بساط السعاده الفصل السابع والاربعون

3


 


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

للمره الثالثه أو الرابعه وربما الخامسه فهي بكل الأحوال لم تعد تحسب وتعد تلك المرات التي تطيح بها بالطعام الذي يحضره لها كما تطيح فعلته تلك بعقلها وكأنها حيوان أليف يضع له طعامه ويقبل بوجوده داخل قفص بامتنان لذا بلا وعي ولا تفكير بل بغضب خالص وغريزة متمرده توطنت بها رفضت أن تحني رأسها ولا أن تقبل بالهدوء ولو للحظه فهاهي ساعه تمر خلف الأخري وبكل ساعه بل بكل دقيقه يزداد بداخلها شعور الغضب ويتغلغل بداخلها احساس القهر فتزداد ضراوة غضبها ورفضها أن تبقي دقيقه واحده أخري بداخل هذا السجن مهما يحاول سجانها أن يبدي اهتمام أو حب !

و هادي يقف ككل مره يتقبل ما تفعله بصبر ليس تفضلا منه ولكن إقرار بأن لها كل الحق أن تغضب ولأنه يعرفها كما يعرف نفسه وربما أكثر يعرف أن ما تفعله طبعها ولن تتغاضي بالرغم من أن كل أمله أن تهديء ولو لحظات وكعادته معها اخطيء بحساباته حينما ظن أن ابقاءها معه سيمنحه فرصه ولو عاد حساباته سيدرك أنه يهدر كل فرصه ولو ضيئله معها بابقاءها قسرا ! 

خارت قواها وانهكتها ضراوة غضبها والجوع الذي رفضت أن تعترف بأنها تشعر به وأبقت كل مشاعرها فقط هي الغضب ....كنفس اخير جاءت علي ما بقي من الغرفه تحطم وتبعثر حتي خارت مابقي من قواها فارتمت علي الأرض وتكومت علي نفسها تلتقف أنفاسها التي سكنت بعد قليل بينما انغلق جفناها بانهاك مستسلمه للنوم وكم كان بشع النوم بعد الحزن فهو عذاب بينما تهرب من حربها مع الواقع لتجد نفسها تحارب تلك الكوابيس ...!

تمهلت خطوات هادي ما أن فتح الباب ووجدها نائمه علي الأرض .....!

دارت عيناه في ارجاء الغرفه التي كانت وكأن إعصار ضربها ليسير بهدوء شديد بين الحطام ويضع من يده العام الذي لم ييأس من إحضاره لها علي امل ان تأكل ولو لقمه ...اتجه ناحيتها وانحني ليجثو علي ركبتيه بجوارها وينظر إليها بقلب منفطر فما يراه علي وجهها من تلك الملامح الحزينه هو السبب بها ....أكثر انسانه غاليه علي قلبه كان هو أكثر انسان جرحها لتتحرك يداه بحنان شديد وينفلت لسانه باعتذار حار : حقك عليا .....مكنتش اقصد والله ما كنت اقصد كل ده يحصل ...سامحيني واديني فرصه ...انا مقدرش اعيش من غيرك 

كلماته اختلطت بكوابيسها ليستفيق عقلها المنهك كما حال جسدها الذي لم يعد يستطيع المقاومه أكثر لذا تمسكت عيناها بجفونها مغلقه فوقها ولكن أن أغلقت عيونها حتي لا تراه فكيف تغلق أذنها حتي لا تسمع كلماته التي من صدق حرارتها نفذت الي قلبها ....انتحب قلبها بينما يتابع بحنين: انا كرهت نفسي كل يوم عشان كذبتي بس حبي ليكي كان مغطي علي الكره ده .... حبيت ايامي معاكي وحبيت نفسي وصورتي في عينك اتمنيت كل لحظه أني افتح عيني والاقي الكذبه دي اختفت عشان تفضل حقيقه واحده وهي اني بحبك اكتر من نفسي .... اناني بس من كتر حبي فيكي ... خوفي من انك تضيعي مني هو اللي بيحركني ....معاكي بلغي كل عقلي وقلبي هو اللي سايقني ...!

اختلطت الحقيقه بالاعتذار بالاعذار ....تمزق قلبها وعقلها ليس تصديقا أو حتي تكذيبا لما سمعته منه وتعرفه ولكن لأن كل هذا ينافي المنطق ...يحبها ويجرحها ..يريد حياته معها ويغذي تلك الحياه التي بناها علي اكاذيب ...يخشي فقدانها وفعل كل شيء يبعدها عنه ...ضياع وشتات ليس ابدا معناه أنها تفكر أو تتراجع ولكن فقط يضغط عليها أكثر فكل هذا تعرفه ولكنها فقط لا تجد له أسباب أو منطق ... أنها مثله تحبه ولا تتخيل حياتها بدونه تتألم الم يفوق الاحتمال لانكسار قلبها ...عقلها متصدع من كثره الأفكار ...منهكه متمزقه يسري بعروقها غضب جارف يحطم كل شيء ويترك روحها خاويه ...! 

تنهيده حاره تماما كما حال أنفاسه التي استشعرت حرارتها بينما مال عليها يطبع قبله متمهله علي جبينها يبث بها كل مشاعره واسفه وندمه ...!

كرهت روحها الخاويه التي بلحظه استسلمت لشعور الفقد والحنين الي ذلك الحب الذي كان يمليء قلبها تجاهه فاستشعرت قبلته تلمس قلبها الذي ثار متمردا كما حال عقلها الذي لم يقبل للحظه بهدنه !

قام هادي من جوارها و

انحني بهدوء يجمع ما حطمته لتغتل كل ملامحها وتزداد حراره الدماء التي تسري ملتهبه داخل عروقها ثائره علي نفسها التي للحظه شعرت بالحنين له وارادت أن تقتلع ذلك الشعور من داخلها في مهده وتذكر نفسها بأنه كاذب خائن فعل بها الافاعيل ...لم يترك ولو فرصه واحده للصفح بينما كل طعناته كانت بظهرها لذا لن تنخدع لثوب الحمل الذي يتلبسه بينما بلسانه اعترف بخطاياه .... لن تنخدع مجددا بشعور الفقد والحنين الذي انساقت خلفه من قبل وعادت تسعي لتكون وسط عائلتها وبجوار حبها لتنصدم بما فعلوه بها وليتها بقيت في وحدتها التي كانت تحمي بها نفسها وتبعدها عن كل تلك الاوجاع التي تجرعتها دفعه واحده بعد جرعه السعاده الوهميه التي عاشت بها فكانت جرعه مريرة كالعلقم !

لا تريد هدوءه وصبره عليها بل تريد منه أن يثور ويغضب فتتواجهه معه وتجد الخلاص من هذا السجن الذي لن تقبله لذا باندفاع وبرغبه عارمه في الثأر اعتدلت جالسه تنفض وهن جسدها وسرعان ما كانت تسدد له سم لسانها قاصده أن تجرحه بقوة : مش كفاياك ذل قدامي لغايه كده !! 

تمهلت يد هادي الممسكه ببقايا الزجاج ووهم نفسه أنه للحظه لم يفهم معني كلماتها التي لم تتراجع عنها بل زادت من القصيد بيت وهي تتابع بصوت غاضب : 

اييييه خليك راجل وعندك كرامه وكفايه تعيش مذلول قدامي ! 

نظرت إليه باحتقار قصدته بينما تابعت : بابا كان عنده حق في كل كلمه قالها عنك وكان عنده حق لما حسسك في كل لحظه انك قليل و ولا حاجه ! 

مدت يدها تجاه الطعام بنفور : خد أكلك انا مش حيوان هتحسبه وتأكله ويقبل !! خد الاكل ده ولو انت راجل افتح الباب !

حاول ....تجاهل ...تظاهر .....!

حاول أن يتقبل ما نطقته ....تجاهل الم قلبه ووخزه كرامته ....تظاهر بأنه لم يستمع !

للحظه حدث نفسه بكل هذا ولكن كيف وحده نصل كلماتها نفذت الي قلبه وادمت كرامته وطعنته برجولته !

نفض يده ببطء حاول به أن يسيطر علي ذلك الشعور المقيت الذي شعر به في تلك اللحظه ولكن كيف وقد التقت عيناه بعيناها التي رأي بها مقت ونفور واستعلاء قصدته ...! 

نصل كلماتها كان حاد للغايه ولم يجرحه وحده بل نالها نصيب من الجرح بينما لطخت طيبه قلبها ومبادئها واستخدمت طريق لا تريده لتجرحه !

للحظه خشيت نظراته التي لمع بها الغضب بينما لم يعد يحتمل تردد تلك الكلمات بعقله دون توقف ....لماذا جرحته قاصده بتلك الطريقه ....حاول تقبل ما تفعله ولكن الي هنا ولم يعد لديه احتمال بينما تدفق الغضب بعروقه وانعكس بنظراته التي واجهت نظراتها بينما تمسكت بجرأتها التي تحلت بها وازدادت مع يقين أنه لا يقوي علي فعل شيء لها حتي بعد كل ما قالته وهذا ما كسر رجولته اكثر بتلك اللحظه فهي تمادت وهو من ترك لها الحبل علي الغارب .... ودوما لكل شيء نهايه وحد وهي تجاوزت كل الحدود تختبر صبره الذي انعدم .....رفعت يدها ووضعتها علي أذنها بينما تعالي صوت تحطيم تلك الأطباق التي تطايرت من فوق صينيه الطعام التي ازاحها بغضب وهو يهتف نبره حاده : 

وماله بلاها وكل ......نظر إليها بعيون تماوج بها غضبه وتابع بهيمنه :  ومن هنا ورايح مفيش اكل هيطلعلك.... لما يبقي يقرصك الجوع ابقي دوري علي طريق المطبخ ! 

لم يمهلها لحظه لتستوعب ما نطق به لتشهق باللحظه التاليه بينما بقبضه فولاذيه امسك بباب الغرفه وركله بقوة لينخلع من مفصلاته التي تهشمت من قوه ركلته....!

هل أفرغ غضبه بالتحطيم....لا !!

هز رأسه واندفع ناحيتها ليمسك ذراعها بقوة ويزمجر بها داعسا علي قلبه الذي لا يحتمل قسوته عليها :  وكمان اهو الباب ...!

انا مش راجل .....!!

اوما لها وتابع وعيناه الغاضبه يزداد لهيب نظراتها : صح يا بنت الاصول انا مش راجل عشان قبلت منك كل اللي بتعمليه وسكتت ......توعدها وهو يترك ذراعها :  سهله حاضر !! 

لم تتراجع ولم تحسب حساب لأي شيء كما قال لتصرخ به بسخط شديد : هتعمل ليا ايه ؟! 

صرخ هادي بقوة وهو يميل عليها : متستفزنيييييش !! 

أسرعت حميده تهب من مكانها علي تلك الأصوات وتصعد مسرعه لتري احسان واقفه علي بعد بضع خطوات تستمع الي ما يجري لتصك صدرها ما أن رأت حميده وتهتف بنقد قاصده إشعال غضب حميده : يالهوي يا امه دي البت ملهاش كبير ...هي مستقويه كده ليه ...؟!

بترد الكلمه بعشره ...هزت راسها وتابعت بخبث : لا ترد ايه ...ده سي هادي اللي ولا عارف يصد ويرد قدامها ....! 

شهقت احسان بينما استمعوا لصوت هادي تلك المره هو ما يتعالي لتتراجع كل منهم بضع خطوات للخلف حينما كسر هادي الباب .....نظرت كل منهم الي الأخري وغلبهم فضولهم لذا اسرعوا ليروا ما يحدث بعد أن انفتح الباب الذي كسره هادي علي مصراعيه ! 

وقفت حميده لدي الباب وابتسامه شامته علي طرف شفتيها لمعت كشمس النهار حينما رأت غضب هادي بينما تحكمت احسان بملامحها واخفت تلك الافراح التي أقيمت بداخلها بينما تتجرأ وتدخل الي الغرفه وهي تقول بتأثر زائف بينما وقفت تحول بينه وبين وصال وتمسك بكتفه تبعده بينما كان مايزال يميل فوق وصال التي لم تتزحزح نظراتها وبقيت تنظر له بتحدي : حقك عليا انا يا اخويا متعرفش طبعك والاعمي معلهوش حرج وغلاوة ابنك تهدي 

ابعد كتفه عن لمسه احسان بحركه لا إراديه بينما 

التقت نظراته بنظرات وصال ليري بها جبروت زائف وقوة لا أساس لها بينما انتوت الا تجعله يري ابدا انكسارها لذا رفعت راسها بشموخ ورفضت أن تبكي بينما  انتحب قلبها وهي تري احسان امامها تتدخل بينهما وتفكر أنها مثلها مجرد رقم بحياته .....أنها من حريم المعلم هادي مثل بهيه ودنيا خدعها الجميع والقوا بها إليه وهاهي طوع بنانه 

زفر هادي وابتعد خطوتين للخلف وهو بالأساس لم يكن ينتوي أن يستقوي عليها بل غضبه غلبه وما فعله قليل أمام سم لسانها الذي سري بعروقه ! 

ربتت احسان علي كتف وصال وقالت برفق زائف : متخافيش يا دكتورة ما انتي عارفه سي هادي ..... اهتاجت اعصاب وصال لتقاطعها وهي تبعد يدها وتهتف بها بتعالي وكبرياء : انا مبخافش من حد ....أشارت إلي هادي وتابعت بازدراء : وده سيدك انتي ....إنما انا بالنسبه ليا ولا حاجه 

زمت حميده شفتيها ودخلت بخطوات غاضبه توبخ وصال بغضب : بت انتي !

صرخت وصال بغضب بينما اعماها الغضب : انا مش بت احفظي لسانك ياست انتي 

التفتت حميده الي هادي بعيون متسعه : 

عاجبك يا هادي 

قالت احسان لتهدئه الوضع وهي تتلبس ثوب الحمل بينما ارادات أن تكون حمامه السلام الزائفة :  حقك عليا يا امه ....هي مش واعيه بتقول ايه ...بزياده و تعالي معايا وسي هادي هيتصرف 

نظرت حميده الي هادي تنتظر رد فعله ولكن احسان أمسكت بكتفها وتابعت برجاء زائف : اسمعي كلامي يا امه وتعالي معايا الله يرضي عنك 

لم تكن حميده لتتحرك لولا أنها خشيت أن تزيد من غضب هادي ناحيتها لتتظاهر بأنها تريد صالحه لذا استجابت ليد احسان علي مضض 

نظرت وصال إليه باستخفاف بينما اخذت احسان حميده وخرجت من الغرفه وبقي هادي يتطلع إليها وهي تحرق الاخضر واليابس بينهم لتقول بسخريه : 

ايه يا سي هادي هتفضل واقف تبص ليا كتير مش هتشوفلك صرفه معايا زي ما الست والدتك قالت ولا هتعمل خاطر للست احسان وتسامحني

نظر لها هادي مطولا بينما تتفنن باستفزازه وحينما يخرج اسوء ما فيه كما فعل قبل قليل ستلومه وقبل أن تلومه يلومه قلبه الذي لايقوي علي قسوته عليها مهما فعلت  .....اتجه هادي إليها ليميل فوقها ويقرب وجهه منها وهو يقول بفحيح : انتي عاوزة ايه يا وصال ..... عاوزة توصلي لايه ؟! 

هتفت وصال بحقد وهي تمليء نظراتها بالكراهية ناحيته  : عاوزة اخلص منك 

اوما هادي ونظر لها قائلا : مالكيش الا حل واحد 

قالت وصال بابتسامه بارده : يااهلا بالحل الواحد 

قرب وجهه منها أكثر لتشعر بانفاسه تلفح عنقها بينما يهمس بجوار أذنها : اقتليني 

ابعد وجهه لينظر الي تعابير وجهها وهو يتابع : غير كده مفيش خلاص مني ! 

لن تنوله ابدا انتصاره عليها لتقول بثبات وبرود وهي تهز كتفها : وليه اتعب نفسي ....طريق المحاكم اسهل 

غالب اهتزازه بينما يقول بثبات : بيتهيألك

ضحكت وصال ساخره : انت اللي بيتهيألك ....نظرت إلي عيناه بقوة وتابعت : انا من اول جلسه هتطلق منك 

ولو محصلش هخلعك !!

رفعت اصبعها أمام وجهه وتابعت : 

اوعي تفكر في حاجه منعاني الا الباب ... وزي ما كسرت واحد التاني مسيرة يتكسر 

النهارده بكره مسيره يتكسر زي ما كل حاجه انكسرت ...!! 

انا بكرهك وانت لو عندك ذره كرامه طلقني !

اغتلت ملامح هادي ليس من كلماتها ولكن من عجزه علي فعل أي شيء فلا هو يستطيع رد جرح كرامته وتركها ولا هو يستطيع أن يقف أمامها بصمت أكثر من هذا ليحاول أن يخفي ضعف موقفه الذي كرهه وهو يتطلع إليها بغضب ويهتف بعناد قصده : مش هطلقك حتي لو عملتي اكتر من كده !!

خرج من باب الغرفه بخطوات غاضبه ليلحق بخطواته ذلك الشيء الذي القته ناحيته فوقع أرضا وانكسر ولكنه لم يلتفت وتابع خطواته وايضا لم يلتفت بينما استمع لصراخها الغاضب الذي فاق الحدود من كثره غيظها وغضبها بينما لم تعتاد الا تكون بلا حيله !!

.........

....

نظرت حميده الي احسان التي تابعت وهي تتلبس ثوب النصح : انا قلبي عليكي يا امه ...!

نظرت لها حميده باستخفاف ساخره : قلبك عليا ...وده من أمتي يا بنت عليوة 

قالت احسان بابتسامه بارده : طول عمري يا امه واللي عملته ده عشان انتي اللي بدأتي وخلفتي وعدك ليا وقصدتي تقلبي هادي عليا لما قولتي اني اللي كشفت سره وكل شويه تطلعيني من البيت 

تنهدت وتابعت : يا امه احنا في مركب واحده وانا قولتلك أولي وآخري افضل في البيت اربي العيل يعني مش عدوتك ده انا طول عمري تحت رجلك 

وضعت يدها علي كتف حميده التي صمتت تعقل كلمات احسان التي أتقنت وزنها : هادي شايل منك ومش من مصلحتك يشيل زياده واصلا الدكتورة خلاص دقت مسمار نعشها يبقي سيبيها تخرب علي نفسها وانتي تبقي بعيد وانا كمان ابقي بعيد 

نظرت لها بمكر وتابعت : ووقت ما يحين الاوان نبقي نقرب ونواسيه ونكسر زير ورا بنت مهجه ...ولا ايه رايك !

...........

.....

نكس هادي رأسه ووضعه بين يديه وتهدل كتفه وكأنه يحمل هموم كالجبال فوقها ....رفع رأسه تجاه عشري الذي اسرع ناحيته : معلم هادي ..  الحق يا معلم هادي 

نظر هادي إليه باستفهام ليلتقف الرجل أنفاسه بينما يتابع : التلاجات عطلت تاني 

تفاجيء عشري بنظره هادي التي حملت لا مبالاه بينما يقوم من مكانه : شوف المهندس وخليك معاه لغايه ما تتصلح 

قال عشري بدهشه : وانت مش جاي معايا يا معلم 

هز هادي رأسه ليقول عشري يحثه علي المجيء : ده نص المحصول راح والنص التاني لازم نلحقه قبل ما يضرب ودي خساره كبيره 

ابتلع وتابع : المعلم دياب سبقك علي هناك بس انت لازم تتصرف وتكلم ابو سماعيل ياخد النص التاني لغايه ما نشوف صرفه 

قال هادي بلا مبالاه : المعلم دياب هيتصرف 

استغرب عشري ذلك البرود من جهه هادي الذي بالفعل خسر اغلي ما لديه فلماذا يهتم بالمال !

..........

....

هز عشري كتفه وقال لدياب الكبير الذي يصيح بصوت غاضب هنا وهناك : وانا اعمل ايه يا معلم زياده. .... انا واقف مع الرجاله اهو 

هتف دياب الكبير باحتدام بينما لقي من دياب نفس اللامبالاة التي وجدها من هادي وبقي هو وحده من يحاول الحد من تلك الخسائر : اتحرك يا واد ولا هتقف تراجعني كلمه بكلمه ...روح خلي الرجاله تحمل العربيات وتطلع علي السوق الكبير وافتح مزاد عليهم 

تحرك عشري ليخرج دياب الكبير هاتفه ويتصل بهادي ولحظات وكان يزفر حينما لم يجد منه اجابه ..... دقائق وكان يدخل ثائر الي المنزل وبصوت غاضب ينادي دياب الذي هرعت بهيه إليه تناجيه برجاء : عشان خاطري يا دياب انزل كلم جدي ده علي آخره 

نظر لها دياب بتخلي : قولي له نايم يا بهيه 

قبل أن تقول بهيه شيء كان دياب الكبير يقتحم الغرفه هاتفا بغضب : انت هتفضل قاعد زي النسوان في البيت وسايب حالنا ومالنا يضيع 

نظر له دياب بتخلي هاتفا : اختي ضاعت تفتكر يهمني بعدها مال 

نظر له دياب الكبير باستنكار : هتتخلي عن جدك يا دياب ؟! 

ابتلع وتابع بحسره : فكرك اختك غابت عن بالي بس نعمل ايه زياده ....هي اللي عملت كده فينا ولا همها حاجه وخدت في وشها وطفشت 

قال دياب بسخط : من اللي عملناه فيها 

بادله دياب الكبير السخط : واحنا عملنا ايه .... تفرق ايه عن غيرها ... جاله عيل ولا عشره ماهو جوزها وحدها وحتي لو كده ...في بنت اصول تطفش ده بدل ما تقعد وتصبر نجيب حقها ...زفر وتابع بحنق شديد : عاوزة تتطلق وماله ما تقعد وسطنا معززه مكرمه ونخليه يطلقها إنما تطفش ولا تفكر فينا وانت تقعد تفكر فيها وتوقف حالنا لا يا دياب !

قوم مع جدك وخلينا نشوف خسارتنا مش هيبقي موت وخراب ديار !

............

....

اخيرا شعرت بالانصاف وكم كان الجبر كبير وكأنها لم تستشعر مراره الظلم يوما لتلمع عيونها بالامتنان لهذا الجبر الكبير الذي تمثل بهذا الرجل الذي ظنت أن أمثاله لم يعودوا موجودين .....سارت خطوتين تجاه الباب وتحرك ياسين خلفها ولكنه توقف حينما توقفت واستدارت ليتطلع إليها حينما سألته : بعد اذنك يا معلم ...ينفع اعمل حاجه قبل ما اطلع من هنا 

اوما ياسين وقبل أن يسأل عن ماهو هذا الشيء كانت عيون سمر تغيم للحظات بكل الظلم الذي مر عليها لتتحول نظراتها الي الغضب الشديد وسرعان ما تنحني وتتناول حذاءها باحدي يديها وتهوي به بغل علي وجه عبد العزيز المكبل الذي ما أن تحرك حتي كان ياسين 

يميل عليه يكبله ويمعنه من الحركه حتي أفرغت به سمر كل غضبها ...وقفت وهي تلتقف أنفاسها والقت الحذاء علي الأرض ووضعته بقدمها ليدفع ياسين عبد العزيز أرضا ...التفتت سمر تجاه حسنين وسرعان ما بصقت في وجهه ثم خطت تجاه الباب ليتبعها ياسين ونظراته مليئه بالضرب فقط لرؤيه اخيرا تلك الابتسامه علي ملامحها بعد أن انحفرت عليه سنوات من الحزن !

نظر عبد الله تجاه والدته بلهفه لتبتسم سمر له وسرعان ما كان الصبي يبتسم هو الآخر لابتسامه والدته ..!

فقد عانت الكثير تلك المرأه الصبوره 

نزل الصبي وتبعته والدته ليقول ياسين وهو يلحق بهم : بعد اذنك كلمه يا ام عبد الله 

توقفت سمر والتفتت الي ياسين قائله : تشكر يا معلم ...تنهدت وتابعت بعيون لمعت بها الدموع: اول مره احس ان ليا ضهر 

ابتسم ياسين لها وقال بعتاب : تقومي تبكي 

مسحت سمر دموعها قائله : دي دموع فرحتي 

قال ياسين وهو ينظر إليها : وانا محبش اشوف دموع في عينك حتي لو دموع فرح 

تمهل قبل أن يقول وهو ينظر إليها : بمناسبه الفرح ...مش آن الأوان يا ام عبد الله 

خفضت سمر عيونها بخجل ليبتسم ياسين وسرعان ما يوجه حديثه الي الصبي قائلا بحنان وهو يضع يده علي كتفه : انت الكبير والراجل يا عبد الله وعشان كده انا بستأذنك أتمم جوازتي من الست والدتك 

نظر الصبي الي ياسين برأس مرفوع بالرغم من أنه لا يعرف ماذا يقول ولكن الاحساس بالمسؤولية الذي منحه له ياسين كان احساس جميل وجديد عليه 

لينظر الي والدته التي لم تنطق بكلمه من الخجل لتولي ياسين دفه الحديث متابعا : بيقولوا يا عبد الله السكوت علامه الرضا ...يبقي توكلنا علي الله 

...........

.....

نظرت حميده الي احسان التي كانت تتحرك في المطبخ وتدندن أحدي الاغاني 

: بتعملي ايه يا بت ...بقالي ساعه مستنيه كوبايه الشاي

قالت احسان وهي تضع اخر طبق علي الصينيه : خلاص جاهز يا امه ..أشارت إلي الصينيه وتابعت : انا بس قولت اعمل لقمه للدكتورة 

نظرت لها حميده بحاجب مرفوع لتتابع احسان وهي تتقمص دور صاحبه المنزل المرحبه : امال يا امه ...دي البت علي لحم بطنها وميصحش تفضل بجوعها ودي مهما كان ضيفه ....غمزت احسان وتابعت بمكر : والضيف مسيره كام يوم ويمشي يبقي نعمل الواجب 

ابتسمت حميده ساخره بينما صدقت وهي تلقب احسان بالحرباءه التي تتلون بكل لون 

لتقول وهي تاخذ كوب الشاي : وماله يا حنينه...روحي وخلي ضرتك تدوق أكلك 

اومات احسان وحملت الصينيه وتحركت بها لتوقفها حميده : بت يا احسان 

التفتت إليها احسان لتتابع حميده : اوعي يا بت تكوني حاطه لها حاجه في الاكل

رفعت احسان حاجبها باستنكار : انا برضه يا امه ....!

اومات حميده بتحذير : انا بس بسأل ...اياك تفكري تاذيها دي برضه حامل في حفيدي 

ضحكت احسان بشماته وهي تتابع طريقها قائله : وحفيدك اخو ابني وبعدين ااذيها ليه ما هي شاطره وبتأذي نفسها 

اومات حميده توافق علي كلمات احسان التي لم تجد سبب لتقف أمام وصال وتكسب عداوة هادي بل يمكنها أن تلعب علي غيرتها بثوب الحمل الذي أتقنت ارتداءه 

........

....

بقيت وصال جالسه علي الأرض تضم ركبتها بذراعها بينما انهكتها تلك المواجهه التي لم تتخيل يوما أن تخوضها ضده ....نعم لم يتواني قلبها عن تانيبها لتلك الكلمات وسالت نفسها الف مره كيف استخدمت تلك الكلمات بدلا من أن تطالب بحقها دون أن تخرج عن نفسها وكينونتها التي ترفض هذا الأسلوب لتبقي هكذا لوقت طويل غاب عن عقلها ذلك الباب المفتوح ! 

الباب المفتوح الذي لم يقصد هادي أن يمر من خلاله جرح اخر لقلبها بينما مرت احسان منه وهي تحمل صينيه الطعام وتدخل وهي ترسم علي ملامحها تأثر واهتمام زائف بينما تقول وهي تضع الصينيه جانبا : جبتلك لقمه تاكليها يا دكتورة 

رفعت وصال راسها تجاه احسان وعبرت نظراتها عما أرادت قوله والذي سرعان ما فهمته احسان الخبيثة 

لترسم ابتسامه بارده علي شفتيها التي أتقنت رسمها باللون الوردي كما أتقنت زينتها وتسريح شعرها البني الطويل وتركته منسدل علي كتفها الظاهر من فتحه عباءتها المنزليه المطرزة بالورود 

: ليه بتبصي ليا كده يا دكتورة ....

اقتربت منها وتابعت : لا يا دكتورة اوعي تفكري اني هكون ست وحشه ولا غلاويه لا سمح الله ....وضعت احسان يدها علي بطنها وتابعت بدلال : انا عاوزاكي تعديني اختك زي ما اللي في بطني هيكون اخو اللي بطنك ومش بس كده ده انا عاوزاكي تعتبريه زي ابنك كمان ومفيش بينا ابني وابنك 

اندفعت الدماء الي وجه وصال الذي توهج بينما تابعت احسان بابتسامه متدلله : معلوم ماهو انا عاوزاه يطلع دكتور زيك كده ومتعلم ومتنور .....أطلقت ضحكه طحنت خاطر وصال بينما تتابع : ماهو هيكون كبير أبوه ولازم يشرفه ومن جهه ابنك هيبقي الصغير المتدلع ...نظرت إلي احتقان وجه وصال بشماته اخفتها خلف براءه نظراتها وهي تتابع : أو جايز تبقي بت ... !

ادارت وصال راسها وامتلئت نظراتها بالاشمئزاز حينما وضعت احسان يدها علي كتف وصال وهي تتابع : يبقي من يوم ورايح هتعديني اختك ولا تخافي مني من جهه هادي .... اعتبريني هنا ام الواد أو حتي اني قاعده هنا بلقمتي زي ما امه حميده طول عمرها بتعاملني وانتي مراته وست البيت 

نظرت إليها بطرف عيناها ثم تابعت بحزن مزيف : اعتبريني زيهم خدامه !! 

تنهدت وتابعت : انا قلبي وجعني عليكي وصعبتي عليا من اللي هادي عمله ...لوت شفتيها وتابعت بتأثر زائف : معلوم ماهو واحده زيي غلبانه وملهاش حد يعمل فيها ويسوي هو وأمه إنما واحده زيك دكتورة بنت دكتور وجدها وأخوها يتعمل ليهم الف حساب ازاي تقبل تتحبس وتتهان ...!

نظرت إليها بخبث وتابعت بصوت خافت : مؤكد المعلم دياب الكبير والمعلم دياب ميعلموش باللي بيحصل وانا قلبي عليكي لو تحبي اقولهم 

عضت علي شفتيها سريعا وتابعت باستدراك : لا ...ايه اللي أنا قولته ده ....نظرت إلي وصال وتابعت : يوه...شوفتي بقي قلبي الطيب خلاني اقول ايه اكمني خايفه عليكي ومخوفتش علي نفسي من اللي هادي هيعمله فيا لو عرف ...هزت راسها وتابعت : لا لا انسي يادكتوره اللي قولته ....حقك عليا يا اختي انا برضه اخاف اصلك مهما شوفتي من هادي مش هيكون زي اللي شوفته انا ...و لا امه حميده ..يالهوي يالهوي ده كانوا يخلصوا عليا ..! 

لا لا بلاش انا ماصدقت هادي رضي عني ورجع زي زمان معايا 

عضت علي شفتيها باستدراك كاذب : قصدي يعني عشان خاطر ابنه !.

....

....

أسرعت حميده تجاه هادي الذي دخل من الباب : هادي انت لساتك زعلان مني ياابني 

تجاهلها هادي وسار تجاه الدرج لتقول حميده بمكر : احسان فوق بتوكل مراتك أصلها صعبت عليا تفضل من غير اكل فطلعت احسان لها بالاكل 

بسرعه خطي هادي كل درجتين سويا ما أن استمع لتلك الكلمات بينما اعماخ غضبه ونسي الباب المفتوح !

........

ببطء رفعت احسان عيناها تجاه وصال التي واخيرا عقبت علي حديثها الذي ظنته سيجد طريق الي قلبها ولكنها وجدت وصال تتطلع إليها ساخره بينما تبعد يدها عن كتفها قائله : تعرفي يا احسان انك لو كنتي قولتي الكلمتين دول زمان كنت صدقتك ..تلاقت نظرات كلاهما لتتابع وصال وهي تهز كتفها :  انا كنت من زمان اسمع عن كهن الفلاحين بس حظك اني شوفته ....اصل كان عندي واحده زميلتي في الكليه ودخلت عليا بنفس الكلمتين دول وانا كنت لسه هبله في سنه أولي وفكرتها صاحبتي لغايه ما فهمت أن ده كله كهن وللاسف مش هيدخل عليا ....رمقتها بنظره متعاليه وتابعت : بس جايز يدخل علي حميده أو ابنها إنما أنا لا !

رفعت احسان حاجبها وازالت سريعا قناع الطيبه الزائفة وهي تواجه وصال : ليه بس كده يا دكتورة ...ده انا جايه أمد لك ايدي 

ابعدت وصال يدها من امامها وهتفت بها بثبات تخفي به حرقه قلبها : انتي جايه وفاكره بالكلمتين دول هتكيديني !

اقتربت خطوات هادي المسرعه من الغرفه لتتمهل بينما أتاه صوت احسان الهاديء 

هزت احسان راسها وقالت ببراءه : انا !!!

لوت شفتيها وتابعت : الحق عليا أن قلبي الطيب اتوجع عليكي وصعبتي عليا فقولت اجي وانصحك بدل ما تقفي قصاد هادي كل شويه ....امتلئت نظراتها بالشماته وهي تتابع : تبقي دي جزاتي وانا اللي جايه انصحك ازاي تخليه يهدي من ناحيتك وتعرفي تعامليه 

ضحكه عاليه ساخره ملئت فم وصال التي تطلعت الي احسان وعقدت يدها أمام صدرها هاتفه بتهكم : انتي هتعلميني ازاي اتعامل مع هادي 

ضحكت مجددا بسخريه ولكن تلك المرأه امتلئت نبرته بالثقه بينما تنظر إلي عيون احسان بثبات قائله : لا انتي ولا عشره زيك تفهم هادي زي ما انا فهماه ولا انتي ولا الف غيرك هتعلمني ازاي اتعامل معاه ....وضعت يدها علي كتفها وتابعت بكبرياء ترد به كيد احسان : شكرا يا حلوة علي النصيحه بس انا باشاره مني اعرف ازاي اخلي هادي خاتم في صباعي !!

لم يكن وجه احسان فقط من احتقن بل وجه هادي الذي تراجع خطوه واغمص عيناه وأخذ نفس عميق بينما التوت شفتيه وكور قبضته بغضب شديد بعد سماعه تلك الكلمات وسرعان ما تمطأ عقله وكرامته يزجرون قلبه الذي منح لها تلك الثقه التي تتحدث بها ! 

مصممه علي حرق الاخضر واليابس وقلبه لا يؤاخذها علي كل ما تقوله ويعتبره من حرقه قلبها ولكن ونزقه كرامته وعقله يرفضون ....!

أنه كما وصفته أصبح ذليل لها وهي تتمادي دون أن تضع أي اعتبار ولو صغير لما بينهم أو لجرح قلبه فكيف هان عليها أن تفعل به كل هذا دون أن يعرف لها جفن ! 

..........

....

زفر دياب الكبير وصفق الباب خلفه مزمجرا في مهجه التي قامت إليهم ما أن أخبرتها بهيه : شايفه عيالك يا مهجه بيعموا فيا ايه .....بعد كل اللي عملته عشانك وعشان عيالك تكون دي جزاتي 

دياب كبيري بيعمل فيا كده وبتك طفشت وخلت سيرتنا علي كل لسان 

رفع عيناه للاعلي وتابع بسخط : ربنا ياخدني يا مهجه عشان عيالك يفرحوا طالما بقوا شايفين جدهم هو سبب مرارهم 

وقفت مهجه تستمع الي ابيها دون تعقيب بينما فقد لسانها طعم الكلام بعد غياب ابنتها التي يغلي قلبها حسره عليها ولا يشعر بها أحد !

.....

.......

دخلت بهيه الي دياب بعتاب لطيف : ليه يا دياب زعلت جدي .....اشار لها دياب بلا مبالاه : مش وقت كلام يا بهيه ....انا رايح مصر ادور علي وصال هتيجي معايا ولا اروح انا 

قالت بهيه بتفكير : مش هسيبك يااخويا ...بس العيال وأمه مهجه مش هتقدر عليهم وحدها 

التفتت بهيه تجاه مهجه التي وقفت لدي الباب قائله : هقدر باذن الله يا بهيه ...روحي يابتي 

نظرت إلي دياب بابتسامه متأمله من بين دموعها : روح يا دياب ومترجعش من غير اختك 

اوما دياب بعزم قائلا : أن شاء الله يا امه 

....

.........

التفتت احسان الي هادي الذي وقف لدي باب الغرفه قائلا بنظرات جامده : بتعملي ايه هنا ؟!

قالت احسان برفق زائف  : قولت اجيب لقمه للدكتورة 

اشار لها هادي دون أن يلقي نظره الي وصال التي وجهت قلبه واشقت عليه عتابه : طيب روحي وانا جاي وراكي 

للحظه ظنت احسان أن أذنها خانتها ولكنها تفاجئت به بالفعل يتبعها الي غرفتها المجاورة لغرفه وصال التي تسارعت أنفاسها الغاضبه وبقي صدرها يعلو ويهبط بعنف بينما احرقتها نار الغيره والتي رفضت الاعتراف بها وركزت علي غضبها منه !

.........

...

ابتسمت احسان ما أن دخل هادي خلفها وسرعان ما استدارت إليه واقتربت منه قائله بلهفه : كنت متاكده انك هترجعلي يا هادي ....هترجع لسونا عشان ترتاح من كل اللي حواليك 

قبل أن تمد يدها تجاه صدره كان هادي يبعدها هاتفا بحزم : بزياده وبلاش عقلك يروح كده ولا كده 

رفعت احسان حاجبها وافلتت الغيره من لسانها: يعني جيت بس عشان تكيدها 

زفر هادي ولم يعقب بل جلس علي المقعد مجرد لحظات ولم يحتمل ...لا ...أنه ليس هذا الرجل ؟!

هل يعاقبها ...؟! لا حاشا أن يفعل هذا وهو المخطيء 

لقد ترك غضبه يحركه لذا فعل تلك الفعله التي لا تناسب طبعه لذا سرعان ما قام وغادر الغرفه وهو يوبخ نفسه علي تصرفه !

.......

....

ادارات حميده عيناها ببرود بينما وصال تقف خلف الباب الزجاجي الضخم تحاول فتح المقبض وهي تهتف بغضب شديد تجاهلته حميده: افتحي الباب ياست انتي !

كررت بغضب أشد لتزم حميده شفتيها وتهتف بسخط : ايه يابت الأصول مفيش احترام للكبير ولا اكمني ساكته ...انا مش اسمي يا ست انتي ...انا حماتك وفي مقام امك يبقي تتكلمي معايا باحترام 

هتفت وصال بهياج بينما قضوا تماما علي أعصابها ولم تعد تحتمل : انا واحده قليله الادب والتربيه....سيبوني في حالي بقي ....خرجوني من هنا ....افتحي الباااااب 

افتحي البااااب 

نزل هادي مسرعا ولكنه توقف مكانه بينما رأي حالتها والتي لم تكن علي  شفا الانهيار بل انهارت تماما وهي تهذي وتصرخ ولا تنكر حميده أن قلبها وخزها حينما اقترب هادي من وصال يحاول تهدئتها ولكنها ثارت أكثر وبقيت تصرخ وتلكم صدره : افتح الباب ....افتح حرام عليك ....واجهته بعيون باكيه كسرت قلبه : انا معملتش ليك حاجه عشان تعمل فيا كل ده 

تأثرت حميده لا تنكر بينما رأت انهيار وصال بعد طول تظاهر بالقوة لتزم شفتيها وتقوم صاعده للاعلي بينما وقف هادي يتقبل لكماتها وغضبها حتي خارت قواها فأمسك بقبضتها برفق شديد وحاول ضمها إليه بينما خرج صوته معذب مقهور : حقك عليا ....بزياده يا وصال ...انا استاهل الحرق بس ورحمه ابوكي متعمليش في نفسك كده 

امسك وجهها بين كفيه برفق شديد بالرغم من محاولتها أبعاده ليهتف بها بجديه : هيجرالك حاجه ....الله يرضي عليكي بزياده ...عارف انك مش قابله وعارف انك كرهتيني ولو هديتي مش هفهم انك قبلتي عشان كده اهدي ....هدنه لغايه الصبح وبعدين اصرخي وكسري تاني 

زي ما انتي عاوزة 

هدنه يرتاح بها جسدها المنهك نعم صرخ عقلها واستجاب جسدها الذي حمله هادي بين ذراعيه دون أن يمنحها فرصه للرفض وكيف تقبل مع انها تريد أن تهديء وذلك الالم الشديد الذي تتجاهله أصبح يضرب بطنها بقوة 

ليخرج صوتها الواهن : مش عاوزة اطلع الاوضه دي ...مش عاوزة اشوفك معاها 

غص حلقه وهز رأسه وهو ينظر إلي عيناها بعتاب ويسأل نفسه كيف يقبل منها هي وحدها كل تلك الجروح بل ويترجي صفحها : انا اسف....!

كلاهما منهك وكلاهما مجروح لذا كانت الهدنه مهما حاولت وصال أن ترفضها ....دخل بها الي أحدي الغرف الموجوده بنهايه البهو بالطابق السفلي ونفذ طلبها ولم يعيدها الي تلك الغرفه ليضعها برفق فوق تلك الاريكه الكبيرة باحدي غرف الاستقبال 

خانتها ملامحها وظهر عليها الالم ليدق قلبه بقوة ما أن وضعت بظها علي بطنها : مالك؟

أبعدت وصال يده بجفاء هاتفه : مالكش دعوة بيا 

قال هادي وهو يستعيد جموده : حاضر ماليش دعوة انتي حره ....اعملي في نفسك اكتر من كده 

قام من جوارها وتابع بجمود : بس متنسيش انك مسؤوله عن روح ربك هيحاسبك عليها 

انتفخ صدر وصال بالغضب ليتابع هادي وهو يوليها ظهره 

ويشير الي الغرفه : ارتاحي هنا لغايه الصبح وهنزلك غطا ولو جعانه المطبخ عندك 

نظرت له وصال بغضب يعرف انها ستعيد الكره لذا سرعان ما خرج من الغرفه وتركها للحظات مع نفسها لعلها تستمع الي صوت العقل ولكن اي عقل أصبح لديها ....انهكها الغضب والجوع وكل ما عاشته ..تشعر بألم شديد وكل جسدها يأن بينما راسها تطن بصداع ضاري وعيناها انتفخت من البكاء لا تريد إلا أن تغمضها وتستسلم للنوم ولكن مجرد الاستسلام ولو لراحه تحتاج إليها صعب عليها وشيء ترفضه ....عاد هادي بعد قليل يحمل غطاء سميك ما ان اقترب ليضعه عليها حتي هبت وصال من مكانها ودفعت يداه وهي تزم شفتيها وتهفت بغضب شديد من بين اسنانها : لو عاوزني اهدي يبقي خليني امشي من هنا 

اوما هادي وهو يزفر هاتفا : هتروحي فين ؟!

زمجرت بحنق : ميخصكش 

لا تستطيع أن تتمسك بهدوءها ولو بضع لحظات لينظر لها هادي بنفاذ صبر هاتفا : يخصني ...انتي مراتي وحامل في ابني 

نظرت له وصال وصاحت بعصبيه : هتطلقني 

هز رأسه وقال بهدوء مصطنع : لا 

نظرت له بحنق شديد بينما لا تعرف لماذا لا يفهم أن كل ما يفعله لن يجعلها تتراجع ولو ذره عما انتوته لتكور قبضتها وتصيح به بغضب شديد : انت ليه مش عاوز تفهم أن اللي بتعمله ده مش هيغير حاجه ...حقي بعد كل اللي عملته ارفض اكمل حياتي معاك وحقي تطلقني 

تنزل كلماتها التي لا تتوقف عن ترديدها عليه كالخناجر تطعن قلبه وتدميه أكثر ولكنه يرفض الاستماع والتصديق ...لن تتركه ..هي فقط غاضبه ...سيتحمل وتستمر العاصفه 

ليصيح بغضب مماثل : وانا حقي اتمسك بيكي وحقي ارفض انك تبعدي عني 

اعتدل واقفا ونظر لها بإصرار لا يتزحزح : وكل واحد يدافع عن حقه 

افلتت حقا أعصابها من عقالها لتتسع عيون هادي حينما باغتته واندفعت ناحيته كالسهم الغاشم تقبض علي تلابيبه : طلقني ...طلقني بظل ما اخنقك 

بلغ به الغضب مبلغه وهدرت الدماء الحاره بعروقه بينما توهجت عيناه بالغضب الشديد من تطاولها عليه ليمسك بكلتا يديها التي تطبق علي تلابيبه وينزلها ببطء بينما عيناه ذات النظرات الحارقه لا تفارق النظر إلي عيونها ذات الجرأه والجساره : عمر ما حد اتجرأ عليا زيك يا وصال ...ترك يدها بقوة طفيفه وهو يتابع بتحذير : متستغليش غلاوتك عندي وتتطاولي عليا مره تانيه ...نظر لها بعتاب شديد لم يخفي غضبه : واوعي تفكري أن كلامك اللي قولتيه انا نسيته ....متزوديهاش ومتكرريهاش تاني 

ضربت وصال الأرض بقدمها وهتفت بجرأه وتحدي : هعملها تاني وتالت ورابع والف .....نظرت له بتحدي اكبر وهي تتابع : هتعمل ايه ؟!

سحب هادي نفس عميق وبجهد كبير تمسك باعصابه لتتفاجيء وصال به يقول بهدوء شديد لا تعرف من اين أتاه بعد كل ما تفعله  : مش هعمل حاجه يا وصال 

باغتها بكفيه تمسك وجهها ويجبرها علي النظر في عيناه وهو يتابع : انتي عارفه اني مقدرش اعملك اي حاجه وعشانك اعمل اي حاجه ..عارفه ومتاكده زي ما قولتي اني خاتم في صباعك وعشان كده بتعملي كل ده ومتاكده اني لا يمكن اأذيكي 

تلاقت نظراتهما وتحركت دقات قلبه بينما في الاتجاه الآخر كان قلبها يقبع خلف جبال وجبال من الجفاء توطدت بينهما لترفع يدها وتبعد يداه عن وجهها وتشيح بوجهها عنه هاتفه بسخريه مريرة : كل ده و مأذتنيش 

غص حلقه وهو يقول بعتاب : مأذتيكش قاصد زي ما انتي عملتي ....وضع يده علي قلبه وتابع بأسي : كلامك كان زي السكاكين اللي اتغرزت في قلبي من غير رحمه !

نفذ عتابه الي قلبها ولكنها رفضت أن تمنحه فرصه عتاب لذا بقيت تشيح بوجهها عنه وتجاهلت عتابه قائله : 

خليني امشي من هنا !

سحب هادي نفس عميق واتجه ليجلس علي طرف الفراش ونكس رأسه الي الأرض هاتفا بصبر : ماشي يا وصال نقطه ومن اول السطر نعيد تاني ...هتروحي فين ؟!

قبل أن تهتف بشيء كان يتابع : ومتقوليش ميخصنيش ...جربي تقولي حاجه تانيه 

عضت وصال علي شفتيها بغيظ وصمتت ليقوم هادي ويتجه ليقف امامها : لو هتوعديني انك مش هتبعدي عني هرجعك بيتك ونرجع لاتفاقنا 

هزت وصال راسها بعناد متأصل بها : مش هدخل بيتك تاني 

رفع حاجبه وهتف بسخط : يبقي انتي اللي اختارتي وانا اهو لاخر لحظه بحاول بس انتي بجنانك مش مدياني فرصه نتكلم بالعقل 

التفتت له وصال بسخط : عقل ايه بعد كل اللي عملته ...اتفاقنا ده كان قبل ما اكتشف كل كذبك ...قبل ما اعرف انك عادي جدا تخطط وتعمل مؤمرات عليا قبل ما اعرف انك شاركت اهلي معاك وقبل ما اعرف انك مجرم سلطت بلطجيه عشان اتفصل مش شغلي 

نظرت له بسخط شديد وتابعت : واحد زيك مستحيل يكون فيه بيني وبينه أي اتفاق 

اغمض هادي عيناه وسحب نفس عميق بينما ضاقت أنفاسه من حصارها له ومن تلك الصورة البشعه عنه والتي ترسخت بداخلها ليهز كتفه بخزي هاتفا : والمطلوب مني اعمل ايه ...اتجه ليقف امامها وتابع بانكسار : غلطت ....اه غلطت  .... سامحي اغفري ...حسي بيا ..انا محتمل منك اللي مفيش بشر يتحمله وساكت عشان بحبك ......ازاي متخيله اني ممكن ابعدك عني وكل اللي بعمله بيثبت ليكي اني بحبك 

امسك بكتفها وتابع بحراره مشاعره : قوليلي لو انتي مكاني هتعملي ايه ....؟! قوليلي اعمل ايه عشان ارتاح 

ابعدت يداه عن كتفها بجفاء واولته ظهرها تبعد تلك الغصه عن حلقها فهو لا يستحق أن تشفق عليه لتقول بجمود : انا مش مكانك ومتخصنيش راحتك في حاجه انا كل اللي يهمني نفسي ....استدارت له وتابعت بثبات : انا وبس وانا مش عاوزة افضل هنا لحظه واحده 

غامت عيناه بالوجع من قساوة كلماتها والتي يستحقها ولا ينكر ليقول بأسي : ماشي هرجعك بيت أهلك 

هزت راسها برفض : مش راجعه 

نظر لها بنفاذ صبر : لا بيتك ولا بيت أهلك ....تعالت نبرته بعصبيه : اييييه عاوزة تروحي لعمك زي ما قولتي 

اومات له وهزت كتفها ببرود : جايز وجايز لا ...انا حره 

زم هادي شفتيه بحنق : عنادك ده اللي جنني وخلاني اعاند معاكي واجيبك هنا 

أحاطت وصال صدرها بيدها وتابعت ببرود تحرق به أعصابه بينما كان امامها كجمرة ملتهبه : انا متعاقبش!!

قضت علي اي تعقل لديه ليهتف بانفعال شديد : وانا متحاسبش وده اللي عندي !

صاحت وصال بغضب : وانا مش عاوزة احاسبك انت اصلا برا حساباتي ولو فاكر انك حتي لو حبستني الف سنه في حاجه هتتغير تبقي غلطان ....انت خلاص خسرتني 

اندفعت الدماء الي وجهها وتلاقت نظرات كل منهما والتي امتلئت غضب وتحدي وكان هادي اول المبادر بالحديث بينما أخذ نفس عميق وقد أدرك أنهما وصلوا لنهايه طريق مسدود ولم يعد هناك سبيل : طيب طالما عارفه اني خسرتك يبقي عارفه اني خسارتك معناها اني خسرت كل حاجه ومعادتش عندي اللي اخسره واللي خسران كل حاجه ميبقاش باكي علي حاجه 

نظر لها باحتدام وتابع : هغامر يا وصال ويا هطلع كسبان يا هفضل خسران والتاجر ميطلعش ابدا خسران  ....رفع إصبعه وتابع : مش هتمشي من هنا وهتفضلي معايا ..اعملي اللي تعمليه ...كسري صرخي قولي كلام زي السم برضه مش هتمشي..عاندي معايا قيراط هعاند اربعه وعشرين  .... ! 

انتي الخسرانه اعصابك وصحتك وصحه ابنك ...اهدي وحكمي عقلك وقتها نتفاهم زي ما اتفقنا ...مش هفرض نفسي عليكي بس انتي مراتي ولغايه ما تولدي مش هتبعدي عن عيني بعدها يساويها المولي 

نظرت له وصال بغضب وغل بينما أخذ صدرها يعلو ويهبط لينهي هادي كلماته ويخرج حينما لم يجد تعقيب منها !

........

....

نظرت نانسي الي ماجد باستفهام : يعني وهو جوزها هيعمل كده ليه ؟!

هتف ماجد بحنق وهو يشيح بوجهه بينما لا يريد تذكر اي شيء مما حدث ولم يفكر ولو لحظه بأنه ترك ابنه عمه مع زوجها الغاضب حتي دون أن يطمأن عليها : راجل متخلف ....زفر وتابع : نانسي انا مش عاوز اتكلم في الموضوع ده تاني 

انا بس فهمتك انا روحت هناك ليه وكنت في البلد بعمل ايه 

لوت مجيده شفتيها قائله بتعقيب : وياريت طمر فيهم انك وقفت جنبهم 

قال ماجد وهو يزم شفتيه : انا عملت واجبي معملتش حاجه زياده وده حق وصال عليا عشان كل اللي عمي عمله معايا 

اومات نانسي بحيره من موقفه بينما تري أنه لا يمكن لوصال الا جميل ابيها معه لتقول مجيده بلا مبالاه : خلصنا بقي من السيره ده ....خلونا نفرح بيكم ونحدد ميعاد الفرح 

نظر ماجد الي والدته باستنكار لتتجرأ نانسي قائله : اه يا ماجد ....نظرت إليه وتابعت : انا عندي استعداد ابدء معاك من الصفر لغايه ما نقف علي رجلنا ..

........

...

مالت قدورة تقطع باسنانها طرف ذلك الخيط الذي كانت تخيط به قطعه القماش التي وضعت بداخلها ورقه مليئه بالرموز والطلاسم لتمد يدها الي ساميه قائله : اهو خدي الحجاب ده وعلقيه في صدر بتك وميفارقهاش وكلها يوم ورا التاني وهتشوفي العرسان اللي هتيجي بابها 

قالت ساميه بأمل وتصديق في تلك الخرافات: يارب يا قدروة 

وضعت الحجاب بجوارها ونظرت الي قدورة متساءله : والحجاب ده بقي اللي احسان جابت بيه رجل المعلم هادي 

استندت قدورة الي ذراعها وارتسمت ابتسامه خبيثه علي شفتيها بينما تقول: ياااه دي احسان دي حكايه كبيرة 

اومات ساميه توافقها قائله : هتقوليلي دي حكايات مش حكايه واحده 

نظرت قدورة الي ساميه قائله : طيب قولي ليا بقي ايه الحكايه اللي جمعتك مع احسان !

......

........

فتحت وصال عيونها ولكنها لم تتحرك بل بقيت نائمه علي جنبها فوق تلك الاريكه تتطلع الي نروح الشمس الذي غزا النافذه الكبيره المطله علي الحديقه ...!

امتلئ صدرها بالضيق وضاق عقلها بالافكار .... أفرغت كل ما بداخلها من غضب ولو حتي زادت من القصيد بيت فقد أخبرها أن مهما تفعل لن يتغير شيء ولن يتركها تغادر هذا المنزل لتتسلل إليها تلك الفكره علي استحياء بأن توافق ولو مؤقتا علي ما قاله فترجع الي بيتها ...هنا اختفت تلك الفكره وحل محلها الغضب ...بيته وليس بيتها !!

بيت اهلها لن تطأه ولن تلجأ لهم بقيت تدور وتدور بنفس الدائره ....فقط لا تريد أن تنكسر وتتراجع وتنفذ ما قاله حتي وان كان هو تفكير العقل ....تريد أن تجرحه بتمردها 

رفعت راسها قليلا حينما انفتح باب الغرفه ولكنها عادت تضع راسها علي الوساده الصغيره حينما وجدته يدخل ..... صباح الخير 

استدارت الي الجهه الأخري وهتفت ساخره : مفيش خير طول ما انت قدامي .....زدات من جرعه تقريعها له:  انا معرفش ازاي بعد اللي قولته ليك قادر تقولي صباح الخير

وضع هادي الحقيبه الصغيره التي يحملها من يده وبادلها السخريه : ماهو انا واخد علي الذل قدامك يا بنت الدكتور!

انتفخ وجهها بالغيظ ولكنها بقيت توليه ظهرها لتسمعه يتابع : أنا جبت ليكي هدومك ودواكي وحاجتك من البيت 

استدارت إليه بغضب وهبت من مكانها هاتفه : انت صدقت نفسك وفكرت انك مشيت كلامك عليا وهفضل هنا 

تجاهل غضبها ليخرج لحظه ويعود حاملا بذراعيه القويه لوحيم خشبين كبيرين بعدها ظهر سرير وبقي يخرج ويعود يضع تلك القطع الخشبيه التي نظرت لها وصال بغيظ ....أزاح المقاعد جانبا حتي أفرغ جانب من الحائط ثم جثي علي ركبته يركب قطع السرير الصغير الذي أحضره خصيصا لها ...اغتاظت وصال من صمته وما يفعله لذا اتجهت إليه ووكزته بكتفه بغضب : انت بتعمل ايه ؟!

قال بصبر : جبتلك سرير صغير تنامي عليه ولا هتفضلي نايمه علي الكنبه 

هتفت بغيظ وهي تضع يدها بخصرها : انا مش هفضل هنا 

اوما وقال ببرود : لو عاوزة تطلعي الاوضه اللي فوق وماله 

هتفت بحنق: مش عاوزة افضل في البيت ده 

التفت لها وكرر بصبر : وماله اخدك ارجعك بيتك أو بيت أهلك 

هزت راسها وافلتت مساومتها : هفضل في بيت بابا 

ترك هادي ما بيده وتعادل واقفا يتطلع إليها رافعا حاجبه : مش موافق 

نظرت له بحنق : مالكش حق توافق أو ترفض 

قال وهو يهز كتفه : انا جوزك وحقي ارفض انك تعيشي لوحدك في بلد غريبه ...مكانك أما في بيتك أو بيت أهلك الكلام خلص 

هزت وصال راسها بغضب ولكمته في صدره :  وانا قولتلك كلامك مش هيمشي عليا 

امسك بقبضتها يوقفها عن لكمه لتلتقي نظراتهم فتري كم يجاهد لكبح غضبه الذي قررت أن تتفنن في اشعاله 

: وصااال بزياده اللي بتعمليه 

انتفخت وجنتيها بالغضب ليتابع هادي بحنق شديد وهو يترك قبضتها : انا تعبت من اللي بتعمليه ومع ذلك بسايسك ومهما تعملي قابل وساكت بس كل شيء وله اخر وانا جبت اخري ..... 

خلاص يا وصال اللي حصل حصل وانا قولت اني غلطان اللي بتعمليه مش هيرجعنا لورا ولو يوم عشان اصلح غلطتي ....

....انا امبارح خسران شغل بألوفات عشان دماغي مش فيا 

تلقي نظرات الشماته منها بصدر رحب بينما قالت بتشفي : احسن ... لوت شفتيها ساخره وهي تتابع : ولا فاكر هزعل عشانك مثلا 

لوي شفتيه هو الآخر ولكن سخريته خرجت مريره بينما يقول : لا العفو وانا مين عشان تزعلي عشاني ...انا أقل بكتير منك يا بنت الدكتور 

زمت شفتيها بحنق بينما تابع : مالي هو مال ابنك واللي خسرته من ماله ....في داهيه الفلوس بس اللي بتعمليه غلط ...عصبيتك وجنانك وعدم أكلك 

حرام عليكي فكري في ابنك واللي بتعمليه أنه بيضره 

انتي بتعاقبي ابنك مش بتعاقبيني !! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. بارت روووعه❤️‍🔥❤️‍🔥❤️‍🔥

    ردحذف
  2. هادي ده مش طبيعي ابدان

    ردحذف
  3. وصفك للمشاهد و لا اروع أنا حسيت إني شايفاهم فعلا👌👏

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !