( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت مهجه الي وصال بينما تتابع ما تفعله لتسألها :
ها يا وصال عرفتي المحشي بيتلف ازاي ولا بتاكلي في الخلطه وبس
اومات وصال وهي تضع ملعقه أخري في فمها تستطعمها قائله : مش بدوقه ياماما
ضحكت بهيه قائله : انتي اكلتي نص حله الخلطه ياوصال كل ده وبتدوقي
ضحكت مهجه هي الأخري بينما تقول : وهي صغيرة كانت دايما تعمل كده ....المهم عرفتي كده تعملي ازاي حله محشي ...تابعت مهجه حشو المحشي ووصال وبهيه يتجاذبون أطراف الحديث
لتقول وصال لوالدتها : اه بس ده صعب اوي ....
هزت مهجه راسها قائله باستخفاف : صعب ايه هو في اسهل من كده
ضحكت وصال قائله : سهل ايه ياماما ده انتي بقالك ساعتين قاعده تعملي المحشي ولسه مخلصتيش ...يعني طول النهار بتطبخي
قالت مهجه ببساطه : وانا ورايا ايه .... اهو انتي كل يوم بعد ما جوزك ينزل شغله تقومي تجهزي الغدا علي ما يرجع يتغدي ويريح له ساعتين تقومي تجهزي العشا
بساطه حديث والدتها لفتت نظرها لتقول باستنكار : وهو انا مش هيبقي ورايا الا اني اطبخ ...اصحي اعمل فطار وبعدين غدا وفي الاخر اعمل عشا
قالت مهجه ببساطه وهي تهز كتفها : وانتي وراكي ايه ؟!
مش لازم تأكلي جوزك ولا هياكل طوب علي رأي جدك
اومات وصال : أيوة بس برضه يعني اكيد في حاجات تانيه اعملها
نظرت لها والدتها قائله : اعملي حلويات
رفعت وصال حاجبها ضاحكه : مش قصدي ....تنهدت وتابعت : انا قصدي اشتغل
غامت ملامحها بالحنين وهي تتابع : انا شغلي وحشني اوي ونفسي ارجع اشتغل
نظرت مهجه الي جانب وجه ابنتها وحاولت قدر الإمكان الا تطيل هذا الأمر لتقول بتجاوز : بلا شغل يلا شقي ...اهو كل البنات مسيرها لبيت جوزها
رفعت بهيه عيناها تجاه دنيا التي اتجهت إليهم تقاطع حديثهم لتقول وهي تتعكز علي أحدي ساقيها : معلش يا ابله بهيه هسيب العيال قيمه ساعه معاكي علي ما اروح مع دياب للدكتور يشوف رجلي
تغيرت ملامح بهيه بينما تتابع دنيا بكيد واضح : انا ماصدقت دياب فضي يجي معايا
تدخلت وصال لتقول : خلاص مفيش داعي تروحي طالما دياب مش فاضي خليني انا افك ليكي الغزر
نظرت دنيا إلي وصال بغيظ ولكنها سرعان ما اخفته وهي تقول : لا خلاص دياب قالي هيعدي ياخدني الوحده
قبل أن يقول أحدهم شيء كانت تسرع وتتركهم أمام الأمر الواقع بينما تركت الاطفال بجوارهم
غص حلق بهيه ولأول مره تهتف بانفعال : شايفه يا امه عاجبك اللي ابنك بيعمله
عقدت مهجه حاجبيها باستفهام : وهو ابني عملك ايه يا بهيه !
أشارت بهيه بضيق شديد وعدم رضي لأول مره تستشعره : هيعمل ايه اكتر من كده ....اهو بيعرف يسيب شغله عشان التانيه إنما أنا لا
قالت مهجه باستفهام : وانتي كنتي عاوزاه يسيب شغله ويروح معاكي فين ...اهي التانيه رايحه للدكتور يكفيكي الشر
غص حلق بهيه واشاحت بوجهها دون تفسير أو قول شيء لتلتفت
إليها وصال التي قالت بغيظ : ماهو انتي اللي ساكته يا بهيه وانا مليون مره اقولك قوليله ياخدك للدكتور ...
هي تلاقيها فضلت تزن عليه ....إنما انتي ساكته
نظرت مهجه الي ابنتها بحنق ولكنها لم تقل شيء لتتابع وصال : انتي بس اعملي اللي قولتلك عليه وسيبك منه واهتمي بنفسك وهتشوفي هيعمل ايه لما يلاقيكي اتغيرتي
هتفت بهيه بامتعاض شديد : وليه اعمل كده ...هو انا كان ريحتي وحشه ولا مكنتش نضيفه
عشان اتغير ...هزت راسها وتابعت : طول عمري نضيفه وجلابيتي زي الفل وشعري تحت الايشارب متسرح ....اه مكنتش احط احمر ولا اخضر بس كنت نضيفه
أشارت إلي نفسها وتابعت : هو كان لازم احط احمر والون شعري عشان اعجب ...
هزت راسها وتابعت : لا يا وصال ..انا كنت عاجبه نفسي وعجباه
اديني اهو حطيت الاحمر ولبست الفساتين ايه بقي اللي اتغيير ....ولا حاجه ..دياب زي ماهو ومش هيتغير
قالت وصال وهي تهز راسها : ومين قال إنك بتعملي كده او بتغيري في نفسك شويه حاجات عشانه ...لا يا بهيه ..الست لما يتغير حاجات في شكلها بيكون لنفسها عشان تحس انها احسن مش ابدا عشان تعجب زي ما بتقولي ....ربتت علي يدها وتابعت : يا بهيه القصد من تغيير شكلك أنه يحس انك اتغيرتي مش إنك بتعملي كده عشان ترضيه في فرق كبير
قطبت بهيه جبينها وقالت بكمد : انا مفهمش كلامك ده يا وصال ....
دياب كان بيحبني زي ما كنت و التانيه هي اللي كانت بتحط احمر عشان يروح لها إنما أنا كان دايما في حضني
اومات وصال قائله : عشان بيحبك يا بهيه ...بس حبه ليكي فيه انانيه وكلامي معاكي انك تتغيري هو انك تشوفي نفسك وتحبيها وتعملي اللي يرضيكي من غير ما تعملي حساب هو راضي ولا لا طالما مش بتعملي حاجه غلط ! لازم ترضي نفسك انتي الاول يا بهيه !
خفضت بهيه عيناها الي الأرض بتفكير مستجد عليها وحديث لم يمر عليها ولا تنكر أنه شتت تفكيرها لتنفلت الكلمات من شفتيها بكمد شديد امتزج به العتاب : بس انا كنت راضيه يا وصال .... كنت راضيه بنصيبي
رفعت عيناها إليها وتابعت بعتاب : كنت راضيه لغايه ما فتحتي عيني بكلامك ودلوقتي معدتش راضيه
نظرت لها وصال بتأثر واسف : انا مقصدتش يا بهيه لو كنت أنا السبب في احساسك ده سامحيني
قامت بهيه لتحاول وصال اللحاق بها ولكن مهجه اوقفتها
قائله : سيبيها يا وصال
قالت وصال بضيق من نفسها : انا مكانش قصدي يا ماما
قالت مهجه بعدم رضي واضح : حذرتك يا وصال وقولتلك بلاش تملي دماغ بهيه بكلامك
قالت وصال بدفاع عن نفسها : انا كان قصدي خير ومكنتش عاوزة ليها ضرر
قالت مهجه دون مراوغه : بس اديكي اهو ضرتيها
التفتت الي ابنتها وتابعت بجديه : بهيه مش انتي عشان اللي ينفعلك ينفع لها ولو أن هادي بيسمع كلامك ده عشان بيحبك وانتوا لسه في الاول إنما بهيه مع دياب من سنين وطبعت علي طبعه وهو طبع علي طبعها وهي بلسانها قالت له اتجوز وراحت برجلها خطبت له التانيه وهو متجناش عليها وهي اللي الدكاتره قالو ملهاش في الخلفه لما تيجي دلوقتي بعد كل ده تقوله غيرانه وعاوزة حقي اللي كنت ساكته عليه دياب مش هيعجبه عشان متعودش منها علي كده
قالت وصال باستنكار تدافع عن موقفها : اتعود عليها ساكته وانتي قولتي بلسانك حقها ...يبقي ايه المشكله لما تطلب حقها
قالت مهجه بعقلانية : تطلبه بلسانها ومخها مش مخ غيرها ....بكفايه يا وصال كلام معاها وهي تعرف صالحها وبعدين بهيه متربيه وسطينا ومحدش فينا بيدوس ليها علي طرف
قاطعت وصال حديث والدتها بانفعال نابع من ضيقها لاتهام والدتها أنها السبب في تعاسه بهيه الان : و انتوا هتدوسوا ليها علي طرف اكتر من أن جوزها يتجوز عليها ايه يا ماما
قالت مهجه بإصرار علي موقفها : اتجوز برضاها وخلاص وحصل وبقي عنده عيلين كمان
قالت وصال بانفعال : ومعالجهاش ليه قبل ما يجري يتجوز
هتفت مهجه بعصبيه : الدكتورة قالت ليها مش هتخلف
قالت وصال بسخط : وهي الدكتورة كانت دخلت في الغيب ..... في علاج لحالات اصعب منها
زفرت مهجه بضيق : وبعدهالك يا وصال ..انتي جايه تصلحي الدنيا ...اهو اللي حصل وبهيه ولا اول ولا اخر واحده وهي بلسانها قالت كانت راضيه لغايه ما فتحتي عينها بكلامك وقولتلك الف مره كلامك ده هيخرب عليها
نظرت وصال الي والدتها بيأس : يعني انا السبب مش دياب اللي استغل حبها
نظرت مهجه الي ابنتها بيأس هي الأخري فمهما قالت هذه أو تلك لن يتقابل تفكيرهم لتقول وهي تقوم وتحمل الأواني : انا هقوم اكمل الغدا وانتي عقلك في راسك !
.......
.....
التفتت دنيا إلي دياب وقالت بدلال بينما يأخذها الي خارج الوحده الصحيه : ربنا يخليك ليا يا دياب
تابعت وهي تميل علي كتفه : تعرف ان دي اول مره نخرج فيها سوا
ضحكت وتابعت بهيام : ده لو اعتبرت الوحده الصحيه خروجه
تركها دياب تتحدث بينما دخل الي سيارته لتتابع دنيا متنهده : اااه يا ما نفسي تاخدني انا والعيال نتفسح كام يوم في اي حته زي ما بنسمع
هزت راسها وتابعت : ولا حتي انا وانت نتمشي شويه كده بين الغيطان ونتكلم
نظرت إلي صمت دياب بغيظ داخلي بينما تركها تتحدث دون أن يوليها اي اهتمام وكأنها لاشيء
: دياب انت سامعني
همهم دياب ببرود : سامع دلعك الماسخ
التفت لها وتابع ساخرا : غيطان ايه اللي امشي وسطها ..
أغتلت ملامح دنيا لتنفلت الكلمات من بين شفتيها : وفيها ايه ولا مش حقي .... ماهو وصال اللي لسه يادوب هادي متكلم عليها وبتخرج ...قطعت باقي حديثها حينما
التفت دياب بحده بالغه اليها لتتراجع بمقعدها وتقول بتعلثم : ده ...دي ..دي امي شافتهم من كام يوم يعني وانا قولت ليه مكونش زيها
كور دياب قبضته علي المقود يعتصره بغضب كبحه وهو يحاول الا يوليها اي اهتمام لتفكر دنيا أن تلعب علي وتر تعاطفه وهي تتابع في محاوله منها لان تشتت انتباهه عما قالت عن أخته : شوفت اللي حصل لأختي ....دي واقعه في عرضك يا دياب ....!
وقفت بهيه في الشرفه تأخذ نفسها في حديث طويل تبحث به عن سبب اشتعال تلك النيران التي طالما خشيت منها والان توهجت واوجعت قلبها ...!
أوقف دياب سيارته بالباحه لتخفض بهيه عيناها الي الأسفل فتري دنيا تنزل من الجانب الآخر وبالطبع لم تترك كيد النساء لذا ما أن لمحت وقوف بهيه بالاعلي سرعان ما قالت بصوت ناعم مسموع لدياب الذي عبر من جوارها بصمت : ربنا يخليك ليا يا دياب ...!
..........
....
قالت وصال بضيق شديد تؤنب نفسها : انا حاسه بالذنب اوي يا هادي ...ياريتني ما كنت اتكلمت معاها
تركها هادي تتحدث دون تعقيب لتزيح من فوق كاهلها احساسها بالذنب بينما كان أول من فكرت بالتحدث له حينما ضاق صدرها بالضيق والذهب تجاه بهيه : صعبت عليا ومن اول ما شوفتها وهي صعبانه عليا .... زمت شفتيها بغيظ وتابعت : المفروض أنه بيحبها ..حب ايه اللي يخليه يتجوز عليها لا طبعا مالوش اي حق
حمحم هادي قائلا بدفاع مستتر عن دياب : ولا هو أول ولا آخر واحد يا وصال وبرضه هو كان له عذره
هزت وصال راسها برفض قاطع : لا طبعا مالوش اي عذر وحتي كلامكم أنه ولا اول ولا اخر واحد ده مش عذر ولا مبرر
التفتت له وتابعت بحزم : هو لو كل الناس غلطت يبقي عادي نغلط زيهم
قال هادي بهدوء : لا بس اخوكي مغطلتش ...شرع ربنا
هتفت وصال بكمد من بين اسنانها : بس هو ظلم بهيه
قال هادي برفق : متقوليش كده ....هو بيعزها وهيراضيها
نظر إلي وصال بطرف عيناه وتابع بمغزي : هو بس تلاقيه استغرب كلامها ...اصل معندناش الصنف ده من الحريم
رفعت وصال حاجبها ونظرت له بحده : صنف ايه ؟!
حمحم هادي وقال بخفوت : يعني الصنف بتاعي حقي ومعرفش ايه ...الحرمه تاخد عنين جوزها باللين
ضيقت وصال عيناها وهتفت بهادي باستنكار : حرمه !!
اوما هادي قائلا : حرمه من حريم !!
زفرت وصال وقالت بغيظ : ايه حرمه وحريم دي ما تقول ست ولا عيب
ضحك هادي قائلا : الست يا ست الناس تاخد عنين جوزها باللين كده حلو
هزت وصال راسها وقالت بشتات : لا برضه مش في كل الأحوال ...لازم تطلب حقها
استدارت ناحيته وتابعت بخيال واسع : تعرف يا هادي أنا نفسي اخد كل الستات المظلومين زي بهيه دول وافهمهم حقوقهم
نظر لها هادي بتوجس وقال بخفوت من بين أسنانه : استر يارب
نظرت له وصال بامتعاض : بتقول ايه ؟!
قال هادي وهو يرفع حاجبه: بقول وماله يا ست الناس ...اهو كل ما تقابلي حرمه ...توقفت وعاد ليصحح حديثه باستدراك : كل ما تقابلي ست فهميها ...زي ما عملتي مع مرات رمضان ومرات اخوكي ويا عالم مين جاي !
هتفت وصال بغيظ بينما فهمت أنه يسخر منها : قصدك ايه ...اني بخرب بيتهم مثلا
هز راسه قائلا : لا خالص
......
....
دخل دياب الي الغرفه ليتفاجيء ببهيه تقف أمامه بتحفز
تهتف به : واخرتها ؟!
قطب جبينه باستفهام : آخره ايه ؟!
زفرت بهيه لأول مره في حضوره بينما تقول بعصبيه مستجده عليها : آخره حرق الدم اللي انا فيها
تمالك دياب أعصابه بينما تحولت إلي امراه أخري لا يعرفها ليقول من بين أسنانه : في ايه يا بهيه ما تفهميني يابت الناس
قالت بهيه بانفعال : في اللي انت عارفه ....البت دي داخله طالعه تتمرقع عليك وتكيد فيا وانت سايب شغلك وداير وراها عشان حته تعويره في رجلها وكمان سايبه العيال ولا سائله فيهم وانا برضه اللي اشيل همهم وآخرها
عقد دياب حاجبيه باستنكار شديد وهتف بامتعاض : وايه اللي جد ؟! ماهو هم العيال من صغرهم وانتي شايلاه وانا اللي كنت اقولك لا تقولي بحبهم وعلي قلبي زي العسل ...ايه اللي جد أنها بتكيدك وانتي ست العاقلين .....ايه اللي جد يا بهيه ...برضه كلامك مع وصال
هتفت بهيه بانفعال شديد ولاول مره تتعالي نبرتها أمامه : ده كلامك انت ...ايه انت مش كنت عاوزني اغير ...طيب انا بقي بغير يا دياب ومبقتش متحمله اشوفك معاها
اهتزت نظرات دياب لتتابع بهيه بانفعال شديد وهي تهز راسها : أيوة معدتش قادره اتحمل اشوفك معاها ...بحس بنار جوايا وطول عمري بحس بالنار دي بس كنت بداريها عشانك .....اه بحب العيال وكان علي قلبي زي العسل بس كمان راحوا ولا جم دول عيال ضرتي والضره مره !!
التقت نظراتهم لتتابع بهيه بغضب اهوج : انت اللي قولت وانا اهو بقولك شوفلك حل !
نظر لها دياب بشتات بينما كانت كبركان خامد لسنوات وفجاه ثار وأخرج حممه : حل !!
اومات له وهي ترفع عيناها بعيناه بجرأه : اه وقبل كل ده انا عاوزة اتعالج زي ما وعدتني ومنفذتش ولا كلامك كان كلام فض مجالس
هز دياب رأسه قائلا :لا يا بهيه وانتي عارفه كلمتي من أمتي بقول حاجه ومش بنفذها
واجهته بعيون ملئها الاتهام لأول مره يراها بعيناها بينما تقول بخزلان : انت روحت معاها الدكتور وانا بقالي شهور متحركتش
قال دياب بتبرير سريع : عشان أنا ..انا انشغلت
نظرت له باتهام وهي تهز راسها : لا والا كنت كمان انشغلت عنها ...انت روحت معاها عشان هي بتزن علي ودانك إنما أنا هبله بسكت بكلمه أن شاء الله ومبرضاش اطلب حقي ....احتدمت نبرتها بينما تتابع بخزلان : ليه الواحد لازم يشحت حقه ويزن عليه وليه الساكت عن حقه بتاكلوه
غص حلق دياب ليقول باستهجان : انا باكل حقك يا بهيه !!
اشاحت بهيه بوجهها وهتفت به بضيق : معرفش انا كل اللي اعرفه اني عاوزة حقي
زم دياب شفتيه وتقبل ثورتها ولكنه لم يبتعلها تماما ليقول بحزم : حقك تطلبيه مش بصوتك العالي قدامي يا بهيه وقبل كل ده حقك تطلبيه من راسك مش من كلام غيرك وانتي فاهمه انا اقصد مين
التفتت له بهيه بحده وافلتت نبرتها المحتده: انا مش بهيمه بتمشي بكلام غيرها ...ده كلامي
فاقت كل الحدود وكأنها امراه أخري وهي تواجهه بتحدي لأول مره : واخر قولي يا دياب معدتش تدخل الاوضه دي الا لما تاخدني اتعالج وتاخد ليا بيت لوحدي كمان
اتسعت عيون دياب بصدمه كما اتسعت عيون بهيه التي افلتت منها تلك الكلمات دون أن تحسب حسابها فمن أين أتي لها هذا الخاطر ....شهقت حينما جذبها دياب من ذراعها بحنق شديد لينظر لها لأول مره بنظرات غاضبه مخفيه وهو يهتف بها من بين أسنانه : انا ميتلويش دراعي ولا يتحط قدامي شروط ...ترك ذراعها وتابع بسخط شديد : ولو علي الاوضه دي مش داخلها تاني يا بهيه !!
تركها واندفع خارج الباب مثل شعله ناريه متوهجه بينما أغمضت بهيه عيناها التي انسابت منها الدموع تلطم فمها بغل وهي تلوم نفسها علي تلك الكلمات ( ايه اللي قولتيه ده يا بهيه ....ايه اللي قولتيه ده ...كنتي راضيه وعايشه مبسوطه ...ايه اللي قولته ده )
لطمه وراء الأخري تلطم بها فمها الذي وكأنه خانها ونطق بتمردها الذي حاولت انكاره ولكن في النهايه اعترفت به وهي تتهاوي علي الفراش خلفها تهتف لنفسها برثاء ( وانا قولت ايه ....قولت له عن النار اللي جوايا ....قولتله مبقتش متحمله اشوفه مع واحده تانيه واسكت ...قولت ايه ياربي غلط )
.......
...
: كنتي فين ؟!
نظرت وصال الي أخيها بدهشه بينما كادت تصطدم به وهي تدخل الي المنزل وهو يخرج منه ...اتسعت عيونها بصدمه حينما وجدته يجذبها من ذراعها وياخذها الي غرفتها ليدفع بها غير مبالي باعتراضها ولا استنكارها : في ايه يا دياب ... ايه اللي بتعمله ده ؟!.
هتف بها دياب بغضب : سالتك كنتي فين ؟!
قالت وصال بعدم استيعاب : من أمتي بتسالني ...قاطعها دياب بينما يزمجر بصوت جهوري : من دلوقتي ...انا اخوكي وحقي اسألك ...انطقي كنتي فين ؟!
قالت وصال بجراه ولكن احتراما لأخيها خفضت عيناها للأرض : كنت مع هادي بنتكلم
صرحت حينما ركل دياب الطاوله الزجاجيه بقدمه يفرغ بها غضبه لتنظر له وصال بخوف لأول مره وتحاول أن تفهم ما يفعله ليهدر دياب بغضب شديد وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : اخر مره تطلعي من البيت ولا تتكلمي معاه ...كلها كان يوم ويتجوزك ...ايييه مش قادره تصبري
احتقن وجه وصال بالغضب لتصيح بانفعال : ايه اللي بتقوله ده .... كنا بنتكلم فيها ايه
صاج دياب بصوت اعلي : فيها انك تسمعي الكلام .. وبلاش قله ادب ...وقبل كل ده تبطلي كلام
نظرت له بعدم فهم ليجز علي أسنانه و يواجهها بنظراته الغاضبه يعيد تحذيره : بكفايه كلامك الماسخ مع بهيه وخليكي في حالك
هتفت وصال بعصبية بينما فهمت لب الموضوع : اااه قول كده بقي ..انت متضايق من ....ماتت الكلمات علي شفتيها بينما اقتحمت مهجه الغرفه وكممت فم ابنتها وهي تري غضب ابنها وتحدي ابنتها له لن يأتي بخير : بس يا وصال ....التفتت الي دياب بعتاب وتابعت : وانت كمان يا دياب بكفايه تزعق لأختك .... ايه هتأكلوا في بعض
ترك دياب الغرفه مرحبا بانتهاء الجدل بينه وبين أخته الذي تفاقم بعد مشاجرته مع بهيه وهو لا يريد أن يزيد الأمر سوء ....!
........
......
( طوبه علي طوبه خلي العركه منصوبه) اغنيه اخذت دنيا ترددها وهي تقف أمام المرأه تتزين وعيناها تلمع بالشماته بينما اشتعل حريق بالمنزل ...!
تمرر قلم الحمره علي شفتيها الضاحكه وهي تفكر بثقه أن دياب سيأتي لها لتخفف عنه غضبه من أخته ومن بهيه ومن له سواها الان ...تنهدت وتابعت بثقه ( اهو صبرت ونولتي يا دنيا وشكلها هتبقي اخر ايامك في البيت ده يا بهيه )
ولكن الليله مضت ولم يأتي دياب الي المنزل ليأكل القلق قلب مهجه وهي تتحرك ذهابا وايابا امام باب المنزل
بكمد جلست وصال بغرفتها تلوم نفسها علي انها تدخلت بحياه بهيه التي لم تجروء علي الذهاب إليها ومحاوله الاعتذار لها وبهيه لم يغمض لها جفن وجلست مقهورة تحاسب نفسها علي ما نطقت به تاره وتاره أخري تعطي نفسها العذر وتسأل لماذا لم يترفق بها وتعود للمره الالف تراجع ما حدث وتلتمس له هي الأعذار بأنها تطاولت في حديثها وتتذكر له ألف موقف حلو جعلها تعيشه ومن قال إنه لم يفعل مثلها بينما قضي الليله جالس وسط الحقل تاره يحاسب نفسه وتاره يفكر بحسابها ولكن في النهايه ربحت كفه حسابه لنفسه وشفع لها حبها الكبير بقلبه الذي غفر والتمس لها ألف عذر فهي تحب وتغار ولاول مره تنفث عن غيرها .....فقط لو لم تتحداه بوعيد لكان يأخذها بحضنه ويطبطب علي وجعها ....!
رفعت وصال عيناها الي باب غرفتها الذي فتحته مهجه ودخلت بخطوات متعثرة لتسألها وصال بقلق : مالك يا ماما ...انتي كويسه
قالت مهجه بايدي مرتجفه وصوت متعلثم : دياب اخوكي مرجعش وقلبي واجعني عليه
دب القلق في أوصال وصال لتقوم مسرعه : مرجعش يعني ايه ....هو جدي مش رجع ودياب بيرجع معاه
قالت مهجه بتوتر : جدك رجع من قبل العشا وقال دياب وراه مشوار وهيحصله بس مرجعش
قالت وصال بقلق : طيب نسأل جدي مشوار ايه
قالت مهجه برجاء : لا يا وصال انا اخاف اصحي جدك واقلقه واخاف يضايق دياب .....كلمي اخوكي وطمنيني عليه
اسرعت وصال الي هاتفها تطلب أخيها لتقول بإحباط بعد لحظات : مش بيرد
هتفت مهجه بقلق شديد : كلميه تاني يا وصال عقلي هيشت مني
بعد بضع محاولات أجاب دياب : أيوة
: دياب
اخذت مهجه الهاتف من يد وصال وقالت بلهفه ممزوجه بالقلق : دياب انت فين يا عيون امك ....مشوار ايه
قال دياب يطمئنها : مشوار شغل يا امه ..متقلقيش انا مش عيل صغير !
بالطبع هو رجل كبير وقبل كل هذا هو رجل لا يرضي بالظلم ولكنها قالت له أنه ظلمها لذا لا يستطيع أن يسكن وجع ضميره ولو بأخذ حديثها له حجه ابدا لا يستطيع أن يسكن وجع ضميره بأنه كان السبب في أن تقول أنه أكل حقها ...!
....
نظرت مهجه بعتاب لابنتها لتقول وصال بتعب : ماما عشان خاطري بلاش البصه دي انا مكنش قصدي
والله من حبي فيها
قالت مهجه بنقد لاذع : سمعتي عن الدبه اللي قتلت صاحبها .....انتي عملتي كده فيها
قالت وصال وهي تهز راسها : يا ماما انتي ليه مش عاوزة تفهمي موقفي ...هو كام ينفع اشوفها مظلومه واسكت كان لازم أنصحها
قالت مهجه بما تقتنع به : تنصحيها ماشي بس فجاه تكرهيها في عيشتها لا
قالت وصال بيأس من شرح موقفها بعد أن ندمت أشد الندم انها تدخلت : طيب اعمل ايه
قالت مهجه وهي تهز كتفها : ولا حاجه العمل عمل ربنا
وبالفعل كان العمل عمل مؤلف القلوب !
ظنته بهيه مع دنيا لذا أجبرت نفسها أن تنام وهي تحاول أن ترحم نفسها من وجع نيران الغيره والشعور بأنها فقدته فنامت ودموعها تمليء وسادتها ...!!
.........
.....
نظرت قدورة حولها الي اركان تلك الغرفه المهترئه التي كانت كل ما استطاعت استئجاره بما خرجت به من نقود بعد أن طردها نعمان فارغه الأيدي وحرق بيتها بكل ما فيه !!
جلست علي الأرض تتطلع حولها بغل تتوعد أن تأخذ حقها ولكن كيف .... يجب أن تعوضها حميده والا ستفضح سرها أمام البلد بأكملها ولكن ماذا تفعل في نعمان الذي تخشي غضبه كثيرا !
جلس نعمان أمام ضابط الشرطه الذي عاد سؤاله : يعني يا معلم نعمان انت مالكش يد في الحريقه اللي حصلت
هز نعمان رأسه وقال بثبات : وانا هيكون ليا يد ليه يا بيه
قال الضابط بتوضيح : في ناس شافت اتنين من رجالتك طالعين من البيت قبل الحريقه علي طول
قال نعمان وهو يهز رأسه : ناس مين ورجاله مين يا بيه ...انا رجالتي بتشتغل في الفاكهه
نظر الضابط الي نعمان الذي تابع : البيت ده بتاع وليه دجاله سحاره وتلاقي النار مسكت في البيت من البخور اللي بتولعه ليل نهار
قال الضابط بقله حيله : قفل ياابني المحضر لغايه ما تظهر صاحبه البيت يمكن يكون عندها اقوال جديده
خرج نعمان من نقطه الشرطه وهو يلقي عباءته علي كتفه ليجد هادي ينزل من سيارته ويتجه إليه بقلق : خير يا عمي ....الواد حسونه قالي انك في النقطه
قال نعمان وهو يهز كتفه بثبات : مفيش يا ولدي ...الضابط كان بيسألني في حاجه
قال هادي بعدم اقتناع : حاجه ايه ....ضيق عيناه باستفهام : انت تعرف الوليه دي
هز نعمان رأسه قائلا : وانا هعرفها منين .... اهو يدوروا مين حرق بيتها !
تنهد هادي بضيق وهو يتذكر فعلتها وكيف أن حسابها جاء دون أن يتدخل هو !!
......
...
كان السكون يعم المنزل حينما عاد دياب بعد منتصف الليل ليخطو للاعلي بخطوات هادئه تعرف وجهتها جيدا وكلمات بهيه بأن لا يخطو الي غرفتها تتردد في أذنه ...!
فتح الباب بهدوء شديد ونظر الي تلك التي توسدت الفراش ليتوقف لحظات يتطلع إليها ويسأل نفسه ماذا يفعل !!
أخذ نفس عميق وخلع عباءته ووضعها علي المقعد واتجه الي الفراش ....فتحت بهيه عيناها واستدارت سريعا ما أن شعرت بتلك الذراع تمتد حولها لتقول بعدم تصديق : دياب
التقت عيناها بعيناه لتري بها عتاب وكذلك رأي بعيناها نفس العتاب الذي استعد له ليضع إصبعه فوق شفتيها قبل أن تنطق بشيء ويقول : متتكلميش يا بهيه انا سمعت كلامك ومكنتش ناوي اخطي باب اوضتك بس انتي قولتي اني ظلمتك وانا لو ظلمت الدنيا كلها مرضاش اظلمك ...كلها سواد الليل والصبح هاخدك الدكتور !
ابتعلت بهيه بثقل وارادت أن تعتذر أو تتراجع عما قالت ولكنها صمتت حينما القي دياب لها نظره اخيره ثم استدار للجهه الأخري واولاها ظهره ليحاول اغماض عيناه بأنه سيرفع ظلمه عنها ويعالجها ولكن تهديدها له لا يستطيع أن يتجاوز عنه !
نظرت بهيه الي ظهره بكمد وشتات لا تعرف ماذا تقول أو ماذا تفعل لتحاول أن تسكن اصوات عقلها بأنها ربما أخطأت في اختيار الكلمات ولكنها أوصلت له إحساسها وهاهو اعترف بلسانه !
قام من جوارها في الصباح الباكر واتجه الي غرفه أخته التي لم تنام جيدا وهي مازالت تشعر بالذنب تجاه بهيه
: دياب
قال دياب باقتضاب : عاوزك في مشوار
: مشوار ايه ؟!
قال بنفس الكلمات المقتضبه:
هاخد بهيه الدكتور وانتي تعرفي اكتر مني في المواضيع دي
تهلل وجه وصال لتهتف به بسعاده : بجد يا دياب
فقط اكتفي بهز رأسه لتقترب وصال منه خطوه وتقول باعتذار :
دياب متزعلش مني انا غلطانه في موضوع هادي بس انت عارف أخلاقي وانا بس كنت متضايقه ...قاطعها دياب باشاره من يده رافض الاستماع لأي تبرير ليقول بحزم : مش عاوز اللي حصل يتكرر !
كان بنفس الاشاره يوقف بهيه التي حاولت أن تتحدث معه وتبرر كا حدث بينهم بالأمس : دياب انا ...قاطعها بحزم : انتي قولتي اني واكل حقك وانا اهو برد حقك وهاخدك للدكتورة
نظر لها بعتاب وتابع : بس بيت لوحدك ده يا بت الناس حق مش هديهولك !
......
.........
استيقظت دنيا من نومها الثقيل علي صوت مهجه تطرق الباب : قومي يابتي عيالك مفطورين من العياط
تبرطمت دنيا في سرها وهي تقول لمهجه : حاضر يا امه
فتحت باب الغرفه وهي تحاول أن تتذكر أن كانت قد شعرت بعوده دياب في الليل بعد أن غلبها النعاس ولكنها لم تتذكر لتسأل مهجه وهي تنظر تجاه غرفه بهيه : هو دياب فين يا امه
قالت مهجه بسخط وهي تعطيها أطفالها : يااختي شوفي عيالك الاول بعدين اسألي
قالت دنيا وهي تلوي شفتيها : مش جوزي يا امه وبسأل عليه
قالت مهجه ساخره ؛ ومسألتيش عنه ليه وهو راجع بعد نص الليل
قالت دنيا بتبرير : نمت يا امه ماهو انا طول النهار في دوشه العيال
قالت مهجه بسخط : طيب خدي بقي عيالك عشان اشوف ورايا ايه
بفضول واضح سالت دنيا : هي ابله بهيه لسه نايمه
قالت مهجه وهي تهز راسها : لا وهي بهيه هتنام للضهر ..دي سافرت مع دياب مصر
قالت دنيا بعدم استيعاب : مصر ..ليه يا امه ؟!
قالت مهجه وهي تتجه للاسفل : لما يرجع اسأليه !!
بالطبع ليست في حاجه لسؤال لتزم شفتيها بغل شديد وتدعوا الا تنال بهيه ذلك الطفل الذي تركض خلفه
نظرت بهيه الي وصال في طريق عودتهم بينما قضي اليوم باكلمه معها بين الأطباء والمعامل لتقوم بكل التحاليل الطبيه المطلوبه ولكنه يتحدث معها باقتضاب وكذلك مع وصال التي حاولت تلطيف الأجواء بينما تقول : دياب انا جوعت اوي ما تعزمنا علي العشا قبل ما نرجع
اوما دياب بنفس الصمت ليقود الي حيث المكان الذي أخبرته به وصال التي فشلت في فتح اي حديث بينما بقي صامت ...!!
.........
...
باحتراق نظرت دنيا إلي بهيه بانتظار سماع ما ستخبر به جدها الذي سألها عما فعلوا لتجد بهيه دياب ينظر إلي جده قائلا : خير يا جدي ...هبقي اقولك بس خليني اريح شويه
أخذ ذراعها وصعد بها بينما رأي نظرات دنيا ولم يرد من بهيه أن تتحدث بشيء امامها
: مش عاوزك تتكلمي في موضوع الدكتور مع حد يا بهيه واصل
نظرت له بهيه ليتابع وهو يجلس علي المقعد ويخلع حذاءه : عاوزين ربنا يكملها بالستر
فركت بهيه يدها وسألته بتردد : يعني انت مش متضايق
هز رأسه باستفهام : هتضايق من ايه
قالت وهي تخفض عيناها للأرض : يعني الدكتورة لما قالت إن العمليه غاليه حبتين وكمان جايز تكون من غير فايده
هز دياب رأسه قائلا : ولا غاليه ولا حاجه احنا نعمل اللي علينا والباقي علي ربنا
ابتسمت له بهيه لتتراجع عن ابتسامتها بينما عاد مجددا يقطب جبينه ويصمت
اتجهت ناحيته وسألته برقه : دياب ...انت لساتك زعلان مني ...حقك عليا انا مكنتش عارفه بقول ايه
قال دياب وهو يشيح بوجهه : لا كنتي عارفه و لويتي دراعي عشان عارفه غلاوتك عندي
قالت بهيه وهي تهز راسها وتمسك بذراعه : وانت غلاوتك عندي كبيرة اوي يا دياب وانا كل اللي عملته من حرقه قلبي
قال دياب بضيق : من كلام وصال
هزت راسها بدفاع : وهي ذنبها ايه ...كانت بتنصحني
قال دياب بعقلانية: واي حد ينصحك تمشي بكلامه ....تنهد وتابع : يا بهيه انتي عارفه غلاوتك عندي واني مرضاش حد يدوس ليكي علي طرف وام العيال من اول ما دخلت البيت وانا معرفها حدودها يعني انتي مش محتاجه تحطي نفسك في كفه ميزان قصاد حد
انا عارف ان حقك حاجات كتير من اللي قولتيها وده اللي شفعلك عندي بعد قولك الماسخ !!
ابتسمت له بهيه بخجل ولكنها سرعان ما رفعت حاجبيها وهتفت به : متقولش أنها بس ام العيال ...انا كمان أن شاء الله هبقي ام عيالك
ربت دياب علي شعرها بحنان قائلا : أن شاء الله يا ام محمد
اتسعت ابتسامتها : أيوة يا بهيه اول عيل هيكون اسمه محمد أن شاء الله
قالت بدلال واستعذاب لتلك الاحلام : ولو بنت
قال دياب متبرطما : وصال ....!!
اتسعت عيون بهيه ليهز راسه واخيرا يبتسم : اينعم عاوز اقطع لسانها بس عارف ان قلبها ابيض ونفسي بتي تكون زيها بتاخد حقها من عين العفريت
ضحكت بهيه قائله : ولما انت فرحان بيها اوي كده زعلت ليه لما مشيت بمشورتها
قال دياب وهو يضرب مقدمه راسها بخفه : عشان هي دماغها كده يعني كل واحد يمشي بدماغه ...!
واحد تاني كان دور ضهره ليكي ولا سأل وكان بات عند التانيه طالما الأولي قالت له متدخلش اوضتي
نظرت له بهيه بعتاب : اهون عليك
هز كتفه وفتح لها ذراعيه قائلا : متهونيش وانتي عارفه !!
..........
....
الجميع سعيد بينما يستعدون للخطبه ماعدا دنيا التي كانت تغلي كمدا و هي تشعر بالخطر أن أنجبت بهيه ....!!
دخلت دنيا الي غرفه بهيه التي كانت تضع كحل اسود بعيونها أبرز جمالها ... ابله بهيه
لمعت الغيره في عيونها حينما رأت ذلك القفطان الأنيق ترتديه بهيه وتتزين بعقد ذهبي كبير مجدول : عاوزة ايه يا دنيا
قالت دنيا وهي تعض علي شفتيها : حلوة العبايه ...دي جديده يا ابله بهيه
اومات بهيه قائله : اه جبتها من مصر ...
قالت دنيا بخبث : اه بالحق ده انا بدعي ليكي من وقت ما أمه مهجه قالت انك رايحه لدكتور كبير اوي هناك عشان تخلفي
هو قالك ايه الدكتور...نظرت لها تخفي خبثها وهي تتابع : طمنيني ...مش خير أن شاء الله
اومات بهيه وهي تتذكر تحذير دياب : كل خير ....المهم كنتي عاوزة ايه عشان عاوزة اخلص وانزل اشوف أمه مهجه عاوزة حاجه
قالت دنيا وهي تهز راسها : اه كنت عاوزة استلف اساورك التعابين البسهم وابقي ارجعهملك
قالت بهيه وهي تشير الي علبه الذهب : خدي اللي انتي عايزاه ويلا عشان أهل هادي علي وصول
بسماحه تركت لها تأخذ ما تريد لتضع دنيا في يدها الاساور وتغادر وهي تشعر بغيره قاتله !!
تشعر بالسعاده وبنفس الوقت بالخوف من تلك الخطوة وإحساس اخر تسرب إليها بافتقاد والدها وشعور امتزج بالفقد بأنها أذنبت في حقه بأنها وافقت بعد رفضه ولكن ماذا تفعل بعد أن عاشت وحيده ولا جديد في حياتها
أنها مثل اي فتاه تحتاج لمن يكون بجوارها يمليء حياتها وهو يمليء قلبها وحياتها
.........
....
علي مضض جلست حميده بينما كان هناك فرق واضح بين تهلل ملامح مهجه وملامح حميده التي كان ينظر لها نعمان بوعيد أن خالفت ما أخبرها به
خفضت وصال عيناها بخجل لتسمع نبرته بينما يقول : قدمي شبكه وصال يا ام هادي
فردت حميده ظهرها باعتداد بينما فتحت نشوي ابنتها حقيبتها الكبيرة التي تضعها بجوارها وسرعان ما بدأت تخرج منها علبه تلو الأخري تناولها لوالدتها التي تضعهم علي الطاوله الرخاميه أمامهم .....رفعت وصال عيناها تجاه تلك العلب القطيفه التي توضع امامها واحده تلو الأخري لتتهادي نظرات الدهشه علي وجهها ... لقد توقعت خاتم خطبه بسيط وربما سوار أو عقد ولكن مهلا .....علبه ....اثنان ... خمسه علب من القطيفه توضع امامها ....وان كانت دهشتها قيراط فعدم استيعابها أصبح اربعه وعشرون قيراطا بينما ترتسم ابتسامه حلوة علي شفاه أخته نشوي وهي تفتح العلب ببطء ليسطع بريق الذهب الذي يمليء كل علبه منهم ويخلب انظارها .....نظرت وصال لتري اساور وليس اسورة....خواتم لا تحصي ....العديد من السلاسل وعقد يلو الاخر .....تجمدت عيون وصال مكانها حينما وقعت علي اخر علبه فتحتها نشوي وقد كان ما بداخلها خالب للابصار....اسد !
اسد من الذهب ربما رأته من قبل في أحدي الاعلانات ولكن أن تراه امامها !
نظرت وصال الي الجميع لتري أنها الوحيده المدهوشه من كميه هذا الذهب بينما أهلها يرونه قيمتها وأهله يرفعون رأسهم باعتداد أنهم يهدونها شبكه بقيمتهم لتردد بعدم استيعاب : ايه ده كله ..... !
رفعت عيناها ببطء تجاه هادي الذي كان يتطلع الي ملامح وجهها بابتسامه أثره هادئه بادلها لها وهو يهز رأسه : شبكتك يا وصال
مازالت لا تستوعب وهي تشعر بثقل الأسد في يدها التي سرت بها القشعريرة وهادي يمسكها يلبسها إياه لتردد بخفوت ممازحه : هادي أنت بجد جبت ليا اسد دهب البسه !
غمز لها بخفه دون أن يلمحه أحد : واجيبلك ديناصور بس انتي شاوري !
تعالي صوت الجد ونعمان : الف مبروك
تعالت الهمهمات والاتفاقات لتكاد حميده تصاب بالصمم حينما تسربت الي أذنيها كلمه بيت جديد...!!
نظرت نشوي بتوجس الي انفاس حميده التي بدأت تتصاعد بحراره حينما عرفت بأن هادي أخذ منزل آخر لوصال ...!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
❤❤❤❤
ردحذف