك اللحظة وهاهو بجوارها بالرغم من كل شئ ليعلن قلبها تمرده الواضح عليها ويركض اليه ولكنها ليست بحاجة لمزيد من الجروح فلم تنسي جروحه الماضيه بعد.... سيخفق هذا الغادر الذي بين ضلوعها ويركض اليه ومجددا سيعود لسابق طبعه القاسي ويجرحها وهي لم تعد تحتمل.. نعم لقد تعبت من الاحتمال الذي لم تفعل سواه طوال سنوات حياتها فهي تحتمل وتحتمل وتتأمل كل مرة بالأفضل وحينما لا تجده تعود لتحتمل ولكن حينما ذاقت السعاده برفقته تلك الايام القليله ضعفت قدرتها علي الاحتمال وتلاشت قوتها التي كانت تتظاهر بها واصبحت هشه وحساسه لاتحتمل اي جرح لقلبها لذا ستضعه جانبا وتعيش دون التعلق او انتظار قادم افضل فليأتي ما يأتي حتي لا تشعر مجددا بمراره الخزلان الذي شعرت به بينما الدنيا لاتتوقف عن الغدر بها.....

....... 

قالت مروة لعثمان الجالس خلف مكتبه ; جبت لك كل اللي طلبته 

نظر لها لتكمل ; عماد هيقتل المهندس مصطفي ومش بس كدة كمان يوسف اول ما يخرج من النيابه والقضيه تثبت علي ليلي 

انت لازم تراقب اللي اسمه عوض الراجل بتاعه لانه هينفذ الليله

اومأ لها عثمان قائلا : والفيديو 

قالت مروة وهي تهز رأسها : للأسف مسحه

نظر لها عثمان بانفعال لتقول سريعا وهي تخرج هاتفها من حقيبتها ; بس انا جبت لك حاجة تانيه 

نظر لها لتضغط على زر التشغيل لهذا التسجيل الذي سجلته لنادين قبل قليل....

كور عثمان قبضته وتحول لوحش ثائر بينما يحطم كل مكتبه وهو يستمع لتبجح تلك الحقيرة بموت اخته

اسرع عمار تجاهه يشير الي مروة بالانصراف  التي خافت من هيئته ماان أسمعت له ذلك التسجيل بصوت نادين  تتجه عمار لاخيه قائلا وهو يمسك بكتفه :اهدي ياعثمان

هدى عثمان بقهر ومراره: هموتها بأيدي... هاخد روحها ومش هرحمها 

قال عمار بحزم : لا ياعثمان.. هناخد حق ندي بالقانون

: هاخد حق ندي بأيدي 

: لا ياعثمان ابن ندي محتاجلك اكتر وانا محتاجلك.... وقبلنا ليلي وابنك اللي جاي.... احنا من غيرك ولا حاجة

نظر له عثمان ليكمل عمار الوحيد القادر على اعاده عثمان لصوابه : الكلبه دي غلطت اه بس مقتلتقهاش قاصده والا كنت هكون قبلك واخد روحها

هي استهترت وهتدفع تمن استهتارها غالي اوي ..... ومش هي بس كلهم هيدفعوا التمن 

بس مش بالطريقه دي

نظر عثمان الي أخيه الذي اجلسه علي المقعد واكمل وهو يجاهد ان يبدو ثابتا امام أخيه ليهدءه ولا يندفع لتصرف اهوج

: الكلبه دي هتدخل السجن طول عمرها وعماد الراوي هيتمسح اسمه من السوق وهيعيش عمره يشحت ويوسف الكلب هيقضي عمره كله في السجن 

كلهم هيدفعوا التمن ياعثمان بس انت لازم تهدي وتكمل اللي بدأته بهدوء عشان نوصل لهدفنا

هز عثمان راسه بقهر : مش قادر اسمع كلامها عن موت ندي واعرف اني كنت مغفل واسكت 

: هتقدر ياعثمان    ...... اخد الحق حرفه ياباشا وانت وصلت لآخر الطريق.... مراتك تطلع منها وتتصرف معاهم بعدها 

......

...

جلس عثمان في سيارته يطرق بيده علي المقود بترقب قبل ان يتعالي رنين هاتفه فيأتيه صوت حسان.... تمام ياباشا 

بدأ باخباره بما حدث قبل قليل حينما تتبع هذا الرجل التابع لعماد الي حيث يحتجزون مصطفي..... 

قال عوض لرجاله : فكوه ونفذو

نكس مصطفي راسه واغمض عيناه باستسلام بانتظار انتهاء أجله علي يد هؤلاء المجرمين ليتفاجيء بهولاء الذين اقتحموا المكان مثبتين رجال عماد بمكانهم بحرفيه بالغه... اسرع حسان يمسك بالرجل الذي يسدد السلاح لراس مصطفي بينما سيطر باقي رجال عثمان علي الوضع بهدوء مكبلين رجال عماد.... 

ضربه بمؤخره سلاحه علي رأسه ليفقد الوعي بعدها خلصوا مصطفي واخذوه لاحد السيارت وكذلك فعلوا بباقي رجال مصطفي الا عوض الذي سدد حسان سلاحه لرأسه قائلا : اتصل بعماد بلغه انك خلصت 

اومأ عوض بانصياع : عماد بيه خلاص نفذنا

قال عماد متنهدا بارتياح : ارموه زي مااتفقنا 

: حاضر يابيه 

أغلق الهاتف ليضربه حسان براسه ويشير لاحد رجاله بأخذه مع باقي الرجال ويتصل بعثمان يبلغه ان الامر تم 

.....! 

نظر عماد الي نادين قائلا بتحذير : دي اخر مرة هحميكي من تصرفاتك يانادين

قالت بدلال : وانا ليا مين غيرك بس يابابي

اومأ لها وهو ينظر في ساعته قائلا : يلا عشان ميعاد طيارتك

هزت راسها قائلة : هتخلص كل حاجة وتحصلني

اومأ لها : كلها بكرة الواد ده يقدم أقواله اللي اتفقنا عليها في النيابه وبعدها اخلص منه زي ماخلصت من ابوه وكل حاجة تتقفل واحصلك

هزت راسها ليقبل ابيها وجنتها.... طمنيني عليكي اول ماتوصلي

حمل السائق حقيبتها ووضعها بالسيارة ثم انطلق بها تجاه المطار بينما تبتسم بانتصار فهاهي في طريقها للحريه..... اينعم تخلت عن حلمها بعثمان ولكنها تخلصت من كابوس يوسف المزعج ولربما تقابل رجل اخر بالخارج 

اغمضت عيناها بانزعاج ماان ومض بعيناها هذا الضوء القوي من خلال مراه السيارة التي خلفها

لتهتف بعصبيه بالسائق : ابعد عنه وخليه يعدى الغبي ده 

اومأ حسن لها واعطي إشارة لليسار ليتحرك من أمام تلك السارة التي تأتي مسرعه خلفه تقلب له هذا الضوء القوى والذي يكاد يعميه عن الرؤيه ولكنه تفاحيء بسيارة اخري تأتي بجواره وتمنعه من تغير مساره لتهتف نادين بعصبيه بينما اندفعت للخلف أثر حركة السائق المفاجأه يحاول تفادي تلك السيارة التي أتت بجواره : خد بالك ياغبي انت 

اومأ حسن بينما توتر من سرعه تلك السيارة خلفه والتي تدفعه لزياده سرعته بينما الاخري بجواره تمنعه من تغير مساره بعيدا عن السيارة خلفه 

نظرت نادين بقليل من القلق الي حسن والي سرعته : هدي السرعه شويه

اومأ لها وهو يحاول تقليل سرعته ولكن عبثا فالسيارة خلفه تدفعه لاتحرك بسرعه والا سيصطدم بها.... تركت نادين هاتفها الذي تعبث به وتلفتت حولها بقلق : في أية ياحسن 

حاول السائق الانحراف بالسيارة مجددا قبل ان يقول بتوتر : مش عارف ياهانم... بس شكلهم قاصدين 

قالت بخوف وهي تحاول تبين السيارات التي خلقها وبجوارها : مين  ...? 

قال حسه بارتباك وقد تصبب عرقا بينما أضواء السيارة القويه خلفه جعلته يكاد لايري وقدماه لا تتوقف عن زياده السرعه 

دعس عثمان اكثر علي دواسه الوقود بينما يداه تقبض علي المقود بغضب أعمي وهو يتخيل اللحظات التي عاشتها ندي برعب قبل ان تفارق الحياة بينما تلك الحقيرة لا تبالي

ازدادت سرعه السيارة خلفهم بينما السيارة التي بجوارهم لاتسمح لهم بالهروب لترتجف دقات قلبها وقد أدركت انها مقصوده..... 

ابتعلت لعابها بتوتر وخوف بينما يدفعون السائق لزياده سرعه السيارة اكثر واكثر لتصرخ بخوف.... ... بتعمل ايه يامجنون هدي السرعه 

: مش عارف ياهانم... 

صرخت برعب ماان رأت تلك السيارة علي بعد بضعه أمتار تتوقف فجأه ليصم اذنها صرير اطارات السيارة التي دعس حسن مكابحها يحاول ايقافها قبل الاصطدام...! 


اصطدم راس نادين بعنف بالمقعد الذي امامها ثم ارتدت للجانب مرتطمه بقوة بالزجاج بينما انفجر الكيس الهوائي بقوة مرجع راس حسن للخلف....! 

مرت دقائق قبل ان تفتح نادين عيونها بألم شديد من أثر الاصطدام لتري بتشوش هؤلاء الرجال يحملون حسن ويسرعون به الأحد السيارات المتوقفه بجانب الطريق 

بينما تفاجات بالباب الذي بجوارها ينفتح وتظهر لها تلك العيون المرعبه التي تطالعها بوعيد بينما يقول من بين أسنانه ... حسيتي بالخوف اللي ندي حست بيه قبل ماتموت 

صرخت ماان جذبها عثمان بعنف من خصلات شعرها يخرجها من السيارة من غير مبالي بما بها من جروح لتبكي بخوف ورعب.... هتعمل فيا ايه..؟ 

زجرها عثمان وهو  يسحبها من خصلات شعرها غير مبالي بسقوطها : وفري دموعك هتحتاجيها 

.... 

استيقظ عماد ونظر  الي هاتفه الذي يرن فجرا 

ليهتف بقلق : نادين انتي مركبتيش الطيارة...؟ 

انصدم حينما جاءه صوت عثمان الساخر : 

للأسف ياعماد بيه ملحقتش الطيارة  فقولت استضيفها عندي 

هتف عماد بصدمه ; عثمان الباشا..! 

قال عثمان ببرود : مضبوط 

هتف عماد بقلق وخوف : بنتي فين.... عملت فيها ايه

تابع ببرود : لغايه دلوقتي معملتش

بس اكيد هعمل كتيييير 

قال عماد : ارجوك بلاش تاذيها 

هتف عثمان بسخريه : تعالي ارجوني براحتك 

قال عماد بقله حيله ; اجيلك فين..؟ 

قال عثمان ببرود شديد : قوم بس انت من سريرك وهتلاقي رجالتي مستنياك وهتجيبك عندي

.......... 

... 

لم يذق عثمان النوم حتي الصباح وهو يرتب لكل شئ ولا يدع اي مجال لثغره او غلطه... نال القليل من انتقامه وهو يضع نادين وعماد أسفل يده ولكن نيرانه لم تهديء بعد 

....... 


في الصباح قاد احد العساكر يوسف المكبل بالقيود الحديديه الي غرفه وكيل النيابه لأخذ أقواله ليتفاجيء بعثمان يتجه اليه بخطواته الواثقه..... أشار عثمان للعسكري الذي اتفق معه مسبقا ان يتحدث مع يوسف لحظة 

تراجع يوسف للخلف خطوة بخوف واضح مهما حاول طمئنه نفسه فعثمان لايستطيع فعل شئ له وهو في رواق النيابه 

قال عثمان بثبات ليوسف : قدامك عشر خطوات قبل ماتدخل لوكيل النيابه..... لو قولت الحقيقه جايز أرحمك

نظر له يوسف لحظة قبل ان يقول بثبات مزيف وهو يهز راسه : للأسف... عرضك مش مغري ياباشا

التوت شفتاه عثمان بابتسامه ماكرة كالذئب وهو يقول ; انت شايف كدة.؟ 

اومأ له يوسف وقال ببرود ليستفز عثمان ويحرقه ; اه عشان للأسف بعد العشر خطوات دول ليلي هتشرف في السجن طول عمرها ومش بعيد تتشنق كمان 

فقد عثمان اعصابه بتلك اللحظة ليدفع يوسف بقوة الحائط خلفه لتكاد عظام يوسف تتحطم من قوه الدفعه بينما يقبض عثمان علي فكه بعنف مزمجرا بوعيد : قولتلك متجبش اسمها علي لسانك الو.... ده تاني

نظر له يوسف بسخريه : بتحبها اوي كدة

مال عثمان علي اذنه هامسا ببرود : بعشق التراب اللي بتمشي عليه مش بس بحبها احتقن وجهه يوسف بالغضب ليتابع عثمان متجاهل محاوله العسكري لسحب يوسف :وعشان كدة انا هسويك علي نار هايه

..... كويس انك رفضت عرضي اصل بصراحة انا مكنتش ناوي اصلا أرحمك ولا حتي عشان خاطر ابوك الراجل الطيب ده

بوغتت ملامح يوسف وهو يري ابيه يظهر  امامه والذي رشقه بنظرات الاحتقار 

ليقول بتعلثم : بابا

ابعد حسان وبشير يوسف من الاقتراب من مصطفي ليزحرة العسكري قائلا :يلا وكيل النيابه مستني

تمسك يوسف باقواله والتي يتهم فيها ليلي انها من كانت تقود وقتلت ندي بدافع الانتقام

ليرفع وكيل النيابه راسه الي يوسف متسائلا : يعني ليلي هي اللي كانت معاك يوم الحادثه 

اومأ له لينظر وكيل النيابه في الأوراق التي امامه قائلا : وكانت قاصده تخبط عربيتها

قال يوسف بثبات وهو يعيد سرد تلك الخطة المحكمه من وجهه نظره لايدري بتلك الشهاده التي قدمها ابيه والذي أقر بكل شئ بعدها اخبره عثمان بكل ماحدث لليلي ليقول وكيل النيابه محاصرا يوسف : بس مفيش اي حاجة تثبت ان كان في علاقه بين المجني عليها والمتهمه 

: كانت تعرفها وهددتها لو مبعدتش عن اخوها وليلي عشان كدة قتلتها 

قال وكيل النيابه : بس ندي  الله يرحمها كانت يوم الحادثه في الطريق لإحضار جوزها من المطار 

: ليلي كانت عارفه كدة اكيد من عثمان الباشا 

أعاد وكسل النيابه السؤال : وهي ليلي كانت تعرف المدعو عثمان الباشا منين 

: قولت لحضرتك يافندم انهم كانوا علي علاقه ببعض 

: ايه طبيعه العلاقه 

هز يوسف كتفه بوقاحه : علاقه 

: قصدك علاقه غير شرعيه 

:ايوة 

: وانت عرفت منين 

: هو كان دائم التردد عليها في بيتها اللي هي عايشه فيه لوحدها لظروف مرض والدها

: بس يااستاذ يوسف انت مش شايف ان كونك خطيبها وابن عمها وانك ساكن معاها في نفس البيت وعثمان الباشا زي ما بتقول يتردد علي بيتها دي حاجة غريبه شويه وبعدين واحد زي عثمان الباشا اكيد عنده أماكن كتير يقابلها فيها محبكش بيتها 

تعلثم يوسف : يافندم.... يافندم دي حاجة انا معرفهاش

: يبقي تقول اللي تعرفه وواثق منه لان تهمه زي دي خطيره 

:عموما يافندم انا اول ماشكيت في اللي حصل وواجهتها طبعا في الاول أنكرت لغايه ماتفاجئت بيها يوم الحادثه بتتكلم في التلفون وبتهدد بصوت عالي ولما لقيتها فجأه مصممه تسوق العربيه... قاطعه وكيل النيابه : وكنتوا فين يااستاذ يوسف اليوم ده..؟ 

ابتلع يوسف لعابه بتعلثم : كنا.... كنا خارجين 

قال وكيل النيابه بمكر : خرجت معاها وانت شاكك انها علي علاقه بواحد تاني 

تسللت قطرات العرق البارد فوق جبين يوسف الذي قال : وقتها كنت بحبها والحب مش مخليني شايف حاجة 

أشعل وكيل النيابه سيكارته ودخن منها نفس بهدوء قائلا : كمل يااستاذ يوسف 

ايه بقي اللي حصل يوم الحادثه 

لقيتها وقفت علي جنب وعينها علي المرايه وفجأه لقيتها بتسوق بسرعه جدا... طبعا في الاول مكنتش، فاهم حاجة وحاولت اوقفها بس للاسف مقدرتش اسيطر على العربيه ولقيتها بتدخل بيها في العربيه التانيه  اللي اتقلبت علي الطريق.... طبعا كنت مخبوط 

واخدت فترة لغايه مافوقت ووقتها جريت بسرعه لقيت ليلي واقفه بتكلم واحدة كانت بتموت وبتقولها عشان تتحديني كويس 

: ومبلغتش ليه وقتها..

: طبعا هي بنت عمي وخطيبي واتصدمت لما فهمت انها رتبت تتخلص من البنت بالطريقه دي وفضلت اليوم ده بحاول استوعب ازاي تعمل كدة وبعدها اخدت قرار اني أبلغ لكن لقيت رجاله غريبه بتخطفني انا ووالدي ووالدتي وهددونا لو اتكلمت هيخلصوا علينا.... 

اسند وكيل النيابه راسه للخلف يكمل الاستماع ليوسف ليقول اخيرا بهدوء شديد : خلصت أقوالك يااستاذ يوسف

اومأ له يوسف ليقول وكيل النيابه وهو يتطلع الي الأوراق امامه : عندك أقوال تانيه 

هز يوسف راسه ليقول وكيل النيابه : بس انا  الورق اللي قدامي فيه شهاده من الممرضه حسنيه سيد أحمد بتشهد ان ليلي مهدي كانت مع والدها زي كل ليله ومن بينهم ليله الحادثه.... ومش بس كدة عندي شهاده تانيه من شركة الاتصالات بتثبت وجود ليلي في المستشفى  في وقت الحادثه وكمان في اكتر من شهاده تنفي معرفه المهمه بالمجني عليها من الأساس ونفس الشيء عن معرفتها بالمدعو عثمان الباشا واللي مثبت قدامي انه متجوز ليلي مهدي بزواج موثق بعد فترة من الواقعه

رفع وكيل النيابه عيناه الي يوسف الذي تصبب العرق البارد من جبهته ماان واجهه بتلك الدلائل والتي رتبها محامين عثمان  قائلا : اية رايك يااستاذ يوسف في كل الدلائل.... لسه مصمم على اقولك

فتح يوسف فمه ليتحدث ليشير له وكيل النيابه بالصمت قائلا : لحظة قبل ماترد.... في حاجة اخيره.. 

نظر له يوسف بترقب ليكمل وهو يتطلع اليه كالذئب الماكر ;  في شهادة السواق سامح ابراهيم اللي أكد كلام والدك.... واللي هتستغرب جدا لما تعرف انه  بينفي كل التهم اللي وجهتها لعثمان الباشا بخطفك وان اللي خطفه هو انت بترتيب مع عماد الراوي وبنته نادين الراوي 

واللي صدر امر بالقبض عليهم بعد سماع اعترافها انك انت وهي اتفقتوا علي اللعبه دي كلها 

هلعت ملامح يوسف ليرفع وكيل النيابه التسجيل الصوتي لنادين والذي ماان انتهي حتي تبعثرت دقات قلب يوسف وتجمدت الدماء، في عروقه بينما اكمل وكيل النيابه بكمل فهو لم يصل لنادين بعد ولكنه يوقع يوسف بالفخ : وطبعا نادين الراوي أنكرت كل حاجة وقالت إنها بالفعل اللي كانت معاك يوم الحادثه بس انت اللي كنت سايق وعشان كدة انا هوجهه ليك انت تهمه القتل العمد ده غير طبعا اتهامك لليلي مهدي بكل الاتهامات دي

انصدمت ملامح يوسف بهلع صارخا بينما وجد انه من سيتحمل كل الاثام : كدابه هي اللي كانت سايقه  .. 

ابتسم وكيل النيابه  بمكر وأشار ليوسف بالصمت والذي تابع : هي اللي رتبت كل حاجة.. 

التفت وكيل النيابه الي الكاتب قائلا : اكتب ياابني... قررنا نحن وكيل نيابه حي وسط التحفظ علي يوسف مصطفي وتوجيهه التهم الاتيه.......  وقررنا إخلاء سبيل ليلي مهدي 

........... 

..... 

.....

عقدت ليلي جبينها ماان دخل عثمان من الباب ولكن عقده جبينها ازدادت ماان رأت تلك الابتسامه تجتاح ملامح وجهه المنشرحه للغايه وقبل ان تتساءل عن سبب ذلك التغير المفاجئ وجدت وجهها بين يديه يغرقه بالقبلات ويدفنها بصدره هاتفا : خلاص ياليلي كل حاجة انتهت

هدر قلبها بجنون بداخل صدرها لاتعرف هل هو من قربه ان من انقشاع المحنه كما فهمت ام من ذلك الصفاء الذي لاح في سماءهم بعد ليله امس الملبده بالغيوم لتحاول التحدث بضياع ولكنه عاد ليجذبها الي حضنه مجددا هامسا بسعاده : خلاص انتي حره زي ماوعدتك.... كل حاجة خلصت 

اغمضت  عيناها وانسابت دموعها بقوة ليرفع وجهها برفق من حضنه ماان لامست دموعها صدره :بتعيطي ليه دلوقتي 

ازاح دموعها بحنان وهو يتطلع لجمال عيونها التي يعشقها قائلا : شششس بلاش عياط خالص.... من النهارده مفيش عياط ابدا..... نظرت له بوهن وقد عجزت عن فهم تنقضاته فمن هذا الرجل الذي لايمت بصله القاسي الذي كان يحدقها بالأمس..... انه نفس الرجل الذي يشعر بسعاده فاكرة وقد انقشعت كل الغيوم 

قال وهو يرفع وجهها :  عارف انك مش فاهمه حاجة وانا معنديش مانع افهمك للصبح بس اما نرجع بيتنا هنتكلم واحكيلك علي كل حاجة بالتفصيل  بس دلوقتي في مفاجأه 

نظرت له باستفهام : مفاجأه ايه... 

اتجه الي باب الغرفه ليفتحه لتتفاجيء بعمها يدخل من الباب بضع خطوات ببطء قبل ان يسرع الي ليلي يحتضنها بحنان ويغرق راسها بالقبلات : عمي 

احتضنها بلهفه : ليلي..... سامحيني يابنتي

بكت واحتصنت عمها الذي لمعت الدموع بعيناه ويكره سلبيته التي جعلتها تدفع ثمن أخطاء ابنه وزوجته وبالرغم من انه شهد علي ابنه الا ان الذنب تجاه ليلي يقتله 

اشاح عثمان ملامح وجهه التي تغيرت بينما يزمجز بخفوت لعمار الذي دخل برفقه مصطفي :  ماخلاص كفايه بوس واحضان

ده انا جوزها مبوستهاش كدة

أفلتت ضحكه عمار التي سرعان ماكتمها هامسا لاخيه الذي يحترق بالغيرة حتي لو من عمها ; هتكذب.... امال الواد ابنك جه ازي لما مكنتش بتبوس ياباشا

وكزة عثمان بتوبيخ : اتلم ويلا قول حاجة للراجل ده خليه يبعد عنها... انا غلطان اني جبته لها 

قال عمار بمرح : يااخي ده انت طلعت حالتك صعبه... غيران من عمها 

نظر له عثمان ونفخ بحنق قائلا ; اهو  رجع يبوسها تاني

وكزه عمار بهدوء قائلا : طيب اسكت بس

اتجه الي ليلي قائلا بسعاده : ليلي حمد الله على السلامة

ابتسمت له : الله يسلمك ياعمار

قال مصطفي بامتنان: لولا جوزك كان زمان المجرمين دول قتلوني

قالت بخوف وهي تمسك بيده : بعد الشر عليك ياعمي 

نظر لها عثمان بغيرة واضحه فأين يكون هو من تلك الطيبه والحنان 

لاحظ عمار غيظ أخيه ليقول    ; انا هاخد عثمان وهنخلص إجراءات خروجك علي ماتجهزي ياليلي

........ 

هتف عثمان بحنق ماان خرجوا من الغرفه ; 

انا قولتلك تاخدني انا برا ولا عمها

جذبه عمار قائلا ; يااخي تعالي بس ده عشان مصلحتك.... احنا نخلص الإجراءات وتاخذها علي البيت تبوس هناك براحتك

وكزة عثمان ; أتلم

ضحك عمار مشاكسا  ; وانا قولت ايه غلط خلاص متبوسش

هز عثمان راسه قائلا : لا هبوس طبعا

ضحك الاثنان ليتوقف عثمان مكانه لحظة ويجذب عمار الي حضنه ويسمح لغصه حلقه لأن تغلبه وهو يردد بتنهيده حارقه :ربنا يرحمها ويخليك ليا

قال عمار بحب ; ويخليك انت ليا ياابويا واخويا وصاحبي وكل حاجة ليا

احتضن أخيه دقائق قبل ان يبعد دموعه قائلا بمشاكسه : لا بقولك ايه ياباشا ..... بلاش نكد بقي كفايه اوي كدة 

ولا نسيت البوس

.......

أخبرها عمها بمختصر ماحدث ليدق قلبها وهي تستمع لكل ما فعله من أجلها ولكنها سرعان ما تجاهلت تلك الدقات وهي تذكر نفسها انه لن يلبث ويجرحها مجددا بقسوته لذا فلتزم وعدها لنفسها الا تسمح لقلبها يجعلها تتذوق هذا الألم مجددا 

دخل عثمان اليها قائلا : جاهزة عشان نمشي 

اومات له قائلة باقتضاب : متتعبش نفسك انا هروح مع عمي 

رفع حاجبه باستهجان :تروحي مع عمك فين..؟ 

: بيتي 

تفاجأت به يقول بهدوء : طيب تعالى وانا هوصلك 

انكمش قلبها بداخل صدرها من رده الهاديء لتخبر نفسها انه لم يتمسك بها حتى وتلاعبت بها الظنون طوال الطريق لتحدث نفسها (مش قولتي انك مش عاوزاة اهو هسيبك وينفذ رغبتك زعلانه ليه بقي) 

ومن قال انه سيتركها... انه فقط سايرها لتجنب المزيد من الشجار معها حتى تهديء ويتحدث معها ليصفي كل مابينهم 

عقدت حاجبيها ماان رأته يغير الطريق ;

انت رايح فين مش قولت هتروحني

اومأ بهدوء شديد بينما نظارته الشمسيه لاتريها نظرات عيناه ; ماانا بروحك ييتك

هتفت بحدة وهي تراه يدلف من البوابه الحديديه : بيتي مش ده 

التفت لها بهدوء : امال بيتك فين

: عاوزة اروح بيت بابا

قال وهو يوقف السيارة بوسط الفناء : ادي انتي قولتي بيت بابا يعني مش، بيتك... بيتك ده 

خلع نظارته ونظر اليها قائلا : انا سكت وعملت نفسي مطاوعك في اللي قولتيه عشان حالتك مكانتش تسمح بمناقشات تانيه هنزود بيها الخلاف بينا بس ده مش معناه اني كنت هوافق تسيبي البيت انا قولتلك قبل كدة ازعلي مني زي ماانتي عاوزة بس في البيت 

:وانا اخدت قراري.... مش هفضل هنا 

زم شفتيه في محاوله منه أن يهديء : مش قولتلك قبل كدة محدش بيقرر غيري

نظرت له بحنق : وانا ايه.... ماليش رأي في حياتي.؟! 

ضيق عيناه يطالعها : رايك في ايه بالضبط..... رايك في حياتك اللي هتدمريها اكتر باللي بتعمليه 

: انا بحمي نفسي زي ماقولت ليا....  معنديش استعداد اتجرح تاني

نظر لها بلين قائلا : مش هجرحك تاني

انفلت لسانها بعتاب : وانا اضمن منين 

مال ناحيتها بهدوء قائلا : كلمتي ضمان.... اعقلي ياليلي وخلينا نتكلم فوق 

هزت راسها برفض ان تستسلم مجددا لتلك المشاعر ولهذا الرجل الذي سرعان ما ستري قسوته مجددا  :انا عاقله  واتعلمت الدرس وخلاص مش عاوزة اتكلم معاك كفايه اللي قولته 

هتف بنفاذ صبر : وانتي اللي قولتيه كان كفايه كمان ولا انا بس اللي اتكلمت..... 

انتي متعرفيش انا بعمل كدة ليه ولا انا شوفت من الدنيا ايه 

التفتت له : يبقي قولي وفهمني

قال باقتضاب وهو يتهرب من الحديث عن هذا الماضي :  انتي حامل ومضغوطة وانا هعمل نفسي مسمعتش اي كلمه من اللي قولتيها امبارح .... خلينا صفحه جديده مع بعض

هتفت به بانفعال : صفحه جديده بناء على ايه.... انا مش تحت امرك تنسي وقت ماتحب وتفتكر وقت ماتحب 

فهمني وقولي 

قال باقتضاب : هتكلم وقت ماتبقي عاوز اتكلم 

: قولتلك انا مش تحت امرك 

هتف بعصبيه من عنادها : يا صبر أيوب... مش وقت اي كلام دلوقتي اطلعي ارتاحي وبعدين نتكلم 

هزت راسها : لا 

هتف بتحذير : انزلي بدل ماانزلك انا

تهكمت وهي تراه يعود لصيغه الأمر : ايوة ماهو ده اللي انت بتقدر عليه يلا  جرجرني واحبسني

نظر لها بغضب : هعملها لو حالا منزلتيش

يلا انزلي وبطلي جنان الحرس بيتفرجوا علينا

هتفت بعناد ; لا مش نازله ولو انطبقت السما علي الارض رجليا مش، هتعتب بيتك تاني 

التفت لها بانفعال : شكل الطيبه مش نافعه معاكي... مش شايفه اني بحاول اتزفت اهدي واتغير ومصممه تستفزيني.... طيب انا بقي اعند منك ودماغي انشف من الحجر وريني هتمشي ازاي خطوة برا البيت من غير اذني

نزل من السيارة وصفق الباب بعنف ليهدر ببشير : اقفل البوابه ومحدش يطلع من الباب

فتح الباب ناحيتها هاتفا ; اتفضلي

قالت بعناد : قولت مش نازله

اومأ ومال ناحيتها ليحشرها  بين جسده وبين ظهر المقعد وهو ينزع مفتاح السيارة : طيب خليكي هنا هنشوف كلام مين اللي هيمشي 

....... 

... تركها بالسيارة ودخل الي المنزل بخطوات غاضبه ليعقد عمار حاجبيه بينما يراه ينفث النيران : ايه ياباشا في ايه.؟ 

هتف بسخط : انت مش نبرت فيها 

: في ايه بس.. ؟

: شغاله اسطوانه نكد.... حاجة تقرف

قال عمار باستنكار : اوعي تكون قولت لها كدة

نظر له عثمان بسخط ليقول عمار ; 

اوعي تكون قولت لها انتي نكديه والا هتوريك النكد على أصوله

اخبره عثمان بحنق بتلك العواصف التي تهب بينهم ليقول متنهدا : معلش،اعذرها 

هتف بضيق : عذرت واتهببت سكت ومش عاجبها برضه 

: كنت سايستها بكلمتين واعتذرت

هتف بعناد : انا مغلطتش عشان اعتذر 

اومأ له قائلا : طيب استني وانا هطلع اتكلم معاها


... قالت بعمار الذي رأته يتده ناحيه السيارة حيث بقت بها بعناد : عمار لو جاي تتكلم الكلام انتهي

قال عمار بهمس ; انا هخليه يعتذرلك بس هدي اللعب شويه 

: انا مش بلعب.. اخوك هو اللي بيلعب بيا 

: اخويا بيحبك 

هزت راسها بتهكم: اخوك ميعرفش يعني ايه حب اصلا 

اومأ لها عمار : عندك حق... اخويا فعلا ميعرفش يعنى ايه حب.... زي طفل لسه سنه اولى مش عارف يتصرف ولا فاهم حاجة 

غصب عنه بيحاول يحارب عقله وتفكيره الصعب فلازم تتحمليه شويه

قالت بأسي: اتحملت كتير بس تعبت..... والله تعبت من كتر ماانا مش فهماه

ربت عمار علي كتفها بحنان : معلش هو محتاج وقت وهيفتح لك قلبه ويحكيلك علي كل حاجة.... وقتها والله هتعذريه 

ليلي خلاص جزء كبير من مشاكلم اتحل ونار موت ندي هديت شويه لما اخد بتارها 

عثمان بيحاول يتغير عشانك 


طال وقوفه خلق النافذه يتطلع لتلك المناقشه التي طالت بينها وبين عمار ليخرج بخطوات غاضبه.... 

أشار لعمار بالابتعاد ودون مقدمات انحني ناحيتها وحملها

حاولت ابعاده : اوعي كدة

قال وهو يسير بها ; مش هوعي ووريني هتعملي ايه

حاولت الافلات من بين ذراعيه القويه ليوهمها انه سيتركها محذر : والله هسيبك تقعي

تعلقت ليلي بعنقه سريعا 

ليهمس لنفسه (ناس متجيش الا بالعين الحمرا) 

ضحك عمار بينما يري تلك العنيده تكاد تفقده صوابه ليأخذ بيد ادم الذي نظر لليلي :ليلي جت ياعمار

اومأ له : اه ياحبيبي 

قال ادم بحيرة ; هو خالو شايل ليلي ليه

ضحك عمار قائلا : تصل رجليها بتوجعها تعالي ياباشا احنا نطلب بيتزا

..... 

دفع عثمان الباب بقدمه ودخل بها الي الغرفه لتهتف به بغضب تخفي بها  نظرات عيناها المشتاقه له : قولت مش هعتب بيتك

اومأ لها قائلا : انتي قولتي رجلك مش هتعبت البيت ورجلك اهو  معتبتش انا شايلك


اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !