حكايه عمر الفصل الحادي عشر

1


 الفصل السابق
( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )


بخطوات متعثره أسرعت تينا تعود الي غرفه مكتب عاصم وهي تحمل الكثير من المستحضرات الطبيه والاربطه لتضعها بجوارها وتجثو علي ركبتها بجوار ساق عاصم الذي قال برفض مهذب : يا تينا قولتلك انا كويس يا حبيتي مفيش داعي للي بتعمليه 

قالت تينا بإصرار : ازاي مفيش داعي يا اونكل ...لو سمحت خليني اشوف رجلك علي الاقل طالما حضرتك مش عاوز تروح للدكتور 

تألمت ملامح عاصم وكذلك تينا وهي تحاول تنظيف الجرح من تلك الماده البيضاء التي امتليء بها الجرح 

لترفع عيناها تجاه عاصم قائله : الجرح مش طبيعي يا اونكل ....لو زي ما حضرتك بتقول من أسبوع مش هتبقي حالته كده ..لو سمحت خلينا نروح المستشفي 

هز عاصم رأسه قائلا : مفيش داعي يا تينا ....مال تجاه يدها يربت عليها بعد أن انتهت من تنظيف وتعقيم الجرح : شكرا يا حبيتي 

اعتدلت تينا واقفه ليمسك عاصم بيدها ويجلسها بجواره بينما كانت ماتزال تشعر بالقلق عليه ليقول بابتسامه هادئه : عارف اللي فكرتي فيه وانا كمان فكرت زيك ....بكره أن شاء الله هعمل شويه تحاليل واشوف إذا كان سكر ولا لا 

هزت تينا راسها وقد خشيت أن تخبره بشكوكها : لازم يا اونكل تعمل التحاليل ....بس عشان خاطري بلاش نستني لبكرة....انا هتصل بالمعمل يبعت لينا حد 

هز رأسه وربت علي يدها : مفيش داعي يا حبيتي  ....

اعتدل واقف وهو يقول : كنتي داخله تقوليلي ايه ...ماله سيف 

حاولت تينا التذكر لتقول بوجوم وهي تفكر بتأثر لحاله حماها : كان بيبلغ حضرتك أنه عمل التحويل والبنك بعت لحضرتك الميل 

اوما عاصم واتجه الي مكتبه لتقوم تينا بتردد تريد أن يحلها من وعده ليشدد عاصم عليها : تينا ياريت زي ما طلبت منك محدش يعرف 

هزت راسها علي مضض وخرجت من الغرفه ....

.............

....

نظرت غرام الي نفسها في المرأه بابتسامه واسعه بينما وضعت لها فيفي مكياج بطريقه احترافيه لتقول غرام : تسلم ايدك يافيفي ...ده انا مش عارفه نفسي 

ضحكت فيفي قائله : ده انتي قمر بس انتي اللي مش بتحطي ميكب اب 

هزت غرام راسها : واحطه ليه ياحسرة وانا بروح فين  ؟

: وانتي لازم تحطي لحد ....حطي لنفسك كده واهتمي بيها 

مالت تجاه الحقيبه الكبيرة ذات الإدراج لتبدأ بإخراج العديد من مستحضرات التجميل منها وتضعهم في حقيبه صغيرة قائله : خدي يابت كل دول ليكي 

هزت غرام راسها : لا ..ده كتير. اوي ...انا هبقي اجيب 

ضحكت فيفي قائله : ولا كتير ولا حاجه وبعدين الحاجات دي انا جيباها من برا مش هتلاقيها هنا ...يلا خدي وعاوزاكي علي طول تهتمي بنفسك 

مالت تجاه أحد الإدراج وأخرجت منها علبه من الكريم قائله : وخدي ده حطي في ايدك بدل ما اتبهدلت من غسيل المواعين 

ضحكت غرام قائله وهي تنظر إلي يدها : علي رايك 

وقعت عيناها علي ساعتها لتقول بتوتر : كفايه كده يا فيفي ويلا تعالي روحيني احسن ماما ترجع ومتلاقنيش

أومات فيفي قائله : طيب يلا تعالي ...

كما اعتادت تلك الأيام الفائته تأتي فيفي لأخذها لمنزلها لتقضي هذا الوقت برفقتها وبرفقه والدتها وتشعر بشعور جديد خارج العالم الصغير الذي حصرتها له والدتها وتعود قبل عودتها وعوده إخوتها الصغار من مدرستهم .....مالت فيفي تجاه المقعد الخلفي تناول غرام تلك الأكياس قائله : خدي متنسيش الاكل 

ضحكت غرام قائله بامتنان : شكرا يا فيفي 

هزت فيفي كتفها : علي ايه. ..ده انا مبسوطه اوي انك قريتي مني وكانك اختي احسن انا من كتب القعده لوحدي في الغربه هطق 

نزلت غرام علي بعد عده شوارع وحملت تلك الأكياس حيث جعلت عزه الخادمه تعد الطعام لغرام حتي لا توبخها والدتها أنها لم تجهز الطعام لاخوتها ....سريعا صعدت غرام الي المنزل لتضع الاكياس بالمطبخ ثم تسرع الي غرفتها تستبدل ملابسها وتضع حقيبه المكياج في الخزانه ثم تتجه الي المطبخ تفرغ محتويات الاكياس في الأواني ثم تلقي العلب والاكياس بالخارج حتي لا تراها والدتها ......بعد قليل طرقت إخوتها الباب لتستقبلهم غرام بحنان وابتسامه واسعه : عاملين ايه ؟

قالت شيماء اختها الصغري وهي تتطلع إليها : الله يا غرام شكلك حلو اوي 

ابتسمت غرام قائله : بجد يا شيمو 

أومات اختها لتداعب شعرها بحنان : طيب يلا غيري هدونك انتي وأخواتك وتعالوا انا جهزت الغدا .... وكلمت ماما قالت خلاص قربت توصل

أسرعت غرام تفتح لوالدتها التي كعادتها دخلت بخطوات مرهقه : اخواتك رجعوا من المدرسه يا غرام 

أومات غرام وهي تاخذ حقيبه والدتها وتتجه الي غرفتها تضعها علي الفراش : اه ياماما 

أومات زينب وهي تنحني لتحاول خلع جواربها ولكن غرام أسرعت تجاهها تخلعهم عنها بينما تقول زينب : عملتي الغدا 

أومات غرام وأخذت جورب والدتها ووشاح راسها الي الحمام لتقف تغسلهم علي يدها ثم تخرج الي الشرفه تنشرهم .....انتهت زينب من استبدال ملابسها ثم خرجت الي اولادها لتبدأ باهتمام تسألهم عن يومهم ....

نادتها اختها : يلا ياغرام الاكل برد 

اتجهت غرام إليهم بينما تقول أحدي اخوتها بتلذذ : الله الاكل حلو اوي يا غرام 

ابتسمت غرام ومدت يدها تجاه والدتها باحدي قطع الدجاج : اتفضلي ياماما 

عقدت زينب حاجبيها ما أن انتبهت الي ماتضعه غرام علي وجهها لتقول بانتقاد : ايه اللي انتي حطاه علي وشك ده يا بت 

تعلثمت غرام بخجل : حطيت شويه مكياج يا ماما فيها ايه ؟

زجرتها زينب بحنق : فيها أنه شكلك مقرف ....قومي اغسلي وشك وبلاش قله ادب 

انكسر خاطر غرام من توبيخ والدتها لها وكذلك نكست إخوتها رؤوسهم بحزن علي اختهم الكبري التي يستشعرون حنانها الدائم عليهم واهتمامها بهم 

دمعت عيةن غرام وهي تغسل وجهها بينما كعادتها والدتها حازمه وحاده الطباع معها وهي كبرت ونضجت ولم تعد طفله صغيرة لتوبخها هكذا ..... قامت شيماء خلف اختها لتزجرها زينب : رايحه فين كملي اكل 

قالت الفتاه بصوت مختنق بالعبرات: هشوف غرام 

كانت غرام تجفف وجهها حينما أسرعت شيماء تحتضن خصرها وتضع راسها علي بطنها الذي بالكاد تصل إليه : متزعليش يا غرام 

ربتت غرام علي وجه اختها بحنان وهزت راسها : مش زعلانه ....يلا روحي كملي اكلك عشان ماما متزعقلكيش

هزت شيماء راسها : لا مش هاكل من غيرك 

امتثلت غرام لطلب اختها وعادت معها الي طاوله الطعام وتظاهرت أنها تأكل بينما لم تمر لقمه من حلقها الذي امتليء بالعبرات من توبيخ والدتها لها .....وكالعاده بعد انتهاء الطعام قامت لتنظف المكان خلفهم ووقفت تغسل الاطباق بوجوم ثم حضرت لوالدتها كوب من الشاي .....

تبرطمت زينب وهي ترتدي ملابسها مجددا حيث ستذهب الي ورديه عملها الثانيه كممرضه باحدي المستشفيات الصغيرة والتي تساعدها علي المعيشه الصعبه ....أصبحت كالاله تعمل بلا كلل من هنا وهناك لتصرف علي أبناءها بعد أن تركها أبيهم دون سابق إنذار منذ سنوات طويله لتبدأ صراعها مع الحياه في سبيل لقمه العيش .....وغرام منذ صغرها تتولي دور امها في رعايه المنزل واخواتها في غيابها .....تري دلال ابنتها خطأ بينما نسيت أنها انثي أو انسانه وأصبحت فقط تعمل لذا تريد ابنتها أن تكون مثلها لا أن تركض خلف احلام ورديه ركضت هي خلفها وخرجت منها باربعه اولاد بلا أب وتحملت كافه المسؤوليه لذا لم تهتم بكون ابنتها حبيسه المنزل طوال اليوم بلا اصدقاء أو وظيفه تشغلها وأنها فقط تولت دورها في رعايه المنزل واخوتها لذا ركضت غرام خلف فيفي وعزه وذلك الشعور الجديد الذي تشعر به معهم بأنها ليست بديل لوالدتها  ....!

...........

....

بغضب نزل ايهم من سيارته ليسرع خلفه فرد امن المكان : يافندم مينفعش تسيب العربيه كده 

تجاهله ايهم واتجه الي الداخل ودارت عيناه في أرجاء المكان ولم يكن بحاجه لان يبحث طويلا فقد أشار صوت التصفيق الي مكان ابنته التي وقفت بابتسامه مذهوله تري إعجاب الحاضرين بعزفها الهادئ .... اهتزت نظرات حلا حينما واجهت عيون ابيها لترتبك دقات قلبها بقوة وسرعان ما تترك مكانها وتتجه ناحيته .....استدارت العيون خلفها ليجد ايهم نفسه بصعوبه بالغه يسيطر على غضبه ويتجه الي الخارج وهو يستمع إلي خطوات ابنته المتعثره خلفه كما استمع لبعض التعليقات : برافو عزفك حلو جدا .....هتزعفي تاني امتي. .....المزيد والمزيد تتابعت كما تتابعت خطوات حلا التي توقفت 

: حلا رايحه فين ....لسه في فقرة تانيه ؟!

التفت ايهم بعيون تقذف لهيب حارق الي هذا الشاب الذي تقدم منه بثقه يمد يداه إليه : ازيك يا استاذ ايهم  

نظر ايهم بغضب لم يفهم مدرس الموسيقي الخاص بابنته سببه فيجب أن يكون سعيد برؤيه ابنته وليس غاصب كما يراه 

كل ما فعله ايهم هو أن امسك مرفق ابنته بقليل من القوة بعد أن صافح حسام قائلا باقتضاب : يلا يا حلا 

أوقفه حسام : لسه حلا مخلصتش يا استاذ ايهم

نظر له ايهم بغضب وقال بحده : لا خلصت ....حلا مش ارتست ومستنيه نمرتها تخلص 

بوغتت حلا كما بوغت حسام برد ايهم الفظ ليجذب ابنته ويتجه بها الي سيارته

انقادت حلا برفقه ابيها بصمت بينما وقف حسام مكانه مدهوشا ..... ما أن تحرك ايهم بالسيارة وقبل أن يفتح  فمه بكلمه كانت حلا تندفع بغضب :  ايه اللي حضرتك قولته ده يا بابي 

التفت ايهم لها هاتفا بصوت ارعبها : اخرسي خالص وحسابي معاكي لما نرجع البيت ...!

...........

...

لحظات مرت علي جوري التي بقيت مكانها تتطلع الي مراد الذي شعر للحظه بغباء واندفاع كلماته ولكنه كان إحساسه علي كل حال فلماذا يخفيه بينما جوري تأرجحت ما بين صمتها الذي اعتادته كطريق لعبور عاصفه اي مشكله بينهم بعدها يأتي الدور علي الحديث ولكن تلك المره تراجعت عن أي طريق يأخذها الي صمت يجعلها تقبل بما نطق به والذي لا دلاله له إلا أن كل ما تفعله معه واي طريق كانت تسلكه هو خاطيء بينما كان تفسيره لصمتها وقبولها هو كلماته تلك لتجذب بيدها الغطاء من فوقها وتمد يدها الي روبها الحريري تضعه فوق جسدها وكأنها تمهل نفسها فرصه ترتيب الكلمات التي ستخرج من فمها حتي لا تقول شيء يفسد ما بينهما وكأنها حاسوب لا يجب عليه أن يخطيء وليست انسانه حقها أن تعبر عن مشاعرها وتفكيرها كما عبر هو عنها 

لتوخزها كرامتها علي تفكيرها الرزين بزياده عن الحدود فأن كانت تحافظ علي حياتها ومنزلها قيراط فيجب أن يكون هو الأولي بهذا الحفاظ اربعه وعشرون فهو ليس منزلها ولا حياتها فقط بل حياتهما ومنزلهما وان كان طرف واحد فقط في العلاقه هو ما يأخذ التضحيات علي عاتقه فسيميل حتما أساس تلك الحياه ..... كعادته مندفع ولم يفسر صمتها لذا كانت الكلمات الهجوميه تندفع من فمه كوسيله دفاع حتي لا يكون الملام هنا أمام نظرات عتابها : هتسكتي زي عادتك ....تابع بتهكم وثقه زائفه : طبعا عشان كلامي صح ...بتعملي كل ده عشان ارجع في كلامي ....اوما ومازالت نظراته تواجهه نظراتها التي كان يريد بها قوة وثبات بعتاب حقيقي وكأن عنوان ( لا تستحق ) مرسوم بداخل عيونها : تمام ...اسكتي يا جوري ..!!

وهنا فاض الكيل ليلتفت مراد إليها مجددا بعدما أولاها ظهره للحظه حينما استمع لنبرتها القويه : لا مش هسكت يامراد ...!

عقد حاجبيه لتهز راسها وتعيد كلماتها : المره دي مش هسكت ولا هسكت بعد كده ما دام تفسيرك لسكوتي هو الكلام الفارغ اللي قولته 

احتدت نظرات مراد : كلام فارغ 

أومات له وانفجرت بعتاب : اه ....لما غرورك يصورلك أن سكوتي علي تصرفاتك اني خايفه منك او من اي قرار اخدته وبحاول ارجعك عنه يبقي كلام فارغ ..... !

نظرت له باحتدام وتابعت : كل تفكيرك اني خايفه منك او بعمل كده عشان ترجع في كلامك ومفكرتش اني بعمل كده عشان خايفه علي حياتنا وبحافظ عليها .....كل مشكله تتعصب وتتجنن التمس ليك العذر واقول ميقصدش واسكت لغايه ما تهدي واخر مشكله اديتك العذر وقولت زعلان عشان موضوع البيبي اللي اننا الاتنين اصلا متفقين عليه ....نظرت له بعتاب وتابعت : مرضتش اتكلم ولا اقول انك اللي رجعت في كلامك واتفاقك وقولت حقك ومع ذلك برضه متراجعتش عن موقفك وزودت الجفاء بينا ....اتعديت علي خصوصيتي وفتشت ورايا وانا سكتت اتكلمت بأسلوب متدني معايا وانا سكتت .....طفرت الدموع بداخل عيونها ولكنها بقوة أمسكت بها ولم تذرفها بينما تابعت : انا سكتت عشان من اول مشكله حصلت بينا وانا قررت اسكت واحل كل مشاكلنا بينا أنا وأنت بس .....لما اتكلمت كانت حياتنا مع بعض هتنتهي وانا اخدت بنصيحه مامي وقررت اكون فعلا اد مسؤوليه البيت واكون انا وانت بس أصحاب المشكله والحل ...نظرت له بعتاب وتابعت : بس انت فكرت سكوتي خوف منك .....لدرجه انك هددتني باستهتار لو عاوزة تقولي لأهلك قولي مش فارق ....

أومات له ورفعت راسها بكبرياء : بس انا مش هسكت تاني وانا بقي اللي مش فارق معايا .....نظرت له وتابعت بينما تجذب خطواتها بقوة من أمامه : انا في بيت اهلي اللي مش فارقين معاك ...!

اهتزت نظرات مراد بينما دخلت جوري إلي الحمام وصفقات الباب خلفها بقوة ليكور قبضته بحنق وهو ينظر في أثرها ....هل يتحدث معها ....؟!

يبرر ...يعتذر ....ماذا يفعل ؟! 

كل تلك المبادرات فسرها بغرور أنه تراجع منه امامها وكذكر احمق عنيد رفض أي تراجع ...لم يخطيء بشيء وهو متمسك بما فعل لذا فلتفعل ما تريد .....اغلق باب سيارته وانطلق بها وهو يهز رأسه بأنه أخذ القرار السليم فلا تراجع ابدا لرجل أمام دلال انثي .....!!

ذكر احمق....وطفل مشاكس ...!! نعم نحن النساء ندرك تلك الحقيقه ! 

امتلئت نظرات جوري بالخزلان بينما ناقضت نفسها وهي تؤكد أنها لم تكن تنتظر منه شيء بل فعل ما توقعته لذا فلتغادر هي الأخري ولتسقط القلعه فلماذا تبقي هي وحدها ترفع الاساسات فوق كتفها أن كان عماد قلعتهم انسحب ولم يفكر ولو بخطوة يعيد بها الود بينهما .....خطوة واحده كانت تنتظرها منه وهو بغرور رفض أن يخطوها ...!

  ..........

....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

تعالي صوت حلا أمام ابيها لاول مره بتلك الحده : لا مش هخرس يا بابي ....انا معملتش حاجه غلط 

هتف ايهم بها بينما فارت أعصابه لرؤيه ابنته تقف أمامه بتلك الصورة التي لم يتوقعها يوما ....فقد كانت صغيرة تلهو اسفل قدميه الان تقف أمامه وصوتها يعلو فوق صوته : كونك بتقولي كده ده اكبر غلط .....انتي كذبتي عليا وعملتي حاجه من ورايا ....حاجه انا قولت عليها لا ولسه بتقولي معملتش حاجه غلط 

أومات حلا بعنفوان وطيش شابه في سن المراهقه : حضرتك اللي خلتني اكذب واعمل كده من وراك لانك محترمتش رغبتي ...!

اتسعت عيون ايهم من تبريرها لخطأها ليصيح بغضب : انتي بتبرري كذبك علي ابوكي .....احتدت نبرته بينما يتجه ليقف امامها بهجوم : لما ارفض حاجه تعمليها وتبرري أن رفضي السبب .....ايييه مفيش احترام لكلمتي

اندفعت حلا بطيش : اه لما تكون كلمتك عكس إرادتي 

أمسكت هنا بكتف اختها بينما انزعجت كل ملامحها من مشاجره اختها بتلك الصورة مع ابيها وكأنها فتاه اخري ....بينما حلا لم تكن أكثر من فتاه توهجت شعلتها للتو وهي تخطو اول درجه بكونها فتاه كبرت لها رأي وشخصيه ولم تعد فتاه صغيرة يملي عليها ابيها تصرفاتها ....مرحله طبيعيه نمر بها جميعا بسن المراهقه ولا تحتاج أكثر من مرونه في التعامل فتاره نتعامل بتفهم وتاره بشده ولا يكون التعامل واحد بكل المواقف بل بمرونه تتناسب مع كل موقف وحقا ايهم كانت وقع المفاجاه عليه كبيرة في رؤيه تحول ابنته بتلك الطريقه....: حلا ايه اللي بتقوليه ده ....عيب تتكلمي كده مع بابي !

اتسعت عيون ايهم حينما تفاجيء بابنته تنظر إلي اختها وتقول بتحدي : لا مش عيب ومن دلوقتي ده هيكون كلامي في أي حاجه متعجبنيش ومحدش هيقدر يتحكم في تصرفاتي ...انا حره....! ضاع صدي اخر كلمه نطقت بها وسط صرختها القويه حينما هوت يده ايهم علي صدغها بصفعه مؤلمه لكرامتها كما كانت مؤلمه لقلبه بينما لاول مره خانته يده ليرفعها تجاه ابنته بصفعه لم تصدقها حلا بينما لاول مره يتطاول عليها ابيها ولكنها من بدأت بالتطاول ....! 

............

....


نظرت لميا الي ريم قائله : خلاص يا ريم انتي دلوقتي اتجوزتي نديم مفيش داعي تفضلي تقارني بينه وبين عمر ....اقتربت منها بينما جلست ريم بوجوم وتابعت : يفرق ايه نديم عن عمر ....علي الاقل نديم بيحبك ويحاول يسعدك إنما عمر لا ....عمر اناني وانتي عارفه كده يبقي ايه اللي مزعلك 

نظرت ريم الي زوجه ابيها وهزت راسها بيأس : معرفش ...! انا بحب عمر 

هزت لميا راسها باستنكار : بتحبيه !!

بتحبيه ازاي وانتي ساكته وقابله أنه يعرف غيرك .......هزت كتفها وتابعت : اصلا انا مش مستوعبه انتي كنتي ازاي قابله يعرفك غيرك الف واحده 

تنهدت ريم قائله بصوت مبحوح من البكاء : كان بيرجع ليا ويسيبهم !

قالت لميا بهدوء : زي ما توقعت ....انتي كنتي حابه صورة عمر السيوفي اللي كل البنات بتجري وراه وانتي الوحيده اللي تتجوزيه في الاخر ....ياريم عمر حتي لو كنتوا اتجوزتوا كان هيفضل زي ما هو .....انتي مغيرتهوش من الاول فمش هيتغير 

اعقلي وطلعي عمر من دماغك وفكري في حياتك مع نديم ....انتي بنفسك قولتي مبسوطه لما كان معاكي 

أومات ريم بحقد : عشان كنت بملي بيه مكان عمر مش عشان يكون مكانه علي طول 

نظرت إلي لميا وتابعت : دلوقتي خلاص مبقاش قدامي غيره وانا بكرهه كل لحظه بفكر فيها أنه سبب بعدي عن عمر 

نظرت لها لميا مطولا قبل أن تقول : مش نديم لوحده السبب يا ريم 

نظرت لها ريم باسفهام لتقول لميا بتمهل : انتي اللي كنتي عاوزة كل حاجه ....عاوزه عمر ولما يبعد عنك تملي فراغه بنديم ومحدش بياخد كل حاجه 

ربتت علي كتفها وتابعت : انا مش بلومك ...انتي لسه صغيرة وبتتعملي ولو عاوزة نصيحتي ابدئي مع نديم وافتكري كويس اوي أنه بيحبك وهيعمل المستحيل عشان يسعدك 

ضغطت ريم باسنانها علي شفتها السفلي بينما تقول بحنق: مش هقدر اعمل كده ....سلمي هتقوله علي كل حاجه ...!

عقدت لميا حاجبيها باستفهام لتخبرها ريم بما بحدث

: ازاي متقوليش ليا يا ريم ...ازاي ؟!

هزت لميا راسها وتابعت وهي تدور حول نفسها : البنت دي لازم تسمع خالص ومتقولش لاخوها كلمه ....نظرت إلي ريم وتابعت بتحذير : لو نديم عرف حاجه هيحول حياتك جحيم ....!

...........

.....

أمسكت تينا سريعا بيد سيف : سيف حبيبي بلاش تضايقها ....انا اللي صممت اروح معاها لما شوفتها خارجه متضايقه 

نزع سيف يده من يد تينا وهتف بانفعال : ومكلمتنيش ليه ...؟!

ابتلعت تينا : خوفت اونكل عاصم يكون جنبك ويعرف أن طنط زينه راحت لايهم وتحصل بينهم مشكله ....

التفتت تينا بسرعه خلفها تتبع نظرات سيف التي تجمدت علي أبيه بينما دخل بنفس لحظه نطق زوجته لتلك الكلمات .....بعد أن كانت تينا من تحاول تهدئه سيف أصبح سيف هو من يلحق بأبيه لتهدئته ولكن عبثا فخطوات عاصم الغاضبه تتابعت صعودا للدرج الذي ما أن وصل إلي نهايته حتي استدار تجاه ابنه مزمجرا بحزم : متتدخلش يا سيف 

حاول سيف الحديث : طيب لو سمحت يا بابا 

نظر له عاصم بحنق ليتوقف سيف مكانه بينما يتابع عاصم خطواته الغاضبه الي الغرفه التي دفع بابها بغضب ووقف أمام زينه التي جذب ذراعها وهو يصيح : انتي ازاي تروحي مكان زي ده ومن ورايا ....!! 

تعلثمت زينه بخوف فطري من غضب زوجها ولكنها تماسكت بينما تقول بثبات زائف : روحت ادور علي ابني !

نظر لها عاصم بغضب شديد : وهو ابنك عيل تايهه رايحه تدوري عليه في بيت راجل غريب 

هتفت زينه باحتدام رافضه وجود أي مجال للغيرة في نفس الجمله التي يكون ابنها بوسطها : روحت لصاحب ابنك ادور عليه بما انك مش فارق معاك ...روحت بدالك اسأل علي ابني اللي ساب البيت وكأنه كلب مفكرتش تعرف عنه حاجه 

انسابت الدموع بغزارة من عيون زينه التي هوت على الفراش خلفها تتابع بنواح : ابني اللي كلكم عايشين حياتكم في غيابه وكأن وجوده زي عدمه

تمزقت أوصال عاصم لتخرج نبرته بها عتاب خفي : وهو كمان عاش حياته من غيرنا 

رفعت زينه عيناها الباكيه الي عاصم تهاجمه : انت الاب مش هو ....هو يغلط وانت تقومه وتصلح غلطه .....ده دورك مش دوره ...افهم بقي .....! 

فرك عاصم وجهه بارهاق وتعب حقيقي من تحمل اللوم علي كل شيء ....يريد أن يتوقف ويتمهل ويفكر في ماذا اخطيء ولكن تتابع الأحداث لا تسمح له بذلك ...لم يجادل ولم يتحدث بل انسحب وهو يلقي كلمه اخيره : لو كررتيها تاني مترجعيش البيت ده !

اسرعت تينا تركض تجاه غرفه زينه ما أن خرج عاصم ...طنط حبيتي انا اسفه والله كنت بقول لسيف ومعرفش أن اونكل عاصم ورايا 

مسحت زينه دموعها وهي تقول : ولا يهمك يا حبيتي ....اصلا انت مكنتش هخبي عليه 

نظرت تينا الي دموع زينه بتأثر وسرعان ما كانت تجلس بجوارها وتأخذها بحضنها لتشكو زينه لها ضيق صدرها : عمر مش بيرد عليا ومش عارفه طريقه ....حتي ايهم ميعرفش عنه حاجه ....اتنقل من شغله ....اعمل ايه يا تينا قوليلي اعمل ايه عشان اطمن عليه ...!

..........

....

أدارت جوري مقود سيارتها واستدارت بها ما أن عرفت من حارس المنزل أن ابيها غادر قبل قليل ..... علي مضض تركت منزلها وقررت اللجوء إلي منزل عائلتها وبداخلها رفض أن تكون تلك الفتاه التي تعود باكيه لمنزل عائلتها وبنفس الوقت ترفض أن تبقي بعد ما فعله مراد .....تنهدت وقادت سيارتها تجاه شركه ابيها ....!

نظر سيف الي هاتفه الذي يرن بلا توقف بينما يلحق بأبيه ليجيب علي مضض : أيوة يا باشمهندس 

: سيف بيه سيادتك لازم تيجي دلوقتي ..... الأرض بتاعه المجمع السكني المهندسين بلغوني أن فيها هبوط ارضي ....احنا وقفنا شغل وبلغتهم محدش يتكلم بس سيادتك لازم تيجي عشان نشوف هنتصرف ازاي 

اوما سيف واغلق الهاتف ليتصل بأبيه ويبلغه بالمستجدات : روح الموقع ياسيف انا كويس 

: هخلص مع المهندسين واجي لحضرتك علي الشركه نتكلم 

هزت عاصم رأسه قائلا : لا ....روح احضر مزايده شركه الاسكان عشان أنا مش هقدر اروح 

اوما سيف مرحبا أن يتحمل المسؤولية بدلا عن أبيه 

وهاهو عاصم يدخل الي مكتبه ويرتمي علي مقعده بعد أن أخبر مديره مكتبه أن لا تدخل أحد إليه ....حل ربطه عنقه وأخذ نفس عميق بينما يفكر بكلمات زينه ....هل هو المسؤول عن تصرفات ابنه .....ابنه الذي لا يلقي منه إلا تهكم وسخريه وبرود .....!

هل يتبعه ليسمع منه كلمات اعتادتها مثلما سمع قبل بضعه ايام ( ايه في مصيبه جديده عملتها ) 

ضاق صدر عاصم وعقد حاجبيه بألم ليخفض عيناه تجاه ساقه ولكنه لم يلبث ينحني ليتفحصها حتي رفع جسده مجددا ينظر تجاه باب الغرفه الذي انفتح ودخلت منه ابنته جوري تسبقها ابتسامتها الحنونه ....فتح ذراعيه لها لتميل عليه تحتضنه : بابي وحشتني 

...........

.....

اغلق ايهم هاتفه بغضب بينما لم يجيب عمر علي هاتفه ليرفعه مدا ويرسل له رساله يخبره بقدوم والدته الي منزله تسأل عنه ....عقد عمر حاجبيه وسرعان ما جذب مفتاح سيارته مقررا الذهاب الي والدته والاطمئنان عليها .....اتسعت ابتسامه شهد وهي تفتح له الباب : عمر بيه حمد الله علي السلامه...البيت نور 

قال عمر وهو يهز رأسه : شكرا ياشهد ....ماما فين ؟!

لم يكن بحاجه لسؤال اخر وكالعادة شهد سرعان ما بدأت باخباره : اسكت علي اللي حصل ....دي عمله تعملها برضه ياعمر بيه ....ده عاصم باشا اتجنن وصوته كان عالي وهو بيزعق مع مدام زينه انها راحت لصاحبك الظابط الحلو الكبير ده وياريت كده وبس لا ده كمان سيف بيه كان بيزعق مع مدام تينا لنفس السبب وعاصم باشا سمعهم وراح طالع في مدام زينه ....نظرت له وتابعت : كويس بقي انك رجعت ....انت تطلع اوضتك وتختفي من قدام الباشا بدل ما يطلع غله فيك 

اغمض عمر عيناه وسحب نفس عميق قبل أن تشهق شهد بقوة بينما اطبق عمر بقبضته علي ملابسها من الخلف يهزها وهو يهتف بها : انا يابت انتي مش قولتلك الف مره بطلي نقل اخبار .....ايه يابت ده انتي ولا قناه الجزيرة...بقي كل ده حصل في بوق واحد 

افصلي شويه 

عقدت شهد حاجبيها وهي تخلص نفسها من قبضته : الحق عليا بقولك اللي حصل !

زفر عمر بها : مش عاوز اعرف ....افصلي بقي وقوليلي ماما فين ؟!

: نامت 

التفت عمر تجاه تينا التي اجابته وهي تشير لشهد ضاحكه : روحي انتي يا رويترز 

اتجه عمر تجاه تينا التي قالت مرحبه : حمد الله علي السلامه يا عمر ...عامل ايه 

ابتسم لها : انا كويس ....صمت لحظه بينما تابع : انا مرجعتش بس قولت اطمن علي ماما 

تنهدت تينا : كويسه ....كانت قلقانه عليك 

نظرت له بعتاب وتابعت : انت مش بترد عليها ليه ياعمر 

هز عمر كتفيه : ارد اقول ايه ؟ انا عامل ليكم كلكم مشاكل 

نظرت له تينا بتأثر : ليه بتقول كده ياعمر ...احنا كلنا بنحبك وبعدين علي الاقل ترد علي طنط وتطمنها عليك اوما لها قائلا : انا كويس لما تصحي ابقي طمنيها عليا 

أوقفته تينا : انت رايح فين ؟

هزت كتفه : مكان ما كنت !

...........

.....

اتسعت عيون جوري بصدمه بدت جليه علي وجهها  وهي ترفع رأسها ببطء من فوق ساق عاصم لتنظر له لحظه قبل أن تهب من مكانها وتركض الي مقعده تجثو اسفل ساقه وهي تقول بقلب لهيف : بابي رجلك بتنزف 

حاول عاصم سريعا اخفاء ساقه اسفل المقعد ولكن جوري لم تسمح له وسرعان ما كانت تمسك بها وترفع بنطاله ذو اللون الفاتح والذي بدت فوقه بقعه الدماء جليه

بفزع نظرت إلي جرح ساقه الذي لم يتحسن بل ساءت حالته أكثر : بابي ايه ده ...؟!

..........

....

قام ايهم بثقل تجاه الباب الذي تعالت تلك الطرقات فوقه ليعقد حاجبيه حينما راي حماته أمامه بملامح وجهه جامده 

: اهلا يا حاجه حمد الله علي السلامه

قالت عفاف بقله لياقه : ولا اهلا ولا سهلا .... نظر لها ايهم لتدخل خطوة وتبادر بالهجوم : انت بتمد ايدك علي حفيدتي !

انزعجت ملامح ايهم وسرعان ما التفت تجاه باب غرفه ابنته التي فتحت الباب وخرجت باكيه ترتمي بحضن جدتها التي ربتت علي كتفها بحنان : بس ياحلا يا حبيتي متعيطيش 

اتسعت عيون ايهم بصدمه حينما رفعت ابنته راسها من فوق كتف جدتها وهي تقول : تيته انا مش عاوزة اقعد هنا ....انا جايه اعيش مع حضرتك 

ارتسمت السعاده فوق ملامح عفاف كما ارتسمت الصدمه فوق ملامح ايهم الذي مازال لا يستطيع تصديق موقف ابنته المعادي له بتلك  الطريقه.  .... نعم اخطأ انه تطاول عليها ولكنها من قللت من احترامه 

: تنوري طبعا يا حبيتي ....يلا ادخلي هاتي شنطتك انتي واختك 

زمجر ايهم بحنق وهو يمسك ذراع ابنته : ايه اللي بتقوليه ده يا حاجه .....حلا مفيش الكلام الفارغ ده 

رفعت حلا عيناها له بتحدي : مش كلام فارغ ....انا كبرت وحقي أقرر اعيش معاك أو مع تيته وانا عاوزة اعيش معاها مفتكرش حضرتك حقك تمنعني 

تدخلت عفاف سريعا وهي تري كل الإشارات الخضراء مفتوحه امامها وتسمح لها بالعبور الي الطريق الذي تمنته منذ سنوات لتقول لايهم : كانت حجتك أنهم عاوزين يعيشوا معاك دلوقتي البنت بالفم المليان بتقولك عاوزة تعيش معايا 

كل الردود والاجابات الغاضبه تبادرت الي ذهن ايهم بتلك اللحظه ولكنه تمالك نفسه واكتفي بأن يدير رأسه خلف ابنته يتطلع في أثرها قبل أن يلحق بها وخلفه كان صوت عفاف التي قالت بتحذير : اياك تهددها ولا تغصب عليها يا ايهم ...انا هاخد البنت يعني هاخدها واختها كمان لو عاوزة تيجي معاها تنور 

انتفضت هنا من مكانها حينما دخل ايهم حيث جلست علي الفراش تتابع اختها وهي تجمع ملابسها بتلك الحقيبه الكبيرة 

لتقول له : بابي حلا مش قصدها تتحداك هي بس زعلانه منك عشان ضربتها 

اشار لها ايهم بهدوء ونظر الي حلا يسألها بعتاب : مش عاوزة تعيشي معانا يا حلا 

أومات حلا بعناد دون أن تنظر إلي ابيها : اه ولو سمحت احترم رغبتي يا بابي 

تمالك ايهم أعصابه بينما يقول بهدوء وهو يهز رأسه : ماشي يا حلا ...اعملي اللي انتي عايزاه 

رفعت عيناها ببطء تجاه ابيها تتبين صحه حديثه ليهز رأسه ويتابع بعتاب : سيبي البيت وعيشي مع جدتك طالما بقيتي كبيرة زي ما بتقولي وبتعرفي تاخدي قرارات حياتك ....زمت هنا شفتيها بتأثر ليتابع أبيهم بخزي : كل سنه بتعدي من عمري كنتوا بتكبروا قدام عنيا ....هز رأسه وتابع : بس مكنتش عامل حساب اليوم اللي تكبروا عليا ياحلا 

غص حلقه ولكنه ابتلعه وهو يقول بحزم : لو هتنسي اني ضحيت عشانكم كل السنين دي اوعي في يوم من الايام تنسي اني ابوكي وأن أي قرار في حياتك ليا حق اخده 

استدار ليغادر الغرفه لتنبثق الكلمات المندفعه من شفاه جلا التي قالت بعنفوان : تضحيه حضرتك عملتها بمليء إرادتك ومحدش طلبها منك 

ملئت الغصه حلق ايهم الذي كور قبضته واندفع خارج الغرفه دون حتي أن يستدير وينظر الي ابنته التي تتبجح أمامه بكبر سنوات عمرها وبعدم طلبها تضحيته ...!

............

...

ابتسم سيف وسرعان ما مد يده يصافح مراد الذي قابله صدفه بينما اجتمع كلاهما بتلك المزايده : مراد عامل ايه ....؟

استغرب مراد ود سيف في الحديث معه بينما توقع أن ياخذ منه موقف بعد مشاجرته مع أخته لتقع عليه الصدمه الأكبر حينما قال سيف وهو يتجه الي سيارته : ابقي سلم ليا علي جوري ..!

وقف مراد مكانه مدهوشا ....الم تترك المنزل وتذهب الي عائلتها هذا الصباح ...؟!

سرعان ما قاد عائدا الي المنزل ليجدها بالفعل غادرت ...راوده القلق ليرفع هاتفه ويتصل بأبيه ....إن لم تذهب الي عائلتها فربما ذهبت الي عائلته

كانت محادثه أبيه معه عاديه ولم يتطرق إلي وجود جوري لديهم ليدب القلق بقلبه وسرعان ما ينسي اي موقف أو عناد ويتصل بها ....تجاهلت جوري اتصاله ليس عن عمد ولكن لانشغالها بالإستماع الي حديث الطبيب عن حاله والدها بعد أن أخذته الي المشفي بإصرار لم يقاومه عاصم كثيرا بينما بالفعل شعر أن الأمر يستحق ...!

قال الطبيب وهو يتطلع في الأوراق التي أمامه : التحاليل الاوليه بتشير لارتفاع مستوي السكر في الدم بصورة كبيرة ....طبعا احنا لسه في انتظار باقي التحاليل ولكن بصورة عامه مع حاله جرح عاصم بيه للاسف الوضع غير مطمئن ...

انزعجت ملامح جوري لتقول بقلق : يعني ايه يا دكتور ...؟!

قال الطبيب بشرح : الأعصاب تلفت بصورة كبيرة مع إهمال عاصم بيه للجرح كل ده 

قال عاصم وهو يعقد حاجبيه: مكنتش حاسس بوجع شديد 

اوما الطبيب قائلا : طبعا دي واحده من الموشرات ولكن سيادتك مكنش لازم تهمل ابدا حالتك 

قال عاصم بتمهل بينما أمسكت جوري بيده : مؤشرات أن عندي سكر 

هز الطبيب راسه ونظر الي التحاليل : مقاومه انسولين ياعاصم بيه ...خفض رأسه وتابع : وللاسف حالتك مش هتساعدنا اننا نتجاوز الخطر بتاع تلف اعصاب رجلك ...سيادتك محتاج عنايه خاصه وهتفضل معانا في المستشفي لفتره من الوقت 

اهتزت ملامح جوري بقوة وطفرت الدموع من عيونها ليقول عاصم بثبات : ايه المضاعفات ؟

لم تسمح جوري للطبيب بنطق كلمه لتقول بحزم : اعمل اللازم يادكتور ونسق لبابي أنه يسافر باسرع وقت 

خرج الطبيب لتحتضن جوري ابيها وتترك لدموعها العنان : حبيبي يا بابي ازاي توصل للحاله دي ومتقولش لحد 

قال عاصم وهو يربت علي ظهرها بحنان : انا كويس

هزت راسها : لا مش كويس ....نظرت إليه برجاء : بابي لو سمحت لو بتحبني وليا غلاوة عندك متعارضنيش ...احنا هنسافر تتعالج ...!

أمسكت هاتفها قائله ؛ انا هكلم مامي وسيف 

امسك عاصم بيدها سريعا : متكلميش حد .... مش عاوز حد يشوفني بالحاله دي 

نظرت له باستفهام ليخفض رأسه بخزلان : زينه تعبت معايا كتير مفيش داعي اتعبها اكتر من كده 

نظر إلي ابنته وتابع : لو عاوزة اسمع كلامك سيبيني وانا هسافر لوحدي وهقول اني مسافر شغل 

هزت راسها برفض : لا طبعا ...انا هسافر مع حضرتك .

..........

.....

ليله طويله مرت علي الجميع ليأتي النهارد باشراقه تبعث على النفس الراحه والكل يحاول أن يجد سبيل لراحته 

بحث ايهم عن راحه زائفه من كلمات ابنته ....قالت عزه بامتثال : من عنيا يا ايهم باشا ....بكره بالكتير تكون عندك 

وبحثت زينه عن سلواها بالقاء كامل اللوم علي عاصم 

وهناك عمر الذي وجد راحته في حديثه مع تلك الصديقه القديمه التي وجد نفسه يقود الي منزلها برغبه قويه في رؤيتها والهروب من كل شيء حوله .....

أدار رأسه يتطلع الي تلك البنايات ذات الطابع القديم والذي امتلئت به تلك المنطقه الشهيرة بالاسكندريه ( السبع بنات ) ....ابتسم وهو يردد الاسم ويراه مكتوب فوق اغلب لافتات المحلات ليضحك ( ليه سبعه مش سته ولا خمسه )

أوقف سيارته ونزل منها ليسير وهو يسأل البعض عن العنوان المكتوب في يده قبل أن يدخل من الباب الحديدي الضخم لأحد البنايات ذات الاسقف العاليه التي تميزت بها الحقبه الماضيه وكم كان دخوله للمنزل فقط مريح للنفس ....صعد الدرج طابقين قبل أن يضغط زر الجرس .....

تمهل قليلا بينما لم يستمع لصدي رنين الجرس ليمد أنامله يطرق فوق الزجاج باحدي ضلفتي الباب الخشبي القديم .....بعد لحظات أتاه صوت من الداخل 

: أيوة حاضر ...

بعدها اسامه لخطوات تقترب وصوت يقول بينما ينفتح الباب : اهو حسونه جه خلاص يا وسيله انزلي من عندك بقي ...

بالطبع اطمئن لأن الجمله حملت اسم وسيله إذن هو في العنوان الصحيح ويبقي ( حسونه ) 

نظر عمر الي تلك المراه التي تجاوزت الخمسون عاما بينما ارتدت جلباب بيتي بلون السماء الهادئ ووضعت حول راسها طرحه قطنيه بيضاء تهدلت جوانبها لتبدو خصلات شعرها البيضاء اعلي راسها ...لم تمهله الوقت ليقول شيء بل سرعان ما وجدها تمسك بذراعه : اتاخرت كده ليه ....انساق عمر الي يدها التي تسحبه من ذراعه الي داخل المنزل الذي اضاءته الشمس من كل جانب لتتابع المراه : انت اشتغلت جديد عند حسونه ولا ايه ...نظر لها عمر بعدم فهم كذلك نظرت له امتثال باستفهام وهي تنظر إلي يداه التي يحمل بها مغلف انيق للغايه من أحدي كبري محلات الحلوي لتسأله بفضول : انت جايب ايه وفين عدتك ...

نظر لها عمر بعدم فهم ورفع العلبه ليفتح فمه ولكنها أيضا لم تمنحه الفرصه لتأخذه الي الصالون قائله بينما تدفع به الي الداخل : ما علينا   ..تعالي شوفي الكهربا فيها ايه واهي العده هنا ....نظرت إلي عمر المدهوش كليا بينما يحاول استيعاب الموقف لتقول له : انت اسمك ايه ؟!

: عمر !

كان هذا صوت وسيله التي نظرت للاسفل بعدم تصديق وهي تري عمر واقف بمنتصف صالون منزلهم مع جدتها .....رفع عمر عيناه تجاه هذا السلم الخشبي الذي وقفت سيلا أعلاه !

تبادلوا نظرات الدهشه للحظات بينما لم تستوعب أنه في منزلها وهو يحاول استيعاب وقوف تلك الفتاه اعلي السلم الخشبي تعلق كشاف حول رأسه وبيدها بضع مفكات وهناك تلك الاسلاك التي تدلي من السقف العالي 

نزلت سيلا بخفه من فوق السلم وسرعان ما نزعت الكشاف من فوق راسها وهي  تبتسم لعمر بعدم تصديق : عمر ...اهلا 

نظرت له امتثال بجبين مقطب : تعرفيه ...هو اشتغل عند حسونه 

ضحكت وسيله قائله : حسونه ايه بس يا تيته...همس عمر بفضول مرح : مين حسونه هموت واعرف .. ضحكت مجددا وأشارت إلي هيئه عمر وتابعت : برضه ده هيشتغل عند حسونه الكهربائي  ...!

رفع عمر حاجبيه ونظر لامتثال : انا عمر ومعرفش حسونه 

ضحكت سيلا وقالت لجدتها بشرح : ده عمر يا تيته عمر السيوفي زميلي اللي حكيت لك عنه 

أومات امتثال بترحيب : يا اهلا يا اهلا يا ابني نورت 

اتفضل ...أشارت له وهي تسرع تزيح النجفه الموضوعه بوسط الغرفه : تعالي يا ابني اتفضل ...معلش بقي علي الكركبه دي بس وسيله صممت تصلح النجفه 

ضحك عمر : طلعتي كهربائي كمان 

أومات سيلا بمرح : امال شغاله في شركه الكهرباء علي الفاضي 

اتسعت عيون عمر وهو يعرف تلك المعلومه : انتي كهربائي بجد

ضحكت سيلا وهزت راسها : لا مش للدرجه انا محاسبه هناك بس شاطره في الكهرباء 

وضع عمر العلبه التي بيده علي أحدي الطاولات الرخاميه ثم جلس في وسط الاريكه لهذا الصالون المدهب المغطي بقماش ناصع البياض لتقول امتثال : تشرب ايه ؟

: متتعبيش نفسك مفيش داعي 

: لا ازاي ....انا هعملك شاي بلبن بما اننا لسه الصبح 

اوما عمر لتتجه امتثال الي الخارج وسرعان ما يلتفت عمر الي وسيله التي كانت بمثابه هذا الضوء الذي يمليء أرجاء ذلك المنزل ....مريحه في كل شيء ...حتي مجرد وجوده بمنزلها 

حمحم عمر قائلا وهو يخرج الشيك من جيبه ويعطيه لها : اتفضلي 

قالت وسيله بامتنان : شكرا ياعمر 

وضعت الشيك علي الطاوله ونظرت الي عمر باستدراك : بس قولي انت عرفت بيت تيته منين 

رفع عمر حاجبه لحظه قبل أن يقول بمرح ضاحكا : ده انا طلعت عيني عشان اوصل ....اشار لها وتابع : روحت العنوان اللي في البطاقه بتاعه والدك اللي كانت في الملف لقيت ست فتحت ليا قولتها اني بسال عن عنوان باباكي  .....المهم قالت انكم مش ساكنين في العنوان ده وادتني العنوان الصح 

حك ذقنه وتابع متبرطما : اعوذ بالله منها الست دي  ركبها ميه عفريت اول ماسألتها عن باباكي وكأنه جوز امها

نظر عمر تجاه وسيله التي انفجرت ضاحكه وهي تقول : هو كان جوزها مش جوز امها 

بوغت عمر لينظر لها : مين ....قصدك الست كانت مرات .....ترك جملته لتهز سيلا راسها : مش مرات بابا لا دي ماما 

غرق عمر بخجله لحديثه عن والدتها بتلك الصوره ليقول باستدراك مرح : ماهو برضه انا غلطان اني روحت بدري اوي كده ....ازعجتها 

ضحكت سيلا قائله : لا هي فعلا اعوذ بالله كشريه اوي 

ضحك عمر بارتياح وهز رأسه : بصراحه اه ...عندك حق 

دخلت امتثال تحمل صينيه عليها ثلاثه اكواب من الشاي باللبن وطبق كبير فوقه مختلف أنواع البسكويت المعد منزليا ليرحب عمر بهذا الطعام الشهي 

: تسلم ايدك يا طنط البسكوت رائع 

قالت امتثال بفخر : انا اللي عملاه

اوما عمر لها وهو ياخذ قضمه مع رشفه من الشاي : تسلم ايدك

تعالي رنين الجرس ليدخل بعد قليل الكهربائي المنتظر 

اخذت وسيله عمر للشرفه الواسعه ليشرد في حركه الشارع بالاسفل ولم يشعر بمرور الوقت في حديثهم إلا حينما دخلت إليهم امتثال قائله : تعالوا يا ولاد حسونه خلص الكهربا

.......

حكت عزه راسها وهي تنظر إلي ابنتها : بس دي مش سكه ايهم باشا 

قالت فيفي وهي تهز كتفها : وهو يكره ...انتي بس جربي ...!

قالت عزه بتفكير : وهي هتوافق ؟!

أومات فيفي : دي سيبيها عليا ...انا هقنعها 

أومات عزه قائله : اه بس الموضوع ده لازم يخلص بسرعه .....ايهم باشا عاوز البت بكرة بالكتير 

قالت فيفي بتمهل : لا انتي قولي له علي اخر الاسبوع ...وانا بقي هقنع غرام ....المهم انتي جهزي ليا خمسين ألف جنيه 

بوغتت عزه : ليه ؟!

ضحكت فيفي بمكر : مهرها ....امال نقنعها ازاي أنه عاوز يتجوزها من غير مهر ...!

.........

...

نظرت ابتسمت وسيله مجددا لعمر بعدم تصديق : انت جيت بجد ...انا لغايه دلوقتي مش مصدقه 

اوما لها بمرح : ما انا اهو قدامك وقاعد معاكم للصبح ها بقي هتغدوني ايه ؟!

ضحكت وسيله قائله : بس كده ....تيته ....يا تيته

قالت امتثال وهي تنهي حديثها مع جارتها الاي وقفت معها امام باب المنزل : جايه يا وسيله 

ضحكت بمرح : تيته بتمارس نشاطها الاجتماعي مع جيرانها ...استني خمسه وهتدخل 

اوما عمر وعاد يتجاذب معها أطراف الحديث الذي لايعرف كيف يمضي بتلك السلاسه والراحه بين كلاهما وكم كان بحاجه لهذا الفاصل وتلك الراحه في تلك الفتره العصيبه التي يمر بها .

قالت امتثال بترحيب : لا تمشي ايه ...انت هتتغدي معانا 

قال عمر بإصرار. : لا غدا ايه انا كنت بهزر مع وسيله ....اصلا متشكر علي الفطار التحفه 

هزت امتثال راسها بإصرار : والله ما يحصل وهتتغدي معانا .....سرعان ما أدارت راسها الي وسيله قائله : طبعا عارفه هقول ايه .....

أومات وسيله بضجر وهي تلوي شفتيها : اروح لأم سماح واقولها تيته بتصبح عليكي وبتقولك اكله سمك 

اومات امتثال : شاطره ....وتقوليلها البوري زيت وليمون والبربون متنشفهوش في القلي والسنجاري اياك تحرق الوش ووانتي راجعه تيجيبي باذنجان عشان اعمل بابا غنوج وانا هكون عملت الارز والسلطات 

تدخل عمر قائلا : لا لا مفيش داعي لكل ده 

قالت امتثال : لا ازاي بقي ده انت في اسكندريه يعني لازم اكله السمك 

ضحك عمر قائلا : ماهو يا حاجه انتي متعرفيش .. انا بقي امي اسكندرانيه واصلا طول الوقت بتعمل سمك 

قالت وسيله بعدم تصديق : بجد 

اوما لها لينظر الي امتثال قائلا : متتعبيش نفسك ابدا ....لو مصره اوي اتغدي معاكم يبقي اعملي اي حاجه سهله حتي لو مكرونه وبانيه 

رفعت امتثال حاجبيها قائله لعمر باستنكار : بانيه ...؟! 

انت عارف كيلو البانيه بكام 

نظر لها عمر بحاجب مرفوع هو الآخر 

: هو ايه حكايه البانيه معاكم 🤣 

انفجر عمر وسيلا بالضحك لتضحك امتثال وتربت علي كتفه قائله : بهزر معاك يا حبيبي .....بس مش قيمتك 

قال عمر بامتنان : كلك ذوق 

قالت امتثال : حيث انك مش عاوز سمك يبقي انا هعملك اكله مش هتنساها 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباس من القادم 

: لو سافرتي يا جوري هتكوني طالق !!

الفصل التالي




تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !