( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت وداد الي الطفل بعتاب : كده برضه يا عبد الله مش عاوز تيجي انت وأخواتك تقعدوا مع خالتكم وداد
قال الطفل بنبره حزينه : انا عاوز اروح لأمي
ربتت بهيه علي كتفه قائله : ربنا يشفيها وهاخدك انت وأخواتك ليها بس انت ادعي لها
قامت وداد التي أتت لزياره الاطفال وتحملت جفاء بهيه التي عاتبتها قائله بصوت خافت : لساتك واخده علي خاطرك مني يا بهيه ....طيب حطي نفسك مكاني
قالت بهيه باقتضاب : ولا احط ولا اشيل يا ست وداد ...كتر خيرك علي مجيتك واطمني عيال سمر في عينا لغايه ما تقوم ليهم بالسلامه
زمت وداد شفتيها وتنهدت قائله : بخاطرك يا اختي انا قولت اخد العيال عندي وكفايه اللي انتي فيه
غص حلق بهيه وقالت بأمل : أن شاء الله ربنا هيفرجها ودياب هيطلع بالسلامه .
......
..........
تحرك دياب الكبير ذهابا وإيابا وهو يعقد يداه خلف ظهره
بانتظار انتهاء إجراءات خروج دياب بينما وصال لم تملك القوة لتقف لتجلس بسياره جدها تستند برأسها الي النافذه وعيناها غائمه بتلك الدموع المحتجره بينما عقلها يدور بدوامات لا متناهيه وابتسامه حملت سخريه مريرة مرتسمه علي جانب شفتيها ....كل ما عاشته معه ..كل تلك السعاده التي شعرت بها وكل تلك الأحاسيس ...كل شيء كان زائف اسفل عنوان صاغته حميده ...( ماهو كان علي رأسه بطحه !)
تنهيده حاره محمله بوجع الخزلان تلو تنهيده أخري مؤلمه وعقلها يري بوضوح كم كانت مغيبه .....الان أصبحت تري بوضوح ما كانت تراه ولا تفسره من ارتباكه ومن اسئلتها التي كان يتركها بلا اجابه أو بأجابه غير مقنعه كان قلبها يصدقها ...!
وضعت يدها علي قلبها الذي اعتصره ذلك الالم الذي تجلت علي ملامحها ...!!
..........
....
ارتجف جسد دنيا وارتعشت نبرتها بينما سألها الضابط : ها بقي ايه اللي حصل يوم الحادثه ؟!
ابتلعت دنيا رمقها وقالت بصوت مرتجف : هي ....هي يا بيه ...هي اللي اتهجمت عليا !
نظر لها الظابط متسائلا: هي مين ...تقصدي الضحيه اختك سمر
اومات دنيا وصدرها يعلو ويهبط : أيوة يا بيه
هز الضابط رأسه وعاد ليسألها : اتهجمت عليكي ليه ؟!
رمشت دنيا باهدابها وبظهر يدها مسحت جبينها الذي تعرق بشده وهي تقول : اصل ...اصل يا بيه كانت لا مواخده يعني ...مال الضابط الي الخلف يستند الي ظهر مقعده وهو يحث دنيا أن تتابع لتقص ذلك الافتراء مجددا
وتزداد نبرتها رجفه بينما تختم حديثها : تقصدي أنها هجمت عليكي وكانت بتخنقك وانتي كنتي بتدافعي عن نفسك لما ضربتيها علي دماغها
تسارعت انفاس دنيا وهزت راسها قائله : لا يا بيه مضربتهاش
نظر لها الضابط ورفع حاجبه : ازاي مضربتهاش ؟! ....مش قولتي انك كنتي بتدافعي عن نفسك
ابتلعت دنيا وقالت بكذب واضح: أيوة يا بيه بس مضربتهاش
نظر لها الضابط بنفاذ صبر : امال مين ضربها ؟!
قالت دنيا بصوت مرتجف : دياب ...دياب يا بيه كان بيدافع عني قام ضربها بالتسجيل علي دماغها
نظر لها الضابط بعيون ثاقبه وزفر بصبر نافذ : ولما دياب اللي ضربها هربتي ليه ....وليه مبلغتيش عنه
قالت دنيا سريعا : خوفت يا بيه ....خوفت يقتلني زي ما قتل اختي
زم الضابط شفتيه وعاد مجددا ليستمع إليها وكلما أعاد سؤاله كلما أخبرت دنيا قصه وروايه غير الأخري فالكاذب دوما ما تتغير روايته .... !
انتهي الضابط من سماع أقوالها والتي ظنت دنيا بأنها قد تنجيها لينظر لها الضابط قليلا ثم يقول بتمهل وهو ينظر إلي عيناها : بس دياب قال انك اللي ضربتيها !
قالت دنيا سريعا وهي تهز راسها : كذاب يا بيه ....هو اللي ضربها مش انا
اوما الظابط ومجددا عاد يتحدث بتمهل وعيناه الثاقبه لا تبارح النظر إلي ملامحها : يعني دياب كداب
هزت دنيا راسها لتتسلل ابتسامه هادئه علي طرف شفاه الضابط الذي قال ببطء وعيناه تلمع بالانتصار : اختك كمان كدابه.....!
بوغتت دنيا وتذكرت حديث احسان أن اختها لم تموت
ليتابع الضابط وعيناه الثاقبه مركزه علي ملامح دنيا
: اختك فاقت واعترفت عليكي وروايتها متطابقه مع اللي قاله دياب في التحقيقات وكمان بصمات دياب مكانتش علي جهاز المسجل وانا متاكد ان البصمات اللي رفعها المعمل الجنائي هتكون بصماتك !
تهدجت انفاس دنيا التي أخذت تهز راسها وسرعان ما انهمرت الدموع من عيناها وخانها لسانها الذي صاح : سرقتني يا بيه ....سرقت دهبي ...!!
مجددا روايه لم يستمع الضابط إليها بينما اخذت تصرخ بانهيار ليتابع الضابط بثبات وهو يشير الي أحد العساكر : خدها علي الحجز !!
........
...
: وصال ....وصال
انتبهت وصال الي صوت علوان الذي نظر إليها بقلق : مالك يا بتي ؟!
هزت وصال راسها وفركت وجهها لتمنع دموعها من الانهمار وهي تقول بصوت متحشرج : ابدا يا خالي ....نظرت تجاه مدخل قسم الشرطه متساءله : ايه الاخبار ؟!
هز كتفه قائلا : لسه المحامي جوه مع دياب
اومات له ليشير الي هاتفها الذي تعالي رنينه لتجيب بصوت متحشرج : أيوة يا ماجد
أنهت المكالمه لتنظر الي خالها قائله : ماجد عاوزني في المستشفي
قال علوان : ماشي يا بتي ...تعالي اخدك هناك وبعدين اروح اطمن امك وبهيه
...........
....
بتعب مررت سمر لسانها علي طرف شفتيها الجافه كما حال حلقها ليقول ماجد برفق : ارتاحي يا مدام
اشار الي الضابط الذي يأخذ أقوالها قائلا : بعد اذنك يا فندم المريضه مش هقدر تتكلم اكتر من كده
هز الضابط رأسه قائلا وهو ينظر لسمر : خلاص اخر سؤال
بوهن حاولت سمر أن تجيب علي سؤال الضابط الذي أكد عليها :يعني اللي ضربك اختك مش دياب
اومات سمر التي غص حلقها واغمصت عيناها بقوة بينما داهمها هذا الالم القوي وكأن اختها تهوي مجددا علي رأسها بلا هوادة
خرج الضابط لتنظر سمر الي الطبيب الشاب بعيون مرهقه وتقول بلسان ثقيل ....دياب ....عاوزة دياب
اوما ماجد الذي لم يثقلها باخبارها بشيء عما حدث ليقول برفق : حاضر هبلغه بس انتي ارتاحي دلوقتي
اشار للممرضه أن تتقدم واملي عليها بعض الادويه ثم خرج ليتصل بوصال التي وصلت خلال دقائق !!
...........
....
تسللت احسان علي أطراف أصابعها ووقفت خلف الجدار بترقب ما أن استمعت لهدير سياره هادي .....!
سحبت حميده نفس عميق وزفرته ببطء بينما رسمت علي وجهها التأثر وهي تتجه ناحيه هادي الذي اندفع من الباب وها قد صدق حدس احسان بخبث حميده التي أوقعت بها وهي تهتف بأبنها تباغته قبل أن يقول شيء : شوفت يا هادي اللي حصل ....!
اخذت تقص روايتها لتكون البريئه : البت مرات دياب كانت مستخبيه هنا وانا كلمتك كتير تيجي ولما خوفت تهرب قومت كلمت مراتك
خفضت عيناها الي الأرض وتابعت بصوت امتزج به التأثر الزائف : وحصل اللي حصل !!
امتلئت نظرات هادي بالخزلان والعتاب وهو يهتف بصوته المتحشرج بينما كل ما يريد معرفته هو لماذا ام تفعل هذا بابنها : ايه اللي حصل ....! تغضنت نبرته بالعتاب وهو يتابع بعيون ملئها الاتهام : عملتي اللي نويتي عليه وقولتي لها
هزت حميده راسها وقالت سريعا : لا مقولتش
زم هادي شفتيه وهتف بسخط : امال هي عرفت منين؟!.
قالت حميده وهي تدفع الذنب عن عاتقها وكأنها كانت مضطره : غصب عني يا هادي ....جت وشافت احسان وسألت وانا قولتلها انك مطلقها ....حاولت أن تتابع بثبات وهي تعفي قلبها من اي عتاب : هي كده كده كانت هتعرف واهي عرفت بقي وانا بدل ما مخها يودي ويجيب لما شافت البت احسان روحت قولتلها اللي حصل ....زمت شفتيها وتابعت بخبث : كله منها ....
البت اللي تتشك في لسانها احسان هي اللي عرفت مراتك بكل حاجه ! ....وصال جايه وعارفه ... انا مقولتش حاجه الا اني فهمتها بدل ما تظن أنك متجوز غيرها
شهقت احسان واسرعت تنزل الدرج بينما انفلتت الكلمات من شفتيها : كدابه !
اتسعت عيون حميده وسرعان ما استدارت ناحيتها تزمجر بها : انا كدابه ؟!
اخرسي قطع لسانك ....سامع يا هادي بنت عليوة بتطول لسانها عليا ازاي !
بجراه صرخت احسان تتهم حميده : انتي اللي قولتي لها ....وقفتيني قدامها عشان تحسريها علي نفسها ....انتي مش انا
انقضت حميده علي ذراع احسان تعنفها بقوة : اخرسي يا بت .....انتي اللي وقفتي قدامها وخليتها تعرف كل حاجه
هزت احسان راسها وهتفت برجاء تجاه هادي الذي توهجت عيناه بالغضب وهو يتخيل ما فعلوه بها : لا يا هادي مش انا دي هي اللي خلتني اقف قدامها
زمت حميده شفتيها وهتفت بإحسان بسخط وهي مازالت تقبض علي ذراعها : اخرسي يابت
اخذت كل منهما تكيل للاخري الاتهامات للحظات قبل أن يسود الصمت حينما تعالي صوت هادي الجهوري : اسكتي انتي وهي
نظرت له حميده باحتدام : انت يا ابني بتقول لامك كده يا هادي !!
نظر لها هادي بسخط هاتفا : معادش ليكي ابن
اهتزت نظرات حميده ليهز هادي رأسه قائلا بحزم : انا قولتلك لو قولتي ليها مش هيكون ليكي ابن ومن النهادره مالكيش ابن
اتسعت عيون حميده وتركت ذراع احسان واسرعت تركض في أثر هادي : هادي ....هادي
تركها وانصرف لتقف حميده مكانها للحظه قبل أن تلتفت وبغل شديد تنقض علي احسان التي حاولت أن تتراجع ولكن حميده أطبقت علي خصلات شعرها وجذبتها منه وهي تصيح : والله ما انتي قاعده هنا دقيقه واحده يابت عليوة ...!
حاولت احسان أن تتوسلها: ابوس ايدك يا امه ....سيبني يا امه بالله عليكي
لم تشفق حميده عليها بل تابعت بحقد جذبها تجاه الباب الذي دفعتها منه للخارج : برا يا بنت ال ..
حاولت احسان أن تترجي حميده التي أفرغت كل غضبها بها والقتها دون شفقه خارج المنزل وأغلقت الباب خلفها وصدرها يعلو ويهبط للحظات قبل أن تسرع وتمسك هاتفها : الحقيني يا نشوي .....اخوكي قاطعني !
.........
....
كان يقدم خطوة ويؤخر أخري وكم كانت صعبه عليه تلك المواجهه التي أصبح لا مفر منها ....!
ليتوقف امام بوابه منزل دياب الكبير حيث تزاحم أهل البلده يهنئون بعوده دياب وتعالت اصوات الزغاريد والطلقات الناريه بينما التف الناس حول دياب يهنئونه بخروجه ودياب الكبير يحيط كتفه بذراعه وابتسامته مليء وجهه بعد انتهاء تلك المحنة ......!
بلهفه كبيرة توقفت بهيه ومهجه اعلي الدرج وكم تمنت بهيه أن تركض وترتمي بين ذراعيه ولكن ما منعها هو جموع الناس المهنئه
ربت علوان علي كتف دياب قائلا : نورت بيتك يا معلم دياب
أبتسم دياب له قائلا بامتنان :
شكرا يا خال
ربت جده علي كتفه قائلا : نورت بيتك يا غالي
: تسلم يا جدي
تعالت اصوات الطبول والتهليل التي تابعتها وصال بملامح خاويه شاحبه وكأن الحياه هربت منها بينما كل ما ارادته هو لحظه تكون بها مع نفسها تستوعب ما عرفته ....!!
مازالت كم أخذ ضربه قويه علي رأسه تائهه لا تستوعب أنه اخفي عنها كل هذا ...!
خدعها وطعنها بظهرها وكم كانت مؤلمه طعنته الغادره جارحه بروحها بينما اتي الغدر ممن كانت تستند الي ظهره !
كانت مازالت واقفه بأحد الزوايا وحيده ملامحها غائرة بالحزن حينما لمحته يتقدم بين الحشود وكم كانت غريبه ملامحه تلك المره وكأنها تراه لأول مره ..!!
تراه انسان آخر وكأنه رجل لا تعرفه
سحبت أقدامها وتراجعت خطوة تلو الأخري وهي تبعد عيناها التي تشعشعت بها الكراهيه عن رؤيته بينما عيناه تبحث عنها بلهفه هنا وهناك بين الحشود واخيرا رأها واه من هذا اللقاء الحار بين العيون الذي كان لمجرد لحظه ولكنها كانت طويله علي كلاهما وقد أسرعت وصال تنسحب بعيدا عنه وعن الجموع ..!!
تهدجت أنفاسها وأخذ صدرها يعلو ويهبط وتصاعد بداخلها غضب بركان يريد أن ينفجر ولكن كرامتها تأبي أن تنكسر .....لن تبكي !
لن تصرخ!
كما أنها لاتريد أن تتحدث أو تعاتب !
فقط تريد أن تبتعد
وقدر ما استطاعت ظنت أنها ابتعدت بينما وصلت إلي حديقه المنزل الخلفيه ولكنه كان سرعان ما يلحق بها ليلتاع قلبه وهو يراها تضع يدها علي صدرها الذي تسارعت أنفاسه....تحاول أن تتنفس وانفاسها الحاره تحرق جوفها
توقف علي بعد بضع خطوات منها يتطلع إليها بقلب لهيف وملامح اكلها الندم .....ببطء رفعت وصال عيناها تجاهه ما أن لمحت خطواته وكم نحرته نظرات عيونها التي بالرغم من شموخها إلا أنه رأي الانكسار بها وهذا كان اصعب ما شعر به ...!
لم تقل شيء بل فقط نظرت إليه تلك النظره التي حملت خزلان العالم لتتهدج نبرته وهو ينطق اسمها
: وصال
ماذا يقول ومن اين يبدأ ...لم يسعفه عقله فخرج عتابه من قلبه الذي ظن أن له الحق به ليقول برجاء
: متبصيش ليا كده الله يرضي عنك ....أقترب منها خطوه وتابع بندم جارف : انتي عارفه اني عملت كل ده عشان بحبك
زمت وصال شفتيها وهزت راسها قائله بمراره : لا مش عارفه
قال هادي بندم ممزوج بعتابه : عارفه يا وصال اني بحبك اكتر من نفسي ومكنتش اقدر اقولك حاجه تبعدك عني بعد ما لقيتك تاني
صاحت وصال به بغضب اهوج توقفه عن سرد اي عذر : انت بتبرر ايه.... حب ايه اللي بتتكلم عنه .... انت لو بتحب حد فأنت بتحب نفسك وبس
هز هادي رأسه وقال برجاء وهو يمد يده ناحيتها : بحبك وهقولك علي كل حاجه بس تعالي نروح بيتنا ونتفاهم هناك
اتسعت عيون وصال ونظرت الي يده الممدوده باستنكار : بيت ايه ....هزت راسها وتابعت : مفيش بيت هيجمعني بيك تاني !
والبيت اللي بتتكلم عنه ده انت بنيته علي كذب وخداع وعشان كده هيتهد فوق دماغك انت وبس
عشان أنا خلاص مبقاش في حاجه هتجمعني ولا تربطني بيك ...غص حلقها وتابعت: الا البيبي
احتقن وجهها بحقد لم يكن يعرف اي طريق الي قلبها سابقا ولكنه تغلغل بروحها الان لتنظر إليه بعيون مليئه بالحقد والغضب الاهوج وتتابع : لولا أنه حرام والله يا هادي لكونت كمان قطعت اخر خيط ممكن يجمعني بيك
انصدمت ملامح هادي وتهدجت أنفاسه بينما يقول بلسان ثقيل مستنكرا : انتي بتقولي ايه .....عاوزة تموتي ابني !!
اومات وصال ونظرت بوسط عيناه بغل وحقد ولكمت صدره صارخه : عاوزة اعمل اي حاجه توجعك زي ما وجعتني ....!!
لكمته مجددا بغل شديد وتابعت بوعيد : بلاش تخليني اعمل حاجه انا مش عاوزاها وابعد عني خلاص كفايه
هز هادي رأسه وأمسك ذراعها : مش خلاص انا عمري ما هسيبك واللي انتي عايزاه اعمليه فيا انا ....تعالي نروح بيتنا ونتكلم هناك ....تعالي معايا
دفعت يده بعيدا عن ذراعها بغضب : اوعي كده !
.............
.....
مال دياب الكبير تجاه فتحيه التي كانت تركض وبالصدفه لمحت جدال هادي ووصال لتسرع الي جدها الذي عقد حاجبيه وهو يستمع إلي همسها وسرعان ما كان ينسحب من بين جموع الناس التي بدأت تخف واتجه الي الحديقه الخلفيه
استنكرت ملامح دياب الذي هتف باستهجان حاد وهو ينظر إلي وصال التي رأها تدفع يد هادي : في ايه عاد صوتكم عالي ليه .....نظر إلي هادي ووجه إليه سؤاله : في ايه يا هادي ؟!
ابتلع هادي وهز رأسه قائلا :
ابدا يا حاج ....مشكله بيني وبين وصال هاخدها نرجع بيتنا نحلها هناك
نظرت له وصال باستنكار ممزوج بالحنق وصرخت به : قولتلك مش هاجي معاك في اي حته
نظر لها جدها باستنكار وهتف بها باحتدام : في ايه يا وصال هتعلي صوتك علي جوزك قدامي كمان ....اتحشمي ويلا اسمعي كلام جوزك وروحوا بيتكم صفوا أموركم بينكم !
نظرت وصال الي جدها باستنكار شديد بينما وافق حديث هادي دون أن يهتم لها
صكت وصال اسنانها ونظرت الي جدها بسخط : انت حتي مسالتش هو عمل ايه ؟!
قال دياب الكبير بهيمنه : الراجل قال أمور بينكم وهيحلها وبنت الاصول تسمع كلام جوزها ...يلا عاد يا هادي خد مراتك !!
اهتزت نظرات وصال ونظرت الي جدها باستنكار شديد ليموج صدرها بالغضب وتصرخ برفض أن ترضخ لأمر جدها الذي لم يهتم لأمرها : مش هروح معاه في حته !
نظر لها جدها بحده وهتف بغضب : هتكسري كلمتي عاد ....اسمعي الكلام يا بت والا هكسر دماغك
احتقن وجه وصال وانفجرت نظراتها ثائره بينما نظر هادي الي دياب الكبير قائلا : لا يا حاج ...وصال مراتي ومحدش يقول لها كلمه تضايقها .. قبل أن يتابع صاحت به وصال ساخره : لا والله وكمان قلبك عليا ...كتر خيرك
نظر لها جدها بحده ثم نظر إلي هادي ساخرا : اهي اللي بتدافع عنها ....بتقل منك و قدامي !
ادارت عيناها تجاه جدها الذي استنكرت أن يكون بهذا الموقف وهي حفيدته لتقول بسخط وكبرياء : انا مش محتاجه حد يدافع عني والراجل اللي زعلان عشانه اوي انا عاوزاه حالا يطلقني !!
.........
....
بعد أن انصرف غالبيه الناس اتجه دياب الي داخل المنزل فأسرعت بهيه تجاه دياب تحتضنه وهي تهتف بسعاده غامره : حمد الله علي السلامه يا دياب ...نورت بيتك
احتضنها بعد أن قبل راس والدته وسرعان ما أدار رأسه بتساؤل : وصال فين ؟!
تقدمت فتحيه وأشارت له لينزل الي طولها وسرعان ما همست له : ورا البيت وكانت بتتخانق مع عم هادي
عقد دياب حاجبيه واسرع لتنظر بهيه الي اختها باستفهام
: في ايه يا فتحيه ؟!
........
اندفعت الدماء الي وجه دياب الكبير الذي لم يحتاج الي فطنه ليفهم أن كل شيء قد انكشف ولكنه تظاهر بأنه لا يعلم شيء وسرعان ما كور قبضته ورفع يده للاعلي مستهجنا تعالي صوت وصال أمام صوته وقد انفلتت أعصابه .....لتتسع عيون دياب الذي عقد حاجبيه واسرع ناحيتهم مزمجرا وقد كانت يده الاسرع من هادي وهو يسحب وصال من أمام جدها ويتوقف أمامه : في ايه ؟!
اخيرا خانت وصال دموعها ليتفاجيء دياب بها ترتمي علي صدره وتنفجر ببكاء ما أن استشعرت السند والعون من أخيها : كذب عليا يا دياب .....!!
ظلت تهذي بكلمات عن غدره وخداعه لها ليتمزق نياط قلب أخيها الذي نظر بغل وغضب تجاه جده وتجاه هادي الذي وقف بقله حيله يناجي دياب الكبير أن يفعل شيء
بينما اختتمت وصال حديثها برجاء لأخيها وهي ترفع إليه عيناها التي امتلئت بالدموع : انا مش هعيش معاه تاني بعد ما كذب عليا وخدعني ....مش عاوزاه يا دياب ...خليه يطلقني !
مرر دياب يداه بحنان علي ظهر أخته التي تعالت شهقات بكائها لتتوقف خطوات مهجه التي أسرعت هي وبهيه ناحيتهم .....صكت مهجه صدرها وهتفت بقلب لهيف وهي تتجه ناحيه ابنتها : وصال مالك يا بتي ؟!
برفق امسك دياب بكتف اخته وكفف دموعها بيداه وهو يعطيها لوالدته التي اخذتها بحضنها وهي مازالت تتساءل : في ايه يا ولاد ...حد يفهمني !
قال دياب برفق : خديها يا امه تغسل وشها
هزت وصال راسها ونظرت الي أخيها تناجيه ليهز دياب رأسه قائلا برفق شديد : كل اللي انتي عايزاه هيحصل بس كفايه عياط وسيبي عليا كل حاجه
انساقت الي ذراع مهجه وبهيه لتتسارع دقات قلب هادي وقد فهم ما ينتويه دياب والذي احبطه دياب الكبير بينما يهتف بحزم في ابنته : خدي بتك عقليها يا مهجه انا مش عاوز دلع ماسخ
احتدت نظرات دياب الي جده بينما توحشت نظرات وصال التي استنكرت أن يعرف جدها شيء كهذا ويصمت عنه لتنفلت نبرتها الغاضبه : انا مش مجنونه عشان حد يعقلني
حاولت مهجه أن تضمها إليها ولكن وصال أبعدت ذراع والدتها عنها ووقفت أمام جدها بتحدي : انا عاقله وعارفه انا بقول ايه ...؟!
احتدت نبره جدها الذي صاح بسخط : وانا محدش بيقول كلمه فوق قولي
تدخل دياب ليمسك بكتف اخته ويربت عليه ويقول بحنان : انا مش قولتلك سيبي كل حاجه عليا
نظرت له ومجددا غزت الدموع عيناها : انت مش سامع !
اوما دياب وقال برفق : سامع ....وعاوزك تسمعي كلامي
التفت دياب الكبير الي حفيده وهتف بسخط : وهو ايه كلامك أن شاء الله يا دياب
هتف دياب باحتدام : اختي مش هتتحرك من هنا واحنا الرجاله لينا كلام
قبل أن يقول دياب الكبير شيء امسك هادي بكتفه وهمس برجاء حتي لا تزداد الأمور اشتعالا ويتشعشع العناد بالموقف : وانا موافق علي كلام دياب....نقعد ونتكلم واللي يرضيها اعمله
لم تكد وصال تضع راسها علي كتف والدتها التي مازالت لا افهم شيء حتي رفعتها وهتفت به بغضب شديد : اللي يرضيني انك تطلقني سامع ولا أعيدها !
احتقن وجه هادي كما حال جدها الذي أوقفته ابنته وهي تسحب ابنتها هي وبهيه الي الداخل : حقك عليا يا ابويا انا هاخدها جوه ترتاح
كور دياب قبضته ورفع عيناه تجاه أخته يخبرها بنظراته أنه معها بينما أصبح واضح لها موقف جدها لتنساق الي يد والدتها التي ما لبثت أن سألتها بلهفه : ايه اللي حصل يا وصال ....مالك يا بتي ...طلاق ايه بعد الشر
ده انتي حامل يا بتي ليه تقهري قلبي عليكي وتقولي كده ...هادي ابن حلال ولو زعلك هيراضيكي !!
غص حلق وصال ونظرت الي والدتها تتساءل هل سيكون موقفها مثل موقف جدها أن أخبرتها لتختنق بالعبرات ولا تستطيع أن تقول شيء ...!
نظرت بهيه إليهم بقله حيله لتقول برفق : سيبيها يا امه وهي لما تهدي هتقولك علي كل حاجه
اخذت بذراع وصال برفق قائله : تعالي يا اختي اغسلي وشك واستهدي بالله ...!
.........
....
توسط دياب الكبير تلك الجلسه التي بدأها نعمان يتحدث عن هادي الذي لا يجد شيء ليقوله
قال نعمان بهدوء : هادي غلطان وبنتنا حقها تزعل وعشان كده اللي يرضيكم ويرضيها هادي هيعمله
تمهل دياب الكبير قبل أن يقول شيء بينما بلا تردد كان دياب يهتف :إلي يرضيها قالت عليه يا حاج نعمان
نظر نعمان الي هادي الذي نظر تجاه دياب باحتدام بينما يتابع : عاوزة تطلق وده اللي يرضيها
قال هادي باستنكار وهو ينظر تجاه دياب الكبير : طلاق ايه ؟!....انا لا يمكن اوافق
قال دياب باحتدام : وهي لا يمكن توافق ترجع !
رأي هادي أن دخوله بعناد أمام دياب لن يجدي نفعا لذا هتف بعتاب : ده كلامك بدل ما تكون محضر خير
صاح دياب بغضب : ولا عاد فيها خير ولا شر ...هي قالت طلبها وانت تنفذه
احتقن وجه هادي هاتفا : وهو بالساهل كده خراب بيتي يا دياب
تدخل نعمان قائلا : استهدوا بالله ....البت حامل وهادي عنده حق خراب البيت مش بالساهل
نظر إلي دياب الكبير وتابع : وانت ميرضكش يا حاج دياب ولا ايه
حك دياب الكبير ذقنه بحيره ونظر الي هادي للحظه قبل أن يتحدث وقد صمت يعيد التفكير بالموقف بينما سرعان ما اخذ دياب جانب أخته التي سيزداد عنادها مع وقوف أخيها معها لذا قال بهدوء : ميرضنيش ولا كان راضيني من الاول اللي عمله هادي
أدار نظراته تجاه هادي وتابع بتوبيخ : كل مره بتوقفني في الصعب يا هادي .. أولها لما جيت قبل الفرح ودلوقتي والبت حامل ...عاجبك كده !
احني هادي رأسه لدياب الكبير وتقبل التوبيخ الذي ظنه دياب الكبير سيهديء من نيران دياب ليقول بتمهل : دلوقتي المصلحه لا انت ولا هي ...المصلحه هي مصلحه العيل اللي جاي
واقفه نعمان الذي يريد للصلح طريق : عين العقل يا حاج ومصلحه العيل أنه يكبر بين أبوه وأمه
احتدمت نبره دياب الساخطه : وده ازاي يا حاج بعد اللي عمله
نظر هادي الي دياب بغضب بينما موقفه يزيد الموقف اشتعالا ليتدخل نعمان قائلا : غلطه يا دياب وكلنا بنغلط ولازم نسامح
اشاح دياب بوجهه هاتفا : وهي مش هتسامح ....اختي وانا عارفها كرامتها فوق كل حاجه
نظر له هادي باستنكار : وهو حد جه علي كرامتها
واجهه دياب بغضب : وهو لما تخلف من غيرها يبقي ايه
صاح دياب الكبير بسخط : أمر ربنا يا دياب ...لا هو أول ولا آخر واحد
اوما دياب قائلا : ونعم بالله وبرضه حقها تقبل أو ترفض
زم هادي شفتيه هاتفا : انت كده مش بتحل يا دياب
اشار دياب الكبير بيده ليوقف النقاش بين هادي ودياب : والأمور مش هتتحل بين يوم وليله
نظر له هادي بترقب : يعني ايه ؟!
تنهد دياب الكبير قائلا : يعني انا معاك يا هادي ومش موافق علي الطلاق ....احتقن وجه دياب بالغضب وتهللت ملامح هادي ليتابع دياب الكبير : وبرضه مش هغصب عليها ترجع معاك ....نظر إلي هادي وتابع : وصال تفضل هنا كام يوم تهدي فيهم وامها تكلمها وانت تبقي تحاول تراضيها
اراد دياب الكبير أن ينهي الجدل بين هادي و دياب بتلك الكلمات ليفتح دياب فمه ولكن جده أوقفه وهو يتابع بحزم : ده كلامي ومفيش كلام هيتقال فوقه
لم يصمت دياب الذي وعد أخته ليقول بانفعال : بعد اذنك يا حاج كلامك وكلامي مالوش داعي عشان صاحبه الشأن هي الوحيده اللي لها كلمه مش هنرجعها له وهي مغصوبه
هتف هادي بحنق : حد جاب سيره الغصب انا بقول هراضيها
انفلت لسان دياب بغضب : خلصنا يا هادي طلقها
نظر له هادي برفض وهي واقفا : لا ولو انطبقت السما علي الأرض مش هيحصل
هي دياب واقفا ليقف دياب الكبير أمامه ويهتف بهم
بتوبيخ : انتوا هتناطحوا في بعض قدام الكبار ولا ايه
التفت الي هادي وأشار له :
يلا يا هادي روح دلوقتي وسيبني اتكلم مع دياب
...........
.....
قالت مهجه بكمد وهي تحاول تهدئه وصال التي كففت دموعها واطلقت غضبها وثورتها التي أشعلها موقف جدها : استهدي بالله يا وصال يا بتي اي حاجه تتحل طلاق ايه اللي بتقوليه....الست العاقله تحاجي علي بيتها
نظرت لها وصال بانفعال : ماما لو سمحتي انتي متعرفيش هو عمل ايه
هتفت مهجه بعدم رضي : فهميني طيب
نظرت وصال الي والدتها وبقلب ملكوم وعقل غاضب أخبرتها لتصك مهجه صدرها بيدها وتختم وصال حديثها بعزيمه لا تتزعزع : هتطلق منه واستحاله اعيش معاه
نظرت إلي والدتها وتابعت بأمل : دياب قالي أنه هينفذ طلبي .....اتجهت الي باب الغرفه وهي تمسح باقي دموعها : انا هنزل اشوف بيتكلموا في ايه يخصني
أسرعت بهيه التي كانت جالسه بالاسفل تمسك ذراع وصال ما أن رأتها تتجه الي غرفه الضيوف : استني يا وصال ....الجماعه مشيوا
نظرت لها وصال باستفهام : ايه اللي حصل
قالت بهيه بحزن : هادي أخد عمه ومشي وجدك ودياب ماسكين في بعض عشان دياب مشي كلامك
ابتسمت وصال بزهو بينما لم يخيب رجاءها في أخيها واسرعت لتوقفها بهيه : رايحه فين بس
قالت وصال بامتنان : اشكر اخويا أنه وقف معايا
.............
.....
هتف دياب الكبير بسخط : انت كده مش بتحل يا دياب
بادله دياب الصوت الساخط : ملهاش حل إلا أنه ينفذ طلبها
هتف دياب الكبير باستنكار : بتخرب علي اختك ..!! مكانش ده اتفاقنا مع الراجل
زم دياب شفتيه وافلتت الكلمات الساخطه من شفتيه : انا متفقتش علي حاجه ومن الاول مكنتش راضي .....نظر إلي جده وتابع بغضب وصوت عالي وصل لوصال التي كانت قد وصلت الي باب الغرفه المفتوح :
قولتلك ياجدي مش هترضي ولا تقبل .....نظر إلي جده وتابع باتهام يعفي به نفسه من مشاركته بهذا الخطأ :: انت اللي حطيتنا في كده لما وافقته وخلتنا نخبي عليها ونشارك معاه في كدبته
تجمدت اقدام وصال وتلاشت ابتسامتها الممتنه وتحولت الي رجفه خفيفه أصابت شفتيها بينما تهدجت أنفاسها وهي تحاول أن تستوعب ما سمعته ....كان جدها واخيها يعرفون ... ببطء تقدمت خطوة داخل الغرفه ليتفاجيء جدها بوجودها وسرعان ما تضرب الصدمه ملامح دياب الذي استدار حيث نظر جده ورأي وصال خلفه وواضح علي ملامحها أنها عرفت وهاهي تقول وهي تهز راسها بعدم تصديق : انت يا دياب ...!!
غص حلقها بينما تابعت بعدم تصديق : كنت عارف
اهتزت نظرات دياب وهربت منه الكلمات وهل هناك كلمات يدافع بها عن نفسه ....!
غص حلق وصال بينما زاغت نظراتها وهي تتطلع الي أخيها بعتاب شديد لا تستوعب أنه كان يعرف شيء كهذا ولا يخبرها بل ويشارك هو وجدها .....!
تعكرت ملامح بهيه وهي تري تلك الصدمه علي ملامح وصال التي شعرت بأن الجميع قد خزلوها
نقلت مهجه عيناها بين ملامح ابيها وابنها وابنتها ووقفت مكانها كما حال الجميع للحظه بانتظار رد فعل وصال التي لم تجد كلمات تعبر عن خزلان قلبها لتكرر بعتاب شديد : انت كنت عارف كل ده ومقوتش ليا ....اتفقتوا معاه عليا !!
افلتت الكلمات المدافعه من لسان بهيه بينما اشفقت علي دياب أن يقف هذا الموقف : لا يا وصال .....ببطء استدارت وصال تجاه بهيه التي تابعت باندفاع دون تفكير وقد ظنت أن ما ستقوله سيبريء ساحه زوجها : دياب مكانش موافق واضطر زي ما جدي اضطر .....والله كان غصب عنهم وهما يعني كانوا هيعملوا ايه لما يعرفوا حاجه زي دي قبل الفرح !!
هل تحتاج إلي صدمه أخري لتشعر بأن قلبها اوجعته كل تلك الصدمات فتتهاوي جفونها وهي تهتف بخزلان شديد وصوت معاتب مهتز: انتي كمان يا بهيه كنتي عارفه !!
جاني اخر انضم الي كل من جنوا عليها والموجع أن هؤلاء الجناه هم اقرب الناس إليها ...!
نكست بهيه راسها بخزي ولم تتحمل عتاب نظرات وصال التي امتلئت عيناها بدموع غائرة بينما تديرها في كل الوجوه الواقفه امامها وهي تهتف بهم بعتاب مؤلم :
انتوا ازاي تعملوا فيا كده ....؟! مين اداكم الحق تعملوا كده في حياتي ؟!
حتي انتي يا بهيه !!
نظرت إلي والدتها التي اعتصر الالم قلبها وشعرت بوجيعه ابنتها : وانتي يا ماما معاهم .....!!
هزت مهجه راسها بأسف بينما تابعت وصال بخزي : ولا مش فارقه حتي لو كنتي تعرفي كده كده مكنتيش هتعملي حاجه !!
قسي عتابها علي والدتها : اخرك كنتي هتقوليلي نفس الكلام اللي كنتي بتقوليه ليا من شويه !!
وضعت يدها علي وجهها تفركه ومجددا تنظر إلي الجميع ولكن لم تعاتبهم بل واجهتهم باتهام شديد : كلكم انتوا تعرفوا وكلكم شاركتوه في أنه يخدعني ويكذب عليا ....كلكم ضحكتوا عليا ....ليه تعملوا فيا كده ...بأي حق !!
زم دياب الكبير شفتيه بسخط شديد بينما اوقفتهم وصال جميعهم امامها وكأنهم متهمين ليهتف بسخط :
ما بزياده كلامك ده الراجل لا عمل عيب ولا حرام ....كان متجوز وطليقته حامل لاهو اول ولا اخر واحد وحتي لو كان متجوز ومخلف لا اول ولا اخر واحد ماهو عندك اخوكي
قبل أن يكمل دياب كلماته كانت وصال تندفع بغضب اهوج صارخه بغل من تبرير جدها البارد حد الصقيع : وهو يعني اخويا كان ونعم المثال ماهو اسوء منه
نظرت إلي دياب بحقد وتابعت بلا تفكير بينما جاش صدرها بالوجع من خولان الجميع لها : واهو اخد جزاءه ...يستاهل ياخد جايزة اكبر مغفل !
غص حلق مهجه وتوجع قلبها من كلمات وصال القاسيه وتعكرت ملامح دياب الكبير بينما التقت نظرات دياب بنظرات أخته التي امتلئت جفاء وقسوة لم تتوقف بل استدارت تجاه بهيه التي انشطر قلبها نصفين من أجل رؤيه نظرات الإنكسار بعيون دياب لتتابع وصال وهي تتقن رسم الشماته : مع انك شاركتيهم بس ربنا جابلك حقك يا بهيه عقبال ما ربنا يجيب ليا انا كمان حق غدركم كلكم بيا ...!
توقعت أن كلماتها ستثلج قلب بهيه التي نظرت إلي دياب بأسي بينما يستدير ويغادر لتنظر الي وصال باستنكار شديد وتهتف بها قبل أن تركض في أثر دياب : اول مره اكرهك يا دكتورة!!
نظرت مهجه بعتاب الي ابنتها : ليه يا بنتي تقولي لأخوكي كده ...اخوكي ميستاهلش منك كده
نظرت لها وصال ساخره بمراره : ولا انا كنت استاهل منه كده .....انا حرام اوجعه بكلمتين وهو مش حرام يعمل فيا كده
تعالت نبرتها وهي تتابع بانفعال : مش حرام عليكم كلكم اللي عملتوه فيا ....مش حراااام
نظر دياب الكبير الي مهجه بسخط : شوفي بتك يا مهجه ...انا كل ده ساكت بس مش هسكت اكتر من كده وهي موقفانا قدامها زي التلامذه
لم تجد وصال في نفسها ما يدفعها الي جدال هذا الرجل فماذا كانت تتوقع منه لذا زمت شفتيها وطورت قبضتها بينما تقدمت مهجه من ابنتها تحاول أن تهدئها : بزياده يا وصال ...اللي حصل حصل !!
انشطر قلب وصال وهي تهز راسها تتقبل تلك الحقيقه : أيوة اللي حصل حصل !!
نعم ماحدث قد حدث دون أن تعرف أو تقرر والقادم لها وقرارها وحدها !!
...........
....
نظر ياسين الي ماجد بلهفه هاتفا : مش هتقل عليها يا دكتور ....
قال ماجد باعتذار : صدقني مش هينفع يا معلم تتكلم معاها ...حالتها لسه تحت الملاحظه
قال ياسين وهو يعقد حاجبيه: انت مش قولت فاقت يا دكتور
اوما ماجد قائلا : أيوة بس مش بسهوله كده بتتعافي من آثار الغيبوبه ..لسه اجهزه الجسم كلها بتستجيب للافاقه
حك ياسين رأسه بينما لا يفهم شيء ليقول بنفاذ صبر : يعني بقت كويسه
اوما ماجد بصبر قائلا : هتبقي أن شاء الله بس بتاخد وقت
قال ياسين برجاء : طيب خليني أطل عليها واطمن
حاول ماجد أن يثني ياسين ولكنه تابع بإصرار : هطل عليها بس ومش هقول كلمه
اوما ماجد ليأخذ ياسين ويفتح الباب بهدوء ويتوقف لديه بينما يتقدم ياسين بضع خطوات يتطلع الي ملامح سمر التي مازالت تحمل آثار وحشيه اختها عليها
ولكنها مازالت بنفس الملامح الهادئه التي تدخل القلب لينفلت قلبه اللهيف بامتنان : حمد الله علي سلامتك يا بنت الناس ....تطلع الي ملامحها المتألمه بينما بقيت مغمضه عيناها ليتابع بوعد صادق : قومي علي رجلك وانا هجيبلك حقك من اللي اذاكي واعوضك عن كل اللي شوفتيه!
.............
..
برفق شديد حاولت بهيه أن تخفف علي دياب الذي جلس علي طرف الفراش بصمت منذ مواجهته مع أخته : وصال متقصدش يا دياب ...هي بس موجوعه من اللي عرفته وقالت اي كلام
غص حلق دياب بينما يقول بإقرار : هي مقالتش حاجه غلط ...عندها حق ....هي استغلفتني زي ما انا استغفلت اختي
نظرت له بهيه برفق وامسكت يده : متبقاش قاسي علي نفسك كده ....دنيا منها لله علي اللي عملته واللي عملته انت مع وصال كنت مغصوب عليه
تنهيده حاره خرجت من صدر دياب الذي لم يعقب علي كلمات بهيه والتي لم يكن لديها سواها لتخفف بها عنه !
..........
...
ارتجف جسد وصال بينما لسعتها بروده الجو حولها وقد جرت أقدامها وجلست علي الأرض العشبيه اسفل أحدي الأشجار ساعات تضم ركبتها بذراعيها وتستند بذقنها إليها وعيناها شارده في الفراغ امامها تستعرض كل ما عاشته ومر عليها تنعي نفسها التي خدعها وقلبها الذي خذله الجميع .....وقفت مهجه خلف زجاج النافذه تتطلع بقلب متوجع علي ابنتها وعلي جلستها وكأنها تحمل أطنان هموم تمنت لو تحملها عنها لتتجرأ مره اخري وتتقدم من ابنتها التي صدت كل محاولتها في أن تتحدث معها وقابلتها بجفاء
جثت مهجه علي ركبتها بجوار ابنتها ووضعت يدها علي كتفها برفق : قومي يا وصال ادخلي ريحي شويه ....لم تقل وصال شيء لتتابع مهجه بقلب متوجع : انا عارفه انك زعلانه وحقك بس قعدتك مش هتفيد ...
غص حلقها وتابعت في محاوله منها أن ترأف وصال بنفسها : انتي حامل يا بتي والزعل وحش عشانك قومي معايا لأجل خاطر عيلك اللي مالوش ذنب !
لم تجد رد من وصال التي بقيت علي جلستها لتفك مهجه من فوق كتفها وشاحها الصوف الثقيل وتضعه بحنان علي كتف ابنتها تدفئها به وليتها تستطيع أن تدفيء قلبها الذي لسعه صقيع الخزلان !!
........
....
التفت هادي تجاه أحد صبيانه الذي بدي أنه يتحدث منذ وقت : معلم هادي ....معلم هادي
نظر هادي له ليعقد الصبي حاجبه من رؤيه هادي بتلك الهيئه : خير يا معلم ....حد مضايقك ...قولي وانا اقطع خبره
هز هادي رأسه بصمت بينما بقي جالس خلف مكتبه وواضع رأسه بين يداه بهم كبير
صمت الصبي لحظات قبل أن يقول بتردد : الوقت اتاخر يا معلم مش هنقفل الوكاله
اشار له هادي بصوت متحشرج : روح انت والصبيان
هز الصبي رأسه : وانت هتفضل هنا
اوما هادي ليقول الصبي برفض : همشي الصبيان وافضل معاك يا معلم يمكن تحتاج حاجه
هز هادي رأسه وأشار له : روح انت مش عاوز حاجه
...........
.....
وضعت مهجه صينيه الطعام بجوار ابيها الجالس في فراشه ليهتف بكمد : شيلي الوكل ده
قالت مهجه بصوت حزين خشيت أن تعاتب به ابيها : كل لقمه يا ابويا عشان تاخد دواك
هز دياب رأسه وقد وصل إليه عتاب ابنته ليقول وهو يشير لها أن تجلس بجواره : اقعدي يا مهجه عاوز اتحدث معاكي
جلست مهجه وهي تخفض عيناها للأرض بيننا لم تعتاد أن تسأل ابيها عن شيء يفعله ولكن تلك المره ابنتها بالوسط وهاهو دياب الكبير يريد أن يرفع عن كاهله عبء أن يكون متهم : بتك لساتها قاعده في الجنينيه
اومات مهجه وقالت بحزن : حاولت اكلمها بس مردتش عليا ....غص حلقها وتابعت : انا مش زعلانه منها انا زعلانه عليها وحقها تزعل يا ابويا
تنهد دياب قائلا : وانا مقولتش مش حقها يا مهجه بس بالعقل يا بتي .....نظر إلي ابنته وتابع : شايف في عينك عتاب وكنتي برضه هتعابيني لو كنت بوظت جوازتها لما عرفت
سحب نفس عميق وتابع: الراجل شاريها ولولا انا عارف كده مكنتش وافقت ودي اراده ربنا ...ماهو ابنك عنده بظل العيل اتنين وبهيه راضيه وغيرها وغيرها راضيين
افلتت الكلمات بحسره من شفاه مهجه : بس وصال مش زيهم ولا هترضي
انزعجت ملامح دياب ليهتف بسخط : وليه يا بوي ....نظر إلي مهجه وتابع بجديه : اياك توافقيها علي كلامها ده ... كده بتك بتخرب البيت ....احسن اختيار ما سيكسب به موقف مهجه وهو يتابع : عاوزة بتك تتطلق وعلي كتفها عيل يتفرع منها لما أبوه ياخده وتعيش متحسره زي ما عيشتي بحسرتك عليها السنين دي
انخلع قلب مهجه لتهز راسها وتهتف بابيها: لا يا ابويا ابوس ايدك ....انت لا يمكن ترضي وصال تعيش بحسره ضناها زيي ...انت لازمن تقف لهادي
انا مش عايش ليكم العمر كله ولو وقفت له النهارده مش هقف بكره وبعدين هنروح بعيد ليه ما انا وقفت لمهاب وبرضه اخد منك البت
اسمعي كلامي يا مهجه وكلمي بتك وفكريها بالايام دي خراب البيت مش بالساهل وانا هجيب هادي راكع قدامها يراضيها والبت بت عليوة هخليه ياخد منها العيل ويرميها ومعادش وصال هتشوفها
نظرت مهجه الي ابيها بينما قبل علي احسان ماكان يخوفها منه قبل لحظات ولكنها لم تجروء علي النطق ربت علي بظ ابنته وتابع يلا قومي اتكلمي معاها وعقليها
.......
فكر هادي الف مره أن يذهب إليها ولكن مواجهته معها خاسره ولا يقوي علي الوقوف أمام عتاب نظراتها مجددا ...كسر قلبها ولا يعرف السبيل لعلاجه
وكذلك فكرت وصال الف مره وتساءلت ماذا تفعل...؟!
لم تجد اجابه لذا تحول سؤالها ..ماذا تريد ؟!.
تريد الابتعاد ...فقط الابتعاد عنهم فهي لا تحتمل رؤيتهم !
كذلك فكر دياب الكبير كثيرا في حل وهو جالس في فراشه وقد جافاه النوم كما فعلت مهجه التي بقيت واقفه علي قدمها تتطلع بحسره الي ابنتها من خلف النافذه وقد انتصف الليل ووصال ما تزال علي جلستها !!
لم يطاوعها قلبها لذا اتجهت الي ابنتها مجددا ولكن قبل أن تجثو بجوارها كانت وصال تعتدل واقفه وقبل أن تظن مهجه أن التعب انهكها وستدخل الي المنزل تفاجئت بها تتحرك تجاه بوابه المنزل الخارجي لينخلع قلبها وهي تسألها : انتي رايحه فين يا وصال دلوقتي
لم تقف وصال بل تابعو طريقها بعد أن أخذت قرارها
بأن تبتعد عن الجميع وهي تندم الف مره أنها عادت إليهم ولم تكمل طريقها بعيد عنهم كما فعلت منذ سنوات ..!!
اتت لتستظل بعائلتها من حرارة الوحده التي أدركت الان أن وحدتها كانت أفضل لها من ظل زائف !
أسرعت مهجه خلفها : انتي رايحه فين يا بنتي ...استني يا وصال !
لم تلتفت وصال الي والدتها بل تابعت تلك الخطوات الباقيه لها وتخرج من الباب لتتسرع مهجه بخطواتها أكثر ولكنها مجرد لحظه وكانت وصال تستدير بلهفه ما أن استمعت الي شهقه الالم التي غادرت شفاه مهجه حينما التوي ساقها وتسقط ارضا لتسرع وصال ويخونها قلبها الذي ظنته يستطيع أن يقسو علي والدتها ولكن عبثا فها هي الدموع تنهمر من عيون وصال تأثرا بدموع والدتها التي لا تبكي فقط من الم قدمها بل من الم قلبها
نظرت مهجه الي ابنتها التي عاتبتها نظراتها وقالت بغصه حلق وهي تتفحص ساقها : فين الوجع ؟!
أمسكت مهجه بيد ابنتها وضمتها إليها وقالت بدموع غائرة : قلبي اللي واجعني عليكي ...حقك عليا يا بتي
ارتجفت شفاه وصال التي بللتها دموعها بينما تقول وهي تسحب يدها من يد والدتها :انا عارفه انك الوحيده اللي مكنتيش تعرفي
قالت مهجه بحسره : وحتي لو عرفت مكنتش هعمل حاجه
ابتلعت وصال وضمت جفونها بقوة لتوقف بكاءها للحظات قبل أن تفتح عيناها وتأخذ نفس عميق قائله بحزم غلف رجاءها : ودلوقتي كمان اعملي نفسك متعرفيش اني ماشيه
قالت مهجه بكمد : ماشيه رايحه فين وسايباني يا وصال
أمسكت وصال دموعها وقالت بقوة زائفه : راجعه مكان ما كنت ....قبل أن تنطق مهجه برجاء كانت وصال تتابع بحزم : مش قادره اقعد ولا هقدر وانتي عارفه كويس اني لو فضلت هنا جدي هيحكم عليا ارجعله ومحدش هيدافع عني
ماتت الكلمات علي شفاه مهجه بينما تابعت وصال برجاء : لو بتحبيني سيبيني ومتقفيش قدامي ....عشان خاطري يا ماما انا حاسه اني مخنوقه وهيجرالي حاجه لو فضلت هنا
قالت مهجه بقلب متمزق : مقدرش
اشاحت وصال عيناها عن عيون والدتها حتي لا تتأثر برجاءها : وانا مش هقدر اقعد هنا تاني
ربتت علي يد والدتها وتابعت : متقلقيش انا رايحه بيت بابا وهبقي كويسه
قامت وصال من جوار والدتها واسرعت بخاطها تصم أذنيها عن سماع نداء والدتها التي دار العالم من حولها : وصال .....وصال
صكت مهجه وجهها بكمد وتحاملت علي ساقها وقامت ووقفت مكانها تتطلع في أثر ابنتها التي تمزق قلبها من أجلها لا تستطيع أن توقفها ولا أن تتركها أدارت رأسها تفكر ....هل تسرع لدياب ليلحق بها ولكن إعادتها غصبا يمزقها وأبيها لو عرف لن يتواني عن قهرها أكثر
لذا وجدت خطواتها تتجه الي هادي وهي تفكر بأنه الوحيد الذي لن يؤذي ابنتها وسيحاول أن يعيدها
التفت هادي بقلق ما أن استمع لصوت مهجه تناديه وهي تصعد تلك الدرجات أمام بوابه الوكاله : هادي
هب من مكانه واتجه إليها بقلق شديد : ست ام دياب
في ايه.... وصال حصل لها حاجه
قالت مهجه بكمد : وصال مشيت
اتسعت عيون هادي بصدمه : مشيت راحت فين ؟!
قالت مهجه بحزن شديد : سابت البلد كلها وراحت بيت ابوها .....!
عقد هادي حاجبيه بقوة وهتف باستنكار : وازاي يا ست ام دياب تسيبيها تمشي
نظرت إلي هادي وقالت ودموعها تنهمر علي وجنتها : غصب عني يا هادي قلبي وجعني وهي بتحلفني اسيبها وخوفت اقول لاخوها ولا لجدها يغصبوها ترجع ......انت الوحيد اللي تعرف ترجعها
غص حلقها وهي تتابع : وصال قلبها طيب بس انجرحت من الكل لما عرفت انكم كلكم خبيتوا عليها
خفض هادي عيناه بخجل بينما تابعت مهجه بعتاب شديد : ليه يا ابني خبيت عليها وليه خليت اخوها اللي ملهاش غيره يشاركك في كده
لم يرفع هادي عيناه التي توطنها الخزي أمام عتاب مهجه التي ختمت حديثها بكمد شديد : رجعلي بنتي يا هادي ...رجعهالي
اوما هادي وقال برفق : حاضر يا ست ام دياب
.......
...
ضمت وصال شال والدتها الصوفي الذي بقي علي كتفها بينما ازداد الصقيع حولها بينما انطلقت بها تلك السياره التي اخذتها الي منزل ابيها والذي حينما اقتربت منه أدركت أنها بلا أموال ...!
توقفت السياره اسفل منزل والدها لتمد وصال يدها للسائق بهذا السوار الذي كانت ترتديه بيدها قائله : اتفضل
نظر لها الرجل باستنكار لتقول بتبرير: نسيت فلوسي
مال عزت حارس العماره برأسه حينما لمح توقف تلك السياره الاجره ليتبين من بداخلها وسرعان ما كان يهب من مكانه ويتجه إليها بقلق : دكتورة وصال ...في حاجه ؟!
ترددت وصال ولكنها حينما لمحت رفض السائق التفتت الي عزت قائله : معلش يا عم عزت ممكن تحاسب السواق وانا هبقي احاسبك
لم يتردد الحارس الذي قال : من عنيا يا دكتورة ....اتفضلي انتي
نظر إلي السياره وتابع: معاكي شنط اطلعها
هزت راسها ليتجه الي السائق ويسأله عن أجرته التي نقدها له ثم اتجه الي وصال التي وقفت أمام الدرج بملامح خاويه والندم يمليء قلبها أنها خرجت يوما من منزل ابيها !
التفتت الي عزت الذي استغرب حالتها ومجيئها بهذا الوقت وازدادت دهشته حينما قالت له وهي تنقي حلقها المتحشرج بالدموع : ممكن تشوف ليا نجار يكسر الباب
عقد حاجبيه لتقول : انا ...انا نسيت شنطتي والمفاتيح والفلوس
قال عزت برفق : ولا يهمك يا دكتورة ....اطلعي انتي وانا هشوف شاكوش واطلع وراكي ....مش هلاقي نجار دلوقتي
اومات له وصعدت الدرج بخطوات بطيئه وشعور الوحده يتعاظم بداخلها فعمها علي بعد خطوات منها ولا تستطيع أن تذهب إليه وتلقي همومها علي كتفه ....هي وحدها هي فقط لتغزو الدموع عيناها وهي تقف أمام باب المنزل الذي لم يعد صاحبه بجوارها يحمل عنها وجعها !!
نبش عزت هنا وهناك وسرعان ما حمل أحد المفكات معه وصعد إلي وصال التي جلست علي أحدي درجات السلم الرخامي واضعه يدها علي خدها ...!
اتجه عزت الي الباب يحاول كسر القفل ولكن قبل أن يفعل استدار لتلك الخطوات التي صعدت الدرج بسرعه
ومجددا هاهي العيون تتقابل وكم كان صعب اللقاء ...!!
لقاء محمل بعتاب قاسي بينما حقيقه أخري أشد من سابقتها اكتشفتها ....حقيقه جعلت الخزي يمليء نظراته التي لم تستطيع مواجهه نظراتها وتهرب بها وهو يشير الي عزت ...مفيش داعي ..انزل انت !
قال عزت وهو ينظر إلي وصال : الدكتورة قالت
قال هادي بحزم مقاطعا : وانا بقولك انزل
انسحب عزت علي مضض بينما بقيت وصال علي جلستها دون أن تعقب أو تقول شيء !
لا يستحق أن تتحدث معه ولا أن توجه له لوم أو عتاب
وكم كان هذا اصعب علي هادي الذي أرادها أن تنفجر به لعل نيران غضبها تخفت .....ضربه تلو الأخري وكان الباب ينكسر والذي سرعان ما عبرت منه وصال خطوتين وبالثالثه كانت تستدير ناحيته وتهم بغلق الباب في وجهه بصمت ولكنه وضع يده علي الباب وكان المبادر بالحديث : اسمعيني يا وصال !
لم تجادل معه بل تركت له الباب وأخذت خطواتها لغرفه ابيها التي دخلت إليها وأغلقت الباب خلفها وسرعان ما سمع هادي صوت القفل يدور به وكأنها تخبره أنها أغلقت أمامه كل السبل بالاقفال !!
................
....
في الصباح الذي اشرقت شمسه سريعا كان الحزن يخيم علي المنزل بأكمله فهاهي بهيه تجهز الفطور بصمت ومهجه جالسه تضع يدها علي خدها ....استجاب دياب لرجاء بهيه ونزل وهو يحمل أطفاله ويجلسهم الي حوار اطفال سمر الذين جهزت لهم بهيه الفطور ....نزل دياب الكبير الدرجات ببطء وعيناه تدور في المكان لتتجه نظراته الي مهجه كما حال خطواته ليقف امامها ويقول بلا مقدمات : كلمتي بتك يا مهجه ؟!
غص حلق مهجه ولم تجد ما تقوله فهي لا تستطيع أن تخبر ابيها برحيل وصال : لسه
عقد دياب الكبير حاجبيه قائلا بسخط : ليه ؟!
زم دياب شفتيه بينما لا يعجبه حديث جده الذي تابع الضغط علي مهجه والتي ستضغط بدورها علي وصال
: يعني مش عارفه تعقليها وتقولي ليها كلمتين ...يبقي اكلمها انا ...اطلعي نادي عليها
قالت مهجه برجاء : سيبها دلوقتي يا ابويا
احتقن وجه دياب الكبير بالغضب : سمعتي انا قولت ايه ؟!
أسرعت بهيه لتنقذ الموقف قائله : هطلع انا يا جدي
دق قلب مهجه بقوة بينما ماهي الا لحظات ونزلت بهيه بوجه ممتقع وملامح قلقه وهي تقول ببطء: وصال مش فوق
انزعجت ملامح دياب الكبير وهتف بعدم فهم : امال فين ؟!
اشار اليها : شوفيها برا في الجنينه !
أسرعت بهيه ولكنها لحظات وعادت بنفس الملامح ليهب دياب من مقعده ويبدأ القلق يتسرب الي قلبه بينما هتف دياب الكبير بانفعال : هتكون راحت فين ؟!
صمتت مهجه ولم تقل شيء بينما تابع دياب بصوت غاضب : اياك تكون عملت زي سابق ومشيت ....!
صمتت مهجه بكمد دون أن تجادل ابيها الذي اندفع بغضب الي الأعلي يصيح : اطلعي يا بهيه دوري عليها
أسرعت بهيه خلف دياب الكبير بينما نظرت مهجه الي ابنها الذي اتجه الي الباب بلا قول شيء وقد مليء القلق قلبه علي أخته لتقول ببطء : اختك راحت بيت ابوها يا دياب
التفت دياب الي والدته بعيون متسعه لتقول مهجه بصوت متحشرج بالدموع : اياك تعاتبني وتقولي سبتيها تمشي ليه عشان أنا اللي ليا عتب كبير عليك
خفض دياب عيناه بخجل لتتابع مهجه بحزن : مكانش ينفع اقولها لا بعد اللي عملتوه كلكم فيها !
...........
....
انتظر هادي تلك الساعات القليله وهو جالس مكانه علي أحد المقاعد دون أن يقترب من الغرفه التي بقيت بها وكأنه استغل هذا الوقت كهدنه يفكر بها كيف يبرر ما فعل واكتفي بأنه يعلم بمكانها وأنها بخير ...!
رفعت وصال راسها من علي وساده ابيها التي احتضنت دموعها طوال تلك الساعات بينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب والتي تلاها رجاء هادي
: وصال افتحي الباب خلينا نتكلم
كرر رجاءه دون أن يلقي رد من جانبها ليصبر قليلا ثم يعود مجددا يطرق بابها
: وصال ردي عليا .....مش هتفضلي قافله علي نفسك
تنهد وتابع وقد قارب علي اليأس : انتي طول عمرك بتتكلمي معايا بالعقل وانا بسمعك المره دي خليني اتكلم معاكي بالعقل واسمعيني وبعدين حكمك هيكون نافذ بس اسمعيني
تنهد حينما استمع لصوت دوران قفل الباب وقد ظن أن قلبه ارتاح ولكن عبثا فهاهو مذنب أمام عيناها التي تورمت من البكاء ليخفض عيناه حينما وقفت أمامه وقالت بنبره خاويه : عاوز تقول ايه ؟!
ابتلع هادي ببطء وحاول أن يستجمع كل تلك الكلمات التي كان يجهزها لتلك المواجهه ولكنها هربت منه وخرجت مشتته فقط يسألها أن تلتمس له العذر
: انا عملت كده عشان بحبك ....مقدرتش اقولك وتضيعي مني بعد سنين تاني ....يومها حسيت كأن الدنيا كلها اتهدت فوق دماغي ومعرفتش اعمل ايه .....ظل يهذي بنفس الكلمات والمبررات التي ظنها تستمع إليها ولمن وصال أغلقت أذنها مما أغلقت قلبها أمامه لتقاطعه وهي تشيح بوجهها : انت قولت نتكلم بالعقل وبالعقل انا مش عاوزة اسمع مبررات كدبك عليا
رفع هادي عيناه ببطء تجاهها ليري باب نظراتها المغلق بينما تتابع بنبره قاطعه : انا مطلعتش عشان نتعاتب انا طلعت عشان نتفق هنعمل ايه !!
لم يصل الجزء الثاني من جملتها إليه بينما مل ما تعلق به قلبه هو أول شطر من جملتها ليقول بأسي : مستكتره عليا نتعاتب
ربطت وصال علي قلبها حجر ونظرت الي عيناه بجمود قائله : العتاب محبه وانا مبقتش تستاهل اتعب نفسي بعتاب معاك
اوجعه قلبه من كلماتها ليردد باستهجان : كرهتيني !
اومات وصال دون تفكير وهي تنظر إلي عيناه : كرهتكم كلكم وبقيتوا بالنسبه ليا اغراب
زم هادي شفتيه بأسي وشفت نظراته المتوجعه القليل من وجع قلبها لتتابع في طريق ثأرها : لو عندك كلام بعيد عن العتاب والمبررات قول ولو معندكش اسمع اللي هقوله
نظر لها وتغضنت نظراته بالعتاب لتلك القسوة المبرره كليا لها من وجهه نظرها وهي تتابع : انا عاوزة اتطلق ومعنديش اي كلام تاني أقوله بعد الكلمه دي
اهتزت نظراته بينما يقول باستهجان : هو بالساهل كده يا بت الناس تقولي طلاق وتهدي كل اللي بيننا
تغضنت نبرته بالأسي الممزوج بالندم وهو يتابع : انا غلطان مقولتش لا ...غلطان والغلط راكبني من فوق لتحت بس
قولتلك عذري وهقوله تاني .....نظر إلي عيونها لعل نظرات عيناه الملتاعه بحبها تلمس قلبها : بحبك يا وصال .... حطي نفسك مكاني ...في لحظه كل اللي حلمت بيه وانك تكوني ليا يروح من ايدي
كذبت عليكي وخفيت اللي عرفته بس كنت اعمل ايه
مقدرتش اقولك وانا كل يوم معاكي بعيشه اسعد من اللي قبله .....ازاي بايدي اضيع سعادتي !!
صعب عليا اقولك حاجه تبعدك عني
تجرأ واقترب منها خطوه بينما يتابع بحرارة : انتي احسن مني الف مره ....قلبك الابيض وطيبتك كانت بتخليني اراجع نفسي قبل ما اقول حاجه تزعلك وعشان كده خبيت عنك
نعم لمست كلماته قلبها ولكن قلبها لم يجروء علي الوقوف أمام عقلها الذي تولي قياده كلماتها بينما اشاحت بعيناها عن عيناه وهي تقول : كل اللي بتقوله مش هيغير حاجه من انك خدعتني !
اوما دون جدال : عارف ....وعارف أن اللي عملته صعب وانك صعب تنسيه
.....تجرأت يداه وأمسك بكتفها وهو يقول بلوعه : انا مش زيك يا وصال اقدر ابعد عنك .....انا معرفش اعيش من غيرك
احتقن وجهها بالغضب وابعدت يداه عن كتفها وافلتت كلماتها الغاضبه : كداب يا هادي....عرفت و عيشت حياتك
هز رأسه قائلا بانكسار : مكنتش عايش..... ورحمه ابويا مكنتش عايش الا لما بقيتي ليا !
غلبتها مشاعرها وهاهي تدخل معه بعتاب المحبين لتتراجع سريعا وتوقفه وهي تهتف بحزم بينما توليه ظهرها : قولتلك مش عاوزة اتعاتب معاك .....استدارت له وقالت بتصميم : انا عاوزة اتطلق منك وبس !
رمش هادي باهدابه وتمهل بينما يخدعها بتقبل إصرارها
: وبعدين !
عقدت حاجبيها ونظرت له باستفهام ليتابع بشرح : وبعدين ...بعد ما تطلقي ايه اللي هيحصل ؟
زمت وصال شفتيها واشاحت بوجهها هاتفه بعناد لا يتزحزح : ميخصكش ...بعدين دي حياتي انا لوحدي
هز هادي رأسه وقال بصبر تاجر تعلم أن البيع والشراء يكون بالكلمات اولا لذا سايرها وهو يقول : غلطانه يا بنت الناس ....اشار الي بطنها وتابع : في حته جواكي رابطه حياتنا ببعض
احتقن وجه وصال بالغضب من تلك الحقيقه ليفلت لسانها بغل : حذرتك تستغل الموضوع ده لصالحك وتجبرني افضل معاك عشان وقتها .....قبل أن تكرر وعيدها كان يرفع يداه أمام شفتيها يوقفها : اياك تكرريها .....نظر لها بانفعال وتابع : دي تاني غلطه تعمليها وانا بعذرك ومش باخدها ضدك زي ما انتي بتعملي !
عقدت حاجبيها بسخط : غلطه
اوما هادي وقال بعصبيه : غلطتي اول مره لما سبتي بيت أهلك من غير ما تقولي ليا والتانيه انك بتهدديني لتاني مره
قبل أن تبثق في وجهه كلماتها الغاضبه كان يتابع وهو ينظر إليها بعصبيه : بس انا ولا هحاسبك علي دي ولا دي وهقول معذورة متقصدش تهرب
التوت شفتيها بالسخريه المريرة التي ردعت بها غضبها : انت بتقلب الترابيزة وعاوز تطلعني غلطانه
عقدت ذراعيها حول صدرها وتابعت متهكمه : كنت عاوزني افضل هناك عشان جدي يجبرني ارجعلك ...مش كده
هز هادي رأسه وقال بدفاع عن نفسه : مقبلهاش علي نفسي تعيشي معايا مجبورة حتي لو روحي فيكي
ابتسمت وصال ببرود هاتفه : حلو اوي يبقي نتطلق
اندفع بعصبيه من إغلاقها لكل السبل في وجهه : وانا سالتك وبعدين ....بعد ما نتطلق هيحصل ايه ؟!
ازدادت نبرته انفعالا بينما يتابع : فاكره اني هقبل تقعدي لحالك ولا فاكره أن حد من أهلك هيقبلها
هتفت بغضب تقاطعه : وانا مش مستنيه منكم قبول أو رفض ....دي حياتي انا
بادلها هادي الانفعال : مش حياتك لوحدك ...ابني في النص وانا مش هقبل ....تعالي جدار العناد ليغير سريعا باستدراك من أسلوبه ويتابع بمسايره : وحتي لو قبلت أطلقك مش هقبل تعيشي لوحدك هتعملي ايه وقتها ....هترجعي بيت أهلك !
غص حلقها بقوة لترفع إليه عيناها بعتاب شديد : اهلي اللي انت قصدت تملي قلبي كره ناحيتهم لما خليتهم يتقفوا معاك عليا !
تعكرت ملامحه بقوة بينما كل ما فعله تحول ضده لتنظر لخزي ملامحه ساخره وتتابع : مش محتاجه ذكاء مني عشان افهم غرضك كان ايه لما قولتلهم
صفقت بيدها وتابعت بتهكم جارح : برافو وصلت لهدفك وقطعتني منهم
قبل أن يدافع عن نفسه كانت ترفع إليه عيناها التي توجهت بلهيب الغضب وتتابع بوعيد : بس حتي لو مبقاش ليا حد وبقيت لوحدي برضه مش هرجعلك !
زم هادي شفتيه ومجددا عاد لسياسه القبول الزائف : ماشي يا وصال ...مش هترجعي ليا ...هتعملي ايه !!
نظرت له بحنق من إصراره : قولتلك ميخصكش
هتف بعناد : وانا قولتلك جواكي حته مني تخصني رضيتي أو مرضتيش هتفضلي مربوطه بيا طول العمر
نظر إلي عيونها وتابع بجديه : موافق أطلقك بس اعرف هتعملي ايه بعدها وقبل ما انا اعرف انتي تعرفي ...تعرفي انك وقتها هتكرري نفس اللي عيشتيه زمان ....هتخلي ابنك او بنتك يعيشوا مقسومين بيننا ....وتعرفي أن مفيش يوم ولا ساعه هتعدي الا وهحاول اخد منك ابني أو بنتي وطال الزمن او قصر هاخده وبعد ما هتحرميني منه أو منها هيجي الوقت اللي انا كمان احرمك منه أو منها .... سخر بمراره وهو يتابع قاصد أن يذكرها بمرارة الماضي : ومتفكريش ان قسمه العدل اللي شافها الدكتور أنه ياخد عيل ويسيب التاني مش هتحصل بيننا وواحد مننا هيتكوي سنين ببعد ابنه أو بنته عنه
عندك حل وقسمه العدل اللي فيها لا انا اتحرم ولا انتي تتحرمي من ابننا
رمشت وصال باهدابها وغلفت المراره حلقها وهي تتذكر كيف عاشت بعيده عن والدتها وكيف عاش أخيها بعيد عن والده ليتابع هادي وهو متأثر بنظراتها الحزينه : بلاش انا وانتي فكري في العيل
صرخت به من ضغطه عليها : انت عندك غيره سيبني في حالي وعيش مع مراتك وابنك
هز رأسه وقال بأسي وكأنه يواسيها بتلك الحقيقه التي ربما تهديء من نيرانها : ماليش الا انتي مراتي
نظرت له وصال بحقد هاتفه : بس عندك ابن تاني اكتفي بيه
هز رأسه بخزلان : حسبتك غلط عشان حتي لو انا اكتفيت.... ابني منك ذنبه ايه يعيش محروم من أبوه
هاجمته وصال بغضب : وانت مفكرتش ليه قبل ما تكذب عليا
قال بأسف : مكنش في حاجه افكر فيها
هتفت وصال بغضب أشد : فكرت وكذبت ....واجهته بعيونها الدامعه وهي تتابع بخزلان : لو كنت قولت الحقيقه جايز كنت اسامحك
قال هادي بأمل بينما نجح في جعل وصال العتاب يسري بينهم مجددا : وادي انتي عرفتي الحقيقه ....نظر إلي عيونها وتابع برجاء متأمل : سامحي
أبعدت عيناها عن عيناه وصرخت بغضب : مستحيل
غص حلق هادي وهو يسألها بعتاب : لييبيه
.....ليه يا وصال
امسك بكتفها وادارها ناحيته وهو يتابع برجاء : انتي بتحبيني وانا بحبك سامحي واديني فرصه
عشان خاطر ابننا
قبل أن تقول شيء تابع بإصرار علي نيل صفوها : قلبك مش صافي وحقك مش ممانع .....هسيبك تصفي براحتك بس متقطعيش كل الخيوط اللي بينا ....غلطه واحده هعيش عمري اعوضك عنها بس سامحي ....
اعتبري انك بتضحي عشان ابنك !!
لاح الشتات في عيونها والذي جعل الباب الموصد يتحول الي باب موارب تسلل منه الامل تجاه قلب هادي الذي تابع في محاوله إقناعها :
عيشي في بيتك معززه مكرمه ....انزلي شغلك وكملي حملك في بيتك وانا غريب لو سمحتي ليا اجي مسمحتيش مش هعتب البيت ومن بعيد هطمن عليكي مفيش حاجه ملهاش حل يا وصال بس انتي بلاش تقطعي كل اللي بيننا في لحظه ....انا مقولتش ارجعي ليا انا بقول ارجعي بيتك واعتبريني طلقتك واخدتي حقوقك ....تنهد وتابع بأمل في قدره الزمن : يمكن ربنا مقلب القلوب يصفي قلبك من ناحيتي
يمكن قلبك يحن
قبل أن تفتح فمها اغلق الحديث ليترك لها المساحه أن تفكر بكل ما قاله : قبل ما تقولي حاجه فكري في كل اللي قولته
............
.....
نظر عليوة بسخط إلي ابنته احسان التي جلست واضعه يدها علي خدها : وبعدها لك يا غراب البين هتفضلي قاعده كده
نظرت له احسان بسخط : وانا قاعده فوق دماغك يا أبا
هب عليوة من مكانه ليهجم عليها ولكن سرعان ما اوقفته زوجته : البت حامل يا عليوة
زفر عليوة بسخط : لولا كده كنت كسرت عضمها
اشاحت احسان بوجهها تجاه أخيها الذي دخل من الباب لتسأله بلهفه : ها ...لقيته ؟!
هز محمود رأسه قائلا : روحت الوكاله اسأل عليه مجاش وروحت ناحيه بيته ملمحتهوش
اومات احسان لينظر لها ابيها بغيظ : وانتي لسه هتستنيه قومي يا بت حبي علي ايد حميده هي اللي في أيدها ترجعك البيت
هزت احسان راسها وقالت بخبث : بيتهيألك يا أبا ....المره دي اللي هيرجعني هو هادي وغصب عن عين حميده !
لاحت ابتسامه خبيثه علي ملامحها ونظرت الي يدها حيث لمعت تلك الاساور والتي نقصت اسورتين اعطتهم لقدورة بنفس راضيه مقابل هذا السر الذي عرفته !
.......
.....
رفعت وصال عيناها تجاه هادي الذي بعد أن خطي بضع خطوات عاد ناحيتها وقال باقتضاب : انا كداب يا وصال
تلاقت نظراتهم ليهز رأسه ويكرر كلمته التي لم تفهمها : أيوة انا كداب يا وصال
ابتلع وتابع بصدق : كل اللي قولته كدب انا مقدرش احرمك من ابنك ولا اقدر اقسي عليكي انا كل اللي قولته حتي لو حقيقه قولته عشان متبعديش عني
تغضنت نبرته بالوهن والاسي وسرعان ما جثي علي ركبته امامها وامسك بكلتا يديها بين يديه دون أن يمنحها فرصه وتابع بنبره صادقه : انا بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ولا اقدر اقسي عليكي ...كل اللي قولته تهديد فارغ انا أضعف من اني انفذ منه حرف عشان قدامك انا ضعيف ... انا عاوزك تسامحيني أنا مش عشان اي اعتبارات تانيه ولو قولت اللي قولته كنت بديكي مخرج تشفي بيه غليل كرامتك انك راجعه بس عشان خاطر ابنك !
انهي اعترافه الذي لم يكن لديها شك في كلمه منه وخصوصا اخر ما نطق به !
.......
نظر زين الي ملامح الحزن المرتسمه علي وجه نشوي ليقول برفق : برضه مش بيرد
هزت نشوي راسها قائله : قافل تليفونه وانا قلقانه عليه اوي
قال زين برفق : متقلقيش كلها ساعه ولا اتنين ويكلمك يطمنك
قالت نشوي بأسي بعد أن أخبرت زوجها بكل القصه : صعبان عليا اوي يا زين .... دلوقتي هيعمل ايه
تنهدت وتابعت : الله يسامحك يا امه كنتي سبتيه يحكي لها هو
قال زين بحنان : متزعليش نفسك .... اهو كان مسيرها تعرف وان شاء الله هادي هيعرف يتصرف
تنهدت نشوي قائله : يارب يا زين
قال زين وهو يشير لها : طيب انا هروح الوكاله اشوف هادي واطمنك
هزت نشوي راسها قائله : هاجي معاك
نظر لها زين باستفهام : تيجي فين ..خليكي وانا هطمنك
قالت نشوي بإصرار : خليني اجي معاك يا زين اطمن عليه
.........
...
نظر دياب الكبير بسخط الي مهجه وهو يقبض علي عصاه : عارفه يا مهجه لو بتك عملت اللي في دماغي وهربت وصغرتني قدام الخلق انا هعمل فيها ايه ...والله لهقلب عليها الدنيا لغايه ما اجيبها وهقطع خبرها
نظرت مهجه الي ابيها بصمت بينما تدخلت بهيه : هربت ايه بس يا جدي ....وصال متعملهاش ..هي بس تلاقيها هنا ولا هنا وشويه ودياب يرجع يطمننا
اوما دياب الكبير وظل يتحرك من هنا لهناك بعصبيه بينما نظرت بهيه الي مهجه برفق وهمست لها : متخافيش يا امه ...دياب لا يمكن يخلي جدي يزعل وصال !
............
....
بصعوبه حركت سمر اهدابها وحاولت فتح عيناها التي سرعان ما اغلقتها حينما داهمها ضوء الشمس القوي الذي دخل من نافذه غرفتها بالمشفي ليسرع ماجد إليها حينما حاولت أن تقوم : لا لا ...مينفعش تقومي
أعادها الي مكانها وبدأ بفحصها وهو يسألها أن كانت تدري اين هي وماذا تتذكر ليري تحسن في قدرتها علي الحديث بينما غامت عيونها بتلك الذكريات لتسيل دمعه علي وجنتيها وهي تتذكر كيف استباحت اختها قتلها
: عيالي
قال ماجد برفق : كويسين متقلقيش
سألته بصوت متحشرج : هما فين ...دول ملهمش حد
قال ماجد برفق : في حدود علمي أنهم مع الست بهيه ومتقلقيش واحده بالها منهم ...ابتسم وتابع : وكانت بتيجي كل يوم تطمن عليكي
ومش هي بس في ناس كتير كانوا بيطمنوا عليكي
قالت سمر بأسي : انا ماليش حد
قال ماجد وهو يعقد حاجبيه: ازاي بقي ...ده جوزك بيجي هنا كل يوم
نظرت له سمر واهتز بدنها : جوزي
اوما ماجد قائلا برفق : أيوة المعلم ياسين !
انفرجت شفاه سمر تتساءل ولكنها تراجعت ونظرت الي ماجد تسأله : المعلم دياب ....عاوزة المعلم دياب ضروري
قال ماجد بحيره : انا قولت لوصال بس ...بس جايز نسيت تقوله في كل اللي حصل
نظرت له سمر باستفهام ليلتاع قلبها وتردد بأسي : يعني الراجل اتسجن بسببي
قال ماجد برفق : الحمد لله انتي فوقتي وبرائته ظهرت
تنهد وتابع : عموما حاضر هحاول اوصل له
قالت سمر برجاء : بالله عليك يا دكتور انا في رقبتي امانه له وعاوزاه ضروري
ابتسم لها قائلا : حاضر بس دلوقتي انا عاوزك ترتاحي عشان مش هخبي عليكي حالتك ....أخذ يخبرها بحالتها والتي لم تهتم لها قدر اهتمامها أن تطمأن علي اطفالها
ليختم حديثه: انتي قومتي من موت محتم....شرخ الجمجمه بياخد وقت علي ما يلم غير الارتجاج فلو سمحتي بلاش اي حركه واي حاجه انتي عاوزاها اطلبيها مني
قالت له بامتنان : تشكر يا دكتور علي تعبك ...انا بس عاوزة المعلم دياب وعاووة اشوف عيالي !
.........
....
بلهفه طرق دياب علي الباب وهو يلتقف أنفاسه ليعقد حاجبيه ويهتف باحتدام حينما فتح له هادي الباب بينما كل ما لجأ له عقله هو اتهام هادي حتي يزيح عن كاهله احساس الذنب تجاه أخته : انت لسه ليك عين تيجي وراها بعد اللي عملته
نظر له هادي بغضب : وانا ايه هيكسر عيني يا دياب لا انا عملت عيب ولا حرام
تعالت نبره دياب الغاضبه : انت البعيد كمان بجح .....تفاجيء هادي به ينقض علي تلابيبه ويتابع بغضب شديد : ابعد عن اختي بدل ما اخد روحك
ابعد هادي يد دياب عنه واحتقن وجهه بالغضب ليدفعه عنه ويهتف باحتدام : انا اللي هاخد روحك لو فكرت تعيدها تاني وتطول ايدك أو لسانك عليا ...انت فاهم
مجددا اندفع دياب بلا تفكير ولكنه توقف مكانه حينما وجد وصال
ليسرع ناحيتها قائلا بحنان يعاتبها: ليه مشيتي يا بنت ابويا ...انا مش وعدتك اني هقف جنبك
تراجعت وصال خطوه وسرعان ما ألقت بنظراتها الغاضبه ونبرتها القاسيه تجاه أخيها وهي تسخر من كلماته : تقف جنبي ...لا بجد !
احتدت نبرتها وهي تتابع : ده انتوا كلكم وقفتوا معاه ضدي ...كلكم خبيتوا عني وجاي دلوقتي تقولي اقف جنبك
ابتلع دياب وقال بتبرير بينما تحمل من أخته لذعه نبرتها وكلماتها : غصب عني يا وصال .....ويعلم ربنا اني مكنتش راضي و....قبل أن يكمل حديثه قاطعته وصال بغضب شديد وهي ترفع اصبعها أمام وجهه : اياك تبرر مالكش اي مبرر ...محدش فيكم له أي مبرر
غص حلقها وتابعت بأسي : ده حتي بهيه اللي كنت بعتبرها اختي خبت عليا
نظر لها دياب بوجهه مليء الخجل قسماته ولكنه لم يعفيه من ذنبه تجاه وصال التي تابعت بحقد وغل : جاي دلوقتي ليه ....جاي تقف جنبي بعد ايه !
نظرت له بخزلان وتابعت : وانا اللي كنت فاكراك سندي وضهري .... انت نزلت من نظري خلاص ومبقتش حتي عاوزة اشوفك ..امشي !
اتسعت عيون دياب لتكرر وصال كلماتها بغضب : امشي ومن دلوقتي اعتبر أن مالكش اخت
احتقن وجه دياب الذي تحامل علي نفسه وهو يقول بعتاب : انتي اختي وهتفضلي اختي لغايه اخر العمر يا وصال ....هبلع كلامك اللي يسم البدن ويكسر الضهر
صرخت به وصال بانفعال : انت اللي كسرت ضهري لما غدرت بيا
بادلها الانفعال بينما بدأت اعصابه تنفلت من عقالها: قولتلك غصب عني !
هزت راسها بعناد : لا مش غصب عنك ....انت سكتت عشان جدي مشي كلامه عليك زي ما بيعمل دائما
نظرت له بخزي وتابعت : بس انا مش زيك ومحدش يقدر يمشي كلامه عليا
اوجعته بشده وكأنه المذنب الوحيد لينظر الي هادي بكراهيه زادتها وصال التي أرادت أن توجعه أكثر بينما تشير إلي هادي : انا مش هسامحك ابدا يا دياب وهادي اللي انت جاي تلومه مبرره مفهوم وجايز اعذره إنما أنت مالكش ولا مبرر ولا عذر ....اتفضل برا
نظر لها دياب بعتاب : انا متحمل منك كلامك اللي سمم بدني بلاش تقفلي كمان بابك في وشي يا بنت ابويا
نظرت له وصال بسخط : متتحملش وزي ما عيشت بعيد عن بابا لحد ما مات اعتبرني موتت معاه !
..........
.....
أسندت وصال راسها الي النافذه بجوارها بينما يقطع هادي الطريق بسيارته بسرعه وهو مثلها مازال لا يصدق أنها عادت ...نعم عادت ...عادت عنادا باخيها ربما ...عادت بعد تفكيرها في حديثه ربما ...عادت لأنها لا تستطيع التفكير وأخذ قرار ....شتات غرق به عقلها وانهك جسدها الذي راح في ثبات وغفت وتلك الذكريات تداهم عقلها .....أغلقت الباب ولم تدعه يخطو للداخل وهو اكتفي وسيكون طامع أن طمح في المزيد فيكفي بادره منها أنها عادت وهي اكتفت أن تخبر نفسها بأنها لم تعد إليه بل عادت الي منزلها ....!
ستنفصل عنه بهدوء وتبقي في منزلها حديث عقلاني استجاب له قلبها الذي لم تتحمل وجعه أكثر بينما خزلانها في أخيها قصم ظهرها ....!
........
....
أسرعت مهجه بلهفه ما أن استمعت لصوت بهيه : اتفضل يا هادي
قال هادي بتهذيب وهو يتوقف لدي الباب : شكرا ...انا بس عاوز الست ام دياب في كلمتين
أسرعت مهجه ناحيته ليهز رأسه يخبرها أنه نفذ وعده لها : رجعتها بينها يا ست ام دياب
دمعت عيون مهجه وقالت بلهفه : بجد يا هادي
اوما لها وقال برجاء : هي محتاجاكي خليكي جنبها
اومات له دون أن تسأل عن المزيد لينصرف هادي وتستدير مهجه لتواجه عيون ابيها الذي سال بسخط : في ايه ؟!
قالت بهيه سريعا : ده هادي كان بيقول ان وصال رجعت بيتها
عقد دياب الكبير حاجبيه بعدم فهم : رجعت ...كده لحالها
هزت بهيه كتفها لينظر الي ابنته باتهام : بتك مش عامله حساب لحد ...ازاي ترجع من غير أذني
لأول مره تثور مهجه وتعارض ابيها : واحده ورجعت بيتها ايه اللي حصل ...
نظر لها دياب الكبير بسخط : بتردي عليا
امسكت بهيه بكتف مهجه تترجاها بنظراتها لتشيح مهجه بعيناها هاتفه : انا رايحه اطمن علي بتي
أسرعت بهيه في أثرها : انا هاجي معاكي يا امه
زفر دياب الكبير بسخط وسرعان ما استدار تجاه دياب الذي دخل بوجه متعكر ليهتف به : عاجبك كده اللي اختك عملته
بدل ما تقعد وتسيبني اتشرط عليه ترجعله !!
قال دياب بتخلي وهو يتابع خطواته : تعمل اللي يريحها يا جدي
نظر له دياب الكبير بسخط هاتفا : هو ايه اللي يريحها ...اقف وانا بكلمك
التفت دياب الي جده هاتفا بضيق : وانا معادش عندي كلام يا جدي ....!
.........
....
وضعت احسان طرف طرحتها علي وجهها وهي تتجه الي الوكاله لتقف جانبا ثم تنادي أحد الصبيه وتهمس له ببضع كلمات ثم تبقي مكانها للحظات قبل أن يتجه هادي الي حيث أخبره ذلك الصبي الصغير بأن هناك امراه تريده بأول الوكاله
عقد حاجبيه ونظر لها بحنق لتنظر له احسان بضعف تشكو له : امك رمتني برا البيت يا هادي
اتسعت عيناه وغامت بالغضب بينما تابعت احسان بوهن : انا معملتش حاجه وهي رمتني برا عشان قولتلك أنها اللي قالت لمراتك
خفضت عيناها وتابعت : انا من ليله امبارح وانا مستنياك ولما شوفتك عند بيتك ومعاك مراتك مرضتش اكلمك ....انا مش عاوزة اعملك مشكله مع مراتك ومش حاجه الا اني اربي ابني بس امه حميده رمتني برا البيت
لم تصدق احسان نفسها بينما نجحت كما كانت تنجح دوما سابقا في استدرار عطفه فهاهو يشير لها وهو يتجه الي سيارته : اركبي !
........
....
غص حلق وصال حينما تلاقت عيونها بعيون بهيه التي جاءت مع والدتها وسرعان ما قالت بعتاب مرير : كرهتيني عشان قولت كلمتين من وجعي يابهيه ودياب صعب عليكي ...طيب انا مصعبتش عليكي
خفضت بهيه عيناها بأسي وقالت بأسف : صعبتي عليا والله يا وصال انا بعتبرك اختي وربنا عالم
اقتربت منها وتابعت : والله ياااختي دياب مظلوم وربنا شاهد أنه وقف قدام جدي بس انتي عارفه جدي ....افلتت الكلمات من شفاه بهيه بلا تفكير ظنا منها أنها تدافع عن دياب : وحتي موضوع التلاجات كان معارضه فيه بس جدي قال إنه كده اخد حقك من هادي !!
ابتلعت وصال ببطء ودار العالم من حولها بينما تمهل عقلها الذي أرادت أن يصاب بالشلل ولا يفهم شيء من حديث بهيه بينما لم تكن في حاجه لمزيد من الصدمات ولكن كل شيء واضح امامها واخر قطعه من الاحجيه وضعت بمكانها فهاهي فهمت لماذا صمت جدها !!
..........
....
اشار هادي بطرف عيناه تجاه احسان لتطرق الباب وهاهي حميده وقعت في الفخ فما أن رأتها حتي انقضت عليها دون أن تلمح وقوف هادي : انتي جايه هنا تأتي ليه يا بنت ال ** ....
قالت احسان برجاء مزيف : حرام عليكي يا امه ...انتي عارفه اني معملتش حاجه
نظرت لها حميده بتشفي : وانتي لسه هتعملي يا بنت عليوة ولا فاكراني نسيت عمايلك
قالت احسان ببكاء تخفي به مكرها : كان نفسي اخلف ...غلطه يا امه غلطتها لما روحت لقدورة زي ما انتي غلطتي كمان وروحتي لها
اتسعت عيون حميده بصدمه بينما تابعت احسان وهي تتظاهر بالخنوع بينما بداخلها أقامت الافراح تتشفي بحميده التي عرفت سرها مع قدورة واحسنت استغلاله وهي تخبر به هادي لتستدرك حميده سريعا وتنظر بقوة تجاه احسان هاتفه : لهو انا زيك بتاعه اعمال وسحر ...قدورة مين يا بت اللي انا روحتلها ؟!
هزت احسان راسها وقالت وهي تنظر في عيون حميده : قدورة اللي روحتي لها عشان تعملي عمل لهادي... تهدجت انفاس حميده بينما شددت احسان : ابنك ...!!
ابنك اللي كنتي عاوزة تبعديه عن الدكتورة ....حصل يا امه ولا محصلش
احتقن وجه حميده بالغل لتنظر الي احسان بغضب شديد وتتوهج نظراتها بالشر وتنفلت الكلمات من شفتيها : حصل يا نن عين امك واهو خلصت منك ومن بت مهجه وهجوز ابني اللي علي مزاجي ....!
ازداد حقد حميده وسرعان ما انقضت علي ذراع احسان تدفعها خطوه خارج الباب وكانت تلك الخطوه صعبه علي هادي أن يخطوها بينما الجمته الصدمه وظل يخبر نفسه بأن احسان كاذبه وكأن القدر يخبره بأن العداله تتحقق سريعا فهاهو أنصدم في عائلته كما انصدمت وصال جر ساقيه جرا خطوه وقبل أن تهوي يد حميده علي صدغ احسان كان هادي يقف أمامها وينظر لها بخزي شديد
تجمدت ملامح حميده واهتزت نظراتها ودق قلبها بجنون وهي تري هادي امامها !!
..........
....
بخطوات غاضبه تائهه مشتته كانت وصال تسير والدموع تغشي عيونها ....مجرد مصالح متبادلة ....مجرد بيع وشراء ....!
هي للحظه كادت تسامحه .... سمعت عن القشه التي قصمت ظهر البعير ولكنها ليست بقشه بل حمل ثقيل كلما سارت خطوة يزداد وكأن العصابه التي كانت علي عيناها انزاحت وظهرت كل تلك الحقائق ....خزلان يلو الاخر وصدمه تلو الأخري فهل من مزيد ؟!
.............
...
صرخت احسان بهلع بينما اهتز جسد هادي الذي سرعان ما امسك بالجدار حينما دار العالم من حوله وكاد يقع
هادي !!
صرخت حميده وهي تسرع تمسك به : ابني !
تحامل هادي علي نفسه بينما شعر بأنه بالكاد يتنفس وبجفاء ابعد يد والدته عنه وتقبل يد احسان التي أسرعت لتسنده وهي تهتف بخوف حينما رأت ذلك العرق البارد يتصبب من جبينه : هادي ...هادي
يالهوي يا لهوي !!
..........
...
نظر دياب الكبير بسخط الي وصال وهتف بجحود : انتي واقفه قدامي تحاسبيني يا بت
نظرت له وصال بقوة وثبات وهتفت به : انا مش بت ...انا الدكتورة وصال بنت الدكتور مهاب واللي مش هتسمح ليك تعمل مصلحه علي حساب حياتها وتدمرها دلوقتي زي ما ما دمرت حياه امي زمان يا راجل يا طماع!!
انصدمت ملامح دياب الكبير وضرب المكتب بقبضته لازم وصال شفتيها بسخط وتهت به بوعيد نابع من غضبها : تحب اعلي صوتي واسمع كل الوكاله انك بعتني في مزاد ....ازدادت نظراتها حقدا وهي تتابع : هات الورق اللي الجبان كتبه ليك وخاف منك !!
نظر لها دياب بسخط لتكرر وصال بحنق وهي تضرب المكتب بقبضتها : بقولك هات الورق !!
الفي دياب الكبير الاوراق امامها لتاخذها وصال وتكورها وتخطو للخارج وهي تشعر بالغثيان من تلك الوجوه الكريهه التي أصبحت تراها علي حقيقتها ....!
أدارت وصال راسها ببطء وضيقت عيناها التي اختطفتها تلك الملامح ....تتذكر ملامح ذلك الرجل بشتات ...نعم تتذكر أنها رأته من قبل ولكن اين .....؟!
ابتلعت ببطء بينما هبت تلك الذكري وتدفقت بداخل عقلها عن تلك الليله .....أنه ذلك الرجل الذي كان بالمشاجره بالمشفي ...!
ولكن ماذا يفعل هذا الرجل بالوكالة ....؟!
أسرعت بخطواتها خلف الرجل الذي لمحها ولكن بلحظه بين الجموع اختفي داخل وكاله هادي واخر ما سمعته نداء أحد عليه : قناوي ! في ايه ؟!
نظر عشري الي وصال التي هتفت به : بقولك مين اللي دخل الوكاله ؟!
قال عشري بتعلثم بينما لا يفهم شيء : راجل مين يا دكتورة ؟!
نظرت له وصال بغضب ليس منه بل من نفسها ....كم كانت بلهاء وهي تصدق كذبه تلو الأخري ...!
منذ لحظات ظنت أن حقيقه جدها اخر حقيقه ولكن هاهي حقيقه أخري تنكشف واكتفي ظهرها بحمل المزيد ....!!
بخطوات غاضبه وقلب جاش فقط بالرغبه في الثأر اتجهت تبحث عنه لتواجهه بكل ما عرفت !
راهن نفسه علي سماحها وهي كانت ستعطيه فرصه ولكن الآن انتهي واوصدت أفعاله كل الابواب وتمزقت كل الطرق بينهم !
..............
....
أسرعت احسان تعطي لهادي الذي مددته علي الفراش كوب الماء ليرتشف منه القليل وهو يحاول التقاف أنفاسه. . ...لم يحتمل الصدمه فكيف بها التي أخذت كل تلك الصدمات !!
رفعت عليه الغطاء وقالت بحنان : بعد الشر عليك ...انا هنزل اعملك لقمه
هز هادي رأسه بوهن وهو لا يريد شيء إلا أن يغمض عيناه : مش عاوز ....عاوز انام
ربتت علي كتفه وقالت وهي تقوم من جواره : ارتاح يا اخويا ونام !
...........
....
لطمت حميده وجهها بينما وقفت أمام باب الغرفه التي خرجت منها احسان ونظرت لها بشماته وتشفي بينما وضعت يدها أمام حميده التي أرادت أن تدخل لتطمأن علي ابنها : هو مش قالك مش عاوز يشوفك
بحزن ساخر ربتت علي كتف حميده : معلش بقي يا امه ...تيجي تصيده يصيدك !
أطلقت ضحكه ساخره بينما تتابع وهي تغلق الباب : انا نازله اعمل لهادي لقمه يأكلها بلاش بقي تيجي ناحيه الأوضاع احسن يطردك ...ههه!
تركت حميده تغلي بقلب ملكوم ونزلت تتهادي بخطواتها للاسفل ..!
خطوه تلو الأخري تحملت الكثير وهاهي في النهايه تصل إلي هدفها ......اتسعت ابتسامتها المنتصره وتساءلت هل يمكن أن يكون القدر في صفها أكثر بينما لمحت من خلال نافذه المطبخ وصال تخطو من الباب لتتسع ابتسامتها الخبيثه وسرعان ما تفتح ازرار عباءتها وتمرر يدها بخصلات شعرها تبعثرها وتتجه الي الاعلي بانتظار وصولها
فتحت حميده الباب ونظرت الي وصال التي لم تتمهل وهي تسأل : ابنك فين ...؟!
أسرعت بخطواتها للاعلي ولكن سرعان ما تباطأت خطواتها بينما أتقنت احسان رسم المفاجاه علي وجهها وهي تضم علي صدرها عباءتها وتخرج من باب غرفته وترسم الخجل ...دكتورة !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
بارت تحفة تسلم ايديك ❤️🔥❤️🔥❤️🔥
ردحذف