دفع عثمان الباب بقدمه ودخل بها الي الغرفه لتهتف به بغضب تخفي بها نظرات عيناها المشتاقه له : قولت مش هعتب بيتك
اومأ لها قائلا : انتي قولتي رجلك مش هتعتب البيت ورجلك اهو معتبتش انا شايلك
مسيطر ويصل الي مايريد دوما ولكنها لن تنقاد مجددا خلفه مهما فعل... لن تستمع لدقات قلبها الساذج الذي وقع بحبه وكم عذبها هذا الحب.... كم كانت قبل عده ايام برفقته تعيش سعاده لم تحلم بها وفجأه وجدت نفسها تستيقظ علي كل ذلك العذاب.... كانت بين ذراعيه وبعدها أخذها للسائق بل واخبرها انه لم يخطيء بفعلته.... لجأت اليه وخذلها حينما صارحته بالحقيقه...لا يري انه أخطأ بشيء ودوما المبررات موجوده لنفسه اما هي فلا يهم ماتشعر به ولا مانال قلبها من جروح علي يده ..... اااه من وجع قلبها المتقلب بين دهاليز الحيرة.....
ااه من قلبها الذي لايعرف علي اي ارض يقف مع هذا الرجل ولا بأي مرساه ترسو ببحور عالمه ...اااه من هذا الرجل الذي بكل مرة يجعلها تحلق في السماء حينما تري اهتمامه وأفعاله التي لاتنكرها فقد حارب العالم من أجلها ليخرجها ولكنه بعدها يتحول لرجل اخر بلا قلب ويخبرها انها لاشئ...!! تعبت من الحيرة والترقب وقد أعطته اكثر من فرصه ليخبرها بحقيقه مشاعره تجاهها ولكنه يتهرب دوما لذا لن تسمح لقلبها ابدا بأن يقودها ويتركها ضائعه في بحره الواسع والذي عجزت عن مجاراته او الوجود وسط امواجه التي لم تعد تعرف متي تعصف بها ومتي تكون هادئه ...!
انتفخت وجنتها وهي ترفع عيناها اليه بغيظ لتجد نفسها تتنفس أنفاسه بينما وجهها يكاد يلتصق بوجهه.... لتحاول ارجاع راسها للخلف بعيدا عن قربه المهلك لتغزوها رائحه عطره الرجوليه التي فاحت من عنقه الذي وجدت وجهها امامه..... قالت باقتضاب وهي تتمسك بكل ذره ثبات لديها امام استخدامه لقربه الذي يعرف انها لن تقاومه كثيرا : نزلني
تلكأت خطواته ليبقيها بين ذراعيه أطول فترة وهو يتجه بها الي طرف الفراش بينما قلبه يتقافز بداخل ضلوعه من قربها الذي اشتاق اليه....انزلها برفق علي طرف الفراش لترفع وجهها اليه وتباغته بشراستها التي جعلت البريق يعود لعيونها فترفع اصبعها امام وجهه بتحذير: اوعي تكون فاكر ان بطريقتك دي هترجعني عن قراري
وضع يده فوق اصبعها الذي وجههته له قائلا بلين لم تتوقعه : اولا مترفعيش ايدك في وشي كدة... ثانيا احنا اتفقنا ان انا اللي بقرر
ثالثا وده الأهم... قاطعته بغيظ من تلك الغطرسه الفطريه التي يتميز بها والتي سطرت له وحده دون غيره من الرجال
:يغني ايه انت اللي قرر وبعدين احنا متفقناش علي حاجة.... احنا اصلا عمرنا مااتفقنا علي حاجة
بالرغم من شراستها الا انها رأت ابتسامه لم تعرف سببها تلوح علي طرف شفتيه لتتفاجيء به يجلس بجوارها قائلا ببساطه بتلك النبرة اللينه التي يستخدمها معها عكس عادته وقد انتي ان يحني راسه قليلا امام صورتها والا يدخل معها في جدال ومن أمهر منه في فن المفاوضات : خلاص ياستي نتفق
اتسعت عيناها وكأنها رأت شئ خيالي ماان نطق تلك الكلمات والتي كان من المفترض أن تجعلها تشعر بالسعاده كما توقع ولكنها هزت راسها برفض فماذا يفعل بها..؟! لقد وضع لها للتو السم بالعسل بعد ان أخبرها سيطره انه صاحب القرار قام بأضافه نبرته الناعمه في النهايه ليخدعها بها .... بلحظة يخبرها انه صاحب القرار فتثور وباللحظة التاليه يتحدث معها بتلك الطريقه التي تبدو وكأنه يدللها ويخطب ودها... ومن قال انه لايفعل.؟! فليدللها ويخطب ودها لعله يهديء من ضراوة حربها معه ويعيدها مجددا لصفاء عهدها معه
اشاحت بوجهها بعيدا عن نظراته التي عرف كيف ينفذ لاعماقها بها : نتفق علي ايه.... ؟
مفيش بينا اي اتفاق
سألها وعيناه لاتفارق النظر لعيونها التي اتقدت بها حروب العالم بأكمله:ليه..؟
تعلثمت من سؤاله في البدايه : عشان... عشان
ولكنها سرعان مافكت عقده لسانها وتابعت بهجوم :عشان انت هترجع تاني نفس الشخص... وترجع تاني ليه انت اصلا زي ماانت والدليل كلمه انا بس صاحب القرار اللي لسه قايلها ومعتقد اني هقبلها بس ده كان زمان..... انا مش هاجي على نفسي تاني ولا أقبل اي حاجة مش، مقتنعه بيها
انت بتقول اي كلام عشان تنهي الموضوع ومتوقع ان انا زي الهبله اصدقه وبعدها.... ماتت الكلمات فوق شفتيها الورديه حينما لامس طرف أصبعه شفتيها مقاطعها : مفيش بعدها
رفعت اليه عيناها التي عكست تسارع أنفاسها ودقات قلبها فهاهو يفاجأها لمرة اخري بهذا الهدوء ليوميء لها بهدوء شديد وهو يقترب انش اخر منها : خلاص ننسي اللي فات...
: بالبساطه دي
: وليه نصعبها..... ليلى انتي مش شايفه اني بحاول اتغير زي ماانتي عاوزه ساعديني بقي وبلاش طريقتك دي
بالرغم من محاولته لتهدئتها الا ان اخر مانطق به افسد تلك المحاوله فرفعت حاجبها قائلة بهجوم فهل نسي للتو كل ماقاله لها : مالها طريقتي مش انت قولتلي ابقي كدة....
متثقيش في الناس ومتصدقيش حد
: وهو انا حد
: امال انت ايه..؟
هاهي فرصه أخري ألقتها له ليخبرها بماهي مشاعره ناحيتها وعليه ان يقتنصها
: انا..... توقفت الكلمات علي شفتيه بينما استرسل قلبه.... يريدها ان تعرف انه امانها وسندها وزوجها وحبيبها
تباطأت دقات قلبها في انتظار اجابته
ليخالف كل مانطق به قلبه قائلا بمراوغه لم يقصدها ولكنه اعتاد عليها حتي لايصرح بمايجيش بقلبه
: انا عمري ماهأذيكي تاني
لم تكن الاجابه التي توقعتها ولكنها بأي حال سهلت مهمتها لتتغاضي عن الوخزة التي اصابت قلبها وتوميء له بهدوء بالرغم من النيران التي التهمت قلبها الساذج الذي وقع بحبه ومازال يتوسل مجرد كلمه منه وكانت تلك اجابته التي هي في حد ذاتها مؤذيه
لاحت خيبه الأمل في عيونها بينما استنزف اخر فرصه لها معها لتقول بمراره هازئه : وتقولي اتغيرت ....!!
نظر اليها لتسلخه بنظرات عيناها وهي تكمل :انت زي ماانت وعمرك ماهتتغير.... اللي بتعمله دلوقتي ده كله مجرد تنازل وقتي عن طبع بيجري في دمك وعمرك ماهتتنازل عنه... انت زي ماانت.... عثمان الباشا بكل قسوته وعناده وجبروته وغروره ..... عثمان الباشا اللي مفيش اي حاجة ترضيه الا تفكيره هو وبس تفكيره اللي دايما بيبرر له تصرفاته انها الصح حتي لو الصح بتاعه ده بيجرح اللي حواليه المهم هو شايف ايه
رمقته بنظرات ساخرة وأكملت بمراره ; مش هتاذيني تاني...!!
لا متشكرة متتعبش نفسك عشان انا اللي مش هسمح لحد يأذيني تاني
ذكر.... غبي.. احمق... مغرور.... ذو كبرياء مزيف اهتز مع رؤيه تلك الدموع تلمع بعيونها بينما جرحها مرة اخري في خضم صراعه مع نفسه العصيه التي مازالت تسيطر عليه وتجعله يخشي ان يخبرها بكل ما يجيش بصدره وقد اعتاد الا يصرح بمكنونات قلبه لأحد ومهما جاهد مازال امامه الكثير ليستطيع تغيير طباع فقد اعتاد عليه سنوات طويله ولن تتغير بين يوم وليله
ليتمرد قلبه عليه ويحاول النطق سريعا وإصلاح ماافسده طبعه الذي يغلبه
: ليلي انا.... ... ضاعت اللحظة حينما انفتح الباب ودخل ادم منه ركضا اليه...!
......
اسرع عمار خلف ادم الذي ترك يده وأسرع خلف ليلي ولكنه تراجع للخلف سريعا ماان اصطدم بشيرين التي تأوهت لحظة بينما اصطدم جسدها به بقوة
: انتي كويسه... ؟
هزت راسها وتجمدت الدماء بعروقها ماان لامست يداه ذراعها وهو ينظر اليها يحاول تبين مااصابها من أثر الاصطدام به
ترك عمار ذراعها سريعا قائلا : اسف مأخدتش بالي وانا بجري ورا ادم
اومأت له وخفضت عيناها سريعا بينما شعرت بمقدار نفوره من مجرد لمسه يده لها ليغص حلقها بالمراره وتقول بصوت حاولت أن تخفي به دموعها : عادي انا اللي اسفه اني طلعت من الاوضه فجأه... انا بس كنت عاوزة اسلم على ليلي
اومأ لها واتجه خلف ادم وهو يسحب نفس عميق يخفي به ضيقه من نفسه علي ذلك الحزن والجرح الذي يسببه لها ولكنها من تسببت بهذا لنفسها وله....!
.........
...
دخول ادم ساعدها الا تبكي وخاصه امامه بينما هو كعادته دوما في موضع الجلاد..!
ضمت ادم لحضنها والذي تعلق بعنقها بحب شديد : وحشتيني ياليلي
اغمضت عيناها وهي تردد بحب وحنان بينما أفلتت الدموع من عيونها : وانت وحشتني اوي ياقلب ليلي
قال بعتاب : سبتيني لوحدي
ابتسمت له برقه : غصب عني
ارتمي مجددا لحضنها لتضمه اليها بينما
نظر عثمان لها ولأبن اخته بينما يري انها لا تختلف كثيرا عنه... صغيرة... وحيده... بحاجة للحب والحنان والاحتواء وهو لم ينجح في منحها اي منهم والدليل تلك الدموع التي تغزو مقلتيها ولا يعرف السبيل لابعادها عن عيونها ..!
بالرغم من هذا الخلاف الذي لا يتوقف بينهم الا انه يحبها...! نعم يحبها وعرف معني تلك الكلمه علي يديها ولكنه فقط يعجز عن نطقها بلسانه لانه لم يعتاد علي وصف مايشعر به بالكلام وقد ظن انه استطاع اشعارها بمدى الحب الذي يكنه لها ولكن يبدو أنها تريده ان يتحدث وليس بيده حيله فهو لايعرف كيف يفعل....!!
يهتم بها ويخاف عليها ويعشقها حد الجنون يريد تقديم العالم لها لو استطاع فلماذا لاتشعر بأن هذا ما يكنه لها دون أن ينطقه..؟!
......
...
هتف ذلك الرجل ذو الوجهه القبيح بيوسف
: ماتقعد بقي يااخينا بدل ماانت عمال تزعق من وقت ماجيت علي الحجز تاني
هتف يوسف بجنون وهو مازال يطرق علي النافذة الحديديه الموجوده بوسط باب الزنزانه التي عاد اليها وعاد اليه عقله الذي يخبره انه سيبقي هنا باقي عمره .... طلعوني من هنا انا معملتش حاجة.... طلعوني من هنا
زجره الحارس الضخم : أخرس ياواد انت بدل مااخدك علي الانفرادي
قال يوسف برجاء من خلال نبرته المجنونه : عاوز اقابل المقدم اسامه..... عاوز اقابله
نظر له العسكري باستخفاف : وتحب تقابله فين ان شاء الله ياروح امك
قال يوسف برجاء : لازم اقابله ابوس ايدك... قوله اني عاوز اتكلم معاه
دخل المعاون علي صراخ يوسف ليسال العسكري : في ايه ياعبدالواحد
هتف العسكري بلا مبالاه : واحد مجنون عمال يصرخ
: وعاوز ايه..؟
قال يوسف : خرجوني من هنا....! انا معملتش حاجة
قال العسكري بعدم اكتراث : اهو من وقت مارجع علي الحجز وعلي الكلمتين دول وعاوز يقابل اسامه باشا
اومأ له المعاون : طيب خليه يخرس وبلاش وجع دماغ
......... يحاول جهده التحلي بالصبر ولكنها استنفذت كل مخزونه من الصبر ولم يعد يحتمل الا تري انها تظلمه دوما كما لم تفعل مع احد
ليهتف بعناد خالص كما قالت يقطر في دماءه: عندك حق انا زي ماانا ومش هتغير.... غروري وعندي ودماغي الناشفه اللي بتتكلمي عنهم هما اللي بيحموا أقرب الناس ليا ومش بسمح لحد ياذيهم... وأولهم انتي
التفتت له بوجع ولكن بشراسه : وانا مش هسمح لحد يأذيني تاني
.........
...
تعالي رنين هاتفه ليخرج الي الشرفه يجيب بينما ادم يتحدث مع ليلي ليقول بتاثر : بتعيطي ليه..؟
قالت له بحنان وهي تمسح دموعها بظهر يدها ; عشان انت كنت واحشني اوي
: وانتي كمان بس انا سمعت كلام خالو ومعيطش... خالو عثمان بيقولي الراجل مينفعش يعيط
تهكمت بداخلها..... لا يكتفي بعثمان واحد وهاهو يزرع قسوه طباعه بهذا الصغير...! مازال يحتل تفكيرها ويفرض عليها وجوده مهما حاولت لتهز راسها وتلتفت الي ادم قائلة ; ها بقي ياباشا قولي عملت ايه وانا مش موجوده
قال بحماس : لعبت مع شيري كتير اوي وكمان عملت معايا بيت كبير بالمكعبات
ابتسمت له بحنان وهي تمرر يدها علي خصلات شعره : بجد
اومأ لها قائلا : اه ورسمت معايا.... تعرفي انها شاطرة اوي في الرسم وكمان عمار جاب ليا لعب جديده كتير اوي.. تعالي معايا اوريكي اللعب الجديده
اومات وقامت برفقه ادم الذي امسك بيدها وتحركت بضع خطوات ليوقفها عثمان سريعا ماان انهي مكالمته وعاد قائلا : رايحه فين..؟
لم تلتفت او تنظر له فلماذا يهتم الي اين تذهب أو ماذا تفعل ان كانت لاشئ بالنسبه له من الأساس... ليقول ادم : هوريها اللعب الجديده بتاعتي
اتجه ناحيتهم قائلا برفق لأدم وهو يحمله ; طيب اية رايك تسيبها ترتاح شويه وبعدين توريها اللعب بتاعتك عشان هي تعبانه
لن يسير كل شئ وفقا لما يريد مره اخري ستفعل ماتريد هي...! لذا تجاهلت ماقاله وسارت بضع خطوات موجهه حديثها لآدم : تعالي نشوف العربيه بتاعتك ياباشا
قفز ادم من حضنه واتجه ليمسك بيدها
ليتوقف عثمان امامها ويهتف من بين أسنانه بخفوت حتي لايسمعه ادم ;بطلي عناد وارتاحي ولا ناسيه انك حامل
رفعت عيناها اليه بتحدي وضغطت علي حروفها وهي تقول ; مالكش دعوة بيا تاني فاهم
طرق عمار الباب ودخل ليقول باعتذار وهو يشير لآدم ان يأتي : انا اسف جري مني
قالت ليلي بابتسامه هادئه وهي تمسك بيد ادم : لا اسف علي ايه هو اصلا كان واحشني جدا وكنت عاوزة اشوفه
اومأ قائلا وهو يشير لآدم : طيب يلا ياباشا تعالي معايا وسيب ليلى ترتاح
هزت راسها وتمسكت بيد ادم قائلة : انا كويسة وروح العب معاه كمان
نظر عثمان لعنادها بنفاذ صبر بينما قال عمار
وهو يتطلع بوجهها وجهه أخيه : بس انتي تعبتي الايام اللي فاتت ارتاحي شويه وآنا هاخد بالي من ادم
هزت راسها بعناد : لا انا فعلا كويسه هقعد مع ادم شويه وبعدين هخرج
اتسعت عيون عمار بينما يحذرها من عثمان الذي تغيرت ملامح وجهه بالكامل ماان نطقت بتلك الكلمات التي لو قصدت استفزاز جام غضبه لما نطقتها
جاءها هدير صوته الغضب والذي استفزته بسهوله بينما تجاهلته علي هذا النحو : خارجة فين ان شاء الله
حمحم عمار ونظر لاخيه ان يهديء وهو ينحني ليحمل ادم ويخرج مضطر حتى لا يري الطفل مشاجرتهم بينما وجهه نظراته لليلى الا تندفع باستفزازه
زفر عثمان بضيق من تصرفاتها الطفوليه فهي تعاقبه وهو يدرك هذا تماما ولكنها لاتدرك انها بتلك الطريقه تزيد من عناده
ليلتفت لها بهدوء مصطنع قدر الإمكان : بسألك خارجة فين..؟
تشعر انها مخطأه وأنها تستفزة ولكنه من بدأ وافقدها حسن التصرف .... بالرغم من نبرته الهادئه الان الا انها لن تخدعها فقالت وهي تبحث عن هاتفها : رايحة لعمي لازم اطمن عليه واشوف هيعمل ايه وهيرتب حياته ازاي
هدأت حدته ليهز راسه بتفهم وهو يتجه اليه بضع بخطوات قائلا برفق : متقلقيش عليه انا بعتت معاه حسان هيظبط له كل حاجة و.... لم يكمل كلامه بينما عقد حاجبيه وصمت باستفهام حينما قاطعته بسؤالها وهي تعتدل واقفه تنظر اليه : ليه..؟
; ليه ايه..؟
قالت ببرود : انا عارفه علاقتك بعمي عامله ازاي ليه بقي دلوقتي بتقولي انك اهتميت بيه
مرر يداه علي ذقنه المشذبه قائلا بتبرير ; علاقتي بيه في الاول كان ليها مبرر بس دلوقتي مفيش بينه وبينه اي حاجة بالعكس الراجل ساعدني في موضوع القضيه
وبعدين واضح كده ان موضوع الطيبه الزايده مش عندك انتي بس عمك كمان واضح انه راجل طيب بس مغلوب على أمره
بالرغم من انه اقر بالحقيقه التي كان لابد أن تلامس جزء من قلبها الا ان خوفها من تفسير اي تصرف منه انعكس علي عدم تصديقها لأي شئ يقوله
اجفلت ماان اخرجتها لمسه يده لكتفها من تفكيرها بينما قال برفق : يلا انتي غيري هدومك وارتاحي ومتشغليش دماغك بأي حاجة انا موجود
نطق تماما بالرد المناسب للموقف والوقت المناسب لترفع عيناها اليه بمشاعر متعبه من تناقضاته التي أصبحت تخيفها فهو الان صافي هاديء كصفحة البحر في سماء صيفيه ولكنها من رأت غدر امواجه وعصفها بها بلحظة ماان تأمن موجاته.... سألته قبل لحظات ماذا يكون بحياتها ولم يجيب والان يخبرها فعلا وقوله انه بجوارها فأيهما تصدق..؟! تعبت بالفعل تعبت من تلك الحيرة فقالت بانفعال وهي تبعد ذراعها عن لمسه يده: متعملش معايا كدة
نظر لها باستفهام : بعمل ايه.؟
هتفت بعصبيه مفرطه وقد أنهكتها الحيرة والتفكير في محاوله فهمه فهو بالفعل من تنطبق عليه مقوله بكل دقيقه شخصيه
: متتعاملش معايا حلو كدة ولا تهتم بأي حاجة تخصني
نظر لها بغباء مطلق فهي تطلب منه إلا يحسن معاملته معها.....
لتلتفت اليه وتجيب علي تساؤلاته بانفعال ماتن رأت نظرته البريئه وكأنه لم يفعل شئ ويدفعها لجنون تلك التصرفات : مستغرب ليه من كلامي.... اية الصعب اني اطلب منك تبطل ترفعني لسابع سما عشان بعج لحظة هلاقي نفسية مرميه في سابع ارض
ايه الصعب في اني ابطل امشي وراك مغمضه عشان لما عملتها اخر مرة لقيت نفسي قدام واحد قلبه كله شك من ناحيتي.. واحد أسهل حاجة عنده الشك والعصبيه والتحكمات
لقد صبر وتحمل منها لاذاعه كلماتها ولكنها مصممه ان تستنفذ مخزون الصبر لديه لينظر لها بانفعال بينما تنفث نبرته غضب وقلق وحيرة وهو يعاتبها بحدة ; هي الصفحة دي مش هتتقفل ابدا......لحد امتى هتفضلي تنبشي في الماضى
قالت بحدة مماثله : عشان الصفحة مش بمزاجك ولا بارادتك انت بس تتقفل وانا متأكدة انك في لحظة هترجع تفتحها وتكرر نفس الأخطاء اللي فيها ...
نظر لها بخيله امل من عدم تفهمها له : للدرجة دي الشك ملي قلبك من ناحيتي
هزت كتفها باستسلام : بحمي نفسي زي ما قولتلي
نظر لها بعتاب ممزوج بخيبه الامل لتنسل من امامه وتتباعد أصوات خطواتها مغادره الغرفه وماهي الا بضع خطوات ووصل اليها هدير صوته الغاضب وتبعها صوت تحطم ماكان في طريقه.....
لم تلتفت ولم تعود بل مضت قدما وهي تزجر نفسها( انتي عملتي الصح كفايه وجع وجرح....حبيتيه زي الغبيه من غير حتى ماتعرفي اذا كان بيحبك ولا لا
حتي مهانش عليه يقول حاجة
انتي ولاحاجة عنده..... صعبان عليكي اوي ليه كدة مع انك مصعبتيش عليه...)
........
ازاح بغضب كل مااستقر فوق طاوله الزينه لتتطاير الاشاباء بكل مكان بالغرفه بينما يهتف بغضب شديد... ايييه هتعلق ليا المشنقه عشان غلطه ...... فاكرة انها بتربيني....
دخل عمار مسرعا علي صوت التحطيم : اية ياعثمان في ايه..؟
قال باقتضاب وهو يكور قبضته : مفيش
نظر عمار في ارجاء الغرفه وحاول التحدث :في أية بس ياعثمان اهدي وخلينا نتكلم
قال عثمان بعصبيه مفرطة ; قولت مفيش ياعمار انا مش عيل صغير هتاخده علي قد عقله
قال عمار بهدوء وهو يغلق باب الغرفه :مقولتش كدة انا بس عاوزك تهدي
هتف بسخط : اهدي ولا اولع
قال أخيه برفق : اعتذرلها ياعثمان
هتف بعناد شديد : انا مغلطتش وحتي لو غلطت كان ليا اسباب ومتعودتش اصلا اعتذر لحد
: بس دي مش حد دي مراتك ام ابنك... سايسها ياعثمان
التفت الي أخيه بحدة : لا خلاص انا عملت اللي عليا.. براحتها بقي
حاول عمار التحدث ليوقفه :عماار الموضوع انتهى
كالعاصفه خرج من الغرفه والغضب يعمي عيناه.... اناني نعم ولكن الا يشفع له عندها اي شئ لماذا تضغط عليه بتلك الطريقه وتدفعه لشئ لايستطيع فعله علي الاقل الان..... يحبها ويريد صفوها وودها وهي لا تلبث وتخبره كم هو رجل سيء..!
ولكنه لايدري انها فقط لاتريد الا معرفه مشاعره ناحيتها ولو بمجرد كلمه بالرغم من ان أفعاله تؤكد لها هذا ولكن مامر عليها جعلها تشك بكل شئ...!
....
........
أوقف سيارته حيث هذا المستودع الذي يحتجز به نادين وابيها الذي اكله القلق حرفيا علي ابنته ولم يعرف بعد ان كانت بخير ام لا
هب عماد واقفا من فوق ذلك الفراش المهتريء ماان رأي عثمان ليقول برجاء : عملت في بنتي ايه..؟
قال عثمان ببرود وهو يجلس علي احد المقاعد واضعا ساق فوق الاخري : تفتكر انت عملت فيها ايه بعد ما قتلت اختي وجوزها
قال عماد بتبرير: كانت حادثه
لم يحتمل عثمان سماع تلك الكلمه وسرعان ماقام من مكانه باندفاع واطبق بتلابيب عماد هادرا : حادثه اخدت مني روحي... بنتك الو..... تشرب وتسكر واختي الملاك تدفع التمن
بنتك الكلبه الجبانه تهرب واختي انا تتعذب وهي بتموت
بمنتك ال... تعيش وتستغفلني وانا اموت كل لحظة وابنها بيسأل عن امه وابوه
اطبق علي عنقه بغضب شديد : اني اخد روحها بأيدي مش كفايه
تدخل حسان ماان راي امتقاع وجهه عماد : سيبه ليا ياباشا
دفعه عثمان للخلف مزمجرا : متقلقش بنتك هتعيش بس هاخد حق ندي ومدحت منها كل لحظة في حياتها اللي هتطول علي قد مااقدر عشان تتعذب فيها
قال عماد برجاء ; ابوس ايدك ارحمني
ابعده عثمان عنه قائلا بجبروت : لا أرحمك ايه ياراجل قول كلام غير ده ....ده انت لغايه امبارح كنت بتخطط ازاي تلبس قذاره بنتك لمراتي اللي لسنت علي شرفها وقولت انها كانت مصحباني..... نظر له عثمان بغل بينما يدفعه الحائط خلفه ; ده انت حسابك معايا تقيل اوي
التفت الي جواره قائلا : حساان.. دخل المحامي
تونا حسان واتجه ليفتح الباب مشيرا للمحامي الذي دخل لينظر عماد اليه بعدم فهم بينما اتسعت عيناه اكثر حينما تعالت طرقات ذلك الحذاء النسائي لتظهر مروة لدى الباب و تدخل خلف المحامي بخطوات متباطئه..... قال عماد بعدن تصديق : مروة.... انتي بتعملي ايه هنا
تخاف كثيرا من تلك الخطوة ولكنها في حمايه عثمان لذا جاءت.... نظر عثمان بتشفي الي نظرات عماد الجاهله والخائفه مما هو اتي
ليشير للمحامي الذي اخرج تلك الأوراق ووضعها امام عماد الذي تساءل : ايه ده..؟
قال عثمان بهدوء وهو يجلس مجددا : ده تنازل عن كل املاكك
ابتلع عماد لعابه بتوتر فهل خسر كل شئ وسيجبره عثمان عن التنازل عن املاكه ليقول بتعلثم ;موافق اتنازل مقابل انك تسيبني انا وبنتي
تعالت ضحكه عثمان في الانحناء لحظة قبل ان يقول باحتقار : فلوسك ايه اللي هبصلها يا.... ده انت وبنتك وفلوسك تحت اقل جزمه عندي
هنا قالت مروة بتوضيح وقد جمد قلبها في وجود عثمان ; هتتنازل عنهم ليا انا ياحبيبي....
نظر اليها عماد بصدمه لتقول : سوري يابيبي بس انت اللي غدرت الاول
نظر عثمان له بسخريه وهو يعتدل واقفا :... اهو الفلوس مراحتش لحد غريب برضه وبعدين هتعمل بيهم ايه وانت في السجن
يلا امضي ولا اخلي حد من رجالتي يمضيك
......
.........
احتضنت مروة الأوراق بعدم تصديق لتتقافز سعاده وهي تتطلع الي عثمان قائلة : انا مش عارفه اقولك ايه
هتف بعدم اكتراث : متقوليش حاجة...
جالت عيناها فوق ملامح عثمان باعجاب واضح متنهده فياله من رجل حقا لاتصفه كلمات... قوي... شديد... عنيد.. وسيم وثري رجل قادر علي جذب انتباه اي أنثى دون أن يمنحها نظره حتى
التفت الي حسان قائلا : خلي حد يوصلها
وأشار لها مكملا : وتقولي في النيابه اللي اتفقنا عليه بكرة
اومات بسرعه : طبعا.. بس... بس ينفع اشوفها
عقد حاجبيه : هي مين.. ؟
قالت بشماته ; نادين.. بصراحة نفسي اشوف شكلها لما تعرف باللي حصل
هز راسه قائلا : لا ولحد هنا دورك خلص
قطبت جبينها سريعا ; يعني مش هشوفك تاني....نظر لها بأستهجان لتقول مصححه : قصدي انا برضه خايفه.... افرض عماد حد من رجالته تنتقم مني
قال بنبره واثقه : متخافيش
هزت كتفها واطلعت اليه باعجاب واضح ; بصراحة وانا جنبك كدة مش بخاف
فرك عثمان ذقنه بنفاذ صبر فهو لايحتمل دلال امرأه الان بينما المرأه التي يريدها تفقده صوابه ليشير لحسان قائلا : خلي المحامي معاها تخلص النيابه وبعدين يبيع لها كل حاجة وخلي كمان اتنين من رجالتنا معاها
اومأ حسان واخذها لتبتسم له قائلة ;ربنا يخليك ليا ياباشا
...
...... رفعت نادين راسها بصعوبه بينما نالت الكثير من العذاب علي ايدي رجال عثمان ولكن من قال انه سيكتفي
عكس المقعد وجلس امامها يتطلع اليها لعل نيران غضبه تهدأ
هتف بسخريه وهو يتذكر كيف خطت تجاهه بقدمها ظنا منها انه لن يصل اليها : ذكيه اوي انتي
قالت بصوت واهن تتوسله : كنت بحاول احمي نفسي..... ابوس ايدك أرحمني وخليهم يسيبوني
رفع حاجبه باستخفاف : لا مش بدري اوي كدة... ده احنا لسه في الاول
: لا... لا كفايه هتعمل فيا ايه.... ؟
التفت الي رجاله هادرا ; سااامح
ارتعشت نادين بخوف بينما دخل سامح يتطلع اليها بعيون تطلق شررا وقد تدفقت ذكريات تلك الليله لراسه
لينظر لها بوعيد : اه... يابنت. ال. ...
قال عثمان له بهدوء مزيف : قولي ياسامح... اترجيتها اد يه يوم الحادثه
هتف سامح بغل وحسرة وهو يتذكر كيف كانت ندي تنازع الموت وهربت دون رحمه : كتير ياباشا..... انا والدكتور الله يرحمه اترجيناها تطلب الإسعاف بس جريت و هربت وحتي اللي كان معاها مرضتش انه يساعدنا
نظر عثمان اليها بعيون تطلق نيران بالرغم من هدوءه الظاهري ليتنفس مطولا قبل ان يعتدل واقفا ويعطي اوامره لحسان
: مش عاوزاها تقدر تجري تاني طول عمرها..... تمشي بس تتحسر علي نفسها في كل خطوة
قبل ان تغادر قدمه المكان كان يستمع لصوت تلك الطلقه التي عرف حسان كيف يسددها لها بإحدى قدميها لتتسبب اصابه دائمه
.......
...
قالت ليلي لشيرين بامتنان ; باباكي وقف جنبي كثير اوي... انا مش عارفه اشكره ازاي
ربنا يخليه ليكي ياحبيتي
اومات شيرين لها بحزن : يارب ياليلي.... نفسي يسامحني ويرضي حتي يبص في وشي
ربتت ليلي علي يدها قائلة : ان شاء الله هيسامحك..... الوقت بينسي كل حاجة
اومات لها قائلة : عموما انا خلاص اخدت قراري وان شاء الله هرجع بيت بابا بكرة
قالت ليلي : بسرعه كدة
انسابت دموعها لتقول ; مفيش داعي استني اكتر من كدة.... عمار تعب اوي وكل مايشوفني هيتعب اكتر
وخلاص مفيش امل ياليلي انه يسامحني
اومات لها ليلي بحنان وضمتها اليها تربت علي كتفها قائلة بعقلانيه : جايز مفيش امل بينك وبين عمار بس الحياة لسه قدامك.... انتي اتعلمتي من غلطتك وان شاء الله هتقابلي حد تكملي حياتك معاه
...........
...
نظر عمار لشيرين التي ابلغته بقرارها ليقول
: انتي شايفه ان الوقت مناسب
اومات قائلة : وجودي هنا مالوش اي تبرير ومجرد تأجيل لمواجهتي مع اهلي
وانا كدة كدة مسيري ارجع كدة احسن
اومأ لها فهي محقه ليردد وهو يتطلع بوجهها الحزين بشفقه دون ارادته : كدة احسن فعلا
اومات له قائلة وقلبها ينتحب : انا اسفه ياعمار..... اسفه علي الذكريات الوحشه اللي سيبهالك واسفه علي كل اللي سببتهولك
ونفسي ربنا يوفقك ويعوضك بواحدة احسن مني بكتير عشان انت تستاهل كل خير
سحب نفس عميق وغض صوته ليقول : وانتي كمان اكيد تستاهلي تكملي حياتك مع واحد يحبك
انفلتت كلماتها قائلة : بس انا حبيتك ياعمار
نظر لعيناها قائلا بصدق : لو كنت اقدر كنت كملت بس
اومأت له وانيابت دموعها علي وجنتها ; عارفه ان مفيش راجل يقبلها
ربت علي يدها بعقلانيه ; كدة احسن.... ابدأي من جديد مع واحد يحبك ويعاملك كويس ذكريات اللي حصل هتفضل بينا عشان حتي لو سامحت مش هنسي... احنا مش ملايكه وانا مش بحكم عليكى بس احنا بشر وانا من جوا قلبي سامحتك بس مش هنسي ولا هتجاوز...... جايز انسى... يوم... وشهر ط ولا سنه بس لو شفتك واقفه مع واحد تاني لمجرد كلمه هفتكر ولو خرجتي لوحدك هفتكر ولو اخدتك في حضني هفتكر.....
اومات له بدموع غزيرة فهو محق ولكنها كانت تتعلق بأمل عرفت ان لا سبيل له
..........
....
بالرغم من محاولته لتخفيف نيران ثار اخته بمافعله بعماد ونادين والذي مازال في بدايته الا ان كلامها عن كونه متوحش، بلاقلب امتزج مع مافعله قبل قليل ليشكل عبئا فوق قلبه اعتاد حمل الاعباء ولكن لم تكن هناك امرأه في قلبه تزاحم تلك الآعباء.. قلبه الذي بدأ يشعر بوجوده على يدها... بالتاكيد من وجهه نظرها ظالم وجبار ولكن الا تري مافعلوه به وبأخته زوجها..... فتاه في مقتبل عمرها خسرت حياتها علي ايدي مستهتره بل والابشع كيفيه محاولتهم إخفاء خطأهم... ادم الذي سيكبر بدون ام وأب.... ماذا كان سيفعل لولا وجودها في حياته.... ابعد شعوره بالعبء عن قلبه فهن يستحقون مافعله بهم
..........
... سخر من نفسه وهو متوقع انها ستكون بانتظاره او علي الاقل بجواره فهاهي غرفته فارغه ليتطلع لفراشه الخاوي بقلب متعب فكك هو قاسي قلبها عليه...!
هو فقط..!!
فكم هو بحاجة اليها كطفل صغير لم يتعلم ابجديات الكلام ويريد صبر امه واحتوءها له اناني للغايه بتفكيره ولكن ماهي المرأه أليست هي من تعطي بلاحساب..؟
أليست هي من غيرت مفهوم النساء والذي ذرعته امه بداخله.... ؟! أليست هي من أعطت ادم بلا حساب... اليست من تحملت قسوته وظلمه لها بلا حساب..... أليست من قبلت ان تكون له حينما احتاج اليها أيضا بلا حساب
فلماذا تحاسبه الان .. لماذا الان توقفت عن عطيتها التي اعتادها... اناني للغايه لا ينكر ولكنها من جعلته اناني بحبها.. يريدها ان تكون له وسيفعل المستحيل لذلك
...... يتعذب للغايه بدونها ولكنه لايدري انها تتعذب مثله فهي بحاجة اليه كما هو بحاجة اليها ولكن كلاهما متمسك بمكانه بعناد وهذا البحر يقف بوسطهم وهما علي الجانبين فمن سيقطع الطريق للآخر او حتي يقرب المسافه مشجعا الاخر للاتلقاء في الوسط
.... هو مغامر وشجاع ومقدام ولكن ببحر العشق جبان فهو لايقدم علي شئ لايعرفه بعد وكم هو جاهل يخشي الغرق لذا يتحايل علي خوفه بقسوته الظاهره
اما هي فقد نزلت الي بحر عشقه دون تردد ولكنها كادت تغرق في الوسط ولن تكرر التجربه مالم تكن متأكدة ان يده بيدها ليتجاوزاه سويا
......
دخل الي غرفه آدم ليجدها بجواره نائمه او تتظاهر بالنوم لايهم فهي بكل الاحوال نفرت من وجودها بجواره بسبب تصرفاته
شعرت باقترابه من خلال رائحه عطره وانفاسه التي لامست وجهها حينما انحني ومرر يداه برفق علي صفحه وجهها لتقابله بجفاء شديد بينما تفتح عيناها وتبعد يداه عنها..... نظر لها بعتاب لتلك القسوة التي لأول مرة يستشعرها منها وقد اعتاد طيبه قلبها لتشيح بوجهها عنه فليجرب ماعانته علي يده وليكون الفوز من نصيب عناده وغطرسته
....... تنهد وتطلع بها لحظة قبل ان يخرج من الغرفه لتعتدل ليلي جالسه وتضع يدها علي بطنها التي المتها وكأن طفلها يعاقبها علي قوستها علي ابيه لتهمس بخفوت وهي تكرر يدها بحنان فوق بطنها ; بعمل كدة عشان
خايفه اكرهه لو قسي عليا تاني...... خايفه أقرب منه يجرحني تاني
.........
...
لم يستطع النوم وقد اضحي الفراش بدونها كالجمر الملتهب بينما كل مايفصلها عنه جدار ولكنه جدار صلب لا يستطيع اذلاله الا حينما يحني عناده امامها..... ليقوم من مكانه وينزل الي الحديقه لعله يجد بعض الهواء الكي عجز عن ايجاده بتلك الغرفه الشاسعه
عقد حاجبيه حينما رأي عمار جالسا
ليقترب منه قائلا بقلق : منمتش ليه..؟
ضحك عمار بقليل من المراره : مش انا لوحدي واضح انك كمان مش عارف تنام
نظر عثمان لاخيه ليعرف انه واقف علي الحافه بالرغم من محاولته لإخفاء مشاعره
ليساله برفق : سبتها تمشي ليه طالما انت عاوزها
قال بصدق : عشان ده الصح..... مينفعش ياعثمان..... مينفعش ابدا اكون عاوزها بعد اللي حصل
لأول مرة يخالف تفكيره الصلب ويقول : لو قادر تنسي وتسامح امشي ورا احساسك
تنهد عمار قائلا : اه ياعثمان حاسس انها مراتي تخصني و بكره نفسي لما بعاملها كدة وقلبي بيوجعني علي وجعها.... بس اعمل ايه وانا قصاد كلمه مراتي وتخصني بلاقي انها متخصنيش انا وان كان في واحد تاني قبلي
حد تاني لمس حاجة بتاعتي وتفاصيل كتير عقلي لو سبته مش هيخرج منها وانا بحاول اتخيل ايه اللي كان بينهم
اغمض عيناه زكور قبضته بعنفوان : مش موضوع عذريه ابدا ياعثمان عشان انا لما قربت منها كانت بريئه في كل حاجة وانا اعرف اميز كويس اوي بس غصب عني مش قادر ولا هقدر اعدي حاجة زي دي..... مش قادر اتخيل انها تكون ام ولادي مش قادر اتخيل المسها تاني بعد اللي حصل شوقي ولهفتي ليها مربوطة بالليله دي..... انا حقي اغير علي مراتي من الهوا ليه بقي ابقي عايش بحاول اتخيل مين في معارفها كان الراجل ده
تألم قلبه لكلام اخيه الذي ينازع ويصارع ليكمل عمار بضياع : عارف لو كانت قالت ليا من الاول جايز كان في حاجة اتغيرت..... كنت هحس اني علي الاقل ليا حريه الاختيار إنما هي استغفلتني وحطتني قدام الأمر الواقع وفهمت دلوقتى ان ربنا عمل كدة عشان تتجوز انت وليلي وعشان هي متكونش لحد تاني يفضحها ويفضح ابوها اللي ربنا حطة سبب برضه في رد الجميل هي دي الحكايه إنما أنا وهي عمر مايكون في بينا حكايه لأنها مبنيه علي غلط من الاول
.......
...
ابتسمت مريم ماان خرجت تسقي الحديقه ووجدته جالس علي احدي المقاعد الخشبيه وشارد في الفراغ بعد ان أتى فجرا
اتجهت اليه قائلة :صباح الخير
اومأ لها قائلا :صباح النور
قالت وهي تدفع خصلات شعرها للخلف : اية كان فينك طول الفترة دي
قال باقتضاب : شويه شغل
رفعت حاجبيها : هي دايما ردودك كدة
: كدة ازي..؟
هزت كتفها ; يعني كلمتين وخلاص
نظر لها قائلا : وعاوزاني اقول ايه
قالت بابتسامه : اي حاجة.... لو حابب يعني تتكلم
نظر لها لتوقفه قائلة ; اقولك... انا كدة كدة همشي روكسي شويه اية رايك نتمشى شويه.... شكلك محتاج تتكلم
...........
...
نظر عثمان بطرف عيناه اليها بينما تطعم ادم بصبر وحنان ولم تمس طعامها ليظن في البدايه انها تعانده ولكن ملامح وجهها الممتقعه جعلته يظن انها بالفعل متعبه
بينما ليلي بالفعل تشعر انها ليست بخير بسبب الغثيان الصباحي الذي ازداد وتجاهد يوميا مقاومته
قال ادم : انا شبعت
ابتسمت له بحنان وأخذته لتعده للمدرسه بالرغم من تعبها الا انها لم تدع الصغير يشعر بشئ
قال عثمان الذي صعد بعد قليل ووقف على باب الغرفه : يلا ياباشا عشان بشير هياخدك المدرسه
نظرت الي ادم الذي قطب جبينه قائلا : انتي مش قولتي جايه معايا
اومات له وسرعان ما اغمضت عيناها سريعا بينما ركضت الي الحمام وقد ازداد شعورها بالغثيان
اسرع عثمان خلفها بقلق وهو ينادي هدي لتهتم بأدم.... لم يكن بمعدتها شئ بالأساس لتفرغه لتحاول التمسك بالحائط وهي تعتدل واقفه وتغسل وجهها... خرجت تجفف وجهها الواهن الممتقع لتجده امامها قائلا بقلق : انتي كويسه
اومات له ليمد يداه ويحيط بذراعيها قائلا : طيب تعالي ارتاحي
هزت راسها قائلة : لا هنزل مع ادم
هز راسه : لا بشير هيوصله
نظرت له بينما عاتبته عيون ادم ; بس انا عاوز ليلي
انحني علي ركبته امام ادم قائلا بحنان : ليلي محتاجة ترتاح ياباشا ممكن...
همس بأذنه ببضع كلمات لتتغير ملامح ادم للسعاده بينما يهمس عثمان : ششش ده سر
اومأ له ادم بحماس وركض لتحاول إيقافه وهي تقول : استني ياادم....
: قولت تعالي ارتاحي
التفتت الي عثمان بعناد : وانا قولت انا كويسه هروح معاه عشان ميزعلش وكمان هروح اطمن على عمي
رفع حاجبه بنفاذ صب : اظن اننا اتكلمنا في الموضوع ده امبارح وقولت متقلقيش عليه
: وأية المانع اني اشويه...؟
قال بصرامه ; المانع حالتك ولا مش شايفه انتي عامله ازاي
قالت بعناد ; انا كويسه
تهكم وهو يتطلع الي وهنها : واضح
فتحت فمها ولكنه سرعان مااستدار اليها قائلا بحزم : اسمعي انا لصبري حدود.. لما اقول كلمه تتسمع وخصوصا لما تكون في مصلحتك....
هتفت بسخط : كل حاجة عندك أوامر وبس
هز كتفه باستنكار ليقول مدافعا عن نفسه وهو يمسك بذراعيها ويجعلها تنظر اليه :فين الأوامر..... واحدة حامل وتعبانه وبقولها ارتاحي... فين الأوامر
نزعت ذراعها من يده واتجهت الي الغرفه ليزفر بحنق فلا تمر بينهما لحظة بدون شجار
عصبي وهي تقوده للجنون وليس فقط العصبيه ليتعالي صوت قلبه انها حامل وربما كما يسمع عصبيتها وانفعالها بسبب الحمل وقد رأي كيف كانت متعبه قبل قليل
..........
...
جلست ليلي علي طرف الفراش تتنهد مطولا الي متي سيستمر بينهم هذا الحال.. تعبت كثيرا من الجدال ومن هذا الغضب المشتعل دوما.....
قبل ان يتفاقم تفكيرها وجدته يدخل اليها وقد هدات ملامح وجهه بالرغم من انها لم تنظر له الا نظره واحده ولكنها تري انه هاجيء تماما وقد مرت عاصفته
قال وهو يتجه اليها : حاتم قالي الدوا ده كويس عشان تعب معدتك
حقا..!! اهتمامه الان بعد ان كان غاضب قبل دقائق....تعبت حقا من محاوله فهمه لتهز راسها دون قول شئ ليتطلع اليها ه الاخر وقد عجز تمام عن فهمها او اسعادها فعصبيته كانت لخوفه عليها ليس اكثر
لينفلت لسانه ; لو حاسه نفسك احسن قومي البسي
نظرت له ليقول وهو يتطلع اليها : هاخدك تطمني على عمك
نظرت له بعدم تصديق ليوميء،لها : يلا
..........
...
تابعت مريم حديثها : بعد الحادثه بابا زي ماانت شايف كدة فقد بصره وطبعا حالته النفسيه والصحيه بقت وحشه جدا ففكرنا نبعده شويه عن الضغوط وهو بصراحة حب جدا الحياة والهدوء هنا
نظر لها عمار بينما تكمل وقد شعرت براحة للتحدث معه ; ومش هو بس انا وماما كمان وبعد شويه اشتغلت في المستشفي العام وهي دي الحكايه
نظر لها لتقول بمرح : مع ان المفروض انت اللي كنت هتقول حكايتك
هز كتفه قائلا :ماليش اي حكايه
ضحكت قائلة : ازاي بقي ده انت واضح ان عندك حكايات كتير
اومأ قائلا : جايز بس، مش بحب احكي
قالت بتساؤل :عموما ولا ليا انا وبس
........
...
عقد خالد حاجبيه مزمجرا بأخته ; نعم يااختي وتروحي له بتاع ايه
قالت مي بتعلثم : اية اروح له دي انا رايحة لشغل
هتف خالد باستنكار : شغل...
اومات مي : اه شغل واحترم نفسك ياخالد
قال خالد بغضب : انا محترم يامي غصب عنك وعشان انا محترم مقبلش اختي تروح بيت راجل غريب
وريني فين الوراق ده
جذب منها الملف بقوة قائلا : هو ده
اومات له ; اه لازم يتمضي ويجهز عشان المستخلصين
قال : طيب همضيهولك
; ازاي بقى
:مالكيش دعوه
......
أوقف عثمان سيارته أسفل بيت عمها الذي سكن بشقه ابيها قائلا : ساعتين هخلص شويه شغل واعدي اخدك
اومات له ونزلت الي اخل المنزل لتصعد بخطي متلهفه للاطمئنان علي امها
... قام مصطفي بخطي بطيئه ليفتح الباب وسرعان ما تتسع ابتسامه ألواهنه ماان رأها
هتفت بحب وهي تحتضنه : عمي
قال بحنان ; تعالي ياحبيبي
لاحظت ليلي شحوب وجهه لتساله بقلق ; انت كويس ياعمي
اومأ لها : الحمد لله
نظرت بقلق الي خطواته الضعيفه بينما يجلس الي الاريكة
......
كان عمار ومريم يعودان بنفس لحظة توقف تلك السيارة التي نبح روكس علي صاحبها مما جعل خالد يترنح ويكاد يقع لولا انه امسك بطرف السيارة
هداته مريم وهي ترفع عيناها باعتذار لخالد بينما تاخد الكلب للداخل : سوري
تراجع خالد للخلف قائلا :حصل خير ياانسه
قال عمار لخالد باقتضاب : خير
قال خالد ;طيب اديني ميه اشربها بعد الخضه دي
قال عمار بحدة : خالد بقولك خير
اومأ خالد قائلا :اه خير طبعا.... كان في ورق محتاج امضتك
نظر له عمار بتساؤل وشك:وانت مالك
قال خالد بصراحة ; ماليش بس اكيد مش هبعت اختي
تهكم عمار قائلا : هاكلها يعني
قال خالد : ومتاكلهاش ليه مش راجل وقاعد لوحدك
ضحك عمار قائلا : واضح ان جو الافلام مأثر عليك
هز خالد كتفه : ممكن بس الاحتياط واجب
اومأ عمار قائلا :طيب هات الورق
: اتفضل ياسيدي
وقع عمار علي الارواق واعطاها لخالد الذي قال ;طيب مش تقولي ارتاح من الطريق
هتف عمار بعصبيه ; مالك في ايه..... جاي نتعرف مثلا
قال خالد :وليه لا
نظر له عمار ليفل خالد بصدق ; من غير لف ودوران انا عاوز انهي الخلاف اللي بينا
قال عمار بهدوء : مفيش بينا خلاف
قال خالد ; في الظاهر اه...وجايز الي عمله اخوك وقف الحرب بس ممحاش الماضي
: وايه اللي اتغير.؟
قال خالد ; بصراحه لما شوفت علاقتك انت واخوك حسيت نفسي قذر اوي في علاقتي بمدحت الله يرحمه
افتكرت انه كان بالرغم من قسوة معامله امي له إلا أنه كان راجل محترم وعمره مااذاني مع اني دايما كنت باذيه
مرة كسرت فازة غاليه اوي وانا بجري وطبعا قولت ان مدحت اللي كسرها وماما ماصدقت ويومها ضربته جامد جدا ونظره عينيه اليوم ده ليا مكانتش عتاب ولا غضب بس كان خيبه امل... البصه دي شايفها دلوقتي
بس غصب عني وانا اتربيت علي كره اخويا لمجرد انه ابن ست تانيه وامي متوصتش انها تكبرني علي الكره ده
اومأ عمار له : الأوان مش بيفوت عشان نصلح من نفسنا
: يعني خلاص مفيش بينا عداوه
قال عمار ; في بينا ادم
اومأ خالد بامتنان واعتدل واقفا ليقول عمار ;استني هجيبلك ميه
ضحك خالد
لتتعلق عيناه بتلك الفتاه ذات الشعر الكثيف التي دخلت من البوابه الخشبيه قائلة :
انا متأسفه اوي علي اللي روكسي عمله
ضحك قائلا :ياستي روكسي يعمل اللي هو عاوزة
أفلتت ضحكتها الناعمه لتتراقص نظرات الإعجاب في عيون خالد
قائلا وهو يمد يده : انا خالد
مدت يدها قائلة : وانا مريم
: انا عم ادم
: وانا جارته
قال بمرح ; يبقي نعتبر جيران
ضحكت مجددا لتتلاشي ضحكته حينما رأي الكلب مجددا يتجه ناحيته ليقول ... هوو روكسي حد قاله عني حاجة
سألته وهي تمسد عنق الكلب ; ليه.؟
:اصل مش طايقني
: لا خالص ده لطيف بس هو مش بياخد علي الناس بسهوله
عاد عمار بالماء ليقول خالد وهو ياخذ الزجاجه منه :لا هشربها في الطريق سلام
سلام
نظر عمار لها بطرف عيناه لتحمر وجنتها وتسرع الي منزلها ونظرات هذا الشاب لها تنطبع بذاكرتها والتي اختلفت عن عمار والذي رأته صديق
........
قالت ليلي بقلق لعمها الذي يجاهد لاتقاف أنفاسه : ازاي ياعمي تكون تعبان كدة ومتقولش ليا
قال مصطفي بألم ;كفايه اللي حصلك بسببي
قالت بحنان ; لا ياعمي كفايه تلووم نفسك اللي حصل حصل خلينا فيك دلوقتي
انا هنزل اجيب دكتور
قال وهو يهز راسه : لا يابنتي بلاش تتعبي نفسك انا اخدت الدوا وهبقي كويس
قالت باصرار ; لا ياعمي انت مش، كويس
نزلت بخطوات مسرعه لتجد صوت ام سامي
خلفها ; ليلي يابنتي
قالت ليلي : معلش ياام سلمي اسفه بس ممكن حضرتك تفضلي مع عمي عشان تعبان لغايه مااحيب دكتور
قالت أم سلمي بسرعه وهي تترك الدرج الذي تنظفه ; لا خليكي وانا هنزل اجيب الدكتور
;لا متتعبيش نفسك
: مفيش تعب اطلعي وانا هبعت هشام يجيب دكتور
صعدت برفقه ام سلمي بانتظار الطبيب الذي اتي مع هشام فاوقفه بشير قائلا : خير مين ده قال هشام : ده دكتور الباشمهندس تعبان
اومأ بشير قائلا : طيب خليك انا هطلع معاه
انتهي الطبيب من فحص مصطفي ليقول :
كويس انكم لحقتم النوبه في اولها بس حاله قلبه تعبانه ومحتاج راحه تامه ويبعد عن التوتر
اومات ليلي ليدون بعض الادويه قائلا : ياخد الدوا بانتظام ولازم ممرضه معاه عشان الحقن والمحاليل
قالت أم سلمي.. سلمي ايدها خفيفه وفي مدرسه التمريض
اومأ لها الطبيب ليخرج فيقول بشير : اتفضل يادكتور اوصلك
قالت أم سلمي :
ان شاء الله يبقي كويس ياليل يابنتي
يارب ياام سلمي
: متقلقيش... بس انتي وشك مخطوف ليه كدة
: ابدا بس قلقت علي عمي
:منها لله الشر اللي اسمها مديحه
: خلاص ياام سلمي
: طيب مش عاوزه حاجة
:لا متشكرة بس هستاذنك الصبح تجي تنضفي البيت وتجبيلي شويه طلبات عشان زي ماانتي شايفه كدة مش هقدر اسيب عمي
: من عنيا.. هبعتلك سلمي عشان الحقن
عاد بشير قائلا : تأمري بحاجة تانيه
قالت بتهذيب : لو مفيش تعب بس كنت عاوزاك تجيب ليا الادويه دي و شويه حاجات من السوبر ماركت
اومأ ;اه طبعا
لحظة اكتبلك اللي انت عاوزاه
أعطته بضع ورقات ماليه والورقه ليهز راسه ويعيد المال : لا طبعا يامدام انا بحاسب الباشا
قالت باصرار ; لا يابشير خد الفلوس
: مقدرش
هتفت بنفاذ صبر :يووه
قال بهدوء : طيب نتحاسب بعدين فين الطلبات
; اهي ولو ينفع ممكن تشتري ليا شاحن لان تليفوني مش شغال ونسيت اخد شاحن
: اه طبعا
....
نزل عثمان من سيارته وصفق الباب بحنق فهي اغلقت هاتفها... عقد حاجبيه يتطلع للسيارة الفارغه فأين ذهب بشير
ليتمتم وهو يصعد :والله عالي ماشي يابشير لما افوقلك
....
خرجت ليلي مسرعه علي صوت جرس الباب من المطبخ حيث وقفت تعد عشاء خفيف لعمها الذي نام من المرض.. لتنظر تجاه غرفته وتفتح الباب ظنا منها ان بشير قد عاد
:انت
غلبه غضبه منها لغلق هاتفها لتنفلت اعصابه مزمجرا ; ايه مستنيه حد تاني
نظرت له بغضب ولكنها لم تقل شئ فماذا تتوقع منه الا الغضب والعصبيه والتحكمات
قال بهجوم ; قافله تليفونك ليه..؟
قالت بصوت خافت : مش مشحون
اومأ بحنق من برودها معه ;طيب يلا عشان اروحك
لم يسأل عنها او عن عمها وفقط اعطي اوامره لتقول :لا انا هفضل هنا
ظنها تتحداه فأنعقد حاجبيه بينما اندفعت له موجات الغضب هاتفا : يعني ايه هتفضلي هنا
قالت ليلي بخفوت اضطرت له حتي تسكت نبرته العاليه : يعني عمي تعبان ولازم افضل معاه
قال بغضب :انتي بتحطيني قدام الأمر الواقع مش كدة
هزت راسها :لا مش كدة
هتف بعناد : لا كدة وانا غلطان من الاول اني جبتك
هاهو يتمطأ ويظهر عثمان الباشا
ليكمل بوعيد :بس انا مبيتلويش دراعي وهت..... صمت والتفت الي بشير الذي صعد قائلا : اتفضلي الدوا والطلبات
هتف بحنق ببشير :كنت فين
قالت ليلي وهي تتطلع لملامح وجهه ماان استمع لكلامها : كان بيجيب الدوا لعمي
نظر لبشير بوعيد بينما قال ; اصل ياباشا الباشمهندس تعب والدكتور كان عنده
هتف بسخط وقد شعر بمقدار اندفاعه وهاهي تفوز باثبات وجهه نظرها انه لم يتغير :هات وانزل انت
تناول الأكياس من بشير ودخل لتساله بحنق ;رايح فين
دخل وهو يحمل الأكياس ونظراته خجله من اندفاعه
هات ومتتعبش نفسك.... أظنك اتأكد أن عمي تعبان ولازم افضل معاه
قال بنبره متعلثمه ; مكنتش اعرف
قالت بانفعال ; وادي انت عرفت في أوامر تانيه
.... ليلى
التفتت لصوت عمها ; نعم ياعمي
دخلت الي عمها لتتفاجيء بدخل خلفها
قال مصطفي بوهن :اهلا ياابني
رأي حاله عمها السيئه ليمليء الخجل قسمات وجهه
قال مصطفي :تعبت نفسك ليه
: مفيش تعب
اومأ قائلا ; يلا ياابني خد ليلي وروحوا هي تعبت معايا
قالت ;لا ياعمي انا هفضل معاك لغايه ماتبقي كويس
:انا كويس
قال عثمان بهدوء ; لا خليها مع حضرتك
خرج لتخرج خلفه ليلتفت اليها قائلا بهدوء :
تحبي ابعتلك دكتور
هزت راسها : متشكره خلاص الدكتور كان عنده
قال بهدوء :قال ايه..؟
نظرت له ; هو مين.. ؟
:الدكتور
: نوبه القلب جت له
اومأ لها لتمر لحظة صمت بينهما فهاهو بنفس طبعه وهي بنفس نظرتها له.. مندفع عصبي بشده
قال حينما لم يجد اي تبرير لنفسه لأول مرة : الصبح هاجي اطمن عليه
:متتعبش نفسك
قال برفق ; انت ياللي ياريت متتعبيش نفسك ولو عاوزة حاجه كلميني
تصبحي علي خير
..... نزل ليصب غضبه علي بشير :مقولتليش ليه أن الدكتور جه
قال بتعلثم ;ماهو ياباشا.... قاطعه بحنق فلم يكن ليحدث كل هذا لو علم بمرض عمها :ماهو ايه بشير اتعدل معايا وبعد كدة تبلغني بكل اللي يحصل فاهم
اومأ قائلا ; تمام ياباشا بس انا قولت مشغلكش
:لا يااخويا ابقي اشغلني
........
في الصباح اتجهت للباب تفتحته فمؤكد انها ام سلمي جاءت لتنظيف المنزل كما اتفقت معها بالأمس لتجد مديحه امامها
تهتف بقهر :ابني راح بسببك
استشرت ملامح ليلي بهجوم : ابنك راح بسبب حقدك وغلك اللي طول عمرك شيلاهم في قلبك ليا من غير سبب
توقف بشير الذي اسرع ماان لمح مديحه تصعد لليلي ليمسك بها : تعالي هنا ياست انتي رايحه فين
لتقول مديحه : اوعي سيبيني هتعملوا فيا ايه اكتر من اللي عملتوه
قالت ليلي له : سيبها هي هتمشي لوحدها
هتفت مديحه بغل :مش ماشيه..... بسببك مبقاش ليا الا الشوارع
قالت ليلي ; قولتلك انتي الي عملتي كدة في نفسك.. خدها يابشير
......
...
بعد ان ساعدت عمها لتناول افطاره عاد الحرس ليرن ليسالها عمها ; مين ياليل..؟
قالت بتعلثم بينما رأته امامها يحمل الكثير من الأغراض :ده... ده عثمان ياعمي
: خليه يتفضل يابنتي
نظر لها بابتسامه صافيه . : هتكسفي عمك وتسبيني علي الباب
انزاحت له ليدخل لتتلكأ خطواته وهو يمر بجوارها وتحاصرها نظراته ولكنها ابعدت عيناها وهي تنحني لأخذ الأغراض منه : مكنش له داعي
قال وهو يبعد يدها ويدخل الي المطبخ : مفيش تعب
وضع الأغراض واتجه الي عمها لالقاء التحيه والجلوس معه لتمر دقائق قبل ان يقول مصطفي : جهزي الفطار لجوزك
التفت عثمان اليها قائلا : لا مفيش داعي تتعب نفسها
: لا يابنى ميصحش
اومأ قائلا : خلاص هاخد قهوة
اومات ليلي وقامت ليقول مصطفي بامتنان : انا مش عارف اقولك ايه ياابني لكل اللى عملته معانا
قال عثمان بتهذيب: متقولش اي حاجة انا معملتش حاجة... ليلى مراتي وحقها اني أحميها
اومأ مصطفي ليقول عثمان : تسمحلي هعمل مكالمه وارجع لحضرتك
شهقت ليلى ماان شعرت به يقف خلفها بينما أنفاسه المشتاقه والمعذبه ببعدها سبقته... شعرت بيداه تحيط بخصرها
فأستدارت اليه بصعوبه وهي تحاول السيطرة على نفسها التي ضعفت امام حبها له
وخاصه مع همسه المتقد بولع حبه واشتياقه لها وهو يقول بعتاب رقيق: يعني سامحتيهم كلهم وانا مش عاوزة تسامحيني
رفعت عيناها له بألم : عشان محدش فيهم وجعني زي ماانت وجعت قلبي
قال بحنان وهو يمسك وجهها بين يديه ; سلامه قلبك ان شالله انا
انفلت لسانها : بعد الشر عليك
مال ناحيتها وهمس ونظرات عيناه ترجوها : مش كفايه عليا كدة..
نظرت له بشك يغالب قلبها الذي يهفو اليه لتقول بتعلثم وقد اتت نبرته الصادقه بثمارها :عمي لسه تعبان
قال وهو يتطلع لعيونها : وانا كمان تعبان
نظرت له بقلق :مالك..؟
تنهد قائلا : تعبت من الشد والجذب اللي بينا
اومات له باقرار : وانا كمان تعبت
: يبقي ارجعي معايا وخلينا نبدأ صفحه جديده
: وبعد مااعمل كدة تضمن ليا انك مش هترجع تجرحني تاني
نظر لها بعجز قائلا : عارف ان طبعي صعب بس انتي كمان عنيده وبتطلعي اسوء ما فيا
هزت راسها بقله حيله : انا.... المعضله دايما في انا وانت... طول ماانت شايف انك مبتغلطتش
تنهد مطولا وبدات ملامح نفاذ صبره تغلبه فقد يأس من ترويض عنادها
............
...
اتجهت شيرين للمرة التي لم تعرف عددها الي غرفه والدها والذي صدها ككل مرة ليرق قلب امها وتشفق عليها وهي تري الدموع تحرق وجنتها فتقول بعتاب شديد غالب قلبها : اللي عملتيه كسره ومش سهل عليه ينساه
نطرت الي امها ببكاء شديد : انا اسفه
هزت عبير راسها بأسي : ياريت اسفك يمحي اللي حصل..
...........
.....
... لم يعد يقوي علي الاحتمال وقد نفذت خططه كلها... يحبها ويعشقها ولم يعد يحتمل بعدها فقط لو يعرف كيف السبيل لارضاءها ...!!
فتحت ليلي الباب لتجد حسان وبجواره امرأه
اربعينيه بوجهه ابيض بشوش قال حسان
: يلا يانعمه ادخلي شوفي طلبات المدام ونفذي اللي تقولك عليه
لم تفهم شئ ليقول حسان : دي نعمه الباشا بعتلها تاخد بالها من الباشمهندس
لا يستسلم ولايتوقف قبل الحصول علي مايريد فهاهو يتحايل علي الوضع ويرسل من تهتم بعمها ليخبرها بطريق غير مباشر ام تعود : مفيش داعي ياحسان خدها
قالت بسماحه ; ليه بس يامدام ده انا شاطره وان شاء الله اعجبك
قالت ليلي بحرج : مش قصدي انا بس مش محتاجة حاجة
قال حسان بخفوت : معلش يامدام بلاش تقطعي عيشها
اومات لها لتدخل نعمه بينما تبعتها خطوات ليلي الغاضبه لتتجه الي غرفتها وتمسك بهاتفها : انت مش هتبطل طريقتك دي
عقد عثمان حاجبيه : في ايه طريقه ايه اللي بتتكلمي عنها
قالت بهجوم ; الست اللي انت بعتها طبعا بعتها عشان ... قاطعها قائلا بصراحه : اه ياليلي بعتها عشان كفايه كدة والمفروض ترجعي بيتك انا استنيت يومين واظن صحه عمك اتحسنت وخلاص مفيش داعي لوجودك واهو في واحدة تاخد بالها من طلباته ... ده غير طبعا ان سيادتك حامل والمجهود الزايد ده غلط عليكى برضه انا غلطان مش كدة
فتحت فمها لتتحدث ولكنه لم يمهلها الفرصه ليقول : رتبي امورك مع الست دي وهبعتلك السواق يرجعك البيت
..........
... عوده تعني تحكمات... سيطره.... فرض.. عصبيه.... شجار.... نقطه لا يصل اي منهما اليها بسبب خلافهم علي كل كلمه... لاتنكر انها تحمل نفسها جزء من اللوم فهي أصبحت تتمسك بعنادها وهجومها دوما عليه ولكنه من يوصلها لهذا...وضعت يدها بتعب على بطنها فهي تعيش بضغط عصبي شديد وان لم يكن من أجلها فمن اجل الطفل يجب أن تتوقف وعلي الاقل لتكون هناك هدنه بينهم.... نعم ستتحدث معه ماان تعود وأخبره ان عليهم اخذ هدنه من تلك الحرب فهي تعبت حقا وهو كان أشد تعب منها لذا قرر الاستسلام فلماذا بالأساس يفكر وقد رفع قلبه وعقله رأيه الاستسلام لحبها منذ زمن بعيد...!!
.....
رتبت كل شئ مع نعمه التي ستهتم بعمها بينما قبلت عمها قائلة : حد بالك من نفسك
ابتسم بحنان : وانتى ياحبيبتي خلي بالك من نفسك
اومات له ليقول بحنان : جوزك راجل اوي ياليلي... سندك اللي كنتي محتاجاه
لم يخطيء عمها فهو بالفعل الرجل المساند الذي تجد يده دوما قبل ان تقع ...... تحبه هو بكل مميزاته وعيوبه فلما الإنكار.... مالت براسها للخلف واغمصت عيناها تتذكر كل تلك اللحظات..... حينما اجتذب قلبها لأول مرة وهو يشتري لها الثوب وحينما توقف امام الجميع يدافع عنها وتلك المرة حينما رأت في عيناه تلك النظره وهو يكتب كتابه عليها واول قبله بينهم... ضياعه بوسط دوامه مشاعره... نظرات عيناه حينما يخطيء وينتظر صفوها.... لهيب غضبه حينما يغار.... جنونه ماان يستوجب الأمر حمايتها.... حنانه عليها وعلي ادم... فرحته بحملها.... قلقه عليها... ابتسامته التي قلما تراها.... وضعت يدها علي قلبها بينما تتدفق الذكريات بعقلها.... دوما كانت تتقبل الجميع بعيوبهم فلما لاتفعلها مع الرجل الوحيد الذي احبته...! ربما انجرحت منه لذا اخذ قلبها وقت للصفو ولكن الآن غلب حبها اي غضب منه... فلتعتبره كأدم... طفلها العنيد الذي سيفتح قلبه لها ماان يشعر بالأمان
.........
..
قال عثمان وهو يتطلع بساعته ; يلا بقي ياعمار... خد ادم وامشي
شاكسه عمار وهو يغلق حقيبته الصغيره : اموت واعرف سر طردتك ليا دي ايه
: انت مش بتحب قاعده الساحل.... روح بقي اقعد يومين
: واحد ادم ليه.... غمز له بمكر ; اوعي تكون ناوي تستفرد بالبنت ياخلبوص
هتف بحنق : عمار متجننيش ويلا بقي
........
...
أوقف السائق السيارة لتنزل منها ليلي وتدخل من الباب لترمش بعيونها تجاه غرفه مكتبه والتي تسرب الضوء من اسفلها لتعرف انه بالداخل ولكن ما ان خطت بضع خطوات حتي انطفأت الانوار فجأه
ارتبكت خطواتها في هذا الظلام الدامس بينما تحاول إيجاد طريقها لمكتبه لتتوقف بالوسط
وتنادي بأسمه : عثمان
جاءها صوته من خلال الظلام : ممم عاوزة ايه من عثمان.. ؟
تمتمت وهي تتوقف مكانها : خايفه
بعثر مابقي من ثباتها ماان شعرت بحراره جسده الواقف خلفها وهو يهمس بجوار اذنها ;هو مش عثمان قالك متخافيش
كعادته مسيطر على مشاعرها يجذبها اليه دون ادني مجهود بينما يجعلها لاتري ولا تشعر ولا تفكر بأي شئ في وجوده.... ولاتدري انها تفعل به الافاعيل فقط بنظرة واحدة من عيونها وهاهو جاء اليها رافع رايه استسلامه بانتظار صفحها
أحاطت يده خصرها وادارها ناحيته بينما تزداد نبرته همسا وتقطر حبا وعشقا : اوعي تخافي ابدا وانا جنبك
تمتمت بصوت مبحوح من فرط مشاعرها التي لم تعد تقوي علي اخفاءها اكثر تقول بعتاب : انت مش جنبي
مال ناحيتها يتطلع الي عيونها : انا مش عاوز اكون جنبك...... اغمضت عيناها بينما شعرت بيداه تتحرك برقه علي جانب عنقها نازلا الي موضع قلبها الذي يدق بجنون داخل صدرها : انا عاوز اكون جوه قلبك.... زي ماانتي جوه قلبي...!
تقافزت دقات قلبها بصدرها فنظرت له بينما رأت ملامح وجهه علي النور الخافت الذي يتسرب من النافذة الزجاجية الضخمه وكانها تتأكد من انها لاتحلم
ليبتسم برضي بينما يقول : ممكن تغمضي عنيكى وتمسكي ايدي
اومات له بدون تردد ليذهب كل صقيع قلبها وحيرتها فقط بلمسه من يده بينما يقودها للأعلى وخطواته تخبرها كم يخشى عليها ولو من مجرد تعثر خطواتها
قال وهو يوقفها امام باب الغرفه : شوفي بقي انا هعد واحد اتنين وافتح النور وبعدها افتحي عنيكى
اومات لها ولم تعد تستطيع احتمال دقات قلبها التي تدوي بصخب بداخل صدرها :واحد.... اتنين
فتحت عيناها لتري الغرفه مزينه بالورد والبالونات والشموع
وتلك الهدايا المغلقه متراصه علي طرف الفراش
تزايد صخب دقات قلبها وتلفتت حولها تقول بأنفاس مبهورة :عملت كل ده عشان اسامحك
هز راسه وطالت نظرته الي عيونها ليردد لسانه بكلمه واحدة لاتكفي لوصف مشاعره ناحيتها ولكنها الكلمه الوحيده التي تريد سماعها منه : عملت كل كدة عشان بحبك... ❤️❤️❤️
واخيرااااااااا نطقها الباشا
قفزت عيونها من مكانها وقالت بعدم تصديق : قولت ايه..؟!
ضحك وهو يمرر يداه علي خصلات شعرها :لا متحلميش اقولها تاني
نظرت له بغضب محبب لتتحرك يداه برقه بالغه علي جانب عنقها ويميل ناحيتها هامسا بعبث : الا اذا......
نظرت له ليميل تجاه شفتيها هامسا : الا اذا هتعرفيها حالا متستعجليش
ضحكت بسعاده وهي تقول :حاسه قلبى هيقف انت متأكد انك عثمان
اومأ لها وهو يضع وجهها بين يديه : عثمان عبد الحميد الباشا بيطلب من ليلي مهدي تقضي اللي باقي من عمره معاه وتسمحله يعوضها عن كل اللي شافته
هتفت بعدم تصديق :عثمان بجد انا مش مصدقه
ابتسم بسعاده وهو يري كم كان من غبي احمق عكبها وعذب نفسه بينما بتلك السهوله كان يستطيع ارضاءها بينما حقها ان يعبر لها عن مشاعره : لا صدقي ياروح قلب عثمان
هزت راسها بعدم تصديق لما قاله ولكل مايحدث ; لا لا ده كتير اوي
اومأ لها قائلا : طيب ممكن بقى تمسكي ايدي
بدون تردد وضعت يدها في يده ليتجه بها امام تلك الهدايا قائلا : يلا افتحيهم و قوليلي رايك
فتحت اول هديه بحماس لتجد عليه من القطيفه السوداء لمع بها طقم ذهبي خالب اللانظار وقبل ان تقول شئ كان يقول بحب :
دي شبكتك اللي انا مجبتهاش
قبل ان تفتح فمها وهي من الأساس لاتجد كلمه تصف مايحدث.... كان يفتح العلبه الاخري قائلا ببطء وهو يتطلع لملامح وجهها ;ده بقى
فتح تلك العقده ورفع الغطاء لتتلالا حبات اللولو البيضاء التي لمعت فوق ذلك الفستان الحريري الذي استقر بداخل العلبه ليرفعه ببطء فتظهر تلك الغيمه الكبيره
لتسلب أنفاسها بينما يقول :ده بقي.... فستان هتلبيسه بكره في فرحنا
لا لا بالفعل سيتوقف قلبها لتردد بعدم تصديق....
فر... فر... فرح
اومأ لها بسعاده لرؤيه كل تلك الفرحه بعيونها وكانها طفله صغيرة : فرحنا ولا مش عاوزة فرح
قالت بعدم تصديق : انت.. قاطعها بابتسامه ماكرة : استني بس.... انا عارف انك عاوزة تحضنيني وتبوسيني.... احمرت وجنتها ليغمز لها بعبث :بس استنى انا هاخد حقي في الاخر
فتح علبه اخري.... ليرفع لها تذاكر طيران قائلا : مفيش فرح من غير شهر عسل
غمز مجددا بمكر مع آخر علبه يفتحها ويكمل ;ومفيش شهر عسل من غير دول
اندفعت الدماء لوجهها الذي تحول الي ثمرة فراوله شهيه تغريه بالتهامها وهي تري تلك الاقمشه الحريريه والألوان لملابس النوم التي احضرها لها
قالت بعدم تصديق ممزوج بالخجل :ايه ده.؟
ضحك قائلا : متسأليش انا اصلا مش عارف انا جبت الحاجة دي ازاي
ضحكت مشاكسه : ولما انت مش عارف جبتها ليه
هز كتفه قائلا : عشان اشوفك لابسها انا راجل برضه
أفلتت ضحكتها الناعمه لتقول :انت متأكد انك عثمان الباشا
قال وهو يجذبها اليه ويبعد خصلات شعرها برفق متطلع لعيونها : معاكي كفايه اكون عثمان جوزك وحبيبك وابو ابنك وبس
تجرأت لترفع نفسها علي أطراف اصابعها وتحيط عنقه بذراعيها قائلة : واخويا وابويا وصاحبي واحن وأطيب راجل شفته في حياتي.... انبهرت أنفاسه لتوميء له وتكمل : وحط تحت راجل دي مليون خط...
ابتسم لها ومال ناحيه شفتيها لتضع يدها على صدره بعتاب... اينعم راجل عصبي شويه... لا شويتين تلاته بس بحبك
لا لا هو من سيتوقف قلبه الان.... قولتي ايه..؟
ضحكت وكررت كلمته : متحلمش اقولها تاني
رفع حاجبه واكمل بعبث... تعالي اقولك الا اذا ايه
همس باذنها ببضع كلمات لتشهق خجلا :
انت اللي بتقوله ده عيب وقله ادب
اومأ قائلا : قله ادب في سياق شرعي.. انتي مراتي وانا حقي اقضي ليله من اللي بسمع عنهم
نظرت له مردده :بتسمع..؟!
اومأ لها قائلا ببراءه : اه طبعا بسمع......
انتي عارفه يالولو اني عمري ماقربت من واحده غيرك
نظرت له ليميل ناحيتها بينما يداه تتحرك برقه علي جانب ذراعها ويكمل بعبث : ده انا قطه مغمضه
افللت ضحكتها التي أثارت جنونه : انت قطه مغمضه امال انا.
همس بعبث وهو يحملها : انتي قطتي انا
هل تحول لرجل اخر..... وضعها علي طرف الفراش ومال تجاه شفتيها لتوقفه :استني ياعثمان
هز راسه وتابعت شفتاه طريقها الي شفتيها التي اشتاق لها حد الجنون : لا بقي مفيش استني استنيت كتير وبعدين نعمل بروفه عشان شهر العسل
..........
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك