حكايه عمر. الفصل التاسع والاربعون

11


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


رسمت ثراء ابتسامه علي شفتيها تجاه تلك الفتاه ذات النظارات الطبيه التي تغطي معظم وجهها الذي تناثرت حوله بعض خصلات شعرها الكثيف ذو التمويجات الكثيفة والتي لا تروق لها ولكنها لاحظت انها مقربه من ذلك المدير الشاب الذي يقود فريق التصوير لحمله التسويق الخاصه بالشركه لذا فهي لا تخجل من إخفاء تقبلها من عدمه تجاه الفتاه مادام حتما قربها منها قد يعني تقرب من هذا المدير الشاب لذا تظاهرت بالود تجاه الفتاه من اول يوم لوجودهم بموقع الانشاءات يرافقهم فريق التصوير المتخصص لتسجيل لقطات لتلك الحمله واخفت ما بداخلها من حقد فطري ينشأ دوما بداخلها من تلك المقارنه التي تعقدها بينها وبين الآخرين ودوما ما تري نفسها الأحق بكل شيء فهي تري تلك الفتاه فتاه غير جميله مثلها لتكون مقربه من هذا الشاب ذو الوسامه والمنصب!

....بادلتها الفتاه الابتسامه بسماحه حينما وجدتها تتجه ناحيتها قائله بصوت رقيق : صباح الخير 

ابتسمت الفتاه ذات الجسد الضئيل لها قائله : صباح النور 

نظرت ثراء تجاه اكوب القهوة الورقيه التي تمسك بها الفتاه وقالت بفضول : عملتي حسابي اكيد في القهوه يا نور

ضحكت الفتاه بخفه وهزت راسها : لو كنت اعرف ان عاوزة قهوة اكيد كنت عملت حسابك ..بس دي لساجد .! 

تلفتت الفتاه حولها وكأنها تبحث عن شخص ما...لتجد بغيتها بعد لحظات وسرعان ما تزداد ابتسامتها وتقول سريعا وهي تنظر خلفها حيث وقف المدير الشاب يتحدث مع ريهام : لحظه اديهاله وارجعلك 

ابتسمت ريهام بود تجاه تلك الفتاه التي تعمل بجد ونشاط منذ أول يوم قائله : صباح الخير يا نورين 

ابتسمت لها الفتاه قائله : صباح النور

اومات ريهام وقالت بلياقه : تمام يامستر ساجد هنظبط الموقع خلال نص ساعه عشان تقدر تبدأ 

هز الشاب رأسه لتنصرف ريهام وعلي الفور كانت نورين تقول بحماس وهي تمد يدها إليه باكواب القهوة وتهمس له بشيء جعله يدير رأسه وينظر في أحد الاتجاهات بينما كانت عيون ثراء لا تتوقف عن مراقبه ما يحدث لتجد الشاب يأخذ من يد الفتاه أكواب القهوة ويهمس لها بشيء مع تلك الابتسامه ثم يسير بخطواته بينما وقفت نورين مكانها تتطلع إليه بابتسامه لم تفهم ثراء سببها لذا ركزت نظراتها خلف الشاب لتتسع عيناها بصدمه وامتعاض ما أن رأته يتجه ناحيه روضه ...!

حاولت ثراء رسم ملامح البراءه علي وجهها وهي تمد يدها بكوب القهوة تجاه نورين التي أسرعت إليها لتحاول فهم شيء : جبتلك قهوة 

ابتسمت نورين بلطف وهي تاخذ منها كوب القهوة قائله : شكرا 

اومات ثراء وتابعت بمكر خبيث وهي تشير بعيناها حيث وقف الشاب مع روضه يتجاذبون أطراف الحديث : صعبتي عليا لما لقيت القهوة بتاعتك راحت لغيرك 

لم يبدو علي الفتاه اي ملامح امتعاض أو سخط أو حتي غيره عكس ما توقعت ثراء التي جزت علي أسنانها وهي تحاول اخفاء الغل الشديد الذي انبثق من داخلها بينما قالت الفتاه بحماس وود شديد : القهوة راحت بالضبط لصاحبتها ....خفضت صوتها وهي تتابع بينما تلمع عيونها وهي تتطلع تجاه ساجد و روضه : اصل ساجد من اول يوم جينا فيه الموقع وهو معجب جدا بالبنت دي ..تنهدت وتابعت : وبصراحه انا اللي شجعته دلوقتي عشان يحاول يتكلم معاها 

بجهد حاولت ثراء اخفاء ذلك الغل وهي ترسم ابتسامه زائفة مردده : مممم فعلا 

اومات نورين وتابعت باخويه : اصل ساجد ده ابن عمي وبالضبط زي اخويا الكبير وانا بحبه جدا وحتي دخلت المجال ده عشان شايفاه مثلي الاعلي 

....تنهدت وتابعت ببراءه : انا مبسوطه جدا أنه لقي بنت تجذب انتباهه ...واول ما لقيت فرصه أنها واقفه لوحدها قولتله يجرب لأنها طول اليوم مشغوله في الشغل ومش بيلاقي اي فرصه يكلمها 

التفتت الي ثراء التي ركزت نظراتها الحقوده تجاه روضه التي بدأت تتحرك بخطواتها وهي تهز راسها ملوحه لهذا الشاب لتتابع نورين بإعجاب بروضه : اصلا شكلها بنت ناس ولطيفه ورقيقه وواضح انها شاطره في شغلها 

مع تحرك روضه كانت تتحرك كل افكار ثراء الخبيثه بينما تتمتم بلؤم لم تفهمه فتاه صغيرة مثل نورين التي تدرس پأخر عام لها بالجامعه ويشركها ابن عمها معه كتمرين لها في هوايتها ودراستها بمجال التصوير : ياريت تكون فعلا شاطره في شغلها زي ما بتقولي مش مركزه في حاجه تانيه 

التفتت لها نورين باستفهام : قصدك ايه ؟! 

هزت ثراء راسها واسرعت تتظاهر ان لسانها انزلق دون إرادتها : لا ابدا مقصدش حاجه ....

أعادت نورين سؤالها مجددا : لا بجد قصدك ايه ؟!

هزت ثراء كتفها وهي تخفي نظرات الخبث بعيونها : ولا حاجه ....المهم انتي ياريت متدخليش نفسك في مواضيع زي دي لان في الاخر لو حصل حاجه ابن عمك هيلومك وجايز يزعل منك ..... انا هروح اشوف شغلي 

اوقفتها نورين واصرت عليها بينما حديثها لا يمر مرور الكرام : لا تقومي ايه فهميني قصدك ايه بالكلام ده ...ليه مدخلش نفسي وابن عمي هيزعل ليه !! 

هزت ثراء كتفها وخفضت عيناها تخفي خبثها بينما تتابع : مش قصدي حاجه ...بس يعني ...يعني 

تنهدت وكأنها بالفعل تقاوم الا تتحدث لتثير المزيد من فضول نورين التي صدقت تنهديتها وملامحها المتحيره وهي تتابع : بصراحه انا مش هقدر اسكت ولازم اقولك عشان ضميري ميسمحش 

اومات نورين بنفاذ صبر : فهميني 

قالت ثراء بهمس : بصراحه روضه مش زي ما انتي مفكره ...اصلا هي already في علاقه مع حد !!

اتسعت عيون الفتاه بصدمه جعلت الابتسامه الخبيثه ترتسم علي وجه ثراء التي بسرعه عمل عقلها وهي تكمل السيناريو الخبيث : هي مرتبطه بمستر اياد مدير المبيعات !! 

أدارت الفتاه راسها وعقدت جبينها بقوة مردده برفض أن تكون قد انخدعت بتلك الفتاه التي رأت برائتها وحسن خلقها لأيام : مستر اياد متجوز !! 

قاطعتها ثراء سريعا وهي ترسم الاسي علي ملامحها : طبعا عارفه ....مراته ساره صاحبتنا كمان 

وطبعا مؤخرا حصلت بينهم مشاكل كتير وعرفنا أن السبب علاقته بروضه بس مقدرناش نقولها مع أن الشركه أغلبها عارفه وشايفه قرب روضه من مستر اياد 

سخنت انفاس نورين ونظرت بحزن تجاه ابن عماها الذي اتجه ناحيتها بابتسامه واسعه لتخشي ثراء للحظه أن تتردد الفتاه في أخباره بما سيبعده عن الفتاه رفقا به 

لتهمس اخيرا : انا مكنتش عاوزة اتكلم في حاجه زي دي ابدا وطول عمري بحب اكون في حالي بس لما شوفت علاقتك بابن عمك وازاي بيعتبرك زي أخته صعب عليا أنه يزعل منك لما يعرف الحقيقه 

بشجن هزت الفتاه راسها لتنسحب ثراء سريعا وهي تدفع بطرف وشاح راسها علي كتفها ليرفرف بفعل نسمات الهواء ومعه ترفرف نظراتها الخبيثه بانتصار ...!! 

نفذت أول جزء والجزء الثاني بقي معلق كما تعلقت عيناها بخطوات روضه التي تتحرك بكل همه ونشاط برفقه ريهام التي ما أن راقبت ثراء ابتعادها حتي اتجهت الي روضه قائله : صباح الخير ياروضه 

لم تقل روضه شيء واشاحت بوجهها لتزم ثراء شفتيها قائله : براحتك لو مش عاوزة تكلميني مع اني جايه ليكي في مصلحتك 

نظرت لها روضه بامتعاض : مصلحتي ؟! 

اومات ثراء قائله بحماس مزيف : اه ...انتي مش كان عندك شويه ملاحظات 

جزت روضه علي أسنانها بينما حرصت تلك المره وسط الجمع فقط أن تقول مجرد عناوين لملاحظاتها بانتظار طرحها بنفسها حتي لا تأخذها ثراء أو سواها وتنسبها لنفسها كما حدث لتتابع ثراء بخبث : مستر اياد كان بيسال لو في حد عنده ملاحظات قبل ما نبدا وانا اهو ياستي عشان متقوليش باخد افكارك زي ما قولتي قبل كده بقولك روحي بلغيه بيهم هو في الكرفان بتاعه

تركها وغادرت وهي واثقه ان حماس روضه بالعمل سيغلب اي شك بها وبالفعل صدقت بينما اتجهت روضه الي كرفان المهندس اياد !! 

وقفت روضه بتردد أمام باب الكرفان تستجمع أفكارها بينما راقبتها عيون ساجد بحسرة وهو يفسر ترددها أنه حرص وحذر قبل أن تتجه الي ذلك الشاب وتصدق روايه نورين التي صدقت روايه ثراء الخبيثه 

ويحكم عليها بباطل نجحت تلك الخبيثه في وصمها به ! 

....

.......

تمهل مراد بالسياره وتوقف جانبا يسأل جوري باستنكار : ايه ؟!

قالت وهي تشيح بوجهها : بقولك اقف عشان انزل 

رفع حاجبه باستنكار : تنزلي فين ؟!

هتفت جوري وهي تهز كتفها : في أي مكان ....

ضيق عيناه ونظر لها بعدم فهم لتتابع وهي تدير وجهها عنه : انا جيت معاك بس عشان بابا إنما أنا مش راجعه مع واحد كان بيهددني أنه يعرف واحده غيري 

احتدمت نظرات مراد لينفلت لسانه بغيظ : كويس انك قولتي بهددك وبس ....اشاح بوجهه هو الآخر وتابع متهكما : علي الاقل معملتش زيك وفتنت زي العيال الصغيرة عشان اخلي شكلك وحش 

التفتت له جوري بغيظ هاتفه : وهو انا قولت حاجه محصلتش 

أدار مراد رأسه ناحيتها وهتف بغيظ هو الآخر : قولتي اللي علي مزاجك مش كل اللي حصل بقصد عشان تخلي شكلي وحش 

ضيقت جوري عيناها بحنق : يعني كل اللي فارق معاك شكلك وبس 

زفر مراد وفتح فمه ليدير رأسه سريعا خلفه علي تلك النقرات الخفيفه علي زجاج السياره خلفه ....تفاجيء كلاهما بعاصم ينحني وينظر إليهم من خلال نافذه السياره التي فتحها مراد سريعا قائلا بمفاجاه : عمي 

قال عاصم بسماجه : في حاجه ياولاد

حمحم مراد سريعا وهز رأسه كما فعلت جوري ليرفع عاصم حاجبه متسائلا : امال وقفتوا ليه ومروحتوش علي بيتكم 

قال مراد بتعلثم وهو يدير رأسه الي الاتجاه الآخر ليري ذلك المكان الشهير : ابدا ...دي ...دي جوري كان نفسها في حاجه حلوة ووقفت عشان اجيبها ليها 

كتم عاصم ضحكته علي تهربهم بينما راي نقارهم ليقول سريعا : طيب ومستني ايه ما تنزل تجيبلها اللي طلبته .

اوما مراد وسرعان ما نزل من السيارة وعبر الطريق ليعود بعد قليل حاملا علبه صغيرة ملفوفه بشريط وردي انيق 

ليميل تجاه جوري قائلا وهو يعطيها لها : اتفضلي يا حبيتي 

رسمت جوري ابتسامه وهي تأخذها منه وتضعها فوق حجرها ليقول عاصم بخبث : مفيش شكرا ياجوري

حمحمت جوري وقالت وهي تكتم غيظها : مرسي يا مراد 

اشار لهم عاصم : يلا روحوا 

نظر مراد باستمتاع الي ملامح وجه جوري ليقول لعاصم بمكر : طيب ما تتفضل معانا ياعمي 

ضحك عاصم وهز راسه : لا روحوا انتوا بس متقلقش هتلاقيني متفضل اي وقت 

ضحك مراد وهز رأسه لعاصم الذي أصبح وجوده بينهم الان شيء يرحب به ....ما أن تحرك مراد بضع أمتار حتي تلفتت جوري خلفها لتتاكد أن ابيها لا يتبعهم وعلي الفور كانت تمسك بالعلبه وتضعها علي ساق مراد بحنق ..خد مش عاوزة منك حاجه

رفع مراد حاجبه بنقد لتنظر له جوري للحظه قبل أن تشيح بوجهها عنه ....امسك مراد المقود باحدي يداه وباليد الأخري أعاد العلبه فوق ساقها لتزفر جوري وتعيدها فوق ساقه بغيظ جعلها دون أن تقصد تضغط علي العلبه التي انبعجت احدي أطرافها فخرج منها القليل من صوص الشيكولاته ملطخا بنطال مراد الذي نظر إليها 

بغيظ من تصرفاتها الطفولية ... لم تتراجع ولكنها جذبت بعض المناديل واسرعت تمد يدها تحاول تنظيف بنطاله

لتهدر الدماء بعروق مراد حينما تحركت يدها بالمنديل فوق ساقه ...قبض بيده علي مقود السياره يحاول التمسك بثباته ووجهه الغاضب بينما جوري لاتدرك ماذا تفعل به لمستها وماتثير به من مشاعر ....انحنت قليلا بينما بتركيز لاتتوقف عن تمرير المنديل فوق ساقه تنظف البنطال ليلامس شعرها صدره فتعيث فسادا أكثر بمشاعره ...ابتلع لعابه بينما لم يعد يستطيع المقاومه أكثر وكل ما صبر به نفسه هو بقاء دقائق قليله ويصلون الذي منزلهم ....!

بعفويه مررت جوري يدها فوق ساقه قائله : محصلش حاجه لما نرجع هبقي اكمل تنضيفه 

انتهبت لما فعلته حينما تفاجأت به يضع يده فوق يدها لترفع عيناها إليه وتري تلك النظره اللعوب بعيناه وهو يهمس بعبث بينما لاح الاستعذاب علي ملامحه للمستها المثيرة : هنكمل لما نرجع !

سحبت يدها سريعا من فوق ساقه ونظرت بغيظ إليه هاتفه : قصدي هبعته يتنضف لما نرجع 

نظر لها بطرف عيناه وارتسمت ابتسامه عابثه علي طرف شفتيه التي مرر عليها طرف لسانه لترتبك نظرات جوري وتبعد عيناها عنه سريعا .....تابع مراد قيادته وهو بداخله يشكر ظهور عاصم الذي أصبح يقرب بينهما حتي وإن تظاهرت بالعكس فهي مثله تماما لا تقوي علي ابتعاده .!


......

حملت غرام تلك السله الكبيرة التي جمعت بها الملابس النظيفه ودخلت من الشرفه تجاه غرفه الفتيات لتجدهم جالسين كل منهما تضع عيناها في أحد الكتب 

نظرت إليهم قائله بدهشه : انتوا مش قولتوا هنتفرج علي المسلسل سوا بعد ما أطبق الغسيل وأنكم خلصتوا مذاكره 

ضحكت حلا قائله : لا مسلسل ايه ما خلاص ايهم باشا اخد التليفزيون وأصدر فرمان اننا ندخل نذاكر 

قطبت غرام جبينها باستفهام : اخده فين ؟! 

ضحكت حلا قائله : قصدي بيتفرج علي الماتش 

اومات غرام لتعود الفتيات يتحدثون قليلا بينما غرام ترتب الملابس بالخزانه ...قامت هنا قائله هروح اذاكر في اوضتي 

نظرت لهم غرام بتساؤل : تحبوا اعملكم حاجه تاكلوها أو تشربوها 

هزت الفتيات رأسهم قائلين : شكرا يا روما 

اتجهت غرام الي الخارج بعد أن أنهت تطبيق الملابس لتتحرك في أرجاء المطبخ تحاول ايجاد ما تشغل به نفسها بملل بعد أن أنهت كل ما عليها من اعمال منزليه لتفكر سريعا بشيء يكسر ذلك الملل أو بالاحري تحرك ذلك الصمت بينها وبين زوجها كأي زوجه ....

أفرغت بعض المكسرات بالاطباق الصغيرة ثم وضعت الفشار الساخن الذي أعدته بطبق عميق كبير وحملت الصينيه واتجهت بها الي غرفه المعيشه حيث جلس ايهم يتابع باهتمام المباراه 

وضعت أمامه ما أعدته ثم جلست علي طرف الاريكه وقالت وهي تتطلع الي شاشه التلفاز تحاول أن تشاركه اهتمامه علي استحياء لعله يتحدث معها بأي شيء : مين بيلعب ؟! 

قال ايهم دون أن يحيد بنظره عن التلفاز : مكتوب قدامك !! 

قضمت غرام شفتيها بينما شعرت بالغيظ من اقتضاب كلماته ولكنها لم تيأس لتشير له : تحب اعملك قهوة مع الفشار 

نظر لها ايهم بطرف عيناه بمشاكسه : ده اختراع جديد

ضحكت له ببراءه وقالت بمرح : عادي .. الاكل أذواق 

اوما لها وعاد ينظر إلي التلفاز بنفس التركيز الذي استفزها لتسأله وهي تتطلع الي الاعبين : انت بتشجع مين فيهم بقي ! 

قال ايهم وهو يلقي حبه من المكسرات في فمه : ليفربول 

اومات غرام وهي لاتفهم شيء ولكنها فقط تحاول جذب اي حديث معه بينما كل ما يريده ايهم هو مشاهده المباراه بتركيز وصمت كما اعتاد ....مجددا انفلتت شفتيها مع ذلك التهليل علي الشاشه : جووون 

نظر لها ايهم بغيظ وقال من بين أسنانه : جون في ليفربول ..!

كتمت غرام ضحكتها ليرفع ايهم حاجبه وسرعان ما يشير لها بقليل من المرح المستتر : بقولك ايه يا غرام ما تخدي الفشار ده للبنات وتقعدي معاهم علي ما الماتش يخلص 

.......


رجعت جوري خطوتان للخلف تنظر إلي حقيبتها المفتوحه ثم تمسك باحدي قطع الملابس وتتجه بها الي الخزانه التي وقفت امامها بصبر ترتب محتوياتها باللالون والاطوال ....بينما جلس مراد علي طرف الاريكه يتطلع الي ما تفعله منذ قرابه الساعه حتي نفذ صبره لتتفاجيء به يتجه الي الحقيبه ويجذب مجموعه من الملابس ويتجه الي الخزانه يعلقها بها بعشوائية هاتفا من بين أسنانه : كفايه بقالك ساعه واقفه ترتبي... رجلك هتوجعك !

نظرت له جوري بحنق بينما توقعت أن يبادر بالحديث لا أن ينتقد تصرفاتها لذا مدت يدها تجاه ما علقه من ملابس وهتفت بغيظ : ايه اللي بتعمله ده ...انا بنظمهم مش بعلق كده وخلاص 

اوما مراد بحنق : اه واخد بالي انك بقالك ساعه بترتبي وعشان كده بقولك كفايه وقفه 

نظرت له جوري شزرا واتجهت الي الخزانه مجددا ليتجه مراد ناحيتها ويقف امامها وهو يرسم الغضب في عيناه التي سرعان ما فضحت اشتياقه حينما التقت بعيناها 

لتطول نظراته إليها ويقترب منها خطوه أخري لتداعب رائحتها العطره أنفه كما داعبت أنفاسه وجهها 

وهو يهمس بالقرب من أذنها : انتي عاوزة تستفزيني ونتخانق !

خانتها عيناها هي الأخري بينما تنظر إليه باشتياق مماثل سرعان ما اخفته بغضبها المحبب وهي تتهرب من أمامه قائله : لا مش عاوزة اتخانق 

ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه واقترب منها مجددا ليقول بنفس الهمس وعيناه تأثر عيناها في مرمي نظراته المشتاقه : امال عاوزة ايه ؟!

تعلثمت جوري بينما أدركت خطورة قربه منها والذي سينتهي بوجودها بين ذراعيه دون خطوه اساسيه وهي الحديث بكل ماحدث بينهم حتي لا يتكرر 

لتقول وهي تتهرب سريعا من أمامه : عاوزة ااكل

اتسعت عيناه وفسد سحر اللحظه ليردد بغيظ : ايه 

قالت وهي تبعده من امامها سريعا وتتجه الي خارج الغرفه : بقولك جعانه وعاوزة ااكل 

اتجه مراد خلفها الي المطبخ ولم يتركها 

لتتعلثم يدها وهي تخرج الطعام من الثلاجه بينما توقف خلفها مباشره وقال بنره أثره : تحبي اساعدك في ايه ؟!

استدارت إليه لتلفحها حراره نظراته المشتاقه وتجد نفسها أمام صدره العريض الذي يناديها لحضن يبرد به نيران اشتياقه قارب علي الوصول إليه للحظه قبل أن تتسرب سريعا من بين يديه وتتجه الي الطاوله الرخاميه تتوقف امامها وتقول بينما تخفي وجهها الذي اكتسي بالحمره عنه : انا هعمل كل حاجه 

لم يتركها مراد بينما زاده دلالها عشقا ليتوقف خلفها مجددا ويميل علي كتفها ليصل الي طولها لتضرب أنفاسه الساخنه جانب عنقها بينما يمد يداه من حولها يتظاهر بمساعدتها وهو يقول : خليني اساعدك عشان متتعبيش 

....

.....


جلست غرام في الفراش واضعه يدها علي خدها

بشرود وهي تحاول أن تتقبل أن ما يفعله معها طبع من طباعه وليس سوء معامله منه ...انه فقط شخص قليل الكلام ..! 

عقد ايهم حاجبيه حينما دخل الي الغرفه ووجدها جالسه هكذا ليسألها وهو يتجه الي الخزانه : في ايه مالك؟

هزت كتفها قائله بشجن وهي تتطلع الي ظهره : مفيش 

قال وهو يقلب بيداه بين الملابس : امال قاعده كده ليه ؟! 

هزت كتفها قائله ::مفيش حاجه اعملها ....هنا وحلا بيذاكروا وانا نضفت البيت ولميت الغسيل وطبقته و

جهزت العشاء علي التسخين لما تحبوا تتعشوا وعملت كيكه كمان 

داعبت الابتسامه شفتاه بينما تعدد كفتاه صغيره مهامها ليرفع حاجبه وهو يلتفت إليها : عملتي كل كده 

اومات له لتلتقي عيناها بعيناه التي أصبحت تذيبها بنظراته الواثقه وهيئته الكامله بينما لم تعد تنكر أنها وقعت في غرامه كما كانت دوما تحلم برجل مثله 

نظر ايهم الي نظراتها لتخفض غرام عيناها سريعا بخجل بينما تقول بعتاب بريء : اه وكمان عملت فشار ومحدش اكله 

هز كتفه قائلا بينما ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه علي حديثها : ليه ...؟! البنات مأكتلش الفشار ؟

هزت راسها وزمت شفتيها قائله : قالوا مش عاوزين 

اوما لها قائلا برفق ::طيب عادي ....هو ده اللي مزعلك

هزت راسها وعادت تنظر إليه : مش زعلانه 

: امال 

قالت متنهده : زهقانه بس عادي 

نظر إليها باستفهام بينما تتذمر لاول مره : مش فاهم 

انتبهت لما قالته وبداخلها خشيت أن تغضبه لذا قالت سريعا : ولا حاجه خلاص هقوم اشوف البنات لو هتتعشي اجهز العشا

اوما لها قائلا وهو يعود ليقف أمام الخزانه : تمام اتعشوا انتوا عشان أنا هخرج 

انفلت السؤال من بين شفتيها : خارج رايح فين ؟! 

التفت ايهم لها ببطء بينما لاح الاستنكار أو الأغلب الدهشه لسؤال كهذا لم يعد معتاد عليه ... لتتراجع غرام سريعا بتعلثم وهي تري الاستنكار في ملامحه 

: قصدي يعني خارج دلوقتي 

حمحم ايهم سريعا وهز رأسه بينما يحتاج الي وقت لاعتياد دورها كزوجه في حياته وهي بشخصيتها الغير ناضجه خشيت أن تغضبه لذا لم تستطيع حتي الآن وضع بصمتها بأنها زوجته : اه 

اخفت نظراتها سريعا بينما دور الزوجه كما هو جديد عليه جديد تماما عليها ومازالت تخشي أن تمارسه خشيه من غضبه ! 

......

........

وضعت جوري عيناها في الطبق الذي امامها لتتجنب هذا الذي يغدقها بنظرات الاشتياق بينما لا يفوت فرصه للاقتراب منها بمحاوله مستتره منه لودها دون أن يتحدث بشيء بطريقه واضحه 

مد يداه ناحيه فمها بملعقه من الخضروات قائلا : كلي خضار 

هزت راسها قائله : مش عاوزة 

اصر عليها وهو يقرب الملعقه من شفتيها : كلي ياجوري واسمعي الكلام ده مفيد 

ابتلعت الملعقه غصبا وهي تقول بينما كان يعد ملعقه اخري : مش عاوزه تاني 

وضع مراد الملعقه من يده وهتف بنفاذ صبر : يوووه هو كل حاجه عناد ....امال عملتيه ليه طالما مش عاوزة تاكليه

افلتت اجابتها : عشانك ....لتبتر باقي كلمتها متراجعه: عادي عملته وخلاص 

رفع مراد حاجبه بخبث : مش عشاني يعني زي ما قولتي 

هزت راسها وقالت برفض : لا مش عشانك ....وانا هعمل عشانك حاجه ليه ...انا اصلا راجعه معاك مغصوبه من بابي 

ضيق مراد عيناه بغيظ وسرعان ما كان يرد عليها وهو يهز كتفه : وانا كمان برضه راجع مغصوب من عمي 

رفعت حاجبها : لا والله ...دلوقتي بقي عمي مش عاصم السيوفي ...ايه اللي اتغير 

حمحم مراد قائلا : اني فهمت 

نظرت له بتمهل فهاهي بدايه الحديث : فهمت ايه !؟

قال مراد بمراوغه : أن العناد طبع في عيلتكم 

زمت جوري شفتيها بغيظ ونظرت له : ده بس اللي فهمته ..!

وماذا تتوقع منه ....هل يتحول من النقيض للنقيض سريعا وهل تتوقع أنه يتقبل تحولها أيضا من النقيض للنقيض فهي اخذت سنوات لتدرك أنها بحاجه لتتغير وهو لن يستوعب ضرورة تغيره في أيام ...! 

.........

....


ازدادت ملامح عمر عبوسا وهو يدخل الي المنزل ويراها بنفس الحاله التي تركها بها منذ عده ايام ...نفس الجسد الممدد اسفل الاغطيه ونفس انكماشه جسدها علي نفسه ونفس الملامح الذابله التي ازدانت بتلك العيون الباكيه التي لايعرف من اين لها بكل تلك الدموع وكأنها بحر لاينضب ولكنه مهما يري دموعها تظل هي الوحيده التي تشعر بمرارتها في حلقها ولا تتساءل من اين تأتي بالمزيد بينما كل ما بداخلها تحول الي حزن اقتطف روحها وكأنها عاشت به لسنوات انستها كيف تكون السعاده أو كيف كانت قبل أن تلتقيه....تبكي بوجع شديد لكل شيء ومرارة الفقد والافتقاد تكسو حلقها الجاف ...!

نظر إليها عمر بعبوس شديد فهو لا يحتمل بالأساس ولم يعد يحتمل أن يقف في مواجهه مع ذلك الحزن الذي تقابله به كلما جاء فلا يبقي الا دقائق معدودة بعدها يغادر هربا من هذا الحزن بينما المواجهه الحقيقيه التي يهرب منها هي مواجهته مع نفسه ولكنه كالعاده يتهرب من اي مواجهه ويبحث بفقد ضاري عن الراحه والسعاده التي كان يجدها بين كنف أحضانها أو بمجرد بقاءه معها وبكل مره يأتي يذهب مباشرة دون قول شيء ويتركها لحزنها ظنا منه أنه ستكون له نهايه بالنهايه كما يحدث بينهما ولكن هاهي الايام تمر وهي بنفس الحاله التي تزداد سوء وصبره ينعدم لتنفلت زفره ضائقه من صدره تبعها بكلمات حانقه خرجت من بين شفتيه يلسعها بها بلذعه نقده لعدم احتماله لحالتها بينما هي المخطئه فلماذا تعاقبه ...!

لذا بصمت قامت وسيله من فوق الاريكه التي لا تعد الساعات وهي فوقها بلا حراك بينما عقلها طاحونه لا تتوقف وبقلبها نيران مشتعله بحزن جارف اسوء ما به أنها لا تعرف لمن تشكيه بينما اعتادت أن تشكو حزنها أن وجد لحضن جدتها 

لتقوم من مكانها بوهن وهي تجر الغطاء الذي تحيط به جسدها كما جرت أذيال حزنها ودخلت الي الغرفه تحاول أن تصم اذناها عن حنق كلماته ليزم عمر شفتيه بضيق شديد ويركل الطاوله وهو واقف يراقب تلك الهاله الكئيبه التي تحيط بها في هذا المشهد الحزين ....اتجه بغضب الي المطبخ ليجذب كوب ويضعه أمام صنبور مبرد المياه ويضغط عليه لإفراغ كوب ماء بارد لنفسه لعله يهديء من فوران أعصابه الذي ازداد وهو يضغط بضع مرات على الزر لتتساقط بضع قطرات فقط ....نظر بغضب الي زجاجه المياه الفارغه ليركل الجهاز بغضب ويتجه الي الثلاجه ويتوقف امامها بجبين منعقد وهو يراها فارغه من اي شيء ...!

التفت تجاه الباب بغضب تدفق في عروقه ثم عاد لينظر الي الثلاجه التي لايدرك متي انتهي الطعام منها وفرغت ليجد عقله يأخذه الي سؤال بشع وهو ( هل بقيت بلا طعام لعده ايام دون أن ينتبه أو يفكر أو تخبره ) 

امسك بمعدته حينما شعر بالغثيان لمجرد تفكيره المقيت أنه سيء لتلك الدرجه ... !

يتركها وحدها بلا طعام وبلا نقود ... !

إذن كيف تحتمل وحتي لا تخبره وعلي الفور كان يتجه بخطوات غاضبه من نفسه ولكنه صبه عليها وهو بلا مقدمات يتجه ناحيتها يمسك بذارعها ليجلسها من نومتها مزمجرا بها : انتي ازاي متقوليش ليا أن مفيش اكل في البيت ....؟ ازاي تفضلي من غير اكل وكأني بعذبك واجوعك ....ازاي متقوليش

تعالي صوته لتغمض وسيله عيناها بوجل بينما أعصابها بالفعل منهارة ولا تحتمل صوته العالي : لييييه مصممه تخليني في صورة الوحش اللي بيعذبك ...ليييه ردي عليا ؟! 

فتحت وسيله عيناها المتورمه ونظرت إليه باستهجان لسؤاله لتجيب بسؤال خرج بنبره متحشرجه ...: امال انت ايه ؟!

التقت عيناه بعيناها باستنكار شديد تبعه بعتاب وهو يقر الحقيقه التي يحفظها ولكنه لا يعمل بها : انا الراجل اللي بيموت فيكي ومش ممكن يأذيكي !

نظرت إليه للحظه لتري مقدار تصديقه لتلك الكلمات التي نطق بها لسانه وكم أن الكلمات سهله والاصعب هو الفعل ...وكم سارت بعيون مغمضه وقلب محب خلف الكلمات حتي طفح الكيل ولم تعد الكلمات تسمن ولا تغني من جوع لذا 

اشاحت بوجهها دون قول شيء بينما رسمت ملامحها الرد بأنها لم تعد تصدق اي كلمات 

وضع يداه برفق فوق ذراعها ينادي اسمها بهمس حنون : وسيله 

أبعدت ذراعها عن لمسه يده بجفاء

لينظر لها باستنكار ممزوج باحساس الذنب الذي جعل نبرته تتدفق بتبرير : وسيله انا معملتش ليكي حاجه ولو في حد المفروض يزعل هو انا مش انتي 

أدارت وسيله راسها ببطء تجاهه قائله بصوت مختنق بالعبرات : ومين قال إني زعلانه منك 

لوهله خدعته كلماتها وهو يسألها : امال 

قالت وسيله بقهر دفين بالرغم من ثبات نبرتها وكأنها تجلد نفسها باعترافها : انا زعلانه من نفسي 

قطب جبينه ونظر اليها يحاول فهم سبب ذلك القهر العميق في نبرتها لتزداد غصه حلقها وهي تتحدث بكل ما دار في عقلها طوال الايام الماضيه بصوت عالي مقهور : زعلانه علي اللي وصلت له 

انسابت دمعه من عيناها وتابعت بانكسار شديد : زعلانه عشان بقيت انسانه عاجرة 

انعكس القهر علي ملامحه بسبب تلك الكلمه التي خرجت من جوفها المحترق بقهر شديد ليسألها برفق : ليه بتقولي كده ؟! 

نظرت له باستخفاف مرير متهكمه : بتسأل ؟!

هزت كتفها وتابعت بقهر : امال انا ايه ....انا واحده لوحدي من غير اي حاجه معنديش شغل ولا حتي بطاقه أو فلوس أو مكان أو حتي حد يهتم بيا أو ألجأ له 

غص حلقه بقوة بينما بدأت تشعر بمراره فقدان اجنحتها التي كسرها لها لتتبقي في قفصه الذهبي ظنا منه أنها لن تدرك يوما تلك الحقيقه 

لتنكس وسيله راسها بخزي من نفسها وتتابع : لازم ازعل من نفسي عشان وصلت لكده ...

تعلثم وهو يحاول اعاده صياغه ما تفكر به حتي لا تري الحقيقه بتلك السودادويه

: وسيله كلامك ده كله غلط ....انا جنبك ومش معني أن موقف زي ده حصل انك لوحدك ...انا غصب عني مجاش في دماغي موضوع أن البيت ناقصه حاجه وانتي مقولتيش 

هبت بغضب فجأه من تلك الكلمه لتزمجر به : بيت ايه واقولك ايه ...ده سجن مش بيت .....حتي السجن بيكون المسجون عارف هو فيه ليه.... عارف نفسه وعنده حد جايز يسأل عنه إنما أنا في سجن معرفش ليه....في السجن ده طول الوقت لوحدي ماليش اي حد 

اهتزت نظرات عمر باستنكار : انا ساجنك ؟!

نظرت له وسيله باستفهام تعرف إجابته : امال انت ايه ؟! ...قبل أن يقول شيء كانت تتابع بتحذير : اوعي تقولي انك جنبي ولا بتحبني ولا اي حاجه من دي مبقتش اصدق خلاص 

ازدادت نبرتها حده وهجوما وهي تتابع : انت بتيجي لما تكون عاوز تكون جنبي مش لما اكون انا محتاجه ليك 

نظر لها بعتاب : بقيتي بتشوفيني وحش زيهم 

أمسكت وسيله لسانها بصعوبه واشاحت بوجهها حتي لا تجرحه باجابتها أنه بالفعل يستحق أن يكون بتلك الصورة التي يراه بها الآخرون لينظر لها عمر بأسي : للدرجه دي ؟!

قالت وسيله بمراره دون أن تنظر إليه : انت وصلتني لكده 

لم ييأس من عتابها ولكن اشتدت نبره عتابه الممزوج بالخزلان : تاني بتلوميني زي ما لومتيني في موضوع جدتك 

هتفت وسيله بأسي : قولتلك بلوم نفسي وزعلانه من نفسي ....

انت مضربتنيش علي ايدي عشان ارضي بالذل ده 

اتسعت عيناه بينما تأخذه من مفرد الي اخر جديد في قاموسها : ذل ؟! 

نظرت له وسيله وهزت راسها : اه ذل.... انت شايف حالتي ايه انا ايه اصلا ...انا كنت ايه وبقيت ايه 

انا اتخليت عن كل حاجه حلوة في حياتي 

كلامها لاذع لا يحتمله ليتهرب منه بالاستنكار وهو ينظر إلي عيونها بعتاب يسألها : مقابل ايه ....؟

اتخليتي عن حياتك الحلوة قبلي مقابل الذل زي ما بتوصفي حياتك معايا ده اللي عاوزة تقوليه ؟! 

اشاحت بوجهها مجددا ليكور عمر قبضته ولا يجد ما يقوله بينما تجددت بداخله عقده النبذ والنقد 

: سكتتي ليه ياوسيله ؟! 

هزت كتفها : اقول ايه ؟

زجرها بسخط : قولي سبب كل كلامك 

قالت وهي تشيح بوجهها : مالوش سبب... انا قولت اللي حاسه بيه 

نظر إليها برفق بينما اوجعته كلماتها ليقول باعتراف : حقك انا عارف اني جيت عليكي كتير ...وضع يده فوق ذراعها ليستشعر الجفاء وهي تبعد ذراعها ليحاول أن يبتلع ما تفعله اسفل إنكاره وتمسكه أن غضبها سيمضي لو عوضها بتعويض مناسب كما يفعل دوما 

ليقول بإقرار مجددا : حقك تتضايقي مني ومقدرش اقول حاجه انتي اتحملتي كتير ... بس خلاص كل ده هيتحل ....انا هكلم ..قاطعته وسيله ولاول مره لا تريد سماع هذا الوعد الذي وعدها به كثير : مفيش داعي 

عقد حاجبيه باستنكار شديد: يعني ايه ؟!

نظرت له بثبات قائله : يعني خلاص ياعمر انا مش عاوزة اي وعود مش هتنفذها

قال بتأكيد : هنفذها 

هزت راسها بيأس من تصديقه : برضه مش عاوزاها 

نظر لها باستفهام ممزوج بالتوجس من اجابتها : امال عاوزة ايه ؟! 

استصعبت نطقها بالرغم من أن عقلها أصبح يغلب قلبها ويريدها لتصوغها بطريقه أخري : عاوزة حياتي زي ما كانت قبل ما تظهر فيها ....عاوزة اكون انا زي ما كبرت واتعودت عاوزة مستناش حد يا يجي أو ميجيش ... عاوزة ارجع شغلي وعاوزة ارجع بيتي وعاوزة ارجع لحضن جدتي اللي مهما تطردني هفضل احاول عشان هي كان عندها حق في كل حاجه قالتها وفي خوفها عليا من الخطوه اللي مشيتها من غير ما احسب عواقبها 

..... الكذبه الصغيرة اللي كذبتها عليا حولت حياتي جحيم ياعمر 

غص حلقه بقوة من مواجهتها له ونطقها الصريح لجريمته في حقها ليسألها فقط بجزء واحد من كلماتها : جحيم!! للدرجه دي بقيتي تكرهيني 

قالت بإقرار : مش بكرهك بس بقيت اكره الحياه اللي انا عايشاها معاك 

نظر عمر إليها لتبعد عيناها عن عيناه بجفاء لم تعد تستطيع اخفاءه لتمتليء نبره عمر بالخزلان وهو يردد بثقل : ماشي ياوسيله لو انا اللي حولت حياتك لحجيم هخرج منها 

لوهله خدعه قلبه أنها سترفض أو ستهتز لتلك الكلمه كما اهتز هو ليجد تلك التنهيده تخرج من صدرها بصمت تعبر عن ارتياحها بالرغم من الحزن البادي علي ملامحها وهي تنظر إليه ليكرر كلماته مره اخري وهو ينظر إلي عيونها تلك المره : هخرج من حياتك يا وسيله 

لم تقل شيء أو تعترض بل سحبت نظراتها من مرمي سهام نظراته المعاتبه لينظر إلي ملامح وجهها الجانبيه وينشق حلقه بالغصه بينما نطق لسانه بما لا يقبله عقله أو قلبه ولكن تلك المره لا يستطيع أن يضغط عليها لذا فليبتعد مؤقتا وهي ستهديء وستعود إليه كما حدث من قبل فهي لا تستطيع الابتعاد عنه 

قام ببط من جوارها لتدير راسها تنظر إليه وكم التاعت لرؤيه الانكسار بملامحه ولكنها تمسكت بثباتها لتتغير النتيجه مره واحده بعد أن أصرت علي سماع صوت عقلها 

لتقول بصوت عالي وكأنها تؤكد اصرارها علي تنفيذ تلك الخطوة التي كانت تبدو لها مستحيله 

: زي ما اتجوزنا من غير ما حد يعرف بكره تشوف مأذون ونتطلق ....ده بيتك انا هشوف ليا ...قاطعها عمر بإشارة من يده والتفت إليها بنظرات حاده بالرغم من الانكسار الذي تعمق اسفل حده نظراته بينما يقول بامتعاض : وسيله مفتكرش اني هقدر اسمع التفاصيل دي ...انتي طلبتي أخرج من حياتك وانا بنفذ بس حاليا كفايه عليا اول خطوة اني اقبل ببعدك عني .... انتي هتفضلي في البيت وهنبقي نتكلم في التفاصيل دي بعدين

التاعت نظراته أكثر بينما يتابع برجاء اسفل عنوان أن ترحمه من سماع قرارت أخري عن انفصالهم : لو سمحتي لو في بينا لسه معزه ارحميني من اي تفاصيل دلوقتي نظر لها بعتاب شديد بينما لم يتوقع أنها بالفعل تريد ابتعاده بل وترتب ما سيحدث : باين ليا انك خلاص اخدتي قرارك ورتبتي حياتك من غيري 

انهي عتابه واتجه خارج الغرفه ومنها الي خارج المنزل بينما كل خطوة وكلمه نطق بها كانت تناقض رغبته ولكنه فعلها حينما رأي إصرارها .....لتمر الليله طويله علي كلاهما بينما اتخذ عمر من هذا المقعد بالحديقه مكانا له وهي تراقب جلسته الواجمه من خلف النافذه ترفض الانصياع خلف صوت قلبها الذي يهفو إليه 

وتستمع الي صوت عقلها الذي يخبرها أن قلبها اكتفي من الانكسار وعليها الان لملمه شتاته والبدء من جديد فلا جديد بحياتها معه ويكفي كل فرصه اخذها والان فرصتها هي لتقف وتري ما عاشته معه وتحاول أن تعيش بدونه

...........

....

رفعت جوري راسها من فوق الوساده والتفتت الي مراد باستنكار : انت رايح فين ؟!

قال مراد بعدم فهم بينما يتخذ مكانه في جانبه من الفراش : مش رايح في أي مكان ...انا هنام زي ما انتي شايفه 

اومات جوري بتذمر : أيوة ما انا بتكلم عن كده ...تنام فين ؟

قال بسماجه وهو يضع الوساده خلف ظهره ويتمدد باريحيه : انام في سريري زي ما انتي شايفه 

جذبت جوري الغطاء من فوقه بحده وهتفت من بين اسنانها : ومين قالك اني عاوزاك تنام جنبي ...قولتلك اني راجعه مغصوبه 

قال ببرود مصطنع ليغيظها : وانا كمان قولتلك اني راجع مغصوب ...!

زمت شفتيها بحنق : طيب طالما مغصوب جاي تنام جنبي ليه 

قال بمشاكسه : وليه انا مسألتكيش انتي جايه تنامي جنبي ليه 

هتفت بغيظ : ده سريري 

قال ببرود : وسريري انا كمان 

زمجرت به بحنق : قوم نام في الأوضه التانيه عشان أنا عاوزة انام 

هز رأسه ببرود وهو يجذب الغطاء ناحيته : ما تنامي هو انا مانعك 

زفرت وجذبت الغطاء : مش هنام جنبك 

قال ببرود : براحتك ...أنا مرتاح هنا ومش هقوم من مكاني 

نظرت له جوري شزرا بينما تزمجر به وهي تسحب الغطاء من فوقه بحده : يبقي هقوم انا 

رفع مراد رأسه من فوق الوساده يتابع خطواتها الغاضبه وهي تجر الغطاء وتخرج من الغرفه ليزفر بغيظ متمتما : وبعدين بقي في النكد ده !

جلست جوري علي الاريكه تعدل الوسائد من خلفها ثم وضعت فوقها الغطاء واغمضت عيناها بغيظ منه فكيف يتوقع أن ما حدث بينهما سيمضي إن لم يبدأ بالحديث وتقديم علي الاقل اعتذار يرضيها 

فتحت عيناها حينما ضربتها رائحه عطره الجذابه لتتفاجيء به يميل فوقها وبلا مقدمات كان يحملها هي والغطاء ويتحرك بها .....تململت جوري من بين ذراعيه : اوعي كده انت بتعمل ايه 

توقف مراد بينما كاد يتعثر بطرف الغطاء الذي لامس الأرض لينظر لها بغيظ مصطنع وهو يحكم ذراعيه من حولها حتي لا تقع : بطلي فرك بدل ما تقعي

وكزته في كتفه بغيظ ليفك ذراعيه قليلا من حولها لتشهق بهلع حينما اوهمها أنه سيتركها تقع لتتعالي ضحكه مراد الشامته حينما أحاطت عنقه بذراعيها وتمسكت به ....مال برفق يضعها فوق الفراش ليتطلع الي عيونها باشتياق وهو يتنفس رائحتها العطره التي اشتاق لها كما اشتاق لكل انش بها لتبادله جوري اشتياقه بنظرات حانقه تخفي بها اشتياقها هي الأخري له 

رفع مراد حاجبه وقال بمشاكسه : وصلتي انتي واللحاف بالسلامه 

وكزته بغيظ : اكيد مش مستني اقولك شكرا 

نظر لها ضاحكا : ليه ؟!

نظرت له بحنق : عشان عادي اوي أن تشيلني زي ما كنت بشيل كل حاجه وانت بتشوف ده عادي برضه وعمرك ما فكرت تشكرني 

أنهت كلماتها المبطنه بتلك المعاني واولته ظهرها بغيظ وعي ترفع الغطاء فوقها ليبقي مراد علي جلسته قليلا ينظر إليها ويراجع ما قالته .....تنهيده تلو الأخري كما حركه تلو الأخري وهو يتقلب من جنب الي اخر يفكر في ما نطقت به وكأنه يسمعه لأول مره ليغالب غروره الزائف وهو يتحدث بصوت مسموع بتبريره : علي فكره انا عمري ما أنكرت دورك في حياتنا ياجوري 

نبرته المحتاره أو الهادئه جعلتها تستدير إليه لتتقابل أعين كل منهما ومازالت رؤسهم فوق الوساده 

ليتابع مراد بعد أن نظر إلي عيونها : انا اتعودت انك بتعملي كل حاجه بس عمري ما نسبت اللي بتعمليه لنفسي 

وجهه نظره ونطقه بها شيء أرادت بشده سماعه لعلها تصل إلي جوهر خلافهم لذا تركته يتحدث واستمعت له باهتمام : انتي مكنتيش بتشتكي مني في أي حاجه وفجاه بقيتي تشتكي مني في كل حاجه ... انتي اتغيرتي وكل اللي حصل بينا مكنتش انا اللي بدأته ...انتي ياجوري 

سحبت جوري نفس عميق واستدارت الي الجهه الأخري واغمضت عيناها متمتمه بيأس : انا السبب في كل حاجه !

قطب مراد جبينه بضيق وهو ينظر إلي يأس نبرتها وكأنها ضاقت منه ليرفع جسده قليلا ويمد ذراعيه ناحيتها يديرها إليه ويميل فوقها لتشتبك عيناه بعيناها بعتاب طويل أتقنت نظراتهم رسمه عكس كلماتهم التي لا تستطيع التعبير عما يشعر به كل منهما 

: ليه كل شويه نتخانق ؟

قالت جوري وهي ماخوذه بمداعبه أنفاسه الحاره لوجهها : اسال نفسك 

قرب مراد وجهه منها أكثر بينما لم يعد يستطيع الصبر أكثر علي سؤال او جواب ...أنه يريدها ويريد انتهاء كل هذا الجفاء والبعد بينهما : انا بسألك انتي ؟!

نظرت جوري إلي نظراته الراغبه وأنفاسه المتسارعة بينما تحاول السيطرة علي مشاعرها تجاهه تحاول بتعلثم الرد الذي لم يصبر مراد لسماعه بل كان يميل برأسه قليلا و يهمس وهو يغمض عيناه بينما تعرف شفتاه وجهتها التاليه : ولا أسألك ولا تسأليني .... و..ح..شت..يني

باراده فولاذيه كانت جوري تقاوم اجتياح نيران الاشتياق لكيانها ليفتح مراد عيناه بانزعاج شديد حينما كان مصير قبلته هو باطن كف يدها الذي وضعته أمام فمه ....

تقابلت نظراته المنزعجه بنظراتها المتوجسه من رد فعله ولكنها لم تتراجع بل قالت بثبات وتبرير : مشكلتنا مش هتخلص كده 

هم مراد برفع جسده من فوقها بغضب طفولي شجعت نفسها انها تستطيع ترويضه ليتفاجيء مراد بذراعيها تلتف حوله وتوقف ابتعاده لينظر لها بعدم فهم فكانت جوري تتحدث بتبرير هاديء وهي تبوح عن كل ما بداخلها بمصارحه هم بحاجه اليها : انت كمان وحشتني يامراد وجايز اكتر بكتير منك 

ارضت كلماتها غروره قليلا بينما الرفض والنبذ كاد يفتك بكرامته لتلين نظراته وهو يسألها بعتاب عن سبب أبعادها له عنها : ولما انا وحشتك بتبعديني عنك ليه ؟!

بذكاء قررت جوري اداره دفه الحديث : عشان احنا محتاجين نتكلم مع بعض 

قبل أن يدرك كانت تبعده برفق من فوقها وتقوم لينظر إليها مراد بعدم فهم حينما أحضرت اوراق أعطته بعضهم وقلم ووضعت امامها هي الأخري بعض الأوراق وقلم 

: لتجلس وهي تضع خط بمنتصف أحدي الاوراق : احنا كل واحد فينا هيكتب مميزات وعيوب التاني 

رفع مراد حاجبه ولاح الرفض علي ملامحه ولكن نبرتها الهادئه لم تجعله ينطقه بينما قالت بلطف : انت وانا عاوزين نحل مشاكلنا صح يا حبيبي 

بالطبع الحل بالنسبه له ولمعظم الرجال لا يحتاج لورقه وقلم ولكنه قرر مسايرتها لعلها ترضي 

لتبتسم جوري له برضي ليس لأنه سيفعل بل لأنه غالب فطرته وقرر التنازل والرضي بحلها ....! 

اول خطوة هي تنازله من أجلها بشي حتي ولو كان بسيط 

رفع عيناه إليها بتساؤل حينما قامت : رايحه فين ؟!

قالت بابتسامه : هطلع اكتب برا عشان كل واحد يكتب براحته 

هز رأسه قائلا : لا خليكي 

نظر لها بغيظ محبب وتابع : انا هقوم عشان اعمل لنفسي بالمره قهوة تفوقني ...واضح أن ليلتنا طويله 

أعطته جوري تلك النظره بأن نهايه الليله ستكون مرضيه له فقط عليه أن يصبر بينما تقول برقه : لا خليك ...انا هعملك القهوة !


..........

في الصباح انسحب عمر من

المنزل تاركا تلك الورقه وفوقها أحدي البطاقات البنكيه ومفتاح المنزل : خلي بالك من نفسك 

وبعد قليل كانت وسيله تفتح عيونها دون أن تغادر الفراش بل استدارت الي جانبها تتطلع الي نور النهار الذي دخل الغرفه من النافذه الكبيرة امامها لتتعلق عيناها بالفراغ مطولا تراجع كل كلمه نطقت بها وتقنع قلبها أن هذا هو الصواب مهما كانت تحبه وتحزن من أجله إلا أن هناك حقيقه عليها أن تعترف بها وهي أنها أصبحت تكره نفسها لأنها وصلت الي تلك الحاله ومادمت تكره نفسها فلن تستطيع أن تحبه وسيأتي اليوم الذي تكرهه فيه لذا فلتخرج من ذلك الظلام وتحاول تلمس طريقها وحدها لعلها تصل إلي النور الذي كانت تعيش به وكان ينعكس علي داخلها ....! 

نظرت إلي الورقه التي تركها وتنهدت بأسي وهي تتأمل خط يده المرتعش تحاول الا تتأثر به أو تلوم نفسها فهي تفعل هذا لصالح كليهما وان كان هناك نصيب لهما مجددا مؤكد ستجتمع طرقهما مهما انفصلوا ....نظرت إلي المطبخ الذي امتلئ بكل شيء وهي تسأل نفسها متي عاد أو ذهب بينما أصبح نومها ثقيل وما أن يغلبها لا تشعر بشيء حولها لانه طريقها الوحيد من ضوضاء عقلها !

اول شيء كان يدخل الي فمها منذ ايام هو ما اعدته وجلست تتناوله بصمت بينما لم تكن حقا تشعر برغبه في تناول أي شيء ولم تشعر بالجوع لذا اكتفت بكوب من الشاي ارتجفت يدها قبل أن تضع فوقه اللبن وهي تتذكر كوب الشاي باللبن الذي كانت تعده لها جدتها ولم تشرب مثله لتخرج منها تنهيده حاره : سامحيني يا تيته

.....

عادت جوري وهي تحمل القهوة التي مالت لتضعها بجوار مراد وهي تختطف نظره إلي الورقه التي وضع عيناه بها متظاهرا بالتركيز لتري أنه لم يكتب بها كلمه واحده ...!

غطي مراد الورقه سريعا ونظر لها بابتسامه : شكرا 

اومات له وقالت بفضول : كتبت 

اوما لها بتأكيد زائف : اه ...بس لسه مخلصتش

اومات له قائله : براحتك 

تركته مجددا وخرجت لتمتليء ورقتها بكل ما يجول في خاطرها بصفاء تكتب وتخط لتنظر بعد قليل الي ما انتهت منه برضي وهي تعيد قراءه المميزات التي فاقت كثيرا العيوب و التي بالرغم من قلتها إلا أنها تبقي عيوب عليهم تلافيها ....دخلت إليه لتجده علي نفس جلسه وما زاد هو خصلات شعره المبعثره من كثره ما عبث بها وهو يفكر ماذا يكتب ...يراها لعبه وفقط شارك بها لارضاءها 

اخفي الورقه مجددا حينما مالت لتأخذ كوب القهوة الفارغ ...شهقت بانزعاج حينما انسكب القليل من القهوة علي ثوبها وهي تغسل الكوب لتعود الي الغرفه وتسحب ملابس نظيفه وتتجه الي الاستحمام واستبدال ملابسها ....حك مراد شعره مجددا وهو ينظر إلي الورقه البيضاء التي ما أن خرجت جوري من الاستحمام حتي بدأت يداه بالكتابه بها ...!

نظرت جوري إليه من خلال المراه بينما وقفت لتصفف شعرها البني الحريري الذي انسدل علي ظهرها الظاهر بسخاء من فتحه قميصها الحريري الخالب للأنفاس بلون زهري رقيق وحمالات رفيعه وقصير انحسر عن ساقيها ....كان مراد يتطلع إليها بإعجاب ثم يعود ليدون بالورقه بضع كلمات ومجددا تهيم عيناه فوق جسدها للحظات ثم يعود للكتابه التي جعلت الفضول يمليء ملامح جوري لتنثر القليل من رائحه عطرها الأثر فوق عنقها ثم تتجه سريعا الي جواره : ها خلصت 

قال مراد وهو يشير إليها : لحظه واحده 

اومات جوري ووضعت ورقتها خلف ظهرها بحماس 

في انتظار انتهاءه ....اوما مراد برضي عما كتبه لتظهر جوري ورقتها قائله : يلا هات ورقتك وخد ورقتي ..!

اوما مراد وتبادل كل منهما الاوراق ....اول ما وقعت عيناه عليه هو العمود الذي امتليء بالمميزات لتلمع عيناه بالرضي الذي بدء يتغير وهو يقرء العيوب كما تغيرت كل ملامح جوري وهي تقرء ما كتبه لتزم شفتيها بغيظ وتنظر إليه هاتفه : ايه اللي انت كاتبه ده ؟!

رفع مراد حاجبه : انا ولا انتي ....رفع الورقه وبدء يقرء بتذمر ....عصبي.... مش بيسمعني ...مش حاسس بمشاعري اغلب الوقت ...طفل صغير أولوياته هي نفسه وبس !

هزت جوري راسها وقالت بتذمر هي الأخري : ومش دي الحقيقه .....تعالي بقي انت هنا ...ايه اللي انت كاتبه 

نظر لها لتعض علي شفتيها بغيظ وهي تقرء بعيناها غزله الجريء بينما كل ما كتبه هو وصف لكل انش بجسدها والذي نطقت بخجل بعضا منه : حلوة ...شعرها بيجنني وبحب اوي العب فيه ....جسمها ...توقفت عن قراءه المزيد ونظرت له بغيظ: ايه جامد دي ....!!

لتلمع النظرات اللعوب بعيناه ويقول بوقاحه محببه : مش بقول الحقيقه 

كتمت ضحكتها وتظاهرت بالغيظ : هي دي المميزات 

اوما لها وغمز بشقاوة : هو في احلي من كده مميزات 

قبل أن تقول شيء كان مراد يجذب الورقه من يدها ويلقيها بعيدا مع ورقته ويحيط خصرها بذراعه مقربها منه ليهمس أمام شفتيها بحراره : انا مش قلبي اسود زيك وهقعد اكتب عيوبك 

رفعت حاجبها وحاولت أبعاد وجهها عنه ليقترب مراد أكثر ويهمس بجديه 

: سيبك من الورقه والقلم ياجوجو ....انا عارف مميزاتك وعارف عيوبك مش لازم اكتبها .... ...مشكلتنا انك مكنتيش بتتكلمي ودلوقتي خلاص عرفتها ...المهم من كل ده اني بحبك وانتي عارفه كده

تقابلت نظراتهم ليوميء لها مؤكدا : عارفه ولا مش عارفه 

هزت راسها بدلال ليداعب وجنتيها : حاضر يا ستي مش هزعلك ولا هتعصب من غير سبب ...هسمعك وانتي هتتكلمي ومش هتسكتي تاني ....كويس كده 

نظرت له برضي من طرف عيناها : كويس لو هتنفذ 

زحفت عيناه فوق جسدها بنظرات متمنيه بينما يقترب منها أكثر ليهمس بنبره عابثه : الحاجه الوحيده اللي هنفذها دلوقتي هي دي ....افلتت ضحكتها ليكون مصيرها بين شفتيه التي التهمت شفتيها باشتياق لم تستطيع مغالبته وهي تبادله قبلته بحراره مماثله ...بحبك واسف اني زعلتك 

كانت تلك كلماته التي نطق بها وبين كل كلمه كانت هناك قبله علي وجهها ليضع قبله فوق عيناها وآخري فوق وجنتيها واخري علي جبينها لتعود شفتيه مجددا تجاه شفتيها بينما يهمس : مسمحاني 

اومات له ليبتسم ويعود لتناول شفتيها بشفتيه ..!

..........

فتحت وسيله الباب الامامي وخرجت من المنزل تلك المره ليست بهاربه بل بإرادتها لتصحيح كل مافاتها 

سارت خطوات لم تشعر بطولها تجاه البوابه الرئيسيه لتتجه الي أفراد الأمن الواقفين وتطلب منهم سياره اجره وعلي الفور كان أحدهم يطلب لها السيارة التي انطلقت بها الي حيث تريد لتتعلق عيون وسيله بالطريق الذي قطعته ذهابا وإيابا كل مره بموقف أمر مما قبله ليمر شريط الذكريات أمام عيناها ...حينما اتي بها في جنح الليل باكيه وقد انسلخت عن جدتها وحينما هربت الي والدتها واعادها وحينما ذهبت لأحضان جدتها بأمل عدم العوده وعادت مجددا ..... شريط طويل من الذكريات مر امامها فلم تتبين ذلك الذي يتبعها عن بعد خلفها منذ خروجها ....! 

أعطت السائق البطاقه ليسحب ثمن التوصيله بينما يتوقف بها الي حيث وجهتها 

لتدخل الي ذلك المبني الإداري و تسأل أحدهم : لو سمحت اطلع منين بدل فاقد للبطاقه الشخصيه بتاعتي 

اشار لها أحد الأفراد لتتجه الي ذلك الشباك وتقف أمامه بانتظار دورها الذي اتي بعد قليل 

: لو سمحتي بطاقتي ضاعت وعاوزة اعمل بدل فاقد 

اومات لها المراه قائله : فين محضر الفقد 

عقدت وسيله حاجبيها باستفهام لتشرح لها المرأه : لازم تعملي محضر بفقد البطاقه وتاخدي الصورة بتاعه المحضر وتيجي نعمل ليكي الإجراءات ....عنوانك فين 

أخبرتها وسيله لتقول لها المراه : لا للاسف انتي مش تابعه لهنا ....هتروحي السجل المدني التابع للمنطقه اللي انتي ساكنه فيها 

سالتها وسيله بقليل من اليأس بينما ظنت ان الامر سيكون اسهل : مينفعش من هنا 

: لا 

اومات وسيله وشكرتها واعادت شحن عزيمتها فهي لم تبدأ بعد وأول خطوة بإيجاد أوراقها الشخصيه لتستطيع أن تتحرك بسهوله 

سالت المراه مجددا : اروح قسم ايه 

: القسم القريب من المكان اللي فقدتي فيه بطاقتك 

باصرار وبحسره.....!

إصرار مليء خطواتها وهي تتبع خطوات اداريه رتيبه وحسره في عيون عمر وهو يراها لا تكل ولا تمل من التحرك هنا وهناك باصرار الخروج من تحت عباءته 

دخلت الي قسم الشرطه تسأل كيف تحرر محضر ليشير لها أحد الامناء أن تتبعه 

لتظل تجيب علي تلك الاسئله باجوبه تخترعها من راسها أنها فقدت حقيبتها وبها بطاقتها 

ليسألها الضابط : امتي حصل ؟!

: من حوالي شهر 

نظر لها بدهشه : ومبلغتيش ليه من وقتها 

قالت وسيله بتعلثم : مكنتش اعرف اني لازم ابلغ 

اوما لها : تمام 

سالته وسيله وهي تعتدل واقفه : اقدر اخد صورة المحضر امتي عشان اطلع البطاقه 

: بعد اسبوع مري عليا خدي صورة المحضر 

: شكرا 

انتهت وعادت لتسير الي اقرب ماكينه صراف لتصل إلي عمر رساله بسحب مبلغ مالي بسيط ليجدها تتجه الي مقر عملها 

وهو خلفها ليعرف كل خطواتها بأسي بينما يراها لم تنتظر أو تتمهل بل تتقدم للامام دون النظر خلفها 

قال المدير : للاسف ياوسيله ده انقطاع وبدون عذر وصدر قرار بفصلك 

نظرت له بيأس : طيب ايه الحل 

صمت قليلا ثم قال بتفكير : لو عرفتي تجيبي اي شهاده مرضيه طوال الفتره دي جايز نوصل لحل 

سالته : اجيبها منين 

: من التأمين الصحي 

اومات له وقامت تشكره ليوقفها : وسيله

.....انا مش بتكلم عن شهاده صحيحه ...دي هتكون مزورة 

عقدت حاجبيها ليتابع : في واحد اعرفه ممكن يحاول يجيبلك شهاده كده ... بس بياخد فلوس 

لو تقبلي ممكن أكلمه ليكي 

اومات وسيله : هفكر وارد علي حضرتك 

ممكن تكتب ليا رقم حضرتك عشان تليفوني ضاع 

اوما لها وهو يتابع : انتي ممكن تحاولي ترفعي قضيه وترجعي شغلك بس هتاخد وقت وده افضل 

: شكرا 

بأقدام مرهقه عادت الي المنزل الذي تدخله لأول مره وهي تشعر بانها راغبه في العوده لترتاح وترتب أفكارها 

بينما جلس عمر بسيارته يلقي برأسه للخلف بضيق شديد 

فهي تحاول فعلا الابتعاد ....ليفكر بلا يأس 

فليتركها تحاول لعلها ترضي ! 

ولكن محاولتها لن تكون بأي فائده وهو قد تأكد من ذلك 

بينما عاد لينسج اسوار سجنه الخفيه حولها وهو يستمع إلي تلك المكالمه : تمام يا عمر باشا المحضر اتقطع 

: شكرا يا امين 

: العفو يا باشا علي ايه ..!

..........

....


يومان مضوا وهو يحاول بجهد الا يذهب إليها لعل حريق الاشتياق يهب بكيانها كما يحرق كيانه ولكن في النهايه غلبه اشتياقه لها و ذهب إليها ... انتفضت وسيله بمفاجاه حينما خرجت من الاستحمام ووجدته يدخل الي الغرفه 

احكمت ثوب الاستحمام حول جسدها ونظرت له بارتباك ضايقه للغايه بينما هي حبيبته وزوجته فلماذا ترتبك لوجوده 

نطقت اسمه بمفاجاه : عمر 

حاول ابعاد عيناه المشتاقه عنها وهو يقول حجته للمجيء : انا جبت شويه حاجات للبيت وكمان جبتلك تليفون عشان لو حبيتي تكلميني 

لو احتاجتي حاجه 

اومات وهي تبعد عيناها عن نظرات عيناه التي امتلئت باللوم والعتاب بينما تقول : شكرا مكنش في داعي تتعب نفسك 

قال بخزلان وهو يراها تبعد عيناها عنه وتتحدث بتلك الكلمات : مكنتيش عاوزة تشوفيني 

صمتت لتصله اجابتها ويالهول الحريق الذي هب بكل كيانه وهو لا يشعر بها علي الاقل حزينه بل يري اشراقه وجهها وكأنها بالفعل كانت بسجن وتحررت منه 

سألها وهو يحاول أن يغالب اشتياقه لها : عاوزة حاجه ؟!

هزت راسها قائله : شكرا ....تحرك خطوتين ليخرج نداءها من بين شفتيها باسمه : عمر 

التفت اليها بلهفه لتصدمه كلماتها : انا... انا اخدت فلوس من الكارت اللي انت سبته ليا ...بس هرجعها اول ما اطلع البطاقه واعرف اوصل لحسابي و كلمت كذا مكان عشان اشوف لنفسي بيت 

غص حلقه بالخزلان حينما لم تقول ما كان ينتظره لينظر لها بعتاب يقاطعها : واضح انك رتبتي حياتك 

مجددا اجابتها كانت الصمت تتهرب به من اجابه جارحه له وأكثر ما جرحه هو رؤيه ملامح وجهها يعود لها إشراقها لينكس رأسه بخزي قائلا : انا همشي لو معندكيش حاجه تانيه تقوليها 

لم تركض خلفه او توقفه فقط تمتمت بصوت خافت : كده احسن لينا 

خرج وهو يكاد يجن بينما يسأل نفسه كيف استطاعت ...كيف ستستطيع أن تمضي قدما بدونه .....!!

بغضب تحرك بسيارته وعيناه تلمع بوميض الاصرار علي تكسير كل أجنحتها التحليق بعيدا عنه بعد أن استمع الي تلك المكالمه التي أجرتها بعد ذهابه 

: الو ...لو سمحت حضرتك منزل اعلان عاوز تاجر شقه 

زم شفتيه وعض أنامله بغيظ فهي بدأت تتحرك وكان استخراج أوراقها مجرد بدايه وهاهو انهي تلك الخطوه وكانت تليها خطوة أخري 

فبعد ساعه كانت تتلقي اتصال بالاعتذار عن تاجير المنزل لتسأل بيأس : طيب ممكن تشوف ليا مكان تاني 

تتحرك وهو لا يتوقف عن الحركه خلفها وكل ما تفعل شيء يحطمه لها دون أن تدرك فهو لن يدعها تبتعد عنه ....! 

تنغلق امامها الابواب ولا تدرك أنه من يفعلها ولكنها لم تيأس باصرار أنها ستستعيد حياتها 

برفقه جدتها التي حلقت إليها بلا كلل من طلب السماح  ولكن الباب المغلق تلك المره لم ينفتح من الأساس 

لتلتفت الي باب جارتها الذي انفتح علي صوت طرقاتها وتقول : الحاجه مديحه سافرت 

سالت وسيله بغصه حلق : سافرت فين ؟! 

: لابنها مجدي القاهره 

قالت وسيله برجاء : طيب حضرتك متعرفيش عنوانه   

هزت المراه راسها : للاسف يا بنتي معرفهوش ...بس متقلقيش هي كل فتره كده بتسافر لابنها تقعد كام يوم وترجع 

اومات وسيله بإحباط لتسالها المراه :  طيب اقولها حاجه 

هزت وسيله راسها : شكرا ...هرجع ليها تاني !

مجددا يتبعها حتي عادت الي المنزل ومع عودتها عاد ليستمع الي مكالمتها مجددا للبحث عن منزل وعمل ...! 

كانت كل دماءه تغلي ولا يتحمل أن تتحرك ذبابه أمام وجهه وهو يعود الي منزل عائلته ليضغط علي البوق بحنق وسرعان ما كان حارس البوابه يتحرك علي الفور   يفتح له الباب ولكن صبره وغضبه خيل له أن تلك اللحظه ساعات ليتعالي صوته الغاضب يؤنب الحارس : ساعه عشان تفتح 

قال الرجل بدفاع عن نفسه : انا فتحت علي طول ياعمر بيه 

هتف عمر وهو ينفث غضبه بأي شيء أمامه : انت كمان بترد ..امشي من وشي 

زفر بضيق وهو ينزل من سيارته التي تركها بمنتصف الفناء واندفع الي الداخل ....عمر بيه ...التفت بحنق الي الحارس الذي لحق به قائلا : 

لو سمحت المفتاح عشان اركن العربيه مكانها 

رفع عمر حاجبه بسخط : نعم 

قال الرجل بتعلثم : اصل عاصم باشا زمانه راجع وده مكانه 

هتف به عمر بغضب شديد : وانت مالك.... انت هتتحكم فيا 

قال الرجل وهو يتحمل غضب الشاب من اجل لقمه عيشه  : مش قصدي 

كان عمر كالنيران التي تلسع كل ما امامها فصاح بصوت عالي يؤنب الحارس وهاهي شهد تتلقي نفس التوبيخ : ساعه عشان تفتحي 

قالت شهد بتلقائيه اعتادت عليها معه : ماهو معاك مفتاح مفتحتش ليه 

مشاكستها المعهوده ولكنه لا يحتمل ليصيح بها بسخط : انتي بتردي عليه يابت .... مال اهلك ولا هتعلميني اعمل ايه ومعملش ايه 

انبثقت الدموع من عيونها وركضت بسرعه من أمامه  ليزفر عمر بحنق وهو يلتفت الي زينه التي شاهدت ما يحدث : 

في ايه ياعمر مالك 

قال وهو يشيح بوجهه : مفيش ياماما 

قالت زينه وهي تري غضبه الواضح : مفيش ازاي... انت متعصب اوي ليه ...شهد معملتش حاجه 

هتف بضيق شديد : قولت مفيش بقي هو تحقيق

لم تزيد زينه بينما عاصم كاد يصل ولا تريد أن يري عمر بتلك الحاله : خلاص ياعمر اطلع اوضتك 

تجاهل ما قالته والدته وبصوت غاضب كان ينادي : شهد ....بت ياشهد 

زمت زينه شفتيها بحنق وسألته : في ايه ياعمر عاوز منها ايه ؟!

هتف عمر بامتعاض : اعوذ الي انا عاوزة.... هو الواحد ميعرفش يقول كلمه في البيت ده من غير توجيهات 

نظرت له زينه بحده وهتفت به بتوبيخ : اتكلم بصوت واطي 

لوح بيده بقله لياقه هاتفا : يوووه انا مش ناقص 

ابتلعت زينه حديثها حينما دخل عاصم من الباب لينقل نظراته بين زينه وعمر باستفهام : 

في ايه يا زينه 

قالت زينه وهي تهز كتفها : مفيش يا عاصم 

اوما عاصم وسأل ابنه : عامل ايه يا عمر 

قال عمر وهو يحاول أن يبدو هادئا : كويس يابابا 

اوما عاصم قائلا : سايب عربيتك في نص الجنينه ليه 

قال عمر : خارج كمان شويه 

عقد عاصم حاجبيه : انت لسه راجع هتخرج تاني 

قال عمر وهو يتجه الي الباب : عندي شغل 

أوقفه عاصم باستفهام : شغل ايه ...انت مش ملاحظ انك مش بتبات في البيت يومين علي بعض 

هتف عمر وهو يخفي ضيقه : عادي يابابا شغل وانا مش صغير 

امسكت زينه بيده عاصم برجاء أن يتركه حتي لا ينتهي الأمر بمشاجره بين كلاهما !

.........

.......


رفع ايهم عيناه من فوق هاتفه حينما دخلت اليه غرام 

: ايهم !

نظر إليها ولا ينكر أن وقع نداءها لاسمه استغربه كما استغربته هي للحظه ولكنها كانت الأكثر منه تأقلما وتوقا لأن تكون حياتهم طبيعيه 

: نعم 

قالت بخجل : عيد ميلاد شيماء أختي الصغيرة النهارده ممكن اعمل ليها تورته واروح لها 

عقد حاجبيه لتظنه سيرفض فكانت سريعا ما تتابع : مش هتأخر ...ساعه وهرجع لو مش هتتضايق

هز رأسه قائلا : واتضايق ليه انك عاوزة تزوري اخواتك ....روحي وطبعا اللي يضايقك انك بتستأذني تعملي ليها التورته ...اعملي اللي انتي عايزاه 

اومات بسعاده اجتاحت ملامحها لتركض الي المطبخ تبدأ بإعداد قالب الحلوى الذي ما أن انهته حتي اتجهت الي الفتيات تسألهم : ايه رايكم تيجوا معايا عند تيته زينب ....هتحبوها اوي 

نظرت لها الفتيات بتردد : بابي مش هيرضي يخلينا نخرج عشان المذاكره 

قالت غرام بحماس : انا هقوله 

نظر ايهم إليها لتنطق بحماس: ايه رايك نروح كلنا ....

لم يخذلها ليهز رأسه : ماشي شوفي البنات 

بعد دقائق عادت إليهم مهلله : قالي لو زهقانين وعاوزين تخرجوا اوك نروح كلنا 

نظرت حلا وهنا الي بعضهم بتردد لتقول حلا باستعطاف : طيب طالما وافق نخرج ما تخلينا نروح النادي شويه وبلاش نخرج من بيت لبيت وروحي انتي وبابي عند مامتك وخدونا وانتوا مروحين

نظرت لها غرام بإحباط : انتوا مش عاوزين تيجوا معايا 

هزت هنا راسها سريعا : لا طبعا ...بس حلا قصدها اننا زهقانين من البيت وعاوزين نروح نشوف صحابنا 

اومات غرام واخفت الغصه بحلقها وهي تقول : طيب هقوله 

أسرعت الفتيات خلفها الي أبيهم الذي لاح الرفض علي ملامحه للحظه قبل أن تستعطفه الفتيات فينطق بموافقته لتركض الفتيات الي غرفتهم يستعدون ....نظر الي غرام التي لاتعرف لماذا شعرت بالضيق بينما تمنت أن يكونوا معها بينما أبدوا لها عدم رغبتهم 

لتردد لنفسها ( انتي متوقعه أنهم هيفرحوا زيك ببيت امك) 

: هتنزلي امتي ؟

خرجت من شرودها : هه

سألها وهو ينظر في ساعته : هتنزلي امتي

هزت كتفها بشرود : اي وقت 

اوما لها قائلا : طيب البسي وهاخدك في طريقي ولما تخلصي هعدي اروحك

نظرت إليه باستفهام : انت مش هتيجي معايا 

تهرب ايهم قائلا : لا اقعدي براحتك مع اخواتك وانا هخرج شويه 

اومات له وسرعان ما غادرت وذلك الاحساس فجاه ضايقها بينما تريد أن يكونوا عائله ولكنها لم تفكر باحساسها طويلا وحاولت أن تكون سعيده راضيه بينما لم يرفض ذهابها بل وفعل تلك اللفته اللطيفه منه حينما توقف أمام أحدي محلات الحلوي الكبري واشتري قالب حلوي اخر وقال بلياقه : ده مني لأختك 

ابتسمت له بامتنان لتجده يخرج من جيبه شيء يعطيه لها وهو يتوقف اسفل المنزل ...نظرت له غرام بدهشه وهي تري تلك الأموال : ايه ده ؟!

قال بتهذيب: هاتي هديه لأخواتك 

هزت راسها وحاولت افلات يدها من يده برفض : لا ...لا دول كتير اوي 

اصر عليها بتهذيب : اسمعي الكلام ...دي حاجه بسيطه ...شوفي لو الست زينب محتاجه حاجه 

هزت راسها : لا ماما مش هترضي ابدا تاخد فلوس 

قال ايهم باصرار : عارف انها مش هترضي بس برضه هتاخديهم ....اتصرفي واديهم ليها بطريقتك أو اشتري حاجات للبيت 

شعرت بالحرج ولكن بنفس الوقت دغدغ مشاعرها شعور جميل بأنه مسؤول عنها لتبتسم له وتنزل وتحمل من الخلف قوالب الحلوي وتصعد بها الي والدتها التي رحبت بها ...!

.......

...


....

نظرت زينب الي غرام التي كانت تطعم اختها من الحلوي وتداعبها : كل سنه وانتي طيبه يا شيمو

ضحكت اختها وركضت لترفع غرام عيناها الي والدتها باعتذار تدرك أنها مهما قدمته لن يكفر غلطتها في حق تلك المراه التي تحملت كثيرا 

: مبسوطه ياغرام 

اومات غرام بتأكيد : اوي يا ماما 

تنهدت زينب بارتياح : ربنا يسعدك 

ربتت غرام علي ساق والدتها وسألتها : انتي كويسه يا امي 

اومات زينب بامتنان : الحمد لله

ضمت غرام قبضتها وهي تضع تلك الأموال بكف والدتها بينما وقفت تودعها لتهز زينب راسها برفض : ايه ده ...لا لا 

قالت غرام برجاء : عشان خاطري يا ماما ...دي حاجه بسيطه وانا عارفه أن حملك تقيل 

قالت زينب برضي : الحمد لله مش محتاجين حاجه ...انا مكسفتكيش واخدت الهدايا اللي جبتيهم لأخواتك والتورته بس عشان دي هديه إنما كده اوعي تكرريها تاني ولا تفكري اني ممكن اخد فلوس من جوزك ابدا 

قالت غرام وهي تهز راسها : ده مصروفي وانا مش محتاجه حاجه ..هو بيجيب ليا كل حاجه 

هزت زينب راسها باصرار : ولو ...مصروفك خليه ليكي ينفعك ...ربتت علي كتفها قائله : يلا يا بنتي شيلي فلوسك واوعي تعملي كده تاني 

هزت غرام راسها بابتسامه لتعيد الأموال لايهم اول ما ركبت السيارة بجواره : ماما مرضتش 

قال ايهم بانزعاج : وليه مصممتيش 

قالت بدفاع : مهما اعمل ماما عمرها ما هترضي تاخدهم 

..........

....

كل شيء متوقف ومازالت مكانها ولكنها تشعر بأنها تفعل الصواب حتي ولو أخذ الأمر أي وقت ....ستستطيع استخراج أوراقها وستذهب مجددا الي جدتها وستصر علي طلب الطلاق وتعود الي عملها وحياتها 

ليس عليها أن تشعر بالاحباط أو اليأس وتعود إليه لأن حياتها برفقته أيضا لم يكن اي شيء بها يتغير فبمجرد وجوده معها لا يصبح للوقت اي تقدير ولا حساب وتمضي برفقته الساعات كما يريد هو بين عشقه الذي يخدر به حواسها وتنغمس هي به لتسكن صوت عقلها الذي يعود ليعمل ويعلو ما أن تعود للنظر في الساعه أو التاريخ 

والمحصله أنها مجرد ساعات يقضيها معها 

كان هذا تفكيرها بينما اجتذبت الحديث مع هدي تلك الجاره التي تظهر وتختفي ولكنها بكل مره تظهر تكون وسيله بحاجه اليها وهاهي اليوم بحاجه للحديث لتتحدث بقليل من الشتات مع هدي التي كانت تتحدث بهدوء لا يعكس شتاتها هي الأخري وقد أعطتها سنوات عمرها المتقدمه الخبره والنضوج فكانت تعبر عن حياتها مع زوجها بكلمات بسيطه : شافع مش راجل رومانسي ولاعمره كان كده ....تنهدت وتابعت بهدوء : راجل عملي جدا وانا بقيت زيه واتعودت علي كده ...بس لما شوفتك حسيت أن فيكي شبه مني ....يعني وانا صغيرة كنت زيك بدور علي الرومانسيه وقصه حب زي الافلام زي بتاعتك انتي وعمر 

افلتت الكلمات التي شابها الحزن من شفاه وسيله وهي تري الان كيف كانت مجرد طفله حمقاء تركض خلف روايه لا يوجد لها مثيل علي أرض الواقع الذي اصطدمت بقوة علي صخرته وتحطمت كل أحلامها : ومين قال إن حكايتي انا وعمر رومانسيه 

قالت هدي بتلقائيه : ده اللي فهمته لما قولتي انكم منتوا زمايل في المدرسه وبعد سنين شوفتوا بعض واهو اتجوزتوا ...يبقي رومانسيه دي ولا لا 

شردت مطولا لتنظر هدي إليها باستفهام : هو السؤال صعب اوي كده 

هزت كتفها ودفعت بخصلات شعرها الحريريه للخلف : مش صعب بس إجابته عجيبه 

ضحكت هدي : وايه الغريب في سؤالي ؟!

هزت كتفها ونظرت الي أصابعها لتلاحظ هدي التوتر الواضح وهي تقول بينما مزجت كلماتها ببعض المرح : عمر رومانسيته غريبه ..... يعني مش بتاع ورد وشمع وعيد حب والكلام ده 

ازدادت حركه أناملها توتر وهي تتابع بقليل من الخجل : عمر تقدري تقولي كده رومانسيته تتلخص في ( ***) 

ضحكت لتخفي الامتعاض الواضح علي ملامحها وهي تتذكر معامله أخيه لزوجته بتلك الرومانسيه في حديثه وهمساته ولمساته بينما عمر فقط يعبر عن كل شيء بالعلاقة الحميمة ....لتسأل نفسها هل بالفعل أصبحت تكره ذلك ولكن لا أنه يجعلها تستجيب له دوما وهذا الشعور بالنفور تشعر به فقط حينما تفكر بعلاقتهم ليس حينما تكون معه ....

سألتها هدي وهي تتطلع الي الحزن الذي خيم علي ملامحها : طيب وده اللي مخلي الحزن ده في عينك ....ربتت علي يدها وتابعت بود : عادي يا وسيله كل راجل له طريقه معينه يعبر بيها عن حبه 

تنهدت وسيله بثقل : موضوعنا اكبر من كده 

قالت هدي بفطنه : شكلك مش عاوزة تتكلمي 

هزت وسيله راسها وقالت باعتذار : لا خالص.... بس عندي مشوار مهم معلش مضطره اقوم 

اومات هدي لها بابتسامه : تمام اشوفك تاني 

هزت وسيله راسها وعادت من الشرفه الي الداخل لتستبدل ملابسها وتتجه الي قسم الشرطه 

....

....

وقفت وسيله أمام امين الشرطه تهتف به : انا بقول لحضرتك عملت المحضر من اسبوع 

قال الأمين ببرود:  معاكي رقمه 

هزت راسها :  لا ماخدتش الرقم 

قال الأمين بنفس البرود : يبقي هتستني اسبوع تاني 

تاني 

قالت له وسيله برجاء : يا فندم حضرتك مدورتش ...ممكن تدور تاني 

قال الأمين بنفاذ صبر : قدامي المحاضر كلها ومفيش اي محضر باسمك !

ليس امامها الا الانتظار ومحاربه اليأس الذي تملك منها بأنها مازالت في نفس السجن ولا سبيل للخروج منه 

سحبت المفتاح من الباب واغلقته لتتفاجيء بعمر جالس ....لاحت المفاجاه علي وجهها بينما لم تري سيارته بالخارج 

ارتسمت ابتسامه متهكمه علي طرف شفتيه يخفي بها خيبه أمله أنها ستعود إليه بينما كل الحقائق أمامه أنها بالفعل اختارت ان تمضي في حياتها بعيدا عنه ولكنه من يرفض التصديق : اتضايقتي لما شوفتيني

هزت وسيله راسها ليقوم من مكانه وعيناه المعاتبه لا تترك النظر لعيونها يوخزها بنظرات العتاب وهو يقول بسخريه مريرة : مش باين عليكي ... كأنك شوفتي شيطان قدامك 

هزت وسيله راسها وقالت بارتباك بينما بدأ للخوف يدب في أوصالها من خطواته تجاهها ونظراته التي تخفي خلف العتاب غضب واضح مهما أخفاه : لا بس اتفاجئت انك هنا 

لوي شفتيه ساخرا : مش هتقوليلي كنتي فين ؟!

هزت راسها وتمسكت بثباتها: مش هتفرق ...احنا اتفقنا 

كما توقعت لم يلبث طويلا باخفاء غضبه فهاهي كلمتها جعلته ينفض كل هدوءة الزائف صارخا بيأس من داخله : متفقناش 

جذبها إليه بخشونه ليصطدم جسدها بصبره بينما يهتف بانفاس محمومه : مش عاوز انفذ اي اتفاق يبعدني عنك ...انا بحبك يا وسيله ومش عارف اعيش من غيرك 

ازدادت قبضه ذراعه علي خصرها لا يسمح لها بالابتعاد بينما يتابع بهذيان وهو يتطلع الي عيونها لتري النيران المشتعله بداخلها : انا هتجنن انك قدرتي تعيشي من غيري ....ازاي ...ازاي يا سيلا قدرتي 

لانت نبرته وأصبحت أشبه بالهمس الذي امتليء بالرجاء اليائس منه لتترك ذراعه خصرها ولكن ترتفع يداه الي وجهها يمسك بها بعد أن دفع بخصلات شعرها للخلف : ازاي قدرتي وانا مش قادر اعيش من غيرك ساعه واحده ....مش قادر ومش هقدر يا سيلا ...انا بحبك 

انتهت كلماته بشفتاه تنقض علي شفتيها بقبله خشنه التهم بها شفتيها بقوة حتي كاد يدميها لتتألم وسيله برفض لما يفعله ولما يثيره بداخلها من تعاطف سيعيدها مره اخري الي تلك الدائرة المغلقه لتنجح بتغليب صوت عقلها كما نجحت في دفعه بعيدا عنها لتنسلخ شفتيها من بين شفتيه وتنفلت منها صرخه رافضه : مش عاوزة ياعمر !

ارتد عمر للخلف خطوتين أثر دفعتها ليتوقف امامها وتهتز نظراته للحظات يستوعب فيها مقدار رفضها ونفورها لتخرج نبرته غير مستوعبه : مش عاوزة ايه ؟!

كان الموقف صعبا للغايه عليها أن تتجاهل ملامحه وكلماته ونظراته بينما لاول مره تراه بهذا اليأس والضعف ولكنها اختارت النجاه بنفسها من تلك العلاقه التي سممت حياتها ولن تتراجع لتهتف بثبات وهي تبعد خصلات شعرها للخلف : مش عاوزه ارجعلك ولا عاوزاك تقرب مني ..! 

........

...

اوما اكمل للمهندس الواقف أمامهم يملي عليهم تعليماته 

ليقول لزميله : انا همر ااكد علي المولدات هنا وانت الناحيه التانيه ونتقابل بعدها 

تحرك كل منهم في طريق ليتابعوا فحصهم للدوري للكهرباء علي طول خط المنازل الممتد 

لتقترب خطوات اكمل من منزل هدي ويلمح تلك الحركه الخفيه بالحديقه التي جعلته يدقق النظر ولكنه لم يري شيء لذا انهي عمله وتابع للمنزل الاخر ...!

........

...

جرحته كلماتها والرفض المتجسد في عيونها ولكنه لم يري أنها جرجت نفسها مثله وأكثر وهو يندفع خارج الباب الذي صفقه خلفت بعنف شديد لتتهاوي وسيله مكانها تبكي وتلوم نفسها علي ما فعلته به ولكن صوت عقلها يخبرها انها فعلت الصواب. .... لن يتغير شيء لو استجابت لصوت قلبها وستعود مجددا الي ماكانت عليه علاقتهم فلتبكي وليحزن هو وفي النهايه كل شيء سيمر مهما يكون سيمر ...! 

ولكن بالنسبه لعمر شعر بأن كل شيء توقف مكانه ولاول مره لا يستطيع أن يتجاوز هذا الحزن الذي ترجمه لغضب شديد يطيح بكل ما حوله ! 

فهاهي عيناه تتقد بالغضب الشديد ما أن لمح اكمل بجوار البوابه وهو يغادر الحديقه لينقض عليه بلا مقدمات يمسك بتلابيبه : انت بتعمل ايه هنا ؟!

حاول اكمل التبرير بينما الجمته المفاجاه وحاول اخبار ذلك المجنون أنه يتابع عمله ولكن جنون عمر اعماه وتملك منه وهو ينهال عليه باللكمات التي ادمت وجهه 

ليدفعه عمر أرضا بغل وهو يهتف بوعيد : لو قربت ناحيتها هخلص عليك ....فاهم ..!

.........

....

عقدت هدي حاجبيها وعادت سريعا للداخل من خلف الستاره الحريريه التي وقفت خلفها تري ما يحدث 

ليسألها ذلك الشاب اليافع بفضول : في ايه ؟!

هزت هدي راسها : مفيش يا حبيبي متشغلش بالك 

التفتت الي حارسها قائله : روح شوف في ايه يا انور ؟!

اوما الرجل واتجه للخارج تجاه اكمل الذي كان يصارع المه ويحاول أن يقوم ليساعده انور ....اسرع زميله بهلع تجاهه يسأله : ايه اللي حصل يااكمل 

بصعوبه التقف اكمل أنفاسه وهو يتحدث الي زميله ومديره يخبرهم بما حدث بعد أن نقلوه للمشفي القريب 

: يعني ضربك من غير سبب 

قال اكمل بوعيد وهو يتألم  : ده مجنون ...انا مش هسيب حقي 

تنهد المدير قائلا برفق : اهدي بس دلوقتي ومش وقت الكلام ده 

نظر له اكمل باستنكار : يعني ايه اهدي ...بقولك ده مجنون 

قال المدير بجديه الحقيقه الصادمه : وده برضه ابن عاصم السيوفي ...ربت علي كتفه برفق وتابع : انا هشوف الموضوع بس حاليا اهدي وبلاش تدخل نفسك في مشاكل ...خاف علي مستقبلك ياابني 

انسحب انور عائدا الي هدي يخبرها بما حدث ليطير تفكير هدي الي تلك الفتاه وتتساءل عما تكون حقيقه قصتها وهي كالاميره المسجونه ببرج عاجي مع وحش...! 


........

...

في ذلك المنزل الذي كان عمر يبقي به برفقه وسيله كان عاصم يتحرك في ارجاءه ليتفاجيء بتلك الفوضي تعمه بالرغم من عدم وجود أحد به حدود علمه 

لينظر باحتدام تجاه هذا الرجل الذي قال بارتباك : 

يافندم انا بقول لحضرتك اني مشفتش حد دخل البيت وانا متاكد من كلامي..انا الشيفت بتاعي كل يوم من شهر هنا 

زمجر عاصم بحنق بفرد للأمن الواقف أمامه  : امال ايه معني اللي انا شايفه ده ....مين كان هنا لو زي ما بتقول مفيش حد 

تعلثم الرجل ليهتف عاصم بوعيد وهو يخرج هاتفه من جيبه :  يبقي زي ما انا توقعت عاملين بيتي لوكانده انا بقي هتصرف 

اسرع رجل آخر يمسك يد عاصم قائلا بخفوت :  انا هفهم حضرتك علي كل

 حاجه 

نظر له عاصم بانفعال لينكس الرجل رأسه قائلا : محدش دخل البيت واخر شخص كان هنا هو عمر بيه 

نظر له عاصم بعدم استيعاب فحدود علمه عمر لم يأتي الي هذا المنزل : انت بتقول ايه ؟! 

أيوة يا فندم حسام لسه جديد هنا بس انا المراقب وعمر بيه كان بيجي هنا علي فترات 

تعالت انفاس عاصم بغضب شديد فماذا كان يفعل ابنه هنا لتأتي له الاجابه التي حاول ألا يفكر بها بينما خفض الرجل نبرته وتابع : ومكانش لوحده كان في واحده معاه 

واحنا محدش فينا دخل ينضف لأنه مقالش لينا ندخل ابدا ..!!

.......

...

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم ......بكره أن شاء الله فصل جديد وأسفه للتأخير 

الفصل التالي

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. عمر ده سايكو
    البارت رووعة

    ردحذف
  2. ياريت عاصم يعرف بجواز عمر ووسيلة وما يحكم عليها زي زينه

    ردحذف
  3. عاصم ها يعارف موضوع جوز عمر وسيلا

    ردحذف
  4. عمر بدو مستشفى امراض نفسية يكون مديرها فرويد عشان يعالجوا

    ردحذف
  5. البارت روعه بجد ياريت تنزلي بسرعه متشوقه اشوف عاصم هيعمل اي ♥

    ردحذف
  6. عمر مش عايز يتعلم من أخطاء عامل زي طفل عاوز كل حاجة من غير ميقدم تنازلات .أيهم و غرام فرحانة علشان علاقتهم وخذا طريق صح أما ثراء دي يارب تقع في شرّ أعمالها

    ردحذف
  7. تسلم ايديك يا روني عاصم هيعمل من عمر شاورما

    ردحذف
  8. تسلم ايديكي يا رونا

    ردحذف
  9. البارت روعه تسلم ايدك ووحشتينا والله 😍😍

    ردحذف
  10. فصل مشوق اوي عايزة اعرف عاصم هيعمل ايه وسيلة حظها وحش اوي مش عارفة توصل جلدتها

    ردحذف
  11. روعه روعه بس بنتعب لما بنوصل للفصل

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !